سهام الانتقام

الفصل الخامس

كان "عبد الرحمن" يجلس في الصالة ينتظر زوجة عمه ليعرف قرار شهد وبعد مرور دقائق خرجت "فاطمة" من المطبخ وهي تحمل كوبا من العصير وناولته له وهي تقول:

-"اتفضل يا حبيبي".

تناوله منها وهو يبتسم:

-"شكرا يا طنط ... أنا بس عايز أعرف اتكلمتي مع شهد في الموضوع ولا لسة؟"

تنهدت وهي تردف:

-"أيوه يا عبدو هي لسة مش قادرة تنسى الموقف بتاع المطعم بس متقلقش أنا هفضل وراها ومش هسيبها".

أغمض عينيه بضيق فيبدو أن أمامه طريق طويل حتى تسامحه وتنسى ما حدث في ذلك اليوم وتتفهم بأنه كان مضطرا إلى معاملتها بتلك الطريقة السيئة حتى لا تفشل مهمته ويضيع كل تعبه.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

ارتدى "أمير" سترته وطبع قبلة حانية على جبين زوجته قبل أن يردف:

-"متنسيش يا رنا تاخدي ياسمين معاكِ النهاردة وأنتِ رايحة عن الدكتورة".

أومأت برأسها وابتسمت:

-"حاضر مش هنسى".

كاد يغادر ولكنها استوقفته وهمست:

-"أنت هتتأخر النهاردة؟"

أجابها أمير وهو يهز رأسه:

-" أيوه ... أنا ورايا اجتماع مهم جدا النهاردة وهتأخر جدا لأن في مواضيع كتيرة هناقشها معاهم".

-"ماشي ... ربنا معاك".

غادر أمير المنزل وترك رنا تتأمل الفحوصات التي أجرتها حتى تريها للطبيبة.

▪▪▪▪▪▪▪▪

صفت "سهام" سيارتها في إحدى الحارات الشعبية وخرجت منها وأخذت تسير لبضع دقائق حتى وصلا إلى ورشة لتصليح السيارات ... اتجه نحوها صاحب الورشة عندما رآها وترك كل ما في يده ورحب بها بشدة.

-"اتفضلي اقعدي يا ست سهام ... ده المكان كله نور لما حضرتك شرفتي".

جلست سهام وتنهدت قبل أن تهتف بجدية:

-"أنا جاية هنا النهاردة يا مرعي وعايزاك في حاجة مفيش غيرك يقدر يخلصهالي".

-"أوامرك يا ست هانم ... أنا رقبتي سدادة".

هتف بها مرعي بسرعة ودون تردد ... أخبرته سهام بالمهمة التي يجب عليه تنفيذها وأخرجت صورة من حقيبتها برفقة رزمة من المال وأعطتهم له نظير الخدمة التي سيقوم بها.

-"التنفيذ هيكون النهاردة وبالنسبة للتفاصيل فأنا هبعتهالك في رسالة وخلي بالك أنا مش عايزة يبقى في أي أخطاء".

-"متقلقيش يا مدام واطمني ... مش هيكون في أي غلطة".

غادرت سهام وهي تفكر بأن تلك الضربة ستؤلم عاطف بشدة وسترد لها جزءا بسيطا من حقها المهدور.