يامبسم كله نور ياعيون مليانه...

By rolannnd_96

9.3K 302 56

أبوها المتهم بقتل أبوه وبدون ما أحد يدري تمت خطبتهم. يتركها بمنتصف الخطوبة، ويتزوج بنت خالته ليبتعد عنها ولكن... More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩~ العودة للديار
٢٠~ حنّ الماضي لمعرفة ما بداخله
٢١~ لملم شتاتي ولمّني إليك
٢٢~أبقيت على عهدي
٢٤~ أحببتها فأختارها الغياب تحديدًا
٢٥~ أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي؟
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠~النهاية للبداية

٢٣~ اللقاء الأحب!

348 7 3
By rolannnd_96

لورين و رعد :
نزلت المطار برفقة رعد و قفوا قدام طيارة قدرت تعرف انها خاصّه : ماخبرتك كذاب لهالحد ؟
رعد رمش ببطئ و عقد حاجبينه : بعد نقاشك الطويل بالطريق اكيد راحت الطياره
لورين بسخريه اتضحت له قالت : صح صح !
رعد اشر لها تمشي قدامه وبدون سابق إنذار حسّ برصاصه تخترق أمعائه ليسحب لورين مغطي عليها بينما صرخت عليه : ادخل
احمّرت ملامحه من انصاب بثانيه من الخلفه قريب كتفه و لورين غمضت عيونها وهي تجزم بهاللحظه موتهم اثنينهم، خارتّ قواه لرعد لكن لازال مغطي عليها كالجدار مما تركها بموقف صعب : رعد تسمعني ؟
رعد رصّ على اسنانه و برزت عروق جبهته ليقول بابتسامه جانبيه ليطمئن داخلها : ما أسمع الا حسّك قولي !
لورين زفرت وهي تساعده على الوقوف الا انه كان ثقيل عليها، حسّت بغصه تخنقها لترفع عيونها من وقف طلق النار و اقتربت خطوات من الطياره لتطل برأسها و تطلق تنهيده و هي تشوف قدامها ضابط بلبسه يدخل مسدسه مكانه ليقول مبتسم : انا علي
اضاف موضّح بربكه من رعد الغارق بالدم الا انه يحدّق فيه بحدّه : مع الضابط مجاهد..يعني سابقًا
لورين بيدين راجفه اشرت له يساعدها بحمل رعد للطياره و اردفت : انت يلي انقذتني و الواضح لنا رحلة ثانيه
علي رفع كتف رعد لتستقر على عنقه و يردف : الموضوع معقد هناك..
.
.
ثُريا امتلت عيُونها بالدموع و ناظرت خيال ف رمشت لها خيال بمعنى " اهدي "
ثُريا : ما قلت لكم طلعوا من حياتي؟
أنس : يربط بيننا دم و ذكريات لو انها صغيره الا اننا نتذكرك
ثُريا اقتربت وهي تقول : هذي المشكلة، تتذكروني لكني ما اتذكركم .. قلت لك سابقًا انا بنت مين، بنت يلي ربتني وكبرتني
حطت يدها على صدرها وكملت : ما انكر انه ابوي هنا لكن افعال عيلتك لأمي ماراح يغيرها شي
خيال : اي افعال يا ثُريا ؟
ثُريا عقدت حاجبينها : كلامهم لأُمي وانها ظلت ببنتها وحيده، وجيتهم لبيتنا بكل وقاحه يتكلمون بالسوء عليها قدامها !

خيال اتسعت حدقة عيونها بصدمه : لحظه لحظه مين بالضبط ؟
ثُريا عقدت حاجبينها و قالت : ما ادري بالضبط بس امي..
أنس قاطعها بسخريه : ماتدرين وبانيه خيالات بعقلك؟
ثُريا سكنت ملامحها بعد ما قالت : مالك دخل
استندت على النافذه و بعد ما يُقارب الـ خمس دقايق وقفت السيارة لينزلون أنس و خيال و تبقى هي ساكنه بالسياره، فتح أنس الباب بقوه و كادت ان تطيح الا انها ابتعدت وهي تناظره بحنق شديدّ : اذا قلت ماراح اجي ولا انزل مالك حق تجبرني
أنس : تفضلي
ثُريا خزته بقهر و كانت بتنطق الا انها سكتت من انفتح الباب و طلع إبراهيم متمسك بعكازه وبجانبه حازم ليقول بصوت جهوري : طلعوا ماخذين مننا بنت يا حازم !
.
.
لورين بيدين راجفه اشرت له يساعدها بحمل رعد للطياره و اردفت : انت يلي انقذتني و الواضح لنا رحلة ثانيه
علي رفع كتف رعد لتستقر على عنقه و يردف : الموضوع معقد هناك، كنت اراقب اكثر من اني اتحرك
لورين : اجل كيف عرف مكاني ؟
علي : ننتهي من كل ذا اقول لك، رفع اللاسلكي وهو يلقي أمر بالقدوم وتنظيف يلي صار بالمطار وعلى الأكيد راح يشوف نفسه بمواقع التواصل والأخبار الا ان رعد كان محظوظ لـ اختبائها
رجفت يدينها و هي تفتح علبة الاسعاف ويلي كانت مجهزه لـ أديب من اولها لـ آخرها، ابتلعت ريقها و ناظرت رعد المرمي على أرض الطياره ف تسارعت أنفاسها وهي تهدأ من روعها
بللت شفايفها و أشرت لعلي بضيق يعقم يدينها ف لبست الكمامه بإستعداد تامّ للعمليه، ما اكملت تطبيقها حتى لكنها تعلمت قدر لا بأس به خلال السنتين الماضيه.. عقدت حاجبينها بتركيز متجاهلة ملامحه و تنهيداته الا انها ماقدرت تتجاهل ألمه المكبوت لتلمع عيونها !
لورين بنبره راجفه : مافيه مخدر ؟
رعد هز راسه بالنفي : حتى لو فيه ما ابي
لورين : علي صير قريب أحتاج مساعده !
اقترب علي سمعًا وطاعة بصمت مراعي ربكتها وانها اول عملية لها، و أول مريض بحضن الغيم !

كادت عيونها تطلع من مكانها و هي تطلع أول رصاصه بعد مدة طويله وتتركها بالصحن يلي مده علي لها، كانت كبيره و مقدار الدم المفقود أكثر
طردت أفكارها السيئه لتخيّط الجرح الأول و اول ما إنتهت فقد رعد الوعي و جبينه متعرّق بالفعل، حسّت بقلبها راح ينقز من بين ضلوعها ف أردفت و هي محافظه على هدوئها : قلبه لناحيتك لكن مو بشكل تام
فهم مقصدها ليمسك رعد بهدوء و يجذبه لناحيته مما يترك كتفه الأيمن بمجال رؤيتها و تصرفها
.
.
ثُريا اردفت بتمرد لقوله : مو بنتك، ولا اخته
حازم رفع أنظاره ليرمي خيال بنظرات غريبه، حدقتّ فيه بعيون لامعه لتصد بعيونها عنه و قدروا أنس و الجد يعرفون سبب فعلها، فـ هي كانت الجاسوسة الثالثه وسط عائلة رائد وتحديدًا رعد و أديب .

ولكنها بنفس الوقت كانت زوجة حازم من ثلاث سنوات الا انها تكاد ماتعرف عنه شي
قطع الصمت المُهيب الجد : حازم خيال تقدرون تنصرفون
ثُريا رفعت عيونها لتلمح خاتم بأصابعه لحازم فـ ابتسمت و إنتشرت الفرحه بداخلها لإختها وسرعان ما اختفت من ملامح خيال الباهته و سكون حازم الجامد !
إبراهيم : وانتي تفضلي نعلمك تكونين بنت مين
ثُريا و قهر الارض تجمع بصدرها لتهمس : لي اسمي الخاص
مشت مبتعده بعدة خطوات لتقول : اذا فكرت بيوم اتكلم جيت لـ بابك، لاترسل جنودك اكثر من كذا استاذ إبراهيم !

إبراهيم احتقنت ملامحه من حس فيها تحتقره لكنه سُرعان ما حافظ على سكون أنفاسه من وقفت سيارة ممتلئه بالرجال ليتصنع الابتسامة مجاملًا : يا الله حييهم، أنس دخلهم للمجلس
ألقى أنس نظرة سريعه على اخته ليأشر لهم بأتباعه بعد ما سلم عليهم .

ثُريا خذت عنادها و راحت تمشي بالحي لتتفاجأ من حست بقرب البـيتين من بعض، كانت تفصل بينهم حديقة متسعة الأفق بس !
دخلت البيت و استقبلتها سديم بملامح هلعه لتجلس بمحاولة اخفاء توترها
ثُريا : سديم عسى ما شر ؟
سديم رفعت عيونها و ميلت شفايفها : فيه كل الخير
ويلي كانت جاهلته سديم انها تحرك جوالها بربكه دون وعي و كأنها تصرخ لثريا انه كل يلي تبين تعرفينه هنا
مدت ثُريا يدها لسديم ف سلمت عليها باستغراب وباليد الأخرى ثُريا سحبت جوالها المفتوح و هي تتنهد من فهاوة سديم، شهقت وهي تشوف صورة أديب والدم مبلل كتفه الا انه كان مبتسم و بعض من خصلات شعره طايحه على جبينه المتعرّق، غمضت عيونها بتمالك لأعصابها ومدت لسديم الجوال وهي تنسحب بصمت للجناح .. قفلت الباب خلفها و طلعتّ من تحت السرير لوحه متوسطة الحجم لتفتح ألوانها وتبدا بالرسم او افراغ الغضب ما قدرت تحدد بالضبط.
قطّبت جبينها وهي تشوف اللوحه سوداوديه للحد يلي يدخل اي احد يشوفها اكتئاب، فتحت اللون الأبيض وعصرته بزوايا محدده و صوت أديب يتردد بإذنها
نزلت أنظارها ناحية الجوال لتشوف الساعه قريب العصر و إتصالات كثييره من أديب
ثُريا رفعت جوالها متصله عليه : هلا؟
أديب نزل من السياره ليلبس بصعوبه جاكيت باللون الاسود طويل كان كافي ليغطي جرحه و الغبار المتبقى من الغابه ليردف : وينكم فيه؟
ثُريا : بالبيت وين بنكون
أديب غمض عيونه و جلس على أقرب كرسي طاحت عيونه عليه : بخصوص انك مارجعتي مع السواق بترك النقاش لبعدين، إياز و سعود وينهم؟
ثُريا : ما ادري ليه !
أديب فتح سبيكر و هو يبلل وجهه بعلبه الماي ليصحصح و النوم قاعد يغلب عليه : الكابتن الي بيجي مع رعد ارسل لي رسالة
ثُريا عقدت حاجبينها من سكت : رسالة بشنو؟
أديب : يقول لي عن اصابة رعد، سعود مايرد و إياز مره وحده مايرن، ناصر بدأ مجزرته سكروا الباب ولاتفتحون لأحد
أديب بتشديد عاد كلماته : ثُريا قفلي الباب
سادّ صمتها و هي بالفعل طلعت من الجناح ونزلت للدور الأول الا انها تأخرت كثييير و هي تشوف رجال بكل البيت و سديم جالسه مقيّده اليدين
ثُريا همست وهي ترجع للخلف : أديب
صرخت و ركضت للمطبخ وهي تفقل الباب وراها وتقول بأنفاس متسارعه : أديب فيه رجال بكل البيت، ماسكين سديم .. شسوي !

أديب فز من مكانه و طاح قلبه أرضًا ليقسم بإنه سمع ارتطامه، الا انه كان ينبض بقوه أرخى جفونه ليغمض عيونه مهدّي من روعه و ذهوله من جده يلي فجأه صار يبي يقتل نسله !
بالأصح نسَل رائد، أردف أديب قائلًا : ثُريا حاولي تحررين سديم
ليقول بثقه مبتسم : وبتتصرف
ثُريا ابتعدت عن الباب من حست بأحد يدفه بعنف و اتجهت للباب الآخر الموصل للحديقة الكبيره و وسط هالحديقة كان مسبح عميق مما تركها تبعد فكرة الاختباء فيه من بالها وذلك لانها ماتعرف تسبح فما بالها كتم انفاسها دقيقه وحده !

اختبئت خلف أحد الاشجار و هي تتصل على خيال : قولي لجدك لنا لقاء بس بعد ما يأمن بيت رائد، الآن !
سديم بيدينهم و الواضح اني أنا التاليه وش تقولين؟
خيال تلعثمت و فزت من مكانها مبتعده عن جلسة جدتها و بنات عندها: وش بقول يعني؟ لو ما جا هو، جيت أنا و الشرطة !
ثُريا تنهدت بإطمئنان و قفلت جوالها تاركته على الارض لتمسك بالسكينه يلي سحبتها معاها، دخلت بخطوات هاديه و ثابته بقليل من التردد البيت من البوابة الرئيسية
أنسحبت بسرعه لخلف الكنبه المتواجده فيها سديم.

سُرعان ما صغرت عيون سديم أثَر ابتسامتها المتسعه من انتشرت رائحة عطر ثُريا لتعرف بوجودها، كشفت ثُريا عن جسدها وذلك بعد ما وقفت تقص الحبل من على معصميّ سديم، مسحت سديم بيدها اليمنى على اليسرى وهي تدلكها لتوقف بسرعه طارحه الواقف أمامها ارضًا

إلتفتوا البقيه بنفس الوقت لتلصق ثُريا ظهرها بظهر سديم بعد ما قفزت على الكنب وهي ماده السكين بوجههم، تسارعت أنفاسها و قربّ الثاني لجهتها وصرخت برعب : ابعد !!!!
أخذ السكينه منها بحركة تركت ملامحها مذهوله بعد ما تمتمت : سكين طبخ؟
ضحك بسخريه بعد ما سحبها و قيّدها هالمَره مو بحبل، رفع أنظاره ناحية البنت يلي تتحرك بخفه طارحه رجاله أرضًا وذلك بضربهم على العنق و القلب و المناطق الحساسة، وقفت سديم تلتقط أنفاسها لتشوف اثنين رافعين السلاح ناحيتها و واحد بوسطهم شادّ على عنقها موجهه السلاح لرأسها.
.
.
لورين :
جمدت أطرافها من توقف قلب رعد فجأه و هي تنتهي من تخييط الاصابة الثانيه، مسكتّ كفه لتضغط عليه بقوه وهي تهمس : مابتصير أول مريض يموت بين يدي
سحبت يدها من كفها و حطتهم على صدره لتبدأ تسوي مساج القلب، صرخت بالم من قلبها يلي اعتصر بحزن و صوت الجهاز يلي يرنّ بإذنها معلن ان نبضات قلبه لا زالت متوقفه..

مد علي لها جهاز الصدمات الكهربائيه لتثبتهم و تصعقه بيدين راجفه : ارجع .. ارجع !
هزت رأسها بالنفي و هي تضم ملامح وجهه بكفوفها وتمسح بأناملها على عيونه و بنبـره راجفه أردفت :
ماكنت واعيه لـ إنك أنت الطريق يلي كنت أمشي عليه و كِل الاتجاهات يلي اهرب منها لها، هربت مني مو لي يا رعد !
غطّت وجهها بكفينها لتطلق شهقه وتتمتم بعدم وعي على نفسها : و أحين تكمل هرب ببساطه ؟ بدون تبرير يشفي غليلي !
أكملت بسرّها « بدون ما تقول كانت وجهة هربي لك لكن الدروب ضاعت علي العذر و السموحة ! »
ميلت شفايفها و هي رافضه فكرة رفض شخص آخر على الطياره لتمسك كفه وتشد عليه بقوه « رعـد .. يكفي »
زمتّ شفايفها للأسفل وهي تحدّق بملامحة الساكنه لطالما أعتاد على تقطيب جبينه و فك عقدة حاجبينه أول ماتطيح عيونه بعيونها ليحارب نفسه متصنع القساوة قدامها، اما عيـونه كانت تتبع كل حركة تسويها بدون شك.

مسك علي الجهاز وضربه بأعلى شي ليرجع صفير الجهاز
وترتسم خطوط قلبه عليه مُعلنه رجوعه للحياه مره أُخرى، مُعلنه رجوعه لـ لورين و عتابها يلي لو ما سمعه حس فيه، ضحكت لورين وسط دموعها يلي حرقت خدّيها وزمت شفايفها و هي تناظر علي بإمتنان، فـ هي غلبت عليها مشاعرها و ماكملت مرتين زياده مو مره !

إبتسم علي لها و ربت على كتف رعد الغارق بنوم و التفت لمن قال الطّيار " قربنا نوصل ثبتوه بأقرب مكان. "
جلس علي مقابله رعد و لورين يلي جلست هي الأُخرى على كرسيها، مسك على السرير المتمدد عليه جسد رعد ومسكته هي من الجهه الثانيه لتهبط الطياره بعد نصف يوم بالسماء على أراضي كالفورنيا .
.
.
ابتلعت سديم ريقها و عضتّ على شفايفها لترفع يدينها بإستسلام و تصرخ بغضب : اتركها !
شدّ عليها أكثر لتنزل سديم عيونها للأرض ناحية السكين القريبه منه و تقترب بخُطى بطيئه ناحيته
جثّت بركبتها بمسافة لا بأس بها لتعلوا شفايفها ابتسامه باردّه، هي تدري أكثر من اي احد ببرودة مشاعرها بمثل هالمواقف ممكن تقلب أقسى الوحوش .

ما ذبلت ثِمار أديب فيها و لانها شخصيًا كانت متدربة على يده و متقلبه مرتين على إياز، اقترب منها يلي كان واقف على اليمين ف سحبت السكن و هي تمررها على ساقينه ليصرخ بألم، ماتركت الفرصة لرئيس هالقطيع يستوعب حتى ابعد يدينه هو الآخر من على ثُريا لكن أبعدها بيدين نازفه دم.
تراجع يلي على يسار عدة خطوات بحذر: تدرين أقدر اطرحك بطلقة من هاللي بيدي؟
تلاعبت بالسكينه يلي بيدها بإبتسامه جانبيه و أردفت : لو تبي سويتها من مساعه

شدّ على سلاحه بربكه من صرخ عليه رئيسه : أبي اشوف دمها ما يهمني ناصر ولا الي فوقه !
سديم التفتت عليه بسرعه : الي فوقه ؟
نظّف حلقه الآخر و أردف بنبره هاديه : اتركي يلي بيدك و سلمي نفسك، نطلع قبل ما تشوفين جثث المتبقي من اخوانك
سديم رمت السلاح على الارض و التقطت آخر و رفعته ناحيته لترمقه بنظرات غاضبه راميه من اللهيب ما يكفي ليتركه يُجيب السؤال العالق بذهنها : مو بس انتي يلي جينا لك
رفعت حاجبينها و شدت على السلاح : مين غير أديب !
قال بمحاولة للتفاوض معاها : اتركيه و سلمي نفسك
ضحكت بسخريه : اسلم نفسي ؟ تتكلم و كأنك شرطي او عسكري او حتى شخص بالقانون !
تهبى و تعقب ولو ماتبي الرصاصه تصير بجسمك تكلم !!
تنهد و هي استفزته بالفعل ليُجيبها بشئ من التلاعب : رعد بالمطار، سعود بغرفة العمليات، إياز حادث يمكن؟
وتفكرين بيحالفك الحظ و تهربين بعدين ؟ مافيه مجال

مرتّ رصاصه عشوائيه بجانب كتفها و كادتّ تخترق قلبها لتلتفتت و تشوف الرئيس مصوبّ عليها بيده اليسرى
غمضت عيونها و همست ثُريا بأنفاس مكتومه : سديم خلينا نطلع
سديم تراجعت للخلف ببطئ ليطلق الواقف قدامها طلقه ويصرخ بجنون و كأنه صبره نفذ : لاتجبريني
خزتّه بقهر و صرخت بالمثل وهي تطلق بالسقف : لاتجبرني انت بععد!!!
صوبّ سلاحه ناحيتها و تحديدًا على راسها : انتي اخترتي نهايتك، قاومتنا و تصوبت بلغلط شرايك؟
غمضت عيُونها ف وقفت ثُريا قدامها بسرعه و مدت يدينها تأشر له بالتوقف : بتموت وراها صح؟ لو قتلتها يعني ؟

سكت الطرف الآخر و ثُريا تنهدت و التفتت للباب، كان هادي بشكل تركها تقطع الأمل من جية إبراهيم او حتى اخوها !
و أول ما أزاحت النظر عن الباب ضُرب بقوة ودخل أنس ليتّبعه شادي و حازم و أخيرًا إبراهيم دخل ببطئ ليسمع أنس يصرخ على الموجهه سلاحه ناحية ثُريا
" نزله لا أدفنك ! "
إبتسم من ناظِرته ثُريا بإمتنان و ملامحها كانت مرتعبه و يمليها العرق، فكّ أنس يدينها و قيّد الواقف و الجالس ينزف بدمه و أنتهى بتقييد المُصاب برجوله

إبراهيم حول أنظاره لسديم يلي لازالت رافعه سلاحها و سُرعان ما نزلته من لمحت شادي بينهم لتتسع ابتسامته و يرفع حاجبينه : غضوا بصركم حتى يتسترون !
نزلوا أنظارهم كلهم و التفتت سديم على شادي متجاهله كلام إبراهيم وكل خلاياها ترجف : المستشفى و الطريق
صرخت على إبراهيم : تأكد اذا ما صار حادث بالساعتين يلي مضت !!!
شادي رفع عيونه بذهول من صرخت لتقول بلعثمه و بعدم وعي أردفت : سعود بغرفة العمليات
شادي ابتلع ريقه : اهدي ابوي و ولد عمي دانيال راحوا له
قال حتى يطّمنها أكثر : مع عمك ليث

غطتها ثريا بعبايه بسرعه و تركت الحجاب على اكتافها لتتحجب بيدين راجفه، تسارعت أنفاسها و حسّت بنبضات قلبها بتنفجر فجأه ف جثت بركبتها و شدت على قبضة يدينها الثنتين بثبوت لتعرف انه نوبة الهلع رجعت لها و التوتر يلي عاشته اليوم مو قليل ابدًا بل ضعف ما كان سابقًا !

ما قدرت تصرخ و جمدت دموعها بعيونها لتغمضهم من حسّت نفسها بحضن شادي يلي مسكها قبل مايرتطم راسها بالأرض : شفيها !!
رفع أنامله لعنقها و هو بالكاد يحس بنبص فيها لتجيبه
ثُريا طبطبت على خدّها بخوف : سديم .. سديم تسمعيني ؟
ثُريا وعيونها القلقة على سديم أجابت شادي من عاد تكرار سؤاله : سمعت انها تعرضت لنفس النوبة بزواجي
شادي عقد حاجبيه : اي نوبة و كيـ.
سكت من بدأت تهتز ويدينها ترجف مما جعله يترك الأسئله و يحمل جسدها النحيل متجه لسيارته .

ثُريا وقفت و ابتلعت ريقها من شافت دانيال و أنس يحملون واحد واحد للخارج ويرمونهم بالحديقة و بعد ما يقارب النصف ساعه دخلت ام رعد البيت لتتسع حدقة عيونها من المتواجدين بصالتها ف نزلت اكياس التسوق من يدها و اعتلى صوتها : وش تسوون هنا !!
إبراهيم اشر لها تجلس : تعالي يا بنتي
ام رعد رفعت انظارها لثُريا و يلي رمشت لها تطمنها
.
.
أديب :
لحسن حظـه صادفه دكتور بالمطار ف ضمّد جرحه بعد ما نصحه " بالإبتعاد عن الخطَر "
ليتمتم أديب لنفسه " أنا الخطر و المشكلة "
يمكن لو ما لحق جده من بلده لأخرى ما كان بيتجرأ يدخل رجال بيتهم !
وقف من على الكرسي بعد ما شكر الدكتور بحرارة و لطف ليتجه خارجًا و مباشره عرف طيارة رعد يلي كانت باللون الأسود - لونه و لون رعد المفضل - .. أبتسم وهو يقترب ناحيتها لتختفي ابتسامته اول ما انفتحت البواية ونزلوا سرير يحمل جسد أخوه لكن طاحت عيونه على لورين ليركض بإندفاع ناحيتها و يوقف بوجهه علي صارخًا بكلمات قدرت توقف أديب : خير ؟ هي الي انقذته !
كلب متسرع !
أديب حرق علي بنظراته و دفعه بقوه ليروح لرعد و يصرخ : دقوا على الإسعاف بنبقى ثلاث أيام حتى يتحسن
لورين رفعت حاجبينها و أردفت : يحتاج بس دم و مراقبة ٢٤ ساعه، تقدر تتكفل بهالشئ لكن احتاج أرجع

أديب و عيونه على اخوه : مب تتحركين لمكان رجلك على رجلنا
علي : بعيدًا عن كل شي، جدك اختفى وكأنه الارض انشقت واحتضنته لذلك لو تزودنا انت و اخوك بمعلومات بعد ما تتحسنون !
.
.
الـمـستشفى، سـعـود :
التقط منديل بكفّه ليمسح على جبينه و يرفع عيونه

للدكتورة المساعدة بجنبه فـ أردف بإبتسامه : تقدرين تبدأين بالتخييط يعطيك العافيه !
هزت رأسها بالإيجاب و سرعان ما مسكت المشرط و ثبتته قريب من عنق سعود.. لتتسع حدقة عيونه من حس بدمه يبلل سكرابه : عذرًا ممكن اسأل وش هالحركة ؟
اقتربت و هي تهمس بفحيح قريب من اذنه : تطلع للدرج مباشره ولا اختك تودعها بالمقبرة
دفها بإنزعاج و نزل الكمامة من وجهه ليبتسم : سديم ؟
رفعت اكتافها و أردفت بملامح مكشّره : كم اخت عندك !
سعود بابتسامه جانبيه و ببروده المُعتاد أجاب رغم اضطراب نبضات قلبه يلي بدأت تزعج خلايا عقله حتى رجع يدينه ضامها للخلف : د.عواطف أو القاتلة عواطف ما يهم، ممكن تقولين لي مكان سيد ناصر ؟
عواطف ف قالت بنبره خشنه : مستحيل !

سعود ميل راسه : و ان قلت لك اني منكم ؟
عواطف إتسعت عيونها و كأنها صُعقت لتقول بسرعه مستدركة وضعها : لو مننا ما وصوني أقتلك انت الوحيد، بالسياره تحديدًا، مرمي بطريق خالي من المارّه لتذبل جثتك وتتعفن تحت الشمس و المطر !
سعود بحركة سريعه سحبها ليدّس بعنقها مخدر ويهمس بينما ترخّي جفونها : وذا لاني أراقب ناصر من سنين
تركها على الأرض و نادى على الممرض يلي مر : اغمى على الدكتوره بالغرفه و احتاج اطلع لكن المريض..
هز الممرض رأسه بالايجاب : احين أنادي دكتور تفضل

كان بيروح جهة الدرج ليستوقف نفسه شاتم نسيانه
و يتراجع للمصعد، انفتحت البوابة و شاف عمه ليث وماحس بنفسه الا مسحوب بسرعة البَرق ف أخذ نفس يستوعب المتواجدين ليردف بثقل : أقدر احدد لكم موقع و احتمالية تواجد ناصر ٩٩٪؜
ليث أطلق تنهيده و غمض عيونه ليربت على كتفه : خوفتني عليك، فكرت كشفك !
سعود ضحك بخفه : هو بالفعل كشفني
تمتم ليث بعدة شتمات ليلقي عليه مجاهد نظره سريعه : مُمكن تفهمني يلي قاعد يصير ؟
دانيال أطلق تنهيده و ميل راسه : انا افهمك كل شي يا عم
ليث أبتسم لدانيال : يبدوا انه كل شي تغير بالسنين الماضيه عدا مزاج صديقي
دانيال طلع من المصعد و مشى بجنب ليث كتفٍ بكتف : صديقك كان يمليه الشوق لوطنه، لبيته، لأمه تحديدًا
بينما كان يقهويك كان يصبّ الحراره بداخله، وين ما يخرب المزاج ؟
ليث حاوطه بذراعه اليمنى : أنت أسد الأسود !!
أطلق دانيال ضحكة خفيفه و إبتدتّ صداقة هالاثنين قبل خمس سنوات بالضبط، بشوارع ألمانيا و تحديدًا مدينة ميونخ وذلك لمن كان دانيال يتعرض للضرب من أكبر العصابات الاجرامية فـ شارع العرب .

و هيهات يغض البصر و يهرب فـ كان يكفي الشارع المتواجدين فيه، وقتها تنهاهى لمسامعه شتم دانيال بالعربي و بلهجة بلدته فـ أسرع راكضًا، رامي نفسه كـ أسد شرس سُرقت فريسته .
صَار بينهم عدة ألقاب و أبرزهم " أنت أسد الأسود ! "
يقولونها لبعض حتى يخففون عبئ لياليهم و برودة نهارهم بالغربه.

وبذات ليلة تعارف ليث و دانيال، أضطر ليث ياخذه لشقة سعود

« قبل خـمـس سـنـوات ، شـقـة سعود »

دانيال إعتلت الدهشه ملامحه اول ما لمح اسم عائلتهم بإحدى الإطارات و قال بنبَره متردده : وان قلت إني من عيلة عدوكم ؟
سعود رفع عيونه بسرعه و أردف بسرعته البديهيه متجاهل شكل دانيال و يلي كان يوحي إلى انه ألماني :
من عائلة السليمان؟
دانيال : بحدّ ذاتها
ليث فزّ من مكانه و أردفت بنبره بارده : الباب يوسع جمل تفضل
دانيال حول أنظاره إتجاه غيث لتلمع عيونه بحزن بالغ و أسى عليه و على نفسه، كيف مُمكن حادثة ماتمسّهم تقطع حصولهم على بعضهم البعض كأصدقاء؟كأخوه؟
لكن لانهم جزء من القطعة الكبيرة يلي تُسمى - العائلة-
أردف دانيال : اسمي دانيال ولد ليث السليمان، الباب يوسع جمل والقلب يا ؟
ليث أردف بإبتسامه : سمّي الوالد، دم اخوي على يدين عمك صح؟
سعود فرّق شفايفه ليقول بذات عقلانيته المُعتاده : وش ذنبه ؟
إذا عمه أو ابوه او حتى جده سوا هالشي، وش ذنبه !
ليث سكت لـيكمل سعود بنبره هاديه تارك الشاش على الطاوله و واقف : ما اشوف غير ذنب واحد و هو عقولكم المتخلفه
تعالت ضحكات منبعثه من دانيال و ليث فـ سُرعان ما سكنت ملامح سعود الغاضبه و مد يده ناحية دانيال بإبتسامه : معاك سعود ولد رائد
أعتلت الدهشَه ملامح دانيال للمره الثانيه بهاللحظه
ونَال إعجابه تفكير سعود : أنتظركم بالمقهى يلي بكون فيه قريب
سعود بإبتسامه أردف : ليه لا ؟
حاوط دانيال ليث يلي جلس بجنبه ليردف : بدون شك ليث أسد الأسود
ليث ضحك بسخريه : لو تتأمل اسمي اشوي
ضحك سعود بشدّه حتى دمعت عيونه و اتجه لداخل بعد ما قال لهم انه عليه اختبار و لازم يدرس لجل يضمد جروحهم بالمستقبل أفضل .

مرت الأيام و الاسابيع و الشهور لتمضي السنين برمشة عين و ليث كان رحّال بكل البلدان و أول ماينزل لـ ألمانيا فـ رجلينه بتقوده للمقهى يلي يشتغل فيه دانيال بلا شك
لياخذون من الأخبار و السوالف ما تكفيهم للفترة القادمة من أنقطاع ليث و مغادرته.

« الـوقـت الـحـاضـر ، بعد مرور أسبوع »
رجعوا من كالفورنيا بعد يوم و ذلك بسبب لورين يلي بقت تحنّ فوق رأسهم و علي يلي وافقها الرأي و قال إنها أمانه مجاهد و طولت بالخارج، فـ أديب بعد معرفته بوضع سديم الحَرج جهزّ الطياره بنفسه

اقتربت لورين و ملامحها تحترق بالكامَل من الوضع يلي هي فيه، فـ رعد و رأسه العنيد كان رافض دكتور/ة غيرها
كانت غزل تحدّق فيها بنظرات لهيبيه بينما رعد رمى تيشرته و أستند على السرير ليتأوه بألم، تنهدت و هي تشيل الضماده و يلي كانت من الليله السابقه لتردف بغضب : ماتركت سعود يغيرها لك !!

غزل جلس بالطرف الآخر من السرير و هي تلبس خاتمها و حلقها لتسبق رعد بالكلام : سعود ما جا البيت أمس لجل يغيرها
رفعت لورين عيونها تجاهها لتنتهي غزل من وضع عقدها اللامع ليحيط بعنقها : تبين شي ؟
لورين ضحكت بسخريه و هزت رأسها بالنفي : لا بس لو تتفضلين برا بكون بخير أكثر
رعد التفت على غزل ليرمقها بنظره كانت كافيه لتسكت
لكن هيهات غزل تستجيب : وليه بتكونين بخير أكثر ؟
وجودي مضايقه بـ شئ ؟ إلا اذا كان لك مقصد ثاني !
لورين قلبت عيونها و عضّت على شفايفها بصبر : راقبي كلامك
غزل نزلت سحبت شنطتها و اقتربت لـ لورين : ليه اراقب كلامك اذا ما تراقبين تصرفاتك ؟ إنتي حتى ما صرتي دكتوره و استلمتي شهادتك !

رعد كان بيتكلم الا انه لورين شدتّ على جرحه وهي تلتف على غزل بينما ملامح رعد قلبت للإحمرار : وجودك مضايقني و تحديدا عيونك يلي ما إنزاحت عني اول مادخلت
غزل ضمّت شفايفها للداخل و من ثُم أردفت باستفزاز : العذر و السموحة، أحين اطلع خذي راحتك
سحبت عبايتها من خلف الباب و رجعت تاخذ شنطتها لتختفي و لورين عقدت حاجبينها من رائحة عطرها القوي و الثقيل على الصدر

أخذت نفس و هي تنتهي من تضميده بسرعه و غضب متفاديه النظر له و من أول مارجع رعد لوعيه ما نطق بكلمه لها و لا هي الثانيه لحد ذي اللحظة يلي نظف فيها رعد حلقه قائلًا : يعطيك العافيه
لورين لمت أغراضها و هي تتنفس بسرعه ليوضح له انه معصبه : أخر مره اجي ولك تحديدًا
وقفت و هي تطلع من جيبها خاتم باللون السماوي بملعان ينافس لمعان عيونها المختلطه بإحمرار أثَر قلة النوم .. مدته له و بقى يتأمله، كان بيدها لكن مو بـ إصبعها.

قال بسرعه من حطته على الطاوله عند رأسه : خذيه ف هو لك أكثر من يكون لي
لورين : ما ابي شي منك لي و ما ابي ذكرى تطلع لي منك وسط طريقي الجديد
رعد عقد حاجبينه و اعتدل بجلسته اول ما لبس تيشرته ليردف : وش قصدك ؟
تسارعت نبضات قلبه و بُنيت الجبال بصدره فـ ضاقت الأرض الواسعه عليه لمن وضحتّ قصدها و طلعت خاتم آخر، أكثر بساطه، أقل لمعان، خالي من الحب، لكنه مختار بعناية و إهتمام .. دخلته بإصبعها و سحبت شنطتها
لورين : وبنهاية المطاف نرجع غريبين محامي رعد
أنت ذاك الغريب يلي دخلت المقهى وأنت نفس الغريب يلي صادف و صار أول مريض لي !

رعد وقف قبالها جاعلًا من أنفاسها تنكتم و من خُطاها مثل العادة ثابته ما تبتعد و ذا الشي يلي يعشقه فيها.
ثبوتها قدامه رغم مساوئه و جفاه و بروده و خشونته
رغم عيونه الناطقه و لسانه الصامت، كانت و لازالت توقف بثبات يبعثره هو لحاله مما يتركه يبتعد بخُطى خجلًا أن يُخيّب ثقتها و يوقف بمسافه.

لطالما ذي المسافة، الثغرة، الحفره كـانـت متواجدة
المسافة كانت موت رائد، الثغرة مجاهد و الاتهام العالق على كتفه، أما الحفره فـ هم كانوا الحفره بحد ذاتها !
أرخى أكتافه و ابتلع ريقه و هو يحس إنه يحتـرق بالمعنى الحقيقي ، ليهمس : لورين لا تسوينها فينا !
ضحكت بسخريه : فينا ؟
رفعت سبابتها و إقتربت منه تأشر على أيسر صدره : هنت عليك و هننا عليك، لا تتجرأ تعاتب بـ شي مالك حق فيه
رفع كفّه متمسك بأناملها المرفوعه تجاهه ، شادّ عليه بقوة : إذا على غزل فـ إنفصالنا بيصير خلال شهرين وذلك لسمعة العيلتين، وش يرضيك يا بنت مجاهد ؟
لورين سحبت يدها و رفعت الأخرى أمام عيونه بارزه خاتمها لأنظاره : عطيت الكلمة و مو أنا يلي أهرب من شي بديته !
رعد رفع حاجبينه ليميل شفايفه : خطاي على خُطاك
و عيوني بعيونك، و قلبي لك، بكسر القلم يلي بتمسكينه لتوقيع حزنك.
امتلت عيونها بالدموع فـ رفعت يدينها تمسحهم بعنف و تهمس له بملامح تعتليها الإستنكار : كسره اذا ما كسرت راسك !
رعد بإبتسامه جانبيه : اذا ماكسرت راسه قبل، لحظه مين أساسًا ؟
لورين : مالك دخل ولا تجرب تعرف
التفتت بتطلع الا انه سحبها من ذراعها : مين
لورين حدّقت فيه بغضب و اعتلت نبرتها : دكتور يوسف، وش استفدت بمعرفتك ؟
أرخى كفه و تمدد على السرير ليردف : اني اجهز قبره بإسمه
لورين ضمت شفايفها للداخل و ضحكت من فرط ما تشعر فيه، رمت المخده عليه بحنق : جرب تلمسه يا رعد وقتها بتكون أقبح شي دخل حياتي
رعد اتسعت حدقة عيونه إلا انه اظهر البرود : لاتقولين شي بتندمين عليه بعدين

لورين : وقتها بتبدأ عداوتي فيك
رعد اتسعت ابتسامته ليردف : بتكونين أحلى عدوه حصلت عليها
لورين ناظِرته بغيظ و رمت عليه مخده أُخرى لتصيب بطنه، تأوه بالم لتجمد مكانها : أقل شي تعتذرين
لورين : انت اعتذرت ؟
رعد سكت و هو يحدّق فيها لمده أربكتها : وبعدين غرفتك يلي ممتليه بمخدات وش دخلني ؟
طلعت بخطوات مُسرعه لتصادف بخروجها من البيت
إياز عقد ذراعينه و أنظاره على يدها : مين سعيد الحظ؟
لورين ضحكت بسخريه على حالها لتبتسم و تقول له وهي متجهه للباب : أعزمك على العرس و تتعرف عليه شخصيًا
إياز ألتمس سخريتها ليقول بسخريه مماثله بل أكثر منها : غريب كنت أفكر سعيد الحظ بيكون رعد !
لورين التفتت عليه : وش تخبصون ؟
إياز باستغراب مشى لناحيتها : قولي لي اني ما افهم بلغة العيون و بسكت و بكمل طريقي للبيت، قولي العكس وبسمع صديقة الطفولة لو لمرة !

لورين تنهدت و غمضت عيونها : ماعندك زوجة اخو انت؟
إياز ضحك بهدوء من سؤالها يلي كان بمثابة إجابة له
" تفهم بلغة العيون " ليُجيبها : بسمع لك

التفت و هي بقت مكانها تفكر بالرفض ليكسر رفضها قائلًا : عندي زوجة أخو و هي زوجة أديب .. أشوفك بالحديقة
لورين لوحت بكفها مبتعده : سلم عليها
إياز بنبرة هاديه : يوصل ان شاء الله !

دخل إياز البيت و تناهى لمسامعه صوتها بل صوت ضحكها مع سديم، كانت ريناد بالمجلس على يمينه مع سديم وخمّن الثالثه رحمه اخت غزل وبنت خالته بنفس الوقت .
أخذته الذكرى لـ قبل أسبوع و لمن طلع من الاجتماع تحديدًا فـ أخذ يستحضر المشهد واقفًا أمام المجلس .
«قدام الشـركـة »
وقف إياز حاملًا أخَر إصدار من كتاباته، كانت النسخة الأولى ليتراجع للخلف بذهول من اصدام سيارتين يبعدون عنه مسافة بسيطه، نزلت نافذة السيارة الحمراء ليعتلي صوتها بالصراخ : وين عقلك كان بيطيرك لو ما جيت !
إياز رفع اكتافه بعدم أهميه : لو خليتيه؟
ريناد رمقته بنظرات غاضبه ليتجاهل وجودها مبتعدًا لسيارته حتى حسّت انه بيجلطها من بروده !
كيف يركب سيارته و يطلع لطريق بعد ما كان إشوي ويُدهس !!!

إرتخت ملامحها من رجع بخطواته لجهتها و أردف بينما كان متجنب النظر بعيونها : تفضلي أوصلك، صدمتي سيارتك بسببي
ريناد : ماله داعي احين ابوي بيطلع
إياز اشر لها تلحقه بعد ما قال : عمي طلع من ساعتين
ركبوا السياره لترفع عيونها للمرآه : مبروك كتابك الجديد
إياز : الله يبارك فيك، لكن حسب علمي ماتحبين القراءه؟
ريناد : لا زلت ما أحبها
إياز حرك سيارته : أحسن لك، لا تقرأين لغيري و لا تقرأين المكتوب لك !
ريناد سحبت الكتاب و هي تتفحصه : قصدك سطورك الي تتكلم عن الخيانه ؟
إياز و عيونه على الطريق : على اساس ماتحبين ؟
ريناد فتحت المقدمه : ما احب لكن أقرأ بس كذا
إياز : صفحه ٢٥٦
ريناد رفعت حاجبينها و هي تقول : لكن مافهمت عنوان الكتاب - اورا -
إياز وقف عند الإشارة المضيئه باللون الأحمر : النور الساطع، و بعدين رجعي الكتاب خيالي و يتكلم عن الصداقه والحب يلي مستحيل عقلك يفهمه
تجاهلت إهانته و هي تفتح الصفحة
و تقرأ بعيونها اسم الفصل «نسيانها »
أرخت جفونها لتقطّب جبينها و لاح شبح إبتسامه على ثغرها و هي تقرأ المكتوب بشبه إضطراب أو اضطراب كلي !
" استيقظت بنصف الليل و أنا محمّلٌ بثقل، ثقل نسيانها
صوتها و رائحتها العالقه بجيوب أنفي، لم تنبسّ ببنت شفة عند الفراق ليجعلني أنبش نبشًا كسارق داخل ذاكرتي .. أي خطأ فعلته؟ و أي قولٍ ألقيته حتى ذهبت مني لغيري، هل هانَ عليها أن تصبح نورًا لغيري حقًا؟
بئسًا لفعلها فـ نسيانها سهلٌ إنني على يقين بذلك .. "

بللت شفايفها بطرف لسانها لترمي الكتاب بالمقعد يلي بجنبه و تلقي تنهيده ثقبتّ قلبه لكن هالمره مرت بنفس الثقب الموجود..

رجع لواقعه و كأنه فزّ من كابوس أرهق بدنه، تمسك بالطاوله و هو يلتقط أنفاسه ويلي يشوفه يجزم إنه راكض للبيت بخبر سئ إلا انها كانت هي، مرت من قدامه لتطلعه من شروده لشرود آخر ليستمع لصوت سديم المذهول لوجوده : إياز !

رفع أنظاره لها بإبتسامه : ما قلنا اللقا فيها برا البيت؟
رفعت أكتافها و ابتسمت له بالمثل ف برزت دائرتين بوسط خدّيها : ما فكرت انك بتكون موجود ولانها جات قبلها بمره و بعد سنين
سكتت و قالت مبرره أكثر : ولانه رحمه قالت نلتقي عند سديم فـ ماعرفت وش اقول و لو أدري والله،
قاطعها إياز و هو يضحك بخفه : ياسيدة كل النساء، لاتجربين تحلفين قدامي لأني مصدق كل حقيقة و كذبة تقولينها !
سديم زمتّ شفايفها للأسفل و ضمته بلطف لتنسحب للحديقة مع ريناد، أما رحمه فـ انسحبت لجهة المصعد ليصادفها إياز و يرفع حاجب : وش تسوين هنا ؟
رحمه رفعت اكتافها و قالت بسرعه : بروح لغزل
إياز : بس غزل مو هنا و اتوقع كلنا ندري إنها بشغلها
رحمه طلعت من المصعد بحنق و قالت : لو ادري ما جيت طبعًا
إياز هز راسه بتسليك لها و كان ماهر بقراءة الناس و كأنهم كتب مفتوحه، يقرأ الحسن و القبيح منهم فينعزل لعدة ايام بغرفته مستجمع ما تبقى من طاقته الاستيعابية
وبكل مره نفس الدهشَه، نفس الخيبة، ماكان فيه شي جديد متعلق بالناس إلا قلّه منهم من يبهرونه .

الوحيده يلي يعجز عن قراءتها هي سديم إخته ف تقلبات مزاجها السريعه تربكه و تعبيرها عن مشاعرها لطالما كان مختلف، يا يكون بالحد الزائد أو القليل.. القليل يلي يقابله جفا من أخته !
أنفتح المصعد للدور الثالث وكان قاصد يروح لرعد ليشوف أديب طالع من جناحه فـ ضحك من ظنه الصح و إنه رحمه كانت قاصده بابه مو باب أختها مثل ما زعمت .
أديب : كاتبي العزيز، صباح الخير
إياز هز رأسه بيأس و اشر للساعه الذهبيه المعلقه فوق المصعد : مساء النور أستاذي !
أديب وهو يرفع خصلات شعره السوداء متجهًا للدرج :
سعود لا زال معاهم ؟
إياز التفت عليه و قال بهدوء : قصدك مع مين ؟
وبهاللحظه طلعت ثُريا من الجناح على كلمات أديب السامّه بالنسبه لها : يعني مع مين؟ مع عيلة مجاهد
القضيه إنتهت لكن ما نبي شي يربطنا فيهم !
ثُريا عقدت ذراعينها لتردف : عسى ماكلين حلالك و ماندري يا أديب !
إياز ضحك بهدوء و لوح بكفه : أترك لك الساحة
غمز لها و أردف : حيلك فيه !
ما ان التفت إياز حتى سكنت ملامحه و اختفت ابتسامته و حس بإرهاق و هو من عند باب البيت لحد باب رعد صادف ما يكفيه من الناس، وكانه مرّ بعدة قرى و سمع مشكلة كل قرية .

تنهد إياز و دخل لرعد ليعتلي صوته : وين اميرتنا النايمه ؟

ابتعد بذهول من شافه يرمي عليه تمثال ليصير حُطام على الأرض، حدق فيه وكان أسود : لو جاي براسي ؟
رعد و أنظاره على الأرض : اعرف وين اصوبّ
رفع إياز ثوبه لحد خصره و تربع أمام رعد ليسمعه يقول بغيظ : وبعدين وش اميرته؟ ارفع علومك !
إياز رفع اكتافه : ماعندي مشكله بتصير الضفدع
رعد اتسعت حدقة عيونه بذهول و التفت عليه : وش عندك؟ اللف و الدوران وراه شي !
إياز إتسعت ابتسامته و كانت فعلًا من قلبه ليقول : بساعدك باللي بتسويه
رعد عقد حاجبينه بإستنكار : ووش بسوي عذرًا؟
إياز ميل رأسه وحولّ أنظاره لعيون أخوه فـ أطلق ضحكة مكتومة من ملامح رعد الغاضبه : أنت اكثر كتاب استمتع وأنا أقراه !
هز راسه بيأس ووقف : مريض انت تدري؟
إياز تمدد مكانه لرعد و هو يشوفه متجه لغرفة الملابس ليقول بسرعه : ببادر و بساعدك، روح حديقة الحي لورين بتكون هناك
تراجع رعد بخطواته و صار قدام إياز بسرعة البَرق لينفجع الآخر : وش تبي؟
رعد تنهد و رمقه بنظره ليقول إياز بإستسلام و كان نوعًا ما مُحطّم لانه ما استمتع بالقدر الكافي من استفزاز رعد ليبتسم و يُجيب : ماحددنا وقت لكن لو كان بيني و بينها تخاطر فـ هو العصر !

رعد رفع حاجبه : تخاطر؟ بينك و بينها ؟
إياز أبتسم و هو يشوف رعد عقد ذراعيه و اقترب : ووش يقول التخاطر يلي بينك و بيني أخوي ؟
إياز قلب للجهه الأُخرى بسرعه و وقف بإعتدال : انك كنت بتخنقني !
ضحك رعد بهدوء و هز رأسه ليأكد على كلامه : صح عليك
إياز رفع اكتافه و اتجه للباب : لا اشوف وجهك بالحديقة اجل
ضحك من اعتلى صوت رعد ليمطّر عليه شتائم و تهديدات بغيظ

سحب رعد بلوفر عشوائي و جنز وكلاهما كانوا باللون الأسود طبعًا، بدل لبسه بحركه سريعه و وقف قدام مراية المغاسل يبلل وجهه بالماء ليعود رشده و وعيه له
رفع القبعه و طلع بخطوات سريعه، خفيفه، غير تارك أثرٍ خلفه
رفع جواله و هو يتصل على سعود بهدوء : صرت احسن يا سعود، العنوان !
تنهد الآخر و قال بمحاوله للتفاوض : بس اجي معاك
ركب رعد السياره بجانب عبدالمجيد ليردف : معاي عبدالمجيد
سعود لوح لدانيال و ليث يلي توهم داخلين المقهى فتنهد وهو يقول : أرسلت الموقع لكن ماراح تشوف شي
.
.

لورين دخلت البيت و شافت أبوها خارج بنفس الوقت يركب سيارته لتركض و توقف بجانب النافذه وهي تضرب مرتين، نزل مجاهد بسرعه و قبل رأسها ليحتضنها لمده و يقول : متى بتهجدين ؟
لورين هزت راسها بالنفي : ابدًا، بابا بسألك
مجاهد : قولي و سألي و تدللي، بس نركب السياره أول
اومأت له وهي تركب بالجهه الأخرى و تردف : لقيتوه؟
مجاهد التفت عليها : وش بتسوين لو لقيناه؟

لورين ميلت شفايفها و همست : بقتله !
ضحكت بقوه على تعابير مجاهد المفجوعة : بابا عاد !
بس ابي أعرف لو بياخذ يلي يستحقه
مجاهد حرك السياره و هو يتنهد : والله يا بنيتي سعود يجزم بإنه حصل مكانه لكن كل مارحنا المكان فاضي و غبار يستقبلنا
لورين : افهم من كلامك انه هنا ؟
مجاهد هز راسه بالإيجاب و قال بسخريه : تذكرين الشايب يلي قال بيشهد بالمحكمة لي
لورين و عيونها على الطريق : ايه !
مجاهد : كان يد ناصر اليمنى و لو شهد فـ كان بيشهد ضدي و يطيرني للموت
لورين قطّبت جبينها بإنزعاج شديد من ناصر و مصايبه اللي ما تنتهي لتقول : خذني للمكان
مجاهد رفع حاجبينه و قال متصنع عدم الفهم بينما هو دارك نية بنته : اي سوق قلتي تبين؟

لورين ضحكت بهدوء و عادت كلامها : خذني للمكان اللي حدده سعود
مجاهد ناظرها بطرف عينه مد كفّه لها : هو بيدنا شي ثاني؟
ابتسمت بهدوء وهي تحتضن كفّه بكفها و تُجيب : لا
شدّت عليه و تحس إنه الغيوم احتضنتها، اتسعت حدقة عيونها و هي تشوف الخاتم لتخفي يدها و يرتعش جسمها كله
- وحقيقة الأمر كانت، إنها ما ردت على يوسف للحين -
رفعت عيونها بشرود للطريق يلي كان الضباب يغطيه
« قبل يومين، بالمستشفى »
وقفت قدام المستشفى ليستقبلها الدكتور يوسف بعد ما ألقى السلام : وعليكم السلام و الرحمه
احمّرت ملامحها باحراج من قال : اسبوعين و اخيرًا جيتي
لورين : كانت عندي ظروف عذرًا للتأخير
يوسف أشر على المستشفى و اطلق تنهيده : كلنا عندنا ظروف، معذوره
لورين أزاحت عيونها عن المستشفى طارده بحركتها ذكرياتها اول وصولها للسعوديه، توديع أمها و تنويمها
وانتهت بالمحادثة الطويله بينها وبين وشادي .
ابتلعت ريقها و هي تشد على كفها وتقول بربكه بينما تأشر على المقهى القريب : تفضل!

جلس قدامها ليقول بدون مقدمات : لورين، بدون لف و دوران ابي القرب منكم
سكت لثانيه و أضاف موضحًا : يعني منك
لورين إنعقدت حاجبينها بشكل خفيف و بقت ساكته
مافيه تردد بداخلها، كانت جازمة بالرفض لا هي الي تبي تتعرف عليه و على عُمقه ولا هي الي تبي تدخل بطريق جديد بينما ما سكّرت ذاك الطريق.. بالرغم إنه الاستاذ و الدكتور يوسف إنسان روحه جميله جدًا، حنون، مبتسم الثغر دائمًا .

فرقّت شفايفها و كانت بترفض لولا إنه سبقها بقراءة ملامح وجهها الدالة على اجابه ما ترضيه، طلع الخاتم و وقف بهدوء مبتسم : ما شفت الا انه يليق عليك، تعالي هنا بنفس الوقت بعد أسبوع
تنهد و هو يحدّق بملامحها المحمّره، هل من خجلها أم كبحها لإجابتها كانت صعبه عليها هالقد..

قال وهو يسيطر على جمود ملامحه : ان كان على إصبعك فـ اهلًا فيك و بالسرُور اللي بتدخلينه حياتي، ان كان على الطاولة ونفس هالشكل.. بتبقين عزيزة دايمًا و لاتنسين !
لورين رفعت أنظارها ببطئ و رمشت له بإبتسامه لتزيده تعذيبًا لا أكثر .
أول ما طلع من المكان اقترب العامل بكوب قهوة لتخترق الرائحه جيوبها الأنفيه بل الاصح - داهمت الريحه قلبها -
شوقًا و حزنًا و شفقة كثيره على نفسها، كيف بكل مره ينجح يداهم مُخيلتها ؟
كيف يتسلل لداخلها و يتسلق جبالها المرتفعة ليتخطى السور يلي رسمته كـ حد بينها و بينه، و برائحة قهوته المفضله بعثَر شتاتها !

ما كان وجوده و لا كان إرسال رسالة لها و لا حتى طاريه
كانت أشياءه الخاصّه، سرعان ما لمعت عيونها حتى توقف وارتعش بدنها .. ماتدري إرتعش من برودة ما تحسّ فيه او من اللهيب العابّق بصدرها !
سحبت الخاتم حفاظًا على الامانة ودخلته بشنطتها
وهي تتساءل لو كان رعد بهالصراحه وش كان بيصير ؟
لو تكلم عن أفكاره يلي تزعجه لها، و مشاعره يلي تنطق فيها عيونه وش كان ممكن يختلف..لكن بعض الناس اذا مو أغلبيتهم كانوا ولا زالوا يحبون يكبحون مشاعرهم
خوفًا من الفقد، خوفًا من الوقوع بالحب ربما، ولعدم تعمقهم بالطرف الآخر كثيييير .
كان رعد من ضمنهم بل تبصم بالعشر إنه ممكن يكون رئيسهم .
تنهدت و هي تركب سيارة حازم يلي حرّك مباشره و هو مستغرب صمتها، فـ هو إن كان يعرف لورين لو قليل كان متأكد انها بتسأله عن شادي عن مجاهد أو حتى ب اسوأ الحالات بتسأله عن إبراهيم، ما رفع عيونه و ما تجرأ
احترامًا لها، و لـ إضطراب أنفاسها ..

عادت للواقع لمن وقفت السيارة، لكن وقفت قدام بيتهم القديم أو بالاصح بالبيت يلي قدام بيتهم !
قطّبت جبينها و هي تناظر ابوها يلي ألقى تنهيده : قلت لك، العم أحمد كان واحد من الافاعي المتواجده بجنبنا
نزلت لورين و هي تحدّق بالبيت بينما تسكر باب السياره و تردف : بس ليه ناصر يجي هنا ؟
مجاهد حاوطها بذراعه لتستند على كتفه و أنظارهم الأثنين على البيت : لانه قديم و الناس مهما أنكرت ف هي تعشق العتّق !
لورين التفتت على بيتهم و اخذت نفس : صادق
مجاهد أشر لها بإبتسامته الحانيه على البيت : لو تتفضل تاج راسي ؟
لورين اتسع ثغرها بالابتسامة : شكرًا ملكي، لكن نتفضل بعدك !
رفعت عيونها ناحية البيت و كان مُخيف للقدر يلي يخليها تتردد و توقف فضولها يلي ما إعتادت عليه لحد الحين .

مشى مجاهد قبلها و فتح الباب المطلّ على الحديقة و يلي كان زرعها مُعلن الحدادّ على نفسه فـ كان يابس وكأنه الخريف مرّ عليه مئة مره بالسنه و مو مره وحده بس!

اما الباب و يلي كان من خشب كان بيجرح يدين يلي تلمسه من كثر ما الشمس نورتّ عليه و زادت قسوته
الا انه كان مفتوح ليزيد الجو غرابه لا أكثر

رفعت أنظارها و هي تسترجع بذاكرتها صورة قدام البيت
لتوقف و كأن احد صقعها بكهرباء، ارتجفت نبرتها و اعتلت نبرتها و هي تستوقف أبوها : لحظه !
التفت مجاهد عليها بسرعة البرق ف ابتلعت ريقها و هي تشوف رعد و عبدالمجيد طالعين راكضين من البيت ليسأل مجاهد و رعد بنفس الوقت : شفيك !
لورين طلعت من البيت و هي تأشر لهم على يمين الباب : هنا، مكان ما كان كاسر جالس
طلعوا كلهم من ساحة البيت الصغيره و صاروا وراها يستمعون لها و هي تكمل : كان بالصورة شاد بيده اليسرى على خشبة
لفت و هي تناظر ابوها لتأكد : صح؟
مجاهد عقد حاجبينه بمحاولة التذكر ليسبقه رعد و هو يطلع الصوره و يمدها له : وضحي أكثر
لورين تنهدت و هي تلف للبقعة بصمت و تزيح الصخور المتوسطة الحجم يلي عليها، اتضحت لهم بوابه حديدة بل أشبه و كأنها بوابة لخزانة، أخذت نفس و هي تنفض يدينها : صحّ قول سعود و، ما أكملت كلامها ألا و سيارة رعد تلاشتّ بنيران قدامهم
فتحت عيونها و هي تشوف أبوها و رعد مغطين عليها و عبدالمجيد واقف قدام رعد كـ درع يستقبل كل شي يجي له.

غمض عيونه رعد براحه و هو كان راكن سيارته بنهاية الشارع فصرخ على عبدالمجيد : ورا البيت .. ورا البيت !
إعتدل مجاهد بوقفته و مد يده لبنته و هو مستنكر فعل رعد، مسح على خدينها و قبّل جبينها بحركة سريعه ليهمس باذنها " أحب بنتي و ذاكرتها الحادّه " ليتركها و يفتح البوابه و يظهر أمامه درج مؤدي للاسفل : تفضل يا ولد رائد !

بالطرف الآخر من البيت وقف عبدالمجيد قدام اللاشئ
كان قدامه جدار و ساحة فاضية، خاليه حتى من النوافذ
و أي كائن حي يتنفس هنا، ما استمر بتفكيره ذا الا و انفتح قدامه بوابة توضح النفق ليضحك بسخريه و هو يقترب قاطعه على الهارب خروج رأسه و التنفس الهواء الطلق لو قليل، ابتعد و هو يأشر له يطلع : تفضل
قطّب جبينه الآخر بغضب و كان المراقب أحمد و مثلما أطلقوا عليه سابقًا مجاهد و رائد - العم أحمد -
طلع وهو يتنفس بطريقة أزعجت حواس عبدالمجيد ليرفع حاجبينه و يقول : درينا انك معصب وين راس البلّيه ؟
رد عليه بملامح متهكّمه و كثير : ماشفت من البلا شي يا؟
طنشه عبدالمجيد وهو يرجع يدينه للخلف بطريقة رسميه إعتاد على فعلها بوجود ظرف مثل يلي هُم فيه

اما الآخر حرق عبدالمجيد بنظراته و لو جسده و قدرته البدنيه ساعدوه فـ كان أول شي بيسويه يطرح الواقف أمامه ارضًا، لكن استحالة يتحرك شبر واحد قدام الضخم البُنيه، الممتد طوله، المستعد لتصدّي أي حركة بادرة منه .
.
.
ثُريا و أديب :
وقف سيارته قدام بيت أمها و قفل باب السياره و الصمت طول الطريق كان محمّل بثقل عليه، ما يكفي انها ومن رجع ما نطقت غير بـ " الحمد لله على السلامه "
و قبل إشوي لمن اتخذت موقف منه و قالت قدام إياز
" ماكلين حلالك يا أديب "
جملتين لمدة تخطت الأسبوع، فـ بادلها السكوت ليهديها السكون و الراحه، كان على يقين بإنها بتتكلم بعد يومين بالكثير إلا انه تفاجأ من تخطّت و صارت تنام بوقف جلوسه .
ثُريا حدّقت فيه بصمت لتنزل عيونها على الباب، فهم مقصدها و ميل شفايفه متصنع العكس حتى نطقت اخيرًا بنبرة مبحوحه : افتح الباب !
أديب حرك السياره بخفيف متلاعبًا بأعصابها : مو قبل تقولين مشكلتك
ثُريا ميلت شفايفها و رفعت أكتافها : اي مشكله عذرًا؟
أديب : كانك جثه بالبيت، بعد رجوعك من الجامعه تنسحبين لغرفتك و طول يومك نايمه .. و أكون اكثر توضيح تقفلين باب غرفتك و كأنه احد بيداهمك !
ثُريا رمشت بهدوء : ما كان الاتفاق كذا طيب؟ تنتظر مني شي كزوجة طبعًا لا، أنتظر منك بالمثل برضوا لا

أشرت على البيت و هي تقول : بهالمجلس قلت بالصريح تكملين دراسة و تبعدين عن كاسر، و انا قبلت بالصريح يلي قلته !
ألقت تنهيده عميقه و غمضت عيونها بتعب : و أنت بالمثل كنت تبي زوجة تسكتّ فيها أمك، قول لي احين نسيت شي ؟
أديب رفع حاجبينه و أردف بنبره هاديه : كاسر لاتجيبين سيرته قدامي و لاني لسبب ما، ماسك نفسي أروح اعدمه بيديني
سكت لمده قصيره و استرسل بكلامه : ما تركت أمي تختار لي، لأني اخترتك قبل
ثُريا اقتربت منه متصنعه عدم الاهتمام بينما داخلها و كأنه نبتّ الورد فيه، بجانبها الأيسر تحديدًا
همست بهدوء فوضوي بعثر كل حواسه : افتح الباب لو سمحت !

ضغط على القفل بأنزعاج و اضطراب من نبضات قلبه يلي تسارعت من اقتربت بهالشكل عند اذنه أن صحّ القول
ابتلع ريقه من نزلت بسرعه ليزفر، حرك السياره مبتعدًا بعد ما تأكد من دخولها .
.
.
رعد :
دخل و كأنه عارف الطريق ليبتسم بسخريه و هو عنده نفس النفق بـ ألمانيا، الا ان اهداف كل واحد فيهم كانت مختلفه، رفس الباب برجله اليمنى و ظهر أمامه جده المنغمس بمشاهدة الخارج، كانت الغرفة ممتلئه بكاميرات مراقبة لأماكن مختلفة، جذبه أربعه منهم وكانوا " بيت رائد، بيت إبراهيم بما فيه جهة الشقق، مكتب أبوه، غرفة تحتوي على ناس من مختلف الأعمار "

حسّ بخصلات شعره تتبدل للون الأبيض و داهمه صداع قوي و هو واقع بين حقيقة إنه جده، يلي رباه، و ربت على كتفه بيوم من الأيام، يتاجر بالبشر .
ضاقت عليه ملابسه و برز عرق جبينه ليتضح إنه اعصابه فعلًا انحرقت، بلل شفايفه بطرف لسانه قبل ما ينطق و يقول له : اكتب عناوينهم
رمقه جده بنظرات بارده و صد عنه بصمت
صرخ رعد و قلب الطاوله و هو يقترب : اكتبهم قلت !!
بلل شفايفه ناصر و استند على الكرسي ببرود مستفز بل قاتل، لتعتلي إبتسامة على ثغره و يردف قائلًا : تبي اقتل كل عزيز عليك اصرخ ثانيه !
انهى كلماته الحارقه على دخول مجاهد و خلفه تمامًا لورين يلي شهقت أول ما شافته، إحمّرت ملامحها بغضب من رحبّ فيها : تقابلنا وجهًا لوجه لورين !
لورين عفست ملامحها و كانت بترد لولا انها سكتت بذهول وهي تحدّق بالكاميرات، داهمها صداع و هي تتامل بالأطفال المحتضنين بالأرض .. مجاهد قيّد يدين ناصر بخفه و وقفه ليشدّ على كتفه : كمل سوالفك بالمركز

ناصر تنهد وملامحه تعتريها الهدوء، المُحير، و المخيف بذات الوقت ليكسر صمتهم : تتعبوني لهناك و انا بطلع بساعتين !
كان واثق من كلماته جدًا حتى ردّ عليه رعد بنفس الثقه و سخريه واضحه : بهالساعتين برفع قضيه بأدله كثيره، اتوقع اني انا يلي بتعب !
طلعوا للخارج و وقفت سيارتين للشرطة لينزل من الأولى علي و بجانبه شادي : يا مساء الخير !!
القى شادي كلماته بإبتسامه جانبيه و كان مروق للحد يلي يجعل خديه متوردين .
وقف شادي قدام ناصر و رجع يدينه للخلف و بطريقه رسميه غريبه تحولت ملامحه للجدّيه : طريقك للمحكمة مو المركز
رعد عقد حاجبينه : كيف ؟
ناصر رمق شادي بنظرات غاضبه : وش تقصد ؟
شادي بابتسامه جانبيه : ما شفت الرسالة من المحكمة قبل ثلاث ايام ؟
سكت شادي لثواني : متهم بتهريب أسلحه، مخدرات، بشر، و أمر لقتل لورين بنت مجاهد السليمان، تفضل !
رعد اتسعت ابتسامته و ضرب شادي بقبضته على كتفه : و انا أقول ليه ماعندك قضية من اسبوعين

شادي حول أنظاره له و قال بملامح هاديه خافي ابتسامته و فرحته لردة فعل رعد : من شهر، تابعني بتدقيق !
ناصر رفع حاجبينه بإنزعاج : أخلص علي انت وياه !!
رعد اشر على شادي و من ثُم نفسه : أنت محامي الناس يلي عنده، و أنا لورين!

شادي و لورين أردفوا بنفس الوقت : ليه ان شاء الله ؟
رعد ضحك بخفه : عشان دفاع شادي بيحولونه لمسائل شخصيه، كل ما كان أبعد كل ما كان أفضل !
لوريت ميلت شفايفها و قالت بنبرة هاديه : صح !
ركبت سيارة مجاهد و ركب شادي بجنبها و سرعان ما التفتوا بذهول من ركب رعد و على طول عبدالمجيد يلي تغيرت معالم وجهه أول ما سمع صوت سيارات الشرطه
شادي : خير ان شاء الله
رعد استند للخلف و اطلق تنهيده : سيارتي تفجرت اذا ما كنت تدري

شادي : ادري، تقدر تنزل احين ؟
رعد تأوه بألم و كشر بملامحه تجاه شادي ليبتسم من داخله بخبث من حرك شادي السياره
رعد اقترب من شادي ساند فكّه على كف يده و بكل أريحيه اردف : نقول مبروك ؟
قال كلماته و هو يحدّق بـ لورين و سُرعان ما إرتبكت من رد شادي : على شنو ؟
فرّق شفايفه رعد بابتسامه جانبيه لكن سبقته لورين وهي تناظر شادي محافظه على نبرتها الهاديه يلي لعبت بنبضات قلبه و صارت كأنها طبول فـ هي دايم تنجح ببعثرته و كأنه ورق تساقط لتعصف فيه، في حين انه كان معتقد أنه هو العاصف الوحيد .

هو البَرق و هو الرعد و بدون شك هو الصلب إلا من القريبين له، تجاوزت لورين القريبين منه و صارت أشبه برئتينه و الدقات يلي ما أعارت لغيرها إنتباه .
ليبقى يتساءل بينه وبين نفسه، متى كان للحديد قلب؟ و متى بدأ بالتنفس، بل مين سمح له بالتنفس غيرها هي و ورودها البيضاء ؟

سأل سؤاله لشادي لعلّه يكذب قولها و يقول : اي خطبه؟
لكنها سدتّ تساؤلاته لمن قطعت الحديث و أردفت بكلمات صعقته : أعتقد يبارك لك بسديم
شادي شتت أنظاره على الطريق و عقد حاجبينه : سديم؟
رعد اتسعت حدقة عيونه و قال بغضب : وش تخبصين؟
لورين استندت على النافذه و قالت بشئ من البرود حتى انها استفزت شادي نفسه ليوقفّ السياره و يناظرها لتضطر لإكمال كلامها : جدتي قالت لي أنه كلم أمه لجل يجوون يخطبونها لك
سكتت لمدة قصيرة و كملت : اهه صح اتوقع جدي كان بيقول لك يوم الملكة
سكتّ شادي و كان مستنكر سكوته و رفع عيونه للمرآه من تكلم رعد : سديم بنفسها ما تدري !
لورين رجعت تستند على النافذه من حرك شادي و قالت بسخريه : اذا انت كنت نايم لـ أسبوع وش دراك؟

رعد حدّق بـ عبد المجيد يلي هز رأسه بالنفي و رد عليها بسخريه مماثله : مركبّ كاميرا بالبيت و.
سكت من قاطعته بنبره ثلجيه : وراثه عندكم ؟
رعد فرّق شفايفها بغيظ ليناظره شادي بسرعه : لو تبي انزلك بنص الطريق أنطق !

ميل رعد شفايفه و تكتّف بقهـر مكبوت و توسط الصمت بالفراغ يلي بينه و بين عبدالمجيد و أخذ يحدّق بالكل حتى يتأكد من سكوتهم، لكن ما كانوا بحاجته خارجًا كثر ما كانوا يحتاجونه داخلهم ليسكنّ صدماتهم، إرهاقهم، و حربهم مع كثير أشخاص - بمخيلتهم - .

وقفت سيارة شادي أمام المحكمة ونزلوا كلهم ما عدا عبدالمجيد يلي أرسله رعد للبيت حتى يتأكد من قول لورين، كانت ذي مشكلته الكبيره.. مايصدق إلا لمن يتأكد من مصادره الخاصه، ما يبلع أي حقيقه الا بأدله و كأن كل شي عنده قضايا متراكمه على رفّ النسيان .

دخل شادي بخطوات متسعه و بسرعة البرق صار عند الباب، بينما لورين التفتت لرعد : ما جيت أقول لك انتقامًا، عني و عن دكتور يوسف
رمشت بهدوء و هي تحدّق بكتفه متجنبه النظر لعيونه المُهلكه لها للحد يلي يتركها تنسى كلماتها .
لورين : مو من النوع يلي يركض ورا شي خسره، خصوصًا لو كان هالشي منسحب من نفسه .. ما أنتقم لسبب انت ممكن تكون فيه سعيد، تلاقي سعادتك وياها مع غيرها بس
رفعت سبابتها تحذيرًا له : لا تتجرأ تعيد كلامك، صرت غير مرئي لي بشكل !
كانت تقول بلسانها كلمات جارحة بعكس عيونها يلي تنطق بمختلف أنواع الحب، و الكثييير من الاقتباسات العالقه بذهنها من كتبها .
رعد بابتسامه جانبيه : دليل و أصدقك اني صرت غير مرئي !
لورين رفعت أكتافها بعدم اهتمام : أخر همي أثبت لك شي، أحين محامي رعد تفضل ردّ دين انقاذ حياتي لك

رعد التفت على بوابة المحكمة : وبديتي بالدين؟
لورين ضحكت بنفاذ صبر و مشت قدامه فـ أسرع خطواته و هو يمشي بجانبها : على الأقل أول محامي لك
مثل ما صرت أول مريض
لورين أطلقت تنهيده عميقه : صدق انك مريض !
اعتلت ضحكات رعد بالارجاء، حتى انها التفتت بصدمه له و هي تهمس : فشلتنا امش
اتسعت ابتسامته و هو يقول بغيط : تأكدت اني مرئي لك
لورين همست : ياصبر أيوب
التفتت عليه و قالت عينها بعينه : أكرهك و ذا يعني مهما سويت بتبقى غير مرئي، حتى للقاء الجاي و يلي اتمنى ما يصير، أول شي بسألك اياه - مين أنت ؟ -
عقد حاجبينه بإنزعاج من كثر ما عادت عليه أنه لاشئ بحياتها بينما هي تكاد تكون كل شي : ما مسكت هاليد و تأملت هالعين و تجرأت مسكتها ثاني مره لو لا أني شاريك، لكن..
أشر على أيسر صدره و شبح إبتسامه اعتلى شفتيه : ما يرضى تصيرين الثانيه، لانك الأولى فيه

سبقها هالمره متجاهل جوابها يلي يشك أنه موجود، بل مشى خايف من تعبيرها عنه ..و بنفس الوقت تملكه الغضب، ما قدر يخفيه من ملامحه و تحركاته يلي توضح إنه منزعج للحد يلي مُمكن يوصل جده للإعدام بدفاعه بعد نصف ساعة عن لورين كونه - محاميها!

بطرف آخر و ببقعة بعيده تمامًا، تحديدًا بالصفوف العسكرية و بأخر الصف الأول العامود الثاني كان واقف بإعتدال و أنظاره أمامه بنقطة محدده و رقبته ثابته بطريقة رسميه، سمع الأوامر بالتحرك فـ رجع يدينه من الخلف و مشى بخطوات معدودة ليوقف من صرخ القائد بأسمه : راكان !!!!!
التفت عليه بملامح ساكنه و مُقلتيه خاليه من النور و كأن الليل مغطي بستاره عليها و بنبره هاديه : تفضل
القائد بملامح متهكمه : ما سمعتك !!
اعتلت نبرة راكان و هو يرفع يده اليمنى كـ تحية : أمرك كله طاعه، تفضل !
القائد أقترب منه بهدوء : ارتاح
و أول مانزل راكان يدينه و أرتخت اكتافه حسّ بقبضة يد القائد تضرب بطنه بقوه لينحنى بملامح محمّره و يعتدل بسرعه متجهز للدفاع عن نفسه، إلا انه القائد ماترك له فرصه و هو يتغلب عليه بمهاره و كأنه وُلد لينتصر على الغير

أبتعد عن راكان و طلع ورقه من جيبه راميها عليه : أول مهمه لك، هالاثنين خلال ثلاث أيام يصيرون هنا !
انحنى لراكان يلي كان جالس على الأرض و تعابير وجهه غاضبه من الدم يلي ينزل من أنفه : اذا قال لك الطرف الثاني سواء كان بجنبك او مقابلك ارتاح، لاتسمع له
اثبت على موقفك، مترقبّ لـ أي حركة معاكسه ممكن تصير ضدّك !
تنهد راكان و وقف ماسك الورقه بيده : حاضر
القائد أبتعد خطوتين و قطّب جبينه لتتبدل ملامحه برمشة عين : ما سمعتك راكان السليمان !!!
قربّ ساقينه من بعض و أعتدل بوقفته لترتفع أكتافه و يرفع يده اليمنى مرة ثانيه و قال صارخًا : حاضر !

انصرف القائد من ساحة التدريب و راح راكان باحث على أقرب كرسي، لمح كرسي بعيد و كان للقائد ف ضحك بسخريه ليجلس عليه بعد ما قطع مسافة نص الساحة :
إبراهيم يا إبراهيم .. غمض عيونه و هو يفكر بأحلامه كونه مدير أعمال ناجح يدخل عدّة اجتماعات و يرفع راس امه و جده، متغلب على كونه ولد أبوه و مبتعد عن كونه أناني مثل أبوه الا انه تصرفاته كانت تظهر للغير - أناني -

فتح الورقه ، و كان ببداية الورقة عنوان جده لتتسع حدقة عيونه لمن قرأ أساميهم و تتسارع نبضات قلبه بذهول و تبدأ الأفكار تحوم حوله طالبه أجوبه كـ قطه طالبه للأكل .
بالأصل الورقة كانت خاليه من المعلومات، بس عنوان و اسم، كيف بيجيبهم ؟ كيف بيقنعهم ؟
مسح على وجهه بعد ما دسّ الورقة بجيبه و وقف متجهه لغرفته المشتركة مع ثلاث عساكر اخرى .

ارتمى على سريره بعد ما تروش وخاض يوم طويل جدًا عليه ليغمض عيُونه بإرهاق و كأن الدنيا كلها كانت على اكتافه
و ما ان غمض عيونه حتى انفتح الباب بقوه " نداء طارئ "

وقف راكان أولهم و طلع راكض ليوقف بالصف الأول مرجع يدينه للخلف، مستمع للقائد الآخر، الأشد قسوة و يلي يشك أنه بداخله قلب يحب، اذن تسمع، و عيون تشوف المتألم، ببساطة ما يفهم المشاعر الطبيعية يلي يحس فيها الانسان.

اتسعت حدقة عيونه من اقترب منه و حافظ على ملامح وجهه الساكنه و انتظام انفاسه و هو يحس أنه شايفه بمكان لكن ذاكرته ما ساعدته، غمض عيونه من همس له : وش تنتظر !
عقد حاجبينه و ابتعد : ابدأ بتمارين الضغط !
رفع القائد معصمه ليشوف الساعه قاربت على صلاة المغرب، شتت أنظاره عليهم : بعد نصف ساعه تدخلون تصلون و ترجعون الليل كله
راكان رفع رأسه : الليل كله !
رفع حاجبينه القائد قائلًا : انت الوحيد بتظل للصبح
عض طرف شفته بغيظ و هو بالفعل ما نام من يوم، و احين يطلب منه يقاوم ليوم آخر ؟
.
.
جلست ثُريا قدام أمها بعد ما تركت الشاي و القهوه على الطاولة، سألتها مسكّه عن احوالها و احوال أديب و أجابتها " الحمد لله " فـ عمّ الصمت بعدها و أنظار مسكّه على التلفاز تتابع أحد المسلسلات المحببه لها
تنهدت ثُريا لتنتبه مسكّه لها و ترفع أنظارها نحو ثُريا يلي ملامحها كانت محمّره بشكل واضح، عيونها متحجره فيها الدموع و سرعان ما اتسعت عيونها لمسكّه لمن قالت بنتها : كذبتي علي؟
مسكّه نزلت البيالة و التفتت على بنتها بإهتمام شديد طالبه تفسير للي تقوله : بخصوص؟
ثُريا ابتلعت ريقها و نزلت رأسها : اهل أبوي
مسكّه اقتربت منها و جلست على جنبها الأيمن لترفع راسها : لاتتزلينه عندي و قدامي
ثُريا ضحكت بخفه لتقول بسخريه : بس رضيتي لمن نزلته عند كاسر ؟
مسكّه احتقنت ملامحها و تبدلت معالم وجهها للشحوب و جاوبتها : تسمعين من جدك أفضل
ثُريا : وصار جدي بيوم وليله؟ من ٢٤ سنه وينه؟
مسكّه وقفت دخلت غرفتها لتطلع بعد ثواني معدودة بألبوم وتمد لها صوره عشوائيه، مسكتها ثُريا و هي تشوف ابراهيم بعرضه و طوله، ابتسامته الدافئة بعكس البارده احين، عيونه على البنت يلي بحضنه و يلي مباشره تعرفت عليها - كانت هي - بالثالثه من عمرها، شدت بقبضة يدها على حتى انعفست بكفها دون شعور، بل بمليون شعور كان يسكنّها، مغطي عليه الزعل، الغضب، فقد شئ من الثقه بداخلها لتهمس : مهما كان السبب، ما راح يصير مقنع لدرجة يترك قاتل يمد يده علي، يخنقني يمه يخنقني !!!
بيده، تصرفاته، كلامه !

طلعت من البيت و الصورة لازالت شاده عليها بكفها الايمن، مشت لين طلعت من الحي و وصلت الشارع العام، رفعت جوالها تتصل على أديب الا انه مارد منا زادها رغبة بالبكاء أكثر، دقت مره ثانيه و عيونها صارت ماتشوف قدامها من الدموع

اتصلت للمره الثانيه و أجاب عليها من اول رنه و هو توه محرك للمحكمة : الو، فيك شي ؟
ابتلعت ريقها لعلّ الغصه تروح الا انها كانت عالقه مثل ما تعلق القطه على الشجرة، ردت بصوت يكاد ينسمع : تعال لي
أديب بدل طريقه من نبرة صوتها اللي كانت ترتجف : ما كنتي بتنامين؟
ثُريا عقدت حاجبينها بإضطراب : يعني ماراح تجي؟
أديب : مسافة الطريق و أنا عندك
ثُريا : برسل لك الموقع لاني مو بالبيت
رفع حاجبينه : ووين ان شاء الله !!
ثُريا سكرت بوجهه و هي تحس بإختناق، انحنت و هي تمسح على صدرها لتبدأ بالضرب بخفيف و هي ماتحس بالهواء اطلاقًا، دمعت عيونها لتطلق شهقة من اقترب منها احد المارّه و الهلع يعتلي ملامحه : بخير اختي؟
أخذت نفس و هي ترفع راسها وتشيح بنظرها عنه و هي تهز راسها بالصمت ليعيد : متاكده بخير ؟
ثُريا اومأت راسها بالإيجاب : شكرًا لك بخـ،
سكتت بصدمه من سيارة أديب المسرعه اللي كانت اشوي و تطيّر الواقف قدامها، غمضت عيونها بعابر السبيل على الأرض : انتبه يا اخوي، لو صادمني؟
أديب ما ترك له مجال يوقف و ثبته على الارض : وش تبي؟
عقد حاجبينه الآخر : اتركني و نتفاهم بعدها !
اتسعت حدقة عيونها من أديب يلي رفع قبضته ناوي يهشّم وجهه الا انها مسكته، احتضنت كفه بكفوفها الثنتين و هي تهمس : كنت اختنق و جا يسأل، كنت اختنق !!!
حدّق بعيونها المحمّره بهدوء ليوقف أديب معتذرًا له
أديب : بتتكلمين و لا كيف ؟
ثُريا تجاهلته و ركبت السياره، ففتح باب السياره و رمقها بنظرات حارقه : مين اكلم !
ثُريا : ما لك دخل
سكر الباب بقوه ليركب السيارة و يحرك و عيونه على الطريق لكن بنفس الوقت عليها، زاد السرعه ليعتلي صوته : شصاير !
ثُريا قلبت ملامحها و صرخت عليه : وقفففف، انا غبيه يوم اني دقيت عليك
وقف السيارة و التفت عليها لتهمس بحنق : مريض نفسي
أديب : ثُريا !
رفعت اكتافها و صدت عنه لتسمعه يقول : خير ان شاء الله
حرك السياره بسرعه لكن أخف من قبل، غمضت عيونها و هي تستغفر الله
وقف قدام مبنى كان مو غريب عليها، وبوجوده بتاتًا بل مالوف للحد يلي ترك قلبها يكاد يقفز من وسط ضلوعها
طلعت و هي تشوف نفس المبنى يلي هربت من كاسر له
كانت بترفع رأسها لتشوف السطح الا انه سحبها بقوة و هو يرقى فيها، دف الباب برجله ف غمضت عيونها من هبت نسمة هواء تركت جسدها يرتجف .

ثُريا : وش تسوي؟ تكمل يلي قاطعته ؟
أديب ضحك بسخريه : كيف عرفتي ؟
اشر له تصعد على الحافة لتوقف مكانها بعناد و هي مقطّبه جبينها، طالبه تفسير لحركته، صرخ عليها : قلت صعدي !!!
تنهدت و هي تبلل شفايفها بطرف لسانها لتصعد بهدوء نبضات قلبها غطّت عليها صوت أديب يلي كان ينادي بأسمها : ثُريا ناظري تحت !
هزت راسها بالنفي و هي ترفع راسها للسماء : ما راح أناظر
أديب : احين قولي لي، لازالت عندك رغبه بإنهاء حياتك؟
ثُريا : لا ولله الحمد لا !!
أديب رفع رأسه و شافها لازالت مثبته رأسها : السبب؟
ثُريا تراجعت بتنزل الا انه ثبتها لتلقي على مسامعه أنواع مختلفة من الشتم، ناظرته بحنق : اتركننني !!!
أديب رفع نبرته لتغطي على صوتها : ليه ماتبين تفرطين بروحك احين، وش فرق قبل شهرين ؟
ثُريا صرخت عليه وهي تنزل : لاني خفت من ربي أسبق روحي قبل يومها، و لانك جيييت !! ارتحت؟

ثُريا اقتربت و هي تهمس : كاسر مو موجود، امي مرتاحه، انا كملت دراستي، انت.. تزوجت و ريحت أمك
أديب ناظرها بشئ من البرود : بس كذا صح؟
ثُريا : وش تقصد ؟
أديب : الي بيننا إتفاق لا أكثر، لو خذت الثانيه ما تتكلمين
ثُريا ابتعدت و هي تنزع نقابها من حست فيه يضغط على رأسها : خذ عشر لو تبي بس
أديب : بس ؟
ثُريا عقدت حاجبينها بتفكير : مو وقتها اتفاقنا يصير منتهي؟ يعني انت رضيت امك بثنتين مو وحده بس و انا لو يصير يلي يصير بكمل دراستي مافي مانع
أديب : استند على الجدار خلفه : ايييه؟
ثُريا عقدت ذراعينها ببعض : وقتها تطلقني، بالنهايه حتى انا بكمل نص ديني
أديب اعتدل بوقفته و مشى متجاهلها بعد ما قال : كملتي نص دينك كملي نوم
ألتفتت عليه لتمسك ذراعه بيدينها الثنتين : اجل تعقب تاخذ ثانيه، انت مربوط فيني مثل ما انا مربوطه فيك
سحب يده من حس بقربها بعثر الكثير من كبريائه : لو مربوط، قلتي عن ضيقتك و،
قاطعته بهدوء : انت قلت؟
أديب ناظرها بحده ليغير الموضوع : جهزي نفسك بعد يومين بنسافر
ثُريا : الجامعه زينه ؟
أديب : ماعندك شي بالجوال تتواصلين فيه مع الناس؟ اجازه !
ثُريا غمضت عيونها لتتنهد : احجز غرفه انهد حيلي و انا اروح منا و مناك
أديب اشر لها تمشي قدامه و لاح شبه إبتسامه على ثغره من وقفت تنتظر قدومه عند الدرج، رفع ذراعه تاركها على كتفها حتى اتسعت حدقة عيونها : خير اخوي؟
أديب ضحك بخفه و حاوطها ليشد على كتفها : تفضلي كلمي الاستقبال دام انك خبره
ثُريا ميلت شفايفها بملل و أسرت للاستقبال : لوسمحتي غرفه او شقه لليله؟
.
.
رعد :
وقف أمام القـاضـي مُعلن كلماته ضد جده وكانت ثقيله عليه أكثر من اي احد ثاني، ابتلع ريقه لتمر ذكرياته معاه بل شريط حياته امام عيونه تاركه طنًا من الحمل على اكتافه و صدره، رفع عيونه على صوت القاضي : يا محامي بتكمل ولا شلون؟
رعد : اعتذر من حضرتك، نظّف حلقه وحمل بين يدينه ملف باللون الاخضر الغامق، نفس الملف يلي سرقه شادي من مكتب ناصر !

اقتطف احدى الصفحات بسرعه : هنا تقدر تشوف عنوان البيت و ملكيته يرجع له
مد ورقة ثانيه مباشره : وهنا صورة لموكلتي وهي بالمكان، مربوطة اليدين، مجبورة الذهاب !
قطّب جبينه القاضي و هو يتأمل الأوراق أمامه ليستمع دفاع محامي الجد و يلي كان ينافس رعد و شادي بالقوة على الاقل : لكن حضرة القاضي، مافي اي إثبات غير ذول صح؟ موكلي بنفسه كان حاضر محكمة ولده .. مستحيل يقص نفسه قسمين؟
رعد رجع يدينه للخلف : اثبت العكس بدل طرح الاسئله !
كل شي ممكن اذا كان خبير
اعتدل المحامي الآخر بوقفته : ليه مو احد يبي يثبت عليه التهمه؟
ضحك رعد بسخريه و طلع فلاشه من جيبه ليناظر القاضي بهدوء : تسمح؟
اومأ برأسه له دليلًا لرضاه فـ مد الفلاش للمسؤولين حتى أتضحت الصوره لهم، كانوا أُسارى جده يحدقون بالشاشة بعيون محمّره بينما اعتلى صوت بكاء طفل القاعه !
رعد : مثل ما تشوف سيدي القاضي تم إمساكه من قِبل الشرطه بينما يتعقب هذي المشاهد، ما نستبعد نفس فعلته مع موكلتي، صح كان متواجد بالقاعه جسدًا لكن كل عقله على الأكيد كان بضحيته !
سكت لبُرهه و التفت على لورين : على ضحيته يلي سحبها لبلدة ثانيه، وضرّها بإصابة على رأسها.. التقرير الطبي موجود قدامك

رفع عيونه القاضي ناحية الشاشة و عيونه أزدادت بريقها من رؤية الكم الهائل من الأشخاص، وجوههم شاحبة، عيونهم معلقه على الكاميرا أمامهم، و صُوت تنفسهم الغير منتظم .
فرّق شفايفه القاضي مُعلن سؤاله : عناوينهم ولا نهايتك بتكون إعدام !
أغمض ناصر عيونه بإستسلام و كلا الطرق تؤدي لموتته لكنه فضل التنفس قليلًا ف قرر يكتب العنوان بهدوء .
و موته لا شك بيصير وسط السجن من احدى قتلة الرأس الاكبر الا انه انذهل من سمع رعد يُطالب بإعدامه : حضرتك لازم نشوف إعدامه، يلي أمس امر بقتل ضابط من لحمه و دمه، و أمر بقتل مواطنه مسالمه، اليوم وش بيسوي؟
ضحك ناصر بسخريه من قال عن لورين - مسالمه -
ولو كانت فعلًا مسالمه ما كان تسللت لهالحد وخبصت بالاجواء بعد سنين، التفت بين الحضور قاصد يرمقها بنظره إلا انها اختفت، رفع أنظاره من قال القاضي بصوت مُهيب و مرتفع : نكمل الجلسه القادمة !

بالخـارج :
ركبت سيارة حازم لينطلق مُباشره دون أنتظار احد، وهذا كان أمر جازم من إبراهيم، طلعت منها شهقة و حافظ على أنظاره مستقيمه للطريق : تبين تروحين مكان غير البيت؟
لورين اومأت رأسها بالإيجاب : ببالك مكان هادي؟
سكتت لثواني و أسترسلت بكلامها : أعتقد عندك !
حازم أبتسم من لمعت بمُخيلته فكره، حتى إنه ضحك بخفه و هو يغير مساره: نتمنى ينال إعجاب حضرتك

بعد مدة من الوقت وقف السيارة قدام بيت متوسط الحجم، ابيض اللون، ويمتلك حديقة مملؤه بالورد مما تركها تحس بالانتماء : بيت مين؟
حازم رفع عيونه للبيت : بيتي
لورين رفعت حاجبينها : بس ماعندك ام ولا اب صح؟
لان هالورد إستحاله انت معتني فيهم
ضحك حازم بخفه لترتسم الصدمه على ملامحها : تعرف تضحك !
حازم أشر لها تطرق الباب بصمت، اقتربت لورين وطرقت ثلاث طرقات مع بعض و بعد مرور ثانيه طرقت طرقه وحده، وصل لمسامعها صوت أُنثى : مين ؟
التفتت على حازم و أردفت بهمس : زوجتك؟
حازم تجاهل سؤال لورين و قال بصوت مرتفع : أنا !
تأخرت عدة ثواني لتفتحه و هي مغطيه نصف شعرها بقبعة البلوفر، حدّقت لورين بعيونها و قدرت تلمح آثار البكاء عليه..و خدّيها المحمرة تنهيدتها أول ماطاحت عيونها على حازم و من ثُم نظراتها الحارقه لها، اتسعت حدقة عيون لورين " لاتفهم غلط ! "

حازم : حفيدة الرئيس، ضيفيها بشكل لائق بجي الصبح أرجعها
أبتسمت بهدوء : طبعًا، تفضلي
لورين التفتت لحازم : تقدر تتكلم بـ لين و رقّه أكثر !
ضحكت بخفه زوجة حازم لتهمس : تفضلي
لورين حولت أنظارها للحديقه و قالت بنبره هاديه مختلطه بالترجي : لو نروح هالمكان الحلو ؟
اومأت راسها الأخرى بالإيجاب و قالت بإستغراب : براحتك لورين
لورين ميلت شفايفها : كنت بسأل كيف بس دامك زوجة حازم ماراح استغرب من شي، وانتي اسمك؟
مشت معاها للحديقة و هي تتنهد : حتى لو ما سألتي بقول لك، كنت اشتغل محامية عند جدك و ماطلعت ب ولا وحده الا اني كاسبتها، أناهيد
لورين جلست على العشب و هي تحدق فيها : افهم من كلامك انك ماصرتي تشتغلين، او تركتي المحاماه؟
اتضحت لمعة عيونها حتى ان معالم وجهها تغيرت و جلست تداري بعثرة مشاعرها : المدير أمر حازم بالزواج مني، و فعلًا قبلت
لورين عقدت حاجبينها : لكن كنتي تفكرينه يحبك مثل ما انتي تحبينه؟
أناهيد إبتسمت بصمت بعد ما اومأت رأسها بالايجاب
مسحت لورين على كتفها : عرفيني عليك أكثر، ابي اعرفك قبل حازم وحتى قبل إبراهيم !
أناهيد رفعت حاجبينها باستغراب : ابراهيم ؟ قالوا انك متمردة بس ماتوقعت هالكثر
لورين رفعت اكتافها لتبتسم : مين قال؟
أناهيد : جدتك امك وحتى بالصدفه سمعت شادي يتكلم مع حازم و اكيد موكلي الدائم إبراهيم
لورين اختفت ابتسامتها و تبدلت ملامحها للجديه و هي تهمس : امي ؟
أناهيد عقدت حاجبينها : ماتدرين يلي بين جدك و امك !
لورين عضت شفايفها و تسارعت أنفاسها بقهر من جدها
حتى الغريب يعرف وهم لا !

ابتلعت أناهيد كلماتها لتتدارك الوضع : انا قبل إبراهيم بس مو قبل حازم، من وعيت على نفسي و دنيتي وأنا اعرف حازم

اناهيد : لشهرته ببروده بالمدرسه و الحي، كان يدرس مع أخوي، يوم عن يوم حسيت اني ابي فعلًا اتعرف على شخصيته لو بالسلام !
سكتت لثواني و أكملت بحماس : صادف أن تخصصي ينفع لـ رئيسه و يلي كان أقرب كـ أب له، ف دخلت وسطهم و بينهم.. قضينا ساعات طويله قبال بعض و ليالي أطول لكن كلها كانت صامته !
لورين حدقتّ أمامها وهي تستحضر جلوس رعد الهادئ البارد و المُهيب بالمقهى : و كأنه روبوت
أناهيد : الروبوت ممكن كان بيلقي التحية، إلا أنه حازم ساكت مثل ميت و جثته تناظر فيك !
ابتسمت لورين بهدوء وهي تطرد منظر حازم كجثه بينما ترفع رجلينها وتضمهم لصدرها، تنهدت لتسألها : وكيف انتهى الوضع فيكم بنفس البيت ؟
أناهيد رفعت عيونها ناحية لورين : وقتها كنا بإحدى العصريات، بمكتب جدك إبراهيم و بوجوده طبعًا، قال لحازم ابي افرح فيك تزوج !
أبتسمت وهي تنزل راسها : وقتها حسيت انه حتى الأمر منه لجل اسوي شغلي صح ماراح اسمعه بتاتًا، الا ان جدك قال
اعتدلت بجلستها و هي تقلد نبرة إبراهيم : يا حازم انا ادري ان حولك مافيه احد لذلك تزوج يلي بقترحها عليك
ضحكت لورين بشده و أناهيد ضبطت التقليد حتى حسّت انه جدها يلي قدامها : وبعدين؟
أناهيد رفعت أكتافها : ناظر فيني المدير و قال تزوج المحامية، ما أنسى رد حازم و يلي كان عباره عن - تأمر-
وكأنه القى عليه أمر عادي مثل روح اشتري خبز من البقاله !

لورين وقفت و مدت يدها لـ أناهيد : بكرا ملكة شادي بترجعين معاي البيت
أناهيد هزت رأسها بالنفي : ودي بس
لورين رجعت يدها للخلف من شافت إصرار أناهيد بالجلوس، جثت بركبتها قدامها : لو أقول لك اخر لقاء بيننا و ماشبعت من الكلام معاك؟

لمعت عيونها و هي تسترسل بكلامها : بعدين ودي أعرفك على غسق و يمكن تسافرين معنا كم يوم؟
أناهيد قالت بإستسلام : ماقالوا انك عنيده كمان
ضحكت لورين وهمست : لانه شي جديد استغربه من نفسي حتى !

أناهيد وقفت ومدت يدها هالمره هي لتتمسك فيها لورين و توقف معها : تفضلي البيت احين
دخلت لورين البيت و هي تشتت أنظارها على البيت بإعجاب، كان كل شي متناسق ببعض رغم التناقض يلي فيه، فـ كانت الوان هادئه ممتزجه بتلك الالوان يلي يفضلها حازم و حتى رعد .

غمضت عيونها و هي تشد على قبضة يدها بمحاولة لطرده من بالها، ماقدرت ماتفكر مره أخرى و هُم لهم نفس الذوق .. ميلت شفايفها و هي تحدق بصوره كانت وسط الصاله، أناهيد بفستانها الأبيض الماسك على جسمها وبجانبها حازم المبتسم بلطف أو مبتسم مجبرًا ما قدرت تحدد، نزلت عيونها على صوره أخرى بالايطار على الطاوله وكان حازم جامد الملامح بينما أناهيد مبتسمه و ملوحه للكاميرا، عرفت مباشرة انها من رحلتهم بعد الزواج و الواضح إنها كانت الأخيره
كان سبب آخر لنقاشها الطويل مع إبراهيم، ليه يأمره يتزوج بينما تارك حازم ملازمه طول الوقت !!!
قطّبت جبينها بغضب و جلست على الكنب على دخول أناهيد بأكواب الشاي : تفضلي
لورين أبتسمت بلطف : دام فضلك
.
.
بطرف آخر بعيدًا بمسافات عن بيت حازم، فزت سديم من مكانها بعد ما سمعت كلام امها المُفاجئ : عذرًا عذرًا؟
أمها اشرت لها تجلس : يعرف حالات هلعك ونوباتك، وغير كذا زواجكم لازم لجل الكلام المتكرر عن ابوك و مجاهد هالأيام
سديم عضت على شفايفها وجلست : وليه قبل بيوم تقولين لي؟
أمها تنهدت : ما لقيت فرصة، كنتي بالمستشفى وكلمني جد شادي و شرح الوضع، نسد حلوق الناس و افرح فيك يابنيتي
سديم ناظرت الفراغ قدامها و لو صح القول، عيونها كانت على الارض، من فرط ماتحس فيه من مشاعر سوداوية ما لقت الا هالكلمات : لو ماتشوفين نوباتي عيب، و ماتسمعين لكلام الناس، و ما تتكلمين مع اي احد قبل ماتتكلمين مع عيالك، كان كل شي بيصير أفضل .

ابتلعت ريقها و قالت بقهر يكمن وسط صدرها : لو كنتي لي ام و ابو مثل اخواني، كنت بصير لك كل شي .. اختك يلي تحتويك، و صديقتك يلي تسمع كل تفاصيل حياتك، كنت بصير ام لـ أمي لو سمحت لي !

عقدت حاجبينها ام رعد و أردفت متجاهله اخر شي و كررت بذهنها انه كلام فارغ : افضل من اي ناحيه تقصدين؟
ضحكت بسخريه : تتجاهلين يلي مايعجبك بشكل يا امي، تتجاهلينه رغم معرفتك بكل شي يصير بزوايا هالبيت !
أم رعد اتسعت حدقة عيونها من جُرأتها لسديم : تكلمي بالصريح ؟
ضمت شفايفها للداخل و وقفت قدام أمها وهي تاشر على نفسها : كنتي تعزليني من جمعاتك لجل ما اتصرف او اقول شي ببرود، وذا مو عيبي ولا عيب أحد !
انا جيت على الدنيا ما أفهم مشاعركم بشكل مباشر !!
اعتلت نبرة صوتها و هي تاشر على أمها : المشكلة مو هنا، دخلتيني عند أطباء كثير و بعد ماقدرت اخيرًا افهم و استوعب و أتفاعل معاك و مع اخواني، تعزليني وكأني مجرد كلب حراسة

تجمعت الغصة بحلقها لتجلس على ركبتها قدام أمها واضعه يدها اليمنى على قلبها : كنتي أنتي جرحي يلي ينزف كل ما اقرب منه، شفتيني اخيرًا لكن متأخر
وقفت و هي تسحب ايطار الصورة العائلية من على الطاوله و تأشر على أكبرهم : أديب تدرين انه تزوج بزوجته لجل تسكتين عنه او المعذره، تسكتين الناس !
ابتسمت بسخريه و هي تأشر على ثاني اولادها : هنا رعد، ما شربتي ولا كلتي الا لمن تزوج بنت أختك، مع العلم انك تدرين بخطبته من بنت مجاهد !!!
ام رعد صرخت عليها بقهر : بس كتمي كلامك الفاضي !!
ابتلعت ريقها و أكملت : كنتي تدرين

سديم ابتلعت ريقها بصعوبة و كملت بصرخة مكتومة : كنتي تدرين لانك تراقبين وش يشتري، لمن شفتي انه شرا خاتم حاصرتيه لجل ياخذ غزل و انتي تدرين بقلبه ثانيه يمه !!
ام رعد غمضت عيونها وهي تستغفر ربها : بتروحين ولا ما بتحكم بيدي أكثر
سديم رمت الايطار بقوه على الأرض وهي تبتعد و ترفع صوتها : و إياز يمه قولي وش سويتي فيه، ولا انا اقول ثواني
سكتت لمدة قصيره و استرسلت بكلامها : جبتي خطيب للبنت اللي يبي يخطبها ولدك
رمشت ببطئ سديم و اقتربت : هذا انتي يمه
ام رعد عضت على شفايفها وعقدت حاجبينها و الأسى يحيط فيها : سويت كل شي لجل راحتكم، لاتنسين !
اختفت أمها من قدامها لتجلس على الأرض بتعب و هي تحس بالهواء بدل مايمدها بالأكسجين يحرق رئتينها غمضت عيونها و مسحت على صدرها لتحتضن نفسها، و كأنها بهالحركة تواسي حالها .

صباح اليوم التالي، رائحة العود و البخور منتشرة بالمكان و أصوات تباريك منهاله على مسامع سديم الواقفة بجانب جدة شادي، أخذت تسبح بأفكارها و تتساءل كيف خلال يوم صارت على ذمة شخص آخر، بل أكثر شي كانت تتساءل عنه ردة فعل أديب، فـ هم من الأمس مختفين .

اتسعت حدقة عيونها بخوف من دخلت ثُريا راكضه لها : أديب يبيك، برا
سديم ناظرت أمها بنظرات تحمل الكثير من المعاني
وانسحبت تدريجيًا من وسط المعازيم، وقفت قدام أديب ليناظرها من فوق لتحت : سديم !
سديم غمضت عيونها و همست بنبره راجفه : قول يلي بتقوله بسرعه
أديب مسك يدينها الثنتين و قبّلها بلطف، اعتلى طيف إبتسامه ثغره و تألقت عيونه ببريق، ماهي ثواني الا استرجع ظلامه وتكدسّت عيونه بالبرود اللا مُتناهي من أقتربت أمه، غمز لها وسحبها بجانبها ليحتضنها من على جنب، وبنفس الوقت اعتلت نبرة أمه المتوتره : سديم ادخلي المجلس زوجك ينتظر

رفع حاجبه أديب : زوجها اجل؟ ما ادري تشوفيننا احنا و الباب واحد لدرجة ماتتحملين تنتظرين تقولين لنا، ولا تشوفين بنتي سلعة تُباع بلمح البصر بدون ما ندري !
أمه و مثل عادتها تجاهلت يلي تبيه و أخذت من الحديث ما يكفي لتجاوبه : انت ومين لانك تتكلم بصيغة الجمع؟
ضحك بسخريه أديب ليعتلي صوت رعد خلفه : جمعني معاه يا القائده !
أمه غمضت عيونها و صدت : حتى انت بتعارضني يا رعد؟
سديم قطّبت جبينها بإنزعاج و كانت بتمشي لولا يد رعد يلي امتدت تمنعها من خطواتها القادمة : ما بتدخلين لخطيبك اول مره و بهالجمال لحالك صح ؟
شددّ على كلمة خطيبك و هو يرمق أمه بنظرات حادّه و حارقه .. تمتمت الأخرى بقهر : وين سعود بس، العاقل البار فيكم

التفتت على يمينها حتى شافته واقف قدام سيارة مجاهد و تحديدًا قدام بنت بإبتسامه مما جعل منظره لأمه سخيف و جدًا، ارتسمت التجاعيد بجبهتها مُعلنه إنزعاجها الشديد و قبل ما يكثر اختفائها انسحبت للداخل تستقبل الكم الهائل من الضيوف .

اتجهت أنظار الثلاثه مكان ما كانت أمهم تناظر و سرعان ما اطلقت سديم ضحكة و بانت الحفرة بخدها الأيمن
ضحك رعد بخفه على ضحكة سديم و سرعان ما جمدت ملامحه و الدم بعروقه بالمثل، نشف ريقه تماما من نزلت لورين و اخترق صوت كعبها أذنيه .. وقفت خطوتين من السياره لتنزل الأخيرة من سيارة مجاهد و كانت أناهيد
عقد حاجبينه رعد من التفتت عليه و رمقته بنظره مذهوله لتنزل عيونها مُباشره، كانت عيونها مألوفه عليه لكن ما اعطى اي اهتمام بحضور الواقفة جنبها، فكل خلاياه و تركيزه انتصبّ عليها .

قاطعت تامله سديم و ذا لمن همست بالقرب من اذنه : انت ماتستحي على وجهك؟
رفع حاجبينه بتعجب ليلتفت عليها طالب تفسير، الا ان التفسير نفسه كان واقف خلف اخته
ميلت شفايفها غزل و عقدت ذراعيها ببعض لتلقي نظرات ممتلئة بالقهر : لك يومين مختفي !
أديب عقد حاجبينه : عسى ماشر يا الحبيب ؟
رعد اعتدل بوقفته و نسف شماغه بينما شتت أنظاره بين اخوه و زوجته : لو شفت فيه داعي اقول لكم قلت، سديم لا نطول تعالي !
مسك بكف أخته و انسحب للداخل في حين أديب شتت أنظاره باحثًا عن ثُريا و برمشة عين اقتربت منه ثُريا مدخله كفها بكفّه هامسه باضطراب : مايتركون احد بحاله عمى بعين العدو، ادخل معاي
أديب عقد حاجبينه : مجنونه انتي ادخل قدام الحريم؟
ثُريا شدت على كفّه و قالت بقهر : ايه وش عندك أدخل وعيونك على الأرض
أديب ضحك بخفه و ألقى عليها سؤال : ليه ادخل معاك؟
بنهاية الأمر ماقدر يتحكم بسخريته و ألقى سؤاله الثاني : بزر انتي ؟
ثُريا اقتربت منه و هي تهمس : بروح اوافق على اول خطابه و اعلمك مين البزر !
أديب تنهد و سحبها للداخل فوقف بالممر يشتت أنظاره على خالاته المنهمكين بالشغل : فيه طريق اقدر امر ؟
و فجأه طلّت رحمه برأسها وعيونها مصغّره بإبتسامه اعتلت ثغرها، وقفت أمامه و هي ظاهره زينتها له بينما قالت : انتظر اشوف لك
رفعت حاجبينها ثُريا و ضربت كتف أديب يلي كان حاجب الرؤيه عنها و مغطيها، بعد ثواني معدودة رجعت رحمه لتختفي ابتسامتها من شافت ثُريا بجانب أديب هالمره

ناظرتها من فوق لتحت و هي تهمس بصوت مسموع لهم هم الاثنين : هذا شكل وحده عندها مناسبه ؟
ثُريا تكتفّت لتهمس بسخريه : هذا شكل وحده كانه عرسها ؟
ابتسم أديب بهدوء و مسك يدها ليسحبها من حسّ برحمه راح تعلق : لا تعلقين معاها !
ثُريا : وش دخلك ؟

أديب دخل المصعد و تركها : انتي الي وش دخلك فيها !
خليها تسوي يلي تبيه، وجهزي امي سألت عنك
ثُريا طلعت من المصعد بدون رد لتسكر باب الجناح بوجهه، غمض عيونه و هو يتمسك بأخر خيوط صبره
بينما ثُريا دخلت و شافت ثلاث فساتين على سريرها احداهم باللون الاسود و الآخر أحمر، اما الاخير فـ كان أصفى تمامًا باللون الأبيض .. بالطبع سحبت الأسود و لبسته كسرعة البرق، أخذت الاستشوار و مررته عدة دقائق على خُصلات شعرها لتنتهي بوضع روج أحمر، حدقت بنفسها و كانت عاديه مما زادها رضى أكثر، ولانها كانت تدري بعدم وجود اي احد بهالطابق طلعت بفستانها .

حسّت بحركة على يسارها فالتفتت بسرعة البَرق، زفرت براحه من شافته أديب مستند على الجدار و كأنه صار احد تلك التماثيل من وقفته نتيجةً لإنتظاره و لكن لسبب ما ثُريا كانت غير مرتاحه فتراجعت لتسحب عبايتها وغطايتها، سرعان ما استوعب حركتها وهالمَره فعلًا صبره نفذ، امتصتّه مثل ما يمتص القماش قطرات الماء .. ابتلع ريقه و تمسك برباطة جأشه
أديب كان منزعج انه يسوي كل شي معاها للمره الأولى
بل مُرهقته فكرة انها الوحيده المسيطرة على كل حواسه والوحيدة هي لا غيرها يشتدّ ألم قلبه بجانبه و يتلذذ بالألم رغمًا عن ذا كله، ما يهرب ولا حتى يقطّب جبينه بانزعاج لـ أفعالها الغريبه، يقدر يوصَف نفسه كصندوق من الاسرار و هي مفتاحه .

تراود لذهَنه إن كان المثل لها، الا ان حركتها هدمت كل تخُيلاته، اعتلت نبرته بقسوة من عطته ظهرها : ثُريا كاسر وقفي !
غمضت عيونها بقهر من نسبها لكاسر، لقاتل أبوه، و للشخص يلي تحمل له كم هائل من الكراهيه، التفتت مناديه اسمه كتحذير : أديب !
سحبها من ذراعها للجناح و تكتّف بصمت، في حين ثُريا همست له بذهول : ناديتني كبنت له
أديب : ما سألتك مين ابوك و مين بنته فعلًا انتي، ما تخطيت حدودي تجاهك و لا حسستك اني بتخطاها
بس ما تحسين براحه قدامي لذي الدرجه ؟
ثُريا عقدت حاجبينها وهي عجزت تفهمه، رفعت عيونها تجاه الساعه المعلقه على الجدار خلف أديب
وكانها ارتكبت جريمة رفعت يدينها للاستلام : نتفاهم بعدين !

نزلت طرحتها و فصخت عبايتها بهدوء حتى حسّت بهواء المكيف يلفح على كتفها العاري جهة يسار .. مسحت عليه بيدين راجفه ثُم طلعت تاركه أديب خلفها و يلي أبتسم بسخريه لانه صوت كعبها بل خطواتها طربت مسامعه و صَار لازم يرسم حدوده من جديد ويبني أساس قلعته من جديد، من أقسى وأصلب الصخور.
ليراوده سؤال آخر، هل بيقدر ؟

بزاوية من زوايا البيت، ببقعة حيث شادي حسّ بالتعب من وقوفه وأول ما جلس انفتحت البوابة، توردتّ ملامحه نتيجةً لابتسامته المتسعه من دخول أخته بخطوات مُسرعه، احتضنته بشده وهي تهمس : اسفه تأخرت
قبل جبينها أكثر من مره وانتهى بطبع قبله على خدها الأيمن : يا عِطر أمي أنتي حتى لو ماجيتي كنت بتفهم وبعدين ترا كلها خُطبه، نتفاهم وقت العرس !
لورين ضحكت بخفه : طرت للعرس أشوف
شادي رفع أكتافه وقال بسخريه : وكأني داري عن الخُطبه
لورين ربتت على كتفه ومن ثُمفتحت شنطتها لتطلع منها ساعه، البسته اياها بإبتسامه : الساعه تسع كل ليله اسأل عني !
عقد حاجبينه بتذكّر وكانت الساعة التاسعة يلي يصرّ عليهم مجاهد بالنوم حتى صارت عادة عندهم، حدّق فيها وذكر أخر ليله جمعتهم بذاك البيت كانت الليلة السوداء
لمن نامت لورين على الوقت وهو فضّل يروح بيت جده
وسط عيال عمامه، حاله مثل بقية الأطفال !

ألقى تنهيده وشعوره بالذنب يزداد، كيف مرت كل هالسنين بقرب اخته وبعدها ولا عرف إنها كاتمه هالمشهد بسرّها، متناسيه، ومتعايشة بتفاصيله فسأل وعيونها قالت له بالفعل : متى بتسافرين ؟
زمت شفايفها رافعه رأسها لتقاوم دموعها من النزول و أستبدلت الجو بسرعة : مفاجاة بس اعرف ان شقة امي بتكون جاهزه لك و لسديم
شادي اتسعت ابتسامته ورفعوا عيونهم الإثنين من انفتح الباب بدخول سديم ورعد .
لورين قبّلت شادي وربتت على كتفه، مشت عدة خطوات الا انها ماقدرت وتراجعت بخُطاها محتضنته وكأنها تودع عالمها كله، وكان بالفعل شادي عالمَها الي يعرف كل خيوطها المكشوفة والمستورة منها .

ابتعدت عنه لتسلم على سديم وتطلع بحرَص على عدم النظر لرعد، كان ناقصها وقوف غزل قدامها واكتمل
مشت لورين للمغاسل متجاهله غزل، فصخت عبايتها و أزاحت حجابها عن خصلات شعرها الذهبيه.
غزل وقفت بجانبها امام المرآه تعدل شعرها بهدوء لتقول : جالسه بالبيت أكثر من اصحابه يا لورين !
لورين تجزم أنها سمعت صرخة غزل المكبوتة فأبتسمت بنفس هدوئها : توقفين قدامي اكثر من وقفتك بجنب زوجك يا غزل !!
رجعت لورين شعرها خلف أذنها لتزداد إبتسامتها بريقًا وتنصرف من تحت أنظار غزل .
غمضت عيونها غزل بضيق وهي حضرت عقد زواج الشخص يلي كانت تكنّ له بعض المشاعر، تسارعت أنفاسها و احمّرت ملامحها .. أخذت نفس عميق لجل تهدأ من نيرانها لو قليل فحسّت الدنيا تدور فيها من شدة الضغط يلي يحاصرها، استندت على المغسلة قدامها
وبللت رقبتها بأناملها الراجفة : تمالكي نفسك!!
همسّت بتلك الكلمات لنفسها ومن ثُم دخلت للصالة بين الضيوف بإبتسامه مُتصنعه..
.
. المجلس :
رجع رعد يدينه للخلف ومن ثُم رفع عيونه محدقًا بشادي : بالرغم انه خطبتكم صارت سريعه، وممكن بدون علمكم للحظة الاخيرة الا اني ما أتوقع بتزعل سديم لو بكلمه، صحح لي ان كنت غلطان؟
شادي فرّق شفايفه بعد صمت مُربك : سديم
عقدت حاجبينها وردت بهدوء : تفضل ؟
التفت عليها واضع يدينها على أكتافها حتى حسّت بقلبها ذاب وكأنه شادي شمسًا أذابت ثلوجها، كان فعلًا بدفئ الشمس فابتسمت بإرتباك تنتظره يُكمل : لو أنهم حطوني بهالمجلس من الصبح الباكر وقالوا لي اليوم عقدك على بنت رائد كانت ردة فعلي بتكون نفسها لو انهم قالوا لي قبل عشر شهور، كنت بنتظر بنفس الابتسامة

سكت لثانيه وأسترسل : بكون عند حسن ظنك بأذن الله
واحين قولي بخاطرك شي؟
سديم بإبتسامه هاديه هزت رأسها بالنفي
شادي نزل يدينه وأشر لها تجلس بعد ماقال : حلو تفضلي جلسي، عندي كلمتين مع أخوك
رعد لاحظ إيماءة شادي ويلي تدل على الخارج فطلع بخُطى ثابته بينما الآخر لحقه بخطوات سريعه : أسمع
رعد تكتّف محافظًا على جوه البارد : تفضل
شادي بابتسامه جانبيه همس : لو بقلبي ثانيه وعاملت اختك مثل معاملتك لزوجتك، لو ناظرت يلي أحبها لمده وما غضيت بصري .. وش موقفك ؟
رعد : بس مافيه مثل هالوضع؟ ردة فعلي بكسر خشمك
شادي شد على قبضة يده ورجعها خلف ظهره بمحاولة فاشلة لكتم غضبه الي اعتلى ملامحه !
همس بقهر : اجل لاتحط اختي بموقف غبي
رفع سبابته بتحذير : عينك ارفعها يا رعد، عهد مني اعمي كل حواسك مو بس بصرك

رعد ربت على كتفه و سرعان ما انحنى بملامح محمّره من لكمه شادي ببطنه، ابتسم رعد وهو يعتدل بوقفته ملقي تنهيده كانت كافيه بأنها تستفز شادي أكثر : مابتوقع منك شي اقل !
ضحك شادي بذهول ليرفع حاجبينه بإنزعاج : رعد!!
رعد قطّب جبينه بإبتسامه : شادي
إتسعت ابتسامته من سمع شادي يلقي عليه شتائم ومن ثُم انصرف من تحت أنظاره .. تنهد رعد هالمره فعلًا فرجعت ملامحه جامده وتحمل الكثير من العبوس .
.
.
لورين؛
فزت من مكانها اول مادخلت ثُريا وماكانت الوحيده يلي وقفت مترقبّه خطوات ثُريا، امتلت عيون الجده وابتسمت بحزن فكانت عيون ثُريا تتشابه بشكل كبير مع عيون ولدها الراحل .. وقفت ثُريا قدام لورين تتأمل فستانها السماوي وعُنقها المزينّ بعقد يحمل ثلاث نجوم لتشوف انها لبست كعب باللون الأبيض اما شعرها فكان مثل امواج البحر، مُبعثره لكنها تترك الواقف أمامها يحدّق بذهول.

رفعت ثُريا أنظارها لملامح وجه لورين ويلي كانت بالمثل خاليه من كثرة المكياج لتشّق الصمت السائد بينهم : كيف الحال؟
لورين بإبتسامه جانبيه : الحمد لله، انتي كيفك؟
ثُريا مسحت على كتفها للورين : الحمد لله الحمد لله .. نشرب قهوتك؟
لورين اتسعت حدقة عيونها : احين ؟
ثُريا ضحكت بخفه وقالت تمازحها : لا بالمانيا، اجل متى؟
لورين أختفت ابتسامتها ببطئ وهمست : انتظرك بالمانيا بعد، ليه لا !
كانت ثُريا بتسحب لورين للمطبخ لولا ام ارعد يلي قطعت طريقهم ومسحت على ظهر ثُريا : باخذ منك مرة ولدي يا لوري !!
إبتسمت لورين بمجاملة لتهمس : طبعًا
التفتت بإحراج من نطقت اسمها بهالشكل، لتنصرف جهة الكنب حيث جدتها مستقرة عليه باستقامة.

جلست لورين بجانب جدتها بعد ما طبعت قبله على خد رِحاب الي شبكت يدها بيد لورين، وكانت بهالوقت محتاجه طاقة جدتها .. حسّت بدفئ أنامل أمها بجدتها لتميّل شفايفها من سألتها : فيك شي ؟
اجابتها بعد ثواني طويله من صمتهَا : مافيني الا العافيه يا امي، قولي لي تبين قهوه؟
اقتربت جدتها من أذنها لتهمس : توني رافضه وحده بس بيني وبينك بعد خمس دقايق جيبي لي من يدك، ما ارد روحي !
لورين ضحكت وقبّلت جبين جدتها : حبيبتي!!
ابتلعت ريقها لورين من جلست حرمه بجانب جدتها و قالت بصوت مسموع للأغلبية : يا رِحاب بنيتك مو متزوجه صح ؟
الجده اتسعت ابتسامتها و اجابت بحماس من تخيلت لورين بالفستان الأبيض : صح
اقتربت منها الحرمه أكثر و أكثر لتهمس : فيه كذا وحده تبيها، بس ابيها لولد وليدي وش تقولين ؟
رحاب ناظرت لورين يلي اومأت راسها بالنفي مُباشره لتهمس وهي تربت على كفوف الأخرى : خير ان شاء الله خير .. ميلت لورين شفايفها لتهمس بالقرب من اذن جدتها بحنق شديد : مافي قهوه لك يا رحاب !
شددت على أسم جدتها لتفهم الأخرى انها وصلت اخر مراحل صبرها، رفعت أنظارها و صارت تحدّق بطيف لورين يلي أختفى، كانت شديدة البياض بعيون ناعسه وخدّين محمرين كانها طبق الأصل من أمها - نوران -
الا انها كانت تختلف عنها بعدسة العينين فكانت عيون نوران محيطه بالخُضره، على عكس لورين المُحيط استقر وسط عيونها !
رمشت بهدوء لتبتسم وتقول بداخلها
" ما خذت الا انفي "

وقفت لورين بالممر واحتضنتها الحيرة وين تجلس
وكل مكان ممتلئ؟كل كرسي وطاولة كانوا محجوزين، حتى انه الزوايا كانت تصرخ عليها بالابتعاد !
استندت على الجدار خلفها وأرخت أكتافها مستسلمة لتطلق تنهيده عميقه تعبر عن ضياعها، اهتزّ جوالها مُعلن اشعار رسالة او حتى مكالمة فائتة لتفتحها وتقرأ بعيونها يلي اتسعت من هول الصدمة..

" تعالي بيت إبراهيم، لحالك وبعد ساعة من الآن لو تبين تعرفين سر من أسرار جدك إبراهيم"
مرت دقيقه ووصل أشعار اخر " لو تعجلين افضل .. "
عقدت حاجبينها وحسّت طريقة الكتابة مألوفة، مألوفه بشكل مرعب لها، اخذت نفس واتجهت لطاولة الضيافه
مسكت بيدها الراجفه فنجان قهوة لتصبّ وهي تحاول تخفي توترها الا انه لون بشرتها شحبّ تمامًا وريقها نشف بشكل واضح.

بنفس اللحظة ندمت انها ماسمعت لغسق وماحطت مكياج يخفي تغيرات ملامحها، قطّبت جبينها بإنزعاج من اهتز جوالها وهالمَره كان ابوها مرسل لها
" بنتعشى الليله هنا، حاولي تاخذين راحتك "
رفعت رأسها للمرآة أمامها وهمست : بما ان الكل هنا يعني فيه فرصه اروح و ارجع
وبدون تفكير بالعواقب او لانها جربت أقسى تلك العواقب سحبت عبايتها وحجابها، حتى انها فكرت تستعير نقاب غسق الا إنها تذكرت عيونها المُلفته بشكل مزعج لها، تنهدت وهي تلقي الغطاية على وجهها وتطلع خارج حدود البيت، ولقِصر المسافة بين البيوت كان بإمكانها تكمل طريقها مشي.
لكن كل يلي كان يحيط فيها هو - الفضول - فوعدت نفسها وهي تمشي بالطُرق إنها المره الأخيرة تتبع فضولها ويلي كان مثل اللعنه عليها، كان حدسَها صائب اغلب الوقت وخافت تتعرض لخيبة أمل بجدها وبعد ما تقربّت منه نوعًا ما، خافت من حقيقة انه يكون مثل جد رعد لتجلس على الكرسي بمنتصف الرصيف، تعرضت لخيانة رجلينها فكان التفكير بالاحتمال كافي حتى ينهكها
همست لنفسها : وان كان حقيقه؟راح تواجهينها فقومي
وقفت لتكمل سير الطريق بخُطى سريعه جدًا.

فتحت بوابة البيت ومشطّت بعيونها الحديقة ثُم سحبت عصا كانت ملقيه بجانب الزرع، أقتربت بحذر كبير وانفاسها تكاد تنكتم من الهدوء المُحيط فيها فهي كانت تحس بالانزعاج من اضطرابات تنفسها : اذا ركضتي كذا بيصير فيك
انفتح باب البيت خلفها والتفتت بسرعة الرعَد لتتسع حدقة عيونها بدهشه من الواقف أمامها ويقولون بنفس الوقت : دانيال انت مرسل الرسالة ؟
دانيال عقد حاجبينه : لورين انتي راسله الرسالة !
سكتوا اثنينهم وكلاهم يحدّق بترقّب للآخر، ليقرر دانيال الإكمال : مو انا وبما انك سألتيني فـ مو أنتي، السؤال
.. مين يبينا انا وانتي بنفس الوقت ؟
لورين شتت أنظارها : ووش غايته؟
مشى دانيال لجهتها وعيونه لازالت تترقب أصغر حركة : وليه احنا مو غيرنا؟
لورين عقدت حاجبينها بإنزعاج من التساؤلات الي تدور ببالهم واعتلت نبرتها : وليه مايطلع للحين!!

دانيال رفع معصمه يحدّق بالساعه : باقي نصف ساعه
لورين تسارعت أنفاسها ورجعت ملامحها محمّره من الفكرة يلي داهمتهَا : انا و انت، المقهى و امي .. الموضوع يخصها

نزل راسه بإحراج متذكرًا خداعه يلي ما نساه : مارديتي على رسالة اعتذاري ؟ للحين ماخذه بخاطرك
لورين غمضت عيونها ومن كثر ماتحس بضغط ردتّ بالألمانية : ركز في الموضوع دانيال
استرسل دانيال بالإجابة سريعًا : لا استطيع وانا اعلم انكِ لستِ راضيه عني، وعدت والدتي أنني سوف آخذ برضاك !
لورين صدت بحنق : حسنًا كنت تستطيع الإفصاح عن هويتك
التفتت عليه واعتلت نبرتها بغضب : لكنك لم تفعل
دانيال فرّق شفايفه بمحاولة لتبرير فعلته الا انه البوابة فتحت مع صوت استنكره بالبدايه يقول : رجعوا للعربية انت وياها !!
لورين جمدت ملامحها وهمست : راكان !

التقطت العصا من الأرض راكضه نحوه بغضب، فرفعتها وضربته بكل المشاعر الي شحنتها بالقوة حتى انقسمت لنصفين من أول مره وقالت بصرخه مكبوتة : حتى العصا ماتبيك!
دانيال اقترب مندفعدانيال كان مقترب بإندفاع نحوه الا انه راكان ابتعد خطوتين للخلف وصرخ : دخلوا !!
دخلوا أثنين من العساكر ليوقف واحد بجانب دانيال و الاخر وقف قدام لورين مانعها من التقدم لراكان، أبتسمت بقهر بينما دانيال احترم وجود العساكر ووقف بملامح ساكنه وملامحه كانت خاضعه تمامًا، ظلوا كلهم بصمت مايُقارب الثلاث دقائق حتى قرر راكان يرفع ستائر الغموض ويكشف عن سبب وجودهم، فرّق شفايفه مستعد للنطق بس لورين سبقته بإبتسامه منتصره : انت هنا لجل امي، ولكل الاسباب يلي اجهلها مافي تفسير ثاني تبيني وتبي اخوك، اكثر الاشخاص يلي جلسوا معاها وسمعوا كلامها بأخر السنين هم، دانيال، انا، شادي .. شادي سمع كلامها اكثر مني بس هل انت محترم لدرجه ماتخرب عقده أو فيه سبب ثاني؟

اعتلت شفايفه ابتسامة مستفزه كان محافظ عليها من اول دخوله واردف قائلًا : تفضلوا المركز معانا
لورين هزت راسها بالنفي : ما اجي وياك
راكان ميل راسه وناظر دانيال : عشان كذا دانيال بيكون معاك
لورين تكتّفت : حتى اخوك ما اروح معاه لقبر!
دانيال : بما انك جيت مرّ لـ امي تسال عنك من وقت
راكان نزل انظاره على الارض : وسط مهمة ما اقدر
دانيال قطب جبينه بانزعاج من نبرة راكان القاسية : اخرب مهمتك وش رايك ؟
لورين نزلت يدينها وقالت مُلقية عنادها بعيدًا : تكلم امك واجي، نقاشكم مايطول حده ساعتين
دانيال اضاف متخذ موقف مثلها تمامًا : نفس شرطها الاول اما عن مدة التحقيق خذوا راحتكم معاي، اعرف جزء لاباس به ؟
راكان تنهد بتوتر ورفع يده لسماعة اذنه : اوامرك ؟
القائد استند بظهره على مقعده : سو مثل ما قالوا، وسكر السماعه لمدة ساعه لجل تاخذ راحتك مع الوالده
راكان ابتعد وقال بنبرة هاديه : الوالده ما تتكلم، فكلامنا بيكون بالاشارة.. لازلت تبيني اسكر؟

عض على طرف شفته القائد وردّ عليه كابح غضبه : واذا ما تتكلم ؟ لاتكثر هرج وخذ راحتك
نزل راكان السماعة ومشى خلف دانيال لبيتهم يلي كان قريب من بيت جدهم، اما لورين فصعدت تبدل فستانها لشئ اريح وما ان انتهت حتى لحقتهم برفقة العسكري يلي بقى ينتظر من باب الحيطة.

دخلت لورين بابتسامه جانبيه واشرت بالسلام على ام دانيال يلي كانت عيونها ممتلئه بالدموع، احمّرت ملامحها أكثر وهي تحدق براكان ورفعت يدها مأشره عليه بمعنى
" ماتتغذى زين ؟ وجهك باهت وروحك صامته اكثر من المعتاد ياوليدي ؟ "
ابتسم راكان من فهم انها ماتدري عن مهنته الأولى والجديده والواضح بتكون الأخيره ولانه لسبب ما، تراجع عن وجوده بشركة جده حتى انه قام يشوفها ولاشي قدام يلي يسويه، بعد شرود دام ثواني طويله أجابها رافعًا كفيه ومحرّك أنامله بسرعة وبسمة على ثغره
" اكل زين لاتشغلين بالك علي، انتي الي نحفانه هنا شكل دانيال يشربك بس قهوه ! "

تدخل دانيال مقطّب جبينه مستنكر هذا الاتهام ورفع يده مستمر بلغة الإشارة " ما تاكل بسببك، تكتفي بلقمتين وتقوم تنتظر عند النافذه "
ام دانيال هزت راسها منفيه اخر ما قاله دانيال وابتسمت بوقارّ اما راكان فرّق شفايفه ليقول بسخريه ممزوجه بقهر : ايه ما انتظرتك قليل على هالباب يا استاذ دانيال، ولا حلال عليك وحراك علي ؟
رفعت حواجبها لورين دليلًا على خروجها من دوامة سرحانها، كانت مُغرمة بالهدوء المحيط فيها وهم يتكلمون بينما حمدت وشكرت الله الف مره على نعمة السمع و الكلام
انسحبت بهدوء للخارج من رجعوا اندمجوا بالنقاش
كان دانيال يحارش راكان و يرد عليه الآخر بالمثل وامهم تفرق بينهم ضربًا على اكتافهم لتستعيدّ انتباههم لها

بعد ٣٥ دقيقة، ركبوا كلهم بالسيارة وبعد مده قصيره وقفت السياره امام مبنى طويل ابيض ونزلت لورين وهي تشتت أنظارها على الساحة الكبيره يلي عرفت منها مُباشره إنها ساحة تدريب الجنود، سكرتّ الباب واقتربت من الباب وخلفها دانيال وراكان.
.
.
رعد :
جلس على الكنب وهو يلقي نظره سريعه على الساعه، من الظهر وهو واقف يستقبل الرايح والجاي وأول ماشّرف أديب أبتعد عن المكان المُزدحم بالرجال فكانت الساعه تشير للسادسة، أرخى اكتافه ورفع انظاره لعبدالمجيد الواقف قدامه : بعد ساعه بيرجعون الرجال وبعدد مضاعف، كيف تجهيزات العشاء والضيافة ؟
عبدالمجيد أومأ راسه بالايجاب : مافيه نقص، بس فيه مواضيع ثانيه تحتاج نتكلم فيها
رعد التفت عليه وكان عبدالمجيد متحرك من مكانه فصار يروح يمين ويسار : وقف وقف، فيه شي مهم؟

عبدالمجيد انحنى عليه وهو يهمس : كل شغلنا مهم، كل كبيره وصغيره نسويها تدقق عليها ومن دخلت لورين يادوب تناظر ورقه !!
قضاياك متراكمة والطلب عليك كثير، تدري ولاتقنعني بالعكس !
وقف رعد ليعتدل عبدالمجيد بوقفته وسُرعان ما اتسعت حدقة عيونه من حس بكفّ رعد تعصر فكه : اسمها لاتنطق فيه هذا اول شي، بخصوص الشغل ما انتظرك تجي تعلمني .. والآن اختفي من قدامي !!

كانت عنده مهمة بينه وبين نفسه قبل مايرجع لشغله وينغمس فيه، صح يتاجر بعدة أشياء ومن ابرزها
" الاسلحه والتماثيل "
يضرب لجل ياخذ حقه ويتعرض للضرب ان شاف نفسه يستحق، لكن هنا يقدر يرسم محيط الحفرة ويحفرها عشان يتضح الفرق بينه وبين اللي كبَر على يده !
كانت مهمه يريّح ضميره ويفك أسارى جده، تنفس بصعوبة بالغة ويحس بنار استقرتّ داخل صدره غير راضيه بالإطفاء ... سحب اللابتوب حقه وفتحه ليدخل على اول متصفح وهو عاقد حاجبينه، شاف ان خبر سجن جده انتشر بالفعل وتساؤلات عن السبب وماكان طا يلي يهمه فدخل على آخر رحلات جده وكان حريص على تتبعها : الله يهديك الله يهديك يا ابـ، سكتّ نفسه حتى انه عض على شفايفه السفليه بقهر.

طلع من المكتب أول ماداهمته ذكرى بوجود لورين فيه وصار يحس نفسه مجنون، بسبب بُعدها او اسلوبها المستفز مؤخرًا أو بسبب الجدران يلي بناها شادي له ؟
يعرف شادي وزين، أول مايخطي رعد خطوه تجاه لورين راح يرجع الضرر على أخته وبنفس الوقت شي داخله يصرخ له - شادي مايسويها -
رعد تنهد : مو انت اللي تسمع كلام احد، واحين بتسمع صوت من داخلك ؟

شتت أنظاره وكان سعود مختفي عن الانظار من وصل مجاهد وبالأصح من وصلت بنت كاسر، ماينتظر سعود يسوي المثل ويهرب لكن مايصير واضح هالقد وخصوصًا امه لو درت، مايبي حتى يفكر بالنتايج.
شد على قبضة يده وطلع للحديقة الخلفيه وأول مارست رجول رعد بالمكان غسق اللي كانت جالسه بمسافة من سعود اختفت، راحت تركض للداخل.
سعود التفت وتنهد : كالعاده هادم اللحظات الرايقه !
رعد جلس بجنبه على الجلسه يلي كانت تتوسط الحديقة : وش بينكم ؟
تنهد الآخر تنهيده طويله : ولاشي، اسألها عن الحال والاحوال ودريت الي مايسرّ خاطري

رفع عيونه ببطئ ناحية رعد وقال بتردد : ولا خاطرك
رعد عقد حاجبينه بتساؤل : وليه ذا ؟
سعود رفع رأسه للسماء وكان الجو بارده الا انه يحس نفسه يحترق، وماكان هو الوحيد حتى الجالس بجانبه فقاطع شروده رعد : هيييه !
سعود ناظره بضياع وعقد حاجبينه : بيسافرون المانيا
رعد تسارعت دقات قلبه وسأل سؤال كان يعرف جوابه الا انه اردف عنادًا : مين؟
سعود اقترب وهو يصب له كوب من الشاي...
-
إنتهى
تفاعلوا لجل أكمل‼️‼️

Continue Reading

You'll Also Like

530K 6.6K 75
هي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوق...
509K 11.8K 40
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
141K 1.7K 10
اعشقه وهو في دنيتي الجنة وصعب انساه للكاتبة (karisa)
534K 5.9K 30
نجد هنا..علاقات معقدة.. وماضي وحاضر..! هناك أمل.. وهناك تمسك في أوهام.. هل ينتهي الحب لدى سيف بموت نجود.. وهل تظل مهره.. مختبئة في قوقعتها.. معلنه ال...