🌸رجل من حجر🌸

بواسطة xxlatifa9

487K 36.9K 26.6K

🌸 عندما تتقاطع طرقنا مع أشخاص لم نقابلهم من قبل، يعيشون في عالم آخر غير عالمنا.. عالم مكسو بلون وردي من الخا... المزيد

🌸مقدمة🌸
🌸الحلقة الأولى 🌸
🌸الحلقة الثانية🌸
🌸الحلقة الثالثة🌸
🌸الحلقة الرابعة🌸
🌸الحلقة الخامسة🌸
🌸الحلقة السادسة🌸
🌸الحلقة السابعة🌸
🌸الحلقة الثامنة🌸
🌸الحلقة التاسعة🌸
🌸الحلقة العاشرة🌸
🌸الحلقة الحادية عشر🌸
🌸الحلقة الثانية عشر🌸
🌸الحلقة الثالثة عشر🌸
🌸الحلقة الخامسة عشر🌸
🌸الحلقة السادسة عشر 🌸
🌸الحلقة السابعة عشر🌸
🌸الحلقة الثامنة عشر🌸
🌸الحلقة التاسعة عشر🌸
🌸الحلقة العشرون🌸
🌸الحلقة الواحدة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثانية والعشرون🌸
🌸الحلقة الثالثة والعشرون🌸
🌸الحلقة الرابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الخامسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السادسة والعشرون🌸
🌸الحلقة السابعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثامنة والعشرون🌸
🌸الحلقة التاسعة والعشرون🌸
🌸الحلقة الثلاثون🌸
🌸الحلقة الواحدة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثانية والثلاثون🌸
❤️
🌸الحلقة الثالثة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الرابعة والثلاثون🌸
🌸 الحلقة الخامسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السادسة والثلاثون🌸
🌸الحلقة السابعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الثامنة والثلاثون🌸
Note 1
🌸الحلقة التاسعة والثلاثون🌸
🌸الحلقة الأربعون🌸
🌸الحلقة الواحدة والأربعون🌸
🌸الحلقة الثانية والأربعون🌸
🌸الحلقة الثالثة والأربعون 🌸
🌸الحلقة الرابعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخامسة والأربعون 🌸
🌸الحلقة السادسة والأربعون🌸
🌸الحلقة السابعة والأربعون 🌸
🌸 الحلقة الثامنة والأربعون 🌸
🌸الحلقة التاسعة والأربعون🌸
🌸الحلقة الخمسون🌸
🌸الحلقة الواحدة والخمسون🌸

🌸الحلقة الرابعة عشر🌸

8.4K 644 788
بواسطة xxlatifa9


لا تنسو النجمة ياحلوين 🌟

تحذير 🚨: البارت فيه لغة موحية شوي اي حد يتضايق لا يقرأ

🌸

-- من هنا يا سيد كيم..

عدل معطف بذلته وهو ينهض خلف النادلة ذات الزي التقليدي الأحمر المزركش وإحدى يديه في جيب بنطال الفاخر بينما الأخرى مشدودة على شكل قبضة إلى جانبه.. ملامح وجهه كانت ميتة لكن داخله كان العكس تماما.. كان يستطيع الشعور بنيران الغضب في صدره والذي تعلم السيطرة عليه جيدا خلال العشرة أعوام الأخيرة من حياته.. كلا هو ليس شخصا يطلق غضبه بسهولة.. وكلا هو ليس جاهلا.. لقد تعلم.. علمته تجاربه أن العيش في عالم كهذا ليس شيئا سهلا.. عالم الطبقة العليا.. أن تمتلك الموهبة؟ المال؟ النجاح؟ كلا.. هذه الأمور جميعا لا شيء.. ان ما يجب أن تمتلكه حقا هو قلب لا يخشى شيئا.. قلب ميت.. وعقل وحشي لأن عالم الغابة يبدو مثل نزهة لطيفة إلى جانب العالم الذي يعيش فيه.. الناس هنا لا يخافون شيئا وهم مستعدون لفعل أي شيء.. أي شيء مهما كان للوصول إلى ما يريدون.. المال هو اللغة التي يتحدثونها والسلطة هي مبتغاهم الأول.. السلطة.. السيطرة على حياة الآخرين، فعل ما يحلو لهم دون رقيب.. إدراكه الأول لهذا كان في سن مبكرة جدا.. لقد افترض أن سبب وجوده كان يرتكز على هذا المنطق.. والدته حظيت به من منطلق أنها كانت مستعدة لفعل أي شيء من أجل التقرب من والده.. عندما كبر قليلا لم يستطع لومها.. أي شخص سيلوم راقصة فقيرة في إحدى الملاهي لمحاولتها الحصول على بعض الرخاء؟ انها طريقة البشر للخروج من واقع مغلق.. لكن هل كان قادرا على تخطي الأمر كطفل؟ أن تكتشف بأنك ولدت كأداة للحصول على المال؟ كلا..!

فتحت النادلة باب الكبينة الخاصة بالشخصيات المهمة جدا وانحنت مفسحة له المجال ليدخل قبل أن تغلق الباب خلفه..

نهوض والده للترحيب به بدرامية لم يفاجئه، وهو يفتح ذراعيه بسعادة قائلا لمرافقيه : ها هو يا سادة.. معبرنا الجديد والوحيد نحو السوق العالمية .. ابني الأكبر العزيز..

نظرات تايهيونغ الميتة قابلت أزواج العيون حول الطاولة واحنى رأسه بايماءة شبه ملحوظة باتجاه الرجال الأربعة الآخرين.. متأخرا نصف ساعة لكن أحدا منهم لم يشتكي بل قوبل بابتسامات ترحيبية من رجال يعلم جيدا أن كل ثانية في يومهم تساوي مبلغا لا يستهان به من المال، راقب بسخرية هائلة والده وهو يبدأ حديثه مع الرجال موحيا لهم أن صفقتهم معه هي الورقة الرابحة التي ستوفر لهم جميع التسهيلات لمرور منتجاتهم نحو الدول الأخرى بشكل ناجح بالاعتماد على علاقتهم مع الإمبراطورية الصينية.. علاقتهم المتينة التي من غير الممكن لأي شركة أخرى أن ترقى إلى مستواها.. وهنا كان الجزء المضحك .. لأن والده لا يملك كلمة واحدة في هذا الشأن.. انه هو، أي تايهيونغ من يملك السلطة هنا.. وهو يستطيع رؤية كيف أن والده يستغله في استقطاب الزبائن والشركاء.. أم كي ال الصينية لم يكونوا أسوأ من والده.. فوالده ذاته بدأ أعماله بطريقة غير مشروعة.. وعندما سمع عن فرصة تايهيونغ في إقامة علاقة مع المجموعة الصينية بدأت تلميحاته بأنه ينوي ترك إدارة أعماله لتايهيونغ بشكل مفاجئ فهو ابنه الأكبر على أية حال..!

أراح تايهيونغ إحدى ساقيه فوق الأخرى ونظر إلى والده بتساؤل بارد : ماذا تعتقد أنك تفعل؟

عدل السيد كيم الأب جلسته ونظر إلى ابنه ببرودة مشابهة : يمكنني سؤالك الشيء ذاته.. انت متأخر ولم تنطق بكلمة واحدة.. هل تريد إضاعة الزبائن؟

رفع تايهيونغ إحدى حاجبيه : انت تعني زبائنك؟

-- يمكنك مناداتهم بذلك أيضا.. انت تعلم جيدا أن هذا الأمر مر من خلالي .. مهما كان ما ستحصل عليه فأنا المسؤول الأول عن ذلك..

ضيق تايهيونغ حاجبيه : انت لم تقدم أي شيء..

ذكره والده : لقد كنت انا من قدم لك فرصة المقابلة..

-- نعم - ضرب تايهيونغ بقبضته على الطاولة - أنت أيضا من تسبب بهذه الورطة..

شخر الرجل الأكبر ساخرا : انت تسمي هذه ورطة؟ لقد ضربت عصفورين بحجر واحد.. الآن العلاقة معهم ستكون أقوى بشكل لا يمكن كسره.. ومع بعض الحظ.. قد ترث* تلك الثروة كلها..

-- آه لديك آمال عظيمة.. ان يترك ذلك الرجل ثروته لشخص يعرفه منذ بعض الوقت..

-- ما دام الوريث الوحيد.. لم يكن ليطلب منك طلبا كهذا ويعرض صداقته إذا لم يكن ذلك الشخص يهمه جدا أليس كذلك؟ بالمناسبة متى سيكون الزفاف؟

اتسعت عينا تايهيونغ : ماذا تعني بهذا الآن؟ انت تعلم أن أمر الخطبة ليس سوى خدعة.. انت بالفعل جعلت الأمر أكثر سوءا باعلانك عنها أمام الجميع..

ابتسم والده : صحيح؟ الآن الجميع سيعرفون بالأمر وسيتأكدون من حقيقته.. وسيقدرونه جيدا!

شعر تايهيونغ بالغضب يغلي في صدره.. هذا غير ممكن.. لا يمكنه أن يسمح لوالده بجره أكثر من هذا.. لا يمكنه أن يتورط أكثر من هذا!!

قال بغضب : يجب أن يبقى الأمر سرا.. لا يمكنك الإعلان عنه!! حتى ذلك الرجل يعلم جيدا بأنها مجرد خدعة! لا يمكننا العبث مع هؤلاء الناس سوف تكون العواقب وخيمة.. سوف تكشف ما يريد هو اخفاءه!

-- لا تقلق.. يمكنني كشفه بطرق أكثر سوءا.. الآن هنالك طريقة أخرى نستطيع تأمين ظهرنا في حال حصول شيء ما.. وضمان نجاح فرصتنا..

عقد تايهيونغ حاجبيه : ماذا تعني بهذا بالضبط؟

ضحك والده بخبث وصفق بيده : انت تملك فرصة لا تحصل سوى مرة واحدة في العمر بين يديك..

انفتح الحائط أمامهم لتظهر شاشة كبيرة مقسمة إلى مربعات صغيرة تظهر مجموعة من الناس الذين تلتقطهم كاميرات المراقبة.. أشار والده إلى مربع معين قبل أن يصبح أكبر بحجم الشاشة.. ظهرت امرأة بثياب سوداء أنيقة مع قبعة ونظارة بنفس اللون تنزل من سيارة ليموزين ويتبعها اثنان من رجال الحراسة.. أشار والده قائلا بفخر : أقدم لك الأفعى الصينية..

قاوم تايهيونغ نفسه كي لا يفلت شهقة وهو ينظر إلى والده كأنه نبت له رأس آخر وقال صارخا : انت تريد أن تحمي ظهرك بالافعي الصينية؟؟

ضحك والده : الآن يمكننا أن نهدد ذلك الرجل.. أنها نقطة ضعفه الوحيدة!

-- انا لن افعل هذا.. - قال تايهيونغ - سوف تتسبب بقتلنا جميعا! انت تدرك أنك تعبث رؤؤس المافيا الآن أليس كذلك؟

-- لست خائفا.. - أشعل والده لنفسه سيجارا فاخرا وقال بثقة - انا ايضا لدي علاقاتي..

-- لن تورطني في هذا.. انا لدي أعمالي ولست بحاجة لأي ما كان ما تقوم بفعله..

مال والده إلى الأمام وقال بنبرة خطيرة وهو ينفخ الدخان من فمه : ليس لديك قول في هذا الأمر.. انت متورط بالفعل.. الآن كل ما يجب عليك فعله هو الحفاظ على ورقتنا الرابحة والتحضير لزفافك.. أم أنك لا زلت تفكر في تلك الفأرة الصغيرة التي كنت تنوي الزواج منها سابقا؟ من الأفضل لك أن تنسى أمرها وتبدأ التفكير في الأمور المهمة ..!

كز تايهيونغ على أسنانه وهو يخرج هاتفه من جيبه في طريقه إلى الخارج.. فتح له السائق الباب وحالما أصبح في داخل السيارة طلب رقم نامجون، قدمه أخذت تضرب الأرض بتوتر وعقله يحاول استيعاب المصيبة التي يحاول والده زجه إليها، ما أن أجاب الطرف الآخر حتى قال بصوت جاف : هيونغ اعتقد ان والدي فقد عقله!

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

نظرت ماي إلى نفسها في المرآة بتردد قبل أن تقول : ولكن اوبا.. أليس هذا.. لا أعتقد أن هذا الثوب يناسبني.. انه ضيق كثيرا..

-- ضيق؟ - رمقها جين كأنها أغبى شخص في العالم - أنه مصمم بهذا الشكل.. انه يناسبك تماما كأنه صمم من أجلك..

هز رأسه برضى وهو يربت على ذقنه بأصابعه : مع انك تجعلينه أكثر روعة مما تخيلته..

شهقت جيني وهي تمسك بذراع ماي تهزها قائلة بخفوت كاتمة صراخها الحماسي : جين.. سيوك جين يخبرك انك تبدين أكثر روعة مما تخيله عندما صمم هذا الثوب.. هل أنت مدركة لهذا؟ انه ثوب قطعة واحدة لم يرتديه اي شخص من قبل.. انت محظوظة.. نحن محظوظتان.. آه احتاج لأكون وحدي كي اصرخ كما أشاء.. هذا لا يصدق..

احمر وجه ماي وهي مدركة أن جين يسمع كل كلمة تنطق بها جيني وهو واقف في مكانه مع ابتسامة واسعة على وجهه.. أشار إلى جيني الغافلة وقال بشفتيه دون صوت : انها ظريفة..

هزت ماي رأسها مؤكدة وهي تشعر بالإحراج من جيني لكن بالتسلية في الوقت ذاته.. كان من الممتع وجود صديقتها هنا إلى جانبها..

ثوبها كان بسيطا في الحقيقة، احمر اللون ضيق على جسدها كجلد ثان، بحمالة واحدة عريضة على كتفها الأيسر مزينة بالجواهر ويصل إلى أعلى ركبتيها مع شق صغير في الوسط.. حقيقة أنه أظهر الكثير من عنقها وكتفيها حتى أعلى صدرها جعلتها واعية جدا وغير مرتاحة لحقيقة أن جسدها لم يكن مثاليا لهذا النوع من الاثواب التي تناسب أجساد العارضات.. ولم تفهم ماذا كان يفكر به جين عندما اختاره لها؟ ما الذي كان يفكر به عندما صمم ثوبا كهذا؟ انها حقا لا تريد أن تعرف.. لكن عندما قدم لها العقد المآسي والذي أحاط بعنقها تماما مع السوار والأقراط المماثلة له شعرت بالذعر ولم تعلم كيف يمكنها الاعتراض على ذلك.. لمن هذه الجواهر والي من ستعيدها؟!

حذاؤها كان اسودا بكعب رفيع يتجاوز الخمسة عشر سانتيمترا فاحتجت مما جعل جين يغير الحذاء بواحد أقل ارتفاعا بقليل وأكثر سهولة للسير.. لحسن الحظ حصلت على معطف من الفراء يغطيها حتى كاحليها وكان هذا الشيء الوحيد الذي أراحها في هذا الجو البارد.. هي كانت تشعر أنها ذاهبة إلى الحفل في ثياب نومها حقيقة ونظرت إلى جيني بحسد، الأخيرة حصلت على ثوب بلون وردي خافت وطويل، بحيث يظهر ذراعيها وظهرها فقط مع قرطين وسوار وخاتم.. على عكسها جيني استطاعت ارتداء الحذاء ذو الكعب المرتفع دون شكوى ومعطفها كان يصل إلى خصرها فحسب.. الاثواب كانت بسيطة حقا ولكن تظهر موهبة المصمم رغم بساطتها، وتخرج الجمال في الجسد الذي يرتديها..

فستان ماي تقريبا 😋

فستان جيني

جيني رفعت شعرها إلى الأعلى بينما جمعت ماي شعرها وجعدته إلى جانب واحد في حلقات لامعة مع احمر شفاهها الفاقع.. همست جيني في أذنها : اعتقد ان كيم تايهيونغ سيراجع حساباته اليوم. انت تبدين مذهلة..

سخرت ماي، آه نعم..كأن الرجل لم ير امرأة من قبل.. كل تلك النساء الجميلات اللواتي مررن في حياته.. وسيكون مفاجئا بها؟!

حسنا كان لديها القليل من شعور الترقب مثل وخزة في قلبها متسائلة عما سيظنه، أو ربما كيف سينظر إليها؟ حاولت ابعاد تفكيرها عن الأمر لأنه بالطبع لم يكن هنالك اي شيء مميز بينهما..

تساءلت عن مكان وجوده عندما لم يظهر بانتظارهم في الصالة كالمرة الفائتة، وشعرت ببعض الخيبة لكن حديث جين الممتع الهاها قليلا.. رافقتا جين في سيارة ليموزين خاصة إلى الحفل الذي كان في إحدى الفنادق الفخمة والتي كما فهمت تعد مقرا لهذه الحفلات التي يقيمها الأغنياء كل عام..

-- والآن سيداتي الفاتنات..

قال جين وهو يمد ذراعيه بانتظارهما بعدما فتح لهم واحد من الخدم الباب وترجلوا من السيارة، ساعدهم خادم آخر في خلع معاطفهم واخذها بعيدا قبل أن تتأبطا ذراعي جين الذي قال متنهدا بسعادة : كم انا محظوظ الليلة بمرافقة امرأتين فاتنتين..

كان هو نفسه يفوح بالوسامة في بدلة كحلية صنعت خصيصا لأجله وقد صفف شعره إلى الخلف وبدا مثل حلم يسير على قدمين..

مجددا عندما رأت ماي المكان الممتلئ بالأغنياء في ثياب فاخرة وجواهر براقة تساءلت ماذا تفعل هنا؟ لم تكن هذه الأجواء تلائمها ولن تفعل أبدا!

بشكل مفاجئ هذا الحفل كان أكثر مرحا من الحفل السابق واستطاعت رؤية الناس يحظون بالمرح ويتبادلون الضحك.. ربما هي أجواء عيد الميلاد..!

لم يكن هنالك اي أثر لتايهيونغ بعد وشعرت ماي بقليل من القلق، أي لماذا هي هنا إذا لم يكن هو هنا؟

سمعت صفيرا خافتا من خلفها واستدارت لتجد جونغكوك يرمقها بإعجاب : يمكنني القول إن اخي قد حصل لنفسه على امرأة حقا هذه المرة! انت تبدين رائعة زوجة اخي! ومن تكون هذه الآنسة الجميلة؟

ابتسمت ماي بخجل : انت تبالغ مجددا ولكن شكرا لك.. انت تبدو وسيما أيضا..

وقبل ان تستطيع المتابعة الصوت المزعج خرج من خلف جونغكوك بنبرة فاقدة الصبر : انت تبالغ بالفعل.. ما المميز فيها؟

تلك كانت سي يونغ التي وقفت ترمقها بانزعاج في ثوب سهرة فضي براق ضيق بكمين طويلين وفتحة طويلة في الصدر ولم تستطع ماي سوى الاعتراف لنفسها بأن الفتاة تبدو مذهلة لكن تصرفاتها السيئة تقبحها.. نقلت سي يونغ نظراتها إلى جيني وتساءلت وهي تراها لا تزال متأبطة ذراع جين : ومن تكون هذه أيضا؟

تضايقت ماي من لهجة التصغير في صوت سي يونغ واوشكت على الاجابة عندما قالت جيني بتكبر وهي تنظر إلى سي يونغ من تحت اهدابها : انا جيني ولست هذه..

ثم أشارت إلى سي يونغ بطرف اصبعها كأنها شيء ما : وانت تكونين؟

احمر وجه سي يونغ وقالت بغضب : انا كيم سي يونغ..

-- آه.. - قالت جيني ببساطة ودون اهتمام ثم أدارت وجهها متجاهلة سي يونغ التي بدت كأنها ستنفجر من الغيظ - الن نرقص؟

-- بالطبع.. - قال جونغكوك محدثا جيني - هل تودين مراقصتي أيتها الآنسة الجميلة؟

ضحكت جيني : طفل ظريف.. ولكن بالطبع..

-- انا لست طفلا..

تذمر جونغكوك وهما يتجهان إلى الوسط بينما استدارت جيني إلى ماي وجين قائلة بصوت مرتفع : لماذا لا تأتيان أنتما أيضا؟

نظر جين إلى ماي : هل تودين أن ترقصي معي؟

-- إذا كنت لا تمانع أن ادوس على قدمك كل ثانيتين..

ضحك جين وهو يمسك بيدها : سنتدبر الأمر..

فغرت سي يونغ فاهها وجين يتجاهلها تماما ويستدير مع ماي.. ضربت الأرض بقدمها وهي توشك على أن تجن تقريبا!

تساءلت ماي وجين يضع ذراعيه حولها ليرقصا لماذا لم تكن تشعر بأي شيء من تلك ال.. ماذا تسميها؟ شرارات؟ لسعات؟ وضحكت في داخلها.. كان هذا يبدو مثل عبارات مستعملة بكثرة في الروايات العاطفية، لم تكن تستطيع انكار أن سيوك جين وسيم جدا أو أنه يمتلك شخصية جيدة.. كان رجلا مثاليا وحديثه مسليا لكنها افتقدت الانقباض الخفيف في صدرها والذي يجعلها تتحرك دون راحة حركات حمقاء خارجة عن السيطرة، والدغدغات الساخنة الباردة التي تضرب جلدها مع كل كلمة تخرج منه.. توتر اعصابها المستمر.. كل ذلك كان يخرج  فقط بوجود تايهيونغ ..ومجددا تساءلت أين قد يكون؟

-- هذا مذهل حقا ياعزيزي..

قالت امرأة في العقد الخامس من العمر مشيرة إلى الشاب في بذلة سوداء مع قميص ابيض حريري فتح ازراره العلوية مظهرا عنقه وقليلا من صدره والذي ابتسم لها بأدب بينما أضاف زوجها : لقد أخبرتك.. هذا الفتى ذكي جدا.. انه قادر على تحويل حفنة من الماء إلى مال.. هل تتخيلين ذلك؟

ابتسم تايهيونغ أيضا للرجل : هذه شهادة اعتز بها من رجل مثلك سيد اوه..

فأجابت زوجته : آه يا عزيزي.. نحن حقا سعداء جدا بهذه الصفقة معك.. الأعمال تزدهر بشكل مذهل.. من كان ليتخيل.. بالمناسبة هل عرفتك إلى ابنتي؟

أشارت إلى فتاة جميلة ذات ابتسامة جذابة مدت يدها إلى تايهيونغ كي يقبلها لكن الأخير اكتفى بمصافحتها : سعيد بلقائك آنسة اوه..

-- أنا هي الأكثر سعادة يا سيد كيم.. - قالت الفتاة وهي تميل عليه بصوت مغر مما جعله يتراجع قليلا إلى الخلف كي لا تلتصق به وصوت انثوي آخر يرن في رأسه غاضبا : يا سيد كيم.. يا سيد كيم..

ابتسم تلقائيا وفي تلك اللحظة التقطت عيناه المرأة المذهلة في الثوب الأحمر وهي تراقص جين ورأسها مستند على كتفه.. ووجد نفسه يأخذ نفسا عميقا وهو يتأمل كيف تبدو، كان يستطيع رؤية ظهرها فحسب وتسارعت دقات قلبه وهو يتأمل احتضان الثوب لجسدها، شيء ما كان خاطئا معه.. هو فجأة أصبح يرى تلك الفتاة كامرأة وهذا ضايقه.. لأنه يراها كامرأة وهذا شيء لم يكن يجب أن يحدث.. هذا آخر شيء كان يجب أن يحدث!!

ذراع جين الملتفة حول خصرها تركت شعورا مؤلما في صدره وهو يرغب أن يتجه إليها وينتزعها من بين ذراعي صديقه.. شعر بالضيق وفتح زرا آخرا من قميصه دون إدراك حتى سمع الفتاة إلى جانبه تشهق وهي تقول بخرير كقطة : يا سيد كيم؟

انتزع ذراعه منها وهو يشاهد توقف الراقصين بعد انتهاء الأغنية، ثم استدارة ماي وهي تضحك، شفاهها الملونة بلون احمر قان كشفت عن صف من الأسنان اللؤلؤية وهي ترفع وجهها باتجاه جين، الثوب الذي ترتديه لائمها بشدة وهو يتعلق بمنحنياتها بشكل مغر، لعن جين في نفسه وهو يتساءل بماذا كان يفكر ذلك الوغد عندما اختار لها ثوبا كهذا.. ثوبا مثيرا أظهرها كوردة تنتظر اقتطافها!

ثم كأحد افلام الحركة البطيئة أدارت وجهها ونظرت إليه، عيونها التقت ووجد نفسه ينظر إليها بحدة، شفاهها انغلقت ببطء وعيناها اتسعتا، رفرفت بأهدابها وزحف لون وردي إلى وجهها قبل أن تنظر حولها بتوتر دون أن تلاحظ انها توقفت عن السير في منتصف حلبة الرقص.. وعادت عيناها إليه.. كانا ينظران إلى بعضهما فحسب لكنه استطاع رؤية كم أثرت نظراته بها ، وابتسم في داخله برضى وعيناه تمران عليها وهي تقف في مكانها بضيق دون أن تستطيع الإفلات من عينيه.. ذلك حتى شدها جين من ذراعها فأفاقت وسارت معه بعيدا..!

عقد حاجبيه وهو ينوي اللحاق بها حتى عاد إلى وعيه وشعر بذراعي الفتاة المتعلقة به فقال بعجلة : المعذرة..

جذب ذراعه من الفتاة الأخرى وعندما نظر مجددا كانت قد اختفت من مجال نظره فتحرك بسرعة باحثا عنها.. آه خطيبته المزيفة الجذابة جدا..!

أصبحت مجددا في مجال نظره، تنظر حولها بتساؤل.. آه هل تبحث عنه؟ الآنسة لي الصغيرة؟ وابتسم لكنها اختفت  مجددا لأن شخصا آخر ظهر امامه وتساءل بغضب : ماذا الآن؟

نامجون رفع حاجبيه : هل أنت بخير؟ تبدو مغتاظا.. بشدة! لا يجب عليك ترك حديث والدك يؤثر على تصرفاتك أمام الناس.. تعال هناك شخص يجب عليك مقابلته..

آفاق قليلا من الغيمة التي غطت عقله منذ لحظات ليستوعب عما يتحدث نامجون.. ثم تذكر.. آه والده.. حسنا فكرة الزفاف لا تبدو سيئة جدا الآن أليس كذلك؟ وسخر من نفسه.. قبل أن تتجاوز عيناه نامجون لتجداها قد اختفت.. مجددا!

تنهدت ماي وهي تنظر حولها.. أنهم هنا منذ أكثر من ساعة ونصف ربما وتايهيونغ لم يظهر حتى الآن.. قلبها كان يخفق بشدة، لقد ظنت أنه سيلحق بها منذ بعض الوقت عندما التقت نظراتهما.. شعرت بشيء مختلف.. لقد كان ينظر إليها بشكل مختلف.. نظراته كانت مثل.. لم تكن شيئا تستطيع وصفه، لكن تأثيرها كان فظيعا وأكبر دليل على ذلك هي العقدة التي تشكلت في معدتها، توترها.. وتعرق راحتي يديها.. الجو كان ثقيلا وهما فقط يتبادلان النظر.. شيء من الترقب آفاق في داخلها وهي تنتظر أن يقترب ناحيتها..شعرت انها بحاجة لأن يقترب ويحادثها.. أنها غير قادرة حقا على وصف التأثير الذي تركته عيناه عليها.. الدفئ زحف على بشرتها وفي كل مرة تستعيد فيها نظرته يعود التوتر إلى جسدها.. كان يبدو وسيما جدا كعادته، لكن بشكل مختلف.. شيء ما كان مختلفا ولم تستطع التحديد هل كان في مظهره؟ ام في ملامح وجهه؟ ام في نظرته إليها؟ كان لديه فتاة ساحرة متعلقة بذراعه ولسبب ما بدا انه لا يعيرها انتباها لدرجة أنها هي نفسها بالكاد لاحظت الفتاة.. وحاولت إيقاف نفسها.. لماذا كانت تتفاعل مع نظرة فقط إلى هذا الحد.. لقد نظر إليها فقط وهي تحولت إلى كتلة من الأعصاب.. ما الذي يفعله هذا الرجل بالضبط؟!

انتبهت إلى أن جين كان يتحدث إليها فقالت بضياع : معذرة؟

رفع جين حاجبيه متسائلا : هل أنت بخير؟

ابتسمت بتوتر : نعم.. لقد كنت افكر فحسب..

-- تفكرين؟ اوه كلا نحن هنا لنستمتع! هل تريدين الحصول على بعض الطعام؟

أنت معدتها في تلك اللحظة لكنها لم تشعر بالجوع، لم تأكل شيئا منذ الفطور لكن التوتر الذي كانت تشعر به ملأها رغم أن معدتها كانت تزقزق.. فكرت ان الطعام هو وسيلة الهاء جيدة في هذه الحالة فهزت رأسها موافقة : نعم لم لا؟

عندما وقفت أمام المائدة وناولها جين طبقا لتضع ما تشاء شعرت بالأسف مع رؤية كل تلك الأصناف المسيلة العاب بينما هي لا تشعر بالرغبة في ابتلاع اي شيء.. رغم ذلك أخذت تضع القليل من كل شيء وهي تحاول اخذ أنفاس عميقة لتهدئ نفسها.. ورغبت في الصراخ.. ما هذا الذي يحدث معها بالضبط؟ ولماذا تشعر بهذا الشكل؟!!

كانت قد أنهت تعبئة طبقها دون أن تدرك ذلك، نظرت حولها ولاحظت أن جين كان مشغولا بالحديث إلى شخص ما في ركن بعيد، ووجدت نفسها تقف وحيدة في زاوية منعزلة عن الجميع.. استغلت ذلك وحاولت التركيز موبخة نفسها على تأثرها المبالغ به وقررت أن تأكل شيئا ما أخيرا.. شعرت بالحيرة وأخيرا وقع نظرها على قطعة حلوى لذيذة المظهر صغيرة ذهبية ورطبة بالكراميل.. آلمتها مجسات التذوق في لسانها وهي تترقب لتذوقها.. لم تكن تمتلك شوكة، لاحظت ذلك اخيرا ونظرت حولها.. لا أحد.. إذا لا بأس!

رفعت القطعة الأولى إلى فمها وأنت بمتعة وهي تشعر بالطعم اللذيذ يذوب في فمها.. مذهل! كانت قد تناولت قطعتها الثانية ولم تستطع التوقف.. رفعت القطعة الثالثة إلى فمها وتجمدت عندما تسللت الرائحة الجذابة إلى أنفها واستنشقت تلقائيا قبل أن تتنهد.. آه كلا!!

شعرت بحرارة جسده خلفها وضحكة مكتومة تصدر منه قبل أن يصل صوته العميق إلى أذنيها : أنت تجعلين هذا يبدو لذيذا جدا آنسة لي..

قفز قلبها في صدرها وهي تدرك حضوره ، أنفاسه الدافئة داعبت أذنها وجانب عنقها مما ارسل ارتعاشة على طول عمودها الفقري، جزء من ظهرها وذراعها من الخلف كانا يلامسان القماش الناعم لصدر بذلته، وتساءلت لماذا يقف قريبا إلى هذا الحد.. لم يكن قد لمسها.. لكنها كانت ترتعش لسبب غير مفهوم، وشعور من الحرارة غمر جسدها.. لم تعلم ماذا تقول وكيف تطلب منه الابتعاد كي تستطيع تمالك نفسها قليلا، ودون تركيز قالت : هل تريد البعض؟ يجب عليك تجربتها..

شعرت بنبرته ثقيلة قليلا بشكل مذهل وهو يتساءل : هل علي ذلك؟

ثم قبل أن تستوعب ما يحدث مال إلى يدها المرفوعة ليلتقم القطعة من يدها!! شهقت وهي تشعر بلسانه يمر على أطراف اصابعها وتراجعت بسرعة ساحبة يدها بعيدا فاصطدمت به وشهقت مجددا قبل أن تستدير محاولة الابتعاد عنه دون أن تكون قادرة على الابتعاد كثيرا لكونها تقف في الزاوية.. نظرت إليه بعيون بحجم الصحن ولهثت : م.. ما الذي..؟!

رمقها بملامح بريئة تناقض نظراته وهو يبتلع ما بفمه بمتعة : انت محقة انها لذيذة جدا..؟!!

قال ذلك وتساءل بنبرة خطيرة : ولكن.. هل أنت بخير آنسة لي؟

-- أ.. أنا..

نظراته! نظراته كانت توخز جلدها!! شعرت بالضعف وهي تركز عينيها على عنقه رافضة النظر إلى عينيه، راقبت النتوءة الجذابة في حنجرته تتحرك وهو يسأل مجددا : هل تودين الرقص؟

أرادت أن ترفض.. لم تعتقد أنها قادرة على تحمل قربه منها في هذه اللحظة.. فكيف ستحتمل أن يضمها بين ذراعيه؟ عقلها كان يحاول تركيب جملة رفض واضحة عندما سمعته يهمس ويده تتسلل لتمسك بيدها : لنذهب إذا..

في وقت قياسي وجدت نفسها متكئة على صدره في وسط الأجساد المتمايلة والسبب ما.. في هذه اللحظة بالذات موسيقى بطيئة انبعثت من مكبرات الصوت.. ووقفت بلا حول ولا قوة وهو يمسك بيديها ليضعهما حول عنقه ويضمها إلى جسده قريبا جدا حتى شعرت بكل جزء منها يلتصق به.. احنى رأسه مسندا وجهه على رأسها حتي أسندت جانب رأسها على ذقنه.. شعرت بأنها صغيرة جدا وأنثوية جدا وإحدى يديه تلتف حول خصرها بينما الأخرى تستريح على ظهرها.. تساءلت حقا هل كان يجب أن يرقصا بهذا القرب؟ ولماذا لم تكن تقاوم ما يفعله.. مهما كان ما يفعله! رغم أنها لا تعتقد أنها ستكون قادرة على الوقوف بشكل سوي لو افلتها.. ثم سمعته يأخذ نفسا مرتجفا كأنه يستنشق رائحتها! آه كلا.. كيم تايهيونغ.. من المستحيل أن كيم تايهيونغ..

اراحت رأسها على كتفه فحسب مستمتعة بدفئه وخفقات قلبها المتسارعة تأتي من شعور بالمتعة.. كانت تحب كونها هنا.. اعترفت لنفسها انها تحب كونها بين ذراعيه.. وتحب الاستماع لصوت أنفاسه في اذنيها والشعور بدقات قلبه على صدرها.. همس متسائلا كأنه يكتم ضحكة : أنت تبدين مستمتعة بوقتك جدا آنسة لي؟

احمر وجهها لكنها اغمضت عينيها فحسب وهمست في المقابل : نحن نرقص..

اجابها بدفئ غريب : انا مدرك لهذه الحقيقة..

ثم شعرت بأصابعه تتسلل ببطء على ظهرها إلى أطراف شعرها.. آه انه يحب ذلك.. أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بهذا.. تنهدت بسعادة وسمعته يقول مجددا بصوت عميق خشن : أنت تبدين ساحرة جدا الليلة..

شعرت بالحرارة في خديها وهمست : شكرا لك..

لكنه تابع هامسا ببطء وهو يميل قليلا ثم شعرت به يضغط شفاهه على جانب عنقها : يمكنني التفكير بعدة أشياء أريد فعلها لك..

اتسعت عيناها وعلقت أنفاسها في حلقها شاعرة بقلبها على وشك أن ينفجر في صدرها وفقدت الكلمات وهي تحاول التراجع بعيدا عنه من المفاجأة، فاجأها أكثر عندما تركها لتبتعد ووقفا ينظران إلى بعضهما، تلك النظرة في عينيه ازدادت سوءا.. حلقها كان جافا وجاءت لتقول شيئا لكنها لم تستطع أن تخرج اية كلمات.. راقبته يأخذ نفسا حادا ويلعن بخوت قبل أن يديرها وإحدى يديه لا تزال حولها ويسير بعيدا.. في تلك اللحظة أدركت أن الموسيقى قد توقفت وأن الرقصة قد انتهت..

التقت نظراتها بعيني جيني المتساءلة والتي بدت بوضوح كأنها تكتم صرخة وهي تنظر إليها، كانوا يقتربون من جيني، جين، نامجون وجونغكوك الذين كانوا مشغولين في الحديث ما عدا جيني التي كانت تراقبها وأدركت أن جيني لا بد قد رأت ما حدث.. مهما كان ما حدث منذ قليل..!!

تركها تايهيونغ لتجلس قرب جيني ثم بشكل عادي جدا وقف قربها ونزع سترة بذلته ليضعها فوق ركبتيها مغطيا الجزء الذي انكشف من فخديها..

أحمر وجهها أكثر، إذا كان ذلك ممكنا حتى وازداد تسارع دقات قلبها وهو يجلس على الكنبة المقابلة باسترخاء متحدثا إلى نامجون.. بقيت تنظر إليه وعقلها يصرخ انها بحاجة للذهاب والجلوس قربه.. كيف يمكنه أن يفعل كل هذا.. ان يترك كل هذا التأثير في داخلها بحركات بسيطة لا تذكر؟؟!!

همست جيني في أذنها : اغلقي فمك قبل أن يسيل لعابك..

تداركت نفسها وأغلقت فمها المفتوح وهي تشعر بيد جيني تضغط على يدها قبل أن تقول الأخيرة بصوت يكاد ينفجر حماسا في اذنيها : ما هذا؟ ماذا كان ذلك؟ ما هذا الذي رأيته للتو؟! انتما.. لقد كنتما مثل.. مثل.. ما الذي يحدث بينك وبين كيم تايهيونغ بالضبط؟ هل تتغازلان؟

ابتلعت ماي رمقها بدهشة مشابهة لدهشة جيني وفكرت.. نعم ما الذي يحدث بينهما؟ انها لا تفهم.. أنهما في لحظة يتصرفان بشكل عادي.. ثم فجأة يغضب ويتحول إلى وغد حقير.. ثم يفعل هذا.. مهما كان ما يفعله؟!

انه فجأة اخذ يتصرف بهذا الشكل.. وهي.. هي انجرفت فحسب.. لم تستطع مقاومة مهما كان ما يفعله.. نظرته إليها كأنه وحش ينظر إلى فريسته جعلتها تفهم ما قصدته جيني بقولها انها تبدو مثل طبق الحلوى.. آه السيد كيم يجدها جذابة ربما؟

وامالت رأسها قليلا وهي لا تزال تشعر بدغدغة شفتيه على عنقها.. سألتها جيني بعيون متسعة : ماذا تفعلين؟

أفاقت وعدلت رأسها، جلدها أصبح حساسا فجأة وشعرت بالخجل الشديد.. تنحنحت ورطبت شفتيها بلسانها ومجددا وجدت تايهيونغ ينظر إليها بتركيز وابتسامة كسولة على وجهه..

قفز قلبها في صدرها ورفعت يدها الى ذراع جيني قائلة بخفوت : هل يمكننا الذهاب إلى الحمام..؟

انها تحتاج إلى استراحة.. إلى استراحة من عينيه!!

-- بالطبع..

قالت جيني ونهضت مبتسمة : سوف نذهب إلى استراحة السيدات.. المعذرة..

راقب تايهيونغ ماي وهي تنهض وتحمل سترة بذلته بتردد للحظات قبل أن تتركها على ظهر المقعد وترمي إليه بنظرة خاطفة ثم تستدير بعيدا.. عيناه لحقتا بها حتى اختفت عن ناظريه وسمع نامجون يقول بانزعاج : هل تستمع إلى ما أقوله؟؟ ما الذي يحدث معك الليلة بحق الجحيم؟

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

استندت ماي إلى المغسلة ويدها فوق قلبها تحت نظرات صديقتها المندهشة، جيني كانت تعقد يديها أمام صدرها منتظرة منها أن تتحدث لكن كل ما نطقت به كان : لا أعلم!

حقا كيف يمكنها أن تصف ما يحدث بشكل صحيح؟ في الحقيقة لم يحدث أي شيء فعلا.. ولم تقال اية كلمات.. لكن شيئا ما كان هناك.. ثقيلا يصرخ بها أن الأمر ليس بهذه البساطة.. الجو المشدود.. النظرات.. تلك القبلة الصغيرة.. مهما كان ما يفعله السيد كيم فهو يقتلها.. لا يمكنها أن تعجب به.. ذكرت نفسها.. لكنها في الوقت ذاته شعرت انها قد تجاوزت مرحلة الإعجاب.. هل هو رد فعل جسدي من الانجذاب لرجل وسيم؟ تساءلت إذا ما كان الأمر بهذه البساطة..! لم تستطع التفسير..

قالت جيني مفكرة : انتما.. كنتما ترقصان معا كأنكما قطعتا احجية تكملان بعضهما.. لا أعلم كيف اشرح.. لكن الكيمياء بينكما كانت عالية واي شخص كان ينظر اليكما بالتأكيد أدرك أن هنالك.. انجذاب قوي ..انت منجذبة إليه أليس كذلك؟

ابتلعت ماي رمقها وقالت بضياع : انه رجل جذاب على أية حال..

رفعت جيني حاجبيها : إذا أنت تقولين أن ما كان يحدث هناك هو مجرد انجذاب عادي؟

دلكت ماي جبينها وقالت بضيق: لا أعلم.. انا لم أشعر بهذا الشكل من قبل.. انا لم تنجذب إلى رجل من قبل.. انت تعلمين..

لاحظت جيني توتر صديقتها فربتت على خديها بلطف : لا بأس لا بأس.. أنت تصبحين امرأة اخيرا أليس كذلك؟ انه ليس شيئا خاطئا أن تشعري بهذا الشكل تجاه شخص ما.. لكن يجب أن تكوني حذرة حسنا؟

هزت ماي رأسها وقالت بخفوت : ذلك الوغد سوف يقتلني..

ضحكت جيني : يجب أن تقتليه اولا.. هيا تمالكي نفسك.. بردى وجهك قليلا وعدلي احمر الشفاه الخاص بك.. سوف اتركك لتهدئي قليلا ثم الحقي بي حسنا؟

هزت ماي رأسها موافقة فقالت جيني مطمئنة : لا تقلقي انت قوية..

هزت رأسها مجددا وتنهدت وهي تحدق إلى نفسها في المرآة وكأنها تنظر إلى شخص آخر.. العينان اللتان كانتا تنظران إليها كانتا براقتان والوجه متورد بينما تمايلت قليلا متأملة الثوب.. هل فعل الثوب كل هذا؟

ضحكت بخفة وهي تفعل كما امرتها جيني واخيرا بعد بعض الوقت وجدت نفسها أكثر ثقة وهدوءا.. ابتسمت لانعكاسها ونثرت شعرها بدلال قبل أن تضحك وتخرج اخيرا..

اتسعت عيناها وهي ترى نفسها في تقاطع ممرات لم تره من قبل.. هل دخلت هي وجيني من هنا حقا؟ اللعنة هي لم تعر الطريق اية انتباه حقا كل ما فعلته كان ان تتبع جيني والان وجدت نفسها ضائعة.. حدثت حولها عدة مرات بعدما تفقدت هاتفها ووجدت خاليا من الشحن.. مذهل..

أخذت المنعطف الأول إلى اليمين ووجدت نفسها أمام درج جانبي إلى جانب مخرج طوارئ.. كلا.. عادت إدراجها وسارت في الاتجاه الآخر ووجدت نفسها أمام عدة أبواب هذه المرة.. أخذت تحاول التذكر إذا كانت قد لمحت اية أبواب في طريقها واوشكت على العودة من حيث أتت وهي تتساءل بيأس لماذا لا يوجد أي شخص هنا.. حتى سمعت صوتا مألوفا يتحدث.. هل هذا صوت تايهيونغ؟؟ شعرت بالراحة وهي تحاول تحديد المكان الذي يصدر منه الصوت.. اتجهت إلى واحد من الأبواب ومدت يدها لتفتحه عندما سمعت صوتا آخر.. آه ايلينا.. لقد كادت تنسى أمرها.. أنها لم ترها الليلة وهذا كان غريبا بعض الشيء.. ان لا تأتي لمضايقتها.. تنهدت وهي تقف في مكانها رغما عنها تستمع إلى حديثهما..

صوت ايلينا كان خافتا مما يبدو أنها تبكي وهي تقول برجاء : اوبا انت حقا لست بحاجة إلى فعل هذا من أجلي.. انا اسفة.. ارجوك لا تفعل..

ثم صوت تايهيونغ الرقيق قال بدفء مطمئنا : لا تقلقي.. انا لن اتخلى عنك.. سوف افعل اي شيء لأجلك حتى النهاية.. هيا كفكفي هذه الدموع انها تقتلني.. انت تعلمين كم انت مهمة بالنسبة إلى..

ثم سمعت أصواتا مخنوقة لم ترغب حتى في التفكير ما قد يكون سببها.. شعرت كأن دلوا من الماء البارد سكب فوقها.. وقفت متجمدة تبتلع كلماته.. لماذا هي مستاءة؟ تساءلت.. انه ليس كأنه هنالك اي شيء بينهما.. لماذا تشعر بهذا الألم الآن؟ انها تعلم أن تلك المرأة هي حب حياته.. أنها لا يزال يدعوها إلى منزله بعد كل شيء.. لماذا قلبها يتصرف كأنه متفاجئ الآن.. لماذا تشعر بحرقة في عينيها؟ هل هذه دموع؟ كلا.. أنها.. أنها تشفق على نفسها فحسب..! لأنها لسبب ما شعرت بشيء ما هذه الليلة.. أنها مستاءة لأن قلبها خفق بشدة.. ولأنها شعرت بالسعادة مع رجل تعلم جيدا انه غير متاح لها.. أخذت نفسا عميقا.. كل هي لن تبكي.. لماذا تبكي؟ ليس لديها الحق في ذلك.. لا شيء حدث! الآن هي تأكدت تماما بأنه لا شيء.. بأنها لا شيء له.. هل يستمتع بالعبث بها؟ هل هو ممتع أن يراها تتفاعل كالبلهاء مع حركاته تلك؟ شعرت بالسخط على نفسها ورغما عنها افلتت دموعها.. كانت مستاءة جدا من نفسها لأنها سمحت لنفسها بأن تتأثر به.. لأنها أظهرت له تأثرها.. لأنها بدت مثل.. مثل..

شعرت بيد على كتفها وفجأة تسللت رائحة الكحول القوية إلى انفها فشعرت برغبة في التقيؤ وهي تسمع صوتا كريها يقول : حسنا حسنا ماذا لدينا هنا.. تسترقين السمع آنسة لي؟

استدارت لتجد دونغ إيل أمامها.. عيناه كانتا حمراوتان ورائحة أنفاسه كريهة وهو يقول أمام وجهها : هذا جيد.. لأن لدي بعض الأخبار لك.. آه تلك العاهرة تحاول تركي الآن.. والعودة إلى كيم تايهيونغ.. هل ترين؟ بعدما أصبح كل شيء جاهزا.. تحاول التخلي عني الآن.. اوه انها لا تعلم كم يمكنني إيذاء مؤخرتها الرخيصة..

أغلقت ماي اذنيها كي تمنع نفسها من الاستماع لباقي حديثه المليء بكلمات بذيئة مقرفة وقالت من بين اسنانها : ابتعد من أمامي انت ثمل..

-- ماذا تقولين الآن انسة لي؟ انا لست ثملا.. انا واع جدا واَه.. انا أجدك جذابة جدا انسة لي..

شهقت عندما امسك بخصرها فجأة يجذبها إليه وحاولت دفعه وهي تقول بفزع : ابتعد.. ابتعد عني!!

-- عزيزتي لا تقلقي.. سوف يكون هذا جيدا لكلينا.. سوف نحطم قلب كليهما.. تعالي إلى هنا..

حاول جذبها باتجاه الباب الآخر فضربت صدره وحاولت خدشه باظافرها وهي تشعر بالفزع ينتشر في جسدها.. انه أقوى منها بكثير واكبر حجما!! أمسك بيديها في أحدا يديه بينما الأخرى مرت على جسدها قبل أن يهمس : آه جميلة جدا.. مغرية..

حاولت أن تركله بقدميها وهي تلهث وجسدها ينتفض في محاولتها التملص من بين يديه.. كلا.. ليس هذا مجددا.. كلا..لا يمكن لهذا لن يحدث مجددا.. نوبة الفزع تملكتها حتى شعرت بنفسها مشلولة عن الحركة.. كلا ليس مجددا.. شعرت برغبة في التقيؤ وصرخت بأعلى صوتها غير مدركة أن دموعها أخذت تسيل وحدها.. شعرت بيده تغطي فمها لتكتم صراخها وهو يهمس بغضب : اصمتي أيتها العا**ة..

ضغط جسدها بجسده ليثبتها وشعرت بنفسها تختنق.. أخذت تشهق وهي تكاد تفقد الوعي ثم في اللحظة التالية تحررت.. راقبت بعيون متسعة ودونغ إيل يبتعد عنها ليطير بعيدا باتجاه الجدار.. نظرت إلى تايهيونغ الذي وقف يحدق إليها.. شعره كان مبعثرا وقميصه قد انفتح حتى منتصف صدره.. نظرات وحشية تقفز من عينيه وهو يمسح جسدها بنظرة سريعة ويطلق سيلا من الشتائم : ابن ال******* ال****..

قبل أن يستدير إلى دونغ إيل الذي نهض مترنحا ليلكمه فيعود إلى الأرض مجددا.. سمعت صوت عدة لكمات.. ثم صوت تكسر شيء ما كالعظم.. وتصاعد الغثيان في معدتها مجددا وهي تغلق عينيها.. سمعت صوت ايلينا الباكي وهي تقول برجاء مجددا : اوبا اتركه.. ارجوك.. اتركه.. سوف تقتله.. اوبا ارجوك.. اوبا..

لم تسمع شيئا آخر لأنها ببساطة فقدت الوعي!

🌸

Enjoy 💕

ايم فيري سوري عالتأخير😂
طبعا الشابتر معظمه رومانسي سو.. مابعرف شو رأيكم؟؟
بليز كومنت + لايك +شير + فولو
😍😍 وحكووولي رأيكم
وهي ضفتلكم صور هالمرة عيشو😂
إذا حابين احط دايما صور او لا؟؟

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

1.1M 72.7K 106
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
1M 25K 16
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
186K 4.2K 68
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
606K 27.6K 30
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...