٢١~ لملم شتاتي ولمّني إليك

169 10 6
                                    

وقف رعد مقترب من النافذه لتطيح عيونه عليها بالحديقه تقدم القهوه لـ امه و سديم الغارقه بالمذاكرة !
وقفت بجانب ام رعد وهي ترجع يدينها للخلف و ترفع عيونها للبيت ، لمحت رعد واقف لتصد وهي تشوف إياز المتكتف عند نافذته ولوح بكفّه يسلم عليها ومن ثُم اشر لها تجي
انصرفت لورين من الحديقة و هي تتجه للداخل
دخلت المطبخ وهي تشغل الماء و تتمتم : الدنيا كلها مجنونة او بس انا ؟
تسارعت أنفاسها و هي تغسل وجهها و ترجع خصلات شعرها للخلف ، جلست على الارض و هي تمسك راسها بقوه و كأنها تعصره بينما داخلها كان يعتصر ضعف ما تحس فيها خارجيًا
ابتلعت ريقها و هي تعقد حاجبينها : يعني باخذ الصندوق وبطلع ، غريب ما توقعت بيومين !
وقفت بسرعه من تذكرت الشرط : وش يبي ؟
ابتلعت ريقها بتردد و راحت بخطوات مسرعه و سرعان ماشهقت من طلع رعد بوجهها
ميلت شفايفها بذهول انه مشى بدون ما ينطق بكلمة تضايقها او تخرب طريقها ، إبتسمت وضغطت على الدور الثاني بعد ما دخلت المصعد
أنفتح الباب و كان إياز واقف يستقبلها : تفضلي
مشت بجنبه مستغربه فعله ، ليه ما عطاه اخوه بكل بساطه و فتح هو الصندوق ؟ ليه ما كسر القفل ؟
دخلت جناحه و أشر لها تجلس على الكنبه المتواجده
التفتت لتشوف المكان أشبه بحفره عميقه ممتلئه بكتب ويتوسطها لابتوب لتهمس : شئ الكتروني على الاقل !
جلست وما تنكر توترها و خوفها من إياز يلي يصعب تحديد نفسيته
قطّبت جبينها و هي تشوفه يجثو بركبته و من ثُم جسده ليصير ملاصق للأرض باحثًا عن الصندوق ، اتسعت حدقة عيُونها من سمعت صُوت الصندوق ينسحب ومباشرة فهمت أنه مو مجرد صندوق صغير كانت تظنه
تحسست عنقها و إستقرت أناملها على راس المفتاح وهي تلعب فيه لتعتدل من وقف إياز حامل بيدينه الصندوق
وقفت و هي تقول : وش شرطك ؟
إياز رفع اكتافه بهدوء : تفتحينه قدامي
لورين عقدت حاجبينها بإنزعاج : بس هو لي !
إياز ابتسم و هو يحطه على الطاوله : بس أنا المحافظ عليه طول هالسنين يحق لي ولا ؟
لورين بلعت ريقها وشتت أنظارها : لو عندك سبب يتركني اخليك تشوف معاي تفضل
إياز بنفس إبتسامته وهدوءه قال : مو مقتنع إنه مجاهد القاتل و احين ؟
لورين التفتت وهي ترفع حجابها و تطلع المفتاح لتعدّل حجابها مره ثانيه وتلتف عليه : سبب كافي
اقتربت من الصندوق و جلست على الأريكه وهي تحدق فيه ، كان حجمه متوسط خشبي النوع ولكن عند القفل حديد مما فسر لها عدم فتحه ، رفعت أناملها تتحسس أسمها المحفور بزاويته : زخرفته حلوه !
قالتها بإبتسامه وبعد ثواني طويييله من التأمل دخلت المفتاح بالقفل ، نزلت القفل و دخلت المفتاح بجيبها لتقول : بتظل واقف ولا بتسحب هالكرسي تتفضل؟
إياز ميل شفايفه و سحب الكرسي بالفعل فجلس مقابلها
لورين : دامك جلست كذا توضح إنك مو بس مقتنع بل متأكد ، وش عندك يا إياز ؟
إياز ضحك بسخريه : أنتظر ٢٠ سنه لجل ألقاك مره ثانيه ذا السبب الاول ، اما الثاني ف ماتدرين كم مره جلست أتأمل هالصندوق المقفل !!
إحتدت نبرته بنهاية كلمته لتقول بذهول : ومتى التقينا ؟
إياز بهدوء : ما تذكريني ، ما كنت متوقع انه يوجع لهالقد
لورين ضربت الطاولة بنفاذ صبر : وش تخربط ؟
إياز اتسعت عيونه و اشر على نفسه : صديقك إياز من الروضه
شاف ملامحها جامده ف أبتسم وقال : مافيه نتيجة للتذكر؟
تكتّف وتراجع للخلف ليستند باريحيه: على يمينك جالس دايم ؟
لورين ابتلعت ريقها و هزت رأسها : فيه إنسان يذكر شي بهالصغر ؟
غمضت عيونها و مباشره استقبلها مشهد قتل رائد
إياز حدقّ بتقطيب جبينها و إنزعاجها الواضح : ذاكرتي قويه ، أقدر اقولك وش سويت العام الماضي بالتفصيل!
لورين هزت راسها بالنفي و فتحت الصندوق لجل يسكت
وماهي الا دقيقه حتى نطق إياز مره ثانيه : نحتاج تلفاز و نظارتي لجل اقرأ كل هالاوراق ، اوهه البوم صور !!
لورين ناظرته بذهول و هي تسكر الصندوق و تقربه لناحيتها : قلت بتلقي نظره عليه و البوم الصور فيه صور خاصه .. أذكره
شتت عيونها يمين ثواني و يسار ثواني أُخرى ، إياز سحب نظاراته : أقل شي اقرأ كم ورقه ؟
لورين فتحت الصندوق وسحبت ثلاث أوراق بعشوائيه ومدتهم له : اقرأ بصوت عالي
مسك الورقة الأولى رافعها ، تحنح بينما يعتدل بجلسته
لورين غمضت عيونها : تتجهز لإذاعة المدرسة ؟
إياز ناظرها بملل : ذكريني أضحك بعدين !
لورين تنهدت و أشرت له لتقول بسخريه : كمل تجهيزاتك لو قريت كلنه خطأ بفصلك من المدرسة ثلاث أيام
إياز قرأ متجاهلًا سخريتها " تقرير ، المكان بجده الساعة الخامسة مساءً .. يوم الاثنين و سبب التقرير كله "
ألقى نظره سريعه على التقرير لتتسارع أنفاسه و ينزل الورقه وملامح توحي بعدم الإعجاب مو شي ثاني
لورين عقدت حاجبينها وسحبت الورقه منه : الساعيين خلفه ناصر الكريم بل السبب بالسعي الشك بالقتل و التهريب لكلاً من المخدرات و الأسلحه !
رفعت حاجبينها بدهشَه و كانت بالفعل تحس إنها دخلت صدمه لدقايق مثل إياز الجالس قدامها و لسانه تخشّب غير قادر على النطق و التبرير عن جده
غمض عيونه و كيف يبرر ؟ وتوقيع أبوه أسفل التقرير
توقيع أبوه يلي قلدّه و صار يوقع نفسه بكتبه الصادرة حديثًا .. حتى القديمة !
لورين سحبت الورقتين منه و دخلتها الصندوق لتقفل عليه مره ثانيه : لكل شي يصير سبب تدري ؟
إياز هز راسها بالنفي وبعدم تصديق قال و كأنه صار مُقيد : فيه خطأ بالاوراق لورين !!
لورين : سلمت يلي لي شكرًا لك بس لازم تتصرف كأنك ما شفت
لورين ناظرته برجاء : قريت كتابك يلي يتكلم عن المحارب العظيم و زوجته المظلومه ، لكن هالمحارب ظل يحارب للملكة يلي كانت حابسه زوجته و تعذبها .. أحين قول لي نهاية الأسيرة و المُحارب وش كانت ؟
إياز رمش ببطئ و جاوبها بهدوء : اللقاء
لورين إمتلت عيونها بالدموع و قالت : بتحرم لقائي من أبوي يا زميل الروضه ؟
إياز هز راسه بالنفي ووقف يأشر لها على الباب : تفضلي لا انتي دخلتي الجناح ولا أنا سلمتك الصندوق
لورين رفعت عيونه بهلع : نعم !
إياز هز راسه بيأس : اذا ما جا لنا رعد بيجي أديب من صوتك .. خذي صندوق و طلعي المقصد ما التقينا
لورين إبتسمت له : شكرًا
طلعت و هي حاملته بيدينها متجهه للبوابه الخلفيه
سكر إياز الباب وقفله ليهمس بإبتسامه تمليها خيبة الأمل من كل جهه : نبدأ قصة المحقق الوحيد يلي يسعى ورا وجده؟
سمع صوت ضرب الباب و كان قوي ف قام من مقعده يلي توه استقر عليه : عسى ما شر ! حريق جديد ؟
سديم رمقته بنظرات هاديه : إياز قلت بتوصلني
إياز هز راسه بالإيجاب مُدّعي عدم نسيانه : ايه كنت ببدل لبسي ، انكب كوب القهوه علي
سديم مدت يدها ناحيته : مفتاح السياره لجل اشغلها
إياز راح عند الطاولة و رماه من بعيد : خمس دقايق و عندك
سديم ابتسمت : لو تأخرت اكثر من ثلاث دقايق بمشي !
إياز ناظرها بذهول : انا يلي بسوق
سديم هزت راسها بالنفي و انصرفت من قدامه
.
.
ثريا :
اول ما قامت من عند أديب ورعد رجعت بخطاها لتدخل من باب المطبخ الخلفي ، جلست على الكرسي وسحبت تفاحة من السلة أمامها ، عقدت حاجبينها من شافت شنطة قدرت تميز إنها لخيال
وقفت وهي تشتت أنظارها وتقترب من الباب لتستقر عيونها على أديب و خيال الجالسه قدامه لتبتسم او بالأصح كانت تشبه كل شي غامض إلا الابتسامه الحقيقيه
أخذت نفس ثُريا لتتراجع : غريب
وبينما كانت على وشك الجلوس دخلت لورين بخُطى أشبه بالركض لتتبدل ملامح ثُريا للصدمة من يلي كانت تحمله : لورين !
لورين غمضت عيونها و قالت بهدوء : ثواني قصيرة وبرحع لك ، ايًا كان يلي تبينه
ثُريا اتسعت حدقة عيونها ووقفت قدامها : لورين انتظري
لورين بإبتسامه وهي ترفع الصندوق لجل مايطيح : لو ماتكررين أسمي بكون ممتنه و صح لك اتفاق بيني وبينك بقول لك وش نوع العمل بين خيال و أديب وبتسكتين لو لخمس دقايق ؟
ثُريا هزت راسها بصمت و ذهول معتلي ملامح وجهها فترددت و كثير بإنها تخطي الخطوه يلي كانت مقرره عليها .. لكنها وقفت و تراجعت عن اللحاق ب لورين. إبتسمت بهدوء لتشوف إنه لورين اختفت وسط الأشجار يلي كانت تحيط ببيت رائد
,
وقفت لورين بنفس الحديقة يلي هربت منها سابقًا والتفتت يمينها و يسارها ، حدقت بالسيارات المارّه أمامها وقبل ماترفع كفها إعتلت شفايفها ابتسامه
فكّت قبضة كفها و رفعت إبهامها ومن ثُم سبابتها لتتلوه خنصرها .. نزلت كفها وما ان رفعت راسها حتى استقر قدامها شادي المُبتسملازلت مصدوم انك تذكرين إشارتنا
لورين رفعت عيونها ناحيته و قالت بتصحيح : إشارة ابطالنا الخارقين !
ضحك شادي وحمل الصندوق منها : سايرت عنادك يا لورين و احين وش الجاي ؟
لورين اقتربت لتهمس بتحذير : لاتنسى إنك مراقب لجل كذا ايًا كان يلي يراقبك ماراح ينتظر كثير حتى يدخل مكتبك ويشوف انك مو فيه ، تعرف وين تحطه صح ؟
شادي هز راسه بالايجاب : و مين تعتقدين يراقبني ؟
لورين : عندي طرفين .. عائلة الكريم أو جدي
شادي اتسعت حدقة عيونه : جدي مستحيل
لورين هزت راسها بيأس وقالت بابتسامه : نتحدى؟
شادي تنهد : انا اقول رعد او اخوه أديب
لورين : جدي
شادي تراجع للخلف و استذكر شئ ليقول بسرعه : نسيت التقي بموكلتي
غمض عيونه و ركض لسيارة راكان فركب بجنبه و صرخ عليه ليحرّك ، لوح راكان كفّه لـ لورين بإبتسامه
لورين أشرت له يحرك بسرعه من نظرات شادي الحادّه
تنهدت وهي تستند للخلف فهي شافت نظرات راكان و جدها والجو يلي بينهم غير مُريح بتاتًا لتقرر تستخدم راكان بخطتها ، حاولت الكذب على شادي وفشلت أول ما طاحت عيونها بعيونه لذلك تعاونت معاه و قررت تضلل حازم عن طريق نظارة شادي
وباليوم التالي فتحو الموضوع ليقتنع إبراهيم بكلام حازم ، ولأنها كانت تدري جوال شادي مُراقب ف هي كتبت له الرساله .. قطع حبل أفكارها و انسحبت من غرقها لمن رن جوالها مُعلن إتصال وارد ، رفعته و شافته إبراهيم
لورين دخلته بجيبها و ركضت للشارع المُقابل لتدخل بعدة شوارع و توقف قدام بيت رائد للمره الثانيه
دخلت المطبخ وهي تلتقط أنفاسها
ثُريا رفعت حاجبينها وهي تصب لها ماي : قلبتي طماطم
لورين ضحكت بهدوء ف اتجهت للمغسلة ومن ثُم بللت وجهها : ثُريا تعرفين تطبخين ؟
ثُريا هزت رأسها بالإيجاب : اي خدمه ؟
لورين التفتت بإبتسامه جانبيه توضح إنها متوهقه : لعائله؟
ثُريا رفعت أكتافها بعدم معرفه : الحياه تجارب
لورين زفرت لتبتسم : الطبخ علي اليوم و العاملة الثانيه ماخذه اذن ف ؟
ثُريا رمشت لها بإبتسامه : مع العلم مرت الخمس دقايق
رفعت عيونها لورين و شافت الساعه تُقارب على ١١

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن