الفصل الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

يلا سعد هيرجعكم واحنا هنلحقكم

اختطفت كل واحده نظره تحفيرها داخل عقلها، ثم تحركن خلف سعد بهدوء ما بعد العاصفة،

بعد ساعة ونصف تقريباً أعلنت مكبرات المساجد عن أذان الفجر، هدوء تام عم المكان بعد أن سيطرت سيارات المطافئ علي الحريق، بعد الكثير من المساواة من أهل القرية رحلوا إلي منازلهم فلم ينم صغير ولا كبير في تلك الليلة المشؤومة،

لم يتبقى سواه بعد أن عاد حين علومه بإخماد النيران، اختار واجهة المصنع ليقف مستند علي عصاه براحة يديه، متأمل المكان بنظرات خلت منها المشاعر، خرجت تنهيده هادئة من راتيه عكس النيران الملتهبة بداخل صدره،

تتهاوى أطراف جلبابه مع نسمات بارده علونا لحضور فصل الخريف، ظلام دامس احتل عينيه عندما تذكر حديث رجاله بوجود علب من الصفيح لمادة شديدة الاشتعال بالقرب من المصنع، ليكن خير دليل أن الفاعل لم يكتفي فقط بإتمام خطته بل يريد إعلان التحدي، وعدم خوفه لترك دليل لمعرفة إن خصمه ليس بضعيف، ولكن هيهات والوقت الفاصل بينه وبين قبره كما أعلن المعلم،

( مش كفايا كدا يا سالم وتروح ترتاح)

دار إليه مردف بجمود :

روحوا انتو أنا رايح المسجد

عاد صبري إلي جابر وعبده وعزيز الواقفين علي بُعد قليل، أخبرهم برده ثم اتجه كل واحد إلي منزله، ربما ستكون آخر ليلة تذق أعينهم الراحة،

؛ ********** بقلم حسناء محمد سويلم

بسمته العريضة لم تختفي منذ ما يقارب أربع ساعات بل كانت تتحول الي قهقه صاخبة بعض الأحيان وكأنه مختل عقليا، اختار مقعد مريح وصعد به إلي سطح منزله ليستطيع مشاهدة ثماره تنضج بعد أن نثر سُمه بها، كان يري لهيب النيران بسعادة غامرة واستمتاع شديد خاصة كلما ارتفعت أكثر وأكثر، نهيك عن ضحكاته وتصفيقه عندما يستمع لصوت انفجار أو صياح بعيد لأهل القرية، لم يعرف قدر سعادة قلبه عندما استمع لمكبر مسجد في قريته بطلب إغاثة مصنع المعلم سالم سويلم من حريق ضخم، وقف يستنشق رائحة الحطام وكأنه وردة مزهرة في بستان جميل، أبتسم بنصر وقرر ذبح أكبر ماشية موجودة وتوزيع اللحم علي الجميع، فالليلة ليلة عيد بالنسبة إليه، وأخيراً شعر بالراحة لينعم بها من صلب تلك العائلة،

؛ **************

بعد أن احتل قرص الشمس مكانه، يزيح ستائر ليلة كانت طويلة ومظلمة، جلس عزيز مستند علي المعقد بعد أن ذهب النوم من عينه ربما لتذكره بليلة تعيسة مرت علي تلك القرية منذ أكثر من عشرون عاماً، أو لحزنه ليما حدث مع سالم، وضعت حسنيه كوب الشاي أمامه هاتفه :

يعني مش كنت كلتلك لقمه معانا بدل الشاي علي لحم بطنك كدا

اجابها مقتصر :

بنت المعلمWhere stories live. Discover now