Crossings Into The Abyss | مع...

By -red_moon-

53.7K 3.1K 2.8K

#Wattys 2016 winner نَفَحاتٌ من ماضٍ عتيق تتجدد المكاره ويعلو الألم ، سفوحٌ لجبالٍ تمرغتْ بالدِماء وشلالاتٌ م... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون ~ ماقبل الاخير
الفصل السادس والعشرون ~ والاخير
عودة

الفصل الثالث عشر

1.2K 98 102
By -red_moon-

( بعيداً عن ثراك يا وطن ) -٢-

# zedd

أصدر المحرك صوتاً حين لامسته بمنشفتي الخشنة ومن غير أن أعلم هب دخان أسود منه برائحة الزيت وكتمني لأتراجع عنه مختنقاً أسعل بشدة وقد إحمرت عيناي نتيجة لذلك .

مسحت سواد الزيت اللزج العالق في وجهي متضايقاً و يائساً منه ومن إصلاحه فأغلقت مقدمة السيارة وجلست عليها أفرق بين قدمي بإنتظار منقذي والذي على الأرجح لن يأتي أرثي على حظي العاثر اليوم .

كنت لم أبلغ المخرج من الحي حتى إلا وقد تعطلت سيارتي لذا لا أظن أحدهم بعابرٍ من هنا ولازلت أشعر بالإحراج من طرق أبواب الجيران لمساعدتي ، أخرجت هاتفي ونظرت إليه مفكراً في صديقي ( جوناثان ) هل أطلبه هو ليأتي من أجل إصطحابي إلى العمل ؟ .

غيرت رأيي بعدها في نفس اللحظة التي أضاء فيها ظهري من الخلف وإمتد ظلي وظل سيارتي بشكل طولي للأمام لأستدير بسرعة حين رأيت سيارة متوقفة بقربي تصدر أصواتاً من محركها القديم وتهتز ليتصاعد منها البخار الأسود .

كنت لأشعر بالفرح ولكن معرفتي لسائقها الخبيث قتلتني من الغيض ، من بين جميع الناس ظهر هو لي ؟ .

تقدم بسيارته نحو مكان وقوفي وأنزل زجاج نافذته ليظهر وجهه الخمسيني الأسمر ويستبين لي قصر قامته الجالسة على المقعد بملابسه الزرقاء الباهتة تماماً وقبعته التي تغطي شعره الممتلئ بالشيب .

علق مبدياً دهشته وهو يمد رقبته من نافذته : " أوه زيد ماذا أرى ؟ تعطلت سيارتك ... لحسن الحظ أني ظهرت بإمكاني المساعدة " .

زفرت الهواء من فمي ضجراً منه ليس وكأنني أعرف مدى إستغلاليته ولكن لطفه أثار إستغرابي القليل ، حركت قدمي راغباً في الركوب بجواره حتى قاطعني صوته البغيض المستفز حين إرتدى نظارته السوداء ورفع أنفه بإنتقاد لتصرفي : " لا ، لا إلى أين أنت ذاهب ؟ ركوبك بجانبي قمة الوقاحة يا زيد إبن الحداد ، يجب أن تقوم بشيء في المقابل ألا وهو أن تقود أنت وتوصلني لعملي " .

توسعت عيناي بقوة لدى مطلبه وصمتي الذي طال جعله يزفر قائلاً بتصنع : " لست تقبل عرضي إذاً ! أسف بني لأنك ستتأخر اليوم أنت من رفض القيادة رداً على جميلي لإعطائك السيارة " .

ولكن أقبلت عليه مسرعاً أمسك بمقبض الباب لامحاً إبتسامته المنتصرة من طرف عيني وهو ينقل جسده لمقعد الراكب .

إستقريت بجوار العجوز ( جون ) أراه يمدد جسده مرتاحاً و يشبك أصابع يديه فوق رأسه في حين أنا هنا علي قطع مسافة طويلة لأطراف المدينة لأقله حيث مصنعه المتهالك ذاك ثم أعود للمركز البعيد عنه يالي من بائس حظ .

ماهي سوى ثواني حتى إرتفع صراخه المزعج بجانبي حين بدأت بالقيادة ولكم شعرت برغبة في تفجيره : " هش أيهل الطائش تريد قتلي ! خفف السرعة " .

بضيق أجبته وأنا أصك على أسناني : " سأتأخر عن عملي ! " .

: " لا يهمني عملك بقدر حياتي يا جرو الحكومة " رد علي بإنفعال وهو ينظر بخوف للطريق ، نعم هذا هو كابوس العجزة قدهم في السيارة بسرعة مئة كيلومتر على الطريق ، كنت لأواصل نذالتي وأتابع على نفس السرعة ولكن منظر جسده الذي تصلب بجواري كتمثال جعلني أتراجع وأخفف من سرعتي زاماً شفتي بحنق .

بعد فناء وقت طويل في الطريق أوقفت السيارة بجوار مصنعه المضاء بإنارة خفيفة جداً من بعض الحجرات فيه أما البقية فقد هيمنت عليها الظلمة .

ترجل من مقعده للخارج وقبل أن يدخل نقر على نافذتي لأفتحها له وأسمعه يقول رافعاً هاتفه : " أبقه على الوضع العام ، في حال إتصلت عليك لتعيدني للبيت ! " .

مكثت أراقبه وملامحي طافحة بالملل أتبسم بسخرية من وضعي كسائقٍ له وأغلقت النافذة مغادراً لعملي بخردته المتحركة هذه والتي بقيادتها وسيرها المعقد جعلتني أفضل لو أذهب سيراً على ركوب سيارة توصلني للجحيم بحد ذاته .

~~~~~

ركنت السيارة بالجوار وخرجت منها سائراً نحو بوابة مركز المخابرات ، فتح الباب لي فور وضعي لبصمة إبهامي ورحبت بالجموع الغفيرة هناك من مختلف الأقسام مهرولين بحزم أوراقهم هنا وهناك بضجيج أحاديث بعضهم وأصوات صفق الأبواب .

نحو قسمي حثيت الخطى وهناك ما أثار إستغرابي حين وصلت لمكتبي وتركت حقيبتي السوداء عليه .

مدير قسمنا ( ديمتري ) يقف أمام إحدى الأبواب هازاً قدمه بقل صبر ، مشرفاً على سير عمال يدخلون مكاتباً وكراسي جديدة لداخل غرفة كانت فارغة لفترة طويلة .

: " زيد ! مرحباً بك يا صاح " صوت مرح جاءني من الخلف فإلتفت له هو الذي قفز وأحاط كتفي بيده مبتسماً فبادلته التحية متنهداً قبل أن أنبر سائلاً بشأن ديمتري وما يفعل .

: " ألم تسمع بالمبعوثين القادمين تحت رعايتنا هنا ؟ نحن نجهز لإستقبالهما " .

عندها قلت متعجباً من شيء نادر الحدوث كهذا ، وإن حدث فهو كارثة تخل بأمان دولة كاملة : " أنت تقصد البعثات الدبلوماسية ؟ ما نوع الخطر الجديد الأن ! " .

هز كتفيه مجيباً بعدم الدراية : " بصراحة لا أعلم ، التقرير وصل مبهماً جداً لذا الجميع ينتظرون المبعوثين مع تقريرهما المفصل لجميع جوانب الحادثة " .

هززت رأسي موافقاً ولا أنكر الحماس الذي تفجر في داخلي مصحوباً بفضول جام لرؤية الرجلين وسماع ما لديهما ، أخر مرة إستقبلنا المبعوثين فيها كانت قبيل سنتين لطمر خطر المتعصبين ضد قرارات الحكومة في حدود الريف والأن من يدري ما لديهم من مشاكل ونبوئات .

صوت أنثوي عكر سطوة الصمت بيننا لننظر لصاحبته والتي كانت سكرتيرة دائمة العمل هنا وزميلة لنا جاءت بهيأتها الرسمية وإبتسامتها البشوشة المزينة لوجهها المنطلق كالمعتاد : " أتعلمان ؟ سمعت لتوي بأن أحدهما جندي سابق سيعمل معنا هنا ! " .

تحدثت وكأنها كانت تسمع حوارنا منذ البداية ، جوناثان بجانبي كان متحمساً وظهر ذلك جلياً من إبتسامته الواسعة ، و أردفت ( ريجينا ) متحدثة من جديد وقد لمعت عيناها : " المثير في الأمر أن كلاهما من سلاف " .

: " أأنتِ جادة ؟! " هتف جوناثان بدهشة لتقابله هي بهز رأسها كتأكيد على كلامها وتركوا المجال لسؤالي التالي : " لم أفهم ! ماهي سلاف ؟ " .

فور طرحي للسؤال رمقاني بإستغراب شديد متبادلين النظرات فيما بينهما حتى تنحنحت ريجينا وأجابتني : " سلاف كيان جديد منظم للإتحاد لقد كانوا دولة مستقلة لم يمضي على إنضمامهم لنا أكثر من عشرين سنة " .

إنتهت ليتابع جوناثان ناظراً لي بإستغراب : " لا أصدق أنك لا تعرفهم وخصوصاً أنهم تصدروا الأخبار في الأيام الماضية ... وضع البلد كان متأزماً بسبب قيام حرب الثوار عليهم " .

زممت شفتي بقوة ورددت بعدم علمي المسبق عنهم لينبر جوناثان ساخراً : " مثير للشفقة لا يتابع الأخبار " .

كنت مستاءً منه وأبعدته عن طريقي لأصل إلى مكتبي بعد أن ودعت ريجينا التي إستأذنت للذهاب من أجل عملها أيضاً .

جلست أقلب أوراقي وأطالعها بشرود مفكراً في الأحداث الجديدة التي ستطرق أبوابنا للأيام المقبلة ، سرقت لمحة للعمال هناك ولمديري ديمتري حيث كان واجماً وشاحباً متوتراً لأبعد الحدود ويداه محمرتان لكثرة فركه لهما يتحدث مع من بجواره بمطلق الإضطراب .

هذا ما جعلني أدرك مدى تأثير وشدة القادم على الرغم من جهلي بمتقلبات القدر والنواميس ...

~~~~~

أجساد تركض بسرعة في الأرجاء صوت غير مريح يصدع ليوتر الحشود المجتمعة في مكان تحت الأرض لا ينيره سوى نور الشمس الخفيف الصادر من فجوة محفورة في الأعلى بالإضافة إلى مصابيح صغيرة تمهد للرؤية .

جسم حديدي وضخم ممتد للأعلى يحوطه عدد كبير من الرجال غريبي الملابس تفوح من بدلاتهم رائحة قوية تشبه رائحة الوقود البعض منهم يرتدون كالأطباء في جلسة برمجة معقدة التفاصيل على منصة عالية ترفعها عمدات حديدية عن مستوى الأرض المغطاة ببساط من معدن فولاذي.

من بينهم كان هو ناعس العينين وأشقر الشعر ستيفن بيج ! ... يضع يديه في جيوب معطفه لا يفعل شيئاً سوى تأمل الكاسح الضخم أمامه .

تبسم بخفة وأنزل رأسه يراقب عمل رفاقه على حواسيبهم المتطورة تلك يشتم رائحة الدخان من سجائر رفيقه الواقف في يسراه رسمي الهيئة لتوضح منصبه الأعلى من المتواجدين.

كلاوس خلفهم يرتدي قناعه الواقي مثلهم ولا يفعل شيئاً سوى تنظيف شفراته بصمت وزفرات ملل بين حين وحين حتى رماها وأسند جسمه على الجدار رافعاً رأسه للأعلى ينظر إلى قذيفتهم التي شغلت حيزاً كبيراً من منشأتهم المحصنة .

لمح جسداً يعرفه من بعيد يسير عبر الشبك الحديدي الموصول بدرجات تقود إلى غرف مظلمة حديدية الأبواب ومحشورة بين الصخور ، كان هو سيرجي ولم يهتم بالمكوث ومراقبتهم حيث عاد للتو من تدريباته .

رأى سترته الكحلية الثقيلة قصيرة الأكمام تظهر ذراعيه المليئة بكدمات حمراء ناتجة عن حقن يأخذها يومياً ليحمي نفسه من مضاعفات العملية ، و إستمر يراقبه حتى توارى عن أنظاره خلف باب غرفته .

لم يلحق به كلاوس بل تقدم مستنداً على الفاصل بينهم وبين الرجال المقنعين ثقيلي الملابس يراقب سير نقلهم لمواد وأنابيب تعبئة كيميائية لتفرغتها في القذيفة .

همس عندها ناقراً بسبابته على مرفقه : " وإقتربت النهاية ! وداعاً سلاف ... " .


~~~~~

الخامسة والنصف صباحاً.....

في المطار بإنتظار الرحلة حيث الأجواء باردة صباحاً و المحيط يهيمن عليه الهدوء لقلة المسافرين والمشاة على أرضيته الرخامية وهذا ما أراح من فيه من ضجيج الناس المعتاد وإكتضاضهم .

ألكساندر كان مع السيد بيير يتحادثان طوال الوقت بإنتظار شريك ألكساندر المتأخر في المهمة بجانبهما إيفان ومارك صامتان كل معلق نظره في جهة يراقبان سير القلة القليلة من المسافرين معهم يعيدان شريط الأحداث لأخر أيامهم هنا في سلاف الأرض التي إحتضنتهم منذ الصغر .

بعد أن واجهه والده بالأمر كان غاضباً جداً تشاجر معه ولم يكلمه و ولى مدبراً عنه بخلاف مارك الذي كان أكثر عقلانية منه وتقبل الأمر ليمحق مخاوف ألكساندر بشأنه وأنه قد يرغم الفتى على حياة لا يريدها .

مارك تذكر يومه الأخير في المقبرة أمام نصب والده منذ الظهيرة ولم يغادر رغم قرب حلول الليل هناك حيث كان جسده وحده من يخاطب الريح وعيناه غادقتان بحسرة جامحة يلامس التراب الرطب مأسوراً بالذكريات أحياناً يفتح فمه لينطق وأحياناً يظل صامتاً تتحكم به مشاعره .

تذكر نفسه أمام قبر الغالي ينكس برأسه مكسور الجناح مرهقاً من الحنين والشوق له يتذكر يوماً سلبه القدر منه دون أن يدري دافنين مع جسده فخره وسعادته التي حلقت برفقة روحه في بعد بعيد حتى عن حدود هذا العالم الفاني .

تنهد بقوة ورفع رأسه ليعدل من قعوده ينتظر بجانب إيفان الملول والذي يتأفف كل خمس دقائق ... كان هناك أيضاً أندريه ، هنري ، آرتوم وأنتولي مع جنود على معرفة بألكساندر تجمعوا لوداعه بإستثناء فيرناند والذي لسبب يجهلونه تأخر عن المجيء .

قبل بداية الرحلة أحدهم تقدم من المجموعة لاهثاً مع معطف بني كبير وقبعة لم يرتديها جيداً تكاد تسقط من شعره ، يحمل في يده حقيبته السوداء الممتلئة بأوراق ظاهرة منها لم تسعها لكثرتها .

نهض بيير ليحيه ويقدمه لهم ولألكساندر على وجه الخصوص : " هذا هو ( ليونيد فاسيل ) المبعوث الثاني ، ليونيد أقدم لك ... ألكساندر أرلوف " .

تحدث مشيراً لألكساندر الذي وقف مبتسماً له إبتسامة ودودة ، ليونيد الرجل المقبل على الثلاثين سوداوي الشعر والعين شعت عيناه حماساٌ وهو يصافح ألكساندر بحفاوة : " لا تتخيل حجم سعادتي بلقائك ، سررت بمعرفتك كثيراً وكم أنا فخور لأني سأشاركك مهمة عظيمة كهذه " .

ردد له ألكساندر بالشكر والفرح بلقياه في نفس اللحظة التي صدع فيها صوت المكبر محطماً صمت الأرجاء لإعلان الرحلة 345 المتجهة نحو موسكو .

نهض الجميع يوادعون ألكساندر والسيد بيير ، حضنه هنري بقوة وربت على ظهره مشجعاً ومعتذراً في نفس الوقت لعدم حضور صديقه فيرناند متعجباً في داخله من عدم وجوده بعد أن ظن أنه سيكون أول الحاضرين لأجله .

أخفى ألكساندر خيبته خلف بسمته اللطيفة والمعتادة منه وإستقبل تمنيات الجميع برحلة أمنة ليتنحى مع بيير والولدين .

وحده من كان بعيداً عنهم هو ليونيد الذي أخذ يراقبهم بشبح إبتسامة مثيراً إستغراب البعض لعدم وجود أحدٍ من أقاربه وأصدقائه ، أندريه ذهب إليه من باب الأدب وصافحه بلباقة ليودعه وظهر الإمتنان جلياً على وجه ليونيد لفعله الطيب وهو يبادله حتى إنطلق مع رفيقيه ، كان كل نظره على إيفان ومارك السائرين أمامه على الدرج يمشي خلفهما ببطء و سكون .

حين بلغ ألكساندر المقدمة إلتفت ناظراً لرفاقه في الأسفل حيث وقفوا في صف يحيونه مع إبتسامات صادقة مفعمة بأمل جدد في نفسه العزيمة ولم يدري لم شعر بقلبه ينقبض لدى رؤيتهم هكذا وتذكر الشعور المقيت الذي راوده أول ليلة قبل الثورة .

شعر وكأن كيانه لا زال محلقاً في سلاف ومقيماً فيها ما دامت نفس الهموم والمشاعر ستركب معه نحو المصير وفي نفس الوقت لديه ذاك اليقين بأن إنتمائه لن يتلاشى مع عبث ما يسمى الجنسيات هو سيعود لأرض الوطن يوماً مع مجده نحو رفاق دربه هؤلاء ، ترك خوفه من الجهول المتواري خلف عقارب المستقبل وعبر أخر بوابة تربط بينه وبين أرضه سلاف .


~~~~~

سار كل شيء بسلاسة من ترتيبات تفتيش وشحن متاع حتى أضحوا قعوداً في مقاعدهم تعلو أحاديثهم الجانبية لتتصادم مختلف الأصوات في أذان الصامتين بإنتظار إنتهاء المضيفات من تفقد ربط الأحزمة والتأكيد عليها .

إيفان كان في الخلف مع ليونيد ومارك مع ألكساندر والسيد بيير في مقدمة الطائرة ... أقلعت مخترقة السماء بظلامها المنجلي لقرب طلوع الشمس ، إيفان رفع رأسه يراقب سفن غيمها بصمت يسترق النظر في مرات متفاوتة لغريب الأطوار ليونيد الجالس قربها حيث كان يفرك يديه ببعضهما حتى إحمرت أطرافه ويضع يده على صدره ليتنفس بصوت مسموع أزعجه .

: " آه تباً أريد ماءً " قال بنبرة لاهثة وهو ينهض منادياً للمضيفة التي لم تكن لتسمعه مطلقاً لكونها في داخل حجرتهم الخاصة .

: " الرحمة يا رجل ! هناك جهاز إستدعاء لها كما تعلم " تكلمت إمرأة ثلاثينية خلفهم منزعجة منه حين ضايق الركاب بتحركاته .

سحبه إيفان متنهداً وضغط على الزر في أسفل مسند الكرسي نيابة عنه ليشكره ليونيد وهو يهز جسده في مقعده بتوتر : " شكراً ألكساندر الصغير" .

: " إسمي إيفان ! " تكلم مضيقاً عينيه نحوه ليقابله بضحكته المتوترة من أجل التخفيف عن نفسه حتى جاءته المضيفة وحادثها عن طلبه .

وهناك حيث كان إيفان مستأمناً وغافلاً تماماً عن كونه محور حديث رجلين متشحين بالسواد في أواخر المقاعد نظراتهما له لم تكن تبشر بالخير مطلقاً مع نوايا دفينة لم يكن لأحد أن يعرف ماهيتها .

": مهمتي إغتيال الشاب إذاً ؟ " كانا في صمتٍ قطعه الرجل المريب ذو الجرح الغائر على وجهه من منابت شعره حتى عظمة فكه .

: " نعم فلاد ولا تستعجل في الأمر ! تريث في مهمتك " رد عليه رفيقه هامساً وحين إسترق النظر له وجده قزحيتيه لم تفارقا مقعد إيفان فهتف بإنزعاج : " أنت تثير الشكوك كف عن النظر نحوه " .

همس بصوته الأجش : " الصورة وحدها لا تكفي ! اريد رؤيته في الواقع " .

تنهد بقوة وأراح جسده على مقعده ينتقل بنظراته بين المقاعد وفي وجوه الركاب الصامتين مع تقلبات المشاعر في وجوههم الأجنبية عنه .

فلاد كان مستمراً في مراقبته لظهر مقعد إيفان حيث لم يظهر منه سوى كتلة شعر شقراء على الجانب إختفت حين تحرك إيفان ليعدل جلوسه وحين إلتفت بشكل لا إرادي مبتسماً نحو الصغار المحاذين له في المقاعد بان جانب وجهه لفلاد المبتسم هناك بدهاء .

: " أتحرق شوقاً للبداية " همس لرفيقه مسترخياً في مقعده يحرك سبابته بشكل دائري ليطلق أنغامه الصغيرة مهمهماً بنشوة حين أحس فقط بوجود ضحية جديدة قريبة منه .

على الرغم من كونه يعرفه إلا أنه أكثر من يهابه حين يتعلق الأمر بموضوع القتل يتذكر اللذة التي يشعر بها حين تغسله دماء ضحيته دون شعور بأدنى شفقة نحو جسدٍ بالنسبة له سقيم لا حاجة لحياته ما دام هيناً ضعيف ، هذه كانت مبادئ فلاد سفاح المنظمة الأول والسائر على قانون الغاب .


يتبع ....

سلاااام ^^ ..

أتعلمون ؟ لا أدري كيف أو بأي طريقة سيصل فيها مقدار حبي وإمتناني لكم
بفضل الدعم الذي حصلت عليه في الأونة الأخيرة ملكت حماساً هائلاً للكتابة ، كل هذا بفضلكم أشكركم من أعمق أعماق قلبي ♡.♡.

.........

ماذا أيضاً للقول ! حسناً كما ترون هناك نقلة مكانية في الأحداث :) ستكون مصحوبة مع تغيرات طفيفة في حياة الشخصيات بالتأكيد .

صحيح ! ما قولكم عن الثلاثي الجديد في الفصل ( زيد / ليونيد / فلاد ) ؟

سعيدة جداً لنهاية الفصول التمهيدية الشخصيات الأخرى ستنال حقها أخيراً في الظهور :') .

# سيكون مفرحاً سماع إنتقاداتكم وتوقعاتكم للقادم ؟

دمتم بخير أعزائي ....

" معذرة إن وجدت الأخطاء " .

Continue Reading

You'll Also Like

86.8K 7.7K 48
و بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، ب...
1.2M 90.6K 36
آلهة الثلج وآلهة النار- الألفا العظيمة نيڤ جوهنسون الهارِبة والملك المُبجل ريموند لوكاس تجمعهُم نبوءة تُدعى الجنة.. قِصة حُب مليئة بالشغف والبرودة و...
2.5M 174K 101
قيود، قيود وأرض تميد .. جبال من النار تحت الجليد.. حيث تتنزل الملائكة والشياطين على هيئة البشر.. لتبدأ النهاية.. ولتُحصد الأرواح وما اُخذ بالقوة لا ي...
232K 16.9K 16
'أَنتِ كَ العَدو الذي أعلنَ الحَربُ علىٰ قَلبي وكَان سَلاحَكِ الفَتّاكَ هُو الجمال' «مُكتَمِلة» 'J E O N J U N G K O O K' 'K I M M A R I A N' Star...