سهام الانتقام

By batolalifouda

89.6K 3.3K 216

بنت عمها قتل أبوها وأمها وأخوها ودخلها مستشفى المجانين لما كان عندها ٨ سنين وفضل حابسها جوة المستشفى لحد من ب... More

اقتباس
اقتباس (٢)
الفصل الأول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون والأخير

الفصل الثاني

4.7K 173 6
By batolalifouda

اقترب منها أحد الشابين وكاد يمسك بها ولكنها
قامت بدفعه بعيداً عنها وركضت بأقصى سرعة ممكنة إلى أن وصلت إلى طريق مسدود ... ابتسم الشاب بخبث قائلاً وهو يدنى منها ويمسك بيده سكينا أخرجه من جيبه:

-"هتروحي فين يا قطة؟ ... اتشاهدي على روحك".

نظرت حولها تبحث عن مهرب ولكنها لم تجد فيبدو أن هذه هي النهاية ... أغمضت عينيها بقوة وهي تنطق الشهادتين لتتفاجأ بصوت غير مألوف يسألها إن كانت بخير ... فتحت عينيها ونظرت أمامها لتجد شاب لا تعرفه يكرر سؤاله لها ... نظرت حولها ورأت أن الشابان الأخران لا يوجد لهما أثر وكأنهما تبخرا في الهواء.

-"أنتِ كويسة يا أنسة؟"

سألها للمرة الثالثة لتجيبه وهي تزيل قطرات العرق التي التصقت بجبينها:

-"أيوه أنا كويسة ... شكراً أوي لحضرتك".

ابتسم بهدوء وقال:

-"العفو ... خديها نصيحة ومتمشيش من الشارع ده تاني لأنه فيه شباب زي دول كتير".

أومأت برأسها ورحلت ... نظر إلى طيفها وهي تبتعد ثم أخرج هاتفه واتصل بوالدته الروحية ليطمئنها :

-"متقلقيش يا ماما ياسمين بخير وأنا وعدتك أن محدش هيلمسها ، وبالنسبة لسهام عزام أنا هتصرف معاها وهبعدها عن ياسمين".

تنفست الصعداء قائلة:

-"خلي بالك يا رامي من اللي اسمها سهام عزام دي لأنها شكلها كده قلبها ميت ومش هتتردد أنها تقتلك لو وقفت قصادها".

زفر رامي أنفاسه بضيق قائلاً:

-"إذا كان في حد لازم يخاف من التاني فهي اللي لازم تخاف مني لأني مش هرحمها لو فكرت تأذي ياسمين أو تقرب منها مرة تانية".

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

داخل قصر عاطف الشناوي ... كان أمير يجلس كعادته في غرفة المعيشة يتصفح الجريدة عندما دلفت إليها رنا وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وقالت:

-"حذر فذر عندي ليك مفاجأة لو قولتها ممكن يغمي عليك دلوقتي".

سحب لها الكرسي لتجلس أمامه وهتف بلطف:

-"خير اللهم اجعله خير ... مفاجأة إيه دي اللي هيغمي عليا لما أسمعها؟!"

-"أنا حامل".

نظر لها بصدمة وذهول في آنٍ واحد ... هل قالت أنها حامل؟

هل حقا انتهى هذا الكابوس الذي كان يؤرق حياتهما باستمرار؟

انتبهت إلى حاله الذهول التي انتابته فقالت:

-"أنا مش مصدقه لحد دلوقتي ... وأخيراً ربنا عوض صبرنا خير".

ابتسم أمير وقال:

-"الحمد لله أنا هبلغ كل العيلة ... ده بابا هيفرح أوي ... أنا مش مصدق نفسي أني هبقى أخيرا أب".

توجه أمير إلى مكتب عاطف الذي كان يجلس به حزينا يحدث نفسه:

-"أكيد أنتِ مرتاحة دلوقتي يا سعاد بعد ما قلبتي ابني عليا".

لا يصدق أنها استطاعت أن تربح معركتها ضده ... لم يستطع أن يفعل أي شيء ليبعد أولاده عنها ... يعترف بأنه أخطأ عندما لم ينتبه إلى أولاده وهم صغار ... كان يجب أن يعلم بأنها تقابلهم سراً وأنهم تعلقوا بها ولا يمكنهم الابتعاد عنها ... لم يكن أمامه سوى أن يسمح لها برؤية أولاده وإلا كانوا سيذهبون إليها عندما يمكنهم ذلك ... كور يده بغضب وهو يتمتم:

-"مش عارف أسلم من شرك إزاي؟ عاملة زي الأفعى بالظبط تلدغ فريستها وبعد ما تلدغ يبدأ السم ينتشر
... كانت غلطة كبيرة أوي أني مخلتش بالي من العيال ... منك لله علقتي ابنك بيكِ ومش هترتاحي غير لما يقاطعني خالص ... يا ترى ناوية تقلبي ياسمين عليا هي كمان؟"

فاق من شروده علي صوت أمير وهو يناديه:

-"في خبر مهم يا بابا عايز أقولهولك".

رفع عاطف أحد حاجبيه وأردف بنبرة ساخرة:

-"خير؟ عايز تقول أنك عايز تعيش مع مامي؟"

ابتلع أمير إهانة والده فهو يعلم أنه لا يزال غاضبا بعدما استقل بعمله بعيدا عنه وابتسم بهدوء وهو يقول:

-"عايز أقولك أن رنا حامل ... يعني أنت هتبقى جد".

امتلئ قلب عاطف بالسرور فهو ينتظر سماع هذا الخبر منذ ثلاث سنوات واعتدل في جلسته قائلاً والسعادة تغمره:

-"احنا لازم نعمل حفلة بالمناسبة دي ... ده أحلى خبر سمعته من وقت طويل".

أومأ أمير برأسه قائلاً:

-"طبعا هنعمل حفلة تليق بحفيد عيلة الشناوي".

دلفت ياسمين في هذه اللحظة إلى الغرفة وقد سمعت ما قاله أمير لتوه لتهتف وهي تتقدم نحوه:

-"أنت بتتكلم بجد؟! أنا بجد مبسوطة أوي".

بدأ عاطف يخطط للحفل وذهب أمير ليتصل بأصدقائه ... لاحظ عاطف شحوب ياسمين وارتباكها فسألها ما بها ولكنها لم تجبه ... لم يتركها عاطف وشأنها وظل يلح عليها حتى أخبرته بما حدث لها بعد خروجها من الجامعة ... ضرب الطاولة بعنف وهتف قائلاً بغضب:

-"مين اللي يتجرأ يعمل كده؟! قسما بالله ما هسيب اللي عمل كده غير لما أطلع روحه في إيدي ... اسمعي كويس يا ياسمين أنت من بكرة هيبقى معاكي حارس يحميكِ".

حاولت ياسمين كثيراً أن تقنع والدها بعدم إرسال حارس شخصي معها إلى الجامعة ونجحت في ذلك بعدما وعدته بأنها ستدع السائق يوصلها بنفسه في الصباح وعندما تنتهي محاضراتها يعيدها إلى المنزل ... أمسك عاطف برأسه وبدأ يفكر ... هل ما حدث مع ياسمين مجرد صدفه أم أنها مؤامرة؟ وإن كانت كذلك فمن الذي قام بالتخطيط لها؟

▪▪▪▪▪▪▪▪

كانت سهام تجلس على كرسي مكتبها تراجع بعض الأوراق عندما دلفت إليها مساعدتها الشخصية (أيتن) قائلة وهي تناولها أحد الملفات:

-"دي نسخة من الملف أنا جهزتهالك زي ما طلبتي يا مدام سهام".

أخذت سهام الملف ونظرت له بتمعن وهي تبتسم تلك الابتسامة الماكرة فقد استطاعت أخيرا وبعد عناء أن تجد وسيلة تدمر بها عاطف الشناوي.

في هذه الأثناء صدع رنين هاتف أيتن فأجابت قائلة:

-"نفذت اللي طلبته منك ولا لا؟ اسمعني كويس أنا مش عايزاها تغيب عن عينك لحظة واحدة".

أجابها المتصل وقال:

-"اطمني يا مدام ... أنا نفذت كل اللي قولتي عليه بالحرف ومش بفارقها لحظة واحدة".

ابتسمت أيتن ابتسامة لاحظتها سهام وفهمت من خلالها أن هدفها بات قريبا للغاية.

▪▪▪▪▪▪▪▪

كانت ياسمين تجلس برفقة صديقتها ورفيقتها الوحيدة "شهد" تخبرها بما حدث معها لتنظر لها شهد بذهول قائلة:

-"أنتِ عايزه تفهميني أنهم أول ما شافوا الشاب الثالث ده هربوا؟!"

أومأت لها ياسمين برأسها وقالت:

-"الظاهر كده ... أنا أصلا استغربت من الموضوع ده أساسا".

حكت شهد ذقنها وبدأت تفكر ... ما حدث لياسمين ليس مصادفة بل هي مكيدة مدبرة ، كما أن هروب هذان الحقيران عند رؤيتهم لهذا الشاب الثالث أمر مريب وغير منطقي ... لكزتها ياسمين عندما لاحظت شرودها وقالت:

-"أنا لما قلت لبابا صمم أن يكون معايا بادي جارد وفضلت أقنعه لمدة ساعة أن الموضوع مش مستاهل".

ضحكت شهد بشدة على جملتها وهي تقول بابتسامة:

-"كان نفسي يكون معاكِ حارس وأشوفك كده زي كارينا كابور في فيلم بادي جارد ... الدفعة كلها كانت هتحفل عليكِ".

لوت "ياسمين" ثغرها بتهكم وقالت:

-"بطلي هبل وركزي في المذاكرة أحسن بدل ما نشيل مادة دكتور مجدي اللي مستحلف للدفعة ده".

زمت شهد شفتيها بضيق قائلة:

-"عندك حق ... الحكاية مش ناقصة الزفت اللي اسمه مجدي ده خالص".

مر بعض الوقت قبل أن تغادر شهد الجامعة وتعود إلى منزلها ... دلفت إلى الشقة بعدما أنهكها التعب لتستقبلها والدتها (فاطمة) بابتسامة مرحبة قائلة:

-"حمد الله على السلامة يا حبيبتي".

-"الله يسلمك يا ماما".

قالتها وهي تخلع حذائها وتجلس على الكرسي ... أردفت فاطمة وهي تعطيها كوباً من الماء:

-"ثواني والأكل هيكون جاهز ".

استقامت شهد وكادت تذهب إلى غرفتها لتصلي ولكنها رأت والدتها تقوم بوضع أطباق زائدة من الطعام فسألتها باستغراب:

-"هو احنا هيجلنا ضيوف النهارده ولا إيه؟"

ظهر التوتر على وجه فاطمة ففهمت شهد بأن الضيف المنتظر ليس سوى ابن عمها المصون "عبد الرحمن" ... زفرت أنفاسها بضيق قبل أن تتوجه إلى غرفتها لتؤدي صلاتها.

بعد مرور ساعة حضر عبد الرحمن وشرعوا في تناول الطعام ... ابتسم وهو يأكل وقال:

-"تسلم إيدك يا ماما الأكل تحفة ... ربنا ميحرمناش منك يا ست الكل".

بادلته فاطمة الابتسامة ثم وجهت نظرها إلى شهد وقالت:

-"أنتِ مش بتأكلي ليه يا شهد؟"

نظرت شهد إلى طبقها وأمسكت بالملعقة وبدأت تأكل ... أردفت فاطمة على حين غرة وهي تفرك أصابعها بتوتر:

-"في موضوع مهم كنت عايزة أكلمك فيه يا عبدو ... هو بصراحة كده في عريس متقدم لشهد بس أنا رفضته وشايفة أنكم لازم تعملوا الخطوبة بسرعة بدل ما كل شوية يجي واحد يتقدملها".

نظر لها بصدمة وذهول في آنٍ وامتعضت ملامحه وهو يتناول طعامه ... ارتشف القليل من الماء ثم كور يده قائلاً بغضب:

-"خير ما عملتِ والله وإلا كنت هتصرف معاه بطريقتي".

نظرت إليه شهد شذراً فهي وحدها من لديها حق الموافقة أو الرفض ... ارتسمت ملامح البرود على وجهها وأردفت وهي تبتسم بمكر:

-"أنا اللي هقرر إذا كان مرفوض ولا لا مش أنت وده لأنك ملكش حكم عليا ولمعلوماتك أنا موافقة على العريس ده".

اتسعت عيناه بدهشة وهو يقاطعها بعنف:

-"أنا مش هقولها تاني يا شهد العريس ده مرفوض وبلاش تستفزيني أحسنلك".

لم تبالِ بغضبه وأمعنت في استفزازه قائلة وهي تنظر إلى والدتها:

-"أنا موافقة على العريس ده يا ماما ... خليه يتصل بعبدو ويحدد معاه معاد عشان يشرف وينور البيت".

أنهت جملتها وهي تبتسم بخبث فقد استطاعت أن تثير غضبه وسترد له الصاع صاعين فهي لن تنسى إهانته لها في المطعم أمام تلك القبيحة صاحبة الجمال الزائف ... قامت شهد من على المائدة وتوجهت إلى غرفتها ... نظر بعينه أرضا وكأنه يبحث عن شيء يقذفها به وأردف بخشونة:

-"عجبك اللي هي عملته ده يا ماما؟"

استطاعت فاطمة كبح ضحكتها بصعوبة وهي تجيبه فيبدو أن لعبة القط والفأر قد بدأت للتو:

-"معلش يا حبيبي متزعلش منها ... متنساش أنها لسة زعلانة من الموقف اللي حصل في المطعم وبصراحة هي عندها حق ، أنت زودتها أوي وقتها".

أطلق عبد الرحمن تنهيدة حارة وهتف قائلاً:

-"أنتِ عارفة كويس أني كنت مضطر لأني كنت في مهمة وكان لازم أتصرف كده وقتها وإلا كل حاجة كانت هتبوظ ، وبعدين أنا اعتذرت منها بدل المرة ألف وهي لسه زعلانة ومنشفة دماغها وغير كده بتستفزني ... على العموم أول ما هي تخلص الامتحانات هنلبس الدبل وأبقى أشوف مين اللي هيتجرأ ويتقدملها تاني".

ضحكت بشدة على جملته وهي تقول بابتسامة:

-"ربنا يسهل يا حبيبي ، ومتقلقش هي شوية وهتروق ... أنت عارف شهد مش هتفضل زعلانة على طول وعلى فكرة أنا تعمدت أقول الموضوع بتاع العريس قدامها عشان أثبتلها أنك مش بايعها زي ما هي مفكرة".

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

كان يجلس هذان الشابان يتحدثان ويتسامران وهما نفسهما من قاما بمضايقة ياسمين ... قطع حديثها ظهور شخص من ورائهما وقام بإلقاء بعض النقود على الطاولة ... نظر له أحد الشابان وصاح قائلاً بغضب:

-"في إيه يا عم أنت؟! أنت بترمي لكلاب ولا إيه يا عم رامي؟!"

أمسكه "رامي" من تلابيب قميصه وأردف بخشونة:

-"جرى إيه يا روح أمك؟! مش عايزين الفلوس يعني ولا إيه؟!"

ازدرد الشاب ريقه وقال وهو يمسك بحزمة المال بين يديه:

-"لا طبعا عايزينها ... بقى احنا نعمل ده كله وفي الأخر تقول مش عايزين الفلوس!!"

أخذ الشاب الأخر نصيبه من الأموال وهتف قائلاً:

-"بس أنا مش فاهم يا باشا أنت ليه مسبتناش ننفذ كلام سهام هانم وخليتنا نسيب البنت في أخر لحظة؟"

رمقه رامي بازدراء قبل أن يردف:

-"هو في حد قالك أنك لازم تفهم ؟! أنتم أخذتم فلوسكم خلاص ... مش عايز أشوف وش أي واحد فيكم وإياك تتعرضوا ليها تاني".

رحل رامي وترك هذان الشابان وأخذ يفكر في خطوته القادمة وكيف يحمي ياسمين التي دخلت قائمة انتقام سهام عزام دون أي سبب ... أقسم أنه سيفعل المستحيل لحماية ياسمين من براثنها كما وعد والدتها حتى لو كلفه ذلك مواجهة سهام والتصدي لها.

نهاية الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

245K 7.8K 40
فتاه من عائله غنيه القدر يغير مصيرها وحياتها بالكامل وتكون بالشارع ولكن هل ستأخذ حقها من كل احد حاول اذيتها وتكون قويه ام ستبقي علي حالها هذا الذي سن...
3.9K 359 20
البدايه هي الاساس للنهاية ولكل حاجه بدايه الحب او الكره او الحزن او الفرح في القصه دي هنشوف بدايه ل شاب اسمه ايهاب المحمدي هو شاب زي اي شاب فجأه يعدي...
719K 28.7K 72
وضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما ل...