٢٠

366 14 6
                                    

الفصل العشرون

فى بيت طارق فى أحدى التجمعات الجديدة

كانت تنام على جنبها ونظراتها مثبته نحو مرآه الدولاب بجوارها لا ترى انعكاس صورتها الماثلة أمامها لأنها غارقة فى عالم تناطح فيه ذكريات الماضى الحاضر بقوة وحتى أنه يستهلك عقلها

مشاهد تبدو وكأنها من المستقبل لم تحدث بعد ربما خيال ينشط فى لحظات ليرسم ملامح لمستقبل لا تعرف إذا كتب لها أن تكون جزء منه أم لا ....ظاهرة عقليه غريبة تلك التى تجعلك تشعر أن ما يحدث أمامك الآن قد كنت شاهدته من قبل وعلى الرغم من وجود تفسير طبى له كخلل إلا أن اللغز الأكبر هو يقينك بأنك ترى شيئا لم يحدث بعد وكأنه مسافر خصصيا لك

شعرت به يقفز على السرير بجوارها محدثا جلبه وصخب و براءة فى الجو جعتلها تعرف صاحبها دون أن تراه أو حتى تسمع صوته ......

أمال رأسه ليتطلع فى وجهها مباشرة وهو يردد بسعادة

"أنتى صاحية صح "

هزت رأسها مجيبة ليستقيم فوق السرير ويعبر جسدها بخطوه واسعة لينام على ذراعها الذى  فردته له ليقابلها بجسده الضعيف

"انا عايز بدلة سودا و جزمة سودا جديدة "

رفعت حاجبا مستفسرة فأجاب خالد

"عشان ألبسها يوم  فرحى "

أبتسمت زينب ومسحت وجهه بكفها لتجيب بسعادة

" أحلى و أغلى بدلة لأحلى عريس فى الدنيا كلها ....هو أنا أفديك الساعة لما أجيب لخلوده بدله فرحه يارب أعيش وأشوف اليوم ده وأنا هعملك فرح مصر كلها تحكى عنه"

يبدو أنه لم يتوقع هذه الأجابة المشجعة التى أعترتها مشاعر الشجن وأكمل بنفس نبرته الحماسية

"ماما ....أنا لو خفت بليل ينفع أجى أنام معاكى "

انكمشت ملامح زينب بشكل مضحك كأنما أصابها مغص مفاجىء لتجيب بعد أن لوت فمها للأتجاه الأخر

" بص يا بنى ...أنتى حبيبى والله و أنا ميفرقش معايا بس بالله عليك ما تقول لروقة الأقتراح العسلية ده ....الراجل مصايب الدنيا فوق دماغه لو سمعها منك أحتمال يطب ساكت ، الحاجات ديه بتحز فى نفسيته جامد وهو وراه قسط المدرسة الأخير، هيموت مننا كده "

هز رأسه بتفهم و بعقلانية كأنما أحكم فهم الأمر و بدا وكأنه مشغول البال بأمور أكبر بكثير ليسأل بعد أن سكت ثوانى على حين فجأة

"طيب أنتى هتخطبلى عايدة وهالة أمتى "

هل طال المرض أذنها أيضا ، ربما تأثر سمعها بعد كل هذا لتردد ببلاهة

" بتقول إيه يا حبيبى "

ليجيب حبيبها ببساطة

" بابا قال أنتى الى بتخطبى وأنا عايزك تخطبلى هالة وعايدة عشان أتجوزهم "

زفير الروح (الجزء الثاني من أنين الروح) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن