مَنزلٌ قَديمْ

1.1K 125 16
                                    

« توقعت أن ذلك العجوز سيتصل بالشرطة ما إن يلمحني
لكن هو يبدو شخصاً بسيطاً جداً »

تحدث الغرابي بهدوء بينما يسير هو والحنطية معاً
فبعد تناولهما للعشاء هما قررا السير معاً بجانب النهر
بعد أن ودعا الرجل العجوز وذهابه إلى منزله

« بالتأكيد السيد سوليس شخص جيد جداً
أخبرتك سابقاً بمساعدته لنا ، أنا حقاً أشعر بالأسف لأجله
فهو لا يزال يمتلك أملاً في عودة إبنه مع كونه قد فقده منذ خمسة أعوام »

تحدثت الحنطية بينما تنظر لمياه النهر الصافية قربهما
الجو كان شديد البرودة إلا أن هذا لم يمنعهما من السير حافيين على الحصاة الباردة التي تحف النهر

نظر الغرابي إلى الحنطية بهدوء
ولاحظ الحزن المرتسم على حُلو ملامحها
وحينما فكر في ذلك التاريخ " خمس سنوات "
عادت إليه ذكريات محاولته الإنتحار في ذلك الوقت
في هذا النهر وقرب هذا المكان

عقد حاجبيه بخفة
يستعيد ذكرياته شيئاً فشيئاً ، إستيقاظه على أرضية المطعم الخشبية بجانبه أيان وفيليكس
ونظرات الناس المشفقة له ، وذلك العجوز
كان يقف قرب صديقه الأشقر ويتحدث معه بقلق عليه

« هل كان إبنه شرطياً ؟ »

هو تساءل يلفت أنظارها ناحيته
توقفت عن السير بينما تحاول التذكر لأنها لم تكن تراه إلا نادراً ولا تعرف الكثير عنه

« أجل لقد كان شرطياً ، أخبرني العم سوليس ذلك في إحدى المرات
هل تعرف أي شيء عنه تايهيونغ ؟ »

أنهت حديثها تقف مقابلاً له ترمي حذاءها أرضاً
تنظر للغرابي بعيون لامعة والفضول يتملك ملامحها الجميلة

قام الغرابي بتمرير لسانه على شفاهه مرطباً إياها
ليومِئ بخفة ، ما جعل ملامح الغزالية تشرق بأمل

« حقاً ؟! »

هي نطقت بينما تقترب منه أكثر بعفوية
لكنها كلما إقتربت تزيد من تسارع نبضاته دون علمها بتأثيرها في قلبه

هو نظر بين عينيها بتوهانٍ يرمي حذاءه أرضاً بإهمال
يطوق خصرها بيده بلطف حتى يرتطم جسدها بجسده برفق

وما زاد من نبضاته تسارعاً وجنوناً هو أنها لم تبتعد
إنما رفعت يديها حتى كتفيه تبعد بعض الخصلات عن عينيه بأطراف أصابعها الرفيعة

« لستُ متأكداً لكنني أعتقدُ بأنه أحد رجالي »

هو تحدث بصوت أقرب للهمس
لا يبعد عينيه عن خاصتها التي تنظر إليه تارةً أو تشتتها في المكان بإستحياءٍ تارةً أخرى
هي همهمت بهدوء تستشعر أنفاسه الهادئة قريباً من ملامحها

الـهَـوَسْ | K.THWhere stories live. Discover now