🌸رجل من حجر🌸

By xxlatifa9

491K 37K 26.6K

🌸 عندما تتقاطع طرقنا مع أشخاص لم نقابلهم من قبل، يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.. عالم مكسو بلون وردي من الخا... More

🌸مقدمة🌸
🌸الحلقة الأولى 🌸
🌸الحلقة الثانية🌸
🌸الحلقة الثالثة🌸
🌸الحلقة الرابعة🌸
🌸الحلقة الخامسة🌸
🌸الحلقة السادسة🌸
🌸الحلقة السابعة🌸
🌸الحلقة الثامنة🌸
🌸الحلقة التاسعة🌸
🌸الحلقة العاشرة🌸
🌸الحلقة الحادية عشر🌸
🌸الحلقة الثانية عشر🌸
🌸الحلقة الثالثة عشر🌸
🌸الحلقة الرابعة عشر🌸
🌸الحلقة الخامسة عشر🌸
🌸الحلقة السادسة عشر 🌸
🌸الحلقة السابعة عشر🌸
🌸الحلقة الثامنة عشر🌸
🌸الحلقة التاسعة عشر🌸
🌸الحلقة العشرون🌸
🌸الحلقة الواحدة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثالثة والعشرون🌸
🌸الحلقة الرابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الخامسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السادسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثامنة والعشرون🌸
🌸الحلقة التاسعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثلاثون🌸
🌸الحلقة الواحدة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸
❤️
🌸الحلقة الثالثة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الرابعة والثلاثون🌸
🌸 الحلقة الخامسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السادسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السابعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثامنة والثلاثون🌸
Note 1
🌸الحلقة التاسعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الأربعون🌸
🌸الحلقة الواحدة والأربعون🌸
🌸الحلقة الثانية والأربعون🌸
🌸الحلقة الثالثة والأربعون 🌸
🌸الحلقة الرابعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخامسة والأربعون 🌸
🌸الحلقة السادسة والأربعون🌸
🌸الحلقة السابعة والأربعون 🌸
🌸 الحلقة الثامنة والأربعون 🌸
🌸الحلقة التاسعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخمسون🌸
🌸الحلقة الواحدة والخمسون🌸

🌸الحلقة الثانية والعشرون🌸

7.7K 603 628
By xxlatifa9

لا تنسو النجمة 🌟

🌸

ضغطت زر الإتصال للمرة الثالثة على التوالي لتتلقى الإجابة ذاتها مجدداً.. تم رفض المكالمة!

حاجبيها الرقيقين المرسومين بدقة التقيا في تقطيبة وعقلها يحاول إيجاد تفسير للحقيقة أن الأوني الخاصة بها كانت ترفض مكالماتها وعلى الأخص بعد اتفاقهما على اللقاء والذهاب في جولة تسوق طويلة.. نظرة إلى ساعتها أخبرتها أنها تنتظر في مكانها منذ ساعة بالفعل وهذا كان سيئاً كفاية قبل أن تبدأ الأزمة الخانقة..

حملت حقيبتها لتخرج من المقهى الذي كانت تنتظر به وهي تتحدث إلى سائقها بأن يحضر السيارة.. عيناها تاهتا عندما مرت بإحدى اللوحات الدعائية تحمل صورة ضخمة لجين وهو يعرض نوعاً من الساعات ووجدت نفسها مأخوذة بالنظر إلى ابتسامته الصغيرة في تلك الصورة حتى أعادتها  إلى الواقع حركة السيارة وهي تبتعد إلى شارع آخر.. شعرت بالاشتياق لرؤية جين.. إنها لم تره منذ أكثر من يومين بالإضافة إلى حدوث مشهد ضخم آنذاك.. لقد كان متأذياً.. وهي كانت تشعر بالندم وبأسف شديد في داخلها لأنها لم تستمع إليه حينها أو تحاول المساعدة.. في داخلها تكوم الكثير من الاحباط، الوحدة والمشاعر السلبية.. كل ذلك كان يخرج من نظامها على شكل كره عنيف لتلك الفتاة.. ماي!

انها لا تفهم كيف ظهرت في حياة شقيقها فجأة.. كيف قرر شقيقها أن تلك الفتاة هي المناسبة له بينما هو لا يزال يهتم كثيراً بايلينا اوني.. من أين جاءت؟ انها لم تكن تشبه الفتيات اللواتي اعتاد مواعدتهن ولا حتى مصادقتهن.. إنها تتصرف مثل فتاة جيدة طوال الوقت لكن وجودها إلى جانب تايهيونغ يبدو خاطئاً وخاطئاً جداً..

طوال حياتها منذ اللحظة التي أصبحت تعي فيها الأشياء من حولها ايلينا اوني كانت هناك.. كانت الصديقة الوحيدة التي حصلت عليها كونها فتاة خجولة.. لم تكن لديها الجرأة الكافية لتقف وتعبر عن مشاعرها مثل بقية الفتيات، أو تترك تأثير سحرها على الناس.. كانت خجولة، صغيرة وباهتة بين رفيقات والدتها وبناتهن.. كيف يمكنها تجاوز ذلك وشق طريقها بثقة؟ لم تعلم أبداً.. لم يكن أحد قريب منها كفاية أبداً.. لم يلحظها أحد حقاً.. حتى أشقاؤها.. لسبب ما كان تايهيونغ خائفاً من الاقتراب منها كثيراً.. ربما بسبب ذلك الحادث في طفولتها عندما كادت تختنق وتم معاقبة تايهيونغ.. كانت متأكدة أن جزءاً منه كرهها.. جونغكوك كان الأصغر والأكثر حرية وعدم اهتمام بالمحيط.. كان لديه دائماً هدف أمام عينيه ليحققه، أو رحلة ليقوم بها او مغامرة ليخوضها.. شخصيته كانت عكسها تماماً وهذا جعلها الطرف عديم الفائدة.. لم تكن تعرف ما هي فائدتها.. ولا كيف تقترب من الآخرين.. والدها كان يدللها لكنه لم يكن يتواجد كثيراً في المنزل، والدتها.. والدتها احتاجت ابنة أفضل منها.. ابنة تعرف كيف تكون سيدة في ذلك المجتمع القاسي.. ألسنة أولئك الأغنياء لم تكن ترحم أي شخص وكذلك أعينهم الحاسدة الناقدة.. لذلك والدتها كانت دائماً تنظر إليها بتنهيدة وتوبخها.. كان يجب عليها دائما أن تصبح أفضل.. لم تكن أبداً جيدة كفاية.. ولطالما اعتقدت أن ايلينا كانت هي نوع الفتاة الملائم لتكون ابنة والدتها.. ايلينا كانت حولها دائماً منذ كانت طفلة لكنها لم تصبح صديقتها حقاً حتى مرحلة مراهقتها.. كانت دائما مع شقيقها ورفاقه.. تلقي إليها التحية بابتسامة ثم تلتفت بعيداً كانت تستطيع رؤية نظرات الحسد والإعجاب في عيون الفتيات تجاه ايلينا.. وقد تمنت لوقت طويل أن تكون مثلها.. ثم لاحظتها.. ايلينا رأت النظرة في عينيها وعرفت.. النظرة التي كانت تحملها تجاه جين!!

في عيون سي يونغ جين كان مثل شعاع من النور يضيء عتمتها، جين كان دوماً محاطاً بهالة ذهبية تجعل قلبها يشرق.. كل ما كان بحاجة لفعله هو أن يبتسم ليسرق من قلبها دقة.. إنها لا تذكر متى بدأت تحبه، هي أحبته قبل أن تفهم حتى معنى الحب!

المرة الأولى التي رأته بها كان صبياً طويلاً ونحيلاً بشعر كثيف أسود وابتسامة ماكرة تجعل جميع الأطفال الآخرين يجرون خلفه كأنه قائدهم الموعود.. كان دائماً قادراً على تسلية الجميع، دائماً قادراً على تحريك الجو وجعله أكثر مرحاً وإثارة للاهتمام.. كما أنه كان الوحيد الذي يظهر في كل لحظة احتاجت فيها إلى شخص ما ليكون إلى جانبها.. كان عليه فقط أن يدفع من يضايقها بعيداً.. أو أن يمسك بيدها ويجذبها لتقف على قدميها قبل أن يشركها في اللعب إلى جانبه بعناية.. رغم فرق السبعة سنوات بينهما.. كان دائماً يلحظها.. صغيرة وضعيفة وبائسة فتجده يسير إليها بابتسامته الواسعة ويخرجها من تلك القوقعة الهشة التي تحيط نفسها بها.. وهي بشكل تلقائي كانت دائماً تبحث عنه.. دائماً تحاول أن تكون قريبة منه ناعمة بسعادة حقيقية لوجوده حولها فقط..

ذلك حتى تفتحت أنوثتها ونمت مشاعرها لتصبح أكثر عمقاً من مشاعر طفلة، أصبحت تراه كرجل..رجل قادر على جعل دقات قلبها تنفجر في صدرها بمجرد دخوله إلى الغرفة.. وهو استمر في كونه لطيفاً معها.. يعطيها الاهتمام ذاته الذي يعطيه لطفلة صغيرة كما اعتاد ان يفعل.. كانت مدركة أن جين لا يبادلها مهما كان ما تشعر به تجاهه، رغم أنها لم تفهم طبيعة مشاعرها في البداية إلا أنها كانت قادرة على التمييز أن الأمر مختلف.. هو لم يتوتر أبداً في وجودها.. لم يفقد خط أفكاره ويصبح غير قادر على الكلام لأن انتباهه كله كان مركزاً عليها.. لم ينظر إليها كفتاة أبداً.. تربيته على كتفها أو مداعبته لشعرها كانت دائماً عفوية وأخوية بشكل مؤلم..

لم تكن تمانع في البداية كونها لم تفهم حقاً طبيعة المشاعر التي تحملها، ثم بدأت ترى نظرات الفتيات الأخريات باتجاهه.. محاولاتهن الحصول على اهتمامه..وكذلك الفتيات اللواتي يثرن اهتمامه.. كل ذلك ترك في صدرها شعوراً نابضاً بالألم.. ألم لا يختفي.. يبقى هناك ويحفر عميقاً.. جين لم يعد لها وحدها.. اهتمامه بها كان عفوياً وبسيطاً بالنسبة إلى نظرته إلى فتاة تعجبه.. كان يراها مثل شقيقة صغرى.. وذلك كان أصعب شيء جربته في حياتها.. شعور أن تكون مرئية وغير مرئية في الوقت ذاته من أكثر شخص تحبه.. من الرجل الوحيد الذي أحبته! شعور الألم تضاعف مع الاحساس بالدونية.. هي لم تكن ترقى إلى مستوى الفتيات اللواتي يحمن حوله.. هي لم تكن جميلة أو قوية كفاية.. لم تكن ذكية أو طموحة.. لم تكن حتى ملحوظة.. وهي لم تكن ستخرج من حفرة كونها الشقيقة الصغرى!! كل ذلك كان يقتلها ببطء وبشكل مؤلم.. مثل نصل حار يخترق قلبها مراراً وتكراراً دون أن تستطيع فعل شيء حول ذلك..

معرفتها بإيلينا أنقذتها قليلاً.. ايلينا ساعدتها لتتغير قليلاً.. من ناحية المظهر على الأقل.. لقد عرفت بنظرة واحدة ناحيتها بما تشعر به تجاه جين.. وقد ابتسمت قائلة ببساطة : حقاً! هذا يجعلنا اثنتين! أنا أيضاً معجبة بتايهيونغ..!

بعد ذلك سي يونغ أخذت تلحق بايلينا أينما تذهب.. كانت بحاجة إلى شخص ليعلمها كيف تتغير.. كيف تصبح امرأة من النوع الذي يفضله جين.. كيف تصبح ملحوظة.. كيف تدخل الدائرة الاجتماعية.. كيف تلفت انتباهه..

في البداية علاقتها بايلينا كانت عبارة عن حديث مستمر عن تايهيونغ.. ايلينا كانت مهووسة به وقد جعل هذا سي يونغ سعيدة لأنها قادرة على تبادل الأفكار والحديث عن مشاعرها مع شخص آخر.. لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة.. ايلينا دفعتها وسط مجموعات الفتيات.. المجموعات التي خشيت دوماً الاحتكاك بها ظناً منها أنها كانت دون المستوى المطلوب.. لكنها دهشت عندما وجدت أن تلك المجموعات كانت مليئة بالمشاعر المزيفة، الشغف المصطنع.. الكذب.. النميمة، الغيرة.. العلاقات الهشة.. ايلينا كانت تصادق هذه وتترك تلك.. كان هنالك دائماً نوع من الدراما يجري بين أولئك الفتيات.. كان هنالك دوماً فتاة يكرهونها وأخرى يتحدثون عنها ثم فجأة تنقلب الأحوال لتجد كل منهن صديقة جديدة بعد أن يظن المرء أنهن أخوات لا يمكن تفريقهن!

الدوران في تلك الحلقات كان متعباً.. سي يونغ لم ترد هذا.. لقد كانت أفضل حالاً بدون الاختلاط بهذه النوعية من الناس.. وعادت تحاول عزل نفسها.. لكن ايلينا كانت دائماً هناك لتسحبها إلى مكان ما.. على الأقل هي الوحيدة التي استمرت كصديقتها.. بل أكثر من ذلك.. وقد ظنت سي يونغ أنها بلا شك وجدت فتاة تستطيع اعتبارها صديقة حقيقية..!!

رغم التغيرات التي أجرتها على نفسها.. جين لا زال لم يغير نظرته إليها أبداً بل أسوأ.. كانت تستطيع رؤية نظرات أسفٍ.. خيبة وربما شفقة في عينيه عندما تراه صدفة.. وأصبح متباعداً.. لم يعد قريباً منها كما كان.. أصبح مشغولاً طوال الوقت.. لم يعد يأتي لرؤيتها أو يتصل ليطمئن عليها كما كان يفعل من وقت لآخر في الماضي.. انه حتى لم يعد لطيفاً جداً معها.. ولم تصدق أنها حتى وهو يعاملها مثل شقيقته الصغرى كانت تحصل على اهتمام أكبر مما تحصل عليه الآن بعد أن تحولت لامرأة جذابة.. لم تفهم.. لماذا كانت النتائج عكسية؟ لم تفهم ماذا يجب عليها فعله لو أنه قرر الاختفاء فجأة او قرر الارتباط بامرأة أخرى وهي تعلم جيداً أن والديه يطلبان منه الاستقرار الآن.. ما الذي ستفعله حينها؟!

لقد مرت بتجربة تحطم قلبها الأولى بالفعل.. ذلك كان في حفل عيد ميلادها الواحد والعشرين.. يومها ظنت أنها اقتربت من جين حقاً.. كانت قد اختارت ثوباً جميلاً جداً، تزينت بشكل مثالي.. الجميع حولها كان يهتف مما رفع ثقتها بنفسها في تلك الليلة وظنت بلا شك أنها كانت أخيراً جميلة كفاية لتلفت نظره.. قدم لها هديتها وعيناه كملتا بريقاً جعلتها ترغب في الدوران حول نفسها والهتاف بسعادة.. هذا ما كانت تفعله بها فقط نظرة منه!! ظنت أن حلمها تلك الليلة سيتحقق.. مثل فيلم رومانسي..هي وهو.. على الشرفة..شربت كأسها الأول.. قدم لها هديتها والتي كانت عبارة عن سوار رائع.. ورقصا معاً للمرة الأولى.. كانا قريبين جداً وسعادتها كانت تفوق كل شيء.. كانت تسبح في بحر من الأحلام..وهو كان ساحراً جداً.. سخياً جداً في ابتساماته تلك التي تجعل عالمها يشرق.. كان يحادثها ويضحكها برقة جعلت قلبها يرفرف.. ذلك حتى اعتذر منها لأن لديه شيئاً يفعله ثم سيعود خلال دقائق كما قال.. كانت مستعدة للاعتراف بمشاعرها ، لم تكن قادرة على كتمانها أكثر.. انتظرته بأمل ليعود إليها.. انتظرت.. ولم تصدق عندما مرت ساعات وانتهى الحفل وهو لم يظهر.. خرجت لتبحث عنه في كل مكان فلم تجده!!! اختفى تماماً مثل سحابة عابرة!

الخيبة التي شعرت بها لم تكن تصدق، الصدمة .. الحزن.. لكنها حاولت وضع عذر لفعله ذاك.. ربما كان هنالك عمل طارئ؟ جين كان رجل ناجحاً وليس شاباً متسكعاً كانت تعرف ذلك.. ربما هو اضطر المغادرة ولم يجد الوقت للاعتذار منها.. ربما.. الذكرى التي تشاركاها كانت تبقي الأمل حياً في قلبها، وبمرور أسبوع كانت مستعدة للذهاب والبحث عنه .. صبرها نفذ.. ذلك حتى رأت خبر مواعدته لإحدى العارضات وتحطم عالمها للمرة الأولى بشكل حقيقي.. قضت أياماً تقارن بينها وبين تلك المرأة.. تحاول أن تخرج كل نقطة جذابة جعلت جين يختارها ويفضلها.. وكانت غيورة جداً.. الألم الذي شعرت به لم يكن محتملاً.. الثقة الهشة التي حظيت بها اختفت وهذا جعلها مثل بركان متحرك من السخط.. لم تشعر براحة أكبر من تلك التي شعرت بها عندما انفصل عن تلك المرأة.. كانت تعلم أن حياته بالتأكيد لم تكن خالية بعد ذلك حتى لو لم يعلن عن الأمر .. لكنها لم تستطع أن تكرهه وهذا كان أسوأ ما في الأمر.. كانت تحبه ذلك النوع من الحب الذي سيبقى موجوداً حتى ولم يبادلها اياه..وقد احتفظت بتلك اللحظات التي تشاركاها في قلبها، مغلقة وعزيزة دون أن تكون قادرة على تجاوزها..وكان لديها أمل دوماً.. كانت ضعيفة وتعرف ذلك.. لكنها لم تشعر بالاستياء لضعفها تجاهه.. ربما سيراه الآخرون مثيراً للاشمئزاز أن تجعل شخصاً لا يحمل لها أية مشاعر كمحور حياتها.. لكن ذلك بدا صحيحاً جداً بالنسبة إليها! كأنه الشيء الوحيد الصحيح في حياتها!

الآن انها في الثالثة والعشرين وهي لم تنظر إلى رجل آخر سواه.. مثل نور يشع في العتمة لم تكن ترى غيره .. كيف ستتصرف لو فقدته للأبد؟؟

عندما تايهيونغ وايلينا أصبحا شيئاً وقررا الزواج امتلأت بالأمل.. ربما هي وجين سيتقربان من بعضهما.. ربما حكايتها الخيالية ستتحقق.. كانت سعيدة جداً من أجل ايلينا التي كانت تمر بما تمر هي نفسها به.. لم تتخيل آبداً أن ايلينا وتايهيونغ سيرتبطان بأشخاص آخرين.. كان لديها ذلك التفكير أن الحب يحصل مرة واحدة فقط ومع شخص واحد لذلك فهي استاءت جداً عندما انفصلا.. ايلينا كانت محطمة جداً من وجهة نظرها.. هي اختفت لوقت طويل ولم تعد ترد على اتصالاتها.. كانت متفهمة لسبب حزن ايلينا وخشيت أن لا ترغب بصداقتها بعد الآن..مع ذلك في قلبها كان لديها ذلك الشعور بأن الحب سيعيد هذين الاثنين إلى بعضهما وأن انفصالهما كان نزوة مؤقتة..كانت تأمل ذلك بشدة!! ارتياحها كان هائلاً عندما علمت بأن ايلينا ستعود وكان لديها أمل كبير أن تعود المياه لمجاريها بينها هي وتايهيونغ .. لكنها صدمت عندما قرر تايهيونغ أن يضع خاتمه في يد امرأة أخرى . امرأة لم تراها من قبل! لم تستطع لوم ايلينا عندما عادت مع رجل آخر.. إنها بالتأكيد كانت متأذية مما فعله تايهيونغ.. لا بد أنها استاءت.. لا بد أنها حزنت.. تماماً بقدر حزنها وهي ترى النساء يحمن حول جين طوال الوقت.. بكاؤها وهي تقرأ شائعات مواعدته لهذه وتلك.. ذلك كان مؤلماً كالجحيم! ربما لهذا السبب كانت ايلينا تنصحها باستمرار أن تنسى أمر جين .. لأنها جربت الشعور بالأذى.. كانت تقدر خوف الأوني الخاصة بها عليها من الأذى.. لكنها فقط لم تستطع التخلص من مشاعرها! وفي عينيها ماي.. كانت بالضبط مثل واحدة من تلك الفتيات اللواتي يتعلقن بجين.. ولذلك فقد كرهتها!

تنهدت وهي تفيق من أفكارها على صوت السائق الذي بدا أنه يناديها منذ بعض الوقت بصبر : إلى أين الآن يا آنسة؟

-- آه.. - تلفتت حولها إلى الشارع حيث كانوا قد تجاوزوا الأزمة للتو وخطرت لها فكرة مفاجئة - لنذهب إلى الشركة..! شركة تايهيونغ..

السائق أدار السيارة بصمت دون تعليق على طلبها له بأن يعود إلى الأزمة التي خرج منها للتو.. مجدداً!

المبنى الخاص بالشركة كان ضخماً بأدوار كثيرة.. كان من الجميل كيف أن تايهيونغ جين ونامجون رتبوا وضع مكاتبهم في المبنى ذاته ليبقوا قريبين من بعضهم بينما يقومون كل منهم بعمله الخاص على حدى ويحافظون على سير أعمالهم المشتركة بسلاسة في الوقت ذاته..

أخيراً توقفت السيارة أمام المبنى وأسرع السائق ليفتح لها الباب.. تفقدت هاتفها مرة أخيرة لتنظر إذا ما كانت ايلينا قد أرسلت لها رسالة أو ردت على مكالماتها.. لكن لا شيء..

شعرت بالاستغراب وقليل من القلق.. هل كانت ايلينا غاضبة منها؟ ربما هي غاضبة من تايهيونغ ولا تريد التحدث معها .. لكنها وافقت على الخروج معاً البارحة.. ما الذي يجري؟

تفكيرها شغل بايلينا لبعض الوقت ولم تنتبه أنها وصلت أمام المصاعد اخيراً.. كانت متجهة إلى قسم جين.. رغبت برؤيته بشدة .. حتى ولو لوقت قصير.. أرادت أن تؤكد لنفسها أنه لا يزال حقيقياً ويمكنها الوصول إليه لو شاءت.. كان من الصعب التفكير أن يبتعد عنها لدرجة أن تراه فقط على أغلفة المجلات أو في التلفاز والانترنت.. كان هذا مؤلماً.. كأنها شخص غريب.. كأنها معجبة عادية من العامة..

كانت تحرك اصبعها بتوتر على شاشة هاتفها وقدمها تطرق الأرض في انتظار المصعد عندما أدركت أنها اتصلت على ايلينا مجدداً دون قصد كونها الجهة الأخيرة التي حاولت الاتصال بها.. كانت على وشك إغلاق المكالمة عندما انفتح المصعد إلى جانبها ومثل الصدى الخافت سمعت صوتاً يقول : لا يجب أن يعلم أحد بلقائنا..

ثم لدهشتها رأت ايلينا تخرج من المصعد ويدها تحمل هاتفها أمامها بيننا انتباهه مركز على شخص ما خلفها داخل المصعد.. راقبت الهاتف يهتز في يد ايلينا التي ألقت عليه نظرة وهي تعقد حاجبيها متمتة بشيء ما قبل أن تغلق المكالمة دون اهتمام .. عينا سي يونغ عادتا إلى شاشة هاتفها لترى المكالمة تم رفضها ودون أن تفكر نظرت إلى ايلينا واقتربت منها دون أن تنتبه.. الأخيرة لم تلحظها لكن الشخص في المصعد فعل وبدا جامداً للحظة قبل أن ينظر إلى ساعته دون اهتمام.. لم يكن هنالك شخص آخر في المصعد.. فقط ايلينا التي ترجلت وذلك الرجل.. كان يرتدي بذلة رمادية ونظارة ويصفف شعره المموج إلى الجانب.. جيد المظهر طويل القامة وليس شاباً جداً.. بل تجاوز الثلاثين بالتأكيد..

الرجل أعاد نظره إلى الأمام بشكل عادي وشعرت سي يونغ أنه مألوف كأنها رأته من قبل.. كان يرتدي بطاقة الموظفين حول عنقه ولم تحصل على الوقت الكافي لقراءة ما كتب عليها لأن المصعد انغلق وايلينا استدارت في اللحظة ذاتها لتجدها أمامها وشهقت.. سي يونغ قالت بتساؤل : اوني؟

ايلينا بدت متفاجئة لرؤيتها جداً وقالت بارتباك : اوه سي يونغ! هل كنت تتصلين بي؟ أنا مشغولة.. لدي شيء لأقوم به وداعاً..

سي يونغ لم تصدق عينيها : اوني..

لكن ايلينا دفعتها جانباً بشيء من القسوة وتابعت طريقها إلى الخارج..!!

لم تعلم ماذا يجب عليها فعله.. كانت مصدومة جداً لما حدث للتو.. ايلينا عاملتها مثل شيء مزعج ملتصق بها ودفعتها جانباً لتغادرعلى استعجال.. إنها لم تفعل شيء مثل هذا من قبل!! وهي ألغت مكالماتها بتعمد.. لو أرادت التظاهر بأنها لم تنتبه إلى اتصالاتها لتركت الهاتف يرن حتى يتوقف وحده.. ولو كانت مشغولة جداً لماذا لم ترسل رسالة لتعتذر عن الخروج فحسب؟

ثم من كان هذا الرجل؟ هل تهيأ لسي يونغ أنها سمعتها يتحدثان؟ وماذا عن تايهيونغ؟ هل كانت ايلينا على علاقة بهذا الرجل.. كلا.. هل هي تلتقيه بسرية لدرجة انها تجاهلها؟ اذا فهو شخص مهم؟ مجدداً ماذا عن خطتها للعودة إلى تايهيونغ؟

سي يونغ لم تستطع تفسير شيء مما رأته لكنها شعرت بالخطر كأن هنالك شيئاً خاطئاً يحدث!!

المصعد وصل أخيراً فحركت ساقيها إلى الداخل وهي تتمنى أن تحسن رؤية جين مزاجها فهي بدأت تشعر بالإحباط والكآبة بالفعل!


🌸🌸🌸🌸🌸🌸


والدة جيني راقبت ابنتها بريبة عبر عيون ضيقة وهي تنزل الدرج مرتدية بذلة سوداء مع قميص حريري أبيض وحذاء بكعب مرتفع، وجهها مزين بشكل مثالي وشعرها الأسود مصفف في تموجات براقة بينما تحمل مغلفاً ضخماً تحت ذراعها.. جيني اتجهت إلى الباب وهي تبدو مثل رئيسة وزراء كوريا القادمة لكن صوت والدتها أوقفها من إدارة أكرة الباب : هاي أنتِ!إلى أين تعتقدين أنك ذاهبة مجدداً؟

جيني التفتت إلى والدتها بتعبير جدي : رجاءاً أيتها السيدة.. لدي مقابلة عمل!

عيون والدتها تفحصتها من الأعلى إلى الأسفل قبل أن تقترب ناحيتها، جيني لم تجد الفرصة للهرب في المساحة الضيقة للمدخل وأصابع والدتها تمسك أذنها تشدها قائلة بتهديد : هل تعتقدين أنني عجوز جداً لكي يتم خداعي في كل مرة؟ أم تعتقدين أنني لم ألاحظ تسللكِ المستمر مؤخراً وقضائك وقتاً متأخراً في الخارج؟ وفي كل مرة لديك الحجة الجاهزة.. ماي المسكينة! لتكن الرحمة الإلهية في جانبها..

جيني رفعت يديها ونظرت إلى السقف بخشوع : آمين..

لكن اشتداد أصابع والدتها على أذنها المسكينة جعلتها تصرخ : أقسم أنني لا أكذب.. إنها مقابلة عمل..

-- مقابلة عمل؟ - والدتها ضحكت باستهزاء- ومن سيود توظيف مؤخرتك الفاشلة هاه؟ما هي امكانياتك بالضبط؟ - صوت والدتها تحول إلى الغضب وشدت رأس ابنتها إلى الأسفل-أنت تواعدين واحداً جديداً من غريبي الأطوار الفاشلين أليس كذلك؟ أليس كذلك؟ أقسم إذا كان الأمر كذلك فسوف أقتلك حقاً هذه المرة!

والد جيني أطل من المطبخ وهو يرتدي زي العمل الخاص به ويحمل فيه يده مغرفة : ماذا تفعلين يا امرأة؟ لدينا عمل نقوم به! إن أصواتكما تخيف الزبائن!

-- تعال وانظر إلى ابنتك التي أصبحت تقضي أيامها في الخارج.. إنها لا تعمل وتتهرب أيضاً من مساعدتنا.. والآن تحاول خداعي بأنها ذاهبة إلى مقابلة عمل!

والد جيني رفع حاجبيه : مقابلة عمل؟ من قد يرغب بتوظيفها؟

والدتها أجابت بانتصار : هل ترى؟ هذا بالضبط ما كنت أقوله! انها لا تجيد سوى الخربشة على أوراقها السخيفة كالأطفال ومواعدة عديمي الفائدة..

-- هل هو أحمق آخر؟ - والدها قال بتهديد - أنا لن أقدم الطعام لرجالك المعدومين.. أين تجدين هؤلاء الفاشلين حتى؟

جيني لم تحصل على فرصة للكلام فكلا والديها كانا يتحدثان بسرعة وكل محاولاتها بالاعتراض كانت مدفونة خلف صراخها من الألم.. والدتها كانت تقتلع أذنها من مكانها تماماً!

والدتها قالت بسخرية : يجب عليك أن تتعلمي من والدتك.. انظري إلى نتيجة الزواج من وغد عديم الفائدة!

والدها تجمد وصرخ بزوجته : هاي عن ماذا تتحدثين الآن؟ من هو عديم الفائدة؟

-- بالطبع أنت! - والدتها صرحت به في المقابل - انظر إلي ! عالقة في المطبخ طوال حياتي.. العطر الوحيد الذي أستخدمه هو رائحة حساء الأعشاب البحرية!

أشار زوجها إليها وهو يجعد فمه : لو كنت جميلة كفاية لوجدت زوجاً غنياً إذاً..

-- هل تنعتني بالقبيحة؟

-- نعم أفعل..

-- يجب أن تكون شاكراً لأنني أعرتك اهتماماً.. لم تكن لتجد فتاةً تهتم بك مع معدتك الضخمة المدورة ولو بعد مئة عام!

والدتها ضربت الأرض بقدمها دون اهتمام بمعاناة جيني التي بدأت تفزع وهي تخشى أن يصلا إلى مقطع السيدة جيون التي كانت معجبة بوالدها وتزوجت رجلاً غنياً.. هذا هو المقطع الذي تنفجر عنده الأمور عادة..

قلبها قفز عندما هاتفها بدأ بالرنين فحاولت الافلات من والدتها وهي تصرخ : يا رفاق توقفا يجب علي أن أذهب!

الاثنان التفتا إليها وصرخا معا : تزوجي رجلاً غنياً /لا تصبحي مثل والدتك!

-- يا رفاق.. يا رفاق.. -جيني قالت وهي ترفع يديها برجاء - أقسم أنها مقابلة عمل.. انني ذاهبة لأعرض رسوماتي على مصمم.. قد يستخدمها في تصاميمه.. انظرا الآن هنالك هذا الرجل سوف يوصلني..

-- رجل! - والدتها انتصبت في وقفتها وضاقت عيناها - من هو الرجل؟ ولماذا سيوصلك؟

جيني تلعثمت : انه.. انه الشخص الذي يعرف المصمم.. لقد ساعدني في الحصول على فرصة لاقابله بعد أن رأى رسوماتي..

رفعت والدتها حاجبيها وهزت رأسها : الرجل.. - التفتت إلى زوجها - الرجل ساعدها لتحصل على مقابلة..

والدها رمقها بشك : إذا هذا الرجل ساعدك.. لماذا لا نشكر الرجل؟

-- نعم.. - والدتها ابتسمت بتشجيع زائف - لماذا لا نقابل الرجل الطيب..

جيني كادت تختنق من الخوف الآن.. هذا كان محرجاً جداً ومذلاً جداً وتمنت لو أن نامجون لم يكن طيباً بشكل غير منطقي ويعرض عليها أن يقوم بايصالها.. المشكلة أنها لم تكن تعرف مكان عمل سيوك جين.. والآن والدتها ستسلخ جلدها عن عظمها لو حاولت التهرب من الأمر.. إنها لن تصدقها أبداً.. لا يمكنها أن تنكر أنها أحرجت والديها وسببت لهما الكثير من المتاعب كثيراً في حياتها.. لكن لكن.. أن يخرجا لمقابلة نامجون فسيتسببا في أكبر احراج في حياتها.. لا يمكنها أن تضمن ما سيقولانه أمامه.. ارتاحت عندما توقف هاتفها عن الرنين وهي تدعو أن يكون نامجون قد ذهب.. سوف تجد طريقها لاحقاً.. إذا أرسل لها العنوان فستذهب حتى لو اضطرت للمشي إلى هناك.. لكن.. بالطبع هذا لم يحدث..

في اللحظة التالية طرقات على الباب قطعت حديثهم واتسعت عيناها برعب وهي تحاول الهرب من قبضة والدتها التي لم يفوتها رد فعل ابنتها فابتسمت وهي تشير لزوجها : لا بد أنه رجلنا الطيب..

أفلتت جيني التي حاولت أن تسرع ناحية الباب لكن والدتها دفعتها جانباً وفتحت الباب واضعة إحدى يديها على خصرها مستعدة لبدء شجار : نعم؟

سمعت صوت نامجون المهذب يقول باحترام : هل هذا منزل الآنسة جيني؟

والدتها اعتدلت ومسدت مئزر الطبخ الخاص بها قبل أن تسأل بشك : نعم هو.. وأنت تكون؟

ابتسم نامجون واحنى رأسه قليلاً باحترام : أنا كيم نامجون، محامٍ.. أنا هنا لتوصيل الآنسة جيني.. هل أنت شقيقتها؟

والدتها اعتدلت وقالت بنبرة أكثر نعومة : عذراً؟ اوه كلا.. أنا والدتها..

نامجون ابتسم ابتسامة ساحرة : لا يمكنني تصديق ذلك.. أعني أنت صغيرة جداً في السن لا يمكن أن تكوني أكبر من شقيقتها!

-- اوه يا عزيزي.. ليس عليك أن تجاملني بهذا الشكل..

رغم قولها ذلك كانت تستطيع سماع نبرة السعادة في صوت والدتها المقهقه.. قلبت جيني عينيها بينما انحنى نامجون مخرجاً بطاقته الشخصية: آه اعذريني انا لم اعرف عن نفسي بالكامل..أنا أحد الشركاء في سلسلة كيم وأعتقد أننا يمكننا استخدام موهبة ابنتك في تصاميمنا..

والدة جيني درست الرجل الوسيم الشاب ذو المظهر الوقور، بذلته الغالية وساعة يده الفضية وأخيراً حذاءه الجلدي قبل أن تنتقل عيناها إلى السيارة الفاخرة خلفه وللحظة بقيت صامتة قبل أن تأخذ نفساً عميقاً وتبتسم أكبر ابتسامة يمكنها رسمها : أوه سيد كيم..!! يمكنك بالطبع أن تأخذ ابنتنا.. رجاءاً..

ثم صرخت كأن جيني لم تكن معصورة خلف الباب : أيها الأب.. أيها الأب..

أطل والد جيني بتساؤل فقالت والدتها بسعادة : هذا السيد كيم وهو هنا لإيصال ابنتنا عديمة- أعني الجميلة الموهوبة إلى مقابلة العمل..

-- آه..

والد جيني قال وهو يدرس نامجون الذي انحنى بخفة : سعيد بمقابلتك سيدي..

-- بالطبع.. نعم.. أنت تعلم أن ابنتي تحصل على الكثير من عروض التوظيف لموهبتها لكننا لم نجد الرجل.. أعني العرض المناسب بعد.. أرجوا أن تقدم شركتكم عرضاً أفضل هذه المرة..

-- نعم - قال نامجون موافقاً - نحن مهتمون جداً بأعمال الآنسة ونجدها فريدة وخارجة عن المألوف ونتمنى أن نحصل عليها ضمن طاقمنا..

والدة جيني تمتمت من تحت أنفاسها بصوت خفيض : خارجة عن المألوف؟ انه يجد خربشاتها فريدة وخارجة عن المألوف؟ بالطبع..

جيني ظهرت من خلف والديها وشقت طريقها بينهما بابتسامة مزيفة : آه سيد كيم أنت قابلت والداي..

-- نعم ونحن نجده لطيفاً جداً لتكبده مشقة ايصالك ونمنحكما مباركتنا..!! إننا نبارك هذه الوظيفة بشدة.. وحتى في أمور أخرى أنتما تملكان مباركتنا الكاملة..

جيني قاطعت والدتها سريعاً بتوتر قبل أن تتمادى بكلامها ويفهم نامجون أنها تحاول تزويجهما حالاً : آه شكراً لك أمي..

-- أنا ادعمك تماماً..

والدتها قالت مجدداً، ابتسم نامجون واوماً لوالديها مودعاً: سنذهب الآن إذا..

-- نعم رجاءاً خذها..

والدتها ابتسمت وربتت على كتف ابنتها بلطف قبل أن تضغط قائلة بنبرة تهديد خفية مرعبة : من الأفضل أن لا تضيعي هذه الفرصة..

جيني رمقت والدتها بغيظ راغبة بضرب رأسها في الحائط قبل أن تقول وهي تمسك ذراع نامجون بعفوية وتسحبه نحو السيارة بسرعة : نعم نعم لنذهب قبل أن نتأخر الآن.. وداعاً لا تبقيا طويلاً في الخارج!

الوالدان راقبا ابنتهما وهي تسحب كيم نامجون بعيداً برضى قبل أن تسأل والدتها : ألا يبدو ذلك الشاب مثل ابني في القانون المستقبلي ؟

-- انه يبدو كذلك تماماً - ايدها زوجها- انه يعجبني..

هزت والدتها رأسها برضى وهي تغلق الباب : لقد فعلت تلك الفتاة شيئاً يجعلني فخورة بها أخيراً.. من الأفضل لها أن لا تدع هذا الرجل يفلت  من يدها وإلا فسوف اطردها من المنزل!

فقال زوجها وهو يميل رأسه بتأييد :مع ذلك قد تتسائلين ماذا يعجب رجل وسيم وغني في ابنتنا!

رمقته زوجته من الأعلى إلى الأسفل قبل أن تهز رأسها بخيبة : كما هو متوقع.. الرجال الوسيمون في مستوى آخر تماماً..

زوجها عقد حاجبيه ولوح بمغرفته بتهديد : ما معنى هذا الآن؟ توقفي عن التحدث بالهراء!

فركت جيني أذنها المخدرة والتي فقدت الاحساس بها بعد الشد الذي حصلت عليه من والدتها العزيزة، أذنها كانت تنبض مثل كتلة غريبة ساخنة على جانب رأسها بينما ينبض كتفها بالألم.. تمتمت من تحت أنفاسها بغيظ : آآآش تلك المرأة المخفية!! لا يمكنها ردع نفسها عن الأذى.. دائماً تستخدم يديها قبل عقلها!

نامجون ضحك بخفة وهو ينظر إلى الفتاة المستاءة.. كانت تبدو جميلة في زيها العملي مع أذن حمراء دموية .. يمكنه أن يحزر سببها لكنه قرر أن لا يذكر ذلك .. قال بشكل عادي : والداك يبدوان مثل أناس لطفاء..

ابتسمت جيني وقالت من بين أسنانها : انهم لطفاء جداً..

-- وأنت تشبهين والدتك تماما ً..

أرادت جيني أن تصرخ باعتراض لكنها أمسكت نفسها في آخر لحظة وهي غير متأكدة إذا كانت يجب أن تأخذ كلامه كمديح لكنها لم تنوي تركه يعرف أن والدتها كادت تقتلع أذنها وتركل مؤخرتها البائسة منذ دقائق فقالت: أوه شكراً لك.. سعيدة أنك تجدهما كذلك!

نظرت إلى ساعتها ثم إلى نامجون وابتسمت له : أنا شاكرة لتحدثك مع جين من أجلي..

-- لا تذكري ذلك.. - ضحك نامجون بخفة وغمز لها - لنعتبره رداً للجميل..

جيني ضحكت أيضاً : أعتقد أن صديقتك السابقة هي من صنعت لي معروفاً في النهاية!

توقفت أمام المبنى الضخم وحدقت بدهشة قبل أن تلتف إلى نامجون بتساؤل : بجدية؟ هل كان مكتب سيوك جين هنا؟

نامجون نظر إليها ببراءة: ألم أخبرك بذلك؟

عقدت حاجبيها : كلا لم تفعل! أعني كنت سأصل بسهولة.. لم يكن هنالك داعٍ لتوصلني!

وتذكرت كلام والديها أمامه ورغبت في صفع نفسها.. لقد تعرضت للإحراج دون سبب حقيقي.. رمقته بطرف عينها، لم يبدُ عليه أي شعور بالحرج ، قالت عابثة: إذا أردت قضاء الوقت معي كان عليك قول ذلك فحسب..!

نامجون قال ببساطة : حقاً؟ ربما سأفعل في المرة القادمة!

-- أشعر بالتوتر..

قالت فجأة ونظرت إلى نامجون وهما يسيران معاً إلى الداخل : أنا لم أحظى بفرصة عمل حقيقية من قبل.. لا أحد أخذني بجدية من قبل..

نامجون عدل نظارته وابتسم لها: أعتقد أن شخصيتك هي السبب في ذلك..!

-- معذرة؟

جيني قالت بغضب : هل تسخر مني؟

لكن نامجون لم يجبها هو فقط ابتسم وأشار إلى المصعد..

لم تعتقد أن سيوك جين سيعجب برسوماتها حقاً.. الدهشة على وجهه عندما أخذ يقلب الصفحات التي خطت عليها تقلبات مشاعرها في كل مرة شعرت فيها بالضيق الغضب الفرح السعادة الهائلة أو الحزن المحبط كل ذلك كان مهماً لها..وأن تشاهد ملامح الإعجاب من شخص كسيوك جين كان كفيلاً بجعل قلبها يكاد ينفجر..

جين ضحك وهو ينظر إليها أخيراً : واو! هذه رائعة حقاً.. من كان يعتقد أنه كان لدينا شخص موهوب مثلك تحت أنوفنا تماماً دون أن نعرف ذلك..!

لم يتوقع أن يرى دموعاً في عينيها : أوه آنسة جيني.. ما هذا الآن؟ ظننتك ستكونين سعيدة بالعمل معنا!

ضحكت جيني وهو يناولها منديلاً وجففت عينيها : بالطبع أنا سعيدة! إنني لا أكاد أصدق.. حتى في أكثر أحلامي جموحاً لم أرى نفسي أعمل مع سيوك جين بشحمه ولحمه.. أنت أسطورة بالنسبة الي!

جين سعل وعدل جلسته واضعاً إحدى ساقيه فوق الأخرى ملوحاً بيده بتكبر : نعم استمري في هذا المديح.. لقد بدأت تعجبينني..

ثم عاد إلى وضعه الطبيعي وقال بحماس : سأوفر لك الجو الذي تحتاجينه.. وأنت يجب أن تعطيني المزيد من هذه..

أشار إلى مغلف الرسومات متابعاً : قريباً سوف نبدأ في إعداد تشكيلة الربيع.. يجب أن نخرج بشيء مميز جداً.. نحن بحاجة إلى الثقة، القوة في التعبير والابداع!!

الحماس جعل جسد جيني يرغب بالقيام برقصة وحده لكنها سيطرت على نفسها، سعلت وقالت بتهذيب : سيد سيوك جين أنا حقاً ممتنة جداً لهذه الفرصة.. وكذلك ممتنة جداً لسماحك لنا بارتداء تصاميمك في حفلة رأس السنة.. ذلك كان شرفاً عظيماً وقد عنى لي الكثير..

ابتسم جين لها وقال بجدية : أنا لا أحب أن يناديني أي شخص بسيوك جين.. يمكنك الاكتفاء بجين فقط..

وضعت جيني يدها على فمها وقالت بتأثر : أنت رائع جداً..

هز جين رأسه موافقاً : هذا صحيح..

ثم رمقها بنوع من الخبث : مع ذلك.. إنها المرة الأولى التي يرشح نامجون شخصاً للعمل .. أنا مندهش بعض الشيء..

جيني قالت بعيون لامعة وخداها يحمران دون شعور : نعم أليس كذلك؟ أنا ممتنة له جداً.. أعني أنه السبب في تحقق حلم كهذا..

جين ابتسم على تعابيرها، ربت على يدها وأوشك على الحديث عندما طرق الباب فقال عوضاً عن ذلك : تفضل!


🌸🌸🌸🌸🌸🌸


سي يونغ شعرت بقلبها يقع إلى قدميها وهي تقف بباب مكتب جين وتبتلع المشهد أمامها.. على الكنبة الدائرية جين كان يجلس وهو يرفع إحدى ذراعيه على ظهر الكرسي ويقابل الفتاة الجالسة إلى جانبه تماماً بينما مجموعة من الأوراق تناثرت أمامهما والابتسامة مرسومة على وجوه كليهما.. بالأخص الفتاة.. وجهها كان محمراً بشكل مميز، يد جين فوق يدها وبدا كأن شيئاً ما كان يجري قبل دخولها بالضبط..!!الفتاة سعلت وأعادت خصلة من شعرها خلف أذنها ساحبة يدها بعيداً.. استطاعت سي يونغ التعرف عليها.. إنها الفتاة التي كانت مع جين وماي في حفلة رأس السنة.. الأسوء كان التعبير الذي ارتسم على وجه جين لرؤيتها.. ابتسامته وقعت وبدأ غير مرتاح وهو يقول باستغراب : سي يونغ..؟

سي يونغ ابتسمت ابتسامة مرتجفة وهي تحاول السيطرة على المشاعر السلبية المتفجرة في داخلها، شعرت بغصة في حلقها ورفرفت بعينها عدة مرات كي تمنع الدموع من التشكل في مآقيها..ما الذي يحدث هنا؟ ما الذي يفعله هذان الاثنان؟

قالت بصوت مخنوق : هل يمكنني الدخول؟

جين وقف من مكانه وأشار لها بهدوء : بالطبع..

وجهه كان لا يزال متأذياً.. كان هناك جرح فوق أنفه وظل بنفسجي حول عينه بالإضافة لشق صغير في جانب شفته المتورمة.. شعرت بقلبها يؤلمها وهي تجلس ببطء وتنظر إلى الفتاة الأخرى قائلة بتردد : هل.. قاطعت شيئاً ما؟

جيني أجابت بضيق وهي لا تشعر برغبة في التعامل مع شقيقة تايهيونغ الحقيرة في هذه اللحظة بالذات وهي تحقق حلم حياتها : نعم..

الفتاة لم تكن معجبةً بها..ذلك كان واضحاً منذ يوم الحفلة.. وهي ذاتها لم تكن لطيفة جداً معها أيضاً.. لكنها لم تتوقع أن تراها هنا.. كانت تشعر بالإنهاك بالفعل بعد ما فعلته ايلينا منذ قليل.. وصلت أن تستطيع السيطرة على نفسها ولا تنفجر بالبكاء وهي ترى جين يطلب إعداد القهوة ويعود ليقدم فنجاناً للفتاة وهو يبتسم ابتسامة حلوة تكاد تموت حتى تراها موجهة إليها!

التفت إليها بتساؤل، فتحت فمها ولم تجد شيئاً لتقوله.. كيف تشرح له أنها اشتاقت لرؤيته دون أن تعترف بحبها بعد ذلك فوراً؟

قال ببرود واختصار كأنه لا يرغب في وجودها : نحن نعمل..

عضت سي يونغ شفتها السفلى كي تمنعها من الارتجاف وقالت بصوت منخفض : أنا آسفة..

-- هل أنت بخير؟

ظهر الاستغراب على جين بوضوح من ردها الهادئ فابتسمت ابتسامة أخرى عديمة الشكل : نعم..

جين نظر إلى فنجان القهوة الآخر في يده، كان يعلم أنها لا تشرب القهوة ورأته يتجه إلى الباب ويطلب لها كأساً من عصير الليمون.. إنه لا يزال يتذكر إذاً.. عندما ناولها الكأس أيديهم تلامست بخفة ورأته يبعد يده بسرعة.. مع أنه كان مرتاحاً جداً في إمساك يد الفتاة الأخرى وتقديم القهوة لها..!

قلبها كان ينعصر.. كانت تشعر بنفوره منها.. أنه لم يكن يحب وجودها هنا.. ورغبت أن تغادر وتختفي عن ناظريه لكنها لم تعلم كيف تفعل ذلك دون أن تبدو مثل طفلة باكية..

أغمضت عينيها ورفعت الكأس إلى شفتيها لتشرب مانعة نفسها من النظر إلى قرب هذين الاثنين من بعضهما..

الفتاة كانت تقول لجين بسعادة : ماي لن تصدق أنني أعمل هنا الآن.. هذه ستكون مفاجأة كبيرة لها..

ماي.. نعم هذه الفتاة كانت صديقة ماي.. لكنها نسيت اسمها.. ستعمل هنا؟ مع جين؟ الرعب بدأ يتسلل إلى صدرها .. ماذا لو أن جين قرر أنه معجب بها؟ لقد رأتها ترمقه بنظرات الإعجاب طوال وجودها هنا.. ماذا لو؟

قالت بكراهية : تلك الماي لا تفشل في ترك لمساتها في كل مكان.. هل ساعدتك في الحصول على هذا العمل؟

الاحتقار كان ما تشعر به.. أن تأخذ ماي تايهيونغ كان شيئاً، وأن تدفع بصديقتها نحو جين فهذا كان شيئاً آخر..!!

جسد جيني اشتد بدفاعية وقالت رافعة حاجبيها بتهديد : هل هنالك مشكلة لو أنها فعلت؟

سي يونغ كزت على أسنانها : بالطبع.. إنها جيدة في استغلال الفرص!

جيني أوشكت على الرد عندما جين قال وهو يبدو سعيداً لسماع اسم ماي : آه ماي.. كيف حالها؟ ألا تعلم؟

الفتاة بدت مستاءة : لقد اختفت فجأة.. هي و تايهيونغ منذ بضعة أيام.. ولا أحد يعلم إلى أين..!

-- حقاً - جين قال بتفكير - هذا نادر.. ما سبب الاختفاء المفاجئ يا ترى؟

سي يونغ قالت دون تفكير بنبرة ساخرة : هذا كان مخططاً له بالطبع..

جيني رمقتها بنظرة حادة : ما معنى هذا الآن؟!

سي يونغ أجابت دون اهتمام: لقد رأت أن ايلينا اوني تملك فرصة في استعادة اوبا الآن وقد أصبحت عزباء مجدداً وهي تبقى معه في نفس المنزل بالطبع..ماذا سيكون غير ذلك؟ كما أن اوبا لم يفقد مشاعره تجاهها أبداً لذلك تلك الماي كان عليها استحداث شيء ما!!

جيني كانت تزداد غاضباً مع مرور الثواني، قالت بغيظ : ماي لن تفعل هذا أبداً.. إنها لا تهتم بايلينا او بغيرها..

ضحكت سي يونغ بمرارة : أوه حقاً؟ لقد ادعت أنها رأت شخصاً ما يتسلل إلى غرفتها.. لكن المضحك أنه شخص بعيون حمراء لامعة.. الجميع وجد هذا مضحكاً حتى اختفت هي وتاي اوبا فجأة..!! أي نوع من الكذبات كان ذلك؟ لو كانت حقاً رأت شيئاً فذلك سيكون كابوساً من صنع مخيلتها الخصبة.. أعني ماذا سيفعل لها تاي أوبا؟ يحرس أحلامها؟ وانظر إليها الآن!! لقد حصلت على رحلة خاصة وحدهما من أجل ذلك وأبعدته عن ايلينا..! لا أعلم كيف أقنعته بالذهاب بعيداً حتى!

جيني قاطتعها بغضب كأنها ستنقض عليها : دعيني أقول هذا أولاً قبل أي شيء آخر.. ماي لا تكذب أبداً!

سي يونغ عقدت حاجبيها وهي ترغب في هز الفتاة حتى تضع في رأسها بعض المنطق.. قالت بكراهية : عيون حمراء؟ هل أنت جدية؟ هذا بالتأكيد كان حلماً! هذا لو أنها رأت شيئاً حقاً..

لكن جيني لم تستمع.. قالت مجدداً من بين أسنانها : ماي لا تكذب أبداً!

تذكرت سي يونغ كلام ايلينا حول ماي وقالت بتلقائية : حسناً إنها ليست المرة الأولى لها!

جيني وقفت من مكانها بسرعة وقد طفح بها الكيل لكنها لم تحصل على فرصة للكلام لأن جين قال فجأة بصوت مرتفع بارد جعل سي يونغ تنكمش في مقعدها : كفى!

سي يونغ فتحت فمها وأغلقته ثم فتحته مجدداً لتقول : ولكن اوبا.. هي..

قاطعها جين بنظرة مرعبة أرسلت رعشة في جسدها : سي يونغ! لقد اكتفيت منك.. إذا كانت زيارتك قد انتهت.. فرجاءاً.. نحن لدينا عمل!!

سي يونغ شعرت كأن شخصاً داس على قلبها ثم استمر بفعل ذلك مراراً وتكراراً وفي كل مرة كانت تخنق شهقة تحاول الإفلات من صدرها..وجهها شحب وشعرت بالحرارة تنسحب من تحت جلدها.. لم تفهم لماذا جين كان غاضباً إلى هذا الحد؟جين لم يتصرف معها أبداً بهذه الطريقة مهما ارتكبت من أخطاء.. النظرة في عينيه كانت أولى لها...المرة الأولى التي ينظر إليها بهذا الشكل.. ثم يطردها من مكتبه..!!

جسدها ارتعش ووقفت ببطء بساقين مرتجفتين.. ساقاها هددتا بخذلانها لكنها حاولت التماسك.. وضعت الكأس وابتسمت ابتسامة صفراء.. قبل أن تنظر إلى الأرض قائلة بصوت متقطع : أ.. أن.. أنا آسفة على.. على مقاطعة.. عملكما..

ثم نظرت إلى الإثنين وسألت بصوت منخفض : هل.. هل.. ربما.. هنالك.. شيء.. بينكما؟

جيني المغتاظة فتحت فمها لتجيب لكن يد جين التي التفت حول خصرها أوقفتها، رأتها ترفع وجهها لتنظر إلى جين الذي ابتسم لها بلطف قبل أن يعيد نظره إلى سي يونغ.. بنفس الملامح الميتة والنظرة القاسية قال بهدوء : ماذا لو كان الأمر كذلك؟ هل تريدين أن تتمني لنا السعادة؟

الغصة في حلقها خنقتها، حاولت ابتلاع ريقها لكن ذلك كان مؤلماً جداً فهزت رأسها بخفة ورمته بنظرة ضائعة مثل حيوان صغير جريح قبل أن تستدير لتخرج وهي تهمس : أنا آسفة..!!

حالما أغلقت الباب خلفها جيني نظرت إلى جين وقالت بصوت منخفض : هذا كان قاسياً قليلاً..

ابعد جين يده عنها وألقى بنفسه على المقعد قائلاً بوجه خالٍ من التعابير : ربما.. لكنه ضروري.. آسف لإدخالك في هذا..

رمقها بنظرة اعتذار فهزت جيني رأسها : لا أعلم إذا كان هذا جيداً.. أنا لست مستاءة منك.. لكن تلك الفتاة.. لا أعلم من أين جاءت بكل ذلك الكلام!!

جين ابتسم وحاول تلطيف الجو : حسناً أنا أشجع ماي على ما فعلته لو أنها فعلت ذلك حقاً.. أنهما يستحقان بعض الوقت لوحدهما..

جيني رمقته بقلق : الأمر ليس كذلك.. نامجون أخبرني أن ماي قد تكون في خطر.. ليس هنالك فرصة أن تفعل ماي شيئاً كهذا كي تختلي بتايهيونغ! علاقتهما ليست حقيقية حتى!!

اتسعت عينا جين : ماذا؟؟!!

جيني نظرت اليه وغطت فمها بيدها برعب: ألم تكن تعلم؟

جين سيطر على ملامحه بسرعة وهو يبتسم شبه ابتسامة : كلا بالطبع.. بالطبع أعلم! أنا متفاجئ من كون ماي في خطر..

عضت جيني لسانها وهي تهز رأسها: لا أعلم.. لقد قال نامجون شيئاً كهذا وهو يجعلني أشعر بالقلق طوال الوقت.. على الأخص وانا غير قادرة على الاتصال بها حتى.. ماي لا تستحق كل هذا!

كرر جين خلفها كالآلي : نامجون قال ذلك..

جيني تابعت : لذلك.. كما ترى.. لا يمكن لكلام هذه الفتاة أن يكون حقيقياً.. وضع ماي هو شيء مختلف تماماً!

وهي تفكر بذلك جيني ندمت على شعورها بالشفقة تجاه شقيقة تايهيونغ التي تحدثت مثل عا**ة صغيرة عن صديقتها المقربة.. لكنها لم تستطع منع نفسها..!!


🌸🌸🌸🌸🌸🌸


سي يونغ بالكاد كانت قادرة على فتح عينيها.. لم تستطع أن تخطو خطوتين خارج المكتب حتى انفجرت دموعها فركضت إلى حمام السيدات قبل أن يراها أي شخص .. حاولت التوقف عن البكاء.. حاولت لكنها لم تستطع. كانت تشعر بقلبها ممزقاً.. الألم في صدرها غير محتمل ولم تعلم كيف يمكنها أن تجعله يهدأ.. سمعت صوت شخص يدخل إلى الحمام بعدها فأسرعت واختبأت داخل واحدة من الكبينات وأغلقت الباب على نفسها تاركة دموعها لتسيل علها تهدأ قليلاً لكن ذلك كان بلا فائدة..لم تعلم كم من الوقت بقيت في مكانها تضم يديها على وجهها وتبكي.. راحتاها المبللتان انزلقتا ونظرت إلى هاتفها.. إنها هنا منذ نصف ساعة..!! شعرت بالصداع يضرب رأسها.. ولم تزل غير قادرة على التوقف..أولاً ايلينا عاملتها بذلك الشكل والآن جين.. جين لم يعد يريدها..!! هو لم يردها أبداً في المقام الأول.. الآن هي حتى خسرت القليل الذي كان يحمله من الود تجاهها حتى كشقيقة صغرى.. كان ينظر إليها بضيق واشمئزاز كأنه لا يحتمل وجودها أو النظر في وجهها.. لقد صرخ بها وطلب منها الخروج من مكتبه أمام فتاة غريبة.. لقد أخبرها ببساطة أنه في علاقة مع امرأة أخرى كأنها لا تملك حتى الحق في السؤال..!!

وقفت وهي تشعر بأن الطاقة سحبت من جسدها وخشيت أن تقع أرضاً فاستندت على الجدار بكلتا يديها حتى استطاعت فتح الباب والخروج.. عيناها متورمتين، زينتها فسدت لتلطخ وجهها وأكمام ثوبها.. حاولت غسل وجهها بالماء البارد وهي بالكاد ترى أمامها.. عندما مدت يدها لتجد المناديل وتجفف وجهها اكتشفت أن المناديل نفذت لكن صوتاً خلفها أجفلها : لقد خرجتِ أخيراً.. خذي..

جيني لم تتوقع رؤية شقيقة تايهيونغ هنا.. بعدما قررت أن لا تشفق عليها وجدت الفتاة تبكي في الحمام.. في البداية شعرت بالقلق عندما دخلت وشخص ماي أسرع بإغلاق إحدى الكبينات ثم صوت نحيب متألم خافت جداً ملأ الاستراحة الفارغة.. جيني لم تحب هذا.. الاستماع إلى فتاة أخرى تبكي.. ولسبب ما شعرت بالشك أن هذه قد تكون سي يونغ تلك ذاتها.. لسبب ما النظرة التي رأتها على وجه سي يونغ عندما طردها جين للتو كانت مقلقة.. جيني شعرت أنها شاركت في تحطيم قلب شخص ما.. تحطيمه حقاً.. وهي لم تكن تحب هذا.. إنها تجد أن هذه الفتاة تستحق العقاب.. لكنها في الوقت ذاته لك تشعر بالارتياح لملامحها.. كأن القناع من الثقة واللؤم الذي كانت تضعه وقع وانكشف وجه خائف مكسور خلفه..!! وهي لم تحب شعورها بالشفقة على واحدة من أعدائها!

لكن الآن وبعد أن رأت وجه الفتاة حال خروجها تأكدت من ذلك.. هذه الفتاة تم كسر قلبها للتو.. وهي لم تستطع أن تتركها.. بدت مثل شخص ضرب بواسطة شاحنة للتو.. ملامحها كانت ممسوحة ومتورمة من آثار البكاء الحارق الذي أغرقت نفسها به!

سي يونغ نظرت إلى جيني التي وضعت رزمة من المناديل في يدها وهي تبدو غير مرتاحة، شعرت بالإذلال لمظهرها أمام الفتاة الأخرى.. كان واضحاً أنها بكت عينيها.. لكن الفتاة لم تهزأ منها وهذا كان مفاجئاً.. تناولت المناديل بينما الفتاة تنهدت : كنت قد بدأت أقلق.. أنت هناك منذ وقت طويل.. خشيت أن شيئاً قد حدث لكِ!!

صوت سي يونغ بالكاد خرج من حنجرتها وهي تشد بقبضتيها على حافة المغسلة : ما.. ماذا تريدين؟

-- أدعى جيني.. - الفتاة قالت بنفاذ صبر - أنا لا أشعر بالراحة حول هذا.. رغم أنك تحدثت بذلك الشكل عن ماي وتستحقين العقاب لكن هذا فقط..

جيني صمتت للحظة قبل أن تتابع : لذلك أردت اخبارك.. أنا وجين..

سي يونغ لم تحتمل سماع ذلك مجدداً، شعرت بأنها ستتقيأ لو بقيت واقفة، غطت فمها وركضت خارجة من الحمام بسرعة وهي تسمع جيني تصرخ في أثرها : هاي.. هاي أنتِ.. انتظري!!

سي يونغ لم تتوقف حتى خرجت من المبنى.. لم تهتم بمن اصطدمت أو من رآها تركض كالمجنونة بوجه كهذا.. لم تهتم.. كان عليها المغادرة فقط قبل أن تختنق..!!

نظرت حولها بضياع تبحث عن سائقها.. إنها لا تعلم أين ركن السيارة.. وكذلك لا تملك هاتفها.. وقفت بعجز حتى لمحت سيارة ظنت أنها سيارتها فرفعت يدها لتلوح للسائق عله يراها لكن قبضة قوية على رسغها أوقفتها.. التفتت لتجد نفسها وجهاً لوجه مع سبب عذابها.. كان يلهث بخفة كأنه ركض مسافة طويلة.. قلبها خانها وأخذ يخفق مجدداً لقربه.. جين كان ينظر في عينيها.. للمرة الأولى منذ زمن كان قريباً منها بهذا الشكل.. ملامحه كانت غير مقروءة ورغبت في تغطية وجهها والاختفاء بعيداً عنه.. انه يستطيع رؤية كم تأثرت بكلامه الآن.. إنه يستطيع رؤية كم آلمها.. إنه يستطيع رؤية كم هي غارقة في مشاعرها تجاهه.. ضمت شفتيها معاً كي لا تبدأ البكاء بصوت مرتفع وحاولت سحب يدها منه لكنه أمسك بيدها الأخرى وناولها حقيبتها قائلاً بهدوء : لقد نسيت حقيبتك وهاتفك..

نظرت إلى يديه وتذكرت ملامحه عندما تلامست ايديهم سابقاً وتحطم قلبها مجدداً تراجعت عن قبضته وهي تهز رأسها : كلا..

جين بدا متردداً : سي يونغ..

صوت بوق سيارة ارتفع خلفها ورأت سائقها يتوقف قريباً.. لم تنتظر لينزل ويفتح لها الباب.. نظرت إلى جين بنظرة مكسورة : أنا آسفة..

ثم دخلت السيارة بسرعة واختفت عن ناظريه!

جين وقف في مكانه يحدق إلى الأرض للحظة، أخذ نفساً عميقاً قبل أن يركل حاوية مهملات حديدية أمامه وهو يلعن من بين أنفاسه!


🌸

Enjoy💕

بليز لايك +شير+كومنتات لطيفة مثلكم 😍
البارت عاطفي ومليان أحزان تقريباً بس الوقت حان للتغيير 🤣🤣
محتاجة رأيكم باللي تشوفوه؟؟ حكمكم على شخصية سي يونغ؟ رأأأأيكم بتطور الشخصيااات؟ طبعاً التطور لسا ما صار بس هاي بداية 🐣
كيف أهل جيني معاكم؟ 🤣 واضح من وين جايبة شخصيتهااا!!
بارت خالي من ماي وتاي اعلم 🤣لذلك فسوف يكون هنالك بارت آخر غداً بإذن الله عشان عارفة ماتقدرو تعيشو بدونهم 🤭
بس ورجوني تفاعل وشجعوني 🐣

Ps. للمتابعين الجدد والقديمين وكل الي يتفاعلو معي ويسعدوني : أأأحببكممم 😍😍♥️

Continue Reading

You'll Also Like

2.9M 149K 40
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...
1.8M 37.8K 66
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
280K 3.6K 25
وصمت بالعار دون ادني ذنب ليتزوجها غصبا منعا للتار ليسبها الف مره لتقف له وتخلع قلبه ليكتشف برائتها ليهوي صريعا لها ولكن هل ستتقبل ذلك العشق الذي انغر...
436K 21.7K 19
الأموال التي انبهرتِ بها يا خالتي بالنسبة لي عتمة أخاف ان اخطو خطوة واحدة داخلها هل تريدين التخلي عني اذا لماذا قمتِ بتربيتي لماذا لمَ تتركيني في ملج...