٢٤

341 15 0
                                    

الفصل الرابع والعشرون الجزء الأول

بنت عمى خدوها غراب ادو الغريب ومدونى ،،،،،،

قالو فقير والفقر غراب راضو الغريب وانا مرضونى

............................................

"جربت تشتغل فى الأعلانات قبل كده "

كان أحمد ينظر مباشرة إلى أدهم حين وجه هذه الكلمات فهو ولنصف ساعة جلس فى حديقة منزلهم الكبيرة دون أن ينبس ببنت شفة على طاولة فى المنتصف و هناك على مقربة منه أرجوحة كبيرة  تجلس عليها فتاة صغيرة ذات ضفيرة طويلة و بشرة بيضاء مليحة ، أخذت أنظاره للحظات بخفة ظلها هى وأخيها .....

يجلس على طاولة واحدة مع أدهم "غريمة " و الذى أدرك أن ليس قوى البنية فقط ولكنه أيضا حادا جدا فى حواره ومصريته قوية عكس ياسين الهادىء جدا ولا يمكنك أن تتغاضى عن لمحة الحزن العميقة فى عينه و عبد الواحد قريبهم وأنضم إليهم مؤخرا طارق ...

طارق.....طارق الأب

رجل أخر مختلف تماما كأنما خلع مع بذلته هذه الشخصية الرسمية المتكلفة ، فهو ببساطة يتجول حافى القدمين " أول ملاحظة " يرتدى بنطالا رياضيا و سترة سوداء لا تناسبها مطلقا يبدو أنها كانت لطقم أخر ، شعره يلمع و ذقنه حليقة

يبدو أنه أخيرا قد قرر حلق لحيته التى استطالت كثيرا فى أيام مرض زوجته .

لا يعرف فعليا كم عدد ابناء هذا الرجل فهناك فتاة مراهقة قد قدمت له العصير والحلوى و يدها ترتعش ثم أختفت لتظهر مرة أخرى من نافذة فى الطابق الثانى تطل على الحديقة تعرف عليها سريعا وابتسم لها فأختفت مرة أخرى

حتى برزت هذه الفكرة فى رأسه فتحدث بها سريعا

"جربت تشتغل فى الأعلانات قبل كده ....حد عرض عليك تبقى موديل "

لم يستغرب أدهم رغم أندهاش كل من حوله وأجاب سريعا

" عندما كنت أعمل فى ماك عرض على احد الزبائن أن أكون عارضا لخط ملابس من تصميم شركته للمراهقين  سيستعرضها على الأنترنت و قبلت بالفكرة و عملت ليوم واحد ولكن الأمر لم يعجبنى ،لم أشعر بالحماس ، شخص ما يكره ألتقاط صور عرضية لا يمكن أن يكون عارض "

أنتهت إجابته وأتبعتها لحظة من الصمت ....لم يستطع عبد الواحد أن يفهم إجابة أدهم على سؤال أحمد ولكن التفسير جاء سريعا على يد عمه الذى فاجئهم بالرد

" وحياة أمك ...و امتى بقى كل ده حصل وأنا معنديش علم ليه "

رغم أن طريقة طارق أذهلت الضيف الذى لم يظن أبدا أن هذا الأستاذ الجامعى بصورته الغامضة والقوية و المتشددة يصبح ضحل جدا فى أسلوب حواره الأجتماعى لكن رد المراهق الذى يبدو أنه ليس على وفاق مع والده  وأنه لم يجب هذه الإجابة إلا  لإغاظته

زفير الروح (الجزء الثاني من أنين الروح) Where stories live. Discover now