سهام الانتقام

الفصل السادس عشر

شعر عاطف بالسعادة بعدما أخبره أمير أنه قادم في طريقه إلى المنزل ، خرج عاطف ووقف أمام البوابة وانتظره حتى أتى واستقبله:

-"حمد الله على السلامة يا أمير".

عانق أمير والده وقبل يده ثم دلف إلى المنزل برفقة زوجته ، نظر عاطف إلى الرضيع بلهفة وأشار إلى رنا أن تجلبه له حتى يحمله.

-"اتفضل يا عمي".

أعطت رنا الطفل إلى عاطف الذي حمله بين يديه مقبلا إياه ليتعالى بكاء الطفل وزمجرته التي تدل على رغبته في العودة إلى أحضان والدته.

مدت رنا يدها لتأخذ الصغير:

-"لو سمحت يا عمي هات شريف عشان أرضعه وأنيمه".

وقع اسم شريف على مسامع عاطف كالصاعقة وشُل لسانه للحظات قبل أن يردد بصدمة اكتسحت فؤاده:

-"أنت سميت ابنك على اسم عمك شريف؟!"

كانت ملامح عاطف تعبر عن مدى سخطه ورفضه لهذا الأمر ولكن ورغم كل ذلك لم ينتبه أمير إلى تعبيرات وجه والده وهو يردف بابتسامة:

-"أيوة يا حاج ، أنا متأكد أنك مبسوط أني سميت ابني شريف زي ما أنت اتمنيت".

-"مين اللي قالك أني اتمنيت يكون اسم ابنك شريف؟!"

هتف بها عاطف بعينين يشوبهما الذهول ليجيبه أمير وهو لا يزال يحتفظ بابتسامته:

-"ماما هي اللي قالتلي وبعدين يا بابا أنت مقولتليش ليه أنك نفسك تسمي ابني شريف؟! أنا عارف أن عمي شريف الله يرحمه كان غالي عليك أوي وأكيد أنا مش هتردد أني أخلي اسم ابني على اسمه".

تصنع عاطف الابتسامة ثم أردف:

-"مكنتش عايز أفرض عليك حاجه يا أمير".

ثم تحولت نبرته إلى نبرة غيظ مكتوم مردفا:

-"بس البركة بقى في أمك قامت بالواجب".

-"أنا هطلع أنا فوق عشان أنيم شريف ، عن إذنكم".

صعدت رنا إلى غرفتها ووضعت شريف في سريره بعدما أرضعته ، تمددت فوق الفراش وتذكرت رغما عنها مظهر حماها وهو ينظر إلى ابنها ولم يغفل عليها نظرة الغضب المكبوتة في عينيه بعدما أخبره أمير أنه أعطى لطفله اسم عمه الراحل.

تدرك جيدا أن عاطف يكرهها ولا يطيقها ويريد أن يخرجها من حياة أمير بأي وسيلة ممكنة وهذا الأمر تأكدت منه في ذلك اليوم الذي أحضر به عاطف فتاة إلى المنزل حتى يتزوجها أمير والحجة هي أنه يريد أن يرى أحفاده قبل موته.

دلفت رنا إلى حجرة الصالون لتتفاجأ بوجود فتاة شابة تجلس أمام عاطف وتضحك بشدة ، أشار عاطف إلى رنا عندما رآها:

-"تعالي يا رنا اقعدي واتعرفي على هند ضرتك المستقبلية".

تراجعت رنا خطوتين للخلف هاتفة باستنكار: