الفصل الأول

6.8K 197 5
                                    

كانت تصعد درجات السلم وكعب حذائها الذي يتناسق مع فستانها الزهري يصدر صوتا رنانا ويرتسم على وجهها ابتسامة نصر عريضة.

دلفت إلى غرفتها الخاصة التي لا يدخلها أحد سواها فهذه الغرفة تحتوي على جميع أسرارها التي لا يعرف أحد عنها شيئا ... أخرجت مسدسها من حقيبتها ووضعته على الطاولة ووقفت أمام الحائط الذي يحمل صورا لجميع أعدائها التي أقسمت على الانتقام منهم بأبشع الطرق ... أخرجت قلما من حقيبتها واقتربت إلى حد كبير من إحدى الصور وقامت برسم علامة إكس(❌) وهي تبتسم ابتسامة خبيثة قائلة:

-"ده تاني واحد انتقمت منه ولسه هنتقم من الباقي ... أنا مش هرحم حد منهم ... لازم أخليهم يدفعوا ثمن كل اللي عملوه فيا".

عادت بذاكرتها إلى الوراء وهي تبتسم وتتذكر ما فعلته قبل بضع ساعات.

كانت تجلس هذه السيدة في أحد المطاعم الفخمة وترتدى نقابا يخفي جميع تفاصيل وجهها إلا عينيها التي تشتعل بنار الحقد والانتقام ... نار ستحرق بها جميع أعدائها ومنهم هذا الذي تنتظره بفارغ الصبر فقد حانت اللحظة الحاسمة للانتقام من الرجل الذي يحمل الرقم اثنين في قائمة انتقامها ... ابتسمت عندما رأته قادم نحوها قائلاً:

-" أنا أسف جدا على تأخيري يا مدام شهيرة".

يعتذر على تأخيره بضع دقائق ولا يعتذر عن المعاناة التي سببها لها!! ألا يشعر بتأنيب الضمير ولو قليلا بعدما دمر حياتها؟!

كورت قبضة يدها وحاولت التماسك والثبات حتى لا تفشل خطتها وأردفت بهدوء:

-"مفيش أي مشكلة خالص يا دكتور محسن ... أنت طبعا عارف أني عايزة أكون من ضمن الأشخاص اللي هيساهموا في تجهيز المستشفى الخيرية بتاعتك الخاصة بعلاج المرضى النفسيين والمختلين عقليا ، وأنا اتصلت بيك دلوقتي لأني كنت عايزة أجي معاك المستشفى عشان أشوف لو في أي معدات ممكن المستشفى تحتاجها من برة مصر".

ابتسم محسن قائلاً:

-"مفيش أي مشكلة خالص يا مدام شهيرة ... حضرتك لو تحبي أنا ممكن أخدك دلوقتي المستشفى وتشوفي اللي أنتِ عايزة تشوفيه؟"

انطلق كلاً من محسن وشهيرة بسيارة شهيرة وذلك بعدما أصرت على محسن بأن يستقلا سيارتها ... توقفت السيارة فجأة في طريق صحراوي لا يوجد به أحد ... نظر محسن ناحية الطريق من نافذة السيارة قبل أن يسأل:

-"إيه اللي حصل؟"

أجابته شهيرة وهي تخرج من السيارة

-"مش عارفة ... أنا هنزل أشوف إيه اللي حصل".

خرجت شهيرة من السيارة ولحق بها محسن ليرى هو الأخر ماذا حدث للسيارة ... أردفت شهيرة وهي تشير بإصبعها ناحية أحد الإطارات:

-"واضح كده أن في مسمار دخل في كويتش العربية".

نظر محسن ناحية هذا الإطار ودون أن ينتبه أخرجت شهيرة مسدسها من حقيبتها وقامت بتصويبه ناحية رأسه ثم أطلقت النار ليسقط على إثر هذه الطلقة جثة هامدة وتفيض روحه إلى بارئها ... نظرت له بتشفي وقالت:

سهام الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن