لم يحب يوما القصص ولكن تلك الحالة التى تفرضها حولها تجبرك على الاستماع ، فى الليلة التى ردها فيها إلى عصمته ،أختبأت بداخله و قصت له عن امرأة فى الجاهلية ،زوجة فارس رغبت يوما فى أن تعرف  مقدار دلالها عليه و  كان الجو بارد فيه مطر فأخبرته أنها أشتهت صيدا .....
تطيب وشرب شرابه وخرج يطارد  ظبيا فى الصحراء ، جاءها بعد وقت وقد أختلطت رائحة شرابه بالدماء والعطر وضمها فقالت تصف حالها
"فضمنى ضمة وشمنى شمة فليتنى مت ثمة "
قتل هذا الفارس فى معركة وتزوجت بعده وكانت تردد على زوجها "كان يفعل كذا وكذا " حتى جاء يوما وسألها وقد فاض به الكيل "ماذا فعل لكِ لتذكريه هكذا بعد موته "
فقصت عليه حكاية الظبى ففعل مثله تماما وعاد ليضمها ثم سألها ماذا رأيتى منى بعد أن شعر أنها لم تبدى ردة فعل
فأجابت " ماء ولا كالصداء ومرعى ولا كالسعدان"
والصداء هو  "بئر يشرب منه الأبطال ويقتتلوا عنده " و السعداء هى "أفضل نبته يأكل منها الملوك "
وهو مثل يضرب إلى اليوم  فى المقارنة بين كل أصل وصورة ....
بين كل حقيقة وخيال
بين كل حب وشبه إعجاب .....
بين رجل وذكر
فهم مقصدها ولم يرد ، أخذته نشوة النصر وفرحة المنتصر ، مرر يده بين خصلات شعرها وترك صوتها يفتح أبواب كنز "على باب" .......
كالعادة عندما ينادى الديك  تنقطع شهرزاد عن الكلام المباح ، ليته لم ينم هذه الليلة  ، ليته قابلها هذه الليلة دون أن يجمعهم ماضى وأن يحكمهم حاضر و أنقطع عنهم سيل المستقبل .....

.......……………………………………………………….

سمع صوتها عاليا الى حد الإزعاج فخرج من الشرفة  ليجدها تطرق باب غرفة أدم الذى نام بعد أن أنتهى من قرأته
" أصحى يا بابا يا دوب تلحق تاخد دوش عشان الصلاة ...يالا "
قاطعها بحدة وصوت منخفض نسبيا
"بالراحة ....بالراحة يا أبلة زينب أحنا مش فى فصل هنا  ، لسه نايم على فكرة "
رفعت حاجبا وأجابت وهى تحرك رأسها
" والله ...طيب سيبتلك انت الراحة ....صاحيهم بقى لغاية لما أحضر الفطار "
حرك قدمه و أجاب وهو يضغط على أسنانه
"ما الهانم نايمة لوحدها  مزاجها متعكر ليه بقى "
أقتربت منه وهى تهمس بغل
"وطى صوتك ، حد منهم يسمعك يقول ايه "
لم يجبها من الأساس و أشاح بيده   و ذهب بنفسه ليوقظ ياسين وخالد أولا .....

أنغمست فى أعمال المنزل التى لا تنتهى

مرت ساعات وأنتهت صلاة الجمعة ،الأصوات الصاخبة  على درجات السلم كانت كافية لتعرف بقدومهم ، صوت ضحكات خالد ونور الرنانة جاء واضحا إلى مطبخها ، وجهها أنكمش فهى لا تسمع أصوات ضحكاتهم عالية  بهذه الطريقة عندما يكون والدهم  مسافرا  وهذه الصغيرة كأن الروح دبت فيها  بالأمس ألتصقوا فيه كالعلكة بالنادى......
حقا ما كان ينقصها هو النادى وهمسات أصدقاءها الجدد
"هو ده جوزك بجد ....."
"معقول ، أومال فين أبو الولاد ......"
"ما شاء الله بيعاملهم كأنهم ولاده .......حتى شبهم ده أكيد من حبه فيهم "
اللعنة ........اللعنة عليهم جميعا ......لماذا يعتبره الجميع كثيرا جدا عليها ؟
و الأخر بغباؤة يرغب أن يجرى خلف خالد و أحضر ملابسه الرياضية ليلعب مباراة مع أدهم ، ألا يكفيها أن جميع النظرات موجهه له ..........
نعم خافت عليه أن يحسد فأقرت بديلا أن تنكد عليه  عيشته حتى يجلس أمامها مكتئبا يمسك بهاتف ياسين يلعب قليلا و يراجع عمله على حاسوبه المحمول فى وقت أخر ووجهه يبدو وكأنه يساق إلى الهولوكوست كباقى الرجال الطبيعين عندما يخرجون مع زوجاتهم ...
هل هو بدعة من الأمر ليبتسم طوال الطريق ويرغب فى اللعب أيضا .....القادر !!!!

زفير الروح (الجزء الثاني من أنين الروح) Where stories live. Discover now