٢٢

327 11 0
                                    

زفير الروح 22

"أجتله وأغسل عارك ....ابن الحرام للموت يا طارق "

كان طارق قد تسلق عامودا ليصل إلى رف علوى بعد أن أنكسر السلم الخشبى الذى كان يستخدمه وذهنه لم يغادر غرفة الجده التى تقطنها زوجته مع هذا الحلم الذى يراه ينطفأ يوما بعد يوم ....

تخفو كأن الروح التى بداخلها تذهق تحت عجلات قطار ، لقد صار يؤمن أن بداخلها وحش يبتلعها بعد أن ظن ان النجاه ستكون على يد هذا المخلوق الجديد ...........

لم يفكر حتى الآن فى كون القادم أبنا له بقدر تفكيره بأنه المنقذ الذى سيجعله يحصل على ما أراد ،سيكون الدواء الذى يشفى العطب فى قلبها، يعتقد أنه لن يستطيع أن يكون أبا بأى حال من الأحوال ولكنه يؤمن بأن هذا القادم سيكون شاكرا جدا ومحبا لأنه أختار له امرأه رائعه لتكون أمه!

كانت كلمات حسن التى نطق بها من بين اسنانه وهو يرفع رأسه للأعلى قد نطقها بحرقة شديدة و سمع طارق أخر الجملة التى فى الواقع كانت قادرة على إنتشاله من افكاره ليرد بسرعة دون أن يدير رأسه بصوت عالى وواضح

" ولما أنت حامى كده ....مقتلتهوش بنفسك ليه "

قال الكلمات التى أنتهى اثرها على لسانه وبقيت عالقة فى قلبه ليجيب حسن

"خلاص مالكش صالح بالحكاية ديه ....أنا هشوف دكتور ينزل العيل ده ولو ماتت أهى غارت فى ستين داهية "

هل شعرت يوما بأن هناك خطأ فى مكان ما لا تعلمه ؟

أنكمشت ملامح طارق و أرتعش حاجبه الأيمن ليترك الحرير الذى يمسك به وأستدار بمنتصف جسده العلوى ليبقى معلقا بساقيه فقط

ليتسأل بحده من بدأ يفهم ولا يرغب فى ذلك بأى شكل

"انت بتتكلم عن مين ؟"

أنتفض حسن مجيبا بصوت عالى مستغلا المكان الفارغ إلا منه وطارق فالساعة الخامسة صباحا ولا يأتى أحد من العمال قبل السابعة بأستثناء طارق الذى يمتلك مفاتيح المخزن والمحل وكل ما يمتلكه العتمانى فى قرار ديكتاتورى أتخذه الرجل قبل عام عندما وضع سلسال مفاتيحه بيد أبنه الأصغر ليكون هو أول الواصلين الى العمل وأخر المغادرين منه الأمر الذى أعتبره طارق فى وقتها استعبادا و خدمة

" سمره وابنها "

الكلمة قد تكون طلقة ....قد تكون نواة يوارنيوم مشع أنفجرت من مفاعل نووى لتظل مدمرة قرونا للأمام وقد تكون ..........

لم يتمالك نفسه وهو ينزل للأسفل قليلا دون أن يترك العمود أو يتخلى عنه ، أستخدمه كقيد حتى لا تنفك زمامه فيقتل حسن لأن الأفكار التى أندلعت من خياله فى لحظة كفيلة بإحراق النجع بأكمله

ضغط على شفته السفلى و أتسعت فتحتى أنفه ليزيد أندفاع الهواء إليه وبشرته البيضاء أصبحت بركة دماء

زفير الروح (الجزء الثاني من أنين الروح) Where stories live. Discover now