يامبسم كله نور ياعيون مليانه...

By rolannnd_96

9.4K 302 56

أبوها المتهم بقتل أبوه وبدون ما أحد يدري تمت خطبتهم. يتركها بمنتصف الخطوبة، ويتزوج بنت خالته ليبتعد عنها ولكن... More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩~ العودة للديار
٢٠~ حنّ الماضي لمعرفة ما بداخله
٢١~ لملم شتاتي ولمّني إليك
٢٣~ اللقاء الأحب!
٢٤~ أحببتها فأختارها الغياب تحديدًا
٢٥~ أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي؟
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠~النهاية للبداية

٢٢~أبقيت على عهدي

252 8 8
By rolannnd_96

وصلته رساله من رقم مجهول و يلي تعرف عليه مُباشره، كان رقم لورين .. غمض عيونه من حس بوخزه فقلبه
حاول يبتعد عنها الا انها تطلع بكل زاويه له ، فتح عيونه ليقرأ محتوى الرسالة " تعال مقهى الـ** ، الآن ! "

مامرتّ دقيقتين إلا وصلته رساله من غزل كاتبه فيها
" لو سمحت ، سيارتي تعطلت و ماودي اكمل الليله ببيت اهلي "
رعد تنهد و وقف ساحب مفتاح سيارته و كانت وجهته واضحه.

نزلت غزل جوالها و رفعت عيونها لـ رحمه يلي سألتها بإبتسامه واضح انها مرتبكه : بقولك ، كيف رعد وياك؟
عقدت حاجبينها : مافيه شي تمام
رحمه بهدوء اختفت ابتسامتها : طيب بوريك شي
غزل تسارعت نبضات قلبها : لاتخوفيني تكلمي !
رحمه فتحت جوالها على فيديو و مدته لها بهدوء كان رعد يسحب يد الخادمه يلي ببيتهم !
يشدها من ذراعها و يقربها له ليبتعد عن باب البيت و ينتهي الفيديو ، حست بقهر مو على حركته بس بل انه اختها قاعده توريها هالشئ غير انه بيوم عقدهم !
إبتسمت لتتدارك وش بتقول : طيب ؟ هذي خدامة ببيتنا وكانت جايه بيوم عرسنا وماتشوفين ملامح رعد كيف معصب اكيد سوت شي

رحمه قالت بسرعه : عرسك ؟ اسكتي بالله عليك
غزل رمقتها بنظرات قدرت تسكتّها لتردف : أخر مره توريني شي يخص رعد ، لان لو فيه شي مايخصك صح؟
رحمه تنهدت و هي تجلس : لكنه يخصّك !
غزل اتسعت حدقة عيونها بانفعال : ما يخصني !!
سحبت عبايتها و اخذت شنطتها : مع السلامه
رحمه رفعت صوتها من شافت غزل سحبت عليها و بتمشي : تدرين اننا بنتقابل الليله
غزل بينما ترتب نقابها اردفت : قابلي جنيك
رحمه جلست على الكنب بحلطمه : مدري وش قلنا وريتيهم مشكلة ما وريتيهم مشكلة!!

غزل سكرت الباب بقوه وجلست عند باب بيتهم ف هي شخصيه متمرده و تنافسيه للحَد يلي يترك الشخص قدامها مذهول تمامًا !
كبحت دمُوعها من كثر الضغط يلي تحس فيه ، بداية يومها قالت لها خالتها انه فيه عزومه و بعدها لمحت لها عن رعد المختفي ، جات بيتهم و اخذت لها طن كلام من أمها و نظرات أُبوها كانت كافيه تتركها تكره جيتها .

فتحت جوالها بيدين راجفه من العصبيه و إتصلت على رعد الا انها قفلت من وقفت سيارته قدامها
نزل رعد نظاراته و عقد حاجبينه باستنكار لفعلتها لينزل النافذه : ليه تنتظرين عند الباب ؟
وقفت وهي تنفض الغبار عنها لتركب بصمت ف اعاد رعد السؤال : غزل ؟
غزل بإبتسامه : لنا حكي يا رعد لكن لو تسكت احين ؟
رعد حرّك السياره : خير ان شاء الله
إبتسمت بسخريه لتزداد لمعة عيونها و إحمرارها ف اخذت نفس بضيق ، وعلى قد ماهي شخصية متمردة و عنيده الا ان لها جانب ينقض كل ذا وهي كونها حساسه و كارهه للكذب و مين يحب الكذب ؟

لورين جلست بالمقهى بعد ما اعتذرت من الدكتور يوسف و ارسلت لرعد يجي ، هزت رجلينها بتوتر من مضت ما يُقارب الساعه لتفقد الأمل بجيته
رفعت عيونها و تضايقت بالفعل من نظرات النادل لها
غمضت عيونها : خمس دقايق خمس دقايق انتظري !
وبعد مده رفعت معصمها لتشوف الساعه ف شافت انها تخطت الخمس دقايق ، وقفت لتترك قهوتها و قهوته السوداء بارده !
طلعت من المقهى و تنهدت براحه ، اقتربت منها سيارة مسرعه لتتراجع للخلف بهلع و تتعثر خُطاها
طاحت على الأرض و اسرع النادل ليساعدها على الوقوف الا انها جمد مكانه من الهرن يلي اطلقه رعد
نزل رعد من سيارته عاقد حاجبينه يحدق فيها و هي توقف على حيلها ليردف : اشك انك بتعيشين لنهاية السنه
لورين : هه هه مُضحك !
رعد رفع عيونه ليشوف النادل لازال واقف يناظر لورين بنظرات أشعلت لهيب بداخله ليردف كاتم غضبه : وش رايك اجيب لك كرسي وتكمل؟
عقد حاجبينه الآخر : ومين انت ؟
رعد شد قبضة يده ليلكمه بلمح البصر : عيونك عن بنات الناس نزلها
رفع سبابته بتهديد : لاتتحداني ادخلك تخيس بالسجن
لورين ضحكت بسخريه وهمست بصوت مسموع لرعد بحكم إنها وراه مباشره : علم نفسك
مشت متجاهلته و طاب خاطرها من كل شي

شد على ذراعها لتصرخ : خلاص عاد !!!
تجاهلها وهو يسحبها ليركبها المقعد الخلفي ويقفل الباب ، حرّك السياره و ضغط على البنزين مُسرعًا !
.
.
بمكان بعيد و يمتلك أجواء مختلفه تمامًا ، كان دانيال جالس قدام جده يرتشف من بيالة الشاي و بذات الوقت ينتظر جده يتكلم .
ارتبك من صمته و قال : عسى ماشر
الجد ابراهيم اشر لحازم يدخل و نظف حلجه ناطق اخيرًا : ابي منك شغله
عقد حاجبيه : ابشر ب اللي أقدر عليه
وقال بسرعه بابتسامه : غير التجسس لاني اكتفيت
الجد ضحك بهدوء : لا ، شي حركي أكثر
دانيال عقد حاجبينه وهو يستمع لحازم يلي بدأ يشرح له وش لازم يسوي بكرا من الصباح الباكر فـ قلبت ملامحه للتعجب و الحيره
تنهد و عيونه على جده اردف : حازم تنتظر برا اكيد؟
حازم ربت على كتفه بإبتسامه : تطمن !
دانيال وقف وكأنه تم تحريره لمن جده نطق و حازم غاص بالتفاصيل
.
.
هي ليله طويلة متنكره كـ قرن من القرون المديدة ، رافضه الانتهاء من الكل .. اما بهذه البقعه كانت سديم جالسه على العشب ف مدت رجلينها بتعب
وبنفس الوقت مد لها شادي كوب ورقي من الشاي وجلس جنبها بمسافه ليردف : سؤال وش تسوين هناك ؟
سديم : سمعت جدي بالصدفه و قررت الحقه ويلي من حسن حظك اني لحقته !
ابتسم شادي وهو يناظر يده الملفوفه ومن ثُم يناظرها :
متاكده من حسن حظي ؟
سديم إبتسمت لتتضح غمازتها لشادي و يقول مبهور تمامًا: وكأنها القمر بحضن السماء
سديم اختفت ابتسامتها بربكه من نبَرة صوته و قالت بعدم فهم : وشو؟
شادي اردف مغير الموضوع : قلتي تبين اجابات تفضلي
سديم التفت عليه بكامل جسدها : وش علاقة جدي بكل ذا؟
شادي : جدك عنده هويه تماما مختلفه و شخصيه غير يلي انتوا عارفينها وخابرينها
سديم تنهدت : تخطى ذا اعتقد اني فهمت لمن تركك تنزف كذا !
شادي : عندك وجهة نظر .. من توظفت بالمحاماة وانا لا ليلي ليل ولا نهاري نهار ، أدور ثغره بس لجل ابين صدق ابوي وانه القاتل شخص حر !
لقيت اسم جدك بأحد الملفات ويلي خذتها بصعوبة ف اتبعت التحقيق وشوفة عيونك لـ وين وصلني
سديم عقدت حاجبينها : وين وصلك ؟
شادي تنهد بصبر ليميل بجسده عليها و يشرح بهدوء :
قبل شهر حسيت اني مراقب وكأن عيونه ٢٤ ساعه تراقبني ماتنام بتاتًا ، هنا جزمت انه جدك له دور كبير بالسالفه
سديم لمعت عيونها : بس مو قتل ولده
شادي قال بنبره هاديه، حانية، وواضحه : ويلي فرط بأرواحهم بيدينه الثنتين ؟
غمضت عيونها من بشاعة شعورها و تحول بطَلها لـ قاتل و كان كاتم حتى إنها تنفست بصعوبه : وصلت لهويات معروفه ؟

همست بتوضيح : من يلي قتلهم ؟
شادي تعجب إنها صدقت كلماته مو لانه كاذب بل لانها تقبلت حقيقة ابوه و جدها ، لانها كانت الوحيده من عيلتها يلي ممكن يتقبل
شادي رمش بعيونه بمعنى " ايه "
سديم مسحت على صدرها : الله يغفر لهم ذنوبهم، طيب تدري انه ماراح يتركك ؟
شادي هز راسه بإبتسامه : الأعمار بيد الله
سديم : تبي تموت بعمر صغير مثل ابوي ؟
شادي هز راسه بالنفي : بطلب منك طلب
عقدت حاجبينها : تفضل بس انا بعد بطلب !
شادي : نسمع طلبك ؟

سديم : تتركني على علم بكل جديد و قديم بقد ماتقدر
شادي هز راسه بالنفي : وش تبين بصداع الراس؟
سديم : يحق لي اعرف
شادي : باللي يمسّك ابشري ، غيره اعتذر !
سديم تنهدت بضيق و قالت : قول يلي عندك
شادي بإبتسامه هاديه نطق بينما يتأمل تغير ملامحها للهلع
.
.
لورين احتقنت ملامحها بالغضب و قدمت لتمسك الدركسون و تجبر رعد يوقف بسرعه يمين الطريق
رعد دفها ولف عليها بعصبيه : بزره؟
لورين : افتح الباب !
رعد فتح الباب لتهدأ انفاسها ويكمل رعد : وش كنتي تبين؟
لورين ناظرت شنطتها و فتحت باب السياره لتنزل ف نزل بسرعه معاها : نجلس هنا طول الليل ؟ ماعند مشكله !
لورين : رعد اختفي من قدامي
رعد رفع ثوبه ليربطه حول خصره ويجلس على الرصيف و يتجنب النظر لها : وش كنتي تبين !
لورين رفعت نبرتها : ماجيت و طابت النفس اني احاول فيك مقدار ذره ، جلاّد ابوي قدامي
رعد عقد حاجبينه : طيب اذا ابوك قاتل وش ذنب الجلاّد ؟
لورين ضحكت بسخريه و أكملت : ابوي بيطلع ومن جهتين بعد

رعد غمض عيونه ليبتسم من هبّت نسمة هواء حامله عطرها ، فتح عيونه ورفع راسه لها : مشكلة يلي يفكر انه خاتم القانون، بكرا مافيه ادله ومافيه شاهد و لا حتى كلمة للمتهم، اختلاف تام عن محاكمه يلي قبل !
رعد سكت لمده و فرّق شفايفه يكمل : بكرا فيه كلمتين يسألني القاضي اياها، عفو او إعدام !
لورين هزت راسها وقالت بلعثمه : لا .. تكذب، صح؟
رعد وقف وهمس بإذنها : مثل مايقولون، رفعت الاقلام و جفت الصحف
لورين غمضت عيونها من حست الدنيا تدور فيها لتمسك ذراعه و تتركه بذات اللحظة، استندت على السياره وهمست بصعوبه : وربي... ماقدرت رجولها تشيلها ف جلست على الارض و هي تتنفس بسرعه : ليه ماتصدقني؟
رعد كان يترقب كل حركة سووتها الا انه واقف ببرود يحدّق فيها

لورين رفعت راسها ودموعها بللت خدينها مما جبره على جثو ركبته قدامها : هذا واقعنا وهذا يلي ربي كاتبه، تتعبين انفاسك ليه؟
لورين صرخت بشده : كاسر يلي قتل ابوك، دخل بيتكم و شرب من كاسك و سلم عليك باليدين يلي ضرب ابوك فيها و ربت على كتفك باليد يلي غرس السكينه بـ،
رفع كفه و سد فمها ليشدّ عليه بألم يعتصر قلبه :
لاتبررين أفعال ابوك بالكذب على غيره !

لورين كانت تحاول تدف ذراعه و عيونها احمّرت بالكامل
ابعد كفه و شهقت لتاخذ نفس عميق : لاتلمسسسسني !!
زحفت للخلف و قالت تداري أعصابها : اخر مره احذرك، مالك حق تمد يدك لي او علي !

رعد هز راسه بالايجاب : ومالك حق تشرحين موت ابوي بصور شفتيها من ملفات اخوك
لورين وقفت : الليل طويل وكلامي أطول، بتسمعني غصب عنك، اوقف
فتحت باب سيارته و اشرت له بغضب : اركب !!
رعد وقف و اقترب منها ليلعب بهدوئها أكثر : حاضرين !
ابتعدت لتركب بالخلف من الجهه الثانيه
فتحت شنطتها و تأملت الورقتين يلي فيها ، رفعت عيُونها لرعد و صارت تفكر بردة فعله بعد مايشوفهم
حست بألم يداهم حلقها ليتلوه عطش ، مسحت على وجهها بتعب واستندت على المقعد يلي قدامها
رعد التفت على يمينه و شاف وضعيتها : ترهقين نفسك لجل ابو قاتل و عيله متفككه
لورين بقهر : وفر كلامك
وقف رعد قدام شركتهم و كانت فاضيه من الاشخاص لولا حارس الأمن يلي قدام الباب
نزل وهي خلفه ليدخل اقرب غرفة اجتماع ، جلس على الكرسي ورفع رجلينه على الكرسي يلي قدامه ف استند للخلف : فضي يلي بداخلك اسمعك
لورين اخذت نفس وسحبت علبة ماء من الطاوله لترتشفها كلها و تنظف حلقها لتنطق : كان طولي هالقد
رفعت كفها لتأشر : دخل ابوك غرفتي ف حسيت بدخوله

انتِ أقصى مدى الهقوات والتالي

رفعت كفها لتأشر : دخل ابوك غرفتي ف حسيت بدخوله، بدايةً فكرته ابوي لكن خطواته مختلفه تماما و كان دخان ممتزج بـ عطر وانا ادري ابوي مايدخن !
رعد عقد حاجبينه بعدم اعجاب لذكرها حتى الريحه، لانه فعلًا كان ابوه مدخن قدامه ذيك الليله
سكتت لورين لثانيه و طلعت المفتاح من جيبها لتحطه على الطاوله : حط ذا عند راسي وطلع
احين لو ابوي يلي قتل ابوك كيف بيسويها قدامي؟ اترك ذا كله، كاسر سافر الكويت بعد موت ابوك بأسبوع و لو نحسب عمر بنته غسق !
رعد اعتدل بجلسته وقهر الدنيا لو يوزعه على الدنيا ماراح يخلص، كان بين المصدق والمكذّب الا انه دموعه نزلت من تركت رسالة قدامه و صورة تأكد كلامها
كان كاسر جالس قدام بيت جده القديم، عقد حاجبينه وتكونت تساؤلات كثيره بباله هاللحظه
ضربت لورين الطاوله مرتين وأشرت على الرساله : من ابوك
اتسعت حدقة عيونه و فتحها بيدين راجفه لتقلب عيونه محمّره وملامحه كذلك، ابتلع ريقه وهو يحرك شفتيه ليقرا بهمس " إلى رعد، رعد؟ كيف الحال ووين صرت ؟
جاوبني بقلبك، أحاسيس كثيره تقول لي اني مو بجنبكم بالوقت يلي تقرأ فيه رسالتي، فكرت اكتب هالرسالة كنوع من تخفيف الهم يلي بقلبك واحطها بصندوق بنت مجاهد، لورين .
انا و مجاهد حاليًا بالمكتب، مجاهد يشرح خطة عملية وانا هارب لجل اكتب لك، اخيرًا انتبه لنفسك و عيلتنا !
انتبه لعيلتي الصغيره يا رعد، لاتتبع خطوات جدك وارسم طريقك انت وبنفس الوقت لاتعارضه !
وليث اخوي عاونه وخله دايم بجنبك، اتمنى انكم ملازمين بعض للحين
استودعتك الله .. أبوك رائد "
أنهى رسالته بتوقيعه ليبتسم رعد وكان حافظ خط أبوه
ابتلع ريقه وهو يحدّق بـ اسم ليث، لازالوا قريبين من بعض وعلاقتهم مو عم وولد اخوه بل أصدقاء واخوان حتى، الا انه ما شاف ليث من ثلاث شهور وأخباره مقطوعه
رفع راسه لـ لورين يلي قفلت الباب و هي تشوف ملامح وجهه تدل على انه بيسوي شي : اجلس مكانك
حط الرسالة بجيبه وعفس صورة كاسر لتتجعد بكفّه
وبهالعشر دقائق تغيرت كل اهدافه و اختلفت كل طُرقه القادمه، ماعنده وقت يقنع أديب وماعنده أي دقيقه لجل يضيعها الليله
دفّ لورين من قدامه بعد ماسحب المفتاح منها وطلع راكض، لحقته وهي تصرخ عليه بالتوقف إلا انه ركب سيارته و حرّك
همست لورين : مثل عادتي ابقى بزوايا ما اعرفها !
تنهدت و هي تفتح شنطتها لتطلع الرسالة يلي مكتوب عليها " لورين و شادي "
قرأتها مره بس فتحتها لتقراها مره ثانيه، كان يوصف ملامحها بشئ من الغزل ليضيف قائلًا
عيناها بحرًا و في ذلك البحر يسكنُ التشتت، ما ان تنظر لي حتى تسكنّ تلك الأمواج اما عن الخدّين قد قُطفت من زهرٍ، أتتعجب وهي بنتُ الزهرِ ؟
اختتم كلماته بـ بتبقى ملاكي قويه لأنها بنت يلي يجاهد ولا ؟
ابتسمت و نزلت دموعها لتمسحها بأنزعاج وداهمها شعور اربك كل حواسها، كان مزعج انها تقرأ الرسالة قبل يوم المحكمة بيوم !

ناظرت رسالة شادي يلي كانت بنفس الظرف الخاص فيها وتنهدت : وين ارضك من سماك ؟ مو على اساس جيت بجمعنا بمكان !
ما جيت لجل اصالحك..أو اصالحكم انت وجدك ؟
مادريت بنفس الساعه بخسر امي ولا دريت اني بشوفك ساعتين باليوم، ليتني ما جيت و عفست كل يلي كان هادئ، أقل شي ليت جيت أبكر
جلست عند باب الشركة وهمست لتكلم نفسها : وكأني غير مرئيه مهما تكلمت و حاولت أغير، مايصير شي !
اقترب منها حارس الآمن وكان شكله يهيأ لعمر مابين الاربعين و الخمسه اربعين لترتاح وهي تستمع له يقول : وش تسوين هنا يابنتي ؟
لمعت عيونها و غطت ملامح وجهها بكفها لتطلق شهقه اتبعتّها دموع كسروا شي بداخلها، رفعت راسها بعد مامسحت دموعها : شكلي كتمت كثير، اعتذر وش بقيت؟
ابتسم لها بهدوء واقترب : كنت اقول وش تبين لكن الواضح انك ضايعه، اوصلك ؟
هزت راسها بالايجاب ووقفت، كانت تشوف الطريق مشوش لترمش مرارًا وتكرارًا : سيارتك بعيده؟
هز راسه بالنفي و اشر على سياره قدامهم : شوفيها
لورين مسكت راسها بألم وحست باختناق لتمسك صدرها وهي مغمضه عيونها : ماي.. ابي ماي !
هدأت انفاسها بعد ثواني معدوده ليمسكها قبل ماتطيح ويهمس : ايوه بهدوء كذا !
اشر للسواق يفتح الباب ليركبها بالخلف ويضرب ضربتين على السياره ليتحرّك السواق و وجهته كانت لطريق طويل .
.
.
ثُريا وقفت قدام المرايه وهي تتأمل نفسها بفستانها يلي كان باللون البيجي وبأكمام طويله لحد معصمينها، مسحت على وجهها وطاقتها كانت منتهيه بالفعل
رفعت راسها اول ما انفتح الباب ليدخل أديب بإبتسامه كبيره على وجهه
ثُريا : خير ان شاء الله !
أديب عقد حاجبينه : شفيك ؟
ثُريا ميلتّ شفايفها : وجهك منور بالابتسامه وللمعلوميه صاير تخوف !
أديب ضحك بهدوء : وليه ذا؟
ثُريا : من قابلت وجهك وانت مكشر، مانحسب الابتسامات الجانبيه يلي تستفزني، وش صاير ؟
أديب اقترب بخطوات بطيئه بإبتسامه جانبيه وكان يعرف كيفية التحكم بملامحه لدرجة وترتها : يمكن فرحان لجل حفلة اليوم ؟
ثُريا ضحكت بسخريه : اذا بيوم العرس كان احد متوفي عليك، لانضحك على بعض
سكتت و سكت هو بالمثل لتقول كاسره الصمت : تكلم!
أديب ابتعد و وقف قدام المرآه يعدل خصلات شعره السوداء لينتهي برش عطر و يردف : بكرا إعدام قاتل الوالد

ثُريا تلعثمت بالكلام لتردف كلمة صحيحه وحده : مجاهد ؟
أديب رمش و التفت : وش عرفك بـ اسمه ؟
ثُريا عقدت حاجبينها و ابعدته عن المرايا : سمعت فيه
سكتت وهي تعدل خصلات شعرها : انت بتتكلم ولا اخوك؟
أديب ميل شفايفه وجلس بجانبها على كرسي التسريحه :
والله المفروض اني اتكلم بحكم كبري لكن اشوف يحق لرعد، حضر مشهد ابوي بدمه ف بترك هالشي لرعد
ثُريا رفعت عيونها له وهمست بدون تفكير : عادي احضر ؟
أديب استغرب سؤالها و هز راسه بالنفي : ليه؟
ثُريا شتت عيونها بعد ما وقفت : ليه يعني ؟ بلعب لعبتي صح مو زوجتك؟
أديب هز راسه بالنفي : ما اقتنعت
ثُريا خزته لتضربه على كتفه : أديب !
أديب اتسعت ابتسامته : احين اقتنعت تم
ثُريا همست : مريض !!

أديب وقف وبحركة سريعه قبّل خدها : نتشارك المرض وندور علاجه مع بعض، ننزل ؟
ثُريا ضربته على كتفه بقوه هالمره وعقدت حاجبينها باضطراب : انتبه لحركاتك !
أديب تجاهل كلماتها وعاد سؤاله : ننزل ؟
ثُريا :لا لحظه

رجعت خصلات شعرها للخلف و سحبت أول مرطب طاحت عيونها عليها لترطّب شفايفها و انتهت برش عطرها هي الثانيه واخذها لعبايتها : أحين ننزل
أديب ابتلع ريقه و قال : لو كابه العطر ؟
ثُريا رفعت حاجبينها وهي تفتح الباب : لو كابه انت بعد ؟
أديب : مو نفس الشي، فيه اخواني فيه ضيوف
ثُريا رفعت اكتافها ووقفت قدام المصعد : نفس الشي فيه بنات خالاتك و اعمامك !

أديب اشر على نفسه و قال ليغير الموضوع : الغتره مرتبه؟
ثُريا القت نظره خاطفه عليه و استندت على الجدران بعد ماقالت : مرتب مرتب
أديب ضغط على الدور الأول لتقول ثُريا : وش عندك بالدور الأول ؟

أديب بابتسامه و هي بالفعل تختبر صبره من كثرة اسألتها : بمر على سديم حابه تجين حبي؟
ثُريا : حبك برص، لا شكرًا
أديب عقد حاجبينه ليردف بنبره خشنه : كاني مستانس بقولي، فيه كاميرا والصوت مسموع
ثُريا اتسعت حدقة عيونها و رفعت عيونها لزوايا السقف ف مالقت شي وبهاللحظه انفتح المصعد و طلع أديب يلوح بكفه لها وابتسامه عريضه معتليه شفايفه : لاتصدقين كل شي !
ثُريا شتمته بقهر و تكتفت ف انفتح المصعد للدور الأرضي وطلعت لتشوف ام غزل موجوده وكانت أول الحاضرين.
،
أديب مشى بخطوات ثابته و فتح غرفة سديم بدون مايطرق الباب لينصدم بوجود أخرى، نزل عيونه بسرعه وعقد حاجبينه بانزعاج لوجودها : وين سديم؟
رحمه رفعت طرحتها على شعرها واردفت بكذب بينما تبتسم: بالحمام
أديب تمتم بكلمات و طلع يتحلطم بداخله
رحمه طلعت وراه و لحقته من شافته راح للدرج، مرّت من قدامه لتنزل بخطوات سريعه تاركه أديب يستغفر بصبر على تصرفاتها

بزاوية اخرى من البيت دخلت سديم من الباب الخلفي بخطوات حذره لتتخلص من عبايتها و تفرد خصلات شعرها، مشت خطوتين لتسمع اصوات متداخله ببعض
عقدت حاجبينها و طلتّ برأسها لتشوف تجمع خالاتها وحريم عمامها
تنهدت وهي تفتح جوالها تتصل على اول رقم طاحت عيونها عليه، همست بغضب : رحمه ردي !
حست باحد يلمس كتفها لتشهق وتلتف، غمض عيونها براحه و هدأت انفاسها : إياز، حسبي الله على عدوك خرعتني !

استند على جدار الممر وقال : ليه تدخلين البيت كذا؟
سديم عقدت حاجبينها متصنعه عدم الفهم : كيف كذا؟
إياز هز راسه بيأس : استهبلي من اليوم لـ بكرا
سديم بدلت نظراتها للبراءه بعد مازمتّ شفايفها : بتتركني هنا للرايح والجاي؟
اياز هز راسه بالإيجاب : ايه و اولهم أديب يلي تركني اجي هنا
اتسعت حدقة عيونها ليضحك على ملامحها المرتعبه : تعالي تعالي

مسك كف يدها و مشى قدامها بحيث صار يغطي عليها
ومن شافه ابتعد عن طريقه ليتغطون من مداهمته المُفاجئه لهم، ظل البيت جاي لزوايا الضيوف ؟
كان اكثر من مُحير حتى لـ امه يلي وصل لمسامعها انه إياز مرّ لتبتسم وتطلع من المجلس الكبير، وبهاللحظه سكر المصعد حامل سديم بداخله بينما إياز كان واقف امامه
امه ضربت كتفه بفشله : تمر ولاتسلم على خالاتك وحريم عمامك؟

إياز كشر ملامحه : ادري لو دخلت بيشبكوني مع وحده فيهم، لا شكرًا وصلي سلامي
امه شدت على كتفه و خزته بتحذير : إياز
لكنه كان اعند من انه يستمع لها : أمي ! تدرين و خابره حركاتهم اكثر مني
امه باصرار اشرت له : ماراح يجي لك غير نصيبك
تمتم إياز بحلطمه : ايه نفس رعد
امه رفعت عيونها بسرعه : ووش فيه رعد ان شاء الله؟
إياز ميل شفايفه ورفع اكتافه ليمشي بإستسلام: ساليه بنفسك لو تقدرين او وقفي قدام المرايه وسالي نفسك يا امي !
شدد على اخر كلماته لتهمس بإبتسامه : كثر الله خيرك وقصّ الله لسانك كانك تطوله على امك
اياز ضحك بخفه على نطقها بالاخير : لاتفهميني غلط !
أمه ضربت كتفه و كشرت بوجهه : فهمتك وخلصت
إياز بابتسامه اردف : يا الله، ادخل ؟
جاه صوت خالته الكبيره ترحبّ و تهلل فيه ليفهم انه لازم يخطي خطوه للداخل، ابتلع ريقه و دخل و سرعان ما عيونه دارت بالمكان ليشتم نفسه من الداخل، كانت بين الحضور ومو بينهم، منعزله بالزاوية جالسه على جوالها مما اثار فضوله ولمح كل ذا بنظره خاطفه القاها على الحضور ف صد بانظاره للارض و قبل راس خالته و من ثُم سلم على البقيه من خالاته، رمش مرارًا وتكرارًا من شاف عيونها حتى ماتحركت، و لا كأنه دخل ومرّ من قدامها
وقف وبهاللحظه رفعت عيونها ناحية بنت عمها يلي نادتها بهمس : ريناد !
ريناد ناظرت إياز لتلتفتت بسرعه لـ بنت عمها : هلا ؟
كان كاره دخوله من البدايه و كرهه أكثر، فتراجع بخُطاه للمخرج وهو يطلق تنهيده عميقه
.
.
اما مجاهد ف رجع لزنزانته المُنفرده و جلس لدقائق طويله يستثقل هالساعات عليه، غمض عيونه و هدأت انفاسه ليستمع الى صوت الرياح وهي تضرب على النوافذ و المباني بكبره، عقد حاجبينه من اقتربت خطوات راكضه بإتجاه غرفته ليفتح عيونه بسرعه و يوقف عند الباب مسيطر عليه القلق، صار مايشوف معنى لحياته لكن مو مستعد يسمع خبر سئ عن احد عياله
فتح علي الباب بيدين ترجف من الغضب
و قال بسرعه : تحرك لكن هالمره بالمطار
طلع مجاهد ومشى بالممر ليكمل علي خلفه : الشناط تجي حوالي الـ ٢٠ واحنا اخبر وش فيها
مجاهد نظف حلقه لينطق : وش تنتظر انت ماركبت الطياره؟

علي وقف : ارسلت احد ثاني
مجاهد التفت عليه و عقد حاجبينه بتساؤل : مو أنس !
علي : ليه مو أنس؟
مجاهد مسكه من ياقته بدون شعور : تروح احين و ترجعه، كيف تعطيه الأمر وهو مايتبع اوامرنا؟
علي اتسعت حدقة عيونه : يتبع مين !
مجاهد ابتعد عنه : ابوي
علي ابتلع ريقه وهو يقول : بروح لكن لازم ترجع الزنزانه
غمض عيونه بغضب و هو عارف ان الأمر من مكان اكبر منه ومن علي، تم توقيف شغله من هاللحظه لحتى قرار بكرا اما إعدام او عفو يقدر فيه يتنهد بحضن امه و يمسح على راس بنته و يربت على كتف ولده
افتقد نوران بين سطوره يلي دايم يلقيها على نفسه
طلع علي قدامه و رجع برفقة عسكري آخر للزنزانة
.
.
بالصبـاح ، المطَار و تحديدًا الطائره :
كانت عدة دقائق على هبوطها، وسطها ناس تتراوح اعداهم بين الـ١٠ و الـ ١٥، علي كان من ضمنهم لابس لبس رسمي و لابس نظارات اما ملامح وجهه حاول يخفيها عن تجنب النظر لحرّاس الشنط

وعلى بُعد عدة خطوات، فتحت عيُونها لتسكرهم بسرعه
رمشت عدة مرات تستوعب المكان يلي هي فيه، اتسعت حدقة عيونه و كانت بتصرخ الا ان كان فمها محكّم !
عقدت حاجبينها و تأملت نفسها، كانت على كرسي و بمكان خالي الا من الرجل الواقف قدامها عاطيها ظهرها
لورين حركت رجولها بغضب فـ التفت عليها الواقف قدامها، شهقت برعب و لمعت عيونها من هول الصدمه
اضطربت نبضات قلبها و صارت تسمع صوته بوضوح لتنزعج من سرعته، تذكرت ان ضبط نفسها قوة والهدوء هو شي تتقنه أكثر من غيره

تذكرت إن الانفعالات بتاخذها مجرى آخر عن الطريق الرئيسي، غمضت عيونها لتهدأ من روعها
اقترب منها بإبتسامه : بنت العم ؟
حدقت فيه بنظرات عجز يفهمها ليُجبر على نزع الربطه من فمها : تحبين النوم !
لورين نظفت حلقها و همست : راكان وش تسوي هنا؟

راكان جثى بركبته قدامها : انا وسيلة لتحقيق رغبة أحد بتتعرفين عليه قريب
لورين ضحكت بشده : احد ؟ كلنا ندري مين !
راكان عقد حاجبينه ليقول بتعجب من معرفتها : مين؟
لورين قالت بنفاذ صبر : وين ابراهيم ؟
راكان وقف : اوهو كملي نوم
لورين صرختتتت بقوه : فيه احد هنا !
تسارعت انفاسها و هي ترمق راكان بنظرات شراريه من كتم فمها و أنفاسها، غمضت عيونها بتعب لتنزل دموعها وهي فعلًا تحزن طالما كان من القريب
هبطت الطياره و هبط قلبها ضعف، بللت شفايفها و وقفوها، اقتربوا من الباب ف انتظروا كُل المسافرين يطلعون، فكّو يدينها و همس راكان لها : لو فتحتي فمك ماراح يصير لك شي قد مابيصير لـ شادي !
رفعت حاجبينها و مباشره تذكرت كلام ابوها
" انتبهي لشادي لورين " حسّت بكمية ضعف تكمن بداخلها لكنها اخذت نفس و تحاملت على نفسها
فرقتّ شفايفها لتردف : طيب اقل شي استح على وجهك ولا تخليهم يلمسوني !
راكان ميل شفايفه بتفكير و اشر لهم ينزلون يدينهم عنها
مسحت ملامح وجهها المحمرة بعنف و عضت على شفايفها بينما مشت قدامها اثنين و وراها اثنين اما بجنبها ف كان راكان
لورين : ليه يا ولد العم ؟ لذي الدرجه تشوف نفسك رخيص و تبيع روحك للرايح و الجاي
ابتلع ريقه من قوّ كلامها عليه ف استصعبه ليهمس : افضل لك تسكتين !
لورين وقفت و نزلت لتربط حذائها اكرم القارئ، رفعها راكان بسرعه ودفها امامه لتشتمه بصوت مرتفع
شتت أنظارها لتكتشف وين أرضها من سماها ف طاحت عيونها على لافته مكتوب فيها
‏ "Welcome to San Francisco"
رمشت ببطئ تستوعب الا انها ماقدرت، محكمة ابوها بعد اقل من ساعتين و مصيره بنطق رعد أو حتى أديب، وراكان صار اللعبه الجديده للجد، تاكدت انه مو ابراهيم لتهمس : جد رعد!
اهلكها التفكير بس وكلت امرها لله وذا يكفيها للوقت الحالي
،
وخلفهم تمامًا كان علي حايس بعمره، يعرف معرفه تامه البنت يلي قدامه و يلي زاد عصبيته فعل راكان
ابتلع ريقه و رفع جواله يتصل على احد بيعرف يحل الموضوع بسرعه، وصله صوت انس : تفضل
علي : وينك فيه؟
انس عقد حاجبينه : بالطريق للشغل ، بعد مارجعتني من المطار
علي رفع حاجبينه : ما اسمع صوت سيارات، ادري انك بجنب جدك قول له راكان مع ناصر الكريم والاهم
انس نزل جواله على الطاوله تاركه سبيكر : الاهم ؟
علي غمض عيونه : ماخذ لورين رهينته، لكن رهينة مين ذا يلي بعرفه لكن عجلوا!
سكر علي الجوال و ابراهيم اشتعلت عيونه بالغضب
كان بينطق باسم " حازم " لكنه ما كان موجود
وقف و اشر بعكازه على انس : شغل السياره بنحضر المحكمه و على المطار، طياره خاصه!
انس بتفكير استوقف جده : ولو كان الحكم مرتبط ب لورين؟
-
صُبحت بالنور يا نور الصباح
،
ابراهيم عقد حاجبينه طالب تفسير ليكمل انس و هو يفتح الباب : ليه بياخذونها اذا مو لهالشئ؟ وليه قبل بيوم؟بل قبل بساعات !
ابراهيم ركب بجنبه و همس : شغل يدك بدال لسانك
حرّك انس ليضغط على البنزين متجه بيأس من عناد جده للمحكمة
،
اما بمكان حالك الظلمه منافي لنور الدنيا بالخارج كان جالس مقيّد قاتل ابوه قدامه، بيده يلعب بسكينه و قلبه يكاد يقفز من محله، مسك علبة ماء باردة و صبها عليه ليفز كاسر من اغماء بعد ضرب رعد له
تنهد كاسر و اردف بملل استفز رعد : ما قررت للحين؟
ضحك بخفه كاسر واسند راسه للخلف : او لازلت تفكر بقرار يخص الضابط .. وش كان اسمه ؟
اتسعت حدقة عيون رعد من قبح الجالس قدامه : ماتعرف اسم يلي انحبس ٢٠ سنه بدالك؟
كاسر ميل شفايفه : لا اعرف بس ضحاياي، مثل رائد و رُبى، غريب كلهم بحرف الراء ؟ شكلك بتصير الثالث
رعد تجاهل كلماته و جثى بجنبه يعيد اخر اسم : رُبى؟
كاسر ضحك وهمس : تبي تعرف مين؟ مستحيل
رعد حدّق فيه بصمت بينما قتله بخياله مليون مره
مره غرقًا و مره طعن و الكثير من خنقه
رعد فرق شفايفه اخيرًا : بتعترف بالمحكمة ولا تموت ؟
كاسر : بالحالتين بموت، تلعب على راسي؟
رعد اقترب من اذنه و همس بكلمات أرعبته ليوقف منادي : عبدالمجيد
كاسر رفع عيونه لرعد ف ضحك رعد من لاحظ صعود وهبوط صدره، طلع للخارج ليغمض عيونه من الضوء و عيونه فوق الخمس ساعات بالظلمه !
.
.
السجن ، قبل ساعة و نصف من الحكم :
جلس مجاهد بهدوء وبحضنه صندوق لورين
ابتسم وهو يمرر انامله على اسمها مثل اول مره استلم فيه الصندوق، وصل نصف الليل و توهم سلموه له
استند على الجدران و رجعت تساؤلات العشرين سنه تنهش راسه، لـ اي سبب انقتل رائد؟
هل لاننا كنا نتبع طريق العدل و الحق ؟
هل كان تفريط روحه يستحق، او حتى روحي !!
القى كل هالاسئله بداخله يغمض عيونه بتعب، قبل و بعد عشرين سنه لازال الجد ناصر يتاجر بالمخدرات و الأسلحة و حتى البشر !
لازال أبوه يتاجر بالاسلحه فقط مستغل منصبه السابق و هو مدير امن من اعلى الرُتب، كان ابراهيم يطمع بالكثير و ينافس بالأكثر، بنى أعمدته بأساس قوي لكن فلتت لتنهدم أحداهم و هي " راكان "
.
.
شادي :
طلعت سديم من الباب الخلفي لتتبعه خطواتها المرتبكة، كانت لابسه جنز باللون الابيض و قميص بُني لتلبس عليهم عبايه و هالمره بنقابها، رفعت معصمها و شافت الساعة تشير للتاسعة صباحًا وهمست بتوتر: انتظر

دخلت و رفعت عيونها للكاميرات ف غمضت عيونها من نست امرهم تمامًا، الا انها عقدت حاجبينها من شافت لمبتهم طافيه و اشرت له بالتقدم
دخل شادي و همس له : شكرًا
سديم : على وين ؟
شادي : حرسي المكان هنا

سديم : بايعه عمري انا؟ وبعدين وش شايفني
شادي غمض عيونه لثواني وفتحها ليتضح بريق عيونه من الشمس الساطعه عليه، عقد حاجبينه واردف بنبرته الهاديه : شفنا مهاراتك سديم، بعدين ماقلتي مكتب جدك منعزل اول ما ادخل على اليمين ممر طويل وهو بنهاية هالممر ؟

سديم : لاتنسى انك ماقلت وش تبي منه ف كلنا بندخل لا محالة، مهاراتي ضبطت مره لكن هالمره انت حرفيًا بعرين الأسد مثل مايقولون

شادي تنهد و اشر لها بلطف تمشي قدامه و بالفعل تقدمت و سبقته، دخلت الممر مستغربه سكون المكان
ليستوقفها و بهمس : انتظري هنا ما برتاح اذا كلنا داخل
سديم : بعد ماتقول وش تبي من داخل
شادي تكتف يناظرها لتسوي المثل : اسمعك ؟
شادي : فيه ملفات بمكتب جدك بتساعدني افتح قضية تجاهه !

سديم اتسعت حدقة عيونها و عجزت عن النطق، هو فعلًا سئ و عكس يلي توقعته تمامًا لكن كانت تبي تسمع منه لو كلمتين، تبي تسمع يمكن تبرير يمكن دافع قوي تركه يسوي كل هالسوء، لكن همس شادي وكأنه يقرا افكارها :
مافيه اي سوء يدفع الشخص للسوء الا اذا كان اصل الشخص سئ، لاتنسين ذا طيب ؟

رمشت سديم وذكرت موقفها مع لورين : طيب واذا كان السوء بلحظة غضب؟لكن تحس بعدها بشعور مزعج
نطقت كلماتها بملامح جامده مما حير شادي للاجابه عليها لكن بنهاية المطاف رد : الشعور المزعج هو الجيد بداخلك، نمّيه بداخلك ليهدم السوء

اختفى من قدامها داخل مكتب جدها، كان واسع يحتوي على اثاث عتّيق و ريحته ممتلئه بالماضي كان هذا وصفه بخيال شادي، سمع صوت بعثره قدام الرفوف يلي خلف المكتب ف اقترب بسرعه
همس شادي : وش تسوي هنا!
دانيال التفت بسرعه رافع سلاح لينزله بأريحيه و يحمل ذات صدمة شادي : وش تسوي هنا؟
شادي : سالت قبل !!
دانيال غمض عيونه و رفع انامله للسماعه باذنه : ذا شادي، ظل بمحلك
رد عليه حازم و هو يعتدل على المقعد : ناصر رجع البيت اختفوا
دانيال تبدلت ملامحه للوهقه و اشر على ملف باللون الأخضر على يسار شادي : اخذ ذا الملف و اطلع، ناصر هنا
شادي سحب الملف وحطه بيدين دانيال ليردف : انتظر
اخذ احد الملفات المخبيه بالخلف ليقول : انت الي اطلع بلاقي طريقي انا

دانيال ميل راسه وفتح النافذه الكبيره على يمين المكتب، نزل باحترافية ليثبتّ خطواته على الارض، بعثر خصلات شعره الذهبيه و وقف من مر حارس قدامه و بدوره هو كان لابس كل لبسه باللون الاسود في حال وقع بنفس هالوضع
تنهد براحه من عبر من قدامه ليطلع لحازم يلي قال: احين لازم انتظر لين شادي يطلع !

دانيال هز راسه بالإيجاب : ايه ولا الكاميرات بترجع تسجل!
تنهد حازم و ركب السياره، استند للخلف و فتح جواله لتنهال رسائل كثيره من الجد و انس و حتى من رقم اخذ من العتّق مايكفي بجواله ليستنكر وجوده بينهم، اخذ نفس و فتح رسائل ابراهيم لتتسع حدقة عيونه
رفع راسه لدانيال يلي لاحظ اضطرابه و سأله : شفيك
مدّ له الجوال و ابتلع ريقه ليحرّك السياره بسرعه
دانيال تسارعت أنفاسه وكانت عليه صدمتين
راكان يسوي كذا ؟ و ببنت عمه ؟
شاب شعر راسه و حس بكل المشاعر السوداوية
شدّ على الجوال حتى حسّ انه بيتفتت بين يده ليتركه و يتوعد بـ راكان اخوه داخله !

بداخل بيت الجد ناصر ، تراجع شادي ليخفي نفس ورا الرفوف الممتده الحاملة وسطها كتب تاريخيه و سياسية وقليل منها قانونيه لانه بحد ذاته كان مُخالف لهالقوانين
اعتلى صوت خطواته و كذلك عكازه يلي طبع أثره بالممر
فتح له الباب مساعده ليتفاجئ بوجود سديم و يستوقف المساعد من الدخول ف سكّر الباب : وش عندها بنيتي؟
سديم بقت جامده مكانها و أنفاسها تسارعت هبوطًا و صعودًا، ويلي زاد من نرفزتها سؤاله : متوتره من المحكمة ؟ لاتحاتين بينعدم و بناخذ بثأر ابوك
فرّقت شفايفها بعد صمت : مو افضل تاخذه من نفسك ؟
ناصر جلس على مقعد مكتبه : كيف؟
سديم التفتت عليه : مو انت الآمر بقتله؟ و مو انت المكافئ قاتله؟

ناصر رمش ببطئ و اجاب : ليه اكافئ مجاهد يابنتي؟
سديم : مو بنتك انا، بنت رائد !!!
بلمح البصر وقف بدون عكازه ليصير قدامها، سحب ذراعها ليعصّرها بقبضته : ماودك تنحبسين بمكانك !
شدد بكلماته ليستفزها : يابنيتي
سديم صرخت بوجهه : ليه قتلته .. ليه حرمتني من بسمته و تربيته لي ؟
ناصر رفع كفّه و ضربها على خدها : قلت لك انكتمي
اتسعت عيونها بذهول من جُرئته و اقترب منها ناوي يكمل فعلته الا انه حس بمسدس يستقر أسفل عنقه وصوت شادي اعتلى بكل هيبه : نزل يدك لا اكسرها
التفت ناصر و همس : وتفكر نفسك بتطلع من هنا
ضيق عيونه ناصر : ولد مجاهد
شادي ابتسم من وقع هالكلمتين عليه بقلبه : بحد ذاته
نزل شادي مسدس الجد ورماه على المكتب ليجذب سديم ناحيته و يفتح الباب، المساعد ناظر الجد بهدوء لتمتلي ملامحه بالاحمرار من الغضب، بينما طلعوا شادي و سديم راكضين من البيت
.
.
المحكمة ، قبل نصف ساعه من اغلاق البوابة:
على الطرف الأيمن وبالصفوف الاماميه جلس أديب وبجانبه ثُريا.

انضمت لهم سديم لتجلس بالجانب الآخر لـ أديب
وخلفهم تمامًا كان جالس إياز و سعود وعمهم ليث يلي توه وصل للرياض،ليسقر اخر فرد من عائلة الكريم بجانب سديم ناصر، جلس متعمد لترتجف من خوفها وتقترب من أديب يلي استغرب حركتها
إياز همس لها بلطف : بنت
سديم التفتت عليه بهدوء : إياز
إياز ابتسم و أشر لها : تعالي
سديم اتسعت ابتسامتها من شافته يدف سعود و يفضي لها مقعد بجنبه، زمت شفايفها لتمنع نفسها من البكي ووقفت لتجلس وسط سعود و إياز
سعود رفع ذراعه و احتضنها بإبتسامه : شفيك؟
سديم همست : اقول لك بعدين
التفت ناصر عليها و تنهدت سديم وهي تشد على يد إياز لتبتسم من داعب يدها بلطفه المعتاد
اما على الطرف الأيسر الصفوف الأماميه كانت فاضيه لمدة حتى جات ام مجاهد و شادي دخل ليجلس بجنبها بعد ماقبّل راسها، دارت عيونه بالمكان يلمح عيون اخته الا انه ما لمح ظلها حتى !
دخل ابراهيم من فيلقه من الرجال و بجنبه الايمن كان حازم و مايليق بجانب ابراهيم الايمن غير حازم
و يساره كان أنس و دانيال، فـ امتلت الصفوف الأمامية للجهه اليسرى ألا انه مقعد لورين كان خالي بجنب الجدة تمامًا !

ثُريا ابتلعت ريقها و حاولت تداري مشاعرها بعد دخول جدها و أخوها بهالشكل، ميلت شفايفها ورفعت راسها وهي تشد على قبضة يدها
أديب لاحظ اضطرابها ليركزّ عيونه بعيونها، ابتسمت له من تحت النقاب ليهمس : شفيك؟
ثُريا هزت راسها بالنفي بصمت
بدات تهز رجلينها لـ يثبتهم أديب بكفّه : ثُريا
التفتوا عليه امه و سديم بل حتى الطرف الآخر التفت ثلاث اشخاص منهم، الجـد و الجده و أنس
ثُريا نزلت راسها لتخفي نفسها بكتف أديب : القاضي سمع اسمي، قصّر نبرتك !
أديب ضحك بخفه لترتبك اكثر وهي فعلًا مو معتاده عليه مو بس هي بل كل عيلته منصدمين من مزاجه العالي
.
.
لورين :
ضمت رجلينها لصدرها من برودة المكان و فجأه اشتغل التلفزيون يلي قدامها لترتسم صورة جد رعد قدامها
أشتغل الفيديو و وقفت لتقترب من الشاشه و تستمع لكلماته و يلي ابتدتّ بـ " بنت مجاهد المتطفله ! "
رفعت راسها و رجعت خصلات شعرها الاماميه للخلف ليكمل و كأنه امامها : فتحتي قبر مدفون من ٢٠ سنه و ما اكتفيتي نبشتي ألم يتامى !
عقدت حاجبينها بعدم رضى و كمل : ماوقفتي هناك وكملتي تدخلين بيت ولدي المتوفي، احين وش استفدتي غير اعدام ابوك؟
لو تاركته يتنفس بسجنه و يكمل هلوسته بالسجن
استند للخلف ناصر و اكمل بنبره بارده : وش تتوقعين من ابو قتل ولده، مع العلم الولد هنا غلطان ما اتبعني و خالفني وحتى كان بيدخلني السجن على حسبت تفكيره

ضحك بسخريه وتبدلت نظراته بسرعه : توقعي موتك بـ أسوء طريقه، بتلتقين قريب بـ أبوك لاتستعجلين !
ناصر اخذ نفس و زفره لتعتلي شفايفه ابتسامه مُرعبه :
لكن لاتفكرين انك مابتحضرين المحكمة؟ اكيد رتبت لك بث لجل تشوفين موت أبوك قدام عيونك
اختفت صورته من الشاشه لترجع بالمحكمة، وبهاللحظه رفع ناصر عيونه تجاه الكاميرا و بالأصح تجاهها
شهقت و رجعت بخطواتها للخلف، غطّت راسها وعيونها انهمرت بالدموع على خدها
اعتلى صوت بكائها بالغرفه و مباشره سكتت و سكنّت أنفاسها من دخول أبوها، مقيّد اليدين مره ثانيه لترمش مرارًا وتكرارًا ف سألت نفسها : هذا واقع او اني لازلت نايمه بالطياره، لازلت أحلم يمكن؟
غمضت عيونها و ارتجفت شفايفها : بس الأحلام واقعيه !
شتت عيونها على الحضور تدور رعد لتعقد حاجبينها : لاتصير اناني رعد لاتصير !
انفتح الباب لترفع راسها بسرعه و توقف، دخلوا اثنين و ثالثهم راكان لتقول بتهديد : ابعد !
راكان التفت على الشاشه : اوهه بدأ الفلم
.
.
رعد :
نزل من سيارته و اتجه للمحكمة بخطوات واسعه
كان الباب على وشك الانغلاق الا انه مد يدينه ودخل : عذرًا تاخرت
دخل وكل الانظار التفتت عليه، حتى القاضي رفع عيونه ليناظره و ياشر له : تفضل
جلس رعد يستمع لبداية الجلسه وبهاللحظه رنّ جواله مُعلن وصول رساله
فتحه ف شاف انها صوره من رقم مجهول و غريب عليه، كانت تتحمل مما زاد رغبته بإطفاء الجوال لكن يلي دفعه لعدم فعل كل ذا لمن انرسلت رساله " لاتفكر بنطق كلمة عفو !"

تحملت الصوره و اتسعت حدقة عيونه ليفز من مكانه، كانت لورين موجه على راسها سلاح
عضّ على شفايفه بغضب و عيونها كانت تقول الكثير و أولها " كمل يلي بتسويه"
عقد حاجبينه و شتم بداخله، انرسلت رسالة ثانيه
" اطلع برا المحكمة ولا صورة جثتها بتوصل لكل الحضور مو بس لك ! "
رفع راسه من نادوا بإسمه الكامل ليقترب بخطوات ثقيله ف انرسلت رسالة أخرى زادت توتره و غضبه الشديدّ
" اعدام !!!! "

رمى جواله على سعود ليلتقطّه و اقترب من المنصه
بلل شفايفّه و سأله القاضي بعد ما ذكر له انه من حقه اذا بيعدم و على أجر لو بيعفي، رفع عيونه رعد تجاه مجاهد و ارتسمت إبتسامة الطفل رعد له ، عاد تكرار السؤال عليه وبادله مجاهد الإبتسامه وهو يرمش له بهزّة رأس و كأنه أستسلم و طاقته تبخرتّ، الا انه فاجئه سؤال رعد للقاضي : واذا مو الإثنين سيدي القاضي؟
القاضي عقد حاجبينه : وضح !
شادي حول أنظاره جهة رعد بعد ماكانت عيونه مركزّه على أبوه

أديب إعتدل بجلسته و كان مستعد للوقوف لولا ثُريا يلي ثبتته لمن شبكت كفها بكفّه و شدت عليه ف جلس مُجبرًا يستمع لقول رعد : اذا ما كان هو القاتل يعني؟
القاضي ناظره بغضب : تقدر تقول عفو
رعد هز راسه بالنفي و ابتسم : لا ما اقدر
القاضي عصّب ف ناظر الحضور : عيال الضحيه وين؟
أديب فلت يده من ثُريا و رفع كفّه بينما سعود و إياز و سديم نزلوا رأسهم

لورين إحمّرت ملامحها و مسحت دموعها بسرعه و هي تقترب من الشاشه إلا انها حست بضربة قويه على رأسها
التفتت و ثقل لسانها لتهمس بصعوبه : راكان !
اما رعد قال بسرعه : لحظه لحظه ماتقدر تتكلم انت
أديب رفع حاجبينه : اجلس و شوف كيف بتكلم

رعد أشر لـ سعود ف هز راسه الآخر و رفع جواله يتصل
و بـ أقل من دقيقه دخل عبدالمجيد و وراه كاسر بملابس مرتبه و جبين ملصّق و قدروا يلمحون آثار ضرب عليه
أديب رفع كفّه بحاجبين معقودين : وش علاقته؟
ناصر التفت لتطيح عيونه بعيون كاسر يلي مباشره صدر بوجهه و قال بـ انفاس متسارعه : انا يلي قتلت رائد، بيديني الثنتين ذي و بكامل طمعي للفلوس
اقتربوا الضبّاط منه لـ يقيدون يدينه بسرعه
نزلت غسق راسها و حاولت تكتم شهقاتها الا انها ماقدرت و اعتلى صوتها : وقتلت مين بعد ؟
كاسر رفع عيونها ناحيته وبحكم انها منقبه ماعرفها و قال بنبره قاسيه : مين انتي؟

غسق : مايخصّك، قتلت مين بعد !
ضحك كاسر بسخريه على حاله و تعرف من صرخت بهالنبره : قتلت أمك رؤى
سكّر القاضي الكتاب يلي امامه و وقفوا الكل الا أديب و ثُريا يلي كان لها جزء لا بأس منه من الصدمه

مجاهد تسارعت انفاسه ليضرب كاسر : فلوس مين؟
شتمه بغضب ما ينتهي لو وزعه على الدنيا، رجعوه للخلف وكاسر تأوه بالم بينما أديب كان مستنكر كل يلي يمر فيه وجلس يسترجع، رفض رعد بدايةً ، دخول كاسر ، انه قاتل ابوه .. هز رأسه بالنفي و وقف : وش اسبابك ؟ ماعندك دافع ! مجاهد عنده
رعد اعتلى صوته : أديب !

كاسر كان بيأشر مكان الجد الا انه اختفى، نطق بكلمة الجمتهم كلهم : القاتل الأساسي كان بينكم طول هالسنين، سألوا من باع ولده لجل أسباب سخيفه
ابراهيم ربت على كتف مجاهد و طلع مع حازم بينما البقيه اجتمعوا على كاسر طالبين تفسير أكثر و أكثر !
الضباط اعتلت اصواتهم : ازحموا
أديب : على جثته أبعد
الضابط : راقبّ ألفاظك !
ثُريا وقفت اخيرًا و كل الأفكار السوداوية فيها لكن مو بس تجاه كاسر، بل تجاه العيله كلها .. كانت بتنطق و تتكلم لولا سعود صرخ بـ : رعد رعد
طاح قلب رعد من نبرة سعود و التفتوا كلهم عليه و من ضمنهم جدة لورين يلي ابتعدت عن حضن ولدها و شادي المحتضن مجاهد ، ذبلت ملامحهم من قال سعود : لورين .. ماتت

كان يسأل نفسه أكثر من انه يأكد الخبر لهم، حدق بالصوره ماكان فيه تفسير ثاني لوضعها و مرر الجوال لرعد و يلي سحبه شادي منه، عقد حاجبينه و صرخ عليهم من هول صدمته : ليه شكلها كذا !
سحب رعد من ياقته و برزت عروق عنق شادي و احتقنت ملامحه بغضب عارم : وينها
رعد دفه بعنف : لو ادري بوقف كذا ؟
شادي بقهر : مين انت يرسلون لك اساسًا ؟ ما قلت لك ابعد عنها

ام رعد شتت عيونها على عيالها طالبه تفسير من احد فيهم ف اقتربت سديم منها : بنت مجاهد الوحيده
ام رعد اتسعت حدقة عيونها : و وش دخل رعد؟
رفعت أكتافها بصمت و هي تحدق بشادي بخوف لتغمض عيونها من زاد صراخ رعد : عطني جوالي عطني
اعتلى صوت الضابط بغضب : كلكم بتنامون بالسجن لو مافضيتوا المكان !

شادي تسارعت أنفاسه ليسترجع كلمة سعود و يلتفت عليه ف قال بنبره هاديه : كيف عرفت انها.. بلل شفايفه و غمض عيونه : انها ميته !
سعود مد يده لـ شادي و عطاه شادي الجوال ف فتح سعود الجوال و كبّر الصوره على جبهتها : هنا تعرضت لضربه قويه، لو ما ماتت منها وندعي انها لا ف هي قاعده تعاني من نزيف و تحتاج عمليه بـ اسرع وقت
شادي التفت على أبوه يلي اختل توازنه و راح لعنده يمسكه ، اسند كتفه على كتفه و ابتسم : ابو شادي مابيصير لها شي ، تدري انها عنيده صح ؟
مجاهد داهمه صداع قوي و هز رأسه بهدوء : انا لله وإنا اليه راجعون، كلنا راجعين لربنا
شادي امتلت عيونه و رجف صوته : و انت الصادق لكن.. مو مقتوله يا ابوي !

طلعت عائلة الكريم و سبقهم رعد مع عبدالمجيد
إلا ثُريا بقت واقفه بعيده عنهم، و ماغاب عن أنس وجودها بالزحمه فـ كيف وهي قدامه بدون ناس؟
ألمه حال شادي و تخيل ثريا أو خيال مكانها ف اقترب منها بسرعه لتبتعد بالمثل و ارتفع صوته بحزن من حركتها : ثُريا !
الجده رحاب اقتربت لتهمس : بنت عيسى؟
ثُريا بإبتسامه : بنت مسكّه !
طلعت بخطوات واسعه متجاهله كلامهم، شتت عيونها على السيارات تدور سيارة أديب الا انه وقفت سيارة إياز قدامها و بجانبه ام رعد : ركبي بنيتي كلهم مشوا
ثُريا : وين ؟

ام رعد تنهدت بضيق : علمي علمك
ثُريا هزت راسها بالإيجاب و ركبت ليقول إياز بإبتسامه :
اهلين بـ زوجة اخوي
ثُريا ابتسمت بخجل و ماتوقعت ترحيبه : اهلًا فيك
إياز : ايه اي مطعم ودكم امر؟ ولا تبون تحلّون؟
ام رعد بابتسامه هزت راسها بيأس : لازلت انصدم كيف تقدر تكون بهالبرود يا حبيب امك !
إياز تنهد و اعتقد بجلسته : كيف تنصدمين وانا تعلمته منك؟

امه : انك تكون بارد؟
إياز هز رأسه بالنفي : اني اكون على يقين بالله
ابتسمت امه وكذلك ثُريا لتقول : اجل وش رايك توقف عند اقرب مطعم؟
ام رعد ضحكت بخفه : كان واحد صارو لي اثنين
ثُريا : الا وين سديم؟
إياز : طلع ضابط من داخل اختي ف قررت تروح مع سعود
ام رعد تمتمت بضيق : الله يحميها
استندت ثُريا على النافذه و بداخلها تدعي لـ لورين
.
.
المطـَار :
وقفت ثلاث سيارات بنفس الوقت و أولهم كانت لشادي ومعاه دانيال، الثانيه نزل منها رعد وعبدالمجيد اما الثالثه والأخيره كان فيها سعود و سديم .

شادي التفت على رعد و غمض عيونه بنفاذ صبر : انت غبي ؟
رعد سكّر باب سيارته بقوه : لا يكثر !
شادي مشى خطوتين و استوقفته سديم : لحظه وقفوا
التفتوا عليها كلهم و رعد عقد حاجبينه : وش تسوين هنا؟
سديم : مالك دخل و اسمعني
ضحك شادي بخفه و أعصابه تلفت بالفعل ليخزّه رعد
رفع أكتافه شادي و صدّ عنه بصمت ليستمع لها
سديم : احين تدرون وينها ؟
ساد الصمت بالمكان الا من السيارات الرايحه و الجايه لتكمل سديم : والله عندكم ما عند جدتي
اتسعت حدقة عيونها و رفعت حاجبينها لتنطق بذهول :
جدي !
رعد صرخ و ضرب السياره برجله، ليردف شادي : لاتشد على نفسك، اعيد سؤالي انت مين؟
رعد رفع سبابته : بتنكتم ولا اكتمك؟
سعود : وبعدين انت وياه؟ ذنبها برقبتكم لو بقيتوا تتهاوشون بدال ما تلاقون حل
سكت و أشر عليهم : مع بعض !
دانيال ناظر رعد و من ثُم سعود ليلقي سؤاله عليهم : لو كنتوا مكان جدكم وين ممكن تروحون؟
رعد : مو مكان جدنا ولا بنصير
سعود غمض عيونه و استغفر ربه ف رد : الأخبر طبعًا أديب و رعد، ما قد كلمته عن شغله كانت لي حياتي الخاصه الهاديه
سديم : يا ابو الهدوء انت تعال معاي، انتظروني هنا
مشت خطوتين والتفتت لتشوف الكل ماشي وراها لتهمس بغضب : اي لغه تفهمون؟
رفعت سبابتها ناحية رعد : قلت لك انتظر
لتلفها ناحية شادي و تقول بنبره هاديه : وانت بعد.. انتظروني خمس دقايق بس !
سعود رمش ببطئ : انتظرونا تقصد
سديم هزت راسها بالإيجاب وسحبت سعود لتشبك ذراعها بذراعه و تقترب من الاستقبال : لوسمحت ؟
رفع راسها ليقول : بالانجليزية رجاءً !
سعود : وش بتقولين؟
سديم ابتسمت وردت عليه : أردت السؤال عن الرحلات التي غادرت في منتصف الليل أو فجرًا ؟
هز راسه بالنفي : لاتستطيعين السؤال !
سعود ابتسم و ربت على كتفها : لا بأس زوجتي العزيزة سوف نحاول الإتصال بوالدتك !
سديم رفعت راسها و أخفت إعجابها باخوها ليهمس لها سعود : سوي نفسك زعلتي وامشي
سديم دفته بقوه و طلعت للخارج .
سعود بإبتسامه جانبيه : ام زوجتي غادرت و هي متخاصمة مع زوجتي، هل تستطيع إسداء معروف لي؟
،
سديم وقفت قدامهم لتبتعد من اقتربوا شادي و رعد بنفس الوقت : محلك انت وياه
عبدالمجيد : وش سويتوا ؟
سديم التفتت على سعود يلي طلع بورقة تحتوي على عدة مدن ليحطها على سيارة رعد ليجتمعون كلهم عليها
سعود : اسمع التخمينات ؟
رعد سحب القلم يلي بجيب سعود الأعلى و شطب على المستبعدين، ليرفع صوته : المانيا ، سان فرانسيسكو ، تركيا أو لندن؟
سديم سحبت القلم منه و شطبت على تركيا ولندن : مو نوع جدي
سعود ميل شفايفه و اخذ القلم ليشطب على المانيا ويردف : المانيا نقدر نستبعدها بعد لان يدري فيه رجال رعد هناك و مكتبه برضوا !
شادي صفق لهم و اعتدل بوقفته بعد ما كان مستند على السياره ويستمع : طلعتوا تعرفون جدكم
دانيال : شادي !
شادي اتجه للداخل و لحقه رعد، وقفوا عند التذاكر ليسألون عن أقرب رحلة ف ردت عليهم انها بتكون العصر
سعود همس : ما تقدرون تتأخرون لهالحد !
دانيال : نقول وصلنا هناك بنعرف المكان؟ لا ، مكبّل يديننا ورجولنا
شادي ناظر رعد : بتدق على جدك ولا كيف؟
عض رعد على شفايفه حتى حس بطعم الدم يلي بفمه ليسحب منديل و يرفع جواله مستسلم لطلب شادي و رغبة كل حواسه بهالفعل !
مرت عدة دقائق طويله عليهم كلهم بدون رد، حتى اقتربت طيارة مرئيه لمجال عيونها و سرعان ما اتسعت حدقة عيون شادي و قال : طيارة جدي !

بالجهه الأخرى و بمسافه تبعد عنهم أربع دقايق هبطت طيارة متوسطة الحجم مكتوب عليها بخط عريض
" إبراهيم السليمان "
نزّل حازم سماعاته و هو كان كابتن هالرحلة ليرفع عيونه ناحية راكان و الطاقم الصحي حول لورين اما ابراهيم ف كان يتوعد بـ راكان بعيونه، فرّق راكان شفايفه ليتكلم بعد صمت طويل : تراك السبب ورا كل ذا، لو انك وثقت فيني وسلمتني..
إبراهيم : تهبى و تعقب اكتم صوتك ولا بيكتمه لك شادي واخوك من السواد يلي سويته !
راكان : على اساس اني ماكلمتك اول ماشفتها بذي الحاله
وقتلت يلي تسبب فيها
إبراهيم حدّق فيه لثواني ف صدّ بوجهه : كانك متعود على القتل؟
راكان تنهد : لاتنحرف عن الموضوع ابوي
إبراهيم رفع عيونه لحازم : تعرف وين توديه
هز حازم راسه و عيونه على راكان ليكمل ابراهيم : سنتين يتأدب و يرجع لكن لو حبّ ماعندنا مانع
راكان عقد حاجبينه : احب مين؟
حازم اشر له يمشي قدامه واول مانزلوا من الطياره عقدت لورين حاجبينها و فتحت عيونه لتفز و أنفاسها متسارعه، رمشت مرارًا لتشوف نفسها مره ثانيه بطياره
الا ان عيونها طاحت على الجالس قدامها متمسك بكفّه راس العكاز، واول ماشافها صاحيه وقف، لمعت عيونها واحتضنته لأول مره بحياتها
غمضت عيونها متجاهله صوت نبضات قلبها المزعجه وشدتّ عليه بقوه حتى بادلها إبراهيم بإبتسامه تكاد لاتُرى و احتضنها ليغطيها، ابتعدت عنه ترفع الحجاب و تدخل خصلات شعرها بصمت

كانت هاديه بشكل مُريب و كأنها دخلت بصدمه الا انها كانت تعيش صراعات بداخلها، رفعت عيونها وعقدت حاجبينها من استذكرت ابوها لتفرقّ شفايفها و سرعان ماطبقتهم وهي تهرب لعالمها الممتلئ بالغربه و الوحده و كثير من الانكسار ، تغيرت أشياء كثير بداخلها و خارجها
و تخيلت طيف امها قدامها يسألها بابتسامه حانيه
" مين مزعل هالجمال ؟ "

ابتلعت ريقها و تجزم انها هربت من خيال أمها الا انه بنهاية المطاف حاصرها، حسّت انها على وشك الجنون ف طلعت من الطياره بخطوات سريعه و سُرعان ما وقفت مع شهقه طلعتها من ذهولها وهي تشوفهم قدامها

ركضت لشادي وهي تدفن وجهها بصدره، والغريب لهم كانت ساكنه وكأنها تسلم على اخوها بعد لقاء طويل لكن ببرودة، إبتعدت عنه ورفعت عيونها لكتفه و من ثُم خلفه حتى ارتسمت صورة مجاهد قدام عيونها
اعتلت الدهشه ملامحها وكلهم التفتوا مكان ماتناظر وبلمح البصر صارت بحضنه، غمض رعد عيونه براحه من لاحظ اهتزاز جسدها البسيط بحضن ابوها حتى اعتلى صوت صياحها للماره و الواقفين !

مجاهد قبل رأسها مرارًا وتكرارا بينما يسمي عليها بخوف وكأنه قلبه قفز من بين ضلوعه، كان لازم يطلع بعد يومين بالكثير الا انه ما استحمل و طلب منهم يتوجهون للمطار
مجاهد همس بإذنها : لورين !
هزت راسها بالنفي و غطت وجهها بكتفه ليحسّ بدموعها عليه : كنتي قد الثقه يا اللي مبسمها كله نور، علميني وش صار وطمنيني عليك ؟

لورين رفعت رأسها بعد عدة دقائق من السكون وكأن القمر بان من بين السحاب و استدل بنوره رعد يلي تفتحت الورود على وجهه، فضى المكان الا من جدها و رعد و شادي و سعود، وسديم جلست على الكراسي البعيده اشوي تراقب صمت المكان و تنتظر احد يتكلم وكأنه شادي قرأ أفكارها من قال : تقدرون تمشون !
رعد : مطار ابوك؟

شادي : اجل مطار ابوك ؟
سعود كشر وجهه : وربي بزران مايكبرون، لورين ؟
التفتت لورين عليه تنتظره يكمل و اشر لها تجلس بملامح هاديه : تجين افحصك
لورين هزت بالنفي : مافيني شي
سعود ميل شفايفه : للحيطه
لورين غمضت عيونها وهزت راسها بإصرار : يعطيك العافيه

رعد بلل شفايفه و مشاعره ضاربه و أفكاره كانت مثل الحال و أكثر ، أنتظرها ترفع انظارها جهته مو بعينه بس لجهته والقطعه الواقف فيها الا انها ما سوت
عقد حاجبينه وهو يحس بخيبة امل و كمية انكسار بداخله و الواضح ليلة ثانيه بتمر بدون نوم .
لورين همست لـ مجاهد : خلاص طلعت؟ ولا ذا بعد شغله بسيطه؟
هز راسه بالنفي حتى اعتلى الرعب ملامحها و تنهدت مم قال : طلعت بالسلامه
لورين ضحكت : ياقرة عيوني والله

اقترب شادي من جده و سأله بدون مقدمات : كيف لحقت عليها؟

ابراهيم رفع عيونه الحاده و يلي كانت هاديه مثل نبرته لمن نطق : ماجلست اشوف هوشتك مع رعد اعذرني
شادي ميل شفايفه و رجع يدينه للخلف: الجايات اكثر
ابراهيم : مافيه جايات، اقصر حسك و اقطع شرك
ناصر ماينلعب معاه !!
شادي رمش ببطئ و قال بسخريه : وشادي ماينلعب معاه !
ابراهيم خزّه ليقول مصحح : قصدي جدي ماينلعب معاه
ضحك ابراهيم بخفه حتى إتسعت ابتسامة شادي و ربت على كتفه : الا وين حازم؟
ابراهيم : عنده كم شغله
شادي : وش هالشغله؟
ابراهيم : لو انك قابل تستسلم اعمالي علمتك، مانيب قايل ازحم
شادي تنهد وهمس : ياكبر راسك يا ابوي
ابراهيم عقد حاجبينه : ارفع علومك و احترم !
شادي اتسعت عيونه البندقيه : سمعتني؟
ابراهيم رفع حاجبينه ليرفع عكازه ناحية شادي : الله واكبر عليك، امش لاتشوفك عيني
شادي ابتسم ليهز راسه : صرت حساس يا ابو عيسى
رفع عيونه ابراهيم لتتسع ابتسامته وكان وقع هالتسميه على قلبه كبيييييييير، ف رمش لشادي : تعرف كيف تاخذ رضاي !
شادي ضحك بخفه : كنت بعزمك على كوب شاي لكن الواضح انك صرت خفيف بعد
ابراهيم ضرب سيقان شادي بالعكاز : كوب؟ اقلب وجهك عني و لاتنبش بالملفات كثر مانبشت
شادي : بنت كاسر يا ابوي وش بيصير عليها ؟
ابراهيم : تبقى قد ماتبي
شادي رفع حاجبينه : غريب
ابراهيم : وش ؟
شادي وقف قدام سيارته و ناظر جده : تقبلت كل الكرة الأرضية و كل كائن حي الا امي، ليه ؟
ابراهيم بنبره حادّه : نوقف كلامنا هنا افضل لنا كلنا !
هز راسه بيأس و ركب سيارته
.
.
وقف حازم قدام مكان قدر يزرع الرعب بقلب راكان ف نزل و اشر له ينزل، راكان عقد حاجبينه : بتقتلني !
حازم مسك من ذراعه و نزله : بربيك
ابتعدوا اثنينهم من السياره يلي وقفت قدامهم و نزل منها دانيال، مسك ياقة راكان و لكمه : هذا نهاية تعب امي ؟
ضربه للمره الثانيه و اعتلى صوته بقهر : وثقة ابوي؟
عقد حاجبينه دانيال بعدم فهم لتصرفات اخوه : تبي مكان بالعيله ؟ ما انت لك كل الاماكن يا راكان !

راكان دفه بقوه و رفع سبابته : عن اي عيله تتكلم؟ انت و من سافرت ماسمعت صوتك ، امي تدري اني ماسمعت صوتها بتاتًا اما ابوي ف هو مسافر دايم مع زوجته الثانيه، مين غيري بالبيت؟

دانيال رفع كفّه و ضربه كف بقوه : اذا تعتبر امك ولا شي ف كنت احضن الفراغ كل ليله وينتهي وضعي اتخيلها بوسط هالفراغ و بجلوسي على طاولة الاكل كنت اتخيلك يميني وهي قدامنا، متى صرت اناني راكان؟
راكان تسارعت أنفاسه : لمن صرت غير مرئي للكل قررت اصير اناني

دانيال : تدري اني كنت اتصل عليك بس ماكنت ترد !
غمض عيونه و قال ببرود : بقى شي ثاني؟او ضربه؟
دانيال بصق عليه و قهر هائل تجمع بصدره : الله يصلحك و يهديك
راكان ميل شفايفه و رد : امين وياك
دانيال غمض عيونه و صبره نفذ ليشتمه بغضب و يلقي اخر كلماته : احترق بهمك يا راكان
راكان رفع عيونه وهو يشوف اخوه ركب السياره فرفع صوته: ان شاء الله يا داني
حازم : ليه ماقلت له؟
راكان : وش اقول له عذرًا؟
حازم : انك قتلت لجل تحميها

راكان هز راسه : ماله داعي، واحين وين جايبني؟
حازم ربت على كتف راكان و اشر له على المبنى يلي قدامهم : بتدخل عسكريه والله يقويك
راكان رفع حاجبينه بصدمه و مانطق بكلمة لمدة من الوقت حتى قال : جدي يشوفني هنا؟ على العين و الراس يا ابوي
مشى حازم بجانب راكان يلي قادته رجوله للباب الرئيسي
ف سأله راكان : حازم مو انت متزوج؟
حازم وقف و رد : ايه؟
راكان : عندك عيال؟
حازم بملامح جامده اجابه : لا !
راكان : انت متاكد تعرف اسم زوجتك؟
حازم سحبه من ياقته : تبيني اكمل عليك ؟ وش دخلك !
راكان هز راسه بالنفي بإنزعاج ودفه : لا، بس اهتم بعيلتك لاتهتم بعيلة ابراهيم بس !
حازم أرخى يده : إبراهيم بحسبة ابوي
راكان : ماقالوا لك الابو و ولده لصقه ببعض، تنفس، اطلب منه اجازه !
حازم عقد حاجبينه : تبيني اكسر يده اليمنى؟ لو لعدة ايام؟

راكان تافف : منتهييين انتوا !
حازم ميل شفايفه و اشر عليه : اسمع من يتكلم !
راكان : حالي افضل من حال كثير ولله الحمد، كل انسان فيه الجانب السئ و الجانب الجيد، بس لو قلب السئ على كل خيرك وين وجهك لها؟
سكت لجزء من الثانيه واكمل بانفعال : لو رسمت خيال لك ببالها انك مجرّد من المشاعر و اقل ماينقال عنك روبوت، اي طريقه بتتبعها لجل تقنعها ؟
حازم : ادخل ادخل حل اوراقك و لا تحشر خشمك بزواجي
راكان بإبتسامه جانبيه : كم ببقى هنا؟
حازم رفع اصابعه ليعدّ ببطئ شديد وضحك بخفه من نجح باستفزاز راكان يلي اتسعت عيونه بصدمه
حازم ربت على كتفه : اي مكان صير اهم شي تكون نفسك، ومثل ماحميت بنت عمك احمي وطنك
راكان رمش بعيونه له و أبتسم : احس اني حبيتك، تصير صديقي؟

حازم هز راسه بالايجاب : صديقك بينتظرك لين تخلص
راكان ميل شفايفه و ربت على كتف حازم بالمثل و دخل و اوراقه و هويته و كل مايحتاجه بيده
لطَالما الأجداد كانو الأقرب من الآباء للبعض، و البعض الآخر على العكس تمامًا يكون الابو صديقه و اخوه قبل مايصير أبو، بس حتمًا وبنهاية المطاف بيكون طريق ولده
راكان طريقه كان مختفي ليضيع ف اضطر يمشي بالصحراء حتى لقى نفسه و تعرف على ذاته، وكان بالسنوات القليلة الماضيه الصديق الأول لنفسه
اما الآن داخل ليصير أحد العساكر بعد ما صار أحد القتله
ضحك بسخريه على حاله كانت الحياه لاعبه عليه صح
.
.
بعد يومين، صَباح جديد على كلتا العائلتين و تحديدًا ببيت عائلة إبراهيم كانت ريحة الشاي و القهون ممتلئه بالمكان و سيارات كثييره قدام البيت لتشير ان العائله كلها تجمعت بمناسبة مجاهد، طلب منهم إبراهيم يفطرون و يتغدون و أصرّ عليهم يظلون للعشاء
و بخطوات ثقيله، مغتربه، محتاره، خطت خطواته المجلس ف وقف قدام أبوه يبتلع ريقه بصعوبه : ماكان له داعي
ابراهيم رفع جفونه ليحدّق بمجاهد و يمد يده اليمنى ليقبّلها مجاهد مباشره و كان بطباعه ليّن رغم الزعل يلي بداخله تجاه ابوه .
مجاهد جلس بجنبه : حافظت على وعدك و حميت عيالي
ابراهيم : عيالك انت يلي حاميهم بسكوتك ولا ؟
مجاهد هز راسه بالايجاب و قال بسخريه : صح، سكوتك و حفظك للأدلة كان لجل نفسك
ابراهيم : لجل بيتي
مجاهد كان بيتكلم الا انه سكت من دخلوا عيال و بنات اخوانه، حتى ابو دانيال كان متواجد
سلم مجاهد على أخوه بملامح تعتليها الدهشه و نزل عيونه على بنته الصغيره ف ضحك و قال : راكان الصغيره !
نزل دانيال راسه و ربت على كتفه شادي : ارفع راسك
دانيال التفت عليه و حدّق فيه بعيونه البندقيه لتلتقي بذات شادي العسليه و ابتسم له حتى اتسعت ابتسامته من ركضت اخت دانيال له، دانيال قبلها اكثر من مره حتى انتهى بحضنها مطولًا : كيف ريمي؟
ميلت اخته ذات الست سنوات شفايفها و اجابته : نحمد الله، كيف دانيالي؟
ضحكوا عليها كلهم من جاوبته بنفس الطريقه، وابتسم شادي بهدوء وهو تذكر حركات لورين بهاللحظه
فهمس بينه و بين نفسه : الواضح انها وراثه من جدي
إبراهيم رفع راسه له : قلت شي؟
شادي اتسعت حدقة عيونه و هز راسه بالنفي ف ضحك إبراهيم بخفه : امزح معك بسم لله عليك
شادي ابتسم بإستنكار لفعل جده و اعتاد عليه الجديييّه لكن الواضح انه قيوده تحررت من احدهم، ف خمن انه ناصر ليستأذن منهم و يوقف .

بقلب البيت و بالصاله تحديدًا كانت جالسه وسط بنات عمها و هالمره مو بعيده عنهم، خاليه من التعابير و إبتسامه خفيفه ترتسم على شفايفها كل ما احد سلم عليها وبارك لها بخروج أبوها، كانت لورين كابته كل مشاعرها السيئه نتيجة يلي صار لها، إلا إنها ماتحملت من احتضنت بنت عمها أمها و قعدت تلقي عليها كلام بالمديح ليحضر طيف نوران قدامها، دخلت أقرب مغاسل لتتجه للحمام أكرم القارئ وتحط يدها على فمها مانعه شهقتها من الخروج
نزلت دموعها الحارقه على خدّيها الناعمين لتاخذ نفس عميق و تزفره، استذكرت موقف لها مع أمها بشوارع المانيا و تحديدًا برلين
،
كان عمر لورين ما يقارب الـ ١٩ عامًا، وقفت لورين قدام أمها وبييدينها قطوه، لتتراجع نوران بيأس من بنتها : يا بنتي ماقلت لك عندي حساسيه؟
لورين ميلت شفايفها و اقتربت من امها : بس شوفي مو كيوت؟
نوران بدأت تعطس حتى إحمّرت ملامحها و ضحكت لبنتها : امك ولا البسه ؟
لورين تنهدت بيأس ونزلت القطوه لتركض مبتعده عنهم
وكانت بتحتضن أمها الا ان نوران قاطعتها : غسلي يدينك اول، ناويه علي؟
لورين هزت راسها بالنفي : بسم لله عليك، فداك القطوه و كل شي
اطلقت نوران ضحكه حتى ترددت ضحكتها بمسامع لورين بالوقت الحالي، رفعت راسها للسقف و هي تحس بثقل غريب بدون أمها.. كانت تتجاهل مشاعرها و تصبر نفسها لجل يطلع أبوها و اقنعت نفسها انه بيخف ماراح يختفي لكن بيخف لو اشوي، الا انه زاد عليها
حسّت بإهتزاز جوالها ف رفعته وهي عاقده حاجبينها
اتسعت حدقة عيونها و فزت من مكانها، ردت بدون تردد و هدأتّ أنفاسها لجل تستمع بشكل صح
ارتعبت من وصلها صوته القاسي : كيف صرتي !
سكتت و كأنها فقدت القدرة على النطق و تخريك شفايفها، لكن ببساطة كانت فاقدة شغف التواصل مع الغير ليعيد رعد سؤاله : حبيت أقول شي للمره الاخيره
لورين فرقّت شفايفها وبصعوبه نطقت : تفضل ؟
رعد بابتسامه جانبيه رفع عيونه لغزل يلي وقفت قدامه : يعطيك العافيه لتوصيل الرسالة و لكل شي
لورين غمضت عيونها من سمعت صوت غزل يعتلي بـ
" رعد شوف ! "
سكرت بوجهه لتضحك بسخريه و تمسح ملامح وجهها
طلعت ف وقفت قدام المغاسل تغسل وجهها، اخذت نفس عميق وزفرته لتبتسم لنفسها بالمرايه

طلعت و سرعان ما استوعبت عدم وجود غسق بالصاله
دارتّ بكل الغرف المحتمل تكون فيها الا انها اختفت مثل الظل بعد ما تغيب الشمس، ما لمحت غرض واحد لها مما زاد خوفها عليها : يارب انك مامشيتي !
طلعت من البيت لتدخل بوابة الشقق، صعدت أول شقه ويلي كانت مجهزه لها و لـ امها لتغمض عيونها براحه من شافت شناطها على الارض : غسق !
طلعت غسق من المطبخ بكوب قهوة ف نزلته بإستغراب : لورين
لورين احتضنتها بقوه و غمضت عيونها : اختفيتي
غسق عقدت حاجبينها بذهُول : شفيك؟
لورين هزت رأسها بالنفي ونبضات قلبها بدات تهدأ لتجلس على الكنب : خفت اخت الطريق تروح و تتركني
غسق جلست بجنبها : لو بختفي، أقل شي بسويه اشكركم و امشي صح؟
لورين بإبتسامه جانبيه : وين تمشين ؟
غسق : المكان يلي الله كاتبه لي
لورين اتسعت ابتسامتها و أشرت لها على المكان و جات ببالها فكره : لو ماتبين فيه طرق كثيره !
غسق ضحكت بهدوء : نفكر بالطرق بعدين لكن بعد مده أتوقع اني برجع للكويت
لورين : يلي كاتبه الله بيصير
.
.
امـا ببيت عائلة الكريم ..

ف كانت الأحوال عندهم متقلبه نوعًا ما، جدهم مختفي عن الأنظار و أديب خلفه
سعود يراقب ضغط و حالة امه بإستمرار و إياز رجع للعمل بالشركة مع عمه ليث، رعد كان يجهز لرحلة مابتكون قصيرت بل طوييييله و جدًا، بقت محكمة كاسر وبقى حديثه مع جده ولأنه الاكثر خبره بقوة جده مستحيل يتهور و يلحقه بدون خطه مثل ماسوا أديب ، لكن خطته الوحيده الحاليه يتأكد أنه أديب لازال يتنفس
،
فزت من على الكنب و شتت عيونها على الغرفه و مثل اليومين يلي مضوا، ماكان فيه أثر لـ أديب !
مسحت على وجهها و رفعت خصلات شعرها لتوقف وهي تترنح بخطُواتها، بعد مده من الوقت و بعد ما انتهت من التجهيز سحبت شنطتها الشبه فاضيه وهي تدخل دفتر و عدة أقلام ، يومها الأول بالتخصص يلي لطالما حلمت فيه وهو الفن .
دخلت سديم الغرفه بعد ماطرقت الباب و قالت : يلا إياز بيمشي عننا !
ثُريا هزت رأسها بالإيجاب وهي تلبس عبايتها بسرعه : متى محاضراتك؟
سديم ناظرت الساعه : فيه وقت على الساعه ١١ انا لكن انتي ؟

وبالطرف المقابل لجناح أديب كان رعد يحدق فيها بعصبيه و توه نزل جواله : ماتقدرين تنتظرين ؟
غزل رمت التصاميم يلي بيدها على الأرض : قول لخالتي لاتعطيني شي لجل هالجناح الكئيب، خذ انت اختار
نزل عيونه للارض على الأوراق المبعثره : وش مشكلتك؟
غزل رفعت سبابتها و همست بغيظ : بتمسك البنات لا تمسكهم قدام بيتي، و بيوم زواجنا !
رعد رفع حاجبه الايمن ليعقد ذراعينه : اي بنات؟
غزل رفعت أكتافها وقالت بسخريه : شكلك جبتهم من المانيا فـ شكلها كان مرهه متنكر
رعد بابتسامه جانبيه من تذكّر شكل لورين بالنطاره ليمحو ابتسامته و يقول: بنت صاروا بنات؟ وبعدين وش دخلك؟
غزل ضحكت و أعصابها تلفت ف صرخت عليه : دخلني لو اختي تجيب لي فيديو عن يلي يسمى زوجي و توريني اياه، و أكرر مو لحاله مع وحده !
رعد عقد حاجبينه بإنزعاج من صراخها : أول و اخر مره نبرتك تعتلي .. اقترب منه بملامح تبدلت للبرود بل بملامح خاليه من أي معنى مما زاد ارتباكها : ثلاث شهور وكلٍ بطريقه
غزل : شهرين، التصنّع ما تعودت عليه
رعد ناظرها من فوق لتحت، تأمل لبسها وعبايتها الجديده و حتى شنطتها يلي كانت تلمع و أردف : متاكده؟
غزل رمت الشنطه عليه ليلتقطها بسرعه : خذها رجعها لـ امك عشان تفتح باب لنفسك
رماها رعد على الارض مثل حركتها و فتح الباب وقبل مايطلع استوقفته غزل : وصلني

رعد : ليه صدمتي مره ثانيه؟ وين سيارتك ؟
غزل أجابت سؤاله بسؤال : ليه خليت احد يروح يجيبها؟
رعد فتح الباب و أشر لها : تفضلي ما ورانا شغل ولا مشغله بنروح طريق ثاني لعيونك
غزل كشرت ملامحها : اسكت اسكت
رعد سكر باب الغرفه ليقفّل الجناح و يتنهد : ياصبر ايوب
غزل وقفت قدام المصعد و اطلقت تنهيده بالمثل : ايه والله ياصبر ايوب
رمقها رعد بنظرات حادّه، طلعوا من البيت و نادى عبدالمجيد بصوت مرتفع لتقول غزل بسرعه : ما اركب معاه اذا بتتركه يوصلني !
رعد بابتسامه جانبيه : ليه ان شاء الله ؟
غزل : صاحي انت؟ بتركبني مع واحد يقتل كانه القتل عنده وجبه !
رعد : بالغي بالغي ، وبعدين اتركي اللقافه ماكنت بخليه يوصلك
سكتت غزل بإحراج من جا عبدالمجيد وهو يستمع لرعد يلي قال : روح هالعنوان و جيب سيارتها
غزل همست بقهر : لي اسم
رعد بسخريه قال : تبين اعطيه رقمك بعد؟ ركبي ركبي
غزل ناظرته بحنق وركبت لتسكر الباب بقوه
حرك رعد السياره و أردف قائلًا : سيارتي بتتكسر على يدك انا عارف
.
.
بملامح مرهقه و وجه شاحب ، اكتافه كانت مرتخيه و عيونه تشتت الأنظار بالسماء ... كان اديب مسافر للمره الرابعه و عيونه ما غمضت اكثر من ساعتين، نزل من الطياره و وجهته هالمَره كانت " كالفورنيا "
ركب أول سيارة تاكسي جات بوجهه و رمى شنطته الظهر بجنبه لينطق و هو يمد ورقه " نحو هذا العنوان من فضلك "

بعد مده تقارب الـ نصف ساعه وقفت السياره ونزل قدام بيت تحيطه الأشجار و سور من الخشب، فتح الشنطه وسحب منها نظاره ليليه حتى يقدر يشوف اي انسان يتحرك بهالعتمَه .. طلع سكينه من جيبه و جثى بركبته قدام الباب ليفتحه خلال ثواني و يدخل
غمض عيونه بغضب من حسّ بسكون البيت ليصرخ و هو يرمي الطاوله : بـ اي جحر دخلتتتتت !!!
اتسعت حدقة عيونه من استقرار مسدس اسفل رأسه و رمى السكين وهو يلتفت ببطئ، سحب السلاح برمشة عين الواقف قدامه و أطلق عليه برجوله : وين ناصر؟
اعتلى صراخ الرجل حتى دخلوا اثنين وصوبّ عليهم بسرعه ليطلع من المكان راكض من العدد الهائل يلي يركض خلفه
أديب وقف عند أحد الأشجار: الافعى كل هالوقت بحضننا و ماسمعنا فحيحها !
استمر بالركض حتى حسّ بروحه تطلع ف طاح على ركبته بهالطريق الطويل ، طلع جواله بيد راجفه ليشغله بعد ماكان حاطه إيقاف التشغيل ، عقد حاجبينه و رؤيته بدأت تصير ضبابيه .. كان بيتصل برعد الا انه دخل على رقمها و سرعان ما سمع صوتها الهادي : الو ؟
أديب تنهد و هو يوقف بإبتسامه جانبيه و صوتها مازاده غير إرهاق اكثر لكن بـ طاقه أُخرى ، نظف حلقه ليجيبها من قالت أسمه : سمّي
ثُريا غمضت عيونها لتتمالك أعصابها : سم الله عدوينك ، وين أرضك من سماك ؟
أديب دخل بين الأشجار و استند على اول شجره طاحت عيونه عليها : حاليًا بكالفورنيا ، تبين شي منها؟

ثُريا ناظرت البنات يلي كانوا يدخلون القاعه و نزلت راسها لتغطي ملامحها بشعرها و تقول : سلامتك
حدّقت بالأرض وهي كانت فعلًا تعنيها لتكرر : رعد يدور عليك من يومين ، لذي الدرجه تبي تختفي؟ بينما تقدر تعتذر منهم
أديب عقد حاجبينه قال بعدم فهم : لحظه أعتذر من مين ؟
ثُريا : تدري لورين أبوها و..
أديب ضحك بسخريه : قائمتك طويله كمليها بعدين لكن احين لاتتكلمين الا عنك
ثُريا : اقول وينك ؟
أديب : قلت لك وين انا فيه
ثُريا : بما انك مب ناوي تعتذر مختفي ليه؟
أديب مشى وسط الغابه لتحتضنه الطبيعه من كل جهه : تعبي عقلك الجميل اشوي
ثُريا شهقت و همست : لجدك؟ قول انك تمزح
سكت أديب ليجلس على جذع شجرة طايح و يردف بعد مده : ومن متى مزحت؟
ثُريا شتمته بعصبيه : رايح لموتك بيدينك ؟
همست وهي تشد على كلماتها : احين ترجع
أديب : خايفه من وش ؟ كاسر و اختفى من حياتك
ثُريا شتت أنظارها و لو انه قدامها لعرف مُباشره كذبها : ما لك دخل خايفه من شنو بس ارجع و..
سكتت من سمعت طلقة مسدس و اعتلى صوتها بالممر : أديب !!!
سكر الخط منها و طلعت برا الجامعه وكانت تبي تكلم رعد الا انها ماحصلت رقمه عندها ولا رقم اي احد !
ابتلعت ريقها وهي مستحيل تتصل على امه
شافت جوالها تبقى القليل ويطفي لتتصل بعد تردد مو طويل على رقم من الأرقام القليله بجوالها : هلا .. كيف الحال لورين ؟
لورين نزلت كوب قهوتها و كانت بترد ببرود الا انها ماقدرت من ارتجاف نبرة ثُريا : الحمد لله ، عسى مافيه شر ؟
ثُريا : اتمنى اتمنى ، بطلبك ولا ترديني
لورين : لك عيوني بس وش فيك ؟

ثُريا قالت لها نقاشها الاخير مع أديب لتردف بخجل : عادي تتواصلين مع رعد وتقولين له مكان أديب ؟
لورين لمعت عيونها و تذكرت اتصاله قبل ساعتين و قالت : شرايك اقول لجدي؟ بالنهايه انتي مننا وفينا
ثُريا صرخت : لا لا مو وقت نقاش بأمور اني منكم و لا لا، رعد يدور أديب من يومين لو سمحتي !!
لورين عقدت حاجبينها : ارسل لك رقمه؟
ثُريا جلست على الكرسي حتى فقدت الامل من لورين و نزلت جوالها لتشوف الشحن وصل ١٪؜ ، اردفت : فكرت فيها بس جوالي حبّه ويطفي

لورين بسرعه قالت : خلاص بتصل بتصل ، كالفورنيا صح؟
ثُريا غمضت عيونها وهي تستذكر صوت أديب : صح، والمكان كان هادي و صوت خطواته كانت واضحه بشكل يوحي انه بالغابه و .. طفى جوالها و تنهدت لتقول بأسى : وصوت سلاح بالنهايه !
دخلت المحاضره وهي بالفعل تاخرت ربع ساعه

لورين شدت على كفها بقوه و طلعت من الشقه بعد ما تأكدت انه غسق نايمه ، نزلت للأسفل و وقفت بالحديقه وهي تتصل ، عطاها مشغول و ضحكت بسخريه ليتصل عليها بعد دقيقه : الو ؟
لورين : اسمعني اتصلت علي ثُريا تقول لك أخوك بكالفورنيا و كان بمكان هادي تخمن انه بغابه !
رعد رفع حاجبينه بصدمه و دار بالسياره عند أول منعطف وكان توه منزل غزل للشركة ، فتح السبيكر : ماقالت شي ثاني ؟ يعني كيف وضعه صحته بخطر ولا
ضرب على الدركسون بغضب لترد لورين بنبره هاديه : لا اعتقد طفى جوالها
رعد قال بسرعه : جهزي بمرك خمس دقايق وانا عند الباب
لورين : خير اي باب، وليه !
رعد : قلتي بلسانك انه طفى جوالها ، بنروح جامعتها وبتدخلين لاني احتاج اصغر تفصيله
لورين : كلكم انتهت حلولكم اليوم ؟ شغل عقلك عندك اخت
رعد : يعطيك العافيه ذكرتيني !!

سكت لثانيه و قال : لورين ، لو ادري سديم مو بمحاضرتها كان كلمتها
لورين تنهدت وباستسلام رفعت حجابها بعد ما انهت المكالمة و طلعت للخارج ف سرعان ما وقف بمسافة من بيتهم، ركبت بالخلف و سرعان ماضغط على البنزين مبتعدًا عن حدود ارض إبراهيم ويلي كان يحدّق بالسيارة من النافذه ليفرقّ شفايفه منادي حازم الواقف عند المكتب : سمّ
إبراهيم : سم الله عدوينك، وش فيها بنتنا عند ولد رائد كل يومين ؟
حازم عقد حاجبيه لثواني و سرعان مافكّ العقده من عرف مقصده : وش تأمر عليه؟
إبراهيم جلس على المقعد : تواصل مع زوجة رائد و رتب لنا لقاء مع أكبر عمامهم
حازم بتردد ألقى احد تساؤلاته : وش ناوي عليه طال عمرك؟
إبراهيم رمقه بنظرات و حازم بقى محدّق فيه بإصرار لمعرفة السبب ف نطق إبراهيم لثقته التامه بيده اليمنى ولانه حازم أقرب ما يكون لـ ولد بالنسبه له : بنطلب بنتهم لولدنا
حازم ميل راسه و هز راسه بالايجاب و عقله تشتت بالفعل من كلام راكان بالأمس تمتم بينه وبين نفس وهو خارج : اي ولد و اي بنت، ماكان العكس ؟
،
رعد كانت عيونه طول الطريق أمامه و ماقدر يحرك جفونه تجاهها بينما لورين كانت ترد على رسالة الدكتور يوسف يلي كان مصرّ على لقائها قبل ما يمشي و الغريب لها انه ارسل عنوانه بالمستشفى مما أثار فضولها اكثر
رفعت عيونه للمرايا و هي تشوف عيونه الحادّه مثبته مثل روبوت للطريق لتاخذ نفس و تنطق : رعد يلي اعرفه بيروح للمطار مايضيع وقته بالجامعه
رعد بابتسامه جانبيه : لازلت رعد يلي تعرفينه لو تعبتي نفسك و رفعتي عيونك من هالجوال للطريق
لورين : رعد لاتستهبل وقف السياره، تخطيت حدودك !
رعد تجاهل كلامها و ما استمر بفعله من فتحت باب السياره : تدري اني بسويها ف وقف

وقف على يمين الطريق فنزل لـ يستند على السياره ويطلق تنهيده عمييقه : متى بنكمل طريقنا بدون مانوقف ؟ شوارع الرياض حفظتنا !
لورين صرخت بقهر : ميين انت ؟ تدري يلي سويته يعتبر اختطاف

رعد هز راسه بالايجاب : مو اختطاف اذا انا معتبرك خطيبتي للحين
رفعت يدها راسها بغضب : لاتجنني لاتجنني
شدتّ على اسنانها و هي رافعه سبابتها نحوه : انا الي هربت وتزوجت أول ماعرفت هويتك الحقيقه؟ لا على العكس تمامًا كنت أحاول اعرف الحقيقه لجل افتح لو نص طريق لنا مع بعض

سكتت لثواني و كملت وانفاسها تتسارع : انت وقفت قدامه لمن لبست هالخاتم
رعد اعتدل بوقفته : اعذريني لو كنت أشوف قضية ابوي اهم من حياتي الشخصية
لورين ضحكت بسخريه : اندفن انت وحياتك الشخصيه لكن رجعني

رعد : مضى من الطريق كثير، الرحله بتروح علي لو رجعتك و بعدين ما اخذتك الا اني احتاجك
لورين رمقته بنظرات حزّت بخاطره لتقول : ما أحتاجك أتركني بحالي خلاص تعبت!
رعد بابتسامه جانبيه أجابها بجواب ما نال إعجابها : احتاجك بحال أديب مصاب
لورين إتسعت ابتسامتها الغاضبه : فيني فضول عن عذرك بسعود

رعد رفع حاجبينه و فتح باب سيارته : سعود بعمليه طويله، أوريك مقطع ارسل لي سنابه لو تبين ؟
سكتت و أكمل بنبره هاديه : بذي الحاله انتي الدكتوره الوحيده يلي اعرفها !
لورين أحمّرت ملامحها و همست : ليتك ما عرفتني
رعد : لورين
لورين ركبت السياره وهي تتكتف بدون ماتسكر الباب ليسكره بإبتسامه جانبيه : بـ اي طريقه أشرح لك شعوري ؟
تنهد و هو يركب بهمس : صعبه صعبه
.
.
أديب :
أنهى المكالمه بعد ما أطلق على يلي قدامه و وقف راكض من انتشرت طلقات النار خلفه، وصلته رساله من رعد
" اذا كنت حيّ للحين ف روح مطار الـ** واجلس مكانك لين اجي ! "

أديب : احترت مين الكبير
غمض عيونه ليشتم من اخترقت رصاصه كتفه و وقف مكانه بغضب و هو يلتفت، أطلق عليهم ماتبقى من رصاصه و كان محظوظ لقلتّهم ف اتجه لخارج الغابه وهو يستوقف سياره، أديب كان بيتكلم الا ان الشخص يلي بالسياره سحب عليه اول ما لمح جرحه
أديب : ايه وش تنتظر من هنا .. مشى بعد ماربط اصابته بقطعة قماشه كانت بشنطته
رفع جواله و التقط سيلفي له بابتسامه متعبه ليرسلها لإخوانه تحت تعليق " رعد يستحسن تستعجل و سعود جهز سرير مستشفى لي بالبيت أما إياز شاعري المفضل جهز لي من الشعر ما تبقى، سديم سوالفك العذبه "
ردت سديم بسرعه عليه : أديب !!!!!! روح اقرب مستشفى لا ادق على امي اخليها توديك !

أديب : ياحبي لك بس هجدي، محتار بعمري مافيه اوبر
سديم غمضت عيونها لتستأذن وتطلع من الكلاس وهي تتصل عليه، أعطاها مشغول.

رجعت سديم قروبهم وهي تكتب " أديب بترد ولا كيف ؟ "
كتب إياز " أديب بدعي لك بس اعمل بالاسباب يا اخوي عشان ربي يتقبل "
ضحك أديب بخفه على رسالة إياز و كتب
" عندك حلول كاتبنا ؟ "
إياز رفع جواله و أرسل صوره له وهو بالمكتب
" عندي اجتماع طال عمرك، بتركهم يدعون لك يلا تبي شي ؟ "
أديب كتب بإبتسامه " ذكرني اضربك "
سديم عضت على شفايفها من برودة اخوانها
" ذكروني اضربكم اثنينكم..محد صاحي ! "
أديب وقف سيارة و كانت امراه ثلاثينية ارتسمت على ملامحها الخوف لتقول : اركب بسرعه !
ركب أديب بالخلف لتناظره : حسنًا انا لست سائقتك !
أديب تأوه بألم لتحرك السياره، ابتسم من داخله ليصور الطريق ويكتب " إياز دعواتك قُبلت ! "
إياز " بعيدًا عن المزح تدري انك ثور يوم انك تلحق يلي يتسمى جد ! "
أديب رفع عيونه و شافها تحدّق فيه ليقول : ماذا؟
هزت راسها بالنفي وهي ترجع خصلات شعرها للخلف وتقول : هل أنت من الرجال الجيدين ام السيئين؟
أديب و هو يتأمل سقف السيارة : اعتقد انني من الجيدين، لماذا؟
ابتسمت له وهي تقول : انا لونا، كنت اتحقق ان كنت تستحق ان تعرف اسمي او لا
أديب تنهد و نطق بالعربيه : مين مهتم باسمك ؟
ابتسم لها مُجبرًا و سرعان ما سألته عن اسمه ليقول بهدوء : لا امتلك واحدًا
لونا : لم اقتنع بذلك
أديب تنهد بتمالك لأعصابه و أشر لها على الطريق : انتبهي للطريق !
بهاللحظه اتصلت ثُريا ليرد عليها بسرعه ويقول : زوجتي العزيزه

ثُريا عقدت حاجبينها بإستغراب : وش عزيزته طايح على راسك، بعدين ليه ما تتكلم عربي ؟
أديب غمض عيونه من لونا يلي قالت : اوه هل زوجتك اجنبيه؟ ف من الواضح انك عربي !
ثُريا ضحكت بسخريه و قالت : يارب ان سوالفكم مو ناقصتها قهوه
أديب فرقّ شفايفه وكان بيتكلم الا انها سكرت بوجهه ليرمي لونا بنظرات حادّه .

اما ثُريا فصلت جوالها من الشاحن و طلعت للخارج تنتظر السواق، وبينما كانت تنتظر اقتربت منها سيارة باللون الأسود لتحدّق فيها بصمت و ترجع للخلف
نزلت النافذه لتشوف أنس وبجانبه خيال تأشر لها تركب
ثُريا رفعت راسها و عضت على شفايفها لتهز راسها وهي تقول : امشوا لوسمحتوا

أنس بغضب صرخ : ثُريا لمتى يعني !
ثُريا طالعته : تعرفني ؟ لا، حرّك لوسمحت !
أنس نزل من السياره و سحبها من يدها ليدخلها السياره غصب عنها و بسرعه ركب مكانه ليحرك مبتعدًا عن الجامعه
ثُريا : نزلني !
أنس رفع عيونه للمرايه : تحلمين
ثُريا غمضت عيونها بنفاذ صبر : وين بتاخذني ؟
أنس : العيله كلها متجمعه ببيت جدي و مايصير فرد ناقص، على الأقل مو اكثر من السنوات يلي مضت
ثُريا امتلت عيُونها بالدموع و....
-
أحتاجُ وجْهكِ فِي الظَّلامِ الثَّائرِ
ويدَيكِ في هذا الفراغِ الشَّاغرِ
ياثُرايَ ،مُرِّي على عطشي كيومٍ
ماطِرِ ، مُرِّي كنسمةٍ مُنعشة
-
تفاعلللللللوا وحمسوني أكمل تنزيل❤️❤️❤️❤️
اكتبوا رايكم بكل حدث!!!!
ياررررب أنها تكون قراءة ماااتعه❤️‍🔥

Continue Reading

You'll Also Like

10K 162 43
فضاءات اليأس والأمل للكاتبة : أنفاس قطر قراءة ممتعة للجميع مستمرة موعد التنزيل كل احد وثلاثاء وخميس وسبت
354K 5.1K 28
روايه منقوله للكاتبه : زهرة تحت ضوء القمر عجبتني الروايه وحبيت انقلها لكم .. تتحدث الروايه: عن بطلتنا اريج وكيف اكتشفت ان الذي كانت تضنهم ابويها لم...
631K 21.1K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
357K 6K 41
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحد...