٦

219 11 0
                                    


لمحت بطاقة دعوة وابتسمت بذهول وهي تلتقطها بين يدينها : نفس يلي عندي
ميلت شفايفها من ذكرت انها رمتها بعدم اهتمام ولكن الحين ؟ بتروح بالتأكيد لتتعرف عليه أكثر
قطع عليها رعد يلي سحبها من يدها بحركة سريعه وهو يناظرها بشك : يدك طويله على أشياء ماتخصك !
عفست ملامحها وهي تسحب كاس الماي من يده وترتشف القليل منه ، تركته على نفس الطاولة وطلعت بدون ماتنطق بكلمة وسكر الباب خلفها وجلس يغرق بأفكاره ... نزلت عيونها لورين بإحراج وهي تمسح على وجهها مو من عاداتها ابدًا على العكس تماما واخذت تعاتب نفسها بسؤال : ليه صرتي كذا يا لورين؟
تعثرت قدمها عند عتبة الباب وتأوهت بالم ، انمدت يد لتساعدها على الوقوف وتجاهلتها لتتمسك بالجدار ورفعت راسها : شكراً
سكتت وهي تناظره بصمت ملامحه شبيهه للي بالداخل لكن عيون يلي قدامها كانت فاتحه أكثر وكأن العسل استقر بعيونه ، وجهه بشوش من بسمته يلي لازالت على ثغره بعكس رعد تماماً : بخير؟
سألها وهو يرفع وشاحها الأحمر لترد بعد ثواني طويله : ايه ، شتت عيونه بالخلف وابتسامته بالفعل اتسعت مما اربك لورين : مساعدة رعد الجديده؟
عقدت حاجبينها بعدم فهم وتشتت اتضح من عيونها : رعد؟انت مين؟
تراجع بخطوه للخلف ورجع يدينه لورا ووقف برسميه : الدكتور سعود يعني أخو رعد
هزت راسها بهدوء وسرحت بتفكيرها وهي تقترب وتسحب من يده الوشاح : أعتذر لكن انا مو مساعدة رعد
التفت سعود ليشوفها تسرع بخطواتها وتوقف بين الحين والاخر بسبب قدمها ، دخل وسكر الباب من خلفه وهو ينادي على اخوه : رعد
رعد طلع من غرفته وهو يناظره : فيك شي؟
سعود دخل الغرفه متجاهل سؤاله ليجلس على السرير : البنت مين؟
رعد استند على الباب وناظره بنظرات خاليه تمامًا وطلع من الغرفه ليدخل غرفة سعود ويقفل الباب خلفه
سعود فرك وجهه بتعب وقال بشئ من التحلطم : خذ لك تعب بالشغل ومقابل وجهٍ نفسي !
اما رعد جلس بهدوء على السرير وفتح اللابتوب ليتبع اخر الأخبار كعادة اعتاد عليها ، دخل على صفحة اخوه إياز وبدوره كاتب مشهور وله الكثير من المعجبين بكتاباته وانتقل لسكرتير أخوه الاكبر منه بعام أديب وساله عن احواله واكتفى السكرتير يقول له "بخير ،يشتغل بدون توقيف وبينزل على المانيا وقت الحفل "
وقبل مايقفل اللابتوب كتب بالصفحه اسم اعتاد يكتبه يوميًا " المحامي شادي ال سليمان "
تصفح اخر قضاياه يلي نجحت وقفله ، مليون شعور تراكم بداخله هالليله بشكل غريب ... برود يتسع لكل يلي حوله وقهر لو وزعه يكفيهم ويزيد وبعضٍ من الحنين لصديق طفولته لكن هيهات يجتمعون بمكان غير المحكمة
وبعد ما انتهى من افكاره المُزعجه والمشتته اتصل على امه
نبضات قلبه لطالما تسارعت كل ماسمع صوتها وهي ترد عليه ب : هلا وليدي
ابتسم باتساع والبسمه على ثغره غريبه كثير ، اتجهه لناحية النافذة والتمس الراحه من صوت امه : ياثقل الوقت من دونك
ام أديب ابتسمت ودخلت الموضوع مباشره : ياحبيبي انت ، ماقلت لي تبي غزل ؟
سكت لجزء من الثانيه : مو وقت هالموضوع يا امي وين سديم ؟
ام أديب ميلت راسها لتلمح طيف سديم : بالمطبخ تبيها؟
رعد اجابها بالنفي ورد عليها : سلمي عليها
ودع امه بعد عدة دقائق وطفى الأنوار ليغطّ بنوم عميق

«الصـبـاح، رعد»
سحب علبة الماء من الثلاجه بعجله وهو يرتدي حذائه ووقف امام المرآه ليرتب خصلاته شعره المتساقطه على جبينه ، طلع بعد ما أرتدى معطفه الأسود وسمع سعود من النافذه يصرخ : مافيه فطور ؟
التفت له بغضب واشر له يسكت : صوتك لاترفعه ناس نايمه !
سعود رفع جواله وشاف الساعه ٨ و٥٠ دقيقه بالضبط واتسعت عيونه بذهول : تستهبل علي ؟ دوامي بعد عشر دقايق يبدأ ماتعرف تصحيني!
رعد رفع اكتافه ببرود : انا امك؟ مشى بدون مايسمع رده متجاهل سعود يلي بقى يرمقه بنظرات حتى اختفى رعد من تحت انظاره ، وقف رعد أمام المقهى وشتت عيونه بانحاء المكان قبل مايتجه للداخل ، جلس بالقرب من النافذه الزجاجيه وتحديدًا بالزوايه نفس مكانه بالأمس
ركز عيونه على النافذه وحاول مايلتفت من سمع صوت خطواتها تقترب لناحيته وداهمته ريحة الياسمين ، غمض عيونه وهو ياخذ نفس بينما يلتف لها
ابتسمت لورين بحماس له وهي تبدا بالكلام : قهوه سوداء وكوب ماي؟
رعد شتت عيونه لخلفها وناظر دانييل ولسوء حظه كان دانييل واقف عند طاولة اخرى ، ميلت شفايفها لورين وابتسمت لتنصرف بسرعه مما أثار استغراب رعد !
ما اعجبه انسحابها من جنبه بهالشكل واثارت عصبيته لانها سحبت كل إنتباهه لها ماقدر يصفي ذهنه من لورين يلي تضحك ثواني وتتكلم بعذوبه دقايق طويله مع الزبائن الأخرى ، وكانت محافظه على إبتسامتها للكل وارتاح إنها مو من احد اعدائه مجرد عربيه مغتربه ...
وبعد دقائق تركت كوب القهوه والماء على طاولته : على حسابك يلي تركته أمس
عقد حاجبينه بعبوس وطلع من جيبه فلوس : ما كنت أنتظر مجانًا !!
وقف قدامها بانفعال ليهمس : كنت انتظر العامل الآخر ينتهي لكن مثل ما اشوف مصرّه توقفين قدامي بكل مره؟
لورين ضحكت بتعجب : تدري وش ؟ تتكلم كثير بالنسبة لزبون
رعد سحب حقيبته ولورين كملت : وش تسوي هنا !
رعد رفعه حاجبينه بهدوء غريب عليه : مقصدك؟
لورين اقتربت منه اكثر  بحيث ما صار يفصل بينهم غير
خطوتين ..

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ Where stories live. Discover now