🌸رجل من حجر🌸

By xxlatifa9

487K 36.9K 26.6K

🌸 عندما تتقاطع طرقنا مع أشخاص لم نقابلهم من قبل، يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.. عالم مكسو بلون وردي من الخا... More

🌸مقدمة🌸
🌸الحلقة الأولى 🌸
🌸الحلقة الثانية🌸
🌸الحلقة الثالثة🌸
🌸الحلقة الرابعة🌸
🌸الحلقة الخامسة🌸
🌸الحلقة السادسة🌸
🌸الحلقة السابعة🌸
🌸الحلقة الثامنة🌸
🌸الحلقة التاسعة🌸
🌸الحلقة العاشرة🌸
🌸الحلقة الحادية عشر🌸
🌸الحلقة الثانية عشر🌸
🌸الحلقة الثالثة عشر🌸
🌸الحلقة الرابعة عشر🌸
🌸الحلقة الخامسة عشر🌸
🌸الحلقة السادسة عشر 🌸
🌸الحلقة السابعة عشر🌸
🌸الحلقة الثامنة عشر🌸
🌸الحلقة التاسعة عشر🌸
🌸الحلقة العشرون🌸
🌸الحلقة الواحدة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثانية والعشرون🌸
🌸الحلقة الثالثة والعشرون🌸
🌸الحلقة الرابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الخامسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السادسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة التاسعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثلاثون🌸
🌸الحلقة الواحدة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸
❤️
🌸الحلقة الثالثة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الرابعة والثلاثون🌸
🌸 الحلقة الخامسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السادسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السابعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثامنة والثلاثون🌸
Note 1
🌸الحلقة التاسعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الأربعون🌸
🌸الحلقة الواحدة والأربعون🌸
🌸الحلقة الثانية والأربعون🌸
🌸الحلقة الثالثة والأربعون 🌸
🌸الحلقة الرابعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخامسة والأربعون 🌸
🌸الحلقة السادسة والأربعون🌸
🌸الحلقة السابعة والأربعون 🌸
🌸 الحلقة الثامنة والأربعون 🌸
🌸الحلقة التاسعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخمسون🌸
🌸الحلقة الواحدة والخمسون🌸

🌸الحلقة الثامنة والعشرون🌸

9.2K 921 451
By xxlatifa9


تنويه مهم قبل الحلقة💢
يا جماعة أهلاً وسهلاً بكل متابعيني الجدد ونورتو الرواية بقوة، كل حد فيكم وكل كومنت منكم بيعنيلي كتير جداً ♥️♥️

بس اسمحولي اطلب منكم طلب صغير..
يلي بتقرأ وعاجبتها الرواية ياريت بليز تصوت على كل الحلقات لأنه حرام تقرأو ٢٧ حلقة وبالآخر تحطو تصويت على حلقة واحدة فقط! 😭😭
حرام عليكم يا جماعة..
التصويت مهم للرواية عشان تنشهر وتشجيع كبير إلي فإذا انتو حابينها بليز صوتو♥️♥️

لا تنسو النجمة 🌟

🌸

ماي جلست بعدم ارتياح وهي تكاد تلتصق بنافذة السيارة محاولة البقاء بعيدة قدر الإمكان عن الرجل الجالس إلى جانبها براحة، مباعداً بين ساقيه واهتمامه مركز على هاتفه.. ورغم أن مقعد الطفل حيث استراح دي وون قبع بينهما إلا أنها لم تكن أبداً بعيدة كفاية عن رائحته التي تخللت كل ذرة هواء حولها، ولا عن دفئ ذراعه التي ارتاحت على طرف الكرسي.. المكان في المقعد الخلفي من سيارة الجيب الفخمة الواسعة هذه بدا ممتلئاً به تماماً بشكل كان يخنقها..

مستاءة وغاضبة منه، الآن هو أيضاً يبدو غاضباً منها في المقابل ولا يمكنها أن تفهم السبب حقاً.. لقد قالت الحقيقة.. الحقيقة التي أوضحتها تماماً كل تلك الصور له مع الفتاة الجذابة الملتفة حوله في لقاءات عمله المزعومة.. هي كانت فقط موظفة لديه، مع الكثير من مشاعر الود ربما.. هل هكذا يرى الأمور؟ فقط كيف أمكنه؟

شعرت بكتلة في حلقها.. كيف أمكنه أن يكون مع فتاة أخرى بعد أن قبلها بذلك الشكل؟ هل هكذا هو الأمر مع هؤلاء الناس؟ لا شيء يفعلونه يكون جاداً كفاية؟ لو أنه لم يقبلها.. كانت لتردع نفسها متظاهرة بأنهما مجرد صديقين.. لكن بعد أن كان قريباً إلى ذلك الحد، من الصعب عليها أن لا تفكر فيما حدث كأمر مهم!! انه مهم لها.. بشكل مؤلم!

هيدسون نظر في المرآة إلى انعكاس الاثنين الذي بدا كل منهما في عالم بعيد عن الآخر أو أنهما كانا يتظاهران بذلك..؟!

قال فجأة محادثاً ماي ليستثير تايهيونغ : إذاً ماي..

الفتاة نظرت إليه مجفلة من خلال عينيها الذهبيتين المندهشتين كأنها تفاجأت بأنه تحدث إليها : هه..؟

ابتسم هيدسون وتابع عندما لاحظ رآساً آخر يرتفع لينظر إليه : كيف التقيت أنتِ وتايهيونغ؟

بدا أنها متفاجئة أكثر من السؤال واسترقت نظرة إلى تايهيونغ الذي ظهر مهتماً جداً بهاتفه، قبل أن تعيد اهتمامها إلى السائق : أتعني لقاءنا الأول؟ أظن أن ذلك كان في المطار..

خطفت نظرة أخرى ناحية تايهيونغ متسائلة اذا ما كان لديه اعتراض على الحديث، متسائلة لماذا يناديه هيدسون بتايهونغ فقط وليس الرئيس مثل البقية..؟ ولماذا يبدو مرتاحاً في الحديث مع تايهيونغ دون تكلف؟

هيدسون قال فجأة بصوت مدرك كأنه تذكر شيئاً : آآآه!!أنت تتحدثين عن-سعال تايهيونغ المفاجئ اوقفه عن متابعة جملته وعوضاً عن ذلك قال - نعم إنني أذكر.. لقد كنتُ هناك!

-- حقاً؟؟

ماي عقدت حاجبيها وهي تحاول التذكر عندما ضحك هيدسون: نعم! أنت كنت تلحقين بتايهونغ وأنا أوقفتك.. إذاً لقد كنتِ تلك الفتاة!

اتسعت عينا ماي باستيعاب وقالت قبل أن تدرك نفسها : آآآه.. نعم! أنت كنت ذلك الحارس الضخم الفظ الذي كاد يقتلع ذراعي!!

شخرة خفيفة صدرت عن تايهيونغ بينما تابعت ماي بحماس : لم أستطع تبين وجهك جيداً في الظلام حينها.. كما أنك كنت صخماً بشكل مخيف.. لا عجب أنني لم أتذكر..

-- الآن الآن - هيدسون قال بتبرم - أنا لم أعني أن أكون فظاً ولكن حماية هذا العابس هناك هي وظيفتي.. حتى لو كانت المهاجمة فتاة تعجبه!

وغمز لها مما جعل خديها يحمران بخفة قبل أن تتذكر أفكارها وحقيقة علاقتها بتايهيونغ ليشحب وجهها مجدداً وينسحب اللون منه..قالت وهي تنظر إلى أصابعها : نعم.. معك حق انه عملك..

-- هل تعلمين منذ متى أقوم بهذا العمل؟

ماي نظرت إليه مجدداً ليتابع بشكل هزلي : منذ عشرة سنوات! هل يمكنك تخيل هذا؟ منذ عشرة سنوات وأنا أحمي مؤخرة هذا الصبي من التعرض للركل!!

الصبي؟ اللفظ كان غريباً.. كان واضحاً أن هيدسون كان أكبر من تايهيونغ.. لكن أن يتحدث إليه بهذا الشكل؟!

تايهيونغ تذمر : هيونغ!

هذا جعل ماي تنظر إليه بدهشة لترى الانزعاج الطفيف في ملامح وجهه بعد قوله تلك الكلمة كأنه مجبر على ذلك، عقلها يتساءل عن مدى قرب تايهيونغ من رئيس حراسه؟ أدارت وجهها بسرعة عندما نظر إليها بحاجب مرفوع وتعبير بارد..

هيدسون قال متجاهلاً تايهيونغ ببساطة : أنتِ تتساءلين كيف يكون هذا ممكناً أليس كذلك؟ حسناً دعيني أخبرك.. لقد كنت السينبانيم الخاص به في المدرسة.. عندما كان مجرد ولد نحيل من السهل ضربه..

تايهيونغ تدخل باحتجاج : متى كان من السهل ضربي؟!

لكن هيدسون تجاهله مجدداً وتابع بضحكة : كما كنت أقول.. أنه كان معتاداً على التعرض للرفض من قبل الفتيات أيضاً.. كان هنالك تلك الفتاة في الصف الثالث، جميلة جداً ومثيرة بشكل جعل الجميع لا يمتلكون الشجاعة الكافية للاقتراب منها حتى.. واحزري ماذا؟ هذا الفتى ذهب واعترف لها طالباً أن تصبح حبيبته!!

أغرق هيدسون في الضحك : لن تصدقي كيف أمتلك الجرأة ليطلب منها الخروج معه.. وهو أقصر منها قامة! لكن هل تعلمين ما هو المضحك في الأمر؟ تلك الفتاة وافقت حقاً على الخروج معه!! وكان يسير في الممرات بتفاخر وهو يفرد كتفيه كونه حقق ما لم يحققه أي طالب آخر..

ماي شعرت بوخزة من الغيرة وشعرت بالسخافة في الوقت ذاته، هذا كان منذ زمن طويل.. عليها أن تقلق أكثر من الفتيات اللواتي يحمن حوله الآن!

هيدسون ضرب عجلة القيادة وقال ضاحكاً : ثم بووم! تلك الفتاة جاءت إلي واعترفت بحبها لي قائلة أنها استخدمته فقط للتقرب مني..!! كان يجب عليك رؤية غروره المحطم و الذي ملأت بقاياه ممرات المدرسة!!

ماي عبست وكتفت ذراعيها قائلة باحتجاج : يالها من حمقاء دنيئة!

الصمت بعد تعليقها بدا ملحوظاً وانتبهت إلى نفسها عندما تايهيونغ نظر إليها من طرف عينه مع شبح ابتسامة وهو يسند رأسه على المقعد..

احمر وجهها وهي تسرع لتبرر كلماتها : أعني.. هذا تصرفٌ دنيء.. استخدام شخص للوصول إلى شخص آخر.. مهما.. مهما كان الشخص الذي حدث له ذلك..

هيدسون قال بفهم : آه.. لكن هل تريدين معرفة ما حدث بعد ذلك؟

ماي مالت إلى الأمام باهتمام : امم؟

-- لقد واعدتها - ضحك هيدسون بشدة - وأصبحت تعامل تايهيونغ كالطفل في كل مرة تراه فيها..

-- حقاً؟ - رفعت ماي واحداً من حاجبيها تجاهه بانتقاد ودهشت عندما غمز لها قاءلاً : أنا متزوج منها الآن!

-- اوه!

لم تجد كلمة أخرى لتقولها وهي تحاول استيعاب الأمر، لقد شتمت زوجته للتو لكن هيدسون لم يبدُ مبالياً جداً.. هو ضحك مجدداً على تعبيرها : هل تعتقدين أن حب طفل في الخامسة عشر كان بهذا العمق؟ رجاءاً هو أراد التفاخر فحسب..

هزت ماي رأسها وقالت ببرود غير راضية عن الفكرة : يبدو أن خاصتك كان عميقاً إذاً!

-- نعم.. لقد كنت في الثامنة عشر.. - قال بتأمل- تخرجت من المدرسة الثانوية وذهبت إلى الجيش تاركاً العصابة لتايهيونغ كي يقودها!

-- عصابة؟؟

-- نعم.. آآه تلك الأيام الرائعة! لقد كان تايهيونغ واحداً أفراد عصابتي.. كنا مجموعة من الخاسرين الغير مهتمين بالدراسة.. نتشاجر مع أي شخص يجرؤ على إطلاق زفرة واحدة في اتجاهنا.. نصطنع المشاكل هنا وهناك.. لقد دربته جيداً ليكون قائداً.. ثم لا أعلم كيف أصبح مليونيراً عبقرياً يرتدي بذلات فاخرة فجأة!

قال هيدسون كأنه يشعر بالخيبة : كم هو مؤسف.. كان من الممكن أن يكون قائد عصابة كبيرة وذو مستقبل باهر في هذه الأثناء!

ماي رمقته بحاجبين مرفوعين : حقاً؟ أنت لديك تصور مختلف عن المستقبل الباهر.. مدهش حقاً!

-- اوه امسحى ملامح الخيبة هذه عن وجهك الآن.. لقد كنت أمزح فحسب.. أنا سعيد بما وصل إليه اليوم.. أعني لولا تدريبي واشرافي لما أصبح قوياً هكذا.. - قال ذلك بتفاخر وتابع- كما أننا لا زلنا العصابة ذاتها حتى لو أصبحنا عصابة من رجال الأمن!

ماي علقت مازحة: يالها من أخبار سارة.. أن يكون الأمن مكوناً من عصابة من السفاحين مصطنعي المشاكل..!!

هيدسون وافقها الرأي : أليس كذلك؟ وانظري إلى الجانب المشرق.. بعد أن كنت بحاجة لذراع واحدة كي أقلبه رآساً على عقب هو فجأة ازداد طولاً وازداد وزن محفظته وأصبح يحتاج راتب شهر واحد كي يقلبني رأساً على عقب..

تحولت نبرته فجأة إلى شيء مشبع بإمتنان دفين : لقد حولنا أنا والعصابة من أشخاص خاسرين عديمي النفع يتغذون على المشاكل إلى مواطنين صالحين يستطيعون العيش براحة وتكوين عائلة مع الكثير لتقديمه.. الخيار الذي قدمه لنا هو أفضل ما يمكن أن يمنح للشخص.. القدرة على تغيير حياته.. تايهيونغ فعل هذا من أجلنا!

تايهيونغ تململ دون أن يرفع نظره عن هاتفه كأن الموضوع لا يخصه: هيونغ أنت تبالغ.. لقد صنعتم ذلك القرار بأنفسكم أنا فقط قدمت لكم وظيفة..

هيدسون علق وهو ينظر إلى تايهيونغ في المرآة : انه يحاول القول أننا نحن من اخترنا تغيير حياتنا وهو لا فضل له في ذلك رغم كل ما فعله لنا.. لقد آمن دوماً أننا كنا صالحين أكثر مما كنا نعتقد!

ابتسامته كانت نقية واسعة كأنه يقدر كثيراً ذلك الدعم و الإيمان اللذان قدمهما تايهيونغ ، وخالصة بشكل بعث الدفئ في قلب ماي رغماً عنها وهي تسترق نظرة ناحية تايهيونغ الذي تظاهر بالانزعاج : أنا لا أرى شيئاً واحداً صالحاً فيك هيونغ.. توقف عن التفاخر..

هيدسون برم شفتيه مثل سيدة عجوز : اوه تايهيونغييي!! ماذا تقوول؟ بعد أن كنت ترسل الي كل صباح برسالة تشجيعية وواحدة أخرى قبل النوم! لا تقل انك نسيت ذلك؟

تايهيونغ رمقه بصدمة : توقف عن تأليف القصص.. هذا النوع من الأشياء يصدر عن الفتيات فقط!

هيدسون قال بتأمل : يمكنني الجزم أنك ستصنع فتاة ممتازة، فقط ابدأ بشراء بعض التنانير..

هيدسون نظر إلى ماي ورفع حاجبيه : مثير للاهتمام هه؟ ألا توافقينني الرأي؟

ضحكت ماي وهي تتخيل تايهيونغ مرتدياً تنورة : مثير للاهتمام حقاً!

النظرة اللئيمة التي حصلت عليها من تايهيونغ جعلتها تغير الموضوع فوراً لتسأل هيدسون بفضول : هل كان سونغ دال، جون سو واينهو معكم أيضاً؟ في الماضي؟

-- نعم.. ولكنهم من الجيل الأصغر سناً.. ماعدا اينهو.. انه صامت طوال الوقت ولكنه كان ذراعي الأيمن.. ذلك الرجل يمتلك قوة بدنية مخيفة.. أما بالنسبة لجون سو وسونغ دال موهوبان في استخدام قبضتيهما.. يجب عليك رؤية عندما-..

تايهيونغ قال فجأة بانزعاج مقاطعاً : هل انتهيت من رواية قصص ذكرياتك الظريفة الخيالية ؟

هيدسون حرك حاجبيه وابتسم ابتسامة واسعة : لا يزال لدي الكثير..كما أنها الحقيقة.. هذان الاثنان موهوبان تماماً! أنت لا زلت تذكر حرب القبضة التي خضناها وأنت خسرت-..

تايهيونغ هز رأسه وضغط زراً ليغلق الفتحة بينهم وبين السائق تماماً قائلاً برضى : نعم شكراً لك على الجهد!

ماي أجلت حنجرتها بغرابة عندما اختفى صوت هيدسون ومؤخرة رأسه من مجال نظرها شاعرة أنها أصبحت معزولة مع تايهيونغ الآن في الخلف.. نظر إليها.. التقت عيونهما وشعرت بوعيها يتسرب للحظة وهي تغرق في الأمواج السوداء لمقلتيه لكن الصوت المليء بالضيق الذي أطلقه دي وون فجأة وهو يتحرك في كرسيه قطع الاتصال بين نظراتهما مجبراً اياها على تحويل اهتمامها تجاه الطفل الذي بدا جائعاً.. أخرجت زجاجة حليب صغيرة كانت تحتفظ بها دافئة لأجله وساعدته على شربها مسندة رأسه وهي تتنهد متسائلة إلى أين يذهبون بالضبط..؟ هل يعودون إلى سيئول؟ لأنها شبه متأكدة أنه قد مرت ساعة بالفعل على خروجهم!

كانت على وشك أن تغفو عندما فتح الباب الذي كانت تستند عليه فجأة واستعادت وعيها فقط وهي تهوي خارجاً!! خلال الرعب اللحظي شعرت بشخص يمسك بذراعيها ويساعدها على الوقوف.. وازنت نفسها متمسكة بذراعي هيدسون وهي تقول بامتنان : شكرا لك..

هيدسون علق باعتذار : لم يكن علي فتح الباب هكذا فجأة.. هل أنت بخير؟ هل آذيت نفسك أو أي شيء؟

ماي لم تملك الوقت للإجابة لأن تايهيونغ ظهر في تلك اللحظة وجذبها من ذراعيها إلى صدره قائلاً بهدوء سوداوي : انها بخير..

ماي حاولت سحب نفسها بعيداً عنه وهي تقلب عينيها متمتمة : وكيف تعرف؟

أصابع تايهيونغ التي اشتدت على ذراعها أنبأتها بأنه سمع ما قالته، هيدسون ابتسم وقال بنبرة غريبة : كما تشاء أيها الرئيس!

ثم اتجه إلى صندوق السيارة ليخرج عربة دي وون.. ماي نظرت إلى تايهيونغ بغيظ وسحبت ذراعها منه بقوة متوقعة أن يقاوم حركتها تلك إلا أنه لم يفعل وشهقت وهي تجد نفسها تهوى إلى الخلف على مؤخرتها!

تأوهت بألم وهي ترفع نظرها إليه لتجده ينظر إليها ببراءة بحاجبين مرفوعين : هل أنتِ بخير؟

زفرت شاعرة برغبة في اقتلاع رأسه على الأخص عندما رأت شبح ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يتمتم : أنت خرقاء جداً..

عضت شفتها ودفعت نفسها لتقف قائلة بغيظ : نعم..شكراً لك!

ثم استدارت ناحية دي وون تحمله قبل أن تلقي إلى تايهيونغ نظرة جانبية حاقدة : وغد..

هيدسون أحضر لها العربة ووضعت الطفل فيها متفاجئة بأن الجو كان مشمساً قليلاً وبأن الثلوج ذابت في الحقيقة..السيارات والبنايات حولهم أنبأت بأنهم كانوا في مدينة لكنها متأكدة أنها لم تكن سيئول لأنهم كانوا ليحتاجوا المزيد من الوقت للوصول إلى هناك.. الساعة في هذه الأثناء كانت تتجاوز العاشرة صباحاً وقبل أن تجد الوقت الكافي لتسأل إلى أين يذهبون تايهيونغ سار أمامها آمراً اياها بأن تتبعه.. في وقت قياسي كانوا يدخلون إلى مجمع تجاري ضخم بشكل مخيف وشدهت للحظة وعيناها تزوغان بسبب التصميم الداخلي اللولبي للمكان كأنها داخل لعبة مع زينة فاخرة بشكل رهيب..

لم تعد ترى هيدسون خلفهم وتساءلت إلى أين ذهب في الوقت الذي كان تايهيونغ يسير فيه أمامها بسرعة.. ظهرها آلمها في كل مرة كانت تشد عضلاتها لتدفع العربة إلى الأمام حيث اصطدمت بحافة الرصيف أثناء وقوعها، لكنها لم تكن لتخبر تايهيونغ بذلك..

بدا أنه لاحظ أخيراً عدم وجودها وراءه وعاد إليها قائلاً بملل : أنت بطيئة جداً، هل يمكنك الإسراع قليلاً؟

هزت رأسها وقالت ببرود : حاضر سيد كيم..

لم تتوقع أن ترى نظرة مشمئزة على وجهه عندما قالت ذلك ولاحظت انزلاق نظرته إلى فمها بشكل مفاجئ لثانية قبل أن يسأل : هل ترتدين خاتمك؟

-- آه انه هنا..

أخرجت الخاتم من جيبها ووضعته في اصبعها وعندما حاولت دفع العربة مجدداً شعرت بوخزة جعلتها تعض شفتها كي لا تخرج صوتاً متألماً.. دفعت بكل قوتها دون كلمة لكنها تفاجأت عندما تايهيونغ أصبح إلى جانبها فجأة ليضرب وركها بوركه بشكل مضحك مبعداً اياها جانباً وممسكاً بالعربة ليدفعها ويسير أمامها دون كلمة!

ماي فغرت فمها وحدقت إليه محاولة استيعاب ما يفعله عندما التفت إليها وقال بملل : أنت بطيئة جداً حتى من دون العربة.. هل أجعلك تدفعينها مجدداً؟

أفاقت ولحقت به بسرعة وهي تقول : كلا لا بأس..

تابعا السير دون أن تعرف وجهتهما حقاً وهي تنظر إليه بطرف عينها متسائلة إذا ما كان قد لاحظ ألمها وهذا ما جعله يأخذ العربة منها؟

رغماً عنها شعرت بذلك الدفئ في قلبها مجدداً وعيونها معلقة بجانب وجهه تتأمل التقطيبة بين حاجبيه والطريقة التي تبعثر به شعره فوق جبينه بينما رفع عنق سترته الجلدية إلى أطراف فكه.. كيف يمكنه أن يكون وسيماً ولطيفاً وبارداً ووغداً في الوقت ذاته؟ انه فقط يصنع معركة من العواطف في داخلها وهي تحاول اقناع نفسها بالتخلي عن تلك المشاعر.. لأنه لن يكون لها أبداً!

أخيراً نجحت في إحباط نفسها كفاية متذكرة أنه السبب في ألم ظهرها عندما تركها تقع من البداية وتحول وجهها إلى الكئابة وهي تتنهد دون أن تدرك أنهما دخلا إلى أحد محال الأزياء النسائية.. سمعت ما ظنت أنها البائعة تقترب لتحييهما بسعادة كأن نجمها أشرق اليوم : أوه سيد كيم.. أهلاً بك نحن كنا ننتظر وصولك لبعض الوقت.. أرجوا أن تنال بضاعتنا المتواضعة اعجابك .. - نظرت إلى ماي بفضول وأشارت- أنت والسيدة بالطبع..

كلام مديرة المتجر أظهر أن تايهيونغ بلغهم بحضوره من قبل وأنهم لم يتوقعوا استقبال هذا النوع المهم من الزبائن فجأة..ماي شعرت بالاحراج كونها لا تعرف المنطقة التي هم فيها رغم أنها كورية لكنها لم تتجول في البلاد من قبل.. وهي بالتأكيد لم تكن لتزور هذا النوع من المتاجر.. شعرت بالفضول عن سبب وجودهم هنا.. هو لا ينوي شراء الثياب لها، هل يفعل؟ وماذا قد يكون السبب؟

تايهيونغ سأل وهو ينظر حوله بينما فردت المرأة لهم ذراعها بترحاب : لقد جهزنا المجموعة التي طلبتها..

مجموعة؟ نظرت ماي إلى تايهيونغ بفضول لكنه لم ينظر إليها بل تبع المرأة إلى غرفة قياس خاصة مع كنبة جلدية.. حدقت ماي بانبهار إلى الواجهة الزجاجية للغرفة وهي تفكر أن هؤلاء الأغنياء يحبون صنع هذا النوع من الواجهات ليستطيعوا النظر إلى الناس الأقل منهم في الأسفل والشعور بالعظمة..الفكرة جعلتها تضحك حتى سمعت شخصاً يجلي حنجرته فانتبهت أن تايهيونغ والمرأة ينظران إليها بتساؤل مما جعل وجهها يحمر وهي تعود لتقف قرب تايهيونغ مثل تلميذة مهذبة، نظرت إلى الأعلى ناحيته بتساؤل : ماذا الآن؟ ماذا نفعل هنا؟

أشار لها برأسه ناحية الستائر المسدلة مقابلاً لهم حيث يقوم الزبائن بتجربة الثياب بينما تدخلت المرأة لتقول بابتسامة : لدينا هنا اثنتان من العاملات يمكن أن يساعدنك في تجربة الثياب..

ماي رفعت حاجبيها ونظرت إلى المرأة : لا تكوني سخيفة.. لست بحاجة إلى أحد ليلبسني..

المرأة بدت مأخوذة بالرد للحظة بينما ضحك تايهيونغ بخفوت قبل أن يتمالك نفسه.. ماي رمقته بغضب : ماذا؟

بادلها النظر ببرود قبل أن يلقي بجسده على الأريكة مسنداً ظهره كأنه متعب ويضع إحدى ساقيه فوق الأخرى مشيراً : هيا تفضلي.. ليس لدينا اليوم بأكمله!

ماي ضربت الأرض بقدمها بخفة في لفتة غاضبة دون أن تكون واضحة جداً لمديرة المتجر التي بدت كأنها ترغب في قول شيء ما لكنها تراجعت عن ذلك.. أرادت أن تسأله الكثير من الأسئلة وأن تتصرف بعناد لكن وجود المرأة جعلها تتمالك نفسها وتفعل ما يشاء مؤقتاً..

لم تتخيل ماي أنها ستمر بهذا في حياتها، مشهد من أحد الأفلام الرائجة للمراهقين.. هي تجرب الثياب وتخرج إلى تايهيونغ ليقيم زيها!!

المثير في الأمر أنها لم ترتدي هذا النوع من الثياب في حياتها سابقاً.. نعم هي لم تكن رثة وثيابها جيدة لكنها لم ترتدي أزياء المصممين من قبل وهذا أثار بعض الحماس في معدتها رغماً عنها مثلما يحدث مع أية أنثى.. المشكلة من جهة أخرى كانت الطريقة التي تلاءمت بها تلك الأثواب مع قوامها.. كانت المجموعة من أربعة أثواب جربتهم جميعا.. الأول كان بلون أزرق مع الكثير من القماش المهفهف الشفاف الذي تدلى هنا وهناك، نظرياً هو كان يغطي كامل جسدها، لكن في الواقع هو بدأ أشبه بارتداء زي سباحة من قطعة واحدة مع قماش شفاف يخدم كأكمام وتنورة مغطياً جسدها دون أن يكون ذا فائدة حقاً في تغطية أي شيء.. بالطبع تايهيونغ هز رأسه نافياً حالما رآها وفهمت أنه رفضه، لو لم يفعل هي كانت سترفضه بلا شك .

الثوب التالي كان وردي اللون بحمالات رفيعة جداً على الكتفين مع فتحة عمودية في الصدر تصل حتى معدتها، وقماش سهل التطاير.. الثوب كان بسيطاً وجميلاً..

لكن الطريقة التي اتسعت بها عيون تايهيونغ وهو يقيمها قبل أن يرفضه أشعرتها بالخيبة.. تلك لم تكن النهاية.. الثوب التالي جعله يشتم وهو يقول لمديرة المتجر كأنه يوبخها : هل تسمون هذا ثوباً؟ هذه ملاءات!! وما هذا التصميم الغبي؟ هل يمكن لامرأة أن تسير حقاً مرتدية شيئاً كهذا؟

عيون المرأة اتسعت بصدمة وبدأت تقول :سيدي هذا التصميم مستوحى من..

قاطعها تايهيونغ بسخرية : مناشف ؟ ملاءات؟ ستائر؟

مديرة المتجر بدت خجلة وهي لا تجد شيئاً لتقوله قبل أن تشير بتردد : ولكن يا سيدي.. انه من أحدث التصاميم..

تايهيونغ قاطعها كأنه اكتفى من كلامها : كلا.. هذا ليس تصميماً.. هذه ستائر مشبوكة بدبابيس.. هل تأخذون المرء كمزحة لمجرد كونه غنياً؟

ماي عضت شفتها وهي ترغب في تغطية نفسها.. كانت متفهمة لسبب كلامه تماماً فهذا الثوب لم يكن طبيعياً.. هو كان أشبه بقطعة قماش مربوطة حول جسدها في عقدة على جانبها الأيسر مع حمالات تتعلق فوق كتفيها وفتحة صدر عميقة بالكاد تترك شيئاً للمخيلة.. بينما امتدت فتحة أخرى من العقدة على طول ساقها!

التصميم كان رهيباً ومثيراً جداً ولسبب ما هو لائمها بشكل جيد.. لكنه لم يكن لائقاً أبداً للخروج.. ليس خارج غرفة النوم على الأقل!

اقتربت من تايهيونغ وهمست بتساؤل : لماذا تريد شراء ثوب لي؟

عيناه انخفضتا إليها للحظة قبل أن يبعدهما بسرعة وهو يدير ظهره لها : أنت ستفعلين ما آمرك به.. لا أسئلة!

اتسعت عينا ماي بسبب النبرة التي يتحدث بها ودون وعي أمسكت بطرف سترته تشدها، التفت إليها وملامح البرود على وجهه، مجدداً نظراته انزلقت عليها وأدار وجهه بسرعة قائلاً من بين أسنانه : اذهبي واخلعي هذا الشيء بسرعة..

ماي شعرت بالغضب من أسلوبه وقالت بلؤم : كلا انه يعجبني.. أنا لا أعلم أين سأرتديه على أية حال! الأمور جيدة ما دام يعجبني أليس كذلك؟

تايهيونغ رمقها من طرف عينه.. أخذ نفساً عميقاً وشد سترته من قبضتها، قبل أن يقول أي شيء هاتفه بدأ بالرنين فتابع طريقه إلى الخارج تاركاً اياها تشد أطراف الثوب حتى كادت تمزقه دون وعي..

صوت المرأة القلق وصل إلى أذنيها وهي تمسك برسغها تحاول إيقافها : آه سيدتي أرجوكِ كوني حذرة.. اذا قمت بهذا سوف يتمزق..

ماي نظرت إلى المرأة وقالت بسخط : لماذا تبيعون أثواباً كهذه على أية حال؟؟؟

واستدارت إلى غرفة التبديل لتنزع الثوب.. عندما خرجت مجدداً هيدسون كان يقف هناك، لوح لها بيده عندما رأى اتساع عينيها وهما تبحثان عن تايهيونغ في الأرجاء.. هيدسون سعل بخفة وهو يرفع قبضته أمام فمه كأنه يحاول تنبيهها وقال بهدوء : الرئيس ذهب.. لديه عمل مستعجل.. سوف أرافقك ِ أنت والطفل..

ماي فتحت فمها بصدمة حتى سعل هيدسون مجدداً وتابع : لقد أمر بأن تختاري الثوب الذي تريدينه بسرعة لأن هناك محطة أخرى يجب أن نتحرك إليها..

شدت قبضتها وزفرت النفس الذي كانت تحبسه، قالت مصطنعة ابتسامة : أعتقد أننا انتهينا هنا..

لكن مديرة المتجر قاطعتهم بقلق : ولكن يا سيدتي أنت لم تجربي الثوب الأخير بعد..

-- لا أعتقد أن هذا مهم..

ماي بدأت تقول حتى قاطعها المرأة بحماس : كلا أنا متأكدة تماماً أن هذا الثوب سوف يعجبك..

فتحت فمها لتعترض لكن هيدسون قاطعها بسرعة مشجعاً : نعم لماذا لا تجربينه؟ انه ثوب واحد فقط..

-- أنا حقاً.. -

هيدسون سار نحوها فجأة أمسك بكتفيها وأدارها ليدفعها داخل غرفة التبديل بخفة : هيا يا امرأة الرئيس ليس لدينا اليوم بطوله..

ماي شهقت وهي تتعثر إلى الداخل وادارت رأسها مرسلة نظرة نصف مصدومة نصف غاضبة تجاه الرجل الضخم الأكبر سناً..

اللحظة التي تقدمت فيها المرأة ناحيتها وهي تحمل الثوب الأخير بين ذراعيها كأنه طفل ماي فقدت أنفاسها.. الطريقة التي صنع بها القماش الذي تلألأ ببريق فضي كانت ساحرة جداً ولم تصدق نفسها وهي تقف أمام المرآة تنظر كيف احتضن القماش منحنياتها بشكل مذهل..

النظرة التي رماها بها هيدسون والتصفيقة الصغيرة من مديرة المتجر أنبأتها بأن ما رأته كان حقيقياً.. الثوب كان ممتازاً جداً لها..

هيدسون قال بابتسامة : هذا الثوب يبدو كأنه صنع خصيصاً من أجلك..

-- أوافقك تماماً!

مديرة المتجر قالت لكن ماي نظرت إلى هيدسون وقالت بتساؤل خجل : ألا تعتقد أنه ضيق جداً؟

عينا هيدسون تأملتاها قبل أن يهز رأسه ويرفع أصبعه محذراً : انه مثالي! لا تدعيني أنظر إليك كثيراً.. أنا لدي زوجة يجب أن أبقى وفياً لها!

ماي ضحكت على كلامه واستسلمت متسائلة اذا كان سيعجب تايهيونغ أيضاً أم أنه كان من المحتمل أن يرفضه كالبقية؟

لم تتوقع التعب الذي تلا ذلك.. رفقة هيدسون كانت مسلية لكن الرجل بدا كأنه اكتفى من كل الأمور النسائية خلال الساعة التالية فقط.. أخبرها أن تايهيونغ أمر أن تقوم بشراء بعض الثياب العادية نظراً لكونها لا تملك أي شيء في الكوخ وهذا ما فعلته.. رغم أنها لم تكن معتادة على التسوق مع رجل الا أن هيدسون خفف حيرتها عندما كانت تحتاج إلى شخص ليخبرها اذا ما كان هذا يبدو جيداً واذا ما كان ذاك يلائمها.. لكن الأفضل كان عندما اكتفى هيدسون من كل ذلك واتصل بزوجته.. اتصل بزوجته حقاً وهي ساعدت ماي في اختيار الثياب من خلال مكالمة الفيديو.. زوجة هيدسون كانت ملائمة له تماماً، مرحة وقوية الشخصية.. النوع من المرأة التي يمكنها السيطرة على رجل كهذا!!

هي أيضاً كانت لطيفة وصبورة وصريحة جداً وماي قضت وقتاً ممتعاً في تبادل المزاح معها خلال الهاتف وهي تنتقي الثياب.. هي حتى شعرت بالأسف عندما انتهت المكالمة وقررت أن تطلب معلوماتها من هيدسون لتستطيع التواصل معها لاحقاً..

المحطة التالية كانت مركز تجميل وعناية وهو شيء لم تدخله ماي من قبل.. رمقت هيدسون بشك وهي تشير إلى الباب : هل حقاً أمر تايهيونغ أن أدخل مكاناً كهذا؟

هيدسون هز رأسه بشكل سريع : تماماً. هل تريدين أن أتصل به؟

تنهدت : لا بأس.. ولكن ماذا أفعل مع دي وون.. هل يسمحون لي بأن أدخله معي..؟؟

تفاجأت بوجود مكان صغير مخصص للأطفال مع الكثير من الدمى في المركز حيث تضع الأمهات من الزبائن أطفالهن حتى ينتهين مما يفعلنه.. لكن المفاجئ أكثر كان دخول هيدسون معهم، رفعت ماي حاجبيها بتساؤل فأجاب هيدسون دون حيلة : أوامر الرئيس!!

ضحكت وهي تتخيل المعاناة التي سيمر بها في البداية حتى استقبلتها المرأة المسؤولة وهي تقدم لها البرنامج الذي تم حجزه من أجلها.. من قبل تايهيونغ غالباً؟

كانت تقرأ وهي تتبع المرأة بفضول وتفاجأت بالخطوة الأولى.. حمام بخاري!!

الجلوس مع رجل ضخم في الساونا وهو يتعرق مثل خنزير لم تكن فكرتها عن الحمام البخاري لكنها بكل تأكيد حصلت على حصتها من الضحك وهي تسمع هيدسون يشتم تايهيونغ من الحين إلى الآخر وهو يبدو مغتاظاً جداً.. عندما خرجوا أخيراً قال بغيظ : انه يعرف كم أكره الحمامات البخارية.. وهو فعل هذا بي متعمداً!!

التالي كان الحصول على تدليك شامل بالزيوت المعطرة واللطيف كان أن دي وون أيضاً حصل على التدليك وهو ينام على معدته الصغيرة ويضحك بسبب أيدي المدلكة.. ماي تنهدت من السعادة وهي تفكر بأنها تحصل على دلال حقيقي وهي تشعر بكل خلية في جسدها مسترخية ومرتاحة.. هي كانت بحاجة إلى الحصول على تدليك حقاً!

مرت بالمزيد من المحطات الأخرى كالعناية ببشرتها وشعرها قبل أن تصل إلى مرحلة الأظافر.. أغرقت في الضحك وهي ترى هيدسون جالساً قبالتها يحصل على عناية مجانية بأظافره، التقطت صورة من هاتفه وأرسلتها لزوجته، بينما حصل دي وون الباكي على طلاء أظافر وأشكال لأرانب لطيفة زينت أصابع يده!

تسريحة شعرها كانت بسيطة، فهو ترك منسدلاً على ظهرها وكتفيها بعد أن تمت معالجته ليصبح مستقيماً ناعماً مع ثنيات بسيطة في أطرافه و لمعة حيوية.. حصلت على ظلال معتمة مثيرة حول عينيها أظهرت لونهما الفاتح المميز وأحمر شفاه باهت ليتلاءم مع زينتها..

صدمت قليلاً عندما طُلب منها ارتداء الثوب، لم تتوقع أن يكون الحفل أو المناسبة التي سيأخذها إليها تايهيونغ مبكرة هكذا.. الوقت كان يقارب الثالثة والنصف مساءاً أي أنها قضت خمسة ساعات كاملة أو أكثر تتنقل في المركز التجاري تتسوق، وتحصل على العناية.. سمحت للعاملات بمساعدتها في ارتداء ثوبها كي لا تفسد شعرها وزينتها هذه المرة.. وندمت فوراً على الحذاء الذي اختارته للثوب.. رغم أنه الحذاء الأكثر ملاءمة وكأنه صنع خصيصاً من أجل الثوب مع بريق فضي يزينه بالكامل إلا أن ارتفاعه لم يكن مزحة.. ذعرت ماي قليلاً وهي تقف وتنظر إلى نفسها مستنتجة أنها ارتفعت أكثر من خمسة عشر سنتيمتراً عن طولها السابق وهذا أرعبها..

هيدسون وقف يتأملها وهو يحمل دي وون بابتسامة : الرئيس سيكون ساخطاً جداً لأنني رأيتك أولاً..

ماي ضحكت وهزت رأسها : هذا هراء..

هيدسون رفع حاجبيه بتساؤل : إذاً أنت لا تعتقدين أنه سيشعر بالغيرة؟

ضحكت مجدداً غير قادرة على ابتلاع الفكرة، تايهيونغ.. يشعر بالغيرة.. حولها؟ هذا كان مضحكاً حقاً..!!

-- هذا مستحيل.. الآن لدي شيء أسوأ لأفكر به.. هذا الحذاء مرتفع جداً!

هيسون ابتسم لها بخبث : ستكونين بخير.. لا بأس!

لم تفهم لماذا كان يبتسم حتى لوح لها قائلاً : انه موعد مغادرتنا الآن..

أشار إلى دي وون الناعس : أنت وأنا..

التفت إلى ماي مجدداً وغمز : حظاً موفقاً.. وترفقي بتايهيونغ!

فتحت فمها لتجيب لكن هيدسون خرج قبل أن تقول شيئاً آخر.. تنهدت ووقفت تنظر إلى المدينة في الأسفل وهي تفكر كيف ستصل إلى الكنبة الحمراء المخملية دون أن تتعثر وتكسر عنقها!

لم يمر الكثير من الوقت حتى سمعت طرقات خفيفة على الباب تبعها دخول شخص ما.. خطوات قليلة وتوقف الشخص في مكانه مما جعلها تدير رأسها لتنظر من يكون..
أنفاسها علقت في حلقها وهي تراه واقفاً خلفها.. عطره وصل إلى أنفها أولاً بينما هو واقف في مكانه كأن شيئاً جمده.. عيونه كانت سوداء قاتمة كأن ظلاً وقع في داخلها، تقطيبه علت وجهه الذي ظهر بالكامل مع تسريحة شعره المرتفعة والجانبية.. شفاهه تقوست وافترقت كأنه يكز على أسنانه بينما اشتد فكه.. في يده كان يحمل علبة مخملية و وردة حمراء وحيدة.. بذلته بدت مفصلة بدقة لأجله، سوداء فاحمة مع قميض من الحرير الأبيض وربطة عنق صغيرة سوداء.. وهو خطف أنفاسها بكل ما للكلمة من معنى..!!

قلبها أخذ يخفق داخل صدرها وهي تنظر إليه من فوق كتفها بملامح مسحورة بينما هو بدا غاضباً.. بشكل مثير!

رفرفت بأهدابها عدة مرات عندما أجلى حنجرته واقترب ناحيتها، صوت حذائه مسموع بشكل مؤلم وسط الصمت الذي أطبق على كليهما، قال بصوت خشن : هذا ليس الثوب..

أخفضت رأسها بخفة ولسبب ما صوتها أصبح أكثر نعومة وهي تقول بخفة : هذا أكثر ملاءمة.. أليس كذلك؟

عيونه أصبحت أكثر قتامة، اذا كان هذا ممكناً وقال من بين أسنانه : لا أعلم.. ربما..

أخذت نفساً عميقاً وهي تشعر بذلك في الجو، شيء ما كان يتسرب منه إليها.. تلك الموجات من الجاذبية الساحقة، وحتى الطريقة الساخطة التي يتحدث بها بدت جذابة جداً لسبب ما.. أعادت وجهها إلى الأمام وقالت بهدوء : اذا كنت ترى ذلك..

سمعت خطواته خلفها مجدداً، وارتفعت حرارتها وهي تترقب اقترابه منها، وشعرت به.. يقف خلفها.. قريباً دون أن يلمسها.. قال بصوت أكثر خشونة : أبعدي شعرك جانباً..

الطريقة الآمرة التي تحدث بها جعلتها ترغب بأن تميل وتتكأ على صدره لكنها قاومت نفسها ورفعت يديها لتبعد شعرها جانباً ناظرة إليه بطرف عينها : هكذا؟

تايهيونغ كان قريباً جداً هذه المرة، والتقطيية على وجهه كانت أكثر وضوحاً، واحتاجت ماي لتأخذ نفساً مرتجفاً وهي تفكر.. رباه.. كيف يمكن لشخص أن يبدو غاضباً وجذاباً جداً في الوقت ذاته؟

سخطها عليه اندفن في مكان ما داخلها بينما كل ذرة من وعيها ارتبطت بكل حركة صغيرة تصدر منه، الطريقة التي التقت بها نظراتهما أشعرتها بوجود مغتاطيس خفي في الجو يجعلها لا ترغب بإبعاد نظرها عنه، ولسبب ما بدا متألماً وهو ينزل نظره إلى العلبة في يده، هو وضع الوردة أسفل ذراعه قبل أن يتقدم أكثر وهو يخرج عقداً ماسياً ويمد ذراعيه ليضعه حول عنقها ليتلاءم مع حجم عنقها تماماً ، كان واضحاً أنه يحاول أن لا يلمسها، لكن الأمر حدث فحسب والطريقة التي تحسس بها جلدها للمسة أطراف أصابعه أشعرتها بالخجل، كان صعباً عليها استيعاب القدر الذي أثرت به لمسة عفوية كهذه عليها.. الأسوء كانت أنفاسه التي انسلت مدغدغة بشرة ظهرها المكشوفة بنعومة وحساسية..

احتاجت لتتمالك نفسها بلا شك عندما اقترب أكثر ليضع قرطين ماسيين في أذنيها يكملان العقد، وتساءلت كيف أمكنه أن لا يزال مشرفاً عليها بقامته بعد هذا الحذاء الرهيب الذي ترتديه..!

أطلقت نفساً لم تدرك أنها كانت تحبسه عندما ابتعد عنها أخيراً لتفتقد الدفئ الذي كان يتسلل من جسده إليها، استدارت بخفة ونظرت إليه، مجدداً نظراتهما التقت ورأت حنجرته تتحرك كأنه يبتلع رمقه دون أن تكون قادرة عن ابعاد عينيها عن عينيه، رمى العلبة على الكنبة دون اهتمام ومد لها الوردة الحمراء في مشهد لم تتخيل أنها ستعيشه، رأسها انخفض لتستنشق الأريج العطري محاولة إعطاء قلبها وعينيها استراحة صغيرة من نظراته المهلكة.. يده امتدت لتمسك بيدها الأخرى، نظرت إلى أصابعه حول رسغها والتي أخذت تبعث بشرارات مؤلمة على طول ذراعها، عيناها راقبتا ارتفاع يدها حتى فمه ومجدداً هي كانت غارقة داخل عينيه المذهلتين وهو يطبع قبلة صغيرة رقيقة على رسغها، فوق نبضها الخافق..

شعرت بقلبها يذوب وأنفاسها تتوقف مجدداً عندما أغمض عينيه وهو يهمس بقوة : كيف يمكن لامرأة أن تكون ساحرة إلى هذا الحد؟

يدها لامست جانب وجهه بخفة وهي رغبت في احتضانه.. خفقان قلبها كان جنونياً، تخيلت أنها من الممكن أن تصاب بعلة في قلبها في هذه اللحظة بالذات بينما تسمع كلماته التي مرت خلال مشاعرها رغماً عنها..

فمها كان جافاً واحتاجت لتبتلع رمقها قبل أن تقول بهمس مماثل : أنت لا تبدو سيئاً أيضاً..

شعرت أنها تكذب، هو كان يبدو ساحراً أو ربما أكثر من ذلك بقليل.. لكنها لم تستطع التعبير عن ذلك بشكل صحيح، الطريقة التي التقطتها عيناه بعد قولها ذلك بالضبط مع ابتسامة صغيرة مائلة على فمه أشعرتها بأنه فهم تماماً كيف تشعر دون أن تعبر عنه بالكلمات..

ستفضح نفسها بلا شك، بسرعة قالت : إلى أين ذهب هيدسون ودي وون؟ هل عادا إلى الكوخ؟

-- كلا.. لقد تركه مع البقية.. لسبب ما رجالي تحولوا إلى مربيات خبيرات..

ابتسمت وقالت مشيرة : هيدسون لديه طفل بالفعل..

-- أنتما تعرفان بعضكما جيداً الآن هه؟

تايهيونغ قال ذلك مما جعلها تهز رأسها مؤكدة : بالطبع.. لقد بقينا طوال الوقت معاً وهو عرفني على زوجته.. لقد ساعدني في اختيار الثياب..

عيون تايهيونغ انتقلت عليها ببطء : حتى هذا الثوب؟!

-- هذا الثوب بالذات.. لقد شجعني على اختياره! انه لطيف جداً ورفقته مسلية.. رغم أنني أتعبته كثيراً في -..

قاطعها تايهيونغ فجأة بحدة كأنه سأم من كلامها : ألستِ لطيفة جداً ؟ آنسة لي الصغيرة المثالية؟

ماي شعرت بصفعة من النبرة الباردة التي تحدث بها والسخرية الظاهرة في ملامحه، سحبت يدها منه وقالت متمالكة نفسها بكبرياء : نعم.. ربما يجب عليكَ أن تقتدي بي..!

عيون تايهيونغ ضاقت بشكل خطير : أنا متأكد بأنني كنت "لطيفاً" كفاية معكِ قبل أن تبدأي التصرف بسخافة طفولية غير مبررة..

ماي فتحت فمها لكنها لم تجد كلمة لتقولها، هل هكذا يراها؟ سخيفة العقل وطفولية؟ كيف يمكنها أن تشرح له دون أن ترمي كرامتها في سلة المهملات؟ إنه بالفعل ينعتها بالسخيفة، يمكنها فقط تخيل ما قد يظنه بها إذا علم سبب تغيرها المفاجئ.. شعرت بحرقة في جفونها لكنها لم تكن على وشك إفساد زينة وجهها، تراجعت إلى الخلف قليلاً وأجابت ببرود : ربما كنتُ طفولية وسخيفة أكثر من أن أقدر لطفك ذاك سيد كيم..

رفع حاجبيه وقال مؤكداً بشكل مغيظ : ربما أنتِ كذلك..!

ابتسمت ابتسامة باردة : هل سنذهب؟

تناول شالها عن الكنبة وهو يرميها بنظرة غاضبة : لنذهب!

-- يمكنني ارتداؤه وحدي!

قالت بأعتراض وهي تبتعد عنه عندما حاول أن يضع الشال حول كتفيها : دعني!

شهقت عندما شعرت بذراعه حول معدتها تعيق ابتعادها وتجذبها إلى الخلف بسرعة حتى التصقت بصدره قبل أن يهمس في أذنها بصوت منخفض خطير : الآن آنسة لي.. هل ستتصرفين كفتاة جيدة أم ستجبرينني على وضعك فوق ركبتي وصفعك مثل طفلة صغيرة ؟

ماي شهقت مجدداً وحمرة الخجل تصبغها حتى أطراف شعرها، المشهد ارتسم في عقلها، حرارة جسده كانت تخنقها وقالت بغضب ممزوج بالاستياء : كيف.. كيف يمكنك قول شيء كهذا؟!!

أنفاسه ضربت جانب وجهها وقال مع ضحكة باردة : صدقيني أنا أعني كل كلمة.. وسوف أستمتع بذلك!!

حاولت الافلات منه وهي تقول بضيق ممزوج بالغضب : أنت تتصرف مثل وغد حقيقي الآن!! أفلتني!!

لم يفلتها وسمعت التهديد في صوته : اهدأي!

تجمدت في مكانها بسبب نبرته المخيفة حتى وضع الشال حول كتفيها وهمس قبل أن يبتعد أخيراً : الآن يمكنك الملاحظة كم كنتُ لطيفاً!

عضت شفتها لتمنع نفسها من الصراخ في وجهه وقررت تجاهله حقاً بشكل تام هذه المرة وهي ترغب في تمزيق الوردة التي رأتها منذ قليل مثل لفتة خطفت قلبها، ورميها بعيداً مع كل شيء آخر.. شدت على أسنانها وأمسكت بأطراف شالها مستعدة للسير دون أن تطلب مساعدته رغم حذائها المرتفع.. كانت تفضل أن تكسر عنقها على أن تسأل مساعدته.. أوقفها مجدداً بصوت آمر وانتظرت دون كلمة حتى وضع معطفاً حول كتفيها، شيء نسيت أمره تماماً في هذا الجو البارد..

قبل أن تجد الوقت للاعتراض هو أمسك بيدها وسحبها معه لتسير، وهي عضت شفتها مجدداً بألم دون أن تنطق بكلمة!!


🌸🌸🌸🌸🌸🌸


هيدسون نظر في مرآته بحيرة إلى الزوج الجالسين في المقعد الخلفي، كل منهما يجلس أبعد ما يمكن عن الآخر..!!

المنظر كان أسوأ حتى من ما رآه عندما أوصلهما صباحاً ولم يستطع فهم السبب.. كيف يمكن أن يزداد نفورهما وهما يبدوان بهذا الشكل والهندام!

ماي تنهدت، عيناها تنظران خارج نافذتها بينما أفكارها كانت محصورة في إطار واحد، لم تكن ترى شيئاً حقاً رغم نظرها المركز على النافذة، هي كانت تشعر بنفسها مثل مخلوق صغير يدور في سلسلة من الحلقات وبشكل سخيف دون أن يجد مخرجاً.. كانت تكره هذا.. تكره ما تشعر به حقاً وتكره شعورها بالكراهية وتكره حساسيتها المفرطة التي تنال منها رغماً عنها مع كل كلمة ينطق بها الرجل الجالس إلى جانبها مثل جبل من الجليد..

حاولت تذكر كيف كانت الأمور بينهما قبل يومين فقط لكنها لم تفلح، كانت تذكر المشاعر الجميلة التي أحست بها لكنها لم تعد تذكر الشعور ذاته.. حالة الفوضى في داخلها جعلتها ترغب في البكاء لوقت طويل.. لم تكن تحب ماتشعر به ولم تكن تحب الطريقة اللئيمة التي يتعامل بها تايهيونغ معها.. على السطح الخارجي هي حاولت أن لا تظهر شيئاً من معركتها الداخلية..

رنين هاتف تايهيونغ قطع الصمت المطبق على الأجواء وفوجئت قليلاً عندما سمعت النبرة الدافئة التي تحدث بها إلى الشخص على الطرف الآخر.. مهما كان.. شعرت بوخزة صغيرة لأنها تفتقد نبرته تلك وحاولت أن لا تركز كثيراً في استراق السمع لحديثه..

لم يمر كثير من الوقت حتى وصلوا إلى وجهتهم والتي كانت مبناً ضخم آخر.. فتح لها هيدسون الباب وكان تايهيونغ بانتظارها يمد ذراعه دون أن ينظر إليها حقاً..

أمامهم امتدت سجادة حمراء نحو باب زجاجي عريض مع اثنين من الحرس على جانبيه ومجموعة من الملصقات لم تفهم منها شيئاً..

في الداخل أحد الخدم أخذ معاطفهم، ساروا في ممر صغير قبل أن يخرجوا إلى صالة ضخمة مكتظة بالناس في ثياب رسمية وأثواب فاخرة.. لوحة ضخمة بطول عشرة أمتار حملت صورة لعدة أشخاص من بينهم تايهيونغ في المقدمة.. وتساءلت ماذا يجري بالضبط؟

كانت شاردة في النظر حولها حتى سمعت صوتاً مرتفعاً فوق الموسيقى الهادئة يقول بترحاب : عزيزي تايهيونغ.. أنت هنا!!

استدارت لتنظر إلى المرأة حمراء الشعر التي كانت ترتدي ثوباً أسوداً مضموماً على خصرها بخطوط فضية بينما تدلى من كتفيه ذيل شفاف تطاير على الأرض خلفها، وميزتها فوراً.. كانت بلا شك تلك المرأة من الصورة!!

اقتربت منهم بذراعين مفتوحتين لتحتضن تايهيونغ بسعادة، وشعرت ماي بكهرباء تمر في جسدها عندما مالت لتقبل خده أيضاً!!

راقبت يد تايهيونغ تلتف حول المرأة لتربت على ظهرها بينما تتابع بحماس : لقد كنت أنتظرك بفارغ الصبر..!

تايهيونغ ابتسم لها : أرى أنك قمتِ بعمل جيد هنا..

المرأة بدت فخورة وهي تقول بصوت ناعم : بالطبع هذا لم يكن ليتم بدونك أليس كذلك؟ انك تُكَمِلُ جميع نواقصي..

كلماتها الأخيرة حملت الكثير من الأغراء وشعرت ماي بالضياع مع تشكل كتلة كبيرة ضغطت على صدرها.. تايهيونغ رفع حاجبه وقال بشكل عادي : ماذا؟ أنا متأكد أنك لا تملكين أية نواقص!

أصابعها مرت على صدره قبل أن تهمس : لدي القليل منها فحسب..!

النظرة التي منحته اياها أوحت لماي أن شيئاً ما يجري بين هذين الاثنين بلا شك.. مر بعض الوقت من المغازلات الخفية الواضحة التي جعلت ماي ترغب بالابتعاد بشدة، يدها أفلتت ذراعه ببطء وقدماها أخذتا تخطوان جانباً مع شعور بأنها دخيلة وجودها ليس له أي داعٍ..

لم تبتعد سوى بضعة انشات حتى شعرت بذراع تايهيونغ تمسك خصرها ليوقفها في مكانها ونظرت إلى جانب وجهه بألم لكنه لم ينظر إليها، كان مشغولاً في تبادل الحديث مع المرأة دون حتى أن يحاول تقديمها!

كانت تشعر بضيق خانق ورغبة بأن تنشب أظافرها في وجهه تتصاعد في داخلها حتى اقترب منهم رجل في متوسط العمر ليقاطع الحديث الدائر بين تايهيونغ والمرأة : مينا! لا يمكنك الاحتفاظ بتايهيونغ لنفسك طوال السهرة.. لماذا تقفون منعزلين هنا؟!

ثم التفت إلى ماي و رمقها من الأعلى إلى الأسفل بإعجاب : ومن تكون هذه السيدة الجميلة؟

تايهيونغ أجاب بفتور : خطيبتي.. ماي..

أشار إلى الرجل : هذا السيد تشوي مدير شركة **** وأحد شركائنا..

السيد تشوي التقط يد ماي التي اتسعت عيناها قبل أن يرفعها ليقبلها قائلاً برقة : كيم تايهيونغ رجل محظوظ بلا شك..

المرأة ضحكت بانزعاج : أنت تحب المبالغة كالعادة..

ثم التفتت إلى ماي قائلة بنبرة باردة : عذراً لم أنتبه إلى وجودكِ سابقاً.. أنا بارك مي نا.. وريثة مجموعة بارك ونا أحد أهم شركاء مجموعة كيم، وصديقة قديمة وعزيزة جداً لتايهيونغ.. لكنك تعرفينني بالفعل..أليس كذلك؟

ماي ابتسمت ببرود : عذراً لكن كلا أنا لم أسمع بك سابقاً!

مينا ابتسمت ابتسامة لم تصل لعينيها : أليس هذا مؤسفاً؟؟

ماي شعرت بانقباض في قلبها لكنها لم تقل شيئاً.. معدتها آلمتها حيث لم تتناول شيئاً منذ الصباح، وبينما اتجه تايهيونغ مع رفاقه إلى مكان ما تاركاً اياها وحيدة فقد وجدت طريقها إلى مأدبة الطعام ..

حتى وهي تأكل معدتها استمرت بالتقلب.. الكثير من مشاعر الوحدة والضياع والغرابة كانت تموج في داخلها.. الأضواء أطفئت فجأة وضوء واحد سلط على المنصة حيث صعدت مينا وكذلك تايهيونغ وبعض آخرون.. اتضح أن الحفل كان حفل افتتاح فرع جديد لواحدة من شركات بارك ونا بالشراكة مع مجموعة كيم.. كل واحد على المنصة قام بإلقاء كلمة ولم تستطع ابعاد عينيها عن تايهيونغ عندما حان دوره في الحديث..

شعرت بحرقة في مقلتيها وهي تتساءل ما الذي أوقعت نفسها به بينما تتقدم مينا لتحتضنه.. سيكون هنالك دائماً واحدة حوله.. سواء كانت ايلينا أو غيرها وهي لم تكن نداً لأحد!

استدارت لتسير بعيداً عن الحشد، وجدت لنفسها مقعداً منعزلاً وراقبت عودة الحفل إلى حاله السابق بعد انتهاء فقرة الخطابات.. تايهيونغ كان يتنقل هنا وهناك بين مجموعات الناس، كثيراً ما غفلت عن نفسها لتغرق في تتبعه بعينيها حتى اختفى من مجال نظرها أخيراً..

تنهدت ناظرة إلى الطبق الممتلئ الذي بالكاد مسته وهي تتساءل لماذا أحضرها إلى هنا معه إذا كان سيتصرف بهذا الشكل؟!

تنهدت مجدداً ولم تشعر بالشخص الذي اقترب منها حتى سمعت صوتاً يقول : أرجو أن لا يتملكك الشعور بالملل خلال جلوسك وحيدة.. هل نثير مللك هنا يا ترى؟

هذا بالتأكيد لم يكن فألاً حسناً، ليس هذا الصوت وليس صاحبته.. كان يجب عليها أن تتوقع شيئاً كهذا.. شيء سيء يحدث دائماً في كل مرة يصطحبها فيها تايهيونغ إلى حفلة..!

نظرت إلى مينا بوجه خال من التعبير وأجابت : أنا أتسلى بشكل جيد جداً.. شكراً لكِ..

مينا ابتسمت ورفعت احد حاجبيها : كيف يكون هذا ممكناً و "خطيبك" تركك جالسة هنا لوحدك هكذا..؟

-- أنا لست غراءاً وأعلم جيداً الوقت المناسب لأكون إلى جانبه.. لماذا يجب علي أن ألتصق به خلال وقت العمل؟

قالت ماي ذلك ببرود تفاجئت به هي نفسها وسمعت ضحكة من المرأة التي رمقتها ببعض الدهشة : عليَّ الاعتراف أن لديك ردود فعل مثيرة للاهتمام.. لكنني كنت قادرة على الهائه عن ايلينا فما الذي سيجعلك مختلفة عنها؟!

ماي قالت بسخرية : إذاً ما بينكما ليست علاقة عمل فحسب..

مينا ابتسمت ابتسامة ملتوية جعلت معدة ماي تلتوي أيضاً وهي تقول : ولكن بالطبع.. كما قلت.. نحن أصدقاء قدامى.. أصدقاء في كل شيء.. أصدقاء من كل الأنواع.. - غمزت لماي و لعقت شفتيها المطليتين بطلاء أحمر فاقع - لقد حظينا بالكثير من.. المرح.. معاً!! هل يزعجكِ ذلك يا ترى؟

ماي شعرت بالغثيان حقاً غير راغبة في تخيل ما تتحدث عنه مينا هذه وبسرعة نهضت من مكانها باحثة عن الحمام لتفرغ الشيء القليل الذي حظيت به معدتها!!

تايهيونغ اقترب من مينا وتلفت حوله بحاجبين معقودين : إلى أين ذهبت ماي؟

مينا مسدت ثوبها ببراءة : إلى الحمام.. لتبكي على الأغلب..!!

تايهيونغ لعن بخفوت : ماذا بحق الجحيم..؟

مينا رفعت حاجبيها متظاهرة بالدهشة : ألست مهتماً أكثر من اللازم بها؟ هذا يجرح مشاعري حقاً!

تايهيونغ قال من بين أسنانه : لقد أخبرتك أن لا تعبثي معها!! ليس هذه الفتاة!!

-- لماذا؟ - قالت بتساؤل وهي تنظر في وجهه كأنها تنتظر تفسيراً - علي القول أنك تبدو مهتماً كثيراً على غير العادة.. هل هو سيء أن أحاول جعلها تشعر بالغيرة قليلاً؟

تنهد بضيق ورماها بنظرة أشعرتها بأنها شخص تافه : أنا أقدر شعورك بالتسلية من وراء كل هذه الألاعيب وتظاهرك بكونك عشيقتي.. ولكنك لن تجعلي هذه الفتاة تشعر بالغيرة .. أنت فقط ستتركين ندوباً لن يتمنى أي شخص أن يملكها!

مينا بدت متفاجئة قليلاً قبل أن تتمالك نفسها لتسأل بحيرة : هذا جديد.. أنت كنت تجد ما أفعله مسلياً في السابق.. هل هو بشأن والدها؟

فجأة وجه تايهيونغ تحول إلى قناع غاضب : أنت لا تعرفين من هو والدها حتى!!

-- عزيزي.. - مينا قالت بملل- بعض البحث البسيط وأي شخص سيعرف.. ألم تر مقالات الصحف حولكما؟

-- انها زائفة.. - قال بعجلة وهو يستدير بعيداً عنها، بلفتة أخيرة قال محذراً - فقط افعلي ما طلبته منكِ! لا تتحدثي كثيراً وتوقفي عن العبث معها!!

مينا تنهدت وعضت شفتها مراقبة ظهره المبتعد : انه مثير جداً عندما يقوم بإلقاء الأوامر هكذا.. - عيناها لمعتا بوعي مفاجئ- ولكن لماذا أشعر أن اهتمامه تجاه هذه الفتاة يحمل حقيقة غير سارة؟ اوه كيم تايهيونغ.. هل أنت تقع في الحب؟!!


🌸🌸🌸🌸🌸🌸


ماي رمقت انعكاس صورتها في المرآة بسخرية، تمالكي نفسك.. تمالكي نفسك وتوقفي عن عيش هذا الدور الدرامي.. البكاء في الحمام؟ ما هذا؟ هل أنت مراهقة في الثالثة عشر؟

ولكنها تشعر بالفعل بأنها كذلك.. نعم هنالك هذه الأوقات التي تعيدك إلى سن لا ترغب بعيشه أحياناً.. المشكلة أن كل شيء في حياتها يحدث بشكل خاطئ، في وقت خاطئ، مع شخص خاطئ.. هكذا فحسب!!

أخذت تفكر.. ماذا تفعل الآن؟ كيف يتراجع المرء عن مشاعره تجاه شخص ما؟ مشاعر حدثت دون تخطيط.. انها بحاجة ماسة لإيجاد طريق العودة، لكن محاولة النظر إلى الخلف بدت أشبه بالتفكير بتسلق جبل وعر شديد الارتفاع مرعب المعالم، بينما الاستمرار كان مثل الانزلاق فوق منحدر أملس يهوي بك إلى عمق سحيق!

وهي كانت معلقة هناك، مهددة بالانزلاق رغماً عنها إلى شيء قد يكون مستنقعاً في حقيقته!

عدلت العيوب غير الموجودة في مظهرها واتجهت إلى الباب وهي تخطط لإيجاد طريقة للهرب بشكل أو بآخر.. هي لم تكن قادرة على تحمل البقاء، وفاجأها هذا الضعف الذي كانت تشعر به ..

كانت تسير باتجاه مقعدها السابق من خلال الناس دون أن يلاحظها أحد عندما شعرت بيد تمسك بذراعها وثبتها في مكانها!!

الأضواء أطفئت فجأة.. مجدداً، عم الصمت دون أن يكون أي شخص قادراً على رؤية أي شيء.. حاولت تحرير نفسها وشعور بالثقل يغمر قلبها مجدداً لكن تلك اليد كانت تجرها إلى مكان ما، شعرت بالرعب حتى تسلط الضوء الوحيد في المكان عليها فجأة وتركت وحدها هكذا.. واقفة في بقعة الضوء تنظر حولها لتجد نفسها محاطة بالكثير من الوجوه المظللة دون أن تتبين ملامح واضحة لأحد..

صبرها نفذ وتحركت من مكانها محاولة الاختفاء خلال الحشد المظلم لكن بقعة الضوء تبعتها فحسب في كل خطوة تخطوها، ارتعشت ومرت قشعريرة خلالها حتى قوطع الصمت فجأة بموسيقى خافتة ارتفعت درجة درجة في أنحاء القاعة مع صدى لذيذ ووجدت نفسها تتجمد مع بداية الأغنية.. الصوت الناعم كان مألوفاً جداً وقريباً جداً بشكل مخيف وهي نظرت حولها مجدداً بينما تسمع صوت خطوات خافتة تسير في العتمة لم تقدر على رؤية صاحبها..ثم شعرت بذراعين تجذبانها إلى صدر عريض.. رائحة العطر المألوفة ملأت أنفها ولم تجرؤ على النظر إلى مالكها ، هي فقط تركت رأسها يتكئ على ذلك الصدر، أذناها استسلمتا مع مشاعرها للكلمات وأغمضت عينيها للحظة بتعب مستمتعة..

I sit alone, slumped down

أنا أجلس وحيداً، مثقل الكاهل

And I break myself down with these thoughts
و أكسر دواخلي بتلك الأفكار

You probably don't even know
أنت ربما حتى لا تعلمين

When you started hurting me
متى بدأت تؤذينني

You're hurting too 'cause you're mine
أنت أيضاً تتألمين، لأنك ملكي!

I just want to blow your mind
أنا أريد فقط أن أسلب عقلك

You're only drifting further away like this
أنت فقط تبتعدين عني أكثر هكذا

I say that it's all fine
وأنا أقول أنه لا بأس بذلك

The truth is that's a lie
لكن الحقيقة أن تلك كذبة

I want you to be your light, baby
أريدك أن تكوني نورك يا حبيبتي

You should be your light
يجب أن تكوني أنت نورك

So you won't hurt anymore, so you can smile more
كي لا تتأذي أبداً مجدداً، حتى تستطيعي الابتسام أكثر

I want you to be your night, baby
أريدك أن تكوني ليلك يا حبيبتي

You could be your night
يمكنك أن تكوني ليلك

I'll be honest with you tonight
سأكون صريحاً معكِ الليلة

You're hurting too 'cause you're mine
أنت تتألمين أيضاً لأنك ملكي

I just want to blow your mind
أنا فقط أريد أن أسلب عقلك

You're only drifting further away like this
أنت تبتعدين عني أكثر هكذا

I say that it's all fine
وأنا أقول أنه لا بأس في ذلك

That's not what I truly think
لكن هذا ليس حقاً ما أفكر به!

I want you to be your light, baby
أريدك أن تكوني نورك يا حبيبتي

You should be your light
يجب أن تكوني نورك

So you won't hurt anymore, so you can smile more
كي لا تتأذي مجدداً، كي تستطيعي الابتسام أكثر

I want you to be your night, baby
أريدك أن تكوني ليلك يا حبيبتي

You could be your night
يمكنك أن تكوني ليلك

I'll be honest with you tonight
سأكون صريحاً معكِ الليلة

Now promise me, oh, oh
الآن عديني، اوه اوه

Several times a day, oh, oh
مرات كثيرة في اليوم، اوه اوه

Even if you feel that you are alone, oh, oh
حتى لو كنت تشعرين بأنك وحيدة، اوه اوه

Don't throw yourself away, oh, oh
لا ترمي نفسك بعيداً، اوه اوه

Oh, oh, oh, oh, hold on for a moment
تمسكي للحظة

Intertwine our pinkies
لنعقد خنصرينا

And promise me now, oh, oh, oh, oh
ونقطع وعداً الآن!

الأغنية توقفت، الشخص الذي كان يراقصها انسحب بعيداً عنها ليختفي قبل أن تراه رغم أنها عرفت جيداً من هو ..
فتحت عيونها أخيراً ورمشت عدة مرات غير واعية بالدموع التي ملأت مقلتيها، الأغنية لامست وتراً حساساً في قلبها، داعبت كل شعور في داخلها وهي لم تستطع تجاوزها لعدة لحظات.. ثم فجأة بقعة ضوء أخرى سطعت ورأت أمامها تايهيونغ يتقدم حاملاً باقة كبيرة من الورود الحمراء الفواحة.. أخذت نفساً عميقاً وانتظرت في مكانها متجمدة حتى وصل إليها.. وضع الباقة بين ذراعيها والتقت عيونهما، ووجدت نفسها رغماً عنها تبحث عن إجابات كثيرة لأسئلة صامتة لم تنطق بها.. شيء ما كان يحدث بينهما.. مثل شرارة تشتعل في المسافة الصغيرة التي تفصلهما.. أحاديث كانت تتبادلها العيون.. وشعرت بقلبها يتضخم حتى يكاد ينفجر في صدرها عندما أمسك بيدها، لمسته كانت دافئة، رفعها إلى فمه وطبع قبلة رقيقة على سطحها قبل أن يميل ليقبل خدها هامساً في أذنها : عيد ميلادٍ سعيد!!

عيناها اتسعتا بصدمة بينما في الوقت ذاته أضيئت الأنوار ورأت الكعكة الضخمة المكونة من عدة طبقات أمامها!!

الجميع بدأوا بغناء أغنية عيد الميلاد لها مع الكثير من التصفير والهتافات، في وسط ذلك كله هي كانت متجمدة بصدمة لم تمر بمثلها في حياتها.. قلبها أخذ يرقص ونظرت إلى تايهيونغ بتساؤل، لكن اجابتها الوحيدة كانت ابتسامة صغيرة شبه واضحة.. الكثير من علامات التعجب تصاعدت داخل عقلها كيف؟ أين؟ متى؟ ولماذا؟؟؟؟

الصدمة التالية كانت الشخص الذي سعل فجأة في مكبر الصوت ليسكت الجميع وشهقت عندما رأت بارك جيمين بشحمه ولحمه يتقدم ليقف إلى جانبها مبتسماً!!!!

تايهيونغ لف ذراعه حولها وجذبها إليه في الوقت الذي هتف به الجميع لجيمين، لقد كان هو من غنى الأغنية لأجلها.. وعقلها كان بالكاد يستوعب مجرى الأحداث!!

جيمين لوح بذراعه قبل أن يقول بسعادة : حسناً أنا أقدر هذا الترحيب منكم جميعاً ولكن دعونا نهتف لفتاة الليلة.. المرأة الجميلة الوقفة هنا يا سادة.. عيد ميلاد سعيد!!

ماي ضحكت بسعادة وهي تمسك بيد جيمين الذي مدها ناحيتها بود وقالت دون وعي : حسناً أنا لا أزال في صدمة.. دعوني أحاول أن أفيق قليلاً.. هل هذا بارك جيمين حقاً؟؟ انني أمسك بيده!!!

أطلقت صرخة صغيرة متحمسة جعلت الضحك والهتاف يتصاعد بين الحضور بينما همس تايهيونغ في أذنها بتسلية : لم أعلم بأنك معجبة بجيمين!!

ماي قالت بحماس محاولة اخفاض صوتها كي لا يظنها جيمين غريبة أطوار، رغم أنه قد يظن ذلك بالفعل من طريقة تمسكها بيده ولكن على أية حال هي همست بصراخ مكتوم : هل تمزح؟ إنني أحبه..!!

-- هذه مفاجأة سارة إذاً.. لم أتوقع أن تكوني معجبة به عندما طلبت منه كتابة الأغنية..

ماي شهقت ونظرت إلى تايهيونغ بعيون واسعة : هل.. أنت .. هل طلبت حقاً.. هل هذه.. هل كتب جيمين أغنية فقط لأجلي؟!

تايهيونغ ابتسم ولمعت عيناه : سوف يغنيها لاحقاً بالطبع.. ولكن نعم.. لقد جعلته يكتبها لأجلك.. كنت أعلم أن هذه ستكون أفضل هدية..

عيونها امتلأت بالدموع فجأة مما جعل تايهيونغ يرمقها بقلق : هل تبكين؟

شهقت بخفة : إنني أعيش واحدة من تلك الصدمات التي تخلط المشاعر.. أنا سعيدة جداً.. كيف.. كيف يمكنك أن تكون وغداً ثم تتصرف بحلاوة هكذا فجأة؟

تايهيونغ ضحك حقاً هذه المرة وهو يميل ليسند جبينه فوق جبينها بخبث : أنا فقط لدي صلات جيدة.. لو كنت أعلم أنك ستعطين ردة الفعل هذه كنت سأستغل جيمين منذ زمن..
-- ولكن كيف عرفت؟؟
ماي تساءلت بفضول لكنه ابتسم فحسب : كما قلت.. صلات جيدة.. وصديقة جيدة تملكينها..
-- جيني!!!! أنت تحدثت إليها دون أن تخبرني؟
هز كتفيه : هذا كان ضرورياً من أجل عنصر المفاجأة.. سأدعك تتحدثين معها فيما بعد!

ماي لم تملك حتى ذرة من الطاقة لتغضب منه، ابتسامتها كانت واسعة وهي تنظر في عينيه، لسبب ما كان بإمكانها رؤية الرضى الممزوج بالسعادة في عينيه العميقتين وهو يرى ابتسامتها، ضحكت بخفة قبل أن تقف على رؤوس أصابعها فجأة وتطبع قبلة صغيرة مفاجئة على زاوية فمه : شكراً لك..!!

عينا تايهيونغ اتسعتا لأول مرة ونظر إليها بصدمة نظراته تنتقل بين عينيها وشفتيها بسرعة البرق قبل أن يبتلع رمقه ويسأل بصوت خشن: أنتِ لم تفعلي هذا للتو..؟

ماي أدركت ما فعلته واتسعت عيناها في المقابل بينما الحمرة تكسو وجهها فجأة : أنا.. لا أعلم.. كلا.. لم أفعل..

عيناه لمعتا بشيء لم تره من قبل : أنتِ فعلتِ..!!

كان يميل ناحيتها عندما سمعا سعالاً أوقف ما كان تايهيونغ ينوي فعله ونظر إلى جيمين بانزعاج : ماذا..؟

جيمين رفع كلا ذراعيه وحاجبيه بتساؤل : ألن تقوم بتقطيع الكعك؟

ثم أمسك بالميكروفون أمام فمه وسأل الحشد : ألن يقوما بتقطيع الكعك؟


🌸


ENJOY💕

بليز لايك + كومنت + شير + فولو اذا حابين تقرأ لي روايات تانية قريباً 😍😍
شرأيكم بالحللقة؟؟؟ 🤔🤔
لا تنسو التنويه الي فوق بليز 😔
سوري عالتأخير ولكنني مشغولة قليلاً حالياً بس ان شا الله رح أحاول انزل الحلقة الجاية أسرع 😔
ايش رأيكم بضيييف الحلقة تبعنا؟؟ 😍😍
حاولت أحط صور قريبة عالي تخيلته بس هذا الي لقيته.. ممكن يكون في شوية فرق..

💢وتنويه تاني بالنسبة للأغنية :
هي أغنية اسمها Promise كتبها جيمين لنفسه حسب معلوماتي البسيطة، والترجمة أنا ترجمتها بنفسي عشان تتناسب مع الرواية وأحداثها، يعني هاي ترجمتي أنا، غالباً جيمين بالأغنية مش موجه حكيه لبنت أصلا ً عشان هيك ركزو انو في شوية تلاعب هون 🤣🤣

بتوقع الحلقة طويلة ولطيفة نوعاً ما وان شاء الله تعجبكم وللي كانوا بدهم ماي وتاي هي صالحناهم 🤣🤣
بس لازم تقوو قلوبكم لوقت ما يبدأ الجد!

لا تحرموني من كومنتاتكم اللطيفة ♥️♥️
أحبكمم😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 127K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
1M 25K 16
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
483K 11.1K 39
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
1.1M 72.8K 106
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...