ربت "جواد" على كتف "إياد" مُحاولا التهرب من الحديث وهو يستعد للذهاب مُردفًا:

- مبروك يا إياد.

أبتعد "جواد" متجهًا نحو "زينة" كي يخبرها أن عليهم الرحيل، بينما ظل "إياد" يتابعه بعينه مُتنهدًا بثقة:

- والله شكلك حبيتها يا أبن الدمنهوري.

❈-❈-❈

بعد مرور شهر..

كان يجلس بصحبة "هاشم" فى مكتبة بالقصر بناءًا على رغبته فى مقابلته بعيدًا عن الشركه والموظفين، يرتاب "إياد" قليلًا لعدم معرفته بسبب تلك المُقابلة المفاجأة، بينما لاحظ "هاشم" توتره ليبتسم مُعقبًا بمرح:

- إيه يا إبني أنت قاعد متوتر كده ليه؟

حمحم "إياد" مُجيبًا بإحترام وتقدير:

- أبدًا يا عمي، أنا بس مستغرب أول مره حضرتك تطلب تقابلني فى البيت!

إبتسم "هاشم" مُردفًا بود:

- بصراحة كنت عايز أتكلم معاك فى موضوع بيني وببنك.

ضيق "إياد" ما بين حاجبيه بقليل من التعجب، ما هو الشيء الذي أراد "هاشم" أن يتحدث فيه معه خارج الشركه، ليُردف بفضول:

- اتفضل يا عمي!

أبتسم "هاشم" له بكثير من الحب مُوضحًا:

- أنت عارف يا إياد إنك عندي زي جواد وزينة بالظبط، وعارف إن أبوك كان صحبي أوي، وكمان كان شريكي فى جزء من أسهم الشركة.

تنهد "إياد" بأسى عند ذكر والده المتوفي مُُردفًا:

- طبعا يا عمي أكيد عارف، الله يرحمه.

- الله يرحمه.

قالها "هاشم" وهو يقوم بفتح درج مكتبه ملتقط منه أحد الملفات ووضعها أمام "إياد" مُضيفًا:

- إمسك يا إياد.

ألتقط ذلك الملف مُتفحصًا إياه مُضيقًا ما بين حاجبيه مُستفسرًا:

- آيه ده يا عمي؟

زفر "هاشم" بقليل من الراحة لتخلصه من ذلك الحمل الثقيل الذى تمنى كثيرًا أن يتخلص منه، ولكنه لم يكن يستطيع كسر وصية صديقه المتوفي، ليجيبه بهدوء:

- ده يا ابني كل نصيب والدك فى أسهم الشركة بتاعتنا وأرباحهم، انا كتبتهم بإسمك، ودي كانت وصية والدك الله يرحمه، قالي لما إياد يكبر ويقدر يتحمل المسؤلية أحولهم بإسمك، وأنت دلوقتى كبير بما فيه الكفاية، أنت خاطب بقالك يجى شهر أهو وشكلك واخد الموضوع جد وداخل على جواز، أنت أولى تدير حقك بنفسك وعلى فكرة، فى شركة من الشركات دي حق إدارتها من نصيبك أنت، لأنها تعتبر بتاعت والدك وأنا أسهمى فيها بسيطة جدًا.

شعر "إياد" بالصدمة لأنه لم يكن يعلم بأمر شراكة والده و"هاشم"، كيف ومتى حدث ذلك؟ ولماذا لم يخبره "جواد" بهذا الأمر! لينظر نحو "هاشم" مُُعقبًا بأثار صدمة:

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora