.
°
.
°
.
°
.
°
.
°
•
< يوم 27 سبتمبر 2023 م، الساعة 05:00 AM >
« كانوا يتناقشون بحدة، تتعجب من كلماته لها فكيف لا يصدق الأمر بعد كل الذي حدث ؟ لكنـه فقـط يريـد إقناع نفسه بالحقائق العلمية أمامه، وبينما هم جميعـا يتحدثون أخذ أونار الطفل من إيمالا: سأعود بسرعة.
خرج فصرخت آرينا: أين أنت ذاهب ؟ أونـار، توقـف.
حاولت الوقوف لتلحقه، فمنعتها إيمالا: آرينا، توقفي.
فبكت آرينا، ومسكتها: أنا أريد ابنـي، مـاذا سيفعـل ؟
قالت إيمالا بهدوء: لا تقلقي، سيتأكد من والده فقط.
فبكت آرينا أكثر، وقالت: أريده، أريد ابني، قلت لكمـا إنه في الماضي، أقول الحقيقـة، لـمَ لا تصدقوننـي ؟
ظلت تبكي، وقد استلقت على السريـر لنصـف ساعـة، حتى جاء أونار، فنهضت؛ لسماعها صوت بكاء طفلهـا.
ابتسمت، وبتلقائية هيئت نفسها لتأخذه وتحضنه بين ذراعيها بحنان وشوق، ظلت تقبل جبهته بسعادة كأنه عاد لها بعد غياب دام سنـوات: هااا حـبيبي، اششش، لمَ تبك ؟ ما الذي فعله بك خالك ؟ أتأذيت ؟ اشش.
حضنته ونظرت لأونار بغضب كأنها ستنفجر بالصراخ عليه؛ بسبب فعلته: ما بك ؟ أخذت عينة دم فحسب.
فانفجرت آرينا بالصراخ عليـه: عينـة دم !! وتقـول لا شـيء !! أنظـر لطفلـي كيـف يبكـي، حبيبـي يتـألـم.
قالتها بحزن، ثم ظلت تقبله، وتضمه تحت أنظار أونار وإيمالا المتعجبة، ثم هدأت، ونامت مجددا من التعب.
حل المساء، ورن هاتف أونار، فأخرجه من جيبه؛ ليرى من المتصل، فتح المكالمة، وفتح مكبر الصوت بعدها لتسمعا، بعدما جلس على السرير، وأتت إيمالا؛ لتسمع: سيد أونار، عرفنا بصمات الوالد، لكنها لا تتطابق مـع بصمات أي رجل في اليونـان، لكـن الحمـض النـووي للطفل يثبت أن والـده يونانـي ووالدتـه كـذلك، هـذا إن لم يكن والده مسجلا لدى الدولة، لا يوجد تفسير غير إنه ليس شرعيا أيضا استطعت الوصول لبعض صفات والده، كشكل، وطول، وجسم، وحجـم الفـم، والعين والأنف، لكن هذا لا يعني أن الصورة دقيقة.
نظر لآرينا فابتسمت بنصر ثم نظر للهاتف وقال: حسنا شكرا لك سيدي ... حسنا سآتي لك بعد قليل، شكرا.
قفل المكالمة، فقالـت آرينـا بسعـادة: تأكـدت الآن ؟ لا تقول لي أن والده غيـر مسجـل، أو إنه غير شرعـي، أعرف إنك اقتنعت، لذلك لا تعاند، ولا تحقق أكثـر »
.
°
.
°
.
°
< يوم 10 أكتوبر 2023 م، الساعة 09:00 AM >
« وضعت المسرح على التسريحة، ثـم ربطـت شعرهـا بشريط وأخذت حقيبتها لتخرج من الغرفة: أونار هل
وجدته جالس على الأريكة، ويمسك هاتفه، فصرخـت: أنت لم ترتـد ملابسـك بعـد ! هيـا أونـار لا تزعجنـي.
وضع هاتفه على الأريكة، ونهض: لست مثلك يا فتاة.
ذهب لغرفته ليغير فذهبت آرينا لترتدي حذاءها وعند انتهائها دخلت لتطفئ الضوء وخرجت، فوجدت أونار يرتدي حذاءه: جيد، هيا، بسرعة، إني أشتاق لرؤيته.
خرجت من المنزل واتجهت للمستشفى؛ كي ترى ابنها العزيز، وتأخذه معها، وبالفعل هذا مـا حـدث، وذهبـت للمنزل بعدها وضعته على السرير وجلست بجانبه كي تلعب معه وتداعبه، اقتربت منه وقبلت خده بسعـادة، ابتعدت، ونظرت لوجهه: أحبك، أتريد رؤيـة والـدك ؟
نظرت خلفها عندما طرق أخوها الباب، فوجـدت معـه كوب لبن ساخن بالشكولاتة فابتسمت ونهضت حتى تأخذه منه: آرينا، إذا أردت الذهاب للماضي فاذهبي.
تعجبت، فقال وهو جلس بجانبها ويعطيها كوب اللبن: أحببت الماضي، صرت ملكة، تودين الذهاب لزوجك وحبيبك، أليس من حقه رؤية ابنه ؟ لا بد إنه اشتاق لك، أظن إنه ليس بحالة جيدة بعدما غادرت وتركتِه ولا بد إنه ينتظرك كل ثانية؛ لتعودي له، مـر الكثيـر.
نظرت له، فوجدت عينيه مليئتين بالدمـوع، فوضعـت الكوب على الطاولة، وحضنته بحزن شديد: أنا أحبـك -آرينا- أرجوك أن تعتني بنفسك -آرينا- سأشتاق لك.
فبكت آرينا: وأنا أحبك أخي سأشتاق لك كثيرا أونار
ابتعدت؛ لتنظر لوجهه، وهو بدوره، ظل يمسح دموعه بأكمام تيشرته الواسعة: أونار سأعود قريبا، لن أتذكر أي شيء، لكني أنا لا أعلم إذا كنت أنـت ستتذكـر أم لا، أعتقد لا وإذا تذكرت أرجوك أحكي لي عما حدث
أومأ لها، وعندما بكى الطفل نظرا له، ابتسم أونار، ثـم وقف وقال: هيا أرضعيه، وأنا سأجهز نفسي؛ لنذهب.
خرج أونار فبدأت آرينا بإرضاعه، تنظر لشكله اللطيف وهو يرضع، والابتسامة لا تفارق وجهها، بعدما انتهـت خرجت من المنزل، فوجدت أونـار قـد أحضـر سيـارة.
وضع الساعة في حقيبتها ثم فتح بابها وركب، ففعلت آرينا المثل لتنطلق السيارة تجاه القصر المهجـور: امم أونار، ماذا ستفعل عندما أغادر؟ أستعيش بمفـردك؟
فنظر لها وابتسم: امم ربما، وإن غبت سأذهب لمنزل صديقي قليلا لنقضي وقتا معا وإن غبت أكثر اممم.
نظر للطريق أمامه، وقال: سأتزوج فتاة؛ لنعيش معـا.
فضحكت آرينا، وقالت: اممم جيـد، أنـت تفكـر هههه.
ظلا يتحدثان حتى وصلت السيارة فنزلا وذهبا للقسم السفلي، وضع أونار الساعة ثم نظر لها وحضنها ابتعد وقبل الطفل بابتسامة، ثم تراجع؛ لتقـف آرينـا أمامهـا.
اقتربت؛ لتحرك عقاربها، لكنها صدمت عندما أرجعتهـا للوراء ولم تستطع الإكمال، حاولت ثانيةً حتى رجعت للماضي، فتنهدت بهدوء، تتساءل في أي زمن ذهبت ؟
كانت فقط تريد الذهاب لليوم الذي يليه فقط حتى لا يقلق عليها، لكن ما حدث الآن جعلها خائفـة أن يكـون ذلك الوقت أبعد بكثير عن الوقت الذي أرادته، عبست ثم نظرت للساعة؛ لتدرسها، فعرفت أنها رجعت له بعد سبعة أشهر وعشرون يوما من ذهابها، إنها الفترة التي غابتها فعلا، لكن لمَ توقفت الساعة عند ذلك الوقـت ؟
المرة السابقة حدث نفس الشيء، لكنها كانت ساعـات فقط، ولم تضر بشيء، بعد ذلك التفكير، خلعـت آرينـا قلادتها، وفتحت الخزانة بالمفتـاح، فوجـدت جوهـرة.
ابتسمت بسعادة وأخذتهـا، ثـم وضعتهـا فـي ملابسهـا وظلت تبحث عن الشيء الذي كان يلمع هنـا، وعندمـا نظرت لذات المكان وجدتها جوهرة أخرى بها خدوش فعرفت أنها جوهرة هيراكليس، نظرت فوقها فوجدت ثقبا بالسقف، فعرفت أنها وقعت من هنا -أرض القسـم السفلي- وضعتها في مكان آخر في ملابسها ثم بيدها على اليد الغائرة فُتحـت الدائـرة التي بالسـقف، ونـزل السلم الحبلي، فمسكت أطراف فستانهـا بقـوة؛ لتضـع ابنها عليه، وصعدت السلم بحذر حتى خرجت فقفلت الساعة، عدلت فستانها، وحملت طفلهـا بيـن ذراعيهـا، ثم خرجت من الباب بسرعة، واتجهـت لغرفـة أوليڤـر، وفـي طريقهـا وجـدت هيراكليـس ينظـر لهـا متعجـبـا فابتسمت باتساع وقالت: لقد عدت فعلا، أين أوليڤر؟
فابتسم هو الآخر، وذهب لأوليڤر في الغرفـة المظلمـة بسرعة؛ ليبشره بأفضل خبرا سيسمعه في حياتـه، أمـا آرينا، والتي ذهبت لغرفتها وضعت طفلها على السرير وانتظرته -بابتسامة مشرقة- حتى يأتي لهـا متلهفـا »
.
°
.
°
.
°
.
°
.
°
•