سهام الانتقام

By batolalifouda

89.6K 3.3K 216

بنت عمها قتل أبوها وأمها وأخوها ودخلها مستشفى المجانين لما كان عندها ٨ سنين وفضل حابسها جوة المستشفى لحد من ب... More

اقتباس
اقتباس (٢)
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل العشرون والأخير

الفصل التاسع عشر

2.7K 131 11
By batolalifouda

أنهت فاطمة صلاتها وجلست تدعو الله أن يعود عبد الرحمن برفقة شهد دون أن يصيبهما أي مكروه.

أغمضت عينيها وبدأت تتذكر كيف استقبلت خبر اختطاف شهد علي يد رجال عاطف.

تهاوت فاطمة على الكرسي تبكي بعدما أخبرها عبد الرحمن بما حدث لشهد ، جلس عبد الرحمن أمامها وهمس بصوت حزين:

-"أوعدك أني هعمل المستحيل عشان أرجعها البيت سالمة حتى لو كلفني ده حياتي".

الإصرار الذي رأته في عينيه جعلها تتوقف عن البكاء لتهمس بضعف وهي تنظر له برجاء:

-"رجعلي بنتي يا عبد الرحمن ، عاطف ده واطي ومش هيرحمها وأنا مش هستحمل أن يحصلها حاجة".

اشتعلت عيناه بنظرة تدل على مدى إصراره وحرصه على عودة شهد سالمة فهو أيضا لن يستطيع أن يعيش من دونها إذا أصابها أي شيء ، هو حتى لن يتمكن من مسامحة نفسه إذا جرى لها أي مكروه:

-"متخافيش أنا مش هسمح أن أي حاجة تحصل لشهد وزي ما قولتلك دلوقتي أنا هرجعلك شهد حتى لو ده كان ده على حساب حياتي".

نظرت له بعينيها وشهقت بضعف معترضة على جملته الأخيرة:

-"بعد الشر عنك ، إن شاء الله أنت وشهد هتكونوا كويسين وهفرح بيكم".

عادت فاطمة إلى الواقع وأخذت تقرأ القرآن الكريم وهي تناجي الله أن يحفظ عبد الرحمن وشهد من أي مكروه.

▪▪▪▪▪▪

وصلت السيارة التي يوجد بها الخاطفان وعبد الرحمن إلى حيث توجد شهد ونهى وكانت كلاً منهما مقيدة في كرسيها بقوة تمنعهما من تحرير جسدهما.

حاول عبد الرحمن أن يذهب نحو شهد بمجرد أن قام أحد الخاطفان بنزع العصابة عن عينيه ولكن أمسك به الخاطفون وأردف أحدهم:

-"هات الفلاشة الأول وبعد ما نتأكد منها ابقى خد بنت عمك".

أعطاه عبد الرحمن الفلاشة التي كان يضعها في قلادته
ليأخذها الخاطف ويقوم بتشغيلها.

تأكد الخاطف أنها الفلاشة الأصلية ليهتف عبد الرحمن:

-"أظن كده كل حاجة تمام وأقدر دلوقتي أخد شهد ونهى ونمشي من هنا".

ضحك الخاطف باستهزاء قائلا:

-"أنت هتاخدهم من هنا وتروحوا على القبر".

أنهى جملته ثم قام بلكم عبد الرحمن لكمة قوية على وجهه وأخذ باقي الخاطفون يضربون عبد الرحمن ضرباً مبرحاً جعل شهد تصرخ بجزع وهي تحاول تحرير نفسها:

-"حرام عليكم سيبوه".

توجه نحوها أحد الرجال وقام بلطمها لطمة قوية على وجهها مردفا بخشونة:

-"ما تخرسي بقى يا بت أنت بدل ما أقطع لسانك".

وأخيرا أخرج المسدس وقام بتوجيه فوهته نحو رأس عبد الرحمن هاتفاً بحدة:

-"دورك دلوقتي خلص يا باشا ، اتشاهد على روحك".

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

التفت حول ياسمين العديد من الأشخاص بعد أن صدمتها السيارة.

خرج قائد السيارة بسرعة ونظر إلى ياسمين ليجدها غارقة في دمائها لا تحرك ساكنا فحملها بسرعة مردفا:

-"اخلوا الطريق بسرعة يا جماعة لأنها لازم تروح المستشفى حالا".

حمل الرجل ياسمين وصعد إلى السيارة مع عدد من الأشخاص وتوجه إلى المستشفى.

أدخل الأطباء ياسمين على الفور إلى غرفة العمليات ، حاول أفراد أمن المستشفى أن يفتحوا هاتفها حتى يستطيعوا التواصل مع أحد أقاربها ولكنهم لم يتمكنوا من تخمين كلمة سر الجهاز.

استمرت محاولاتهم في التواصل مع أحد أفراد عائلتها في الوقت الذي حضر فيه بعض من أفراد الشرطة لتقترب الممرضة من قائد السيارة وهي تقول:

-"اتفضل حضرتك تعالى معايا عشان ظابط الشرطة عايز ياخد أقوالك".

توجه معها الرجل إلى حيث يجلس ضابط الشرطة ، أخذ الضابط أقواله وكان هناك شهود على أن ياسمين هي التي ركضت نحو سيارته وأنه ليس مخطئاً أبدا ليهتف الضابط بعدما أخذ أقوال الجميع:

-"تمام تقدر تتفضل تمشي يا أستاذ يسري وتروح بيتك لو عايز".

شكر يسري الضابط ثم غادر المستشفى وهو يحمد الله أنه كان هناك رجال شاهدوا الحادث وشهدوا بالحقيقة أمام الضابط وإلا كان سينتهي به المطاف خلف القضبان مُعاقبا على جريمة لم يقم بها.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

في منزل سعاد

كانت تجلس تشاهد التلفاز في اللحظة التي أتاها اتصال من رقم غريب ، حركت يدها على الشاشة لتجيب على الاتصال وهي تقرب الهاتف من فمها:

-"ألو مين معايا؟"

ارتعشت أطرافها وتجمدت ساقيها عندما أخبرها المتصل بما حدث لابنتها لتصرخ بخوف:

-"طيب هي في أنهي مستشفى؟"

أخبرها المتصل بعنوان المستشفى لتغلق سعاد الهاتف وهي تصرخ بألم على ابنتها وفلذة كبدها ثم اتصلت برامي وهتفت ببكاء حار بعدما أجاب على الهاتف:

-"الحقني يا رامي!!"

شعر رامي بالقلق عندما سمع صوت بكائها ليسألها بسرعة عما جرى وهو يشعر بداخله أن هناك كارثة قد حدثت:

-"أنتِ كويسة يا ماما؟ إيه اللي حصل؟!"

تنفست سعاد بصعوبة بالغة وقد اغرورقت عيناها بالدموع وهي تجيبه على أسئلته:

-"في عربية خبطت ياسمين وهي موجودة دلوقتي في أوضة العمليات في المستشفى العام".

شعر رامي بقبضة حديدية تمسك بقلبه وتقبض عليه بقسوة خالصة ، حمل سترته وخرج من شقته وهو يقول بصوت حاول أن يبث من خلاله الطمأنينة في نفسه قبل أن يبثها في قلب سعاد:

-"أنا جايلك حالا وهاخدك على المستشفى ، متقلقيش يا ماما ياسمين هتكون كويسة ومش هيجرالها حاجة".

ذهب رامي إلى منزل سعاد ثم قام باصطحابها إلى المستشفى حيث توجد ياسمين ، توجهت سعاد إلى غرفة العمليات وظلت تقف أمامها حتى خرج الطبيب.

سارت نحو الطبيب وسألته بنبرة قلقة تنهش في قلبها:

-"طمني عليها يا دكتور هي كويسة؟"

أجابها الطبيب بجدية:

-"هي هتفضل حاليا لمدة أربعة وعشرين ساعة تحت المراقبة".

أجهشت سعاد بالبكاء وهتفت بصوت لحوح:

-"يعني هي كويسة؟ أرجوك يا دكتور قولي بنتي مالها؟"

تنهد الطبيب وهتف بعملية:

-"هي عندها كسر في رجليها الشمال وشوية كدمات احنا عالجناهم بس هي للأسف اتخبطت جامد على رأسها وحاليا منقدرش نعرف إذا كان حصلها أي مضاعفات ولا لا غير لما تفوق".

ذهب الطبيب لتبكي سعاد على حالة ابنتها ، اقترب منها رامي هاتفا بجدية:

-"أنتِ لازم تتصلي بأمير وعاطف وتبلغيهم باللي حصل".

صرخت سعاد بعدما سمعت اسم عاطف بغضب وغيظ جعل رامي يتأكد من رغبتها الملحة في القضاء على عاطف:

-"عاطف منه لله هو السبب في كل المصايب اللي بتحصل ، ربنا بيخلص ذنب كل اللي أذاهم في بنتي".

زوجة عمه على صواب فما يحدث الآن لياسمين هو ثمن لأفعال عاطف وهذا سبب يكفيه حتى يذهب ويجهز على حياة عاطف حتى يريح البشرية من شره.

ربت رامي على كف سعاد قائلاً:

-"وحدي الله يا ماما واهدى وإن شاء الله ياسمين هتقوم بالسلامة".

▪▪▪▪▪▪▪▪

اقتحم وائل وعناصر الشرطة المكان في الوقت نفسه الذي صوب فيه الخاطف المسدس نحو عبد الرحمن ، تفاجأ الخاطف بوائل الذي صوب مسدسه على رأسه وهو يقول:

-"أي حركة هنسف رأسك".

ثم وجه حديثه لباقي الضباط هاتفاً وهو يشير نحو أفراد العصابة:

-"اقبضوا عليهم".

وبالفعل ألقى وائل القبض على جميع الخاطفين وقام باستعادة الفلاشة منهم وتم تحرير كلاً من شهد ونهى.

هتف عبد الرحمن بسخرية وهو يرمق وائل بغيظ:

-"كنت اتأخرلك كمان شوية على ما يخلصوا عليا!!"

كبح وائل ضحكته وهو ينظر إلى ملامح عبد الرحمن الحانقة والتي تشوهها بعض الكدمات:

-"جرى إيه يا ابني ، ما أنا وصلت أهو وأنقذت الموقف".

رمقه عبد الرحمن بنظرات ثاقبة وهتف مغتاظا وهو يمسح برفق الدماء المتدلية من كدمات وجهه:

-"وصلت بعد ما عملوا مني كنافة!!"

ضحك وائل قائلاً بمزاح:

-"معلش تعيش وتاخد غيرها".

تحدث عبد الرحمن بضيق وتعجب وهو ينظر إلى زملائه وهم يضعون الأصفاد في أيادي المجرمين ويجرونهم نحو سيارة الشرطة:

-"نفسي أفهم إيه اللي أخرك؟! المفروض أنك كنت بتتبعني عن طريق جهاز التعقب اللي في الخاتم!!"

هتف وائل مبررا تأخيره:

-"في مسمار دخل في كويتش العربية وعشان كده أنا اتأخرت الخمس دقايق دول".

نظر عبد الرحمن حوله ليتفاجأ بعدم وجود شهد ونهى ليهتف وائل بعدما لاحظ قلقه:

-"هما موجودين برة في العربية".

توجه عبد الرحمن إلى السيارة حيث تجلس شهد وهتف بقلق وهو ينظر إلى قطرات الدماء التي تناثرت من شفتيها بسبب صفعة هذا المجرم الوغد:

-"أنتِ كويسة يا شهد؟"

أومأت شهد رأسها إيجابا ليوجه عبد الرحمن حديثه إلى نهى المذعورة بسبب كل الأمور الفظيعة التي جرت معها خلال اليومين الماضيين:

-"أنا متشكر جدا يا أنسة نهى ، عاطف هيعفن دلوقتي بسببك في السجن ومش هيخرج منه أبدا".

هتفت نهى بابتسامة باهتة ظهرت على وجهها الشاحب المليء بالخدوش:

-"العفو يا حضرة الظابط ، بس أنا معملتش كده عشان تشكرني ، أنا عملت كده عشان أجيب حق أخويا ، وكمان عشان اللي زي عاطف دول لازم الناس يرتاحوا منهم ومن شرهم".

▪▪▪▪▪▪▪▪

أوصل عبد الرحمن شهد إلى المنزل لكي ترتاح وأخذ معه فاطمة وذهبا إلى قسم الشرطة ليسأله وائل بدهشة:

-"هو في حاجة أنت بتفكر فيها؟"

-"هتعرف كل حاجة دلوقتي ، هات الصورة".

أخذ عبد الرحمن الصورة من وائل وأعطاها لفاطمة وهو يقول:

-"أنتِ تعرفي مين البنت اللي في الصورة دي؟"

حركت فاطمة رأسها وهي تطالع الصورة بذهول:

-"أكيد طبعاً أعرفها ، نظراتها صحيح اتغيرت بس شكلها لسة زي ما هو ، دي تبقى نفسها مرام اللي أنا أنقذتها من حريقة المستشفى اللي حكيتلك عنها قبل كده".

هنا ابتسم عبد الرحمن وأردف:

-"شكرا يا طنط فاطمة ، أنا اتصلت بسواق التاكسي عشان ياخدك يروحك لأن الأحسن أنك تفضلي دلوقتي مع شهد".

بعد خروج فاطمة نظر عبد الرحمن إلى وائل وقال:

-"أنا دلوقتي هفهمك كل حاجة ، أنت كنت مستغرب أن سهام عزام ملهاش ماضي ، ده لأن ماضيها هو مرام ، سهام عزام هي نفسها مرام الشناوي".

زفر وائل أنفاسه وتحدث بصوت رزين وهو يحك ذقنه:

-"ده يفسر ليه هي بتنتقم منه وليه أيتن ساعدتنا في أننا نقبض على كوثر".

أضاف عبد الرحمن معلومة جديدة على حديث صديقه:

-"أنا عرفت دلوقتي أن كل ممتلكات عاطف الشناوي بقت باسم سهام عزام".

رماه وائل بنظرات مندهشة قبل أن يردف بنبرة جادة:

-"احنا لازم نروح بيت عاطف دلوقتي حالا".

-"أنا جبت خلاص إذن من النيابة عشان نقبض على عاطف".

ألقى عبد الرحمن تلك العبارة قبل أن يخرج برفقة وائل وباقي زملائهم إلى منزل عاطف حتى يلقوا القبض عليه.

▪▪▪▪▪▪▪▪

في منزل عاطف

صرخ عاطف بصدمة وهو يمسك بالهاتف وقد شعر وكأن الأرض تهتز من تحته:

-"إيه اللي أنت بتقوله ده؟!"

-"زي ما بقول لحضرتك ، أنت مضيت لسهام عزام على تنازل بكل أملاكك".

أطلق المتصل تلك الكلمات على مسامع عاطف الذي صاح به قائلاً بذهول اعتراه في تلك اللحظة:

-"إيه الكلام الفارغ ده!! أنت اتجننت ولا جرى حاجة في نفوخك؟! أنت عارف ...."

بتر باقي جملته عندما وجد سهام تدلف إلى منزله وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة مردفة:

-"الكلام ده مش فارغ ولا حاجة يا عاطف كل حاجتك بقت بتاعتي دلوقتي وباسمي".

وقع الهاتف من يد عاطف إثر الصدمة وتحطم إلى أشلاء وهو ما زال ينظر لها ولا يصدق ما فعلته به.

نظرت سهام إلى ملامحه المبهوتة بتشفي وهتفت وهي تجلس بأريحية على أريكة الصالون:

-"مالك متنح كده ليه؟! أكيد مصدوم لأنك مكنتش متخيل أن اللي بتعمله في الناس يتعمل فيك صح ، بس نعمل إيه بقى في قانون الحياة اللي بيقول (كما تدين تدان والحيل التي تحال بها تُحتال)".

تأججت النيران بداخله عقب سماعه كلماتها ليقترب منها وهو يهدر بصوت غاضب:

-"أنا هقتلك وأشرب من دمك".

