٣

286 15 0
                                    

اسند راسه للخلف وغمض عيونه بقلق يحتويه وقفت السياره لتقطع حبل افكاره المزدحمة ونزلوه منها
ركضت لورين تجاهه ومباشره تجمعت الدموع بعيونه وصارت الرؤيه مشوشه وصد عن لورين ، حس فيها تحتضن رجوله وتبكي إنحنى لها ورفع راسها وهو يمسح على فكها بلطف وبابتسامه جانبيه همس : ملاكي الصغيره ماتعودت اشوف دموعك
مسحت دموعها وهي تهز راسها : مابتشوفهم ابد
وخزّه قلبه من كلمتها يلي كانت تعني شي ثاني تماما عن فهمه ، تسارعت انفاس لورين بغضب ورفعت عيونها له : ليه ياخذونك و،
سكتت وهي تتامل الجروح بوجهه ابوها ، رفعت يدها الصغيره وهي تمررها على وجه مجاهد : بكبر وبعالجك
قبل راسها ودفن وجهه بخصلات شعرها الفاتحه وهمس باذنها : راح انتظرك ياحبيبة بابا
قبّلت رأسه بابتسامه وانصرفت للخارج وركبت بجنب شادي وجدتها ، ناظرت شادي وهي تهمس : ليه مانزلت لبابا؟
شادي صدّ بإنزعاج من سؤالها : انزل لقاتل ليه
الجده لفت على شادي : اخر مره اسمع هالكلام
شادي نزل من السياره وقال : بسمع الحكم عليه وبجي
الجده غمضت عيونها بنفاذ صبر ونزلت خلفه برفقة لورين ، شافت زوجها ينزل من سيارته ومشت بخطوات سريعه مبتعده عنه وعن نظراته الحاده
دخلت المحكمة وجلست بالأمام ويدينها ترجف ، ربتت لورين على يدها : بابا ماسوى شي بيطلع
الجده قربت لورين منها وهي تغطيها عن الانظار : تعالي
وبخلفهم تماماً كانو جالسين رعد وأديب وعمهم بجنبهم
بدات المحكمة وارتفع صوت المحامي وهو يقول : المدعى عليه ماكان متواجد بموقع الجريمه بشهاده من زملائه ، القاضي رفع حاجبينه وهو يرد : فيه احد منهم متواجد هنا؟
المحامي بلع ريقه وشتت عيونه على الحضور : لا
القاضي هز راسه : كمل
المحامي رفع يده وهو ياشر : مجاهد كان مقربّ من المرحوم وزملاء بالعمل ، مافيه اي دافع يتركه يقتله
مرت ساعه بالكامل والنقاش يزداد ، اعتلى صوت المحامي : المدعي عليه مايعترف بوجود خلاف بينهم
المدعي العام : الاثباتات كلها متجهه على المدعي عليه والجريمه كانت ببيته
سكت لثانيه واسترسل حديثه : أطالب بالإعدام
المحامي هز راسه بالنفي : طبيعي بصماته بتكون متواجده ببيته ، ارفض الاعدام لموكلي
التفتوا على القاضي وبعد دقائق كانت شاقّه على مجاهد نطق القاضي : سجن لـ سنوات الى ان يكبرو عيال الضحيه ويقررون اعفاء او إعدام
لورين شتت عيونها بعدم فهم وعقدت حواجبها من نزل ابوها راسه لتنزل دموعه ، شدت على يد جدتها بالم يعتصر قلبها اما شادي كان مستمع لكل التفاصيل الكثيرة يلي قالوها ويدونّها بورقة، شادي غضبه من ابوه اختفى اول ماشافه بالحالة ذي ، وماتعود يشوف ابوه بهالضعف كان يكتب باندماج وأمل انه بيطلع ابوه بيوم من الايام وصار حلمه يصير محامي ويحامي عن الأبرياء لاغير ، واشياء كثيره مافهمها لعمره الصغير لكنه متاكد بيكبر ويستوعب كل يلي دونه ، طلعوا من المحكمة ووجهتهم كانت للمطار وتبقى على رحلتهم ساعتين
وقف قدامهم رجال مُهيب بشكله وحتى حديثه : على وين رايحين؟ ، وقفت الجده بوجهه وهي تهمس : ماتستحي على وجهك انت ؟ مايكفي كل يلي صار بسببك
رفعت يدها وهي تبعده برجفه : بيكملون حياتهم عند امهم وجرب تمسهم يا إبراهيم
سمع شادي اسم ابراهيم وفتح دفتره ليكتبه بسرعه ونزله بخيبة امل من قالت جدته : هذا جدكم ابراهيم
،
وبطرف آخر بعيدًا عنهم تماما كان جالس بوسط بيته المتواضع ويتابع اخر الاخبار بإريحيه ولمن وصل الخبر لمقتل الضابط رائد وانه انقتل على يد زميله ، رفع الصوت بابتسامه وهو يرتشف من كوب الشاي : تمت الامور مثل مابقى نقول؟
هزت راسها وعيونها ممتليه ، طاحت بيد اكبر قلب قاسي ممكن تشوفه عينه ، وسبب إنها معاه بهالبيت فقط لانها ارمله ، حمدت ربها إنه قبل ببنتها وما افترقت عنها
طلعت بنتها من أحد الغرف وهي تمشي ناحية أمها بنُعاس : تبكين؟
مسكّه هزت راسها بالنفي وهي تحاول تمسك شهقتها وابتسمت مجبرة : لا كننا نشوف خبر مو حلو على التلفزيون بس ، تجين نرجع نومتك؟
هزت رأسها بهدوء وهي تركز عيونها على زوج امها
.
بعد مرور عشرين عاماً ثقيلة على البعض وخفيفه للبعض الآخر ، الكثير منهم تغير سواءً تغير سلبي ام ايجابي وبعضهم مثلما ولدوا تماما الى الان ،وهل رعد تغير للأفضل ام فقط للاسوأ؟ ، رعد بدأ يومه الروتيني على عجلة وهو يطلع من شقته واصطدم اخوه فيه عند الباب ليناظره بحده : انتبه !
سعود ناظره بخمول وهو يدفه بطرف اصبعه : مناوبة ١٢ ساعه ، روح لا يصير هرج
رعد إبتعد عنه وهو يستغفر : ما ادري شتسوي عندي ، وفلوسك اذا مو اكثر مني
سعود ربت على كتفه : صدقني مع شغلكم يلي من تحت ل تحت انتو أكثر
رعد ابتسم باستفزاز له : ايوه راح عن بالي
سعود سكر الباب بوجهه ودخل ليسمع صوت رعد يعتلي بالشتائم ، طلع المفتاح ليفتح الباب ويلبس حذائه
،
أما لورين كانت تسكن بالقربّ من امها ب المانيا باقي سنه على تخرجها وإكمالها للطب ، طفت المنبه وقامت تركض للحمام وهي ترفع خصلات شعرها الطويله بإهمال وتغسل وجهها ، طق باب شقتها ولفت وهي تصرخ : ماما ادخلي
عقدت حواجبها من حست بسكون المكان

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ Where stories live. Discover now