٢٤~ أحببتها فأختارها الغياب تحديدًا

228 6 5
                                    

سعود مد كوب الشاي له : لورين وغسق مع مجاهد
رفع حاجبينه بذهول وان صح القول بأنزعاج، فكّر بتلك المسافات الفاصله بينهم، البحار، الطُرق، المباني، والشوارع وحتى الجو نفسه بيتغير !
تمسّك بكوب الشاي اللي مده له سعود وبالرغم انه مو من محبينه، شربه بسرعه قياسية.
رعد ابتلع ريقه وصدره فعلًا يحيطه الحرقان : الدنيا كذابه ولا احنا اللي ما نساير كذبها وصار كذا ؟

أديب جلس بجنبه وأجابه : الدنيا كذابه وماقصّرت معانا كل طريقنا كذب بكذب، لين صرنا نسايره
سعود هز راسه بيأس : لو مختصر وقايل كل الخيارين ؟
رعد أرخى راسه على كتف أديب من اشر له وسُرعان ما اتسعت حدقة عيون سعود : وانا طرطور هنا؟
لاح شبح ابتسامه على ثغر أديب واشر له بالاقتراب فزحف سعود وأستند على كتف أديب الآخر، تنهدوا كلًا من سعود ورعد وعقد حاجبينه أديب : صاير شي ؟

طلع إياز من باب المطبخ الخلفي واعتلى صوته بالارجاء باعث جو لطيف لهم : صاير شي ماتفهمه يا أستاذي العزيز !
أديب رفع أنظاره نحو إياز وقال بهدوء متجاهل سخريته للوقت الحالي : كاتبي الجديد، تفضل ؟
إياز اقترب ومدد جسده على الأرض تارك راسه بحضن أديب يلي شدّ شعره : وش قصدك بشي ما أفهمه ؟
سديم من خلفه همست : الحب الحب يا أديب
كلهم توجهت أنظارهم لسديم عدا أديب المُحاصر بكل جهه من اخوانه فهمس بالمثل : تعالي ياحبيبتي انتي تعالي !
سديم ضحكت بخفه من التمست التوعدّ والتهديد بنبرته وراحت تمددت بجانب أياز مُحدقه بالسماء المكتظة بالغيم فوقهم، وقالت بشرود : ليت الوقت يوقف هنا
سعود وهو يلعب بخصله من خصلات شعرها : ماراح نعطيك شادي بسرعه لاتحاتين !!
رعد بابتسامه جانبيه : بالكثير سنه ونودعك
سديم ضحكت بشدّه وقالت وهي تتخيل نظرات امها المصدومه : ايه عشان تجي لك امي تقول، ماعندنا بنات يقعدون جالسين فترة طويله
إياز اتسعت ابتسامته تتلوها ضحكه : وتقول، مو فاضيه للتأجيل بيجي عرس سعود
سعود ضربه على كتفه بقوه : عرسك قبلي، مُعجباتك مو قليل صحح لي ان كنت غلطان
إياز اعتدل بجلسته وتربع : ومرضاك مو قليل صحح لي بعد؟
سعود تذكر أول ما التقى بغسق ويدها المكسورة واعتلت شفتيه إبتسامه ساخره : اكتفيت بوحده حالتها مستقره
أديب هز رأسه بيأس : والله الشرهه مو عليكم، لا علي جالس وتتكلمون بألغاز عندي
سديم اعتدلت بجلستها وسندت راسها على كتف إياز وهي تحدق برعد وسعود بابتسامه : طيب تكلم لنا عن لغزك؟ متى التقيت بزوجتك ومتى تقدمت لها؟
رعد رفع راسه ناحية أديب وضحك بهدوء : ممله سالفته قصة سعود فيها مشاعر أكثر
أديب رفع حاجبه : يا أبو المشاعر أنت
التفتتوا كلهم على صوت امهم الغاضب : انتوا حالفين تتركوني مجنونة ؟ الناس نص ساعه وترجع وش تسوون هنا
سديم همست بإبتسامه : اللي بيخليها تجلس بخليه يدخلني بعرسي
سعود هز راسه بالنفي : لاتناظروني معصبه علي
إياز وقف واتجه لأمه ماسك يدينها : شرايك تنورين قعدتنا ؟
امه نزلت يدها وعقدت حاجبينها بغضب : اقول دخلوا تقول تنورينا !!
رعد التفت على أمه بابتسامه هاديه : يمه
ام رعد ناظرته بهدوء : هلا يمه؟
رعد اشر لها : تعالي دقيقتين

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ Where stories live. Discover now