🌸رجل من حجر🌸

By xxlatifa9

491K 37K 26.6K

🌸 عندما تتقاطع طرقنا مع أشخاص لم نقابلهم من قبل، يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.. عالم مكسو بلون وردي من الخا... More

🌸مقدمة🌸
🌸الحلقة الأولى 🌸
🌸الحلقة الثانية🌸
🌸الحلقة الثالثة🌸
🌸الحلقة الرابعة🌸
🌸الحلقة الخامسة🌸
🌸الحلقة السادسة🌸
🌸الحلقة السابعة🌸
🌸الحلقة الثامنة🌸
🌸الحلقة التاسعة🌸
🌸الحلقة العاشرة🌸
🌸الحلقة الحادية عشر🌸
🌸الحلقة الثانية عشر🌸
🌸الحلقة الثالثة عشر🌸
🌸الحلقة الرابعة عشر🌸
🌸الحلقة السادسة عشر 🌸
🌸الحلقة السابعة عشر🌸
🌸الحلقة الثامنة عشر🌸
🌸الحلقة التاسعة عشر🌸
🌸الحلقة العشرون🌸
🌸الحلقة الواحدة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثانية والعشرون🌸
🌸الحلقة الثالثة والعشرون🌸
🌸الحلقة الرابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الخامسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السادسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثامنة والعشرون🌸
🌸الحلقة التاسعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثلاثون🌸
🌸الحلقة الواحدة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸
❤️
🌸الحلقة الثالثة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الرابعة والثلاثون🌸
🌸 الحلقة الخامسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السادسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السابعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثامنة والثلاثون🌸
Note 1
🌸الحلقة التاسعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الأربعون🌸
🌸الحلقة الواحدة والأربعون🌸
🌸الحلقة الثانية والأربعون🌸
🌸الحلقة الثالثة والأربعون 🌸
🌸الحلقة الرابعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخامسة والأربعون 🌸
🌸الحلقة السادسة والأربعون🌸
🌸الحلقة السابعة والأربعون 🌸
🌸 الحلقة الثامنة والأربعون 🌸
🌸الحلقة التاسعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخمسون🌸
🌸الحلقة الواحدة والخمسون🌸

🌸الحلقة الخامسة عشر🌸

8K 652 368
By xxlatifa9

لا تنسو النجمة 🌟

🌸

حاولت الإفلات من الذراعين القويتين الملتفتان حول معدتها تمنعانها من التحرك وهي تجاهد مادة ذراعيها إلى الأمام وثوبها يضايق حركتها.. عيناها تنظران إلى كيم تايهيونغ وهو يحمل ماي الغائبة عن الوعي بين ذراعيه متجها إلى سيارة الليموزين دون أن يلقي بنظرة واحدة تجاهها.. شعرت بأن جنونها قد جن عندما عادت إلى استراحة السيدات لتتفقد ماي التي تأخرت كثيرا لكن ما رأته هناك كان صدمة.. ماي كانت غائبة عن الوعي، وجهها مبلل بالدموع وثوبها ممزق من الأعلى بينما ظهر جلدها محمرا في عدة مناطق وشعرها مبعثر!!

شهقت برعب وهي تركض ناحيتها، كيم تايهيونغ كان هناك.. يمسك برجل شبه ميت يسدد إليه اللكمات وقد حوله إلى كتلة من الدماء بينما تقف ايلينا إلى جانبه مذعورة.. عقلها حلل الموقف بسرعة واستنتجت انا كل هذا له علاقة بايلينا..

انحنت إلى جانب ماي تتفقدها فوجدتها تتنفس بصعوبة كأنها تختنق.. صفعت خدها بخفة : ماي.. ماي.. ماي..

في اللحظة ذاتها كيم نامجون ظهر من العدم وأسرع إلى صديقه يرفعه بعيدا عن الرجل.. تايهيونغ كان يلهث مثل حيوان متوحش وهو يدير نظره باتجاهها.. دفع نامجون بعيدا عنه وانحنى قرب ماي.. رفع رأسها على ذراعه وتأمل وجهها للحظات، عيناه اظلمتا ثم حملها ببساطة والتفت إلى نامجون يقول بصوت خشن : الباب الخلفي..

هز نامجون رأسه وأخرج هاتفه بسرعة يتحدث إلى السائق بينما لحقت هي بتايهيونغ قائلة بغضب : إلى أين تأخذها؟ وما الذي حدث بالضبط؟ اريد تفسيرا حالا!

تجاهلها تايهيونغ ونظره مركز على الفتاة بين ذراعيه وهو يكمل طريقه إلى الخارج، مجددا لحقت به ووقفت أمامه قائلة بعصبية : أنني اتحدث إليك!! لن اسمح لك بأخذها.. ما الذي فعلتموه لها؟! سوف اتجه إلى الشرطة..

تجاهلها تايهيونغ مجددا وتجاوزها فاستدارت وضربت كتفه بغيظ.. توقف في مكانه وضربته مرة أخرى : ما الذي فعلتموه لها؟

-- اهدئي يا آنسة..

صوت نامجون خرج من خلفها فصرخت به : لماذا يجب أن اهدأ؟ أن صديقتي المقربة غائبة عن الوعي وهي تبدو كأنها تعرضت ل.. ل..

-- سوف آخذها..

قال تايهيونغ لنامجون ببرود وهز الأخير رأسه موافقا، جنت جيني وهي تراقب ما يفعله الاثنان عيناها ضيقتان وجهها محمر من الغضب : ماذا تظن نفسك؟ لماذا قد اترك صديقتي معك؟!

كانت على وشك الانقضاض على تايهيونغ عندما امسك نامجون بخصرها وسحبها بعيدا قائلا بصوته الهادئ : اهدئي يا آنسة انها بأمان معه..

-- ما الذي تقصده بأنها بأمان معه؟ انا استطيع رؤية كم هي آمنة!! نصف ثيابها ممزقة..

عصبيتها كانت قد تجاوزت الحد وهو يطلب منها أن تهدأ مرة بعد مرة بتلك النبرة اللعينة.. راقبت بعيون متسعة الليموزين وهي تتحرك بعيدا بينما لا تزال ذراعا نامجون تثبتانها وبكل ما أوتيت من قوة غرزت كعب حذائها في قدمه لتحصل على صرخة بدت كالموسيقى لأذنيها وهي تبتعد عن قبضته مستمتعة بصوت تأوهاته.. نعم انه لم يكن على وشك التحكم بها ومنعها عن البقاء مع ماي.. سارت باتجاه الليموزين التي كانت تمشي ببطء بانتظار انفتاح البوابة وأخذت تطرق النافذة بقوة عندما مجددا شعرت بذراعين تحملانها، انفتحت البوابة وخرجت الليموزين وهي تصرخ محاولة الإفلات الا ان نامجون لم يسمح لها بذلك فقد استدار فورا حيث سيارة أخرى مع باب مفتوح رماها بداخلها وأغلق الباب جيدا.. زفرت لاعنة وهي تحاول فتح الباب عندما أنفتح باب السائق ودخل نامجون ليجلس إلى جانبها..

صرخت وهي تحرك قبضة الباب بشكل جنوني : افتح الباب.. انزلي حالا..

امسك بعجلة القيادة بشدة وأخذ نفسا عميقا حادا قبل أن يعدل ربطة عنقه ويلتفت إليها بابتسامة متكلفة : لا بأس يا آنسة.. سوف آخذك إلى المكان الذي تشائين فقط توقفي عن صنع مشهد..

هدأت قليلا والتفتت إليه قائلة بنبرة آمرة : خذني إلى صديقتي حالا!

اشتدت ابتسامته المصطنعة وبدا بوضوح انها تؤلم وجهه : بالطبع..

-- بسرعة..

قالت وهي تلوح بيدها باتجاهه آمرة قبل أن تعقد ذراعيها أمام صدرها لتنظر أمامها وقدمها تطرق الأرض دون صبر!

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

-- ماذا تظن نفسك؟ لماذا قد اترك صديقتي معك ؟

التقطت اذنيها صوت جيني ينطق بهذه الكلمات وتأوهت راغبة في فتح عينيها قبل أن يعود الصمت مجددا وهي تشعر بجسدها يطفو.. ثم برودة تغلف خدها.. رأسها كان مستندا إلى شيء صلب وشعرت بالألم في مؤخرة رأسها.. ماذا يحدث؟

آه لقد غابت عن الوعي.. بعد ما حاول ذلك الرجل-دونغ إيل فعله.. قلبها آلمها.. لم تستطع القتال كما وعدت نفسها.. لقد وعدت نفسها مرارا وتكرارا انها اذا تعرضت لموقف مثل هذا مجددا فسوف تتصرف بقوة.. سوف تكون قوية ولن تخشى شيئا.. سوف تضرب المعتدي بين ساقيه بالإضافة لأماكن أخرى وتحطم رجولته، سوف تجعله عبرة لمن يعتبر لمحاولته فعل ما يشاء مع أي شخص رغما عنه، فقط لاشباع رغباته الحيوانية أو مهما كان.. لكنها لم تفعل.. هي فقط تجمدت بعجز وانكمشت روحها خوفا لادراكها أن المعتدي يفوقها قوة.. لم يكن يجب لهذا أن يحدث.. لم يكن يجب أن تسمح له أن يحدث.. لا يجب أن يتم إجبار اي شخص على فعل أي شيء رغما عنه، وبالتأكيد لا يجب أن يتم العبث بجسد شخص آخر دون رغبته الكاملة وموافقته.

الشعور بالضعف وقلة الحيلة حول نفسك.. فعل أشياء رغم ارادتك.. تحكم الآخرين بك.. أشياء تقتل روحك ببطئ.. العجز.. العجز..

الأذى الذي شعرت به كان نفسيا أكثر بكثير من كونه جسديا.. عجزها عن الدفاع عن نفسها، عن حماية ذاتها هذه المرة أيضا.. كان شيئا يفوق احتمالها!!

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

-- لماذا نحن هنا مجددا؟

قالت جيني ذلك بغضب وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وسحابات بخارية تتكون أمام فمها في كل مرة تطلق فيها زفزة نافذة الصبر.. لسبب ما هي كانت تقف على حافة شارع جانبي أمام بائع مع عربة يبيع حلوى الخطمى والفطائر الرطبة الدافئة.. كيم نامجون ابتسم لها بهدوء وهو يلتفت إلى البائع العجوز : لنأكل بالطبع! ان هذا هو المكان الأفضل لشراء الفطائر الرطبة في مثل هذا الوقت..

رمقته كأنه فقد صوابه : هل جننت؟ من قال أنني أريد أن آكل؟ خذني إلى صديقتي حالا!!

-- انا اريد ان آكل..

قال نامجون بلا مبالاة ثم وجه حديثه إلى البائع : سيدي هل يمكنني الحصول على خمسة فطائر واثنين من الحلوى.. آه وهل هذه أسياخ اللحم المشوي؟

رمقته جيني بصدمة : هاي انت!!! هل تمازحني؟

أشار لها نامجون أن تصمت وهو ينتظر طلبه فزفرت بغضب : آه حسنا!

تركته واقفا في مكانه دون اهتمام واتجهت إلى السيارة وفي نيتها ام تأخذها وتذهب لكنها وجدت الباب مقفلا وهي لا تملك المفتاح.. زفرت بغيظ وركلت السيارة عدة مرات مطلقة سيلا من الشتائم بينما نامجون مشغول بفطائره دون أن يلتفت إليها.. ضربت الأرض بقدمها وعادت ادراجها ناحيته وفي نيتها قتله عندما سمعت البائع يقول مواسيا : السيدة لا تبدو في مزاج جيد هه؟

هز نامجون رأسه دون اهتمام وهو يأكل : انها مستاءة..

-- يجب عليك مراضاتها.. زوجتي اعتادت على تحويل يومي إلى جحيم إذا لم تسر الأمور كما تشاء.. آه النساء.. لا يجب عليك تجاهل زوجتك هكذا..

اتسعت عينا جيني وتوقفت في مكانها : من قال أنني زوجته؟

نظر البائع إلى نامجون : انظر الآن انها تنوي الحصول على الطلاق.

-- لا تقلق - قال نامجون بفم ممتلئ بالطعام - لا يمكنها التخلي عني.. أنها تحب نقودي..

حدقت إليه جيني كأنه فقد عقله وسحبته من ياقته بعيدا قليلا عن الرجل : انت!

صاح البائع في اثرهما : ها أنت ذا سوف يتم ضربك.

توقفا تحت شجرة مزينة بسلاسل من المصابيح البيضاء الصغيرة تخفيهما قليلا عن الأنظار.

-- اوتش اوتش اوتش يا سيدة..!!

سحب نامجون ياقته منها وعدل معطفه قبل أن ينظر إليها من طرف عينه : أن هذا اعتداء بالعنف يمكنني أن أبلغ عنك أيضا كما تعلمين..

-- لا أهتم وتوقف عن الضغط على اعصابي! خذني إلى صديقتي حالا!

-- آسف.. - قال نامجون ببرود وهو يأخذ قضمة من السيخ في يده، نبرة جيني حملت الكثير من التهديد : آسف؟

-- انا مشغول الان..

-- مشغول بماذا بالضبط؟

-- الا ترين؟

لوح بسيخ الطعام في وجهها : انا آكل ..

-- يمكنك إنهاء طعامك في السيارة سوف اقود..

-- مستحيل..

رمقته بحدة : ماذا ؟

-- آه مخيفة.. أنا لا اسمح لأحد بأن يقود سيارتي الحبيبة سوف تؤذينها.

شخرت بسخرية : آه الرحمة.. انت تعني الخردة المثيرة للشفقة هناك؟

أشارت إلى السيارة البراقة وهي مدركة تماما انها تكذب، رمقها نامجون ببرود وأخذ قضمة أخرى : جيد.. أنت تهينينها الآن.. انا لن اتحرك من هنا..

-- هل أنت طفل؟ لا أصدق انك محام في الثلاثين من العمر.. ياسيدي انا يجب أن اناديك بأجاشي وانت تتصرف مثل طفل!

هز نامجون رأسه بلا مبالاة : كما قلت لن اتحرك قبل أن أنهى هذه..

أشار إلى أسياخ الطعام بيده ونظرت إليها جيني بتفكير : آه هذه؟ حسنا..

سحبت نصفها منه والتي كانت معظمها من الحلوى المبللة وبدأت الأكل بسرعة وهي ترمقه بتحد فقابلها بنظرة لا مبالية محاولا كتم ابتسامته وهو يلهي نفسه بالأكل.

-- هاااك.. لقد انتهينا.. لنذهب الآن..

قالت جيني بحماس وهي تمسك بكمه : لنذهب.. الآن..!

-- أعتقد أنني لا زلت جائعا.. سأحضر المزيد..

-- م.. آه اللعنة!

انفجرت جيني به وأمسكت بياقته بعنف تهزه، أو تحاول على الأقل : هل تعبث بي؟ اتعلم ماذا؟ تبا لك.. سأحصل على سيارة أجرة!

ثم افلتته واستدارت إلى الاتجاه الآخر بخطوات غاضبة جعلت نامجون يتنهد وهو يحادث نفسه : ولكنك لا تعرفين العنوان.. يبدو أن ذلك لم يعمل..

رآها تحاول الإشارة لسيارة عادية فاتسعت عيناه : اللعنة لقد ثملت..

أسرع خطواته ناحيتها ليمسكها بسرعة قبل أن تنزل إلى الشارع في وسط إشارة خضراء، جذبها إلى الخلف وهي تحاول الإفلات منه شاتمة اياه ببعض الكلمات غير المفهومة، قال لاهثا ومحكما قبضته حولها : حسنا حسنا سآخذك الآن هيا..

استدارت لتصبح وجها لوجه معه، وجنتاها وشفتاها كانتا متوردتين وحتى طرف انفها ولم يعلم إذا كان ذلك من البرد، شفاهها الممتلئة كانت الآن خالية من احمر الشفاه الذي تناولته مع الفطائر كما يبدو ووجد عيناه تنزلقان إليها تلقائيا وهو يفكر في هذه المصيبة التي اوقعه فيها تايهيونغ.. المصيبة الجميلة في الحقيقة وسرح قليلا في تأملاته حتى شعر بالفتاة تمسك بشعره وتشده بكل قوتها فجأة..!!كتم صرخته وهو يخرج لعنة من بين أنفاسه ورمقها يغضب : ما الذي تفعلينه بحق الجحيم؟

-- سوف.. تأخذني.. إلى.. صديقتي.. الآن..!!!

مع كل كلمة كانت تشد شعره أكثر، حاول نامجون افلاتها قبل أن تقتلع شعره لكنها بقيت ممسكة به بشدة، اللعنة عليه عندما ظن انها ثملت من بعض الحلوى المبللة.. ابتسمت له بشكل شيطاني : هل هذا مفهوم؟

-- حسنا.. حسنااا..

قال وهي تشد شعره لمرة أخيرة فتابعت : جيد.. هيا بنا ..

-- من حسن حظك أنني لا اضرب النساء..

قال نامجون ذلك من بين أنفاسه وشعر باصابعها تشتد في شعره وهي تسأل بتهديد : ماذا قلت؟

ابتسم بألم : آه لا شيء.. هل نذهب؟ لماذا لا تفلتينني ؟

-- كلا - قالت ببرود وهي تلف إحدى ذراعيها حول عنقه وتقفز بخفة لتلف ساقيها حول خصره.. اتسعت عينا نامجون وهو ينظر إلى ساقيها اللتان انكشفتا من فتحتي الثوب والملفوفتان حوله وابتلع رمقه، تابعت مشتتة انتباهه بثقة : إذا افلتك  فأنت ستجد طريقة للتهرب من الأمر.. هيا بنا أيها المحامي الشهير.. انت تثبت المقولة الشهيرة عن كذب المحامين ولكن احزر ماذا؟ انا لن افلتك وسوف تضطر لحملي إلى السيارة الا اذا اردت ان يرانا احد آخر غير صديقك البائع هكذا.. والآن هيا..

-- بالطبع..

قال من بين أسنانه راغبا في الصراخ وهو يستدير باتجاه السيارة وعقله يردد امرأة مجنونة.. امرأة مجنونة.. امرأة مجنونة..!!

-- أين نحن؟؟؟؟

الصرخة ارعبته وهو يلتفت بسرعة إلى المرأة بنظرة بريئة ويقول : لا أعلم!

-- ماذا تعني بأنك لا تعلم؟؟؟؟؟

صرخت به مجددا واغمض عينيه ليأخذ نفسا عميقا، كان قد أوقف السيارة إلى جانب الطريق في مكان خال تماما سوى من مصابيح الشارع، هدأ نفسه قبل أن يقول مجددا: لا أعلم.. لقد فرغ خزان الوقود وتوقفت السيارة وحدها..!!

اتسعت عينا جيني : ماذا تقول؟؟؟

أشار إلى الشاشة خلف المقود حيث يشير العداد أن السيارة تحتاج إلى الوقود حالا وقال بهدوء : لم اعتقد ان خزان الوقود سينفذ انه عمل الحارس ان يتفقده ونحن لا نمتلك اي احتياطي..

رمقته كأنه قد جن، مجددا : اي شخص عاقل يخرج دون أن يتأكد من وجود احتياطي للوقود في سيارته؟؟

-- شخص مهم ومشغول ولديه موظف ليقوم بذلك.. أي انا.

قال ذلك ببرود وارخى مقعده قليلا إلى الخلف ليستلقي ببساطة فسألته بدهشة : ماذا تفعل الآن؟ الن تتصرف؟؟؟

-- لقد نفذت بطارية هاتفي..

قال دون اهتمام وهو يلوح بالهاتف المطفأ في وجهها فأخرجت هاتفها بسرعة قائلة : لنستخدم هاتفي.. اوه.. اللعنة!! لماذا الشبكة معطلة هنا؟؟

-- آه اعتقد انهم ذكروا شيئا عن تعطل الشبكات في بعض المناطق بسبب تساقط الثلج الكثيف..

ابتسم نامجون لنفسه بالطبع انها معطلة، لأنه من طلب ذلك ولكن لن يقول شيئا..!

-- يا إلهي! - أنت جيني بانفعال - ماذا سنفعل الآن؟ نحن عالقان.. لننزل ونمشي..

رمقها بسخرية : تمشين في حذائك هذا في الثلج؟ حسنا حظا موفقا.. كما أن هذا طريق شبه مهجور وبشبه مهجور أعني اننا الوحيدون الذين نستخدمه.. أنها منطقة خاصة.. ولكن بالطبع حظا موفقا.. إذا شئت..

-- ولكن إلى متى سنبقى هنا؟؟

-- حتى الصباح.. أو حتى يعثر احد ما علينا!

زفرت جيني بغضب : انت تستمتع بهذا كثيرا أليس كذلك؟

-- لماذا استمتع ببقائي مع امرأة مجنونة كادت تقتلع جلدة رأسي؟

عقدت حاجبيها بتهديد : وقد تفعل في الحقيقة..

شعر بالخوف قليلا لكنه أخفى ذلك : اتمنى ان تتصرفي كإنسانة متحضرة.. أعني ماي لطيفة جدا لا أصدق انها صديقة مع امرأة مثلك!

دهش عندما لم يسمع ردا لبعض الوقت فالتفت ليرى الفتاة متجمدة في مكانها تحدق إليه بعينين واسعتين.. حاول أن يقول شيئا لكنها هزت رأسها ببساطة وسألته : اجاشي هل أنت متزوج؟

رفع نامجون حاجبيه : هل أبدو كشخص متزوج؟

-- لا.. واظنني اعرف السبب.. انت تخلو من الذوق العام..!!

ضحك نامجون وتساءل مغيظا : اوووه هل أسأت إلى كبريائك الصغيرة؟ هل رفضك شخص من قبل قائلا إن ماي أكثر لطفا منك؟

دهش نامجون عندما رأى اللون الأحمر يغزو وجهها.. لقد كان هذا تخمينا طفوليا.. ولكن حقا؟؟ لقد أصاب في توقعه.. هذا مذهل!

تنحنح وقال محاولا تخفيف الاحراج : حسنا من الطفولي أن تتمسكي بالأمر حتى الآن.. أعني تجاوزيه فقط وانتقلي إلى رجل آخر.

ابتسمت فجأة والحزن يكسو ملامحها : انت لا تفهم..

تنهدت واستدارت لتنزل كرسيها وتتمدد بشكل مريح معطية ظهرها له : حسنا لننم.. حتى الصباح..

تساءل نامجون إذا ما كان قد قال شيئا خاطئا أو ربما صحيحا جدا لتسببه بهذا الهدوء المفاجئ ولكن.. النظرة المصدومة على وجهها فاجأته قليلا.. كلماتها كانت مفاجئة أكثر.. نعم هذا كل ما في الأمر، أخبر ذلك لنفسه وهو يرفع التدفئة ويعدل كرسيه متسائلا عما يفعله الآن حقا بحق الجحيم!!

انتظر حتى هدأت أنفاسها وانتظمت فعلم انها غطت في النوم قبل أن يخرج هاتفه ويبدأ المراسلة وإطلاق الأوامر.. مما رآه في الفندق من قبل فيبدو أن دونغ إيل حاول فعل شيء ما لماي.. ولكن ردة فعل تايهيونغ كانت مخيفة.. لقد كاد يقتل الرجل.. ما باله؟؟ انه يتفهم غضبه لكن كان باستطاعته التعامل مع الأمر بشكل آخر.. من غير العادة لتايهيونغ أن يفقد أعصابه بهذا الشكل! الآن يجب عليه تنظيف هذه الفوضى التي تركها قبل أن يحاول دونغ إيل أن يتذاكى ويصنع مشهدا حول الأمر..

نظر إلى الطريق المغطى بالثلج أمامه، لقد كان حقيقيا أن الوقود قد نفذ، لكنهم لم يكونوا في طريق مهجور.. انهم يبعدون عن المنزل مسافة أمتار قليلة لكن توجب عليه الهاء هذه الفتاة قبل أن تتسبب بالفوضى هي الأخرى.. لسبب ما تايهيونغ طلب أبعادها.. هل أراد الانفراد بماي؟ انه لا يعلم حتى أين هو..!!

لقد تلقى رسالة نصية من جونغكوك يخبره بأنهم قد عادوا إلى المنزل ولم يذكر اي شيء عن تايهيونغ لذا هو بوضوح لم يكن هناك، لكن المزعج في الأمر أن ايلينا عادت معهم.. ما بال هذه المرأة؟ ألا تملك أي إحساس؟! يجب أن يتوقف تايهيونغ عن تدليلها بذلك الشكل.. ولكنه لا يستطيع اخباره بوضوح بحقيقة انه يصنع وحشا في داخلها!!

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

شهقت وفتحت عينيها.. انها في مكان غريب.. دارت عيناها ببطء حولها.. رجل ما بلباس ابيض كان منحن عند ذراعها وشعرت بلسعة.. كتمت آهتها فارتفع رأس الرجل تلقائيا لينظر إليها وابتسم : انت مستيقظة.. لا بأس عليك.. انت بخير..

حاولت أن تتحدث، حنجرتها جافة.. قالت بصعوبة : م.. ما.. ء..

-- ماذا؟ آه اوه ماء حسنا..

شعرت بجسدها يرتفع لتصبح في شبه وضعية الجلوس، السرير يتحرك وحده.. ثم قرب الرجل من فمها كأس ماء بارد وللحظة اختنقت وهي تبتلع الماء في اللحظة ذاتها أنفتح باب ما لم تنتبه لوجوده وسمعت صوتا مألوفا يقول بحدة : ما الذي تفعله لها؟

الرجل انتزع من جانبها وكذلك كأس الماء، راقبت تايهيونغ وهو يمسك بياقة الرجل بينما يرفع الكأس إلى أنفه يشتمه، هز الرجل بغضب : ما الذي وضعته في هذا؟

الرجل كان مصدوما جدا ليجيب وهو يحاول استجماع كلماته : م.. ماء..؟

نظرات تايهيونغ انتقلت إليها بحدة : ولكنها كانت تسعل!!

احمر وجهها من تصرفه وقالت بهدوء : لقد واجهت صعوبة في ابتلاعه اعتقد ان حنجرتي كانت جافة أكثر من اللازم..

شاهدت وهو يفلت الرجل ويعدل ربطة عنقه مطلقا : آه..

متفهما لما تقوله، نظر إلى الرجل بطرف عينه محذرا، فهم الرجل الرسالة وبسرعة انسحب من الغرفة مغلقا الباب خلفه.. فقط وهو يخرج أدركت انه يرتدي روب الأطباء وتسارعت دقات قلبها مستوعبة محيطها.. أنها في المشفى!

تايهيونغ رفع يده إلى عنقه يدلكه وهو ينظر إلى الأرض بينما أخذت هي نفسا مرتجفا وانزلت نظرها إلى عقد اصابعها متأملة اظافرها التي لا زالت مطلية باللون الأحمر البراق ثم عادت إليها ذكريات كل شيء.. أخذت نفسا حادا لاحظه تايهيونغ، راقب هيئتها المرتعشة وانتابه الغضب مجددا.. قال مقتربا منها ببطء : ماي..

لاحظت النبرة المشفقة في صوته.. آه انه يتصرف بشكل مختلف الآن.. حقيقة استياءها منه كان أكبر بكثير من ما فعله دونغ إيل.. استياءها من تلاعبه، وتصرفاته المتقلبة وتجاوبها معه ومن ثم دونغ إيل.. دونغ إيل أيقظ في داخلها خوفها وصدمتها القديمة، ولكن تايهيونغ.. تايهيونغ تلاعب بمشاعرها وهي سمحت بذلك وهذا حتى اسوء من الأذى الجسدي!! لقد ضعفت حتى في مشاعرها..

كل هذا مر في عقلها خلال ثانية واحدة وهي ترفع رأسها وتقول بجمود مقاطعة نداءه: لم انا هنا؟ ماذا حدث؟

نظر إليها..وبجدية نظر إليها حتى شعرت بعينيه تكادان تخترقانها..

-- أنت في المشفى.. منذ ثلاثة ايام..

شهقت بصدمة.. ثلاثة ايام؟! هذا كثير.. انه اسوء من المرة الفائتة!!

اقترب وجلس على كرسي إلى جانب سريرها لم تلاحظ وجوده من قبل، اخذ نفسا عميقا وسأل بصوت خشن : كيف حالك؟

ابتلعت رمقها ولسبب ما شعرت بالدموع تبدأ بالتشكل في مآقيها، أجلت حنجرتها كي لا يبدو صوتها ضعيفا ومختنقا وهمست : بخير..

شعرت بأصابعه تلمس ذقنها بخفة ليرفع وجهها ناحيته لكنها أدارت عينيها جانبا، ابهامه داعب خدها وقال بصوت مطمئن : انت بخير..

نظرت إليه، لم تستطع وصف تعابيره لكن شيئا في عينيه بدأ مثل عناق، كأن عيناه تحتضنانها.. همست مجددا : لقد قلت هذا للتو..

-- أريدك أن تشعري به..

شعرت بالقوة تتفجر في داخلها وقالت بغضب : انا اشعر به!

ابتسم عندما رأى غضبها، ابتسامة صغيرة مائلة لكنها انعكست في عينيه وشعرت بوجهها ساخنا فرفعت يدها إلى خدها تحاول تبريده، تناولت كأس الماء الذي تركه الطبيب وحاولت أن تشرب بينما تراجع هو في كرسيه وسأل فجأة : من هو ميونغ جو؟

اختنقت في الماء الذي تشربه وأخذت تسعل لعدة لحظات، سحب تايهيونغ الكأس من يدها ووضعه جانبا، نظرت إليه وقالت بصوت متقطع : م.. ميو.. نج.. ج.. جو؟!

-- نعم.. هل كان صديقك؟ لقد كنت تصرخين باسمه لوقت طويل في كل مرة تفيقين بها أو أثناء نومك..!

-- أن.. انه لا أحد..

رفع حاجبيه : إذا أنت كنت تصرخين باسم لا أحد طوال الوقت.. هذا مثير.. انت مهووسة بالأشخاص الذين لا تعرفينهم كما يبدو..

رمقته بغيظ : لا أجد هذا من شأنك..

-- صدقي أو لا.. سأقول هذا مجددا.. انه من شأني!

عضت شفتها السفلى بضيق : هل كنت غائبة عن الوعي لثلاثة أيام حقا؟

-- لقد تعرضت لصدمة قوية.. بسبب ماحدث.. رغم أن الرجل كان ثملا وقد ترك بعض الكدمات وانا أرغب بقتله الا ان الأطباء يقولون ان صدمة كهذه لا يسببها موقف كهذا.. إلا إذا كان قد حدث من قبل..

شعرت بجفاف في حلقها وهو يميل ناحيتها : إذا..اعتقد انك تفهمين.. يجب أن تعالجي هذا الأمر.. والا فسيزداد سوءا.. قد يصبح شيئا مثل حالة مزمنة.. أو ربما اسوء! رجاء.. دعيني اساعدك..

امتلأ قلب ماي بالخوف.. حالة دائمة.. ارتعشت.. كلا..أنها لا تريد هذا.. أنها مدركة لحقيقة مايحدث معها وقد ظنت ان تنمية ذاتها والقراءة حول الأمر ستجعلها تنضج وتتجاوزه مع الوقت..ولكن.. ان تغيب عن الوعي لمدة ثلاثة أيام!! إنكار وجود المشكلة لا يحلها.. امتلأ قفصها الصدري بشيء مؤلم اخذ يضغط على قلبها ورئتيها حتى شعرت بقلبها يكاد ينفجر.. ابتلعت رمقها عدة مرات واخيرا قالت بعناد : انت لست طبيبا نفسيا لماذا يجب أن أتحدث إليك؟

-- لأنني أتمنى أن أكون الشخص الذي تستطيعين الإفصاح إليه..

نظراتهما التقت وشعرت بالدفئ ينتشر إلى قلبها ببطء.. تابع : كما أنني سألت طبيبا وقد اعتقد ان حديثك مع صديق سيكون جيدا..

-- أنه ليس سهلا..

همست وهي تنظر إلى يديها مجددا : الحديث حول الأمر..

رأت يده تمتد إلى يدها تحتضنها بلطف وشعرت بابهامه يمر فوق جلدها بشكل رتيب.. دافئ.. مطمئن.. رفعت رأسها لتنظر إليه بتردد، نظراته كانت ترسل القوة في داخلها، الثقة..ضحكت بصوت مبحوح : لا أعلم كيف أبدأ..

-- من البداية.. من هو ميونغ جو ربما؟

-- لقد.. انا.. - ترددت للحظة - ميونغ جو كان سينباي من المدرسة الثانوية.. لقد كان وسيما ولطيفا.. اعتقد انه الشخص الأول الذي اعتبرته صديقا من الجنس الآخر.. لكن.. أظن أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة اليه..

أخذت نفسا عميقا وبقي صامتا ينتظرها أن تكمل : حسنا سبب كونه الصديق الوحيد.. انا لقد اعتدت أن اكون غريبة قليلا مع الآخرين.. لم يكن من السهل علي الاندماج معهم.. كانوا يقومون بالكثير من الأفعال التي اعتبرتها سخيفة ولم أعجب بالأمر.. في مرحلة ما أصبحت مكروهة بين الطلاب.. الفتيان كانوا يتهامسون حول.. حولي..

احمر وجهها وشعرت بالضيق لكن تايهيونغ كان يحمل تلك النظرة الدافئة المريحة ولم يبد عليه الاستغراب : انا.. لقد نضجت قبل بقية الفتيات.. لم أدرك ذلك في البداية، كنت انظر إلى نفسي وأشعر بالخجل لامتلاك ت.. تفاصيل أكبر أو أكثر وضوحا من البقية..اعتقد ان الصبية اعتادوا على النظر إلى الفتيات وتصنيفهن وانا كنت ضمن تصنيف سيء لأنني بدوت أقرب إلى ف.. فتيات المجلات المخلة..

شعرت بصداع يبدأ وابتلعت رمقها : لم أكن مدركة كثيرا للنظرات من الفتيان حتى بدأو بمحاولة التقرب إلي.. من أجل.. أعني..كوني أثير فضولهم..الفتيات بدأن يظهرن الكراهية ناحيتي رغم أنني حاولت تجنب الاختلاط بهم.. كان لدي الكثير يجري في المنزل ولم أكن افكر أو أملك الوقت الكافي للحصول على حبيب.. بدأت أتعرض للمضايقات بسبب كل ذلك، بدأت بسماع الكثير من التعليقات المشينة، الأسماء.. الألقاب وقد جعلني هذا أشعر بشكل مريع.. لقد كنت أشعر بشكل مريع جدا! الشيء الوحيد الذي كان يخفف سوء حياتي المدرسية هو وجود جيني.. وقد ازداد الأمر سوءا عندما قرر ميونغ جو سينباي أن يصبح صديقا لكنني حاولت تجاهل الأمر.. لقد اعتدت رؤيته كثيرا في المكتبة وقد تقرب إلي بشكل طبيعي كونه يحب القراءة أيضا.. لقد كان صديقا جيدا جدا في البداية ثم بدأت أشعر بأنه ينظر إلى بشكل مختلف.. كان ذلك سيئا لأن جيني كانت معجبة به لكنها لم تكن تظهر ذلك بل اعتادت على الشجار معه طوال الوقت والتصرف بصبيانية وكنت أتمنى كثيرا أن يقع بحب جيني أيضا.. ذلك حتى قرر في يوم ما فجأة أنني معجبة به! كان ذلك يوم المهرجان المدرسي وكنا مشغولين في اعداد ازياء من أجل مسرحية المدرسة.. لقد شاركت ببعض التعديلات على النص وكنت اساعد في تحضير الزينة.. وبقيت وحيدة بعدما خرجوا إلى المسرح حتى ظهر ميونغ جو سينباي، بدا سعيدا وهو يعانقني من الخلف بشكل مفاجئ ارعبني.. معبرا انه كان يعلم أنني معجبة به منذ البداية وأنه قد فاز بما لم يستطع الآخرون الحصول عليه حاولت إبعاده بلطف والتحدث معه بمنطقية أنني لم اكن معجبة به بتلك الطريقة لكنه طلب مني التوقف عن الكذب وأنه لا بأس وإنني ملكه وما إلى ذلك.. ثم ازداد جرأة وعنفا عندما استمريت في مقاومته حتى بدأ بلمسي .. فزعت تماما، شعرت بالقرف والاستياء.. كان غاضبا جدا لمقاومتي له.. حاول إجباري على.. على...كنت اقاوم بشدة وقد تملكني الرعب.. اصطدمت بصندوق العدة و آذيت نفسي بشكل سيء.. ح.. حاول استخدام العنف.. وقد صرخت لأن أحدا لم يكن بالجوار..لقد صرخت في وسط المسرحية واكوام من الناس تملأ مقاعد الحضور في المسرح وكان هذا اخر ما اذكره حتى استيقظت في المشفى وأدركت أنني كنت غائبة عن الوعي .. لمدة يومين.. كان ذلك صادما جدا بالنسبة لي.. الطبيب تحدث إلي، كنت مصابة بكثير من الجروح والرضوض التي تظهر محاولة اعتداء.. لكن الأمر لم يتم.. وقد فهمت أنني أصبت بصدمة وكنت اعاني من الهلوسة والاغماء المستمر خلال هذين اليومين بسبب ذلك بالإضافة لسوء التغذية.. الطبيب أخبرني أن الأمر يحتاج إلى العلاج لكنه ليس خطيرا.. أي بإمكاني تجاوزه..وقد حاولت.. ظننت أنني نجحت حتى فعل دونغ إيل ما فعله..

أخذت نفسا مجددا : عندما استيقظت كانت والدتي مستاءة واخبرتني انها تشعر بالحرج مني ومن وجودي في حياتها.. يبدو أن ماحدث قد تم تفسيره بشكل خاطئ وقد تم لومي انا..ميونج جو سينباي تحول إلى شخص آخر فجأة وأخذ ينشر الشائعات حولي وحول الأمور التي سمحت له بفعلها لي.. لقد ادعى أنني من اغريته ليقوم بفعلته ثم تظاهرت بكوني الضحية.. الفتيات أصبحن أكثر وضوحا في إظهار الكراهية وبعض الفتية أصبحوا أكثر جرأة في محاولة لمسي حتى خلال الصفوف.. لقد أصبحت أعامل مثل.. مثل..شيء ما.. والجميع ينشرون الشائعات حول ما فعلته معهم..والدتي لامتني حول ذلك قائلة أنني السبب في ما يحدث لي، لم أستطع احتمال ذلك طويلا وقد رجوت جدتي كي انتقل الى مدرسة أخرى.. و تبعتني جيني..! جيني انتقلت الى مدرسة أخرى تاركة كل من تعرفهم لأجلي.. انا ممتنة لها ووجودها في حياتي طوال هذا الوقت.

ابتسمت بغصة وهي تحاول السيطرة على انفعالها عندما شعرت بتايهيونغ يمسك بيدها الأخرى وهو يأخذ نفسا عميقا كأنه يهدئ نفسه : آه كم أتمنى لو امسك بهذا السينباي الآن واحول وجهه إلى فطيرة لحم..

ضحكت لاهثة : هل ستفعل؟

-- اوه كم أود أن أفعل..

صمتا للحظة قبل أن يسأل تايهيونغ بهدوء : هل هذا كل شيء؟ اي ان تلك الحادثة كانت هي السبب الرئيسي في الصدمة..

نظرت إليه ماي وفي نيتها أن تهز رأسها عندما لمع الخوف في عينيها فجأة والذكرى الأخرى تعود إليها.. لاحظ تايهيونغ تغير ملامحها وشد على يدها : يمكننا المتابعة في وقت آخر إذا شئت..

لكن اصابعها اشتدت على قبضته وهي تهمس بذعر : كلا!!

فجأة كل شيء بدأ كأنه يخنقها وأرادت إخراجه دفعة واحدة كأنها تتقيأ شيئا ساما كان يحرق امعاءها منذ زمن.. نظرت إلى تايهيونغ بقوة : هنالك شيء آخر.. اعتقد انه سبب كل شيء.. لقد حدث عندما كنت طفلة…

زفرت وهي تنهي قصتها ودموعها تنسكب من عينيها دون حيلة منها، الجزء الأكثر إيلاما خرج فجأة.. لقد أخرجته.. لقد رغبت في إخراجه.. الآن هي تشعر بالضعف والانهاك والكثير الكثير من الراحة! شهقت خلال بكائها ورأت تايهيونغ من خلف غمامة دموعها يرتجف في مكانه.. وتساءلت إذا ما كان يرتجف حقا ام ان الدموع التي تغشى عينيها تجعله يبدو هكذا! شعرت به يرفع يدها إلى فمه ويقبل راحتها قائلا بصوت خشن : لقد كنت قوية..

قبل راحتها مجددا : انت قوية.. وفتاة رائعة جدا آنسة لي خاصتنا..

ضحكت من بين دموعها على الاسم وعلى شعورها بالدغدغة بسبب القبلات التي يطبعها على يدها وقالت متسائلة : هل تفعل هذا مع أصدقائك عادة؟

أنفاسه الدافئة انتشرت على بشرة يدها وهو يبتسم، يتنهد ثم يقول : آه ماذا أفعل؟ انا شخص حنون رقيق القلب بطبيعتي.. لكنني أفعله للمميزين الرائعين منهم فحسب!

انجلت الدموع من عينيها وأصبحت نظرته واضحة لها.. هذه المرة بدأ حقا كأن عينيه تعانقانها علنا بدون خجل أو تردد، عيناه أمسكتا بعينيها وهو يلثم راحتها دون أن تفارقها عيناه ولو للحظة وشعرت بقلبها يمتلئ بشيء ناعم كالقطن.. أو ربما الريش؟ لقد كان قلبها يتحول إلى وسادة وتايهيونغ يتكئ عليها بكل بساطة!!

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

أسند تايهيونغ جبينه على الجدار البارد وهو يشعر برأسه يكاد ينفجر مما سمعه.. داخله كان يتمزق.. الفتاة النائمة في الداخل مرت بكل هذا.. الفتاة الهشة النائمة في الداخل مرت بكل هذا ولا زالت قادرة على الابتسام في وجهه وممارسة حياتها متقبلة كل شيء.. القلق حول جدتها، وتربية شقيقها الطفل..!!

كان يشعر كأن جدارا انهار فوق صدره.. لم يكن سعيدا بسماع ما سمعه رغم أنه من طلب إليها أن تتحدث.. لقد كان دوما فضوليا ومستاءا لرؤية الألم الذي لمع من فترة إلى أخرى في عينيها.. كان يكره شعوره بأنه ينظر إلى شخص ضعيف، إلى شخص يحمل الكثير من الألم في داخله.. لكنه أدرك الآن.. أنها أقوى مما كان يتخيل.. وما مرت به اسوء مما تخيل!! كيف يمكنه بعد ما سمعه، أن يكون شخصا آخر يشارك في ايذائها؟!

الصوت المتسائل اوقفه : سيد كيم؟ كيف هو حال ماي؟ اريد الدخول لرؤيتها..

استدار إلى الفتاة، آه ماذا كان اسمها؟ نعم.. جيني.. الفتاة التي ذكرتها ماي كصديقتها.. نظر إليها بتقييم، كانت تبدو خائفة جدا.. لم يسمح لنامجون أن يعلمها بمكان ماي حتى اليوم.. لقد تركه ليعيدها إلى منزلها فحسب.. الإرهاق كان واضحا على وجهها وهي تنظر برجاء مقابل نظراته الصامتة، تنهد : لقد نامت للتو.. الطبيب أعطاها مهدئا.. لقد تحسنت حالتها كثيرا وعادت إلى وعيها، سوف تبقى الليلة هنا للاطمئنان فحسب وسوف تغادر في الغد.. لقد كانت قادرة على التحدث..

امتلأت عينا جيني بالدموع ورفعت منديلا لتجففها : إذا لن استطيع رؤيتها؟

-- للأسف.. هل جئت لوحدك؟

هزت رأسها : لم أستطع أخبار والدي ان ماي في المشفى.. صديقتي العزيزة المسكينة.. أنها هنا بسببي..

رمقها تايهيونغ بفضول : ماذا تعنين أنه بسببك؟

-- أعني الصدمة التي مرت بها..

نظر تايهيونغ حوله قبل أن يشير بيده : لماذا لا نتناول كأسا من القهوة في المقهى المقابل.. سوف اوصلك إلى المنزل بعد ذلك..

-- آه كلا ليس هنالك داع..

قاطعها : انا بحاجة إلى الحديث معك آنسة جيني..

نبرته الجدية جعلت جيني تصمت وتوافق على السير معه إلى المقهى.. ارتشفت السائل المر بينما جلس تايهيونغ قبالتها وذراعاه معقودتان أمام صدره ينظر إليها يترقب، كانت لتتأثر كثيرا بكونها تجلس مع كيم تايهيونغ لو كانت الظروف مختلفة.. تنهدت اخيرا وهي تترك الكوب من يدها وتحدث إلى الرجل في المقابل.. الذي لم يضع ثانية واحدة حتى سأل : إذا.. لماذا تقولين أن ماحصل للآنسة لي هو خطأك؟

-- في الحقيقية هذه ليست المرة الأولى التي تمر فيها ماي بحالة كهذه.. المرة الأولى حدثت عندما كنا في السادسة عشر.. عندما حاول أحد زملائنا في المدرسة العبث معها.. لم نكن نعلم نية الشاب عندما تقرب من ماي واصبح صديقنا.. لقد كنت معجبة به، كان واحدا من الصبية ذوي الشعبية العالية في المدرسة وقد كان لطيفا معنا.. ماي شجعتني دائما حول إعجابي به.. وقد قررت الاعتراف له، وفعلت! لقد تم رفضي فورا.. قال إنه ليس مهتما وأنه غير معجب بي.. ثم بدأ يخبرني كم كانت ماي لطيفة وجميلة.. اعتقد ان ذلك اغاظني بشدة في وقتها فلم اهتم واخبرته بأن اعترافي كان مزحة وان ماي معجبة به.. كنت محرجة بشدة وأردت إزاحة بعض من مشاعر الخزي عني وفي الوقت ذاته شعرت بالغيرة من ماي.. حسنا لم انو لها أي سوء.. انا فقط تلفظت بما خطر في رأسي حينها.. لم أعلم أن ذلك الفتى سيذهب إلى ماي ويحاول فعل ما يشاء معها.. يبدو أن ماي قد قاومته وكانت مصدومة جدا لانقلابه المفاجئ مما اغضبه جدا وجعله يحاول الاعتداء عليها.. لحسن الحظ ذلك لم يحدث.. لكن ماي أصيبت بصدمة، مكثت في المشفى لأيام وقد تم تبرئة الصبي لأن والدته كانت من أهم الداعمين للمدرسة.. بدأ بعد ذلك بنشر الأكاذيب حول ماي، وأخذت تتعرض للمضايقات وتبكي كل يوم.. والدتها لم تكن لطيفة أو متفهمة أيضا وأعتقد أن ذلك كاد يتسبب في تدميرها.. كل ذلك لأنني أعطيت ذلك الصبي فكرة خاطئة في لحظة غضب.. لقد كان كل شيء خطأي.. لقد تسببت لصديقاتي بالكثير من الألم..

غطت عينيها وصوتها يقطر ندما : لم اعتقد ان ذلك سيحدث.. لم اعتقد ان ذلك سيترك أثرا فيها حتى اليوم!!

اخذ تايهيونغ نفسا عميقا وهو ينقل نظره إلى النافذة مراقبا مرور الناس حولهم لبضع لحظات ومانحا الفتاة بعض الوقت لتهدأ.. اخيرا عندما توقف صوت البكاء أعاد نظره إليها وقال بهدوء: آنسة جيني.. لا يمكنني القول انك لم تخطئي في استسلامك لغضبك وتوريط صديقتك.. لكنك كنت طفلة مراهقة.. وكنت في موقف سيء.. لا يفكر الآخرون كثيرا في غيرهم في مواقف كهذه.. كما أنك لم تخوني صديقتك حقا.. ان ماقلته لا يبرر مافعله ذلك السينبانيم.. كما لا يبرر محاولته الاعتداء على ماي ونشر الأكاذيب حولها.. انت أخطأت ولك هو الملام الأول لافعاله.. لا يمكنك أن تلومي نفسك على ما فعله.. هل هذا واضح؟

تنهدت جيني وقال بشرود : التخلص من الشعور بالذنب ليس سهلا.. الكلمات لا يمكنها أن تمحو ما حدث.. وعلى الأخص إذا كان أثره عميقا إلى هذا الحد..

-- في الحقيقة لقد تحدثت إلى ماي.. وهي أخبرتني بكل شيء.. وسبب صدمتها لا يعود إلى تلك الحادثة لذلك..

اتسعت عينا جيني وحدقت به : هل.. هل تحدثت ماي عن الأمر؟؟

أومأ تايهيونغ إيجابا وابتسم : انه مؤسف بقدر ماهو مريح لك.. لكن ما حدث لها ليس ذنبك.. انه ذنب ذلك الشخص.. وحتى الصدمة..

-- ماي قالت ذلك؟؟ هي تحدثت لك..

-- نعم.. وقد أخبرتني انها ممتنة جدا لوجودك في حياتها..

ابتسمت جيني وسط دموعها : شكرا لك..

ابتسم تايهيونغ في المقابل : على الرحب..

-- ولكن.. - تساءلت بشك - ماذا عنك يا سيد كيم؟ لماذا انت مهتم جدا بماي؟ هل.. تملك اية مشاعر تجاهها؟

انكمشت ملامح تايهيونغ وفكر.. هل يمتلك مشاعر تجاهها..؟! هل يفعل؟

كلا.. ان الامر أكثر تعقيدا من ذلك..

لم ينتبه إلى عيني جيني اللتان راقبتا باهتمام تقلب المشاعر على وجهه..!

🌸

Enjoy 💕

فوت + كومنت + شير + فولو 💓
لا تحرمونو من كومنتاتكم اللطيفة..
ايش رايكم بالأحداث؟؟

Continue Reading

You'll Also Like

303K 3.9K 25
وصمت بالعار دون ادني ذنب ليتزوجها غصبا منعا للتار ليسبها الف مره لتقف له وتخلع قلبه ليكتشف برائتها ليهوي صريعا لها ولكن هل ستتقبل ذلك العشق الذي انغر...
27.2M 1.1M 70
ساقفل جميع النوافذ التي تؤدي الى التسامح فلا تراجع عن الثأر ..
1.5M 66.7K 55
قُلوبهم على جرف الهاوية، مَعقودة خيوطها بين النُور والظَلام، مُتشابكة أرواحهم بشباكٍ قوية؛ ليقعوا جميعًا نحو الهلاك المُغلف بحبٍ. بينهما حرب لن تنتهي...
1.8M 37.8K 66
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...