يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ

٨

طلع رعد من المقهى ووقف قدام الباب ، لف على يساره وشاف الورد على الطاولة لياخذ كمية بيده ويترك فلوس على الطاولة ، وبنفس الوقت نزلت ام لورين نوران من سيارتها وعقدت حاجبينها وهي تشوف احد الرجال يهرول مبتعدًا وبيده ورد ، ناظرت الطاولة واخذت الفلوس من عليها وصارت ترتب الورد المتبقي ...
بينما رعد إتجه للمستشفى يلي يشتغل فيه سعود
نزل ولازال الورد بيده ونظراته كلها وهقه ، سال عن اخوه بملامح قلقه وأكثرها كان حده ، دخل بسرعه غرفة سعود وكانت برفقته مريضه : مرحبا !
التفتو عليها بإستغراب واشر لسعود انه بيجلس بعيد عنهم : تقدرون تكملون
سعود ناظره بذهول أكثر وانتابه الضحك وهو ينهي لقائه مع المريضه ، ليضحك اول ماتطلع : ورد ورعد؟
رعد رمقه بنظرات ليتنهد : خذهم لك
سعود جلس بالقرب منه وعقد حاجبينه : ليه خذتهم؟
رعد رفع أكتافه : انا بنفسي ما ادري
سعودي سحب احد الورود وامعنّ التامل فيها : ورد الياسمين !
رعد غمض عيونها بغضب وسحبها من يد سعود ليضغط عليها بقوه : متى بنرجع للسعوديه؟
سعود شتت انظاره ووقف : موتت هالورده لكن يلي بدأ بداخلك تقدر تقضي عليه بهالشكل؟
رعد رفع رجوله عالطاوله : مافيه شي بداخلي ، وجاوب على سؤالي ياسعود
فتح الآيباد وهو يدخل على احد الجداول : الحفل بعد أسبوعين من احين ، وقدوم أديب قبل الحفل باسبوع
سكر الآيباد وهو يستند للخلف : يعني نقدر نرجع بعد شهر اذا ما صار اي تغير
رعد رفع حاجبه : تغير مثل؟
سعود ابتسم له ببرود : مثل إنك تحب وتتعلق بالمكان
رعد هز راسه وبادله الإبتسامه وهو يوقف: حلو ماراح نبقى اكثر من شهر ، لو عدت اخر شي قلته مابيصير خير!
سعود اشر للورد وهو يرفع علبة الماي : ايه ووردك؟
رعد تنهد بمحاولة ليكتمّ غضبه : انا هنا ليه ، صرفهم
سعود ضحك غصب عنه : وش قصدك
رعد ميل شفايفّه وفتح الباب : فهمت انت
تنهد سعود وطلع ورا رعد وبيدينه الورد: على الاقل ماينهدرون ، صادف ممرضة بوجهه وابتسم لها بلطف وهو يمدهم لها : تفضلي ووزعيها على جميع الممرضات
مشى خطوتين والتفت عليها بينما هي لازالت مصدومه وضحك : فقط الممرضات وليس الممرضين حسنًا؟
أومأت براسها وسعود إنصرف بهدوء
اخذ نفس وهو يرفع جواله : ياكبر الشوق للسعوديه
اتصل على إياز اخوه لكنه ما رد ، ومن ثُم إتصل على اخته سديم ليوصله صوتها : سعود ؟
سعود عقد حاجبينه : اجل رعد او إياز المختفي عن الانظار؟
سديم هزت راسها بالنفي : وانت مختفي برضوا
سكتت سديم وسعود تنهد : سالفي لي وتكلمي عن يومك وايامك السابقه ، وحتى الجايه بس لاتسكتين يا حبيبتي!
سديم إبتسمت : فتحت فيديو ل ابوي اليوم
اختفت إبتسامة سعود وهمس : سديم !
جلست على سريرها وهي تتامل السقف : ماتبي اتكلم عن ابوي ؟ لاتتصرف كانه طالع من عقلك
سعود اعتدل بجلسته : تكلمي براحتك ، لكن مو مسألة طالع من عقلي
سكت لثواني وتنهد : افتقد وجوده مثل المجنون رحمة الله عليه ، ماعندنا غير ندعي له
سديم هزت راسها ببرود : ايه بالضبط ، لكن ماجى وقت ينعدم قاتله ؟
سعود وقف وهمس بعصبيه : شوفي ياسديم لاتتكلمين ل احد كذا ، لاتصحين الذئب النايم داخلهم !
سديم : نسيت اني عديمة مشاعر ؟
سعود عقد حاجبينه بأسى : انتي مو عديمة مشاعر ، عندك قلب أكثر من اديب ورعد يلي دايم عابس بوجهي
ابتسم ببطئ : صدقيني إنتي اطيب مما تعتقدين
سديم وقفت قدام المرايه وهي تعدل خصلات شعرها وتتامل ملامح وجهها الجامدة : فيه جمعه للبنات اكلمك بعدين
انهت المكالمه بينما سعود قال : وش جمعته هالحزه!
إتصل على امه بسرعه : الو؟
امه ابتسمت : ياهلا ب سعود
سعود قال بدون مقدمات : سديم وينها؟
عقدت حواجبها وهي توقف : شفيك وين بتكون يعني عند البنات !
سعود غمض عيونه براحه : انتبهي عليها ، استودعتك الله
ام رعد : ما انتظرك تعلمني كيف انتبه لبنتي ياسعود
سعود عقد حاجبينه : مو شرط ب كل مره تفهميني غلط يا امي
أنهت المكالمه وضحك بسخريه وهو يدخل جواله بجيبه ويستغفر ، ندم انه مسك جواله ودخل احد الغرف ليبدا دوامه فعلاً.

تناهى إلى مسامعها خطوات تقترب من الباب ووقفت برعب وهي بالفعل حافظه صاحب الخطوات وفتحت قبل مايدق الباب وقلبها يرجف من الخوف على أمها فـ ماخاب طنها وكان بالفعل كاسر أمامها ورفعت يدينها وكأنها تستسلم للشرطة وكانها اذنبت وتطلب بعيونها العفو : بجي معاك لاتلمسني !
كاسر كان مجهز لكمته لكنه تراجع وذا بسبب كاميرات المراقبه مو من كلماتها او نظراتها ابدًا ... نزلت معاه وصادفت يلي استقبلها وأشرت له بمعنى " الفلوس خليها برجع "
واول ما ابتعدوا عن كاميرات المراقبة امتدت يده لتترك اثر على خدها : بتندمين يا بنت مسكّه
امتلت عيونها وكرهت نفسها مباشره من ذكرها انها مسجله تحت اسمه ، ضحكت واعصابها تلفت هي حتى اسم ابوها ماتعرفه : بتندم ياكاسر لانك مديت يدك بتندم !
وقف السيارة ورفعت جوالها على رقم الشرطة : كمل طريقك اذا ماتبي تنام بالحبس اليوم