🌸رجل من حجر🌸

By xxlatifa9

487K 36.9K 26.6K

🌸 عندما تتقاطع طرقنا مع أشخاص لم نقابلهم من قبل، يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.. عالم مكسو بلون وردي من الخا... More

🌸مقدمة🌸
🌸الحلقة الأولى 🌸
🌸الحلقة الثانية🌸
🌸الحلقة الثالثة🌸
🌸الحلقة الرابعة🌸
🌸الحلقة الخامسة🌸
🌸الحلقة السادسة🌸
🌸الحلقة السابعة🌸
🌸الحلقة الثامنة🌸
🌸الحلقة التاسعة🌸
🌸الحلقة العاشرة🌸
🌸الحلقة الحادية عشر🌸
🌸الحلقة الثانية عشر🌸
🌸الحلقة الثالثة عشر🌸
🌸الحلقة الرابعة عشر🌸
🌸الحلقة الخامسة عشر🌸
🌸الحلقة السادسة عشر 🌸
🌸الحلقة السابعة عشر🌸
🌸الحلقة الثامنة عشر🌸
🌸الحلقة التاسعة عشر🌸
🌸الحلقة العشرون🌸
🌸الحلقة الواحدة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثانية والعشرون🌸
🌸الحلقة الثالثة والعشرون🌸
🌸الحلقة الرابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الخامسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السادسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثامنة والعشرون🌸
🌸الحلقة التاسعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثلاثون🌸
🌸الحلقة الواحدة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸
❤️
🌸الحلقة الثالثة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الرابعة والثلاثون🌸
🌸 الحلقة الخامسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السابعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثامنة والثلاثون🌸
Note 1
🌸الحلقة التاسعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الأربعون🌸
🌸الحلقة الواحدة والأربعون🌸
🌸الحلقة الثانية والأربعون🌸
🌸الحلقة الثالثة والأربعون 🌸
🌸الحلقة الرابعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخامسة والأربعون 🌸
🌸الحلقة السادسة والأربعون🌸
🌸الحلقة السابعة والأربعون 🌸
🌸 الحلقة الثامنة والأربعون 🌸
🌸الحلقة التاسعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخمسون🌸
🌸الحلقة الواحدة والخمسون🌸

🌸الحلقة السادسة والثلاثون🌸

8.1K 666 547
By xxlatifa9

لا تنسو النجمة حبايبي 🌟


🌸



-- ماذا تفعلين ؟

أجفلت من الصوت المرتفع الذي صدح في أذنيها فجأة مما جعلها تقفز في مكانها وتستدير لتلقي بنظرة منزعجة تجاه الرجل الواقف قرب السرير قبل أن تعيد اهتمامها إلى شاشة التلفاز قائلة بانشغال : لماذا تصرخ؟ يمكنني سماعك جيداً!

-- هل تمزحين؟ انني أناديكِ منذ عشرة دقائق بالضبط!

زفرت بانزعاح وهي تفقد تركيزها بسبب محاولته الحديث معها بينما تحاول مشاهدة التلفاز في هذه اللحظة بالذات !

عبثت بجهاز التحكم بحاجبين معقودين محاولة تجميد الفيلم : كيف نوقف هذا الشيء؟

تايهيونغ سحب جهاز التحكم من يدها و أوقف الفيلم بينما يرفع حاجبيه بتساؤل : ما الذي تشاهدينه؟!

قلبت عينيها بانزعاج : أشاهد فيلماً أليس هذا واضحاً؟

حاجباه ازدادتا ارتفاعاً قبل أن يعلق بشيء من القلق : هل هو فيلم فحسب؟أنتِ تبدين.. منفعلة؟!

عيونها لمعت وقالت بنوع من الحماسة وهي تضم يديها معاً : نعم ..إن قصته مثيرة للاهتمام! أنا معجبة حقاً بكاتبة القصة .. كما أن الأبطال متناغمون بشكل مثالي..

تايهيونغ بدا مهتماً وهو يجفف شعره بالمنشفة : عن ماذا يتحدث؟

-- حسناً.. – ماي استدارت لتواجهه بينما يجلس على طرف السرير , رفعت يديها في الهواء بشكل معبر – انه يتحدث عن المستذئبين ..أنت تعلم الذين يمكنهم التحول من بشر إلى ذئاب كبيرة الحجم ! لكن هنالك هذه النقطة المثيرة .. هذه الذئاب تعيش في مجموعات ولديها قائد تطيعه بينما تملك قدرات مميزة , ثم هنالك شيء آخر..لكل ذئب منهم هنالك شخص مميز ..مثل زوج! الحب الوحيد في حياته .. نصفه الآخر الذي قد يقتله ابتعاده عنه !!ويمكن لهؤلاء الأزواج المقدرين اشتمام بعضهم البعض من بين قبيلة كاملة !! أي أن لكل منهم أنثاه المقدرة الخاصة به !! والتي دائماً ما تحمل رائحة مميزة مثل الفانيلا والخوخ!! واقتراب أي شخص آخر منها يجعله مجنوناً ..مثل..مثل كأنهم يحبون بعضهم البعض بالغريزة!! أي أن أي شخص آخر لا يفي بالغرض!! 

ماي كانت متحمسة جداً وهي تتحدث بسرعة لدرجة أنها فقدت أنفاسها للحظة قبل أن تشير بإصبعها وهي تتابع بصوت أكثر ارتفاعاً : ولكن ..هذا ليس كل شيء!! هنالك شيء يسمى الرابطة التي تجمع بين كل زوجين منهم , وهي تتم بعلامة يضعها الذكر على أنثاه , مثل عضة على عنقها تدوم إلى الأبد وهي تجعل كل ذئب آخر يعرف بأنها ملك له ولا يمكن كسرها أبداً !!!

توقفت عن الحديث و أخذت تنظر في عيني تايهيونغ بينما تلمع عيناها بإثارة منتظرة ردة فعله على قصة الفيلم , عيونه السوداء بقيت خالية من التعبير للحظة مما جعلها تفقد صبرها وهي تنقل بصرها من احدى حدقتيه إلى الأخرى بتساؤل عندما قال فجأة ببرود وهو يعود إلى تجفيف شعره : هذا سخيف جداً !

ماي شهقت بغيظ عندما سمعت كلماته ونهضت نصف واقفة على ركبتيها : ماذا ..؟؟ لماذا؟! كيف يمكنك قول هذا؟!!!

تايهيونغ هز رأسه وهو ينهض باتجاه طاولة الزينة : لا أصدق أنهم يصنعون أفلاماً بقصص رديئة كهذه ..

التفت اليها بملل : لا أصدق أنك تحبين هذا النوع من الرومانسية الرخيصة ..لقد ظننتك تمتلكين ذوقاً أفضل من هذا !

ماي ضربت قبضتيها على الأغطية وصرخت به : لا أصدق أنك أحمق إلى هذا الحد! لقد أضعت وقتي في الشرح لك ..

تايهونغ رمقها بطرف عينه بتحذير : راقبي ألفاظك ..

عقدت ذراعيها أمام صدرها ورفعت حاجبيها : لن أفعل ! أنت تتصرف حقاً مثل أحمق .. كيف يمكنك نعت قصة جميلة كهذه بالرومانسية الرخيصة ؟؟!!

أغلق درج طاولة الزينة وسار عائداً باتجاهها قبل أن يلوح بيده : ماذا تريدين مني تسميتها ؟ أعني بحق الله ..أي جزء من ذلك الهراء تجدينه مثيراً؟

-- ماذا تعني؟ هنالك الكثير من الأجزاء المثيرة فيه .. !! وجود شخص واحد مميز في حياتك فقط إلى الأبد ..أن تشعر بما يحزنه من خلال الرابطة التي توصلكما ببعضكما , كأنكما شخص واحد! العلامة التي يضعها الذكر كي يوضح للبقية بأنها ملكه .. 

تايهيونغ رفع حاجبه وهو ينظر إلى وجهها المحمر من الجهد الذي كانت تبذله في الشرح بينما هي تكاد تقفز في مكانها من الحماس , وللحظة التعبير البارد على وجهه تحطم لتظهر مكانه ضحكة ساخرة وهو يهز رأسه بيأس : هراء .. هذا كله كومة من الهراء ..! 

تعبير ماي تحول إلى الاحباط وعادت لتجلس في مكانها وهي تبحث عن جهاز التحكم , قالت من بين أسنانها بغضب دون أن تنظر إليه : بالطبع ستقول هذا .. فأنت كيم تايهيونغ بعد كل شيء!

-- المعذرة ؟ - تايهيونغ قال وهو يضع احدى يديه على خصره باحتجاج – هل لديك مشكلة مع كوني كيم تايهيونغ؟

نظرت إليه بسخط من الأعلى إلى الأسفل قبل أن تطلق " هه" مشمئزة ثم تعيد نظرها إلى التلفاز وتقول بغيظ : بالتأكيد لن تروقك فكرة الفيلم بينما تحافظ لنفسك على امرأة أو اثنتين في كل مدينة أليس كذلك ؟ لهذا تبدو لك فكرة امتلاك شخص واحد تحبه سخيفة وكومة من الهراء ..!

تايهيونغ رفع حاجبه وجلس قربها قائلاً بصوت خفيض : أنا لا أحاول اقتراح شيء كهذا .. ولكن بمحض الصدفة هل تبدو نبرتك مثل نبرة امرأة غيورة أم أنني أتخيل ذلك؟ ربما أنتِ لا تلاحظين لذلك وجب علي تنبيهك -..

ماي قطعت كلامه وهي تلتفت إليه بعيون ضيقة ووجه مجعد : أنت تتخيل ذلك يا سيد كيم ..! 

-- حقاً؟

هزت رأسها مؤكدة : حقاً.. نحن صديقان وربما خيالك الخصب يتهيأ الأمور!

تايهيونغ ابتسم لها بشكل مستفز : بالطبع انه خيالي الخصب ..!

قلبت عينيها قبل أن تسأله بغضب وهي تشير إلى صدره المكشوف : بالطبع هو كذلك..! ولماذا أنت نصف عار على أية حال؟

-- ماذا ؟ - قال بتساؤل مستفز وهو يشير إلى معدته المنحوتة بشكل مثالي – هل يضايقك الأمر؟ يجعلك تشعرين بالحماسة ربما ؟

زفرت وقلبت عينيها مجدداً : أنت مزعج حقاً!

بحثت عن جهاز التحكم لتعيد تشغيل الفيلم , في تلك الأثناء تحركت من مكانها لتخرج من تحت الأغطية التي كانت تغطي نصف جسدها لتنكشف ساقاها الناعمتان قبل أن تعود لتجلس في مكانها .. عيون تايهيونغ تبعت حركتها ولاحظت أن عيونه كانت متسعة بصدمة وهو ينظر إليها مما جعلها تسأل بملل : هل لديك شيء آخر لتضيفه ؟

-- أنت ترتدين قميصي فقط !

ماي نظرت إلى نفسها بتساؤل , كانت قد أخذت قميصه دون أن تسأله ولكنها لم تكن تملك أية ثياب للنوم , قالت بشيء من القلق : أنا آسفة ..كان يجب علي أن أسألك أولاً .. هل تريده؟

تايهيونغ هز رأسه من جانب إلى آخر بسرعة قبل أن يقول مشيراً : كلا أنا أعني .. أنتِ لا ترتدين شيئاً آخر !!

عقدت حاجبيها بتساؤل : نعم .. لا يمكنني النوم في الجينز ..!

تايهيونغ نظر جانباً بشيء من البرود : نعم هذا منطقي ..!

ماي أدركت ما يعنيه أخيراً وظهرت ابتسامة لعوبة على وجهها بينما تقول مغيظة : ماذا ؟ هل يضايقك الأمر؟ - كررت كلماته بعناية ضاغطة على كل حرف – يجعلك تشعر بالحماسة ربما؟

أعاد نظره إليها بحاجبين معقودين , ملامح وجهه خالية : أنتِ لا تحاولين بمحض الصدفة استثارتي أليس كذلك؟

-- عن ماذا تتحدث؟

قالت ببراءة وهي تهز كتفيها , تايهيونغ اقترب منها حتى تلامست أكتافهما وضرب كتفها النحيل بكتفه العضلي بشكل مؤلم قليلاً مما جعلها تتأوه و ترفع يدها لتفرك كتفها وهي تحاول الابتعاد عنه بغيظ : أوتش ! هذا مؤلم .. ما الأمر معك الآن ؟!

أهدابه انسدلت على عينيه ونظراته تقع على وجهها قبل أن يرفع يده ليلمس خدها بظهر أصابعه بخفة , تجمدت في مكانها و رمقته بعيون واسعة بينما تنسل أصابعه على ذقنها بلمسة خفيفة بعثت الكهرباء في أنحاء جسدها !! أصابعه تابعت طريقها إلى حنجرتها , وبرقة شديدة ابهامه استقر على النبض الخافق أسفل فكها ..!!

ابتلعت رمقها شاعرة بأصابعه تتحرك على حنجرتها من الأعلى إلى الأسفل والعكس , بخفة كأنه يداعب هرته مثيراً الجنون في كل خلية من خلايا جلدها .. ! أخذت نفساً عميقاً وهي تشعر بنبضات قلبها تتسارع بينما رغبة غريبة تتصاعد في داخلها بأن تميل وجهها على راحة يده الدافئة لتشعر بلمسته على مساحة أكبر من بشرتها !

للمرة الأولى لاحظت رائحة العطر الرجولية المميزة المنبعثة منه والتي تغلغلت إلى أنفها وشعرت بالحرارة ترتفع في وجهها .. ما الذي يحدث ؟!

-- نحن نتلاءم مع فيلمك السخيف بشكل جيد ..أليس كذلك؟

قال بضحكة مكبوتة وعيونه مركزة على نقطة معينة فوق كتفها مما جعلها تتساءل بأنفاس مقطوعة : عن ماذا تتحدث؟

عيونه كانت قاتمة وهو يقول بهدوء مستفز : لقد وضعت علامتي بشكل جميل جداً هنا..!

-- ما الذي ..؟

انقطع كلامها عندما مال فجأة ليطبع قبلة خفيفة.. أشبه بانتفاضة جناحي فراشة على كتفها !!

اختنقت بأنفاسها للمسة شفتيه وبردة فعل تلقائية رفعت يديها لتضعهما على كتفيه وتدفعه بخفة , دون أن تؤثر به حقاً ! قالت بصوت خفيض متوتر : ما..ماذا تفعل؟

نظر في عينيها دون أن يجيب وفي اللحظة التالية شعرت بإبهامه يرتفع على ذقنها مجدداً قبل أن يمر برقة مداعباً انحناءة شفتها السفلى..عيونها كانت واسعة وحلقها جافاً !! ودون وعي منها ارتجفت..! بتلقائية مررت لسانها على شفتيها في محاولة لترطيبهما لتلامس اصبعه دون ادراك لتأثير حركتها تلك..! 

ردة فعله فاجأتها عندما عيونه أصبحت أكثر قتامة فجأة بينما تتركز نظراته على شفتيها، رأسه مال ناحيتها ببطء وهو يهمس بصوت خشن : اللعنة !

صوته جعلها تفيق من الحالة الغريبة التي جمدتها و تراجعت بعيداً عنه بسرعة مديرة وجهها المحمر إلى الجهة الأخرى ! في محاولة لايجاد صوتها قالت بنبرة مبحوحة : كـ..كلا..لا يمكننا..!

سمعته يطلق تنهيدة من خلفها ولسبب ما شعرت بتأثيره مثل لفحة ساخنة تضرب بشرتها , ارتجفت بخفة دون ارادتها و سمعته يهمس وهو يميل ليسند رأسه على رأسها مخفياً وجهه بين خصلات شعرها : لافندر..

قلبها كان بلا شك يقفز في صدرها وبصوت حاولت أن لا يخرج مرتجفاً جداً قالت : مـ..ماذا؟

-- رائحتك .. –همس بصوت جعلها تغمض عينيها بشدة وتضغط شفتيها معاً محاولة السيطرة على نفسها كي لا تميل إلى الخلف وتتكئ على صدره !! تابع بالنبرة ذاتها – مثل اللافندر وأريج البرتقال !!

-- لا تفعل ..

قالت وهي تسحب نفساً مرتجفاً , كانت مدركة لما يحدث أخيراً , وكانت مدركة أنها واقعة في حبه بشدة , ومدركة أن الحديث الذي تبادلاه منذ ساعة جعل قلبها يصفو تجاهه تماماً , وأنها اذا كانت قد استسلمت له في لحظة كانت تكرهه فيها فهي ستكون أضعف بمئة مرة تجاهه الآن..!!

كان يجيد العبث بأعصابها , كل هذه الأشياء الصغيرة التي يقوم بها دون أن يلمسها حقاً , تترك تأثيراً أرق من عناق , أشد من قبلة !!

رغماً عنها تحولت إلى كتلة من الأعصاب التي قد تنفجر في أية لحظة , مع أية خطوة خاطئة !! ورغم التأثير اللذيذ الذي كان يتركه على عقلها , و يجعل من الصعب عليها أن تفكر بشكل سوي , إلا أن جزءاً صغيراً منها كان يصرخ بها أن لا تتمادى أكثر من ذلك ! يجب عليها أن تعلم متى تتوقف .. ومتى توقفه !

نعم .. رغم الحديث الذي دار بينهما , ورغم أن تايهيونغ اعترف بأنه يحب رفقتها , و يقدرها كشخص حقيقي , إلا أن ما بينهما لم يكن كذلك .. ما بينهما كان مجرد شعور جارف يدفعهما لفعل أمور لا يجب عليهما القيام بها ! الإنجذاب لبعضهما لم يكن سبباً كافياً لتترك كيم تايهيونغ يفعل ما يشاء معها .. إنها ليست إحدى فتيات الملاهي الليلية , لا يجب عليها أن تكون بهذه السهولة .. مثل طبق ينتظر على الطاولة اللحظة التي قد يرغب فيها هذا الرجل بتناول شيء منه !! كلا ..!! لا يجب عليه أن يلمسها بهذه السهولة .. ولا يجب عليها أن تتركه يفعل ذلك مهما كانت واقعة في حبه .. لا يجب عليها أن تترك له الباب مفتوحاً دون قود أو شروط!

ابتعدت عنه ساحبة نفسها باتجاه الطرف الآخر من السرير فاقدة الإتصال بينهما , شعرها يبدو وحيداً بارداً بعد أن فقد دفئ أنفاسه التي كانت تتغلغل خلال خصلاته منذ ثانية واحدة !

أخذت نفساً عميقاً عندما سمعته يهمس بتساؤل مبطن بشيء من الدهشة لابتعادها المفاجئ عنه : ماي..؟

التفتت لتواجه نظراته الضائعة كأنه فقد نفسه للتو بابتعادها عنه , وهذا صنع شرخاً في الجدار الرقيق الذي أخذت تحاول تشييده حول قلبها , إنه ليس حقيقياً ! ما تراه ليس حقيقياً .. تايهيونغ لن يشعر بهذا العمق تجاهها .. الأمور أكثر تعقيداً من ذلك .. هنالك الكثير من الأشياء التي نسياها في لحظاتهما معاً .. الكثير.. أو ربما هي من نسيت فقط , في المحصلة هذه كانت حياة كيم تايهيونغ منذ البداية .. انه معتاد على وجود النساء حوله في كل مكان , إنها هي من اختلفت .. هي من تعيش شيئاً لم تعشه من قبل ولذلك فإنه يتوجب عليها حماية نفسها!

لو أن تايهيونغ أراد حقاً شيئاً أكثر منها لقدم لها عرضاً , أو اعترافاً ! لكن كل ما قدمه كان عرض صداقة لهذا السبب بالضبط فإن ما يجب عليها فعله هو الإلتزام بحد الصداقة ذاك ..!

اجبرت ابتسامة مصطنعة لترتسم على وجهها وقالت مؤنبة بحاجبين معقودين : أنت تشغلني .. أريد متابعة مشاهدة الفلم !!

كأنها لم تقل شيئاً , تايهيونغ تابع النظر إليها بتساؤل قبل أن يهمس أخيراً : ما هو ..؟

تنهدت وهي تشعر بأنها قادرة على التفكير أكثر الآن بعدما ابتعدت عنه تاركة فرصة صغيرة لمشاعرها بأن تهدأ وتعود إلى لجامها , أبعدت نظرها عن عينيه كي لا تفقد تركيزها وقالت بهدوء قدر استطاعتها : نحن ..لا يمكننا فعل هذا !

للحظة خافت بأن تسمع رداً هازئاً منه مثل : فعل أي شيء؟

وأن يتظاهر بأن كل شيء كان مزحة , ذلك سيكون محرجاً جداً لها بلا شك , لكنه لم يفعل ..!

وللحظة تمنت لو أن فعل عوضاً عن سماع سؤاله القصير الذي ترك الكثير من الطرق مفتوحة لها لتجد إجابة : لماذا؟

لماذا؟ حقاً كيم تايهيونغ؟ لماذا؟ كيف يمكنه أن يسأل سؤالاً كهذا ؟ وماذا يتوقع منها أن تجيب بالضبط؟ لأنك لا تحبني؟ لأننا لسنا معاً؟ لأنك لا تزال مهووساً بخطيبة سابقة معتوهة لا تزال تحبها هناك في سيؤول بينما تعبث هنا بمشاعري؟

ماذا كان ينتظر منها أن تجيبه حقاً؟

هزت كتفها بخفة ووجها يحمل شيئاً من عدم التصديق الممزوج بالغضب : لأننا أصدقاء..-قالت ببطء وفجأة وجدت الجرأة في نفسها لترفع نظرها إليه محدقة في عينيه مباشرة- لأن الأصدقاء يضيئون مثل لافتة محال تجارية تحمل عبارة "ممنوعٌ اللمس!" أو شيء كهذا ..؟

ضحكت ضحكة صغيرة جافة وهي تنظر إلى ملامحه تتغير ببطء إلى رخام منحوت , بدا كأن لديه شيئاً ليقوله للحظة , وبترقب عيونها تتبعت الطريقة التي افترت بها شفتاه كأنه يوشك على الحديث دون أن يكون قادراً على ترتيب الكلمات التي يريد نطقها قبل أن يقرر أخيراً ما يريد قوله !

-- إنه الزر الأزرق ..

رفت بأهدابها وحدقت إليه دون فهم : عذراً؟

أشار برأسه تجاه جهاز التحكم الملقي على الأغطية بينهما وتابع بهدوء : لاعادة تشغيل الفلم !!

شعرت بأنها تلقت شيئاً كالصفعة في هذه اللحظة , وحاولت التماسك لكنها لم تستطع السيطرة على شحوب وجهها .. لقد تجاهلها واختار أن لا يجيب.. أو أنه احترم رغبتها فحسب؟

عيونها دارت .. ما الذي توقعت أن تحصل عليه؟ اعترافٌ بالحب؟ أن يجثو على ركبتيه ويطلب منها أن تصبح حبيبته حقاً؟ ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهها , موجهة إلى ذاتها قبل أن تقول بأكثر صوت ثابت استطاعت اخراجه : نعم.. شكراً لك !

على الأقل هو احترم رغبتها .. أخبرت نفسها بذلك وهي تعود لتستلقي في وسط السرير وتعيد تشغيل فلمها , و لكن قبل ذلك أشارت بيدها إلى الخزانة وقالت ببرود : هنالك بطانية زائدة هناك ويمكنك أخذ هذه الوسادة ..

عندما رأت تعبير عدم الفهم على وجهه أوضحت بابتسامة : الأصدقاء لا يتلامسون ولا ينامون في السرير ذاته .. حظاً موفقاً مع الأريكة!

ثم أعادت تشغيل الفلم مركزة كل ذرة اهتمام استطاعت جمعها لتعود لمشاهدة ما بدا لها شيئاً عادياً تافهاً الآن كأن القصة التي أعجبتها بشدة منذ وقت قصير لم تعد مميزة إلى ذلك الحد كما كانت تظن! وبعيداً عن القامة الطويلة الغاضبة للرجل الذي تحبه والذي لسبب ما اصطدم في طريقه بحافة الأريكة لينتج صوتاً مثيراً للأعصاب بينما يترك سيلاً من الشتائم ينسل من لسانه ليصطدم بأذني ماي التي أصدرت زمجرة احتجاج خافتة محاولة إدارة أذن صماء لما تسمعه!!

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

أسدلت أهدابها حتى بدت كأنها مغمضة العينين بينما تتكئ بذقنها علي راحة يدها وتحدق فيه ..لسبب ما كل شيء بدا لها مختلفاً هذا الصباح .. صدرها كان أكثر انقباضاً , وكل تلك الأمور التي تقلقها انزلقت , بشكل مؤقت -إلى مؤخرة رأسها بحيث لم تعد لها الأولوية في تفكيرها .. بشكل مؤقت!

الآن كان هنالك شعور سيء جديد يحتلها، بعد رفضها لكيم تايهيونغ الليلة الماضية احتاجت لوقت طويل حتى تغط في النوم وهي تفكر وتؤنب نفسها.. هل فعلت الشيء الصحيح يا ترى؟ هل الطريقة التي تصرفت بها مقبولة؟ هل أفسدت العلاق الودية بينهما الآن؟ ما الذي كانت تتوقع أن تحصل عليه منه؟ كان يجب عليها الاكتفاء بالحديث الذي تبادلاه قرب النهر بدل أن تصنع حاجزاً بينهما.. ولكنها.. في ذلك الحين ستكون تخدع نفسها فحسب! 

الشعور الذي كان ينتابها منذ استيقاظها كان مثل شعور حدوث شيء سيء جداً دون أن تدري ما هو ذلك الشيء بالضبط.. كأنها نسيت أمراً مهماً، أو كأنها ارتكبت خطأ شنيعاً في أحلامها..!! 

هي بالفعل حصلت على أحلام مريبة طوال الليل.. طوال الليل كان هنالك ذئب ضخم يتجول حولها، ذلك الذئب كان يتحول إلى كيم تايهيونغ مرات ومرات، يقترب حتى يضع علامة الملكية على عنقها ولكن في تلك اللحظة بالذات كل شيء يتغير فجأة لتجد كلباً مسعوراً يغرز أسنانه في جلدها بشكل مؤلم جداً ليمزق حنجرتها!! 

الألم كان حقيقياً جداً لدرجة أنها استيقظت لاهثة عدة مرات لتجد نفسها لا تزال في السرير بينما ينام تايهيونغ على الأرض قربها!! لم تجرؤ أبداً على ايقاظه رغم الخوف الذي كانت تشعر به، هو لم يستطع النوم براحة على الأريكة التي كانت قصيرة وضيقة مما جعله ينتهي بالنوم على الأرض وقد أشعرها ذلك بتأنيب الضمير.. لكنه لم ينطق بأي شيء ولم يحاول النوم على السرير وهذا جعلها تتأكد أنه غاضب منها

لقد أفسدت كل شيء غالباً.. بما فعلته، بينما كان يجب عليها التصرف بشكل طبيعي والتظاهر بأن كل ما يحدث هو مزاح خالص! 

لكن كلا.. تنهدت.. فقط لو أن كل شيء يتحول ليسير في الطريق الصحيح في حياتها!! تمنت لو أنها تكون قادرة على التوقف عن التفكير الآن .. بينما عيونها تتأمله.. كل ما كانت ترغب به هو تمرير أصابعها على الجلد الأملس لظهر الرجل النائم في الأسفل -على الأرض , قرب سريرها !!

كان ينام على معدته مثل طفل , محتضناً وسادته وجزءاً من غطائه تحت ذراعه بينما يسند وجهه فوقها .. ! لسبب ما لم تستطع فهمه , كان يحب النوم نصف عارٍ , ولم تستطع تحديد اذا ما كان يفعل ذلك لاستفزازها أم أن ارتداء الثياب يصيبه بالحساسية حقاً!

مع ذلك , حساسيته المزعومة تلك أعطتها الفرصة لتأمله ملئ جفنيها ..!!

كانت قد قرأت في مكان ما , خلال دراستها الجامعية حول تركيبة العقل البشري , الرغبات و التفضيلات , أن من بين تلك الأمور التي قد نفضلها , هو جزء معين في الجسد البشري , يلفت انتباه الإنسان بشكل مضاعف عن بقية الأشياء.. دراسة ما يفضله معظم الرجال كان مثيراً للاشمئزاز الى حد ما , بالنسبة اليها على الأقل.. كل ذلك بدا حيوانياً جداً .. بينما هنالك البعض الآخر الذي قد يتحدث عن تفضيله لتفاصيل رقيقة , مثل انحناءة العنق , وخط الشعر , الأصابع , راحتي اليد وطول الساقين !

بالنسبة إليها , ذلك لم يكن شيئاً قد خطر على بالها حقاً حتى قابلت كيم تايهيونغ .. المعظم قد يعتبره مثالياً كرزمة كاملة , ولكن هي .. فجأة وجدت نفسها مغرمة بالنظر إلى ظهره!

تساءلت اذا ما كان هذا هو ما تفضله مثل البقية , لكنها في الوقت ذاته لم تشعر بذلك الشكل تجاه أي شخص آخر من قبل , وهي بالتأكيد رأت الكثير من الرجال جيدي المظهر ..!

كان هنالك شيء مميز حول امتداد كتفيه البارزتين , ثم الكمية المناسبة من العضلات الواضحة بشكل معتدل في ظهره , بينما يمتد وشمه المميز في المنتصف بين لوحي كتفيه صعوداً الى مؤخرة عنقه ليختفي تحت أطراف شعره الذي طال بشكل ملحوظ ..

كانت مدركة أن ما تشعر به ينبع من فجوة عاطفية , التحديق إلى ظهر تايهيونغ كان يشعرها بالأمان ! ببساطة , بمجرد الوقوف إلى جانبه , أن تخبئ نفسها خلف ذراعه كأنها تطل على العالم الخارجي من خلف جدار سميك لا يمكن أن يتصدع , قادر على اخفائها , و حمايتها من التعرض لأي أذى!

نعم .. هذا بالضبط كان نوع الشعور الذي يتملكها في كل مرة تقف فيها خلفه , أو تنظر إليه واقفاً بشموخ دون اهتمام مثل شيء لا يمكن كسره !

لم تدرك أنها كانت قد مدت يدها لتلمسه حقاً في وسط ضياعها خلال موجة أفكارها .. أصابعها تمر علي جلده برقة بينما ابتسامة سعيدة غير واعية ترتسم على شفتيها لملمس جلده الدافئ, حتى شعرت من خلال غمامة خيالاتها بشيء يقبض على رسغها ثم في اللحظة التالية هي كانت تنزلق بقوة من طرف السرير لتحط على الأرض مع شهقة نصف متفاجئة نصف مذعورة!

زوج من العيون السوداء الناعسة حدقت فيها أسفل تقطيبة شبه غاضبة.. صوته الناعس الخشن رن في أذنيها كأكثر الأشياء إثارة في الحياة وهو يقول بانزعاج : ماذا تفعلين؟ 

رفت بأهدابها عدة مرات وهي مأخوذة بمظهر ذقنه النامي، كان لديه شامة صغيرة على أنفه وجفناه.. كل واحد مختلف عن الآخر!! 

كل هذه التفاصيل إلى جانب صوته الجذاب، كانت ظريفة بشكل غيب عقلها حتى سمعته يقول ساخراً: هل اكتفيت من النظر بعد؟ 

احمر وجهها و أدركت أنها كانت صامتة لوقت طويل بينما ينتظر منها إجابة وبسرعة تمالكت نفسها محاولة التحرك من ذلك الوضع غير المريح بينما تقول بارتباك : أ.. أنا.. لقد كنت.. 

تايهيونغ رفع أحد حاجبيه و تحرك بسرعة مباغتة ليحصرها أسفل جسده بينما يسند نفسه على يديه دون أن يلمسها، ومقيداً حركتها في الوقت ذاته : ماذا حدث للأصدقاء لا يتلامسون؟! 

لماذا يتذكر هذا الآن؟ 

أبعدت عينيها جانباً وبتوتر قالت : أنا لم.. لم أكن ألمسك..! لقد انزلقت يدي في نومي فحسب!! 

-- حقاً؟ 

أخفض وجهه باتجاهها وملامح عدم التصديق تبدو واضحة عليه مما جعلها تدير وجهها بعيداً عنه مغمضة عينيها لتسمعه يقول : هل تنامين مفتوحة العينين أيضاً؟ 

شهقت عندما شعرت بخشونة ذقنه تمر على خدها مداعبة كأنه يحاول ازعاجها وبسرعة تلوت في مكانها محاولة الانزلاق بعيداً وهي تصرخ به بصدمة : ماذا تفعل؟ 

سمعت ضحكته وهو يقول مغيظاً : أرد لك الجميل.. 

لم تصدق ما يفعله وأوشكت أن تدفعه عندما اصطدمت يدها بشيء ما أسفل وسادته.. شيء صلب وبارد!! 

آه انه هاتفه غالباً! خشيت أن تكسر الهاتف أو توقعه أثناء تحركاتها فقبضت عليه متسائلة لماذا يبدو سميكاً وثقيلاً إلى هذا الحد وهي تسحبه من أسفل الوسادة؟! 

أدارت وجهها وهي تنظر إلى ما تحمله في يدها قائلة بانزعاج : توقف عن التصرف بطفولية سوف نكسر الهات-.. 

توقفت عن الكلام لمرأى الشيء في يدها وعيونها بشكل تلقائي توسعت إلى حجم طبق فنجان القهوة!! 

تايهيونغ تبع خط نظرها ليرى ما كانت تنظر إليه وقبل أن يفتح فمه صرخت به بذعر : كيم تايهيونغ!!! 

تايهيونغ تنهد بشكل درامي : نعم ياعزيزتي!! 

نظرت في عينيه بصدمة :لماذا هنالك مسدس أسفل وسادتك؟؟!!!!! 

يد تايهيونغ بسرعة قبضت على فمها لتوقفها عن الحديث بينما تحتد عيناه وهو يقول محذراً : صمتاً! لا ترفعي صوتك! 

شعرت بالخوف وهزت رأسها موافقة بينما يتابع وهو يسحب المسدس من يدها ببرود : إنه مجرد إجراء احتياطي.. نحن لا نعلم متى قد يحاول شخص ما اقتحام المكان أو مهاجمتنا.. انه ليس شيئاً مهماً!

 ماي هزت رأسها مجدداً وهي لا تشعر بالاقتناع في داخلها، انها لم ترى تايهيونغ يحمل سلاحاً من قبل وهو بالطبع قد تعرض لتهديدات كثيرة، ما الذي يجعله يحمل مسدساً أسفل وسادته الآن؟! 

تايهيونغ قال بنبرة أخافتها : جيد.. لا تذكري شيئاً حول هذا لأي شخص.. هل هذا مفهوم؟ 

شعرت بالخوف قليلاً، ما الذي يقصده بأي شخص؟ لمن ستذكر شيئاً حول مسدسه؟ انها لا تعرف سواه ورجاله هنا..!

تايهيونغ كرر بنبرة مخيفة أكثر : هل هذا مفهومٌ ماي؟ 

هزت رأسها مجدداً أسفل يده حتى حررها أخيراً لينهض واقفاً وهو يبدو منزعجاً لسبب ما، وضع السلاح على وسطه قبل أن يقول دون أن يلتفت إليها : جهزي نفسك سوف نعود إلى سيؤول هذا المساء! 

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

العودة إلى المنزل أخيراً كانت تترك شعورياً غريباً في نفسها، هل هم هنا منذ شهر حقاً؟؟ لماذا يبدو الأمر كأنهم هنا منذ سنة!! 

لسبب ما هي ترددت قليلاً وهي تسير باتجاه باب الكوخ، عيونها تتأمل تفاصيل المكان لمرة أخيرة.. نعم هذا المكان شهد الكثير من الأحداث التي لم تمحى من ذاكرتها إلى الأبد، وهي تتمنى لو لا تغادر فحسب بهذه السهولة.. 

بقدر ما كانت مشتاقة لجدتها وجيني فإنها في الوقت ذاته كانت تشعر بالخوف، كأنها ستفقد شيئاً بمجرد مغادرة هذا المكان.. المكان الذي قربها من تايهيونغ كثيراً، والذي جعلها تتعرف إلى الرجال الأربعة الذين تعتبرهم الآن أصدقاء لها.. الكثير من الأمور حدثت.. لكن الآن بهودتهم إلى سيؤول فإن هنالك الكثير من المشاغل التي ستبعدهم عن بعضهم البعض.. 

لا يمكنها إنكار الضغوط النفسية والمواقف السيئة التي عايشتها هنا، ولكنها أيضاً ستفتقد الجانب الجميل من كل شيء!! 

-- هل أنتِ بخير؟ 

ابتسمت وهي تلتفت إلى سونغ دال الذي وقف ينتظرها، الجميع كانو قد صعدوا إلى المروحة بالفعل، نعم شيء آخر لتتذكره حول هذه الرحلة..!! ركوبها المروحة للمرة الأولى وغالباً الأخيرة!! 

تايهيونغ كما يبدو لم يرغب بإضاعة المزيد من الوقت على الطريق لذلك اختار العودة بواسطة المروحية، هي وهو لم يتبادلا الحديث منذ الصباح، بعد خروجهم من الفندق.. سيعودان إلى ذلك المنزل الآن وسيكونان متباعدان مجدداً.. سيكون هنالك الكثير من الأشخاص بينهما.. بالإضافة لكونها صدته الليلة الماضية.. نعم.. الأمور ستتغير غالباً.. 

تنهدت غير قادرة على إخفاء الاكتئاب الذي كان يهدد بالسيطرة عليها، عندما سمعت صوت سونغ دال يسأل بقلق : ما الأمر؟ 

انتبهت إلى كونها لم تجب سؤاله الأول وقالت بنبرة اعتذار : لا أعلم.. أنا فقط أعتقد أنني سأفتقد هذا المكان.. 

سونغ دال هز رأسه بتفهم مما جعلها تتابع مازحة : أنتم لن تروا وجهي بعد الآن أليس هذا مريحاً؟ 

وجه سونغ دال حمل ابتسامة : لقد كان من الجيد التعرف عليك سيدة كيم المستقبلية.. 

ماي فجأة شعرت بالدموع تحرق مقلتيها وبصوت حزين قالت : هل يمكنني معانقتك؟ 

سونغ دال نظر حوله بتردد قبل أن يقول بنبرة سخيفة : هل لا بأس بذلك؟ ماذا لو قرر هيونغ أنه اكتفى من هرائي أخيراً ومن الأفضل أن يقتلني؟ 

ماي ضحكت و اقتربت لتضربه على صدره : لا تكن سخيفاً الآن! إنك تخرب لحظتي العاطفية! 

سونغ دال أطلق شهقة خفيفة شبه مسموعة عندما احتضنته فجأة وبدأ أنه يشعر بالخجل لأنه بقى وتقفاً في مكانه دون حركة قبل أن يرفع يده ليربت على رأسها بتردد وهي تقول : سوف أفتقد ازعاجك كثيراً.. 

-- ن.. نعم.. - سونغ دال قال وهو يحك مؤخرة عنقه بارتباك- أنت قصيرة حقاً! 

ماي رفعت إليه وجهاً محمراً غاضباً قبل أن تضربه على صدره مجدداً : ما شأن طولي الآن؟! أحمق! 

سونغ دال هز كتفيه تعبيراً عن قلة حيلته،، في تلك اللحظة سمعا صوت جون سو ينادي بأن يسرعا فابتعدت عن سونغ دال وأسرعت باتجاه المروحية تاركة اياه ليغلق باب الكوخ الفارغ خلفهم!! 

الطريق بشكل مفاجئ لم تكن طويلة جداً كما تخيلت أن تكون.. لم تتوقع أن يستغرق الأمر ثلاثة ساعات فحسب حتى بدأت برؤية أضواء المدينة تشع أسفل منهم، المساء لم يكن قد حل بعد وهي لم تستطع النوم طوال الطريق.. كانت مشدوهة جداً بمراقبة المناطق أسفل منهم، حتى المرة الوحيدة التي سافرت بها في الطائرة لم تكن بتلك الروعة، فهي لم تستطع رؤية الكثير، أما الآن بكونهم يطيرون على ارتفاع منخفض الأمر كان مذهلاً!! 

لحسن الحظ دي وون غط في النوم معظم الرحلة، ولكنه استيقظ ليبكي قليلاً في نهايتها بالطبع..!! 

كان هنالك شيئان اضافيان مذهلان في هذه الرحلة، والتي توقعت أن لا تستمتع بها حقاً، أولاً كان هنالك تايهيونغ الذي بدا رائعاً جداً في زي طيار لكونه قاد الطائرة لثلاثة أرباع الرحلة وهذا كان مثيراً جداً للاعجاب..!! هي لم تعتقد أنه يجيد قيادة المروحية!! 

الشيء الآخر كان يوناتان الذي كان يقفز في الأرجاء بسعادة قبل أن يوضع داخل صندوق الخاص مثل راكب محترم.. وذلك كان ظريفاً جداً للمشاهدة!! 

لم تكن قادرة على تحديد مكان هبوطهم خصوصاً عندما هبطوا فوق غابة صغيرة كثيفة الأشجار.. كان بإمكانها أن تتذكر أن منزل تايهيونغ كان منعزلاً قليلاً ولكنها لم تكن قادرة على تحديد أين هم بالضبط من الجو لذلك فقد تفاجأت عندما وجدت أنهم هبطوا قرب منزل مختلف تماماً عن الذي كانت فيه في البداية مع السيدة جيو..!! 

لم تجد الوقت لتسأل وهي بلا شك شعرت بالدوار وهي تقف أخيراً على قدميها بعد كل ذلك الوقت، ترنحت قليلاً قبل أن يمسك سونغ دال بذراعها بينما يتناول دي وون منها ويساعدها على النزول.. 

تبعت تايهيونغ و هيدسون إلى الداخل مسائلة لماذا لم يعودوا إلى منزل تايهيونغ وماذا يكون هذا المكان؟ 

سونغ دال وجون سو ساعدا في نقل الحقائب إلى الداخل، لم يكن لدى تايهيونغ الكثير من الأمتعة ولكن هي من ناحية أخرى كان لديها الكثير بعد كل تلك الثياب التي قامت بشرائها.. وهي كانت تشعر بالقلق حول فقدان أطقم المجوهرات التي حصلت عليها متمنية لو أن تايهيونغ يسترجعها فحسب!! 

-- هل هنالك خطب ما؟ 

ماي قالت فجأة وهي تقترت لتهمس لسونغ دال مما جعله يرمقها بنظرة استغراب قبل أن يسأل : ماذا تعنين؟ 

نظرت حولها للحظة بتردد : وجودنا هنا.. لماذا لم نعد إلى المنزل الرئيسي؟ هل حدث شيء ما؟ 

سونغ دال أجاب بهدوء : لا شيء.. الرئيس يريد بعض الخصوصية فحسب..هذا المنزل أيضاً ملكٌ له.. 

ماي كانت لا تزال تحمل شكوكها : بجدية.. لا تحاول أن تخدعني.. لقد رأيت تايهيونغ يخفى مسدساً أسفل وسادته! هذا بالتأكيد يعني أن هنالك شيئاً ما يحدث!! 

بشكل مفاجئ ابتسامة غريبة ارتسمت على وجه سونغ دال وهو يسأل كإنه قد سمع أكثر الأشياء إثارة للإهتمام في الحياة : حقاً؟ هذا مثير.. 

لم تفهم ما يقصده فعقدت حاجبيها مسائلة بنفاذ صبر : ماذا تعني؟ 

الوضع ازداد غرابة عندما سونغ دال ضحك وهو يضع حقائبها قرب السرير في أحد الغرف التي لم تدرك أنها دخلتها وهي تتبعه منشغلة بالحديث، نظرت حولها بحيرة قبل أن تعيد اهتمامها إليه : ما هو المضحك؟ 

عيون سونغ دال لمعت قبل أن يرفع يده ليربت على كتفها وهو يتجه إلى الباب : أعتقد أن الرئيس يشك بوجود خائن.. بيننا! 

رفعت يدها إلى فمها بعدم تصديق وهي تتجمد في مكانها ناظرة إلى الباب المفتوح حيث وقف سونغ دال منذ لحظة وعقلها يدخل في فوضى عارمة!! هل كان يتحدث بجدية أم أنه يمزح كعادته؟ هل يشك تايهيونغ بوجود خائن بين رجاله حقاً؟ لا يمكنها تخيل أي واحد منهم كخائن أبداً!! انهم أصدقاؤه منذ وقت طويل!! كيف يمكنه أن يشك بهم على الإطلاق؟؟!! 

في وسط العاصفة التي ضربت رأسها تايهيونغ دخل إلى الغرفة فجأة عاقداً ذراعيه أمام صدره ليقول ببرود : لقد وجدتِ غرفتك إذاً.. 

كانت لا تزال مصدومة جداً لتتفاعل مع ما يقول، هزت رأسها وهي تشد قبضتها على جسد دي وون الصغير : نعم.. سونغ دال وضع حقائبي هنا.. 

-- نعم.. سونغ دال.. 

لم تستطع ملاحظة النبرة الغريبة في صوته حتى تقدم منها ومد يده ليبعد شعرها إلى الخلف، تفاجأت بحركته ورفعت إليه عيوناً متسائلة لكنه تابع ما يفعله لتشعر بأصابعه تضغط على زاوية التقاء كتفها بعنقها ببعض القوة : هل هو السبب في هذه أيضاً؟ 

لم تفهم عن ماذا يتحدث، كانت ترتدي قميصاً أبيض مخططاً بخطوط زرقاء فاتحة، ترفع أكماكه حتى منتصف ذراعيها مع ياقة مفتوحة، تساءلت بضياع : ما هي؟ 

-- آه لا تتظاهري بأنك لا تعلمين الآن! 

عقدت حاجبيها بشيء من الضيق من النبرة المستفزة التي لاحظتها أخيراً في صوته : عن ماذا تتحدث؟ 

-- آثار القبل.. 

اتسعت عيناها : عذراً؟ 

-- لا تتظاهري بأنك لا تعرفين أن عنقك مليء بآثار القبل الآن! 

حسناً هو بلا شك كان يضغط على أعصابها الآن! وجهها تحول إلى اللون القرمزي وبغضبٍ مكبوت قالت : ما شأن سونغ دال بهذا؟ أعتقد أنك تعرف جيداً سبب وجود هذه الآثار هناك! 

-- نعم.. هنا! - أصابعه مرت على جانب عنقها قبل أن تعود إلى كتفها مجدداً- وليس هنا..! أنا لم أضع هذه ولونها مختلف تماماً! 

زفرت بغيظ وهي تصفع يده بعيداً عنها : أنا لست خبيرة بالألوان و لا أفهم حقاً ما الذي تحاول الوصول إليه بالضبط!!! 

بنبرة شديدة الخطورة تايهيونغ قال ببطء : لقد رأيتك تعانقينه.. لقد حذرتك سابقاً من العبث مع أي من رجالي أو أصدقائي ولكنك لا تستطيعين الالتزام بالأوامر أليس كذلك؟ أنت فقط تريدين الحصول على كل ما تستطيعين الحصول عليه!! 

ماي شحبت لسماع كلماته المهينة، انه يفعل ذلك مجدداً.. لقد ظنت أنهما تجاوزا هذه المرحلة.. الآن هو يعتقد أنها وسونغ دال..؟ في الوقت الذي سمحت له هو بفعل ما يشاء..؟ 

ابتسامة ساخرة احتلت وجهها ورغماً عنها شعرت بالبرودة تمر في أطرافها لتخدرها : أنا أهنئك على هذا التفكير.. أشعر حقاً بالراحة لأنني صددتك ليلة البارحة، انك تثبت لي بشكل جميل في كل مرة كم أن أي نوع من الصداقة المتحضرة بيننا هو شيء مستحيل..!! انك حتى لا تستطيع تقديم هذا القدر من الاحترام لي..! 

-- لا تتذاكي علي الآن! - تايهيونغ قال من بين أسنانه - كيف تفسرين تلك العلامات على كتفك؟! 

عيونها اتسعت بشكل مستفز قبل أن تسأل ببراءة : أوه؟ هل يفترض بي أن أبرر لك؟ لماذا؟ أنت لست والدي.. لذلك احزر ماذا؟ أنا يمكنني أن أفعل ما أشاء مع من أشاء! 

وجه تايهيونغ كان يتلون من الغضب، أمسك برسغها وبصوت خفيض يتلاءم مع الغضب الأسود على وجهه قال : لا تحاولي اغضابي آنسة لي.. لقد أخبرتك بالقواعد قبل أن تبدئي بهذا العمل .. 

ماي ضحكت ضحكة خشنة تحمل شيئاً من انهيارها الداخلي وحاولت سحب يدها منه : أوه لا تعطني هذا الهراء سيد كيم! القواعد كانت أن لا تقوم أنت بلمسي قبل أي شخص آخر.. أنت حتى كتبت ذلك في العقد ووقعت عليه أمام محامٍ.. لذلك من الأرجح أن تبدأ بإخبار نفسك بذلك قبل أن تخبرني! لنعتبرها واحدة مقابلة واحدة! 

ماي كانت تؤكد ظنونه في تلك اللحظة حولها وحول سونغ دال فقط لتغضبه، لتثير جنونه متعمدة كما يقوم باهانتها الآن! ماذا يعتقدها؟ تتلاعب بالرجال يميناً ويسرة؟ 

تايهيونغ كز على أسنانه وبوجه متحجر قال : أنا لم أقم بإجبارك..! 

رفعت حاجبيها وبضحكة ساخرة أجابته : هل أنت متأكد؟ 

تلك غالباً كانت القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة إليه، بدا كأنه مستعد للقتل في أية لحظة، أخذ نفساً حاداً واستدار دون كلمة أخرى في علامة واضحة بأنها ربحت النقاش! 

لكنها لم تكن سعيدة ولو بأدنى قدر حول ذلك!! عضت شفتها وشعرت بالغيظ يثقل صدرها.. كيف يجرؤ!! هذا الوغد المتعجرف كيف يجرؤ!! 

لم يكن يستحق تفسيراً ولكنها لم تستطع السيطرة على نفسها، وضعت دي وون على السرير وبسرعة تبعته إلى الخارج بينما تخرج أنفاسها ثقيلة متسارعة بشكل مؤلم وهي توشك على الإنفجار!! 

فكرة أن لا تجده في هذا المنزل الجديد الذي لا تعلم تفاصيله زادت غضبها لكنها لحسن الحظ بعد الدخول والخروج من عدة أبواب وجدته واقفاً يدير ظهره و يتحدث في هاتفه في ما يبدو بأنها غرفة الجلوس.. بسرعة و دون اهتمام بمكالمته اقتربت لتدفعه بغضب ليفقد توازنه ويقع الهاتف من يده!! 

استدار إليها صارخاً بوجه مخيف : ماذا بحق الجحيم..؟ 

ماي لم تكن مستعدة للتراجع مهما بدا لها مخيفاً، كان لديها شيء لتقوله وهذا بالضبط ما سوف تفعله! 

رفعت اصبعها في وجهه وقالت بوجه محمر : لا تتحدث أمامي بهذه اللغة أبداً أنا لست خادمتك!! 

تايهيونغ فغر فمه للحظة بعدم فهم وبدا مأخوذاً بغضبها الواضح، لكنها لم تهتم وتابعت وهي تدفعه مجدداً على صدره هذه المرة دون أن تكون قادرة على زحزحته : هل تريد أن تعرف سبب هذه هه؟ - أشارت إلى كتفها - هل تريد أن تعرف؟ 

دفعته مجدداً متمنية أن تؤلمه كما كان يؤلمها في هذه اللحظة : من المؤسف حقاً أن السبب ليس سونغ دال! أتمنى لو كان كذلك حقاً ولكنه ليس كذلك..!! هل تسمع يا سيد كيم تايهيونغ العظيم؟ سبب هذه الأثار الصغيرة هو دي وون!! هل تعرف لماذا؟ لأن الطفل يخرج أسنانه منذ فترة.. لذلك فهو كان يجربها على شقيقته قليلاً أثناء بكائه.. هل تجد ذلك غير لائق أيضاً؟ ربما الناس لا يفعلون ذلك في البرج العاجي الذي تعيش فيه بنقاء بين السحب!! أنت بالتأكيد لست بشرياً مثلنا بكونك قادراً على إلقاء الاتهامات والاهانات نحو الآخرين كأن لك الحق في فعل ذلك هه؟! ألست أفضل من الجميع؟! هيا أجب!! 

لا أحد منهما أعار اهتماماً للهاتف الذي كان يهتز على الأرض بصراخ مهماً كان من يحادثه تايهيونغ منذ لحظة، ماي بكلتا يديها ضربته مجدداً على صدره دون أن تدرك أن بعضاً من دموع الغضب كانت تسيل على وجهها في وسط ثورتها، كانت غاضبة جداً منه.. غاضبة جداً لأنه لا يزال يفكر بهذه الطريقة بعد كل ما مروا به!! 

الآن هو كان يقف مثل الصنم الرخامي الذي يمثل حقيقته، حجراً بلا احساس أو تقدير لمشاعرها! كل ما يجيده هو فتح فمه الغبي وإطلاق الإهانات تجاه الآخرين دون اهتمام بتأثير كلماته!! لا يحق له.. لا يحق له! 

فتحت فمها لتصرخ به مجدداً : أنت عديم الاحساس هل تدرك ذلك؟ قدرتك على إيذاء الأشخاص الذين يعتقدون بأنك شخص أفضل مما أنت في الحقيقة مذهلة حقاً! أنا أشعر بالغباء عن كل مرة اعتقدت فيها بأنك أفضل مما تبدو عليه..!! أنت حقاً لست سوى-.. 

كلماتها اختنقت عندما تايهيونغ أمسك وجهها بقوة فجأة ليغلق فمها بفه!! 

ابتلعت فوج الكلمات المسيئة التي كانت على وشك قذفها في وجهه عندما شعرت بأصابعه تحتضن خديها برقة، وقبل أن تكون قادرة على الاعتراض هو ابتعد عنها بالسرعة ذاتها التي عانقها فيها!! 

لهثت وهي تحدق في عينيه اللامعتين بصدمة وقبل أن تفتح فمها لتقول أي شيء، هو أسند جبينه على جبينها ليقول بصوت خشن : أنا آسف ولكنك لا تعلمين كم تبدين مثيرة جداً وأنت غاضبة!! 

لم تعلم كيف تشعر في هذه اللحظة، شيء غريب كان يحدث هنا وهي شهقت لتعليقه في حين كانت تنفجر غضباً بسببه منذ لحظة، لم تجد الوقت لتفكر طويلاً حول الحالة التي هما بها لأن صوتاً آخر مصدوماً قاطع اللحظة التي سيطرت على كليهما : تايهيونغ؟ هل هذا أنت؟ 

بينما راحتاه لا تزالان تحتضنان وجهها، كلاهما التفت لينظر إلى المرأة المبهرجة التي وقفت تحدق اليهما بشكل درامي، قبل أن يعقد تايهيونغ حاجبيه ويقول بجمود : أمي..؟!!! 

ماي لم تفهم بالضبط كيف يمكن لدرجة حرارة تايهيونغ أن تنخفض فجأة بهذا القدر عندما يداه تحولتا إلى جليد على بشرتها بمجرد رؤيته المرأة الأكبر سناً والتي تنهدت قبل أن تتابع طريقها إلى الداخل لتضع حقيبتها على الكنبة وتجلس واضعة إحدى ساقيها فوق الأخرى بعجرفة، قبل أن تشير بإصبعها باتجاههما كأنها تشعر بالاشمئزاز : إذاً أنت لا زلت تحتفظ بهذه هه؟ 

ماي فتحت فمها لتصرخ في المرأة فوراً بأن لديها إسماً وبأنها إنسانة أكثر منها ومن إبنها لذلك فإن من الأفضل لها أن لا تشير إليها ب "هذه"، لكنها لم تحصل على الفرصة حقاً لأن تايهيونغ أفلتها ليتحرك ويقف أمامها عوضاً عن ذلك كأنه يحجبها عن مرأى والدته قبل أن يقول بصوت أكثر برودة من جليد القطب الشمالي : ما الذي تفعلينه هنا بالضبط؟! 

🌸

ENJOY 💕

كل عام وإنتو بألف خير حبايبي بمناسبة العيد وعسآكم جميعاً من عواده 😍😘
اشتقتللللكم 💔💔

متأخرة كالعادة طبعاً ولكن ماذا أقول؟
أدري لازم أغير اسمي من كوين لاتيفا لكوين تأخير 🤠☠️
بس مع ذلك أحبكم لأنكم متحمليني

شرأيكم بالحلقة؟
طبعاً الحلقة عبارة عن تطور في المشاعر بين الإخوان عشان نجهزهم للمرحلة الجاية ☠️

وحطيت لكم صورة كيوت لتايهيونغ عشان أبرئ ذمتي و أذكركم انه تايهيونغ في الحقيقة عبارة عن كائن لطيف ظريف كيوت بعيد عن الهمجي المتوحش الموجود معانا هون بقصتي 😂😂💔

الخبر الحلو اني رح أحاول ما اتأخر بالشابتر الجاي إن شاء الله ولكن ما أضمنلكم نفسي مع ذلك 💔

شفت هالفترة في كثيير متابعين جدد حبايبي أهلاً وسهلاً فيكم 😍😍😍😍
بتمنى الرواية تعجبكم وبتشرف فيكم من قلبي ❤️❤️
بس لا تنسو تحطو فوت على كل الحلقات عشان الفوت هاد تقدير لتعبي ❤️
أحبكم 😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

605K 27.6K 30
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
803K 55K 48
فتاةُ في مقتبلِ عمرها، ذاتَ طموحُ واحلامُ في ظلِ عائلتها بين ليلةَ وضحاها تنقلب حياتها رأسا على عقبِ! تجد نفسها في سجن ابو غربب ! بدون ذنب بدون جري...
4.1M 61.2K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
1M 39.3K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...