🌸رجل من حجر🌸

By xxlatifa9

487K 36.9K 26.6K

🌸 عندما تتقاطع طرقنا مع أشخاص لم نقابلهم من قبل، يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.. عالم مكسو بلون وردي من الخا... More

🌸مقدمة🌸
🌸الحلقة الأولى 🌸
🌸الحلقة الثانية🌸
🌸الحلقة الثالثة🌸
🌸الحلقة الرابعة🌸
🌸الحلقة الخامسة🌸
🌸الحلقة السادسة🌸
🌸الحلقة السابعة🌸
🌸الحلقة الثامنة🌸
🌸الحلقة التاسعة🌸
🌸الحلقة العاشرة🌸
🌸الحلقة الحادية عشر🌸
🌸الحلقة الثانية عشر🌸
🌸الحلقة الثالثة عشر🌸
🌸الحلقة الرابعة عشر🌸
🌸الحلقة الخامسة عشر🌸
🌸الحلقة السادسة عشر 🌸
🌸الحلقة السابعة عشر🌸
🌸الحلقة الثامنة عشر🌸
🌸الحلقة التاسعة عشر🌸
🌸الحلقة العشرون🌸
🌸الحلقة الواحدة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثانية والعشرون🌸
🌸الحلقة الثالثة والعشرون🌸
🌸الحلقة الرابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الخامسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السادسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثامنة والعشرون🌸
🌸الحلقة التاسعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثلاثون🌸
🌸الحلقة الواحدة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸
❤️
🌸الحلقة الثالثة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الرابعة والثلاثون🌸
🌸 الحلقة الخامسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السادسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السابعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثامنة والثلاثون🌸
Note 1
🌸الحلقة التاسعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الأربعون🌸
🌸الحلقة الثانية والأربعون🌸
🌸الحلقة الثالثة والأربعون 🌸
🌸الحلقة الرابعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخامسة والأربعون 🌸
🌸الحلقة السادسة والأربعون🌸
🌸الحلقة السابعة والأربعون 🌸
🌸 الحلقة الثامنة والأربعون 🌸
🌸الحلقة التاسعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخمسون🌸
🌸الحلقة الواحدة والخمسون🌸

🌸الحلقة الواحدة والأربعون🌸

8.9K 760 680
By xxlatifa9

لا تنسو النجمة يا حبايبي 🌟

النجمة..🌟 ال ايش؟ النجمممة🌟🌚

حطوو فوووت🌟🌟🌟


🌸

-- هل أنتِ طفلة؟! 

تايهيونغ قال بغضب وهو يحاول تدارك جسدها من الإنزلاق من بين ذراعيه بينما هي تلف إحدى ذراعيها حول عنقه ووجهها يستند على كتفه ناظرة للخلف، ملوحة بيدها الأخرى للراقصين الذين أخذوا يراقبون المشهد الغريب بشيء من الفضول، ضحكت قائلة بسعادة : ولكن عليك رؤية وجوههم!! 

في الوقت الذي كان تايهيونغ يعطيهم ظهره، بينما تنظر هي إليهم مباشرة 

ساقاها تركلان بعشوائية في محاولة للإفلات من بين ذراعيه، هو تابع طريقه دون اهتمام بما تقوله، ماي كانت تشعر بالقليل من التعب، كأنها استهلكت عامين من الطاقة، وهي الآن بحاجة للذهاب في سبات عميق! 

مع ذلك، لم تكن تشعر بالنعاس، وبالتأكيد لم تكن تشعر بالرضى وهي تحمل هكذا مثل سجينة تترنح بين ذراعي السيد الغاضب، ذلك بالطبع حتى توقف تايهيونغ فجأة ليقول بتمتمة خافتة : ليس الآن.. 

أدارت وجهها ببطء لترى سبب توقفه والذي لم يكن سوى رفيقته طوال السهرة، ايلينا!! 

وجه ايلينا حمل بعض الاشمئزاز وهي تلقي بنظرة على ماي كأنها شيء إضافي مزعج وغير مرغوب فيه، قبل أن تعيد اهتمامها إلى تايهيونغ قائلة بشيء من الاصرار : ولكننا بحاجة لاكمال حديثنا.. هل حقاً تريد تجاهله؟ انت تعلم أنه مهم! 

ماي رفعت حاجبيها وقبل أن يستطيع تايهيونغ النطق تدخلت قائلة وهي تلوح بيدها : هل لديكِ مشاكل في السمع يا آنسة؟ إنه يقول بوضوح ليس الآن..-وبصوت يستخدم لابعاد الغربان المزعجة تابعت- هيا شوووه اذهبي! 

ايلينا زفرت بنفاذ صبر بينما عيناها ترميان ماي بنظرات كالخناجر : تايهيونغ..!! 

قلدتها ماي بصوت حاد مخنوق وهي تمد شفتيها كالسمكة : تايهيووونغ.. 

تايهيونغ رمق ماي بحاجبين معقودين كأنها يسألها عما تفعله بالضبط لكنها اكتفت بمنحه ابتسامة حلوة زادت العقدة بين حاجبيه بينما يلتفت إلى ايلينا قائلاً بنبرة مهدئة : لنتحدث لاحقاً.. لدي ما أفعله الآن.. سوف أتصل بك! 

ايلينا ضمت شفتيها ملقية بنظرة أخرى قاتلة ناحية ماي قبل أن توافق على مضض : حسناً إذاً.. ولكن لا تنسى.. سوف أنتظر اتصالك! 

وقفت على رؤوس أصابعها وعلى الفور عيون ماي اتسعت بإدراك بما تنوي فعله فوضعت يدها على فك تايهيونغ تدير وجهه إليها بسرعة قائلة بدرامية : هل يمكننا الخروج من هنا؟ بسرعة إنني أختنق..! 

تايهيونغ تفاجأ قليلاً بطلبها ولكنه بدا مرتاحاً بهذا الاقتراح وهو يتحرك في اتجاه لا تعلمه دون أن يعير نظرة أخرى ناحية ايلينا او ينتبه إلى ما كانت تنوي فعله.. 

شفاه ايلينا الممدودة عادت إلى مكانها بينما بقيت يدها معلقة في الهواء لتتحول إلى قبضة مشدودة، وجهها اشتد كأنه تحول إلى صخرة عديمة الملامح و هي تراقب تايهيونغ يسير مبتعداً مع ماي بين ذراعيه! 

ماي انتبهت إلى كونها لا تزال محمولة مثل طفلة عاجزة بين ذراعي تايهيونغ وهو يدخل بها إلى مصعد  ذهبي ضمهما وحدهما، بينما الجمع الراقص يختفون من أمام ناظريها والباب يطبق دفتيه ثم يبدأ الصعود إلى أعلى.. 

بزفرة متبرمة قالت دون أن ترفع نظرها إلى وجهه : هل يمكنك إنزالي الآن؟ إننا وحدنا وهذا محرج!! 

عيونه المثبتة إلى الأمام لم تنظر إليها أيضاً، هو فقط قال بصوت بارد : حتى تحاولي الهرب مجدداً؟ كلا هذا سيأخذ الكثير من الجهد في محاولة امساكك! 

وجهه كان مخيفاً عندما أنزل نظره إليها ليقول بنبرة تحمل شيئاً من الوعيد : ما الذي شربته هذه المرة؟؟ ذلك الرجل أعطاكِ شيئاً ما أليس كذلك؟ 

هي نظرت إليه في البداية دون إجابة، كأن عقلها يحاول هضم السؤال، قبل أن تنفجر ضاحكة وهي تضرب صدره بيدها : عن ماذا تتحدث؟ لقد شربت بعض العصير فقط.. عصير! 

-- آه.. وأنتِ في هذه الحالة بسبب بعض العصير اللعين أليس كذلك؟ 

-- أية حالة؟ 

قالت وهي ترفرف بأهدابها ببراءة مما جعل تايهيونغ يطلق زفرة ساخرة : ألا ترين نفسك؟ أنت تتقافزين كالأطفال في كل مكان! وماذا كان ذلك هناك؟ هل كنتِ تحاولين افتعال شجارٍ مع ايلينا منذ لحظة؟ 

-- أنا؟ - عيونها اتسعت بشكل مبالغ فيه - لقد كنت أحاول مساعدتك فقط لأن ايلينا الغالية الخاصة بك بدت كأنها لا تفهم الكورية للحظة.. ولكن بالطبع.. كيف لي أن أحاول مضايقة ايلينا الغالية الخاصة بك؟ هل أبدو لكَ كإمرأة معتوهة ياترى ؟ أعني أنتَ لم تصبر على فراقها، بمجرد أن خرجنا أسرعتَ لدعوتها لملاقاتك هنا.. كان يجب عليك دعوتها إلى العشاء أيضاً كي لا تشعر بالملل لجلوسك معنا.. 

ضحكة خافتة ساخرة انطلقت من بين شفتيه وهو ينظر في عينيها : هل هذه رائحة الغيرة التي أشتمها تفوح من بين كلماتك آنسة ماي الصغيرة؟ 

قلبك ماي خفق بسرعة وهي تحاول التنفس بشكل طبيعي، هل بدت غيورة إلى هذا الحد؟ هل هو واضح إلى هذا الحد؟ لماذا..؟ انها ليست غيورة.. انها فقط تحاول توبيخه لدعوته شخصاً غير مرغوب به إلى موعدهم.. ولكن.. في النهاية هما قد تشاجرا.. هل كان عليه أن يركض إلى ايلينا حالاً؟ هل هو طفل لعين؟!! 

ماي ابتلعت رمقها و بنظرة باردة قالت : إنك تتخيل الأمور سيد كيم.. إن ما أقوله فقط.. إذا كنا نشعرك بالملل إلى الحد الذي تضطر فيه إلى دعوة صديق إضافي، فربما لم يكن عليك المجيء من البداية..! 

تايهيونغ ابتسم لها بشكل مستفز : هل يفترض بي تفسير تحركاتي لكِ الآن أيضاً؟ 

رغم الغيظ الذي تصاعد في حنجرتها حتى شعرت بأنه سيخنقها، هي قالت بهدوء : بالطبع لا.. 

يدها ارتفعت لتمر على ياقته بينما تخفض نظراتها إلى عنقه، حاجبا تايهيونغ ارتفعا وهو يراقب تحركاته قبل أن تنظر إلى عينيه مجدداً، بينما ترسم على وجهها ابتسامة ملائكية وتهمس : لا تقلق سيد كيم.. أنا لن أتدخل في شؤونك الخاصة أبداً! 

-- هذا جيد..!! - قال ولم يبدُ راضياً - أنتِ.. 

 كأنه يحاول البحث عن كلمات مناسبة ليتابع ببطء : متى تحولتِ إلى شيطانة صغيرة هكذا؟ 

ابتسامتها لم تهتز، وبنبرة أكثر خفوتاً أجابت : إنني أتعلم من الأفضل! 

تايهيونغ تحرك إلى الباب دون إجابة بينما زفرت وهي تقلب عينيها، لم تمر ثوانٍ حتى انفتح باب المصعد  لتقول فوراً : ها قد وصلنا أنزلني الآن!! هيا دعني أنزل على قدمي! 

تايهيونغ لم يستمع، هو سار بها إلى باب أسود مغطى بغلاف جلدي بدفتين انفتح بينما هي تركل وتصرخ به أن ينزلها لتعلق صرختها في حلقها وتصمت فجأة لمرأى ثمانية أزواج من العيون تحدق بهم، أحدهم فغر فمه لتقع قطعة الكعك المحلى التي كان يتناولها على الأرض بينما تشردق الآخر بقهوته..! 

الرجال اصطفوا فوراً بتوتر وهم ينحنون باحترام : الرئيس.. سيدي.. 

ماي تحولت إلى اللون القرمزي وهي تدير وجهها لتدفنه في قميص تايهيونغ الذي قال دون نقطة تأثر أو احراج واحدة: أخلوا الغرفة حالاً ولا تسمحوا لأحد بالدخول.. 

ماي أرادت اعطاءه نظرة حادة لكنها في الوقت ذاته شعرت بالخزي من إظهار وجهها لموظفي الأمن، تايهيونغ انتظر لحظة حتى التقط آخر موظف كعكته المتساقطة وأسرع ليخرج متعثراً وهو يعتذر، ليترك الفتاة المحتجة تنزلق أخيراً من بين ذراعيه لتقف على قدميها!! 

عيونها وقعت فوراً على الباب المفتوح جزئياً بينما يخرج منه آخر موظف، ودون تفكير ساقاها تحركتا إلى الباب لكن جسد تايهيونغ الذي تحرك لليمين فوراً منع حركتها بذراعه، رمقته بحاجبين معقودين وهي تتراجع : دعني أمر!! 

-- نحن بحاجة للحديث.. 

بروده كان يشعلها بالغضب : كلا شكراً.. أنا لا أريد الحديث.. لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ليوم واحد! 

يداه على وسطها دفعتا جسدها إلى الخلف، بينما تتركان شعوراً لذيذاً من الدفئ يتسرب فوق قماش ثوبها الناعم، شعرت بظهرها يصطدم بشيء صلب أملس بينما تايهيونغ يقول بصوت جامد : أنتِ لن تذهبي إلى أي مكان قبل أن نتحدث! 

رفعت حاجبها، يداها استشعرتا صلابة صدره وهما تبقيان بينها وبينه كشبه حاجز يمنعه من الالتصاق بها، ورغم أنها لم تكن تشعر بالراحة وهو بهذا القرب منها، كان عليها أن تتمالك نفسها حقاً هذه المرة، مهما بدا لها طويلاً ووسيماً ومتحكماً هكذا!! 

-- حسناً إذاً! هل ستبدأ بالتحدث ياترى؟ونا الذي تريد التحدث عنه؟ لأنني متأكدة من أنني لا أملك أي شيء لأقوله! 

قالت بنفاذ صبر وهو يأخذ وقته ليمرر نظراته عليها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها، قبل أن تعود نظراته إلى عينيها ليقول بنبرة تحمل تهديداً مكتوماً لشخص مجهول : أنتِ تدركين أنك كنت تتعرضين للتحرش منذ لحظة أليس كذلك؟ 

-- هل تعني وأنت تحملني إلى هنا مثل شخص همجي دون إرادتي؟ لأن هذا ما أذكر حدوثه منذ لحظة.. 

قالت ذلك بابتسامة وببطء يداه فقدتا الاتصال مع جسدها لتقعا إلى جانبيه، ابتسامة داكنة ارتسمت على وجهه لتعكس ابتسامتها قبل أن يقول بصوت خشن يحفي غضباً كبيراً : هل هكذا هو الأمر إذاً؟ لأنني متأكد أنك كنت تطلبين النجدة مني بعينيك!! 

-- أوه إذاً أنت خبير بلغة العيون الآن سيد كيم؟ 

قالت ذلك وبخفة مررت إصبعها على ياقة قميصه قبل أن ترفع إليه عيوناً ذهبية واسعة مكللة بأهداب كثيفة مزينة بشكل ممتاز : ماذا تقول عيناي في هذه اللحظة إذاً؟ هل تخبرانكَ بأن تغرب و تدعني وشأني يا ترى؟ 

بينما تقول تلك الكلمات، أدركت أنها ارتكبت خطأ بالنظر في عينيه لأنها شعرت بنفسها تقع تحت تعويذة مهلكة على الفور، لحسن الحظ غضبه ساعدها على أن تستيقظ وهو يقول بينما يده ترتفع لتمسك بذراعها بقبضة قوية قبل أن يهزها قائلاً من بين أسنانه : لا تتحدثي معي بهذه النبرة أبداً ماي!! إنني أحذرك!! 

شعرت بالألم في ذراعها، لكن الألم في قلبها كان أكبر وهو يستخدم تلك النبرة المرعبة التي تركت جسدها يقشعر والشعر الناعم على مؤخرة عنقها يقف، رغماً عنها الدموع ارتفعت لتتكوم داخل مقلتيها ثقيلة ومحرجة، وجاهدت بكل قوتها كي لا تترك قطرة واحدة تنزلق تحت نظراته القاتمة، بسرعة أبعدت نظرها جانباً لأن الحدة في عينيه كانت تجعلها تشعر برغبة في البكاء، و بدا كأنه تدارك نفسه في تلك اللحظة وهو يراها في تلك الحالة، لتلين قبضته على جلدها الطري وتشعر بإبهامه يبدأ برسم دوائر لطيفة فوق بشرتها، صوته احتفظ بقسوته ولكن أصبح أكثر انخفاضاً وهو يقول : أنتِ.. هل تحاولين استفزازي عن تعمد؟ هل تريدين حقاً متابعة التجول في الأسفل مرتدية هذا الثوب؟ 

بينما تأخذ نفساً طويلاً لتبتلع دموعها، عيناها انخفضتا إلى ثوبها بشكل تلقائي، كان عليها تدارك الحالة المثيرة الشفقة التي بدت فيها ولمعت فكرة خبيثة في رأسها، ابتسامة بريئة مستفزة ارتسمت على شفتيها وهي ترفع وجهها إليه مجدداً لتقول بهدوء: ماذا به هذا الثوب؟ لقد اخترته بعناية.. ألا يبدو جيداً؟ - دارت حول نفسها ونظرت إليه من خلف كتفها لتقول برقة- ألا يعجبك؟ 

عيونه اتسعت قليلاً ولاحظت فتحتا أنفه ترتعشان وهو يأخذ نفساً عميقاً مما جعلها تدير رأسها لكي لا تظهر الضحكة التي تصاعدت على وجهها، هل كانت جيني محقة؟ هل التلاعب بهذا الشكل حقاً هو ما يجذب الرجال؟ 

للحظة نسيت أفكارها وهي تستشعر البرودة تحت راحتيها، متفاجئة بالمنظر الذي لم تلاحظه من قبل، ما كان أمامها في الحقيقة هو عازل زجاجي مثل نافذة كبيرة مقفلة تشكل نصف الحائط، تطل على النادي في الأسفل، ليظهر كل ركن فيه بوضوح، استطاعت رؤية جماعات الراقصين المتماوجة، منسق الأغاني في طرف والذي لم تنتبه لوجوده وهي في الأسفل، والبار حيث جلست جيني تضع ساقاً فوق الأخرى وتضحك بينما تتحدث إلى نامجون.. الطاولات كانت مشغولة أيضاً، لم تصدق أن المكان كان كبيراً إلى هذا الحد، استطاعت رؤية أبواب مخفية يدخلها عدة أشخاص مما بدا أنها تؤدي إلى غرف سرية.. ماي تراجعت إلى الخلف دون انتباه بينما تقول : وااااه يمكننا رؤية الجميع من هنا!! 

شعرت بظهرها يصطدم بصدر تايهيونغ مما جعلها تنكمش وهي تقول بشهقة شبه ملحوظة في صوتها : هل.. هل يمكنهم رؤيتنا أيضاً؟ 

-- لا تقلقي.. 

شعرت بقبضته ثقيلة على ذراعها وهو يديرها لتواجهه مجدداً قبل أن يقول بلؤم : هذا المكان معزول جيداً، الزجاج يسمح بالرؤية من جهة واحدة، والجدران عازلة للصوت، لذلك فلن يسمعك أي شخص مهما حاولتِ اختلاق الفوضى! 

فتحت فمها لتتحدث لكنه قاطعها قائلاً من بين أسنانه : ولا تديري ظهرك لي أبداً!! 

-- هل يشكل هذا فرقاً؟ 

قالت ذلك ببرود مثير للأعصاب لتحصل على رده : لا تضغطي على أعصابي ماي.. أنا أكره التلاعب وأنتِ تعرفين ذلك جيداً.. لا تجبريني على التصرف كحارسك! 

ضحكة ساحرة خرجت من بين شفتيها المنفرجتين بينما تسحب ذراعها من يده لتعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة بصدمة : هل طلبت أنا منك التصرف كحارسي؟ إنك تفعل ما تشاء ولا تريد من أي شخص أن يتساءل..!! رجاءاً.. إنني أبذل ما بوسعي هنا كي لا أكون عبئاً ومصدر قلق كما كنتَ تشكو.. 

قاطعها بإنكار مذهل : أنا لم أشكو أبداً من كونكِ عبئاً.. 

-- حقاً؟ راجع ذاكرتك إذاً.. 

قالت ذلك بابتسامة باردة وهي تربت على صدره : لأنني متأكدة من أن هذا ما قلته بمجرد معرفتك أنني ذهبت إلى ذلك الحي.. 

تذكيرها له بمحادثتهم السابقة هذا المساء بعثت على وجهه بملامح غاضبة، لكنه في الوقت ذاته بدا كأنه يحاول تمالك نفسه : مهما كان ما تحدثنا عنه سابقاً فهو لا يبرر خداعك لتخرجي بثوب كهذا وتعرضي نفسك للتحرش من رجال مخمورين!! 

-- أنا لم أقم بالخداع.. - قالت ببرود- لقد كنت أرتدي معطفاً لأنه كما هو واضح فالجو في الخارج باردٌ جداً.. وفي الوقت ذاته لا أرى لماذا يجب عليك تقييم ثيابي.. 

-- لأنك امرأتي! 

قال ذلك بغضب فظ وهو يشير إلى نفسه ولسبب ما ذلك جعل ملامحها تبهت بصدمة بينما يتصاعد خفقان قلبها وهي تحدق فيه مشدوهة قبل أن تستفيق أخيراً وهي تستوعب مقصده لتذوب كل تلك المشاعر دفعة واحدة تاركة مكانها فراغاً مؤلماً : المزيفة..

-- هذا لا يهم! أنت تبدين مثل صائدة رجال بما ترتدينه.. 

قاطعته بابتسامة مستفزة : هذا غريب لأنني متأكدة أنك كنت تقدم هذا النوع من الثياب كهدية لخطيبتك السابقة!! - أخذت نفساً عميقاً وبابتسامة جريئة تابعت - ولكن نعم..أنت محق! هذا هو بالضبط ما أريد أن أبدو عليه! 

فتح فمه ليتحدث لكنها قاطعته بهدوء : هل تعلم ماذا؟ أعتقد أنني مللت كوني عزباء لمدة أربع وعشرين سنة كاملة، ربما أريد تجربة الأمر في النهاية.. الشعور بالوحدة مؤلم أحياناً.. سيكون من الجيد وجود رجل في الجوار لمساندتي أحياناً.. 

تايهيونغ بدا كأنه تجمد للحظة، قبل أن يعقد حاجبيه ببطء خطير: عم تتحدثين؟ 

ماي شعرت بأنها تقف على رأس منحدر خطر، إنها تبدأ بمجازفة مصيرية، وهي مضطرة أن تكملها حتى النهاية.. لا يمكنها أن تدع كيم تايهيونغ يمتلك اليد العليا في التحكم بحياتها، دون مقابل.. لا يمكنها تركه يتصرف مثل زوج متملك في حين يستمر بإخبارها أنهما صديقان.. كلا.. إنها لن تقبل بشيء كهذا بعد الآن..! 

ببساطة  وبملامح ثابتة قالت بينما قلبها يتشقلب داخل صدرها : أعتقد أن ما أحاول قوله مفهوم جداً.. لقد تعبت من عيش حياة هادئة وكئيبة طوال الوقت.. لماذا لا يمكنني العيش بحرية والذهاب للرقص والمرح مثل بقية الفتيات؟ أعني.. حتى الحب الذي أتلقاه قليل جداً.. في النهاية ليس هنالك سوى جيني وجدتي، وبينما جدتي غير واعية فإن دي وون بالكاد يفقه شيئاً.. ألا تعتقد أنني أستحق المزيد من الحب في حياتي؟ 

رمقته بتساؤل منتظرة منه جواباً وعندما استمر يحدق في عينيها مثل صنم دون أن ينطق بكلمة واحدة ابتسمت وتابعت : سيكون منعشاً الحصول على رجل ليحبني أيضاً.. إنني مستعدة.. 

-- رجل ليحبك..؟! 

-- آه بالطبع.. - قالت بجرأة رغم احمرار وجهها محاولة السيطرة على صوتها - لقد.. علمتني.. بعض.. الأشياء.. - صوتها اهتز قليلاً- وأنا شاكرة.. لكن أعتقد أن الوقت حان لبعض العواطف..! 

ذكرها للأوقات التي قضياها معاً كان متعمداً، رغم احرجها الشديد وهي تتلفظ بهذه الكلمات، هي حاولت السيطرة على نفسها، راغبة بشدة أن تظهر له أن كل ذلك لم يؤثر بها.. وأنها أيضاً، قادرة على تخطيه إلى شخص آخر، إذا كان ذلك سيهمه!! 

لكن انعدام ردة الفعل لديه كان قاتلاً، هذه المرة تايهيونغ لم يبدو كصنم، بل بدا كتمثال نحت من الحجر وهو يتراجع إلى الخلف، لينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل كأنه يتأمل مخلوقاً عجيباً، بملامحه المتعجرفة الجامدة، وبأكثر نبرة عملية سمعتها في حياتها هو أمتلك الجرأة ليسأل:

-- هل.. هل تعتقدين أن هنالك رجلاً سيقبل بالدخول في علاقة معك في ظل الوضع الحالي بيننا؟ 

كان يسأل ذلك هادئ عبث بأعصابها، هل كانت متحجراً إلى هذا الحد؟ 

-- نعم.. الرجل الصحيح سوف يفهم.. سأخبره الحقيقة.. في النهاية لقد اتفقنا أنه لا بأس بأن يكون لي علاقاتي، فقط أن أبتعد عن محيط معارفك.. 

-- لا يمكن.. - هز رأسه مبعداً نظره عنها كأنه يرفض صفقة لا يرغب يعقدها- لا يمكنني السماح لكِ بالمخاطرة بسمعتي.. قد ينتشر الأمر ببساطة ويصنع فضيحة ضخمة.. لا يمكن السماح بذلك! هنالك الكثير من المخاطرة في الأمر..! 

-- هذا غريب - ماي قالت بصوت متهدج- على الرغم من ظهورك العلني المستمر مع خطيبتك السابقة بعد اعلانك لارتباطك بواحدة أخرى، ودعمك لعملها و تمويلك لفيلمها، أنت تجد أن هنالك مخاطرة في حصولي على رجل بشكل سري؟ لماذا؟ 

-- أنتِ لستِ في موقع يسمح لك بطرح الأسئلة، أنتِ تعملين لدي وليس العكس..-تايهيونغ قال ذلك وألقى بنظرة على ساعته قبل أن يتابع بملل- أنا لا أريد إضاعة المزيد من الوقت في خوض هذا الحديث معك.. 

ماي شعرت بقشعريرة تضرب جسدها من شدة الغضب، شعرت بأنها توشك على الانفجار من الاستفزاز الذي تتعرض له، بابتسامة متوترة قالت وهي تعقد يديها أمام صدرها : هه؟ ولكنني أريد خوض هذا الحديث.. لا يهمني اذا كنت أعمل لديك أو مهما كان، أنت ليس لك أي حق في التدخل في حياتي الخاصة، هذا هو ما قلته أنت بالضبط في السيارة ونحن في طريقنا إلى هنا.. ودعني أخبرك.. أنا لست جيدة مع القوانين التي تطبق من طرف واحد..!! 

تايهيونغ ابتسم واقترب منها بهدوء، أخذت نفساً وهي تفرد صدرها لتقف بشكل مستقيم و ترمقه بأكثر نظرة حادة تملكها، لتقابل بتلك الابتسامة الكريهة ذاتها، تايهيونغ نظر في عينيها وبكسل ناعس سأل : هل أنتِ يائسة إلى هذا الحد لدس أنفك الجميل في شؤوني..؟ لم أكن أملك أية فكرة..! 

ماي فغرت فمها بخفة شاعرة بنفسها تتحول إلى قنبلة موقوتة، أرادت أن تصرخ به.. أرادت أن تصرخ به، مجدداً سحبت نفساً حاداً وبغيظ قالت : أنت..!! 

تايهيونغ ابتسم بوقاحة، يده ارتفعت لتبعد حلقات الشعر عن كتفها الأيمن برقة قبل أن يستريح ابهامه فوق النبض الجنوني عند قاعدة عنقها، أصابعه كانت قادرة على الشعور بالغضب المتفجر في عروقها، وهو يميل ليهمس في أذنها : افعلي ما بوسعك إذاً! 

أبتعد بضعة ميليمترات لينظر في عينيها اللتان امتلأتا مجدداً بالدموع، ولكنها هذه المرة كانت دموع الغضب..!! 

برقة شديدة يده ارتفعت لتلتقط أصابعه الدمعة التي تدحرجت على خدها، دون أن تفارق عيناه عينيها للحظة، كأنه كان قادراً على الشعور تماماً بحجم الغضب المعتمل في صدرها، ولكن دون نية صغيرة في التخفيف منه.. وهذا كان قاسياً جداً! 

لم تعلم لكم من الوقت استمرا يحدقان ببعضهما هكذا، قبل أن تسمع صوت الباب يفتح تتبعه شهقة صغيرة وصوت امرأة تقول : ماي… أوه أوه يا إلهي.. لم أعلم.. أنكما مشغولان.. سوف أخرج.. 

-- كلا.. - تايهيونغ قال بهدوء وهو يكسر اتصال نظراتهما ليستدير نحو جيني قائلاً- لقد انتهينا من الحديث هنا.. 

ماي أخفضت نظرها إلى الأرض، بينما راقبت جيني كيم تايهيونغ يتجاوزها ليخرج واضعاً إحدى يديه في جيبه!! 

بحاجبين معقودين أعادت نظرها من الباب الذي انغلق خلف تايهيونغ إلى صديقتها المرتجفة التي بدت وكأنها ستنهار في أية لحظة وأسرعت لتمسك بكتفيها قائلة بخوف : ما الذي حدث بالضبط؟؟ لماذا أنتِ في هذه الحالة؟ ولماذا يبدو كيم تايهيونغ كأنه خسر جميع أسهمه في المضاربات للتو؟! 

ماي أطلقت ضحكة مخنوقة ساخرة: إنه لم يخسر أي شيء.. إنني أنا الخاسرة كالعادة! 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸

في قاعة ضخمة واسعة وممتدة بشكل طولي، طاولة طعام خشبية منخفضة تجملت بأفضل وأجود أصناف الطعام بما يكفي لإطعام عشرين شخصاً على الأقل بينما لا تزال الخادمات في أزيائهن الصينية التقليدية يقدمن المزيد من الأطباق لمجموعة من الأشخاص لا يزيد عددهم عن الثلاثة! 

شانغ لي جلس على رأس الطاولة، بملامح المجعدة الخالية من الحياة، بينما جلست إلى يمينه امرأة في بياض دمى الخزف بشعرها الأسود العقود فوق رأسها وثوبها التقليدي المصنع من قماش ثقيل فاخر مزين يدوياً ببتلات الأزهار، ملامحها المرسوم لا تقل برودة عن ملامح زوجها، أما عن يساره فقد جلس شاب قوي البنية يتناول طعامه بشره ويبدو الوحيد المستمتع حقاً بتلك الوجبة الملكية.. 

لا شيء عكر الهدوء المميت سوى صوت تدفق المياه من ساقية قريبة، وصوت تراطم أعواد الطعام بالصحن التابع للشاب اليافع.. 

الوجبة استمرت على حالها هادئة دون أن يتبادل الموجودون أية كلمة حتى قاطع شيء ما هدوئهم أخيراً.. وذلك الشيء لم يكن سوى رجلٍ في العقد الرابع من العمر، دخل ملقياً التحية على الجالسين بيده : مرحباً جميعاً.. أرى أنكم بدأتم تناول الطعام بدوني! 

قال ذلك وتقدم ليجلس إلى جانب المرأة قائلاً بفظاظة : كيف حالك يا أختي؟ 

دون أن ينتظر إجابة التفت إلى شانغ لي ليقول بجرأة : أخي الأكبر.. أنت تبدو بصحة جيدة! 

ثم أخيراً نظر إلى الشاب الذي كان مشغولاً جداً بطعامه : ابن العم! كيف حالك؟ 

الشاب أجاب بفم محشو بالأرز : بخير! 

-- يا لها من أطباق شهية! الأخت شي تدللكم كالعادة.. 

ثم ضحك لوحده قبل أن يمسك بأعواد الطعام الخشبية ويبدأ الأكل قائلاً بفم ممتلئ : هذا اللحم جيد جداً! 

-- أنت متأخر.. 

شقيقته قالت بهدوء وبصوت جليدي جعله يقول وهو مشغول بالأكل : إنني آكل.. لا يمكنني سماعك.. 

في اللحظة التالية محتويات الطاولة اهتزت مطلقة والخشب أطلق صوتاً متألماً بينما يطعن بسكينة حادة انغرزت بين أصابع تشاي إن السبابة والوسطى.. 

-- أنت متأخر.. 

المرأة كررت مرة أخرى بنبرة أكثر هدوءاً وهي تمد يدها إلى إبريق من الماء لتصب لنفسها كأساً.. قطعة اللحم وقعت من فم تشاي إن، لكنه ودون كلمة التقطها مجدداً ليتابع تناول طعامه بهدوء هذه المرة دون أن يصدر صوتاً واحداً.. 

شانغ لي مسح فمه بمنديل وهو يدفع طبقه بعيداً ويتكئ إلى الخلف، زوجته تبعته وأنهت طعامها مما جعل الشاب ينهي طعامه أيضاً احتراماً للسيد الكبير، ليستمر تشاي إن بتناول الطعام وحده غير آبه بهم.. 

خلال دقيقتين خادمة في زي أخضر مزركش دخلت لتقترب وتجلس قرب سيدتها، والتي همست لها ببضعة كلمات بصوت خافت لتذهب وتعود مجدداً بالشاي، بينما تهتم خادمتان بإزالة الأطباق وتنظيف الطاولة! 

واحدة من الخادمتين الموكلتين بالتنظيف نظرت إلى سيدتها بتردد وهي تصل إلى طبق تشاي إن، مما جعل السيدة تقول ببرود : ارفعي الأطباق.. 

ولكن الخادمة المسكينة لم تكد تلمس الطبق أمام تشاي إن حتى تلقت صفعة قاسية بمؤخرة يده لتطير عدة خطوات إلى الخلف، بينما يقول بغضب : أيتها المعتوهة.. ألا ترين أنني لا أزال أتناول الطعام؟ 

شقيقته قالت وهي تثني منديلاً حريرياً في حجرها : لقد انتهت وجبتنا.. لا تلمس خادمتي مرة أخرى وإلا فستفقد تلك اليد.. 

تشاي إن التفت إلى شقيقته بتكشيرة والطعام يظهر من خلال فمه المفتوح، قبل أن يلقى بأعواده على الطاولة بغضب : هه.. ها هو طعامك.. فلتزيليه.. هل أنتِ شريكة مع زوجك في إذلالي الآن؟ 

الشاب الآخر زفر وهو يهز رأسه رافعاً يده إلى جبينه كأنه ضاق ذرعاً بقلة احترام تشاي إن، مما جعل الأخير يقول محدثاً الشاب : ماذا؟ هل لديك أنت أيضاً شيء لتقوله؟ 

هذه المرة شقيقته كانت من أسكتته بصفعة تبعها صوتها البارد ذو الوقع المؤلم على الأذن : أظهر الاحترام.. 

تشاي إن رمقها بنظرة قاتلة قبل أن يخفض رأسه ويضع يديه على ركبتيه المتربعتين قائلاً على مضض محدثاً شانغ لي : أنا آسف أخي الأكبر.. 

شانغ لي لم ينظر إليه، هو اكتفى بالقول : أنت لا زلت تأكل مثل خنزير كما أرى.. 

تشاي إن ضحك وهو يحرك نظره بعشوائية : ليس تماماً. فالأعمال لم تعد مثمرة كثيراً هذه الأيام.. 

-- هل تقول إنك لم تعد تستطيع حمل ثقل العمل؟ 

شانغ لي قال ذلك بسخرية جعلن تشاي إن يكز على أسنانه : بل أقول أن إعطاء فرع النقل الدولي لذلك الطفل الكوري بالإضافة لواحد من أفضل رجالنا يفسد العمل.. 

-- لماذا؟ - شانغ لي قال دون اهتمام - لا أذكر أن فرع النقل كان تحت ادارتك أبداً.. ما الذي جعله يؤثر عليك؟ 

-- بالطبع إن انفصاله يؤثر على أعمالنا جميعها.. 

تشاي إن قال ذلك بانفعال جعل شانغ لي يضحك : هل تتحدث عن عملك الصغير في تجارة التوابل والأعشاب؟ 

تشاي إن تراجع قليلاً بتوتر شبه ملحوظ : أنا.. نعم.. هذا جزء منه.. 

-- أنت تعلم.. - تشانغ لي قال وهو يتناول إصبعاً طويلاً يشبه الغليون، مخصص للتدخين ويبدأ بحشوه- منذ أن استلمت أنا أعمال العائلة.. لقد عملنا بجهد لأربعين سنة كي نطهر أعمالنا قدر الإمكان.. بالطبع.. نحن قمنا ببعض الأعمال القذرة عندما اضطررنا لذلك، لكننا لم نقم بها راغبين.. ولكن ما أراه الآن.. مشاريعك الصغيرة تلك.. مثل صبي سمين يتغذى على سرقة مصروف زملائه.. هل يليق بسمعة هذه العائلة أن نسرق من المستثمرين؟ هل يليق بنا أن نهرب "الفلاكا" الرخيصة تحت إسم الأعشاب الطبيعية؟ 

عينا شانغ لي ارتفعتا بنظرة حادة مرعبة إلى تشاي إن ليقول بهدوء كالموت : يمكنني أن أتقبل قيامك بذلك تحت شعارك الخاص، ولكن ليس تحت اسم عائلتي.. 

وجه تشاي إن كان محمراً بشكل قاتم وغير مقروء الملامح وهو ينهض بسرعة ليركع أمام شانغ لي قائلاً برجاء : أخي الأكبر.. أنا آسف.. أنا لم أقصد تشويه سمعة العائلة.. كنت فقط بحاجة لبعض الدعم من أجل تسيير أعمالي.. أخي الأكبر أرجوك.. 

