الفصل الرابع والثلاثون|إلى الضريح

328 58 59
                                    

حين وصلت وجدت حشوداً كبيرة مُجتمِعة تُغطي المكان، دفعت الكثير من الناس حتى وصلت إلى قلب الحدث..لأتفاجئ بِكونِها مِنصة إعدام علنية!

*   *   *

منصة خشبية فوقها حارسان ضخمان يرتديان زياً رسمياً باللون الذهبي والأحمر، دققتُ في ملامح تِلك الفتاة المقيدة الجالسة على ركبتيها بهيئة توحي بإستسلامها، شعرٌ وردي فاقع وبشرة بيضاء ترتدي قُبعة شبيهة بخاصة السحرة وثوب سهرة أسود بسيط...

رفعت رأسها تنظر إلي بعيون وردية مائلة إلى الرمادي ونظرتها كانت حادة لدرجة أنني شعرت بأنها ستقوم بإفتراسي بعد قليل" لِما تنظُر إلي بهذه الطريقة!؟" 

صاحت بِعدوانية واضِحة ليُخرِسها الحارس بوضعه قدمه على رأسها حتى جعلها تركع أمام الجميع..ومهلاً لحظة، هل وجهت كلامها نحوي للتو؟

سحبتُ أحد المتفرجين وسألتُ عما تكون هذه الفتاة ولِما هي هنا اليوم، فأجابني بقوله أنها الفتاة الأكثر شهرة وهي خارجة تماماً عن القانون...

فعلت الكثير من الممنوعات والمحظورات لكنها لم تهتم بما أنها تفلت دائماً من قبضة 'العدالة' كما سماها هو، وما أدهشني قوله بأن لها شعبية واسعة في نطاق الكوكب بأكمله! من تكون ياترى...

قادني فضولي نحو تفكير واحد..وهو أنني ببساطة لا أريد تركها تموت، من يعلم أي من القوانين خرقتها في هذا العالم ليتم إستخدام المقصلة في إعدامها أمام الشعب!

فلربما صنعت آيسكريم لأنها إشتهت تناوله فأرادوا زجها في السجن بتهمة خرقها لقانون يمنع صناعة الآيسكريم! أعلم أنه أسلوب تافه لإقناع نفسي لكنني سأفعل ما أريد فعله على أية حال...

تقدمتُ نحو الأمام بِخطوات هادئة عازمة على إنقاذها من أيدي الحراس، وحين رفعتُ يدي لأستخدام الجاذبية في دفعهم سمعت رأس الجزرة من خلفي يصيح" إنتظري ماغـ- 

إنقطع حديثه لأن كاحله إلتوى فجأة ليتعثر بشيء ما ويسقط نحوي، فتشبث بملابسي بحيث دفعني نحو المنصة حتى إلتقت عيناي بخاصة الفتاة المأسورة ولم يعد يفصل بيننا سوى شعرة واحد...

ولم ألحظ بأن القلم قد سقط من جيبي وإنكسر منقسماً إلى نصفين، وبينما أنظر إلى الفتاة لوهلة وكأن الزمن قد توقف تغير شكلي فجأة لأعود إلى جسدي الطبيعي، ببشرتي السمراء وعيوني البنفسجية وشعري البُني المجعد...

سمِعتُ ردة فعل الناس المندهشة من خلفي بل وحتى دهشة الحرس من رؤيتي ليسرعوا بالإنحناء أمامي مما صدمني، وحين إستدرت وجدت كل الحشد بإستثناء رأس الجزرة راكعين لي في مشهدٍ مُهوِل...

نظرتُ إلى الفتاة التي كانت تنظر إلي بدورها بعدم تصديق ثُم إلى الحارس الذي نطق بعد تردد طويل" أيـ..أ]تها الأميرة! هل لي أن أسألك عن سبب تواجدك هنا دون حماية؟ المكان خطر كما تعلمين..لوكانت عشيرة أخرى لما رحموا سموك، هل أتيتي لرؤية مشهد إعدام هذه الحثالة بنفسك؟" 

ماغي|ϺΔǦɄϒحيث تعيش القصص. اكتشف الآن