توجه عاطف إليها وقام بإمساكها من عنقها ولكنها فاجأته بركلة قوية في معدته سقط عاطف على إثرها أرضا لتهتف من بين أسنانها بنبرة تحمل الكثير من الغل:

-"تبقى غبي لو فكرت أني لسة ضعيفة زي زمان ، أنا خلاص اتغيرت ومبقتش نفسها البنت المسكينة اللي أنت دوست عليها قبل كده".

امتلكه فضول لحوح لمعرفة السبب الذي دفعها لتغدر به بهذه الطريقة:

-"أنتِ عملتِ كده ليه؟"

رمقته سهام باستخفاف وهتفت بسخرية لاذعة:

-"اخص عليك يا عاطف ، بقى أنت مش قادر تعرفني لغاية دلوقتي!! هو أنا اتغيرت أوي كده لدرجة تخليك تنساني وتنسى اللي عملته فيا!!"

دنت منه وهي تستكمل بنبرة قوية تحمل في طياتها الكثير من التوعد:

-"معقول نسيت اللي عملته في مرام يا عمي؟!"

نظر عاطف لها بصدمة لا يصدق أن تلك المرأة التي تقف أمامه وتنظر إليه برأس شامخ هي نفسها مرام الطفلة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة!!

صاحت سهام بصراخ يهز القلوب وهي تنظر إلى ملامح الصدمة التي طغت على وجهه:

-"أيوة أنا هي مرام ، الطفلة الصغيرة اللي أنت حبستها ولما بقى عندها 18 سنة بعتلها فريد عشان يساومها على أملاكها وبعدين تقتلها".

ارتفعت نسبة الأدرينالين في دمه وبدأ يتحدث بصورة أكثر عنفا وهو يعتدل ويقف أمامها:

-"أنتِ إزاي عايشة لحد دلوقتي؟!"

لاحظت سهام عدائية نبرته وحدة ملامحه فزفرت ساخرة وهي تخبره:

-"في واحدة بنت حلال لا تعرفني ولا أعرفها هي اللي أنقذتني من النار بعد ما كنت هموت محروقة ، عملت عكس الناس اللي قريبين مني اللي راحوا رموني في النار بإيديهم".

قام عاطف وحاول مهاجمة سهام مجددا ولكنها أمسكت به وقامت بدفعه دفعة قوية أسقطته أرضا بقوة جعلته ينظر لها بصدمة لتهتف بتحذير:

-"لم نفسك أحسنلك ، قولتلك من شوية أنا مش مرام الضعيفة ، أنا دلوقتي سهام عزام اللي بتاكل أي حد يفكر في أنه يأذيها".

تحرك عاطف من مكانه وتوجه نحو الباب:

-"أنا هنادي للأمن وهما هيتصرفوا معاكِ".

ضحكت سهام بصوتٍ عال قبل أن تقول:

-"أنت فعلا غبي أوي لدرجة أنك مستوعبتش لحد دلوقتي أن شوية الحراس بتوعك دول اتخلوا عنك بعد ما رميت لكل واحد فيهم قرشين".

أطلق عاطف لفظ سيء وخادش في حقها لتتحدث بصوت غاضب وهي تضم قبضة يدها بشدة:

-"بطل قلة أدب أحسنلك ، أنت أصلا مكنتش هتوصل للمرحلة دي لو مكنتش اتخليت عن فريد ورميته في الحبس عارف ليه؟"

رمقها عاطف باستفهام قبل أن تجيب:

-"لأنه لو شافني كان هيعرف أني مرام وده لأنك كنت بتبعته ليا زمان عشان يطمنك أن أنا حالتي بتسوء ، يعني هو الوحيد اللي يعرف شكلي وكان هيكشفني لو شافني".

لمعت عيناها بتسلية وهي تبتسم على وضعه المزري قبل أن تفجر قنبلتها في وجهه:

-"أنا اللي بلغت عن الشحنة بتاعتك اللي كانت في العيد ، وأنا كمان اللي اتسببت في تلاعب الحسابات اللي حصل في شركتك واللي خلاك تفكر أن فريد بيسرقك ، وعملت ده كله عشان تتخلى عنه لما يتقبض عليه وتلبسه التهمة ، لأني مكنتش هعرف أعمل حاجة أي حاجة طول ما فريد موجود حواليك".

-"أنا هقتلك".

نطق تلك الكلمتين ثم التقط السكين من طبق الفاكهة الموضوع على المنضدة لتهتف سهام مستهزئة من حدته:

-"مش لما تبقى تعيش الأول!!"

ظهرت أيتن ومعها سلاح وأيضا أخرجت سهام سلاحها ووجهته نحو عاطف قائلة:

-"وقتك انتهى خلاص يا عاطف".

هنا دخل عبد الرحمن ووجه سلاحه نحو الجميع:

-"سيبي سلاحك يا مرام واهدي ، متضيعيش نفسك علشانه ، كده كده القانون هيعاقبه على جرايمه".

بدأت سهام بالضحك الممزوج بالبكاء هاتفة بحسرة واستنكار:

-"وكان فين القانون ده لما عاطف قتل أهلي وسجني عشر سنين وخد كل أملاكي؟!"

شدد عبد الرحمن على كلماته وهو يتحدث بصراحة فجة:

-"الوضع دلوقتي اتغير ، الفلاشة اللي معانا فيها دليل على كل البلاوي اللي هو عملها ، ودي هتخليه أكيد يتسجن وممكن الموضوع يوصل للإعدام".

طالعها بنظرات مشفقة للحظات وابتلع غصة في حلقه قبل أن يجلي صوته بصعوبة وهو يستطرد بنبرة حازمة فقد ذكرته بوالديه اللذان رحلا عن العالم وتركاه وهو طفل صغير يتجرع مرارة اليتم في سن مبكر:

-"لسة قدامك فرصة تعوضي اللي خسرتيه ، أنتِ خلاص انتقمتي ، سيبيه دلوقتي والقانون هيعاقبه ، أنا كمان أهلي ماتوا بسببه بس مش هاخد الطريق الغلط وأضيع عمري عشان واحد زي ده ميسواش".

أنزلت سهام سلاحها بعد لحظات من التردد وهنا تحرك عاطف الذي بلغ غضبه ذروته:

-"كنت مفكرك غبي زي أبوك يا عبد الرحمن بس طلعت غلطان أوي".

ثم التفت موجها حديثه لسهام:

-"أنا كدا كدا هاخد إعدام بس أنا مش هموت لوحدي".

ثم وبحركة سريعة أخذ السكين ووجهها نحو رقبة سهام ولكن كان عبد الرحمن أسرع منه وفجأة وفي ثوانٍ معدودة سقط عاطف على الأرض أثر طلق ناري من مسدس عبد الرحمن الذي أنقذ سهام في اللحظة الأخيرة قبل أن يطعنها عاطف.

صرخت أيتن صرخة قوية على إثر هذه الطلقة بينما تساءلت سهام وهي توجه بصرها نحو الدماء التي تنساب من جانب عاطف:

-"هو مات؟"

أخذ وائل هاتفه واتصل بالإسعاف كل هذا وسط صدمة أيتن وسهام وعبد الرحمن الذي لا يستوعب حتى الآن أنه انتقم بيده من قاتل والده.

نهاية الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

1.9K 119 22
( قصة قصيرة ) أحياناً لا نختار و لكننا نظن ذلك ! لا نعرف ما وراء الاختيار ... هل سنندم عليه أم لا . و انت مخير إما أن تختار أو تختار !!!! ( لأنه لا...
492K 24.4K 31
ذهبت في رحلة ظنت أنها ستنجني من ورائها مالاً كثيراً لكن فجأة وجدت نفسها أسيرة في أرضه بين شعبه حيث لا وجود ولا أمان لذوات البشرة البيضاء ،أسروها...
11.2K 1K 69
ننطلق نحو اهدافنا.. نجتاز الطريق.. نتعثر احيانا، نسقط احيانا.. لكننا نصل.. مايهون الصعاب.. هو الرفقة.. الجزء الأول ( حكاية حياة ) بداءت بتاريخ 19/أكت...
263K 6.1K 33
مشوهًا نعم ظالماً هو ام مظلوم ما إن تراه ستجن به ولكن هل ستحصل عليه ام لا مغرور أناني ظالم ام تائه لا يعرف ماذا يريد تحبه ويحبها هل ستكون له ام ال...