الفصل الثالث عشر

2.7K 127 5
                                    

كان طارق يجلس في أحد النوادي برفقة شقيقته وكان يبدو على وجهه الغضب الشديد ، سألته عالية باستغراب عن سبب تجهم ملامحه:

-"مالك يا ابني بس في إيه؟!"

أجابها طارق وهو يزفر بغضب:

-"أبوكِ على أخر الزمن عايزني أعتذر لحتة فرَّاشة جربوعة!!"

ضاقت عيناها وهي توجه بصرها نحوه قائلة:

-"طب اهدي بس وفهمني إيه اللي حصل لده كله؟!"

أخبرها طارق بكل شيء لتردف بتساؤل:

-"هي البنت دي حلوة؟"

أومأ لها برأسه لتردف وهي تلوي ثغرها بتهكم:

-"يبقى الظاهر كده أن أبوك ناوي يا معلم".

-"ناوي على إيه بالظبط؟!"

سألها بتوجس لتجيبه بنبرة ساخرة:

-"ناوي يتجوز تاني".

انتاب طارق غضب شديد في تلك اللحظة فاندفع لسانه يردد بعصبية:

-"نعم!! هو احنا كل ما نطفش واحدة يجيب غيرها ، هو مش وراه غير الجواز ولا إيه؟!"

ازدادت نظرات عالية غموضا وهي تقول:

-"المصيبة لو أبوك مات وهي على ذمته البنت دي هتشاركنا ساعتها في الميراث".

-"دي تبقى كارثة وحطت على دماغنا".

خلل طارق أصابعه في خصلات شعره بغضب من تلك المصيبة التي لم تكن في الحسبان.

مرت الأيام وحاول عرفان أن يتقرب من سهام بشتى الطرق وأيضا مغازلتها ولكنها كانت تتجنبه حتى أتى اليوم الذي استطاع به عرفان أن يقنعها بالزواج.

وافقت سهام على هذا الزواج بسبب ظروفها السيئة
وبالفعل تزوجت سهام من عرفان ومضت أسابيع وهي تعيش في قصرة وفي أحد الأيام كانت سهام تقف أمام الثلاجة تشرب المياه عندما دلفت عالية إلى المطبخ قائلة بغطرسة:

-"بتعملي إيه يا عروسة الغفلة؟"

أجابتها سهام ببرود فهي اعتادت على تسلط عالية وطارق ولم تعد تتأثر بأفعالهما:

-"بشرب مية زي أي بني أدم طبيعي ما بيعمل ، هي المية كمان بقت من قايمة المحظورات بتاع سيادتك!!"

تجاهلت عالية نبرة سهام المستهزئة وردت بتوعد:

-"لا مش ممنوعة ولا حاجة ، اشربي مية براحتك بكرة تترمي في الشارع ومتلاقيهاش".

هتفت سهام بسخرية:

-"متقلقيش عليا ، أنا هعرف أمشي أموري ساعتها".

ثم استكملت بنبرة مستهزئة وهي تغادر المطبخ:

-"شكرا على اهتمام معاليكِ يا حضرة السفيرة!!"

سهام الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن