٢٣

303 12 0
                                    

الفصل 23

الحاضر

" لا ....مش من زمان الى تعرفيه ....من زمان من أيام دروس الفيزياء و قلمك الأحمر الى بتحبيه و خطك على ورقى و اسمى الى كنت بأخترع حاجة تعصبك عشان تقوليه ....أنا عمرى ما حبيت حاجة ويوم ما حبيت حاجة مكنش ينفع أسيبها لغيرى ، هم عندهم كتير ...هو عنده كتير إنما أنا معنديش حاجة .....والى معندوش حاجة لازم تخاف منه ......ممكن يحرق المخازن فيتأجل الفرح شهرين ولو كان حصل كان حرق البلد كلها بالى فيها   .....ممكن يبعت رسالة لأبوه بأن ابنه مرفود فى الجامعة من سنين ويروح معاه الجامعة عشان يتأكد بنفسه ....أنا الى قطعت عنه البحر الى كان بيغرف منه من غير حساب و أنا الى كنت ورى طارده من شقة المعادى الى كان بيجيب فيها بنات لما خليت الحج يطب عليه فى وقت كنت عارف فيه أن معاه بنت ....أنا الى حاصرته فطلقك وهرب وأنا الى دفعت لكريم عشان يقولك أنه طلقك ويحذرك منه ....زينب ورقة الطلاق انتى وقعتيها على الأرض وأنا الى وصلتها للعتمانى واستنيت ....أستنيت تبقى ليا ، ورغم أن الطريق كان متمهد ومرسوم لكن لغاية أخر لحظة كنت خايف ...خايف أنك تبقى زى كل حاجة حواليا سراب وأنى بحفر حفرة محدش هيدفن فيها غيرى ......مكنتش مصدق نفسى النجمة الى فوق البعيدة ديه بقت ليا لغاية النهاردة بقوم من النوم عشان اتأكد أنك حقيقة مش مجرد حلم فقير "

كل ما كنت تظنه حقيقى كان مجرد كذب

مضى من الزمن ساعتان كانتا الأغرب والأكثر وجعا فى عمرها الملىء بالأوجاع

إذا كنت بالسذاجة الكافية لتتخيل أنك تعيش اللحظة الأسوء فى عمرك فإن الحياة كفيلة بأن تغير وجهة نظرك هذه .............

لقد أخبرها الرجل الذى تعشق أنه يحبها .......أخبرها بصدق وعينيه أصفى من نيل الفراعنة الذى كانوا يصدقون أن ينبع من بين أصابع الأله أنه يحبها قبل أن تدرك حتى .....

لم يكن زواجه منها غصبا ولم تكن يوما جبرا عليه .....لم تهدم حياته ولكنها كانت المسعى له والنهاية لكل طريق ....ما سبب هذا الألم إذن ؟

لماذا تشعر أن قلبها المريض غارق قاع بحر وأن النفس صعب المنال ؟

ما مصدر هذه الكآبة ؟

تعرف الأجابة عن السؤال  و هو ببساطة سؤال أخر صمتت عنه ولم تستطيع التلفظ به

سؤال إجابته مخيفة أكثر مما تعتقد ......

لماذا ؟ .........لماذا كل هذا ؟

..............................................

قبل أثنى عشر عاما بإحدى الأحياء القديمة فى القاهرة

كانت تنتفض من الغضب والغيظ ......جسدها ساخن كنهار يوليو وعينيها تحترق كبركان وهى تقف أمامه .....

هو البارد المتجمد كالصقيع يجلس على كرسى السفرة وأوراق دراسته قد نشرها على الطاولة الكبيرة أمامه بعد أن مدد ساقيه على كرسى أخر و أمامه طبق كبير من المقرمشات وزجاجة عصير كبيرة تكفى لوليمة ومن الخلف تغرد اسمهان بليالى "الأنس فى فينا " أمام هذه النافذة الكبيرة بينما نسمات الربيع تعبر المكان

زفير الروح (الجزء الثاني من أنين الروح) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن