الفصل الحادي والثلاثون|الكوكب الأُم

394 61 143
                                    

-" ظننتُ أن سُكان الأرض لايمتلِكون قُدرات خارِقة..أو حتى طريقة للوصول إلى كوكبنا" إتسعت