فى العتمانية ......بالبيت الكبير
وخاصة على سرير هالة
تتقلب على فراشها ، تابعت ذهاب الليل وقدوم النهار ولم تهتم  .فالإشارة الخضراء بجوار اسمه لم تنير منذ تسع ساعات تقريبا ..أخر ما أخبرها به أنه أنهى تمرينه فى النادى وبعدها سيحدثها عندما يعود إلى البيت ولم يتصل فلم تستطع أن تنام
حسنا .....متى حدث كل هذا ؟
فى الواقع لم يحدث أى شىء ....تجمع عليها إخوتها بالأمس فأخبرتهم كذبا أن أدهم أضافها على حسابه الشخصى وأنها عرفت بإرتباطه بهذه الفتاة من تعليقاتها على صوره ورده عليها فالفتاة لا تترك صورة له إلا وضعت تعبير قلب عليها و ألحقتها ب "اشتقت لك "
أختها الكبرى "الدحيحة " والتى لا تبتعد عن الكتاب مسافة متر ،تنام ،تقوم وتأكل بالوقت لم  يكن حسابها الشخصى على " الفيس بوك " سوى  أرض بوار وتعليقاتها وتعليقات من يشبهها مثلها وكذلك عبير لا تهتم بهذا العالم ، لذا صدقوها مباشرة وبدت بالنسبة لهم تعليق مثل هذا فجور من فتاة ذات دم بارد من بلاد العام سام تلقى بنفسها على فتى عربى و يسطر فى النهاية أسطورة "المصرى الذى لا يقاوم "
أما الحقيقة فإنها هى من بعثت بطلب الصداقة لأدهم  بعد أن ألتصقت به فى يوم العزومة لتلمح اسمه وصورته وبعد بحث مضنى وجدته ، لم يأخذ وقتا فى إجابتها
كان هدفها الاول هو تلك المقولة التى لا تهتم بمن قالها
" أبقى أصدقائك بقربك وأبق أعدائك أقرب "
بحثت فى صفحته الشخصية كثيرا ....لم تفهم ثلاث أرباع منشوراته لأنها بالأنجليزية ولكنها استطاعت فهم الربع الأخر لأنه بالعربية ...أدعية و تهنئات فى العيدين  الأضحى والفطر وأيضا أيات من القرآن ....عرفت أنه يكتب الفصحى و يحب التفاح ويكره الجوافه ، عرفت أنها تكبره بشهور وكانت هذه صدمة بالنسبة لها و أنه برشلونى و لونه المفضل الأسود ..
كانت تتابعه من بعيد ....عندما تفتح حسابه تخبر نفسها أنها فقط تتعرف على غريمها و عندما تدقق فى صورته تخبر نفسها أنها فقط تطلع إليه لتتخيل كيف كان شكل جدها عندما كان صغيرا .......عندما يطيل فترات إغلاقه لحسابه تقلق
حتى ذلك اليوم الذى أرادته فيه فتح حسابه فبدلا من ذلك  أرسلت له تحية .......أنقلبت رأسا على عقب وهى تسب وتلعن لقد أبتعثت الرسالة وقبل أن يتفتق ذهنها بكلمة كان رده
"رسالة صوتية " ....
أرتجفت كثيرا أوصالها، خشيت أن تفتح ....أن يوبخها ....جهزت ردا وهو صدق
" أنها ارادت مكالمة صديقتها ولكنها ضغطت على اسمه بالخطأ "
ولكنها قررت أن تؤجل الكتابة إلى بعد سماع الرسالة
سحبت السماعات من تحت رأسها ووضعتها على أذنها وأنفاسها تعلو وتهبط
"هانى عاملة أيه ؟.....فى مقلب جديد بتحضريه ...أنا قولت أبعتلك فويس لأنى شاكك أنك بتعرفى تقرئى "
هاجت وماجت وردت عليه برسالة  سباب طويلة "فرانكو عرب "ورده عليها كان رسالة صوتيه أيضا فيها ضحك فقط و سؤال عن هذه الكلمات التى ظن أنها هى من  ابتدعتها  .....
صمتت قليلا ولكنها أجابته برسالة تشرح له فكرة الفرانكو و كيفية كتابته فأسر إليها سرا أنه يعرف كيف يقرأ ويكتب بالعربية لأن أمه كانت مصرة على أن يتعلمها هو وياسين ولكنه لم ينتظم فى الحضور ولم يركز فى دارستها كياسين لذلك فإن الاملاء لديه سىء جدا ففهمت سر الرسائل الصوتية ....
تعاطفت معه .....و أول الذلل غالبا تعاطفا
كلاما جر كلام .....أخبرها بكل شىء،  أن لديه صديقة فى امريكا تدعى جسيكا فكانت الأسرع للدخول الى حساب الفتاة التى لم تجد فيه شىء أبدا سوى مجموعة صور للحيوانات ، أخبرها هو بهذا فيما بعد أن صديقته مهتمة بحقوق الكلاب فردت عليه هالة بحقد فهمه هو داعبة 
" طبعا لازم تدافع عن حقوق  أهلها...مش أخوها الى فى الصورة ده ..ربنا يكون فى العون"
أصبحت هى وأدهم أصدقاء ...يناديها هانى و يخبرها عن اشتياقه لأصحابه ويخبرها مطمئنا أنهم سيعودون إلى أمريكا بعد عام فتجرى دمعه على خدها ، يستشيرها فى هدية يبعثها لجسيكا من مصر فتبعث له صورة مجموعة من  أطواق الكلاب وتعلق "ليها وللعيلة الكريمة"
فيضحك و يريد أن يكمل حواره فتتعلل بإنتهاء شحن الهاتف وتغلقه لتبكى
جدتها سليمة تقول " الى بيعيب بيتبلى "  و أيقنت أنها على حق ....
كانت تقسم على نفسها أنها لن تحب يوما ولن تتزوج .....كانت مصدقة أنها تكره الرجال لأنهم خونة وغدارين ، جشعين لا يملأ أعينهم إلا التراب .....سبت كل فتاة تعلق قلبها برجل يحب أخرى أو تسمح لنفسها حتى بكلامه معها .....
فأحبت هى شاب ...عتمانى ...سيكبر يوما ليحصل على كل ما حلمت به هى ....يحب فتاة ومتعلق بها ....أمه خالتها زينب التى تكرهها أمها وبينهم مصانع الحداد .....
أفتح قوسا ......أختها الكبرى تسعى للزواج منه ...........
لا تغلق القوس ......لعل عيب أخر يضاف إلى  القائمة
أضاء الزر الأخضر بجوار اسمه
و كانت رسالته الصوتيه صغيرة جدا " أنتى صاحية .....دعيتلك فى صلاة الفجر أنك تنجحى فى أمتحان الرياضة ....ذاكرى كويس "

زفير الروح (الجزء الثاني من أنين الروح) Where stories live. Discover now