١٧

167 10 1
                                    

أقضي الليالي بينَ ألف قصيدةٍ
وإذا التقينا . . خانني التعبيرُ
.
رعد -
جلس أمام سالم وهو ينزل قُبعته بهدوء : وش الي عندك؟
سالم بلع ريقه واخذ نفس : اخيرًا فكرت تجي وتتكلم بينما حاولت اكلمك اكثر من مره !
رعد عقد حواجبه بإبتسامه على ثغره : إنه اديب بمشكله عرفته بقدومك وما اعجبني هدوئك رغم انك تدري عن اديب !
سكت سالم وصار يشتت أنظاره على المكتب واكمل رعد : ولا إذا كانت لك وجهة نظر ثانيه؟
سالم تجاهل كلام رعد ليبقى معلق دون اجابه : جبت لك الفلوس وببقى بجنبك شهرين ، اي شي تبيه بلغني
رعد عض على شفته بقهر منه : بتنام هنا مع باقي الموظفين
سالم إتسعت حدقة عيونه واقترب من رعد : بتتركي مع قتله و فاسدين !!!
لاح شبح إبتسامة على ثغر رعد : طالع منها ؟
سالم ضربه بعنف على كتفه وبينما رعد عافس ملامحه بغضب قال : المره الجايه بتجي على وجهك لاتلعب بـ اعصابي
وقف رعد ولكمه بوجهه : احمد ربك اني العب باعصابك مو حياتك يا سالم
سالم وقف بإعتدال بعد ما إنحنى : طيب ما ابي انام هنا انتو بالفعل تلعبون بحياتي
رعد هز راسه بيأس : تتكلم عن اي نوم ورانا حفل للمستشفى يلي بتنفتح هنا نسيت؟
سالم اخذ نفس بضيق : تركتو فيني عقل انت واخوك
رعد بإبتسامه : اخواني واجد حدد !
سالم التفتت وهو يتجهه للباب : يلي كننا نتكلم عنه قبل خمس دقايق
انصرف سالم ومن ثُم رعد من المكان ولكن قاطع طريقه احد رجاله المقربين منه وعلى ملامحه تعتلي الغضب وعدم الرضاء ، ليناظره رعد بالمثل : بنبقى نتامل بعض؟
نزل عيونه ادراكًا لموقفه وقال بتوتر : صاير اغلب وقتك ببيتك وماتمر على المكان الا كل ثلاث ايام واحيانا تنسى !
انقلبت تعابير وجه رعد تمامًا ليجيبه : واذا؟
قال الرجل الواقف امامه رافع عيونه وعاقد حاجبيه : ما تشوف ابسط سبب تقوله لنا؟
رعد سرح محدق بكتف صديقه اليسار ، مايلومه على اي كلمه نطق بها ف هو حتى صار مايسالهم عن عملهم العنيف ولو عرف أديب بوضعه راح تتغير الأدوار ليصير أديب له الكلمه الاخيره بينهم ... ما ابدى اي تعابير على وجهه غير البرود وبالطبع ماراح يقول له شي وعن تقلبات مزاجه وعاطفته الحاليه : انا عندي شغل ثاني يلي هو محاماه ياعبد المجيد ولا نسيت؟
اومأ براسه واتضح على ملامحه بعض الرضى لإجابة رعد ليربت على كتف رعد اليمين ويبتعد عن طريقه : الله يقويك
رعد رمقه بنظرات خالية من التعبير ولكن الطرف الآخر يقدر يشوف البرود المستقر فيها ، طلع رعد من المكان او بما تُسمى الحديقه المهجوره يلي صار بعض الناس يجوونها ليمتنعون رجال رعد من الخروج نهارًا ..
-
أديب:
نزل على أرض المانيا بعد سفر دام تقريبًا سبع ساعات وذالك بسبب تأخيره ، وقفت قدامه سياره كبيره باللون الازرق الغامق ونزل منها عبد المجيد بابتسامه : الحمدلله على سلامتك أديب !
ربت على كتفه أديب بدون مايرد ليركب بالخلف ويغمض عيونه مُباشره بتعب ، دخل عبدالمجيد شنطة أديب وكانت الوحيده وركب بالأمام وهو يحرك السياره باستغراب ، رفع عيونه بهدوء : بتمشي على طول؟
أديب ميل شفايفه : نشوف الوضع ، ودك ترجع معاي؟
عبدالمجيد بهدوء : برجع وقت ما يرجع رعد
أديب هز راسه بخيبه وهو يفتح عيونه ويناظره : انت وحبك لرعد
عبدالمجيد ضحك بذهول : كلكم احبكم لكن تدري رعد اخوي قبل مايصير صديقي ورئيسي
أديب تراجع للخلف وحدق بالسقف : وانا بدوري ما اصير اخو اخوك ، يعني اخوك؟
عبدالمجيد بتفكير : اعتقد كذا ، تبي بيت رعد ولا مقرنا؟
أديب : ما تفرق
عم الصمت بالسياره وراح أديب يفكر بـ ثُريا يلي وصلها عند المدرسه بطلب منها ورفضت تقول له مكان بيتهم
-نرجع ورا شوي~
وقف قدام المدرسة بتافف ونزلت ثُريا بعد ما لمحت شماغ بسيارة أديب وتحجبت فيه ، وقفت وهي تعدله بتركيز ، ميلت شفايفها بملل لتغطي وجهها بالكامل : شكرًا لوقفتك بعد ما اوصل برميه
أديب كان لازال بالسياره ورفع النافذه للنص : ومين سمح لك ترمينه ؟
ثُريا رفعت اكتافها وقالت بسخريه : تبي اعطيه كاسر يعطيك اياه ولا كيف ؟
اومأ راسه بالايجاب وناظرها ببرود : او تقدرين تعطيني عنوانك واجي اخذه !
ثُريا نزلت غطايتها وفكرت انه بالفعل شافها وصارت متحجبه ف مايهم ، غير انه كان يناظر امامه وابتسمت بنفاذ صبر : ومين انت تاخذ عنواني !
أديب حس بحركتها واقترابها خطوه من السياره وكان لسبب ما مخمن إجابتها : ليه انتي قليلة ادب؟
ثُريا رفعت حواجبها بذهول وابتعدت خطوتين للخلف وقالت : ليه انتي قليل حياء ؟
أديب اخذ نفس وبدأ صبره ينفذ هو الاخر من طريقة كلامها معاه
حتى اخته ما تخاطبه بسخريه ، يرجع الفضل لبروده الدائم تجاه أفراد عائلته وكان يقنع نفسه بانه يفضل ما يتعلق بشخص اكثر من اللازم ، طقت ثُريا النافذه ثلاث مرات بهدوء لتستعيد تركيزه تجاهها وهالمره لف عليها وهو عاقد حواجبه بينما عيونه السوداء متسعه ليتضح الغضب عليهم : انا احين وش قلت لجل تناظر كذا !
أديب : تبين تسالفين مع احد رجعي بيتك وسالفي مع اخوك اختك اي احد بوجهك ، وبخصوص الشماغ كنت مجهزه لحفل لكن غيرت رايي بلبس بذلة
رفع النافذه ومشى متجاهلًا ردها يلي كانت بترده ، ناظرته بغيض وهو يبتعد : ليه كل يلي اصادفهم متقلبين المزاج؟ .. مشت من على يمين المدرسه وغطت وجهها لتدخل حيهم و مشت من على يمين المدرسه وغطت وجهها لتدخل حيهم وتتمنى ما تصادف احد بطريقها
-رجع لواقعه لمن ضرب عبدالمجيد النافذه مرتين ، ناظره بغضب ليستغرب مجيد واشر بتوتر على بيت رعد ، رفع عيونه أديب وشاف انه صار قدام بيت رعد وكان من المفترض يخمن انه عبدالمجيد بيوصله هنا مو المقر مثل مايطلقون عليه
نزل من السياره واخذ شنطته من عبدالمجيد : لاتتعب نفسك اكثر
عبدالمجيد اومأ راسه بهدوء وركب سيارته وانصرف من المكان ، رفع راسه أديب وتنهد تنهيده عميييقه وهو يدخل حدود بيت رعد وكان من المفترض يجي قبل باسبوع لكن بسبب المشكله يلي صارت له ولقاءه بغريبة الحَال مثلما اطلق عليها ، دخل البيت بعد ماسحب المفتاح من تحت النبته و تناهى إلى مسامعه صوت سعود يتشاجر مع رعد ولكن بهدوء وكان سعود ملك الهدوء من بين اخوانه ، اخذ نفس وهو يترك شنطته بجنبه الباب وعقد حواجبه ليستمع لحديثهم
سعود رفع يدينه وعقدهم ببعض : لاتستهبل علي يا رعد مو حلو لبسك غيره !
التف على نفسه رعد وهو يناظر لبسه يلي كان عباره عن أسود ب اسود : مافيه شي !
سعود اومأ راسه بالنفي ووقف قدام المرايه وهو يتأمل لبسه كان لابس تيشرت خفيف باللون الأبيض وساده وكذالك معطفه وبنطلونه باللون الأبيض وبنفس درجة اللون ، انتهى من تامل نفسه والتفت على رعد وهو يناظره لابس ستره صوفيه بياقه عاليه وسوداء اللون بينما معطف طويل إشوي وكان لونه برضو اسود ، هز راسه سعود بالنفي وجلس على الكنب بتمثيل : داهمني صداع يا رعد وش ذا !
رعد رفع حاجبه والتفتت للمرآه : لكن ماتنكر اني طالع برضو حلو ؟
سعود رفع يدينه الثنتين وهو يغطي وجهه بيأس من رعد الواقف امامه : يا غرور رعد معليش تتركني اتفاهم مع اخوي اشوي ؟
سكت رعد وهو يناظره بملل واكمل سعود : حلو بس ياحمار تراك مو رايح عزاء
رعد اتسعت عيونه بذهول وهو يناظره بغيض : بتحترم نفسك ولا كيف ؟
سعود ميل شفايفه وهو يظهر عدم الإعجاب : مغرور مغرور !
أديب دخل الصاله وناظر سعود ببرود : يحق له الغرور
وقف سعود ورتب معطفه وداهمتَه مشاعره البارده كلما التقى بسعود وكان سعود دايم التنقل والتطوع لخارج السعودية وحتى داخلها بمناطق بعيده عن الرياض وهالمره استقر بالمانيا لمدة من الوقت بسبب رعد يلي معاه ، التقت عيونه العسلية اللون بعيون أديب شديدة السواد وتبدلت نظرات سعود من المبتسمه الى الحاده وقال : مثل مايحق لك تغتر ب اي شي؟
اومأ اديب راسه بملامح جامده واكمل سعود بابتسامه وهو يهز راسه بالنفي : بس الفرق مايهمني يا استاذ أديب
أنهى سعود اخر كلماته بسخريه وهو يتجهه للباب ويلبس حذائه الأبيض كذلك.. ما اظهر أديب اي اهتمام على وجهه بينما داخله يحترق بالغضب والحزن وكثير من الندم ، رفع انظاره لرعد يلي ابتسم بهدوء بوجهه وما ان طاحت عيونه بعيون رعد القاتمة السواد حتى تذكر يوم المحاكمة فجأه ، يمتلك نفس لمعة عيونه ولكن بشكل مختلف هالمره ، حيرّ امر أديب وعقد حاجبينه يسترجع ذاك اليوم
-يوم محاكمة مجاهد-
جلس أديب بجنب رعد المتجمد مكانه وحاني رأسه ، ما كان أديب أقل منه بالشعور بس يقدر يراهن ان رعد أبشع شعور ، وذالك لان رعد دخل بيت مجاهد باحثًا عن شادي وصُدم برؤية ابوه مغشي عليه مثل مافكر على الارض ، ربت أديب على ظهر رعد وهربت دمعه من عيونه كانت ترفض النزول وبل كانت تستمع لحزن رعد المكبوت ، رفع أديب راس اخوه وقال بإبتسامه محاولًا التخفيف عن رعد : عرفنا انه ضابط بعد ما كنا مفكرينه يشتغل بالشركة
اكمل حديثه أديب بعد ماسكت لثواني معدودة : بعد سبع سنوات بيصير يلي تقوله لي ، أطالب بإعدامه او اتركه معلق بين زوايا السجن
رعد عيونه وقال بهدوء بليغ : أديب !
عقد حواجبه ادب بينما يده لازالت تمسح على ظهر رعد بلطف : قول لي ذكرت شي ؟
رعد رفع حاجبينه : مانسيت شي !!
أديب سكت بحيره واكمل رعد : بعد سبع سنوات بتكمل ال١٨ من عمرك ، كمل حياتك واضمن شغلك بعدها نشوف
أديب نزل يده ووقف امامه بغضب : تقصد إنك مصدق ابو شادي؟
رعد رفع عيونه بغضب : لا !
أديب مسك كتف رعد واقترب منه : نشوف مع الأيام بس تأكد اني بلاحق مجاهد حتى بالسجن !
كانت كلمات أديب صادمه بالنسبه لعمره ولو استمع لهم عمهم المنشغل بحديثه مع عدة اشخاص لكان وقف حبل أفكار أديب الغاضبه وعيونه الممتليه بحقد
نزل عيونه رعد ولمعت عيونه بضيق غريب عليه ومشاعر سيئه مايتحملها قلب يبلغ من العُمر عشر سنين ، إبتعد عنه اديب وراح بجنب عمه ليبقى لحاله من جديد
اخرج من معطفه صوره ألتقطها من صالة مجاهد صار يحدق فيها بصمت وعفسها بدون ادنى شعور منه ليدخلها معطفه مره ثانيه ويفز من مكانه بعد ما انتبه لصوت عمه يناديه : جيت عمي
ناداه عمه وكأنه بيدخل لأحد المناسبات فرحًا ، ورد عليه رعد كانه بيوم العيد يركض ليستقبل العيديات من اعمامه وابوه ، لكن الغريب اليوم أعمامه بالبيت يستقبلون ضيوف العزاء لأبوه والحزن يسود بكل ركن من بيتهم ..
حارب رعد رغبته بالبكاء وشرح ما مّر فيه ل اي أحد وتمسك بيد اخوه واخوه تمسك بعمه ، وامتلئت جميع اماكن القاعه ليجلسوا خلف شادي ولورين وجدتهم !
-
عاد لرُشده أديب لمن فاجئه رعد بإحتضانه وهمس بينما يبتعد : اسرع تأخرنا
تكلم أديب اخيرًا بعد صمت مر على لسانه وعلى عقله بنفس الوقت : كم تاخرنا؟

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ Where stories live. Discover now