شانغ لي نهض متجاهلاً توسلات تشاي إن وهو يتجاوز الرجل الراكع عند قدميه إلى الباب، ليتوقف قليلاً ويقول : المرة القادمة التي تسألني فيها لمن أوكل أعمالي، ستكون بلا شك الأخيرة. 

وهكذا، شانغ لي خرج دون كلمة أخرى، بينما مالت زوجته نحو الشاب الجالس قبالتها تقدم له فنجاناً من الشاي ذي الرائحة الطيبة، الشاب شكرها بامتنان، قبل أن يلتفت إلى تشاي إن الذي لا يزال راكعاً وقد تكورت قبضتاه من شدة الغيظ : آه أخي.. إن الإعلان الرسمي للشركة سيكون الأسبوع القادم! 

بينما قالت شقيقته بجمود : هل اعتقدت أن اظهارك لعدم الاحترام سوف يزيد رصيد نقاطك لديه؟ إنه يرميك خارج اللعبة فحسب..! 

تشاي إن كان ينظر إلى الأرض بنظرات فارغة قبيحة، وعقله يتخيل أبشع السيناريوهات لما سوف يفعله بكيم تايهيونغ، ليقول مكشراً عن أسنانه : ليس إذا قلبت طاولة لعبته أولاً! 

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

-- هل تعلمين؟ أنت تحرزين تقدماً مذهلاً بالنسبة لفتاة كانت تلقي بالتهديد والوعيد في وجه كيم تايهيونغ منذ بضعة أيام.. أعني مع حالتك هذه.. الرجل الوحيد الذي قد تحصلين عليه هو صديقنا القديم بونغ، وربما لا يحدث ذلك إذا كان قد تخلص من تقويم أسنانه.. 

ماي زفرت وهي تبقى عينيها مثبتتين على شاشة الحاسوب وتقول بملل : ألا يقوم فريق التصميم بأي عمل في هذه الشركة؟ 

-- ما الذي تتحدثين عنه؟ - جيني قالت باعتراض وهي تنفض شعرها - نحن نعمل طوال الوقت..!

-- نعم هذا واضح.. - ماي قالت ساخرة - لهذا أنت هنا كل يوم، تحتلين نصف مساحة طاولة مكتبي بمؤخرتك السمينة! 

-- اوه اصمتي! - جيني قالت وهي تقف وتضرب بيديها على ردفيها بغرور - مؤخرتي السمينة هي ما يجلب الحظ .. ولكنني أعرف فتاة تمتلك مؤخرة سمينة وتفسد حظها بيدها! 

حاجباها المقوسان ارتفعا وهي تنظر إلى صديقتها بغيظ، ماي ابتسمت دون أن تنظر إليها في المقابل : أنت تدركين أن هنالك كاميرات مراقبة في هذا المكتب أليس كذلك؟ رجاءاً لوحي لموظف الأمن.. 

جيني عقدت ذراعيها أمام صدرها : لم لا؟ لنجعل الرجل يحظى بوقت جيد.. 

-- أتساءل ماذا سيكون رأي كيم نامجون حول كرمك الزائد هذا.. 

جيني عقدت حاجبيها : اه.. لا تحاولي تغيير الموضوع، إن حديثنا الرئيسي هو مظهرك القذر.. بعد كل ذلك الكلام الذي رميته في وجه كيم تايهيونغ، وبعد أن جعلتني فخورة، انظري إلى نفسك!! ما الذي تحاولين فعله بحق الجحيم؟ الرجل غائب منذ أسبوع، أسبوع كامل بعد أن تفوهت بتهديداتك تلك.. أنت تبدين قذرة يا عزيزتي.. أنت تبدين قذرة بشكل قذر! 

ماي رفعت ذراعيها لتتأكد من عدم وجود أية رائحة : قذرة؟ كلا.. لقد استحممت هذا الصباح! 

-- نعم استحممت.. بينما يبدو وجهك باهتاً وحالياً من المساحيق مع هالات سوداء كئيبة، وثيابك شاحبة وعادية جداً دون لمسة إثارة واحدة.. وما هذا؟ هل ترتدين أحذية مسطحة؟ حتى النساء في الجنازة أكثر أناقة منكِ! 

ماي زفرت وهي تغلق الحاسوب وتنظر إلى السقف بملل : آه يا إلهي بماذا تختبرني؟! لقد تخلصت من هي را لأتورط بهذه المعتوهة! 

جيني عادت لتجلس على طرف المكتب ومالت لتقول بتهديد : أنت لا يتم اختبارك.. انها إشارة لك كي تعودي إلى رشدك.. 

-- ماذا تريدين مني أن أفعل؟ - ماي قالت بغيظ وهي تتراجع في كرسيها- الرجل اختفى في مكان ما منذ أسبوع.. هل أشده من أذنه ليعود؟ كلا شكراً.. إنني مرتاحة جداً بعدم وجوده!

جيني ضيقت عينيها وضربت بقبضتيها على المكتب : أنظري إلي الآن.. من كانت تلك الفتاة التي أخبرته بأنها شاكرة لما علمها إياه وهي مستعدة لتجربته مع رجل آخر الآن؟ هل كانت أنا؟ لا يمكنني إنكار أن تلك العبارة أعجبتني.. أعني إنها ضربة تحت الحزام تماماً.. ولكن لماذا أرى أمامي متخاذلة قذرة الآن؟ 

-- هل يمكنك التوقف عن مناداتي بـ القذرة؟ - ماي قالت وضيقت عينيها في المقابل - ومرة أخرى.. ما الذي يتوجب علي فعله؟ هل آتي إلى الشركة مرتدية فستان سهرة أحمر اللون؟! 

-- آه كلا.. - جيني قالت وهي تمد لسانها بقرف - هذا سيكون مبالغاً فيه.. 

ماي رفعت حاجبيها : بالضبط! 

-- ولكن هذا لا يعني أن ترتدي هذه الثياب المقرف التي تجعلك تبدين مثل ربة منزل في الخامسة والأربعين من عمرها..!! بحق الجحيم أنت حتى تخفين تميمة حظك!! 

-- وما ذلك؟ 

ماي قالت بعينين ضيقتين لتجيب جيني وهي تقلب عينيها : المؤخرة بالطبع!! 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸


ترجلت من سيارة الأجرة وهي تتفقد الوقت والرسالة التي تلقتها من جيني لملاقاتها، تساءلت إذا كانت ما ستكون موجودة، وهذا على الأغلب ما سيحدث.. لقد كانت متضايقة جداً عندما رأتها في المرة الفائتة، وهي بالكاد تستطيع لومها، إنها تدرك الآن كم تصرفت بشكل حقير عندما كانت تتبع ايلينا مثل كلب أعمى.. 

تنهدت مبعدة تلك الأفكار عن رأسها وعيناها تقعان على مبنى الشركة الضخم، ورغماً عنها قلبها خفق لمعرفتها من يتواجد هناك.. 

سارت بخطوات بطيئة وهي تحاول تقدير فرصة لقائها به اليوم، في العادة هي كانت تدبر مئة لقاء حتى تنجح في لقائه لمرة واحدة، أي أنه لا بأس.. ليس لمجرد أنها جاءت إلى مدخل الشركة فهي بالضرورة ستراه.. هذا سخيف.. لا يجب عليها التفكير في الأمر حتى.. ليس هنالك احتمال واحد بالمئة.. 

كانت تقول ذلك لنفسها محاولة السيطرة على توترها، كل ذلك العلاج والعمل الذي تقوم به تبخر فجأة لمجرد فكرة اعتقادها بأنها قد تراه.. 

وللحظة ظنت بأن خيالها يعبث بها ويصنع الألعاب عندما رأت سيوك جين يقف مرتدياً نظارة سوداء ومعطفاً ثقيلاً منحه مظهراً ساحراً، بينما يتطاير شعره الذي قد طال بشكل ملحوظ مع الرياح وهو يتحدث في هاتفه..

اغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات، قبل أن تستوعب أنه كان حقيقياً وواقفاً هناك بالفعل قرب سيارته يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع استطاعت سماع نبرته من مكانها!! 

شهقت عندما استدار رأسه باتجاهها وأخذت تبحث بسرعة عن مكان تختفي فيه ريثما يذهب، تنهدت براحة عندما أعادت نظرها إلى حيث يقف لتجده قد غادر بالفعل.. يدها استراحت فوق قلبها الغبي الخافق بشكل مجنون وهي تأخذ نفساً عميقاً بعينين مغمضتين.. لكن جسدها تجمد مجدداً عندما شعرت بيد ثقيلة ترتاح على كتفها قبل أن تسمع صوتاً رجولياً متسائلاً : سي يونغ؟! 

التفتت ببطء وهي تتمنى لو تختفي وتتبخر في هذه اللحظة لكن ذلك لم يحدث للأسف، ووجدت نفسها وجهاً لوجه معه وهو ينزع نظارته ليظهر تلك العينين اللتين تقتلانها منذ الأزل ، مراراً وتكراراً! 

ببطء تراجعت حتى خرجت من مجال يده، لتسقط عن كتفها إلى جانبه، بابتسامة مترددة قالت كأنها ترغب بالهرب : مرحباً..

جين عقد حاجبيه، عيناه تمران عليها في ثيابها اللطيفة ومعطفها الأصفر الواسع ذي اللون الفاتح، بينما عيناها مركزتان على شجرة زينة إلى جانبها متجنبة كل فرصة لتنظر إليه، وسمعته يقول : أنت تبدين بخير.. ماذا تفعلين هنا؟ 

-- أنتظر أصدقائي.. 

قالت ذلك باختصار جعل جين يسأل بنبرة باردة : هل ايلينا متواجدة اليوم؟ 

-- كلا.. كنت أقصد جيني.. وماي.. 

بدا أن جين لا يصدق أذنيه وهو يكرر خلفها بدهشة : جيني.. و.. ماي؟ 

سي يونغ عضت شفتها وهزت رأسها دون أن تنظر إليه، متسائلة عما يظنه بها الآن، لكنها لم تتوقع ضحكة التشجيع التي سمعتها أبداً : حقاً؟ هذا ممتاز. ممتاز جداً.. أتمنى لكم قضاء وقت ممتع..!! 

انحنت بخفة وابتسامة خجولة ترتسم على شفتيها : شكراً لك.. 

جين كان على وشك المغادرة، عندما استدار فجأة ليقول كأنه تذكر شيئاً : آه.. لقد أخبرني جونغكوك.. أنك تعملين الآن و تبلين حسناً في دراستك.. حظاً موفقاً! 

سي يونغ لم تصدق أذنيها، هل سأل جونغكوك عنها حقاً؟ لم تستطع مقاومة الإبتسامة الواسعة التي ارتسمت على شفتيها وهي تنحني مجدداً بخفة : شكراً.. ولك أيضاً! 

جين ودعها بابتسامة أخيرة قبل أن ينطلق إلى شأنه تاركاً إياها تقف هناك، تضم كفيها معاً، مصدومة بما حدث وسعيدة جداً بشكل غير متوقع! 

🌸🌸🌸🌸🌸🌸


-- هل أنتِ جادة؟ 

ماي قالت وهي تلوح بيديها بعدما وقعت عيناها على الفتاة التي تقف منتظرة إياهم قرب الباب الخارجي، جيني توقفت ونظرت إليها مؤنبة : هيا الآن لا تبدأي بالصرف كطفلة! 

-- هل أنا من تتصرف كطفلة؟ 

ماي قالت باحتجاج وهي تشير إلى سي يونغ : لماذا تصرين على ذس تلك الفتاة تحت أنفي؟ هل نبدو كأن لدينا تاريخاً جيداً معاً؟ إنها صديقة ايلينا المقربة!! 

-- إنها لم تعد كذلك!! - جيني صرخت بها - لقد قلت هذا الف مرة بالفعل.. الناس يتغيرون حسناً؟ هل يمكنك إعطاء الفتاة المسكينة فرصة على الأقل؟! 

ماي زفرت بعدم تصديق وهي لا تفهم كيف يمكن لجيني أن تطلب منها شيئاً كهذا!! 

-- حسناً.. على الرغم من أنني لا أرغب برؤية أي فردٍ من خط دماء كيم في هذه اللحظة! 

جيني رمقتها بتأنيب : ماذا تقولين؟ أنتِ تحبين نامجون! 

ماي قالت مؤكدة وهي تتبعها : ليس إذا استمر في مواعدتك! 

-- هيا لا تكوني حسودة.. 

جيني قالت ذلك وهي تضربها على ظهرها مما جعل ماي تتنهد بيأس! 

ملامح سي يونغ كانت سعيدة بشكل واضح لرؤية جيني وهما تتبادلان عناقاً سريعاً، لكنها ترددت وهي تنقل نظراتها إلى ماي التي لم تبدُ معجبة جداً بوجودها لتقول بهدوء :مرحباً.. 

ماي هزت رأسها في تحية مختصرة : مرحباً.. 

جيني كانت الوحيدة المتحمسة جداً وهي تصفق كفيها معاً : حسناً الآن هاقد تم الاجتماع.. وتبادل التحيات.. هيا بنا لننطلق!! 

-- إلى أين تنوين أخذنا؟ 

ماي تساءلت بينما تقول سي يونغ : لقد جئت في سيارة أجرة ولكن يمكنني الاتصال بالسائق..

جيني بشكل عجيب تجاهلت سؤال ماي لتجيب سي يونغ مشجعة : نعم افعلي! 

-- بالطبع.. - سي يونغ قالت بابتسامة وهي تسارع للبحث عن هاتفها داخل حقيبة يدها.. 

-- ااممم.. هل يمكنني مقاطعة هذا الحديث؟ 

ماي قالت بحاجب مرفوع تجاه جيني، التي أجابت بملل : ماذا هناك الآن؟ ما الذي تريدين الاعتراض عليه؟ 

ابتسمت ببرود وهي ترفع هاتفها : هذا!سوف نذهب مع سائقي الخاص.. تايهيونغ يكره خروجي دون حماية.. 

جيني أسرعت لتمسك الهاتف قبل أن ترفعه ماي إلى أذنها لتقول موبخة : ما الذي تفعلينه؟ ظننت انك تريدين التمرد على قوانينه! 

ماي حدثت إليها للحظة كأنها تتذكر قبل أن تتابع ضغط الأرقام : نعم ولكن هذا شيء مختلف! 

جيني سحبت الهاتف من يدها بصرامة : إنه ليس مختلفاً! انظري إليك تتصرفين مثل جرو خائف.. كلا.. هذا الهاتف سيبقى معي ونحن سنذهب مع سائق سي يونغ!! 

ماي حاولت الاعتراض : كلا جيني حقاً أنا أعني هذا انه شيء مختلف!! 

لكن جيني لم تستمع إليها وهي تضع هاتف ماي في حقيبة يدها الخاصة قبل أن تشير لسي يونغ أن تتصل بسائقها وهي تبتسم ابتسامة واسعة.. 

ماي شدت قبضتيها وهي تقلب عينيها : آه يا إلهي!! هذه الفتاة حقاً!! 

-- أولاً سوف نذهب لإحضار دي وون من الحضانة - جيني قالت وهي تعدد على أصابعها - ثم سنذهب لزيارة الجدة، ثم لشراء بعض الأغراض البسيطة لذلك لا يمكننا تسمية هذا بالتسوق، وأخيراً سوف نذهب لتناول الطعام وممارسة النميمة! 

وامتلكت الجرأة لتضحك بشكل جعل ماي ترغب في صفعها! 

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

-- لقد تورمت قدماي!! 

سي يونغ قالت وهي تلقى بجسدها على واحدة من المقاعد بينما تفعل ماي الشيء عينه ملقية بجميع الأكياس التي كانت تحملها أرضاً، لتنظر إلى جيني وتقول لاهثة : هل قلتِ أننا سنشتري بعض الأغراض فقط؟ ما كل هذا إذاً؟!!! 

جيني التي لم تكن تقل عنهما تعباً لم تفقد ابتسامتها وهي تقول : هل تسمين هذا تسوقاً؟ إنها بضعة أشياء لا تذكر من التخفيضات! 

ماي رمقتها بحاجبين مرفوعين بدهشة و لسبب لا تعلمه بدل أن تكون غاضبة هي انفجرت ضاحكة! 

جيني شاركتها الضحك وهي تضرب كتفها : لقد كان ممتعاً أليس كذلك؟ 

نظرت إلى ساعتها وهزت رأسها بتقدير : بالفعل.. لقد قمنا بالكثير في غضون ثلاثة ساعات!! هذا بطولي! 

جيني غمزت لها : فقط لأنني الأفضل.. 

-- لماذا تتحدثين وكأننا لم نأتِ معك؟ حتى دي وون المسكين كان هناك!! 

جيني حولت انتباهها إلى دي وون لتقول بصوت مداعب : اوووي دي وونا.. نونا متأسفة جداً لأنها أتعبتك..اووي نونا السيئة.. هيا سوف تعوضك نونا بطعام لذيذ.. اوه انظروا إلى هذيك الخدين.. ماذا تأكل حتى تصبح لطيفاً هكذا؟ 

ماي عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية : ماذا تعنين بنونا؟ انظري إلى الطفل المسكين يحدث بصدمة.. لا بد أنه يفكر خائفاً.. ماذا تفعل هذه الاجوما المعتوهة؟! 

-- هيه!! أنا لست أجوما.. إنني أكبرك ببضعة أشهر فقط!! لماذا يجب أن يناديك بنونا؟ 

ماي مدت لسانها بشكل سخيف : لأنني شقيقته الحقيقية.. لهذا أنا سأكون النونا الخاصة به حتى لو بلغت السادسة والستيييين!! 

جيني كتفت ذراعيها : آه.. أشكال الظلم في هذا العالم!! 

سي يونغ ضحكت على شجارهما السخيف : أنتما مسليتان حقاً.. 

ماي نظرت إليها من الأعلى إلى الأسفل : لا بد أنه لا شيء مقابل قضاء الوقت مع صديقتك ايلينا.. 

جيني ضربتها على كتفها مجدداً وقالت محذرة : توقفي عن هذا! 

-- توقفي أنتِ عن ضربي! - ماي قالت بغضب وهي تفرك كتفها - إنه يؤلم.. كما أنني لم أقل أي شيء خاطئ! 

جيني فتحت فمها لترد لكن سي يونغ أوقفتها وهي تقول بهدوء : انها محقة.. أعني.. انا أيضاً لم أكن لاتقبل شخصاً مثلي بسهولة.. 

أخذت نفساً عميقاً قبل أن ترسم ابتسامة مؤدبة على وجهها وهي تقف وتنحني بخفة أمام ماي، وباحترام قالت : أنا آسفة على كل ما بدر مني سابقاً.. أنا أعلم أن لا شيء يبرر الطريقة التي تصرفت بها سابقاً.. ولكنني أعتذر في سبيل تغيير نفسي إلى شخص أفضل.. سوف أخبرك بما حدث معي، والأمر لكِ إذا أردت مسامحتي أم لا! 

ماي كانت مدهوشة بالتغيير المذهل في سلوك سي يونغ لدرجة أنها شعرت بالشك وهي تنظر إلى الفتاة الغنية المدللة وهي تنحني لها معتذرة، ولم تدرك أنها أطالت في اندهاشها حتى شعرت بجيني توكزها لتستوعب أن سي يونغ تنتظر منها جواباً! 

عيناها تحركتا إلى جيني التي هزت رأسها مشجعة قبل أن تعودا إلى سي يونغ لتقول بارتباك: حسناً بالطبع.. أعتقد أنني.. فقط تفاجأت بهذا الاعتذار المحترم..!! 

سي يونغ ابتسمت وهي تعود إلى مكانها لتبدأ برواية كل شيء حدث معها في غياب ماي وتايهيونغ، حتى انتهت لتقول بهدوء : إنني أدرك الآن كم كنت أتصرف كفتاة سيئة.. مع الجميع.. أعتقد أنني احتجت إلى تلك الصفعة من الواقع كي أستيقظ وأرى إلى أي حد وصلت في تصرفاتي!! أنا مرتاحة الآن وأنا أبذل جهداً في التغير إلى النسخة الأفضل مني.. وأنا سعيدة لأنني تعرفت إلى جيني حقاً.. بدأت أفهم معنى الصداقة أخيراً.. بعد ما حدث.. 

-- لا يمكنني أن أصدق تلك الايلينا!! 

ماي قالت من بين أسنانها : انها مثل أفعى تنفث سمها في كل مكان حول تايهيونغ وحول الأشخاص الذين يحبهم!! إنني لا أفهم أي نوع من البشر يتصرف بهذا الشكل..!! 

سي يونغ بدت قلقة وهي تسأل : هل قامت بفعل شيء جديد معك؟ 

ماي نظرت بتردد : ليس بالضبط.. لا أعلم كيف أخبركما بهذا.. إنه شيء لم اخبره لأي شخص من قبل.. 

-- كيف تجرؤين على عدم اخباري به؟ 

جيني قالت ذلك متدخلة مما جعل ماي تزفر وهي ترمقها بغضب : هذا ليس حولي.. إنه شأن تايهيونغ.. وهو سبب خلافنا الأخير..!

-- حقاً!! 

جيني رفعت حاجبيها وتابعت : ألم تخبريني بسبب خلافكم الأخير؟ 

-- ليس تماماً.. 

مجدداً ماي بدت مترددة وهي تعض شفتها قبل أن تأخذ نفساً عميقاً وتقول بسرعة : لقد التقيت بوالدة تايهيونغ! 

-- آه.. هل تعنين والدة سي يونغ؟ 

جيني قالت ذلك مشيرة لكن سي يونغ هزت رأسها نافية : كلا.. أنا و تايهيونغ لدينا أمهات مخالفات.. 

-- حقاً!! - جيني قالت بصدمة- إذاً أنتما نصف شقيقين!! أنا لم أعرف ذلك من قبل!! 

تابعت وهي تنظر إلى ماي بخبث : اوووه هذا يعجبني.. لقاء والدتك في القانون وما إلى ذلك.. هل تبادلتما حديثاً جميلاً؟ 

-- جميلاً ليست هي الكلمة التي سأصفه بها.. في الحقيقة.. 

ماي ابتلعت رمقها : لقد تبادلنا حديثاً من القلب.. كان هنالك خلاف بين تايهيونغ ووالدته وقد أثر ذلك عليه بشكل سيء.. لذلك فقد حاولت التحدث معها من خلف ظهره.. لأعرف سبب الخلاف الذي جعله يثور إلى ذلك الحد.. و احزرا من كان السبب وراء الخلاف الكبير بينهما من البداية؟ 

-- آه كلا لا تخبريني!! 

جيني أغمضت عينيها بترقب وهي ترفع يديها أمام وجهها، بينما تقول سي يونغ ببطء وبشيء من الكراهية : ايلينا..؟ 

ماي هزت رأسها مؤكدة : بالضبط..!! 

وبشيء من الحذر انطلقت تخبرهما بما حدث بينها وبين والدة تايهيونغ وبردة فعله على فعلها متجنبة الخوض في التفاصيل ما عدا الجزء الذي يخص ايلينا.. 

-- وهكذا.. هي أشارت علي بأن أقوم بسؤال جين حول الأمر.. 

سي يونغ كانت مذهولة وهي تحدق بعيون واسعة : لا أصدق.. هل.. ألم يكن الطفل طفل اوبا؟ هل هذا حقيقي؟ ولكن..بعد كل شيء جعلته يمر به!! كيف أمكنها فعل ذلك!! وجين.. جين اوبا أيضاً متورط؟ 

ماي أجابت بتردد : أنا لا أعلم بالضبط.. هي لم تخبرني بكل شيء، لقد قالت أن هذا هو ما تعرفه، في النهاية.. لا بد أن يكون هنالك سبب لكراهية جين الواضحة تجاه ايلينا أليس كذلك؟ و شجاره المستمر مع تايهيونغ حولها.. 

سي يونغ رفعت بعينيها بصدمة : لا أصدق ذلك.. لا أصدق حقاً.. 

جيني فركت صدغيها لتقول وهي تكز على أسنانها مغمضة العينين : آه هذه اللعينة.. مقدار الانحطاط الذي وصلت إليه يشعرني بالصداع.. وهي لا تزال تملك الجرأة لتحوم حول تايهيونغ وجين بكل الوقاحة في العالم!

كلتا سي يونغ وماي نظرتا إليها بحواجب معقودة لتسأل ماي : ماذا تعنين بأنها تحوم حول جين؟ نحن لم نسأله بعد وهو يبدو بوضوح أنه يكرهها..!! 

جيني وضعت يدها على فمها وهي تعض شفتها بارتباك : أنا.. هل قلت انها تحوم حول جين؟ لا بد أنني استنتجت هذا من الحديث.. 

ثم أطلقت صوتاً مخنوقاً أشبه بالضحكة جعل ماي ترمقها بعدم تصديق : جيني لا تكذبي.. يمكنني معرفة جيداً عندما تفعلين.. الآن هيا.. هاتي كل ما لديك.. هل تعرفين أي شيء؟ هل سمعتِ شيئاً ما؟ 

-- حسناً في الحقيقية.. - جيني أخذت نفساً عميقاً--ربما أكون قد رأيت شيئاً.. 

ماي قفزت بحماس : أي نوع من الأشياء؟ 

جيني أخرجت هاتفها لتلوح به قائلة بفخر : ربما يحدث أن أكون قد صورته أيضاً!! 

ماي ضحكت وهي تمد يدها لتأخذ الهاتف : واو جيني أنت مذهلة! 

لكن جيني سحبت الهاتف بعيداً قبل أن تصل ماي إليه وقالت بتردد : في الحقيقة.. لقد كان لدي سبب لاخفائه.. 

ثم نظرت إلى سي يونغ التي بادلتها النظر بتساؤل لتقول بصوت خافت : لقد كان ذلك في الوقت الذي كنتِ فيه أنتِ في المشفى، كنت لا أزال جديدة وقد تهت قليلاً لأجد نفسي في مواقف السيارات تحت الأرض، شعرت بالضياع تماماً وحاولت البحث عن مخرج أو بالأحرى مدخل إلى الشركة، وقد سعدت عندما رأيت جين يسير أمامي متجهاً إلى مكان ما نحو الداخل مما جعلني أتبعه وأنا أحاول مناداته ليساعدني عندما ظهرت إيلينا فجأة وبدأ حديثاً شيقاً لم أستطع مقاومة نفسي فقمت بتسجيله.. إنه هنا.. ولكنني لست متأكدة أنك ستحبين سماع هذا سي يونغ! 

بالفعل، وجه سي يونغ شحب وهي تسمع صوت إيلينا المتقطع بسبب بعد جيني في ذلك الوقت عن مكان و قوفهما، وهي تتحدث إلى جين عنها وعن تايهيونغ وعن سبب خلافهما و إلى ماذا سيؤدي ذلك.. وعن التلميحات عن احتمالية وجود علاقة سابقة بينهما!! 

ماي أسندت يدها إلى الطاولة وهي تقول بتفكير : لا يمكن.. لا أعتقد أن جين من النوع الذي قد يخون صديقه بسهولة..ولأي سبب كان.. لا بد أن نسأله حول الأمر مباشرة!! 

سي يونغ كانت قد رفعت يدها إلى فمها محاولة تدارك صدمتها بينما تتبخر السعادة التي شعرت بها عند رؤية جين اليوم، كانت عاجزة عن التصديق، طوال ذلك الوقت الذي كانت إيلينا تملأ فيه رأسها بخيالات رومانسية حولها وحول جين ثم تخبرها بأنه شخص سيء وبأنها غير كافية له، هي في الحقيقية كانت تخونها معه!! كلا هذا كان كثيراً جداً!! 

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

-- آه جيني آه!! 

ماي لعنت جيني في سرها وهي تشعر بنفسها تختنق داخل ثياب العمل التي اختارتها من أجلها اليوم، القميص كان ضيقاً جداً على صدرها بشكل خانق، وكذلك التنورة التي بالكاد سمحت لها بالحركة، كانت تحاول جاهدة تهذيب الوضع وهي تضع حقيبتها على كرسي مكتبها مستعدة لتبدأ نهارها وحيدة في المكتب الضخم.. 

صوت الكعب المرتفع في قدميها كان يبعث بصدى مزعج في الأرجاء وشعرت برغبة في وضع بعض الموسيقى لتغطيته وهي تقوم بأعمالها، فهي وحيدة هنا على أية حال! 

كانت متجهة إلى خزانة الملفات عندما انتبهت إلى كونها نسيت الملف الذي كانت تراجعه البارحة في حقيبتها، فزفرت وهي تعود وتميل فوق الطاولة بكسل عوضاً عن الاستدارة حول المكتب، لتلتقط حقيبتها، إنها وحدها في المكتب على أية حال، من الجيد أن مكتبها كان بعيداً قليلاً عن نطاق الكاميرا التي كانت تقع فوقها مباشرة مما يجعل تغطيتها لمكتبها شبه معدومة، ومن الجيد أيضاً أن تايهيونغ لم يكن هنا ليراها وهي ترتدي هذه الأشياء..حتى هي كانت تشعر بالسوء لمظهرها، تلك الأفكار مرت في رأسها وهي تلهث لتمد يدها وتلتقط الحقيبة بسبب ضيق ثيابها عندما في تلك اللحظة بالذات سمعت صوت مكتب تايهيونغ ينفتح ليتبعه بعد لحظة صوت صفير طويل ساخر موجه بلا شكٍ إليها!!
دفنت رأسها في خشب المكتب للحظة محاولة استيعاب السبب الذي يجعل هذا يحدث معها، لماذا هو هنا؟؟ متى عاد؟؟ إنها لم تره في المنزل هذا الصباح!! مجرد شعورها بظله الطويل القاتم يقف في الباب ويحدق إليها وهي لا تزال متكئة فوق المكتب جعل قشعريرة سيئة تمر في جسدها!! 

ابتسمت بينما تدير وجهها لتنظر إليه، كانت قادرة على رؤية ارتفاع حاجبه بشكل مؤثر وهو يتأمل الوضعية التي كانت بها، و هي منحنية فوق المكتب وإحدى ساقيها ترتفع في الهواء، كلتا يديه في جيبه، شعره أقصر ومصفف بشكل مثالي،  بينما تنتشر رائحته المذهلة في الغرفة الضخمة من خلال قماش بذلته الكحلية الفاخرة!

-- أنتِ متأخرة يا آنسة لي! 

قال ذلك دون تعبير وعيناه تمران فوقها، مما جعلها تتمالك نفسها وتدفع بجسدها لتعتدل واقفة متسببة لنفسها بالتواء لحظي في كاحلها قبل أن تسيطر على الوضع وتقف بشكل مستقيم ومتزن، يداها انعقدتا أمامها، وبنبرة رسمية قالت وهي ترمقه ببرود : أهلاً بعودتك سيد كيم.. 

تايهيونغ تقدم منها ليقف أمامها متأملاً إياها من الأعلى إلى الأسفل والعكس، بينما تلمع عيناه وهو يقول ببطء: متأخرة ومشاكسة جداً آنسة لي..عرض مثير جداً بالمناسبة..

ابتسامة صغيرة مرت على وجهه وهو يشير إليها بشيء من الاهتمام التمثيلي : لقد تمنيت أن لا تقومي بجر مثل هذه الأمور إلى المكتب.. ولكن بالطبع إنها جزء من الشخصية الجديدة أليس كذلك؟  أنتِ لا تقدمين هذا العرض لكل من هب ودب هنا كما أرجو؟ 

نبرته الحلوة أظهرت بوضوح سخريته منها كأنها مراهقة غبية سخيفة تغير من نفسها لتجذب الانتباه في فلم غبي..!! لكنها في الوقت ذاته حملت حدة خفية مرعبة..!

بابتسامة شبيهة بابتسامته هي قالت : للأسف سيدي، أنا انتقائية جداً بشأن هذه الأمور.. وهذا كان مجرد حادث.. لقد ظننت نفسي وحيدة هنا فنحن لم نحصل على أي تبليغ بوصولك، ثم إنني أتساءل إذا ما كنت تقيم أزياء جميع العاملات في الشركة أثناء صعودك إلى هنا! 

ابتسامته اتسعت وهو يفرد كتفيه : إجابة جاهزة دائماً لكل شيء آنسة لي هم؟ - صمت للحظة قبل أن يتابع بصوت أملس- وهل قلت أي شيء حول ثيابك؟ على العكس.. أنا معجبٌ جداً ب..
نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل قبل أن يبتسم بوقاحة : كل شيء!!

تجاهلت تعليقه الأخير الذي لم يحمل شيئاً سوى السخرية والاستفزاز لتجيب سؤاله الأول وهي تتقدم منه بشيء من التوتر حتى أصبحت واقفة أمامه مباشرة لتظهر له الثقة التي كان ينتظرها : بالطبع.. إنها مهمة المساعدة سيد كيم.. أن تمتلك إجابة لكل شيء! 

-- آه.. أنا متأكد أن هذا لا علاقة له بالعمل.. إنك فقط الآنسة لي الصغيرة الذكية والتي تمتلك إجابة لكل شيء وترتدي ثياباً فاضحة إلى العمل.. 

رغم موافقتها على ما يقوله وهي تلعن جيني على اجبارها، وتلعت غباءها لأنها وافقت، هي لم تكن ستسمح له بإلقاء الإهانات والسير بعيداً، لذلك هي عقدت ذراعيها وأخذت نفساً عميقاً ملئ صدرها محاولة تهدئة أعصابها لتقول : رجاءاً سيد كيم.. توقف عن شخصنة الأمور - 

بينما تنطق الكلمة الثانية من جملتها، صوت تك تك صغير جداً تكرر مرتين قبل أن تسمع صوت وقوع شيئ أو اثنين على الأرضية!! الصوت بدا لأذنيها مرعباً جداً وهي تستوعب أن القميص اللعين، القميص اللعين الذي أجبرتها جيني على ارتدائه، انفجر ليتطاير منه زران للتو لمجرد أنها أخذت نفساً عميقاً!!

استطاعت رؤية الصدمة على وجه تايهيونغ وعيناه تتسعان للحادث الغير متوقع بينما ترفع هي يديها بسرعة لتغطي صدرها وهي تكاد تموت من الإحراج!!

لم تجد شيئاً تستطيع قوله في هذه اللحظة سوى رغبتها بأن تنشق الأرض وتبتعلها، أو تذوب بشكل ما وتختفي!! لكن الأسوأ كان على وشك الحدوث بالفعل وهما يسمعان صوت خطوات تقترب من باب المكتب الرئيسي، وشعرت بالذعر يتضاعف، شخص ما كان على وشك الدخول ليشهد إذلالها!!
عقلها لم يكن يعمل لذلك فهي تفاجأت عندما أسرع تايهيونغ لينزع جاكيت بذلته ويضعه فوقها ليغطي به صدرها وذراعيها بشكل عكسي في اللحظة الأخيرة ومع دخول الموظف الذي كان يحمل ملفاً بيده ويبحث عن تايهيونغ: 

-- سيد كيم.. لقد أحضرت الملف الذي طلبت-.. 

الموظف توقف متفاجئاً بمنظرهما، وبالأخص ماي التي كانت تذوب وتذوي في داخلها من العار، دون أن تنتبه إلى ملامحها التي شحبت من الخجل، لم تنتبه إلى اقتراب تايهيونغ منها حتى سمعت الموظف يسأل بقلق : هل الآنسة لي بخير؟ 

رفعت رأسها لتجد صدر تايهيونغ المغطى بقميص أبيض حريري أمامها، يحجبها عن الموظف ويحجبه عن رؤيتها، بينما يجيب بصوت خشن وهو يسعل : إنها بخير.. هي فقط تشعر ببعض البرد.. 

-- حقاً؟ - الموظف قال بقلق وهو ينظر حوله - هل نظام التكييف يعمل على ما يرام يا ترى؟ لا تقلق سيدي.. سوف أقوم بمناداة الفريق لكي.. 

تايهيونغ قاطعه وهو يسعل مجدداً : لا بأس ليس هنالك داعٍ.. لقد حللنا المشكلة.. 

لكن الموظف لم يفهم وهو يقول بإصرار : ولكن سيدي إنهم متفرغون تماماً وهو وقت الصيانة الدورية على أية حال.. سوف اقوم بمناداتهم بنفس-.. 

لم يستطع المتابعة لأن تايهيونغ صرخ به بغيظ : لقد قلت لك لا بأس!! ضع الملف هناك واغرب عن وجهي حالاً! 

الموظف المصدوم أجفل برعب و أسرع يضع الملف قبل أن ينطلق إلى الباب هارباً دون نظرة واحدة إلى الخلف .. تايهيونغ تنهد براحة وهو يسمع صوت انغلاق الباب ليبتعد عن ماي أخيراً والتي كانت قد فقدت أنفاسها بالفعل، نظره انزلق إليها و بشيء من البرود الغاضب قال : هل أنتِ راضية عن نفسكِ الآن؟! 

ماي أبقت نظرها منخفضاً وعضت شفتها غير قادرة على الإجابة، تعلم جيداً بأنها تستحق التوبيخ في حين أنقذها هو من التعرض للإذلال للتو!!
تايهيونغ هز رأسه بيأس عندما لم تجب ودخل إلى مكتبه قائلاً بنبرة آمرة: أحضري قهوتي خلال دقيقتين!! لدينا الكثير من العمل!! 


🌸

ENJOY 💕

برضو خلصت كتابة بوقت متأخر وحاسة دماغي وقع من راسي فما عندي شي أقوله..
رأيكم؟ 👊🏻😎

والي ما حطت فوتات على جميع الحلقات ترجع وتحط لو سمحتو 🌟

Continue Reading

You'll Also Like

475K 38.6K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
1M 31.1K 43
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
192K 4.4K 68
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
268K 13K 32
اول روايه لي 🦋.. كاتبه مبتدئه ✨.. استمتعو 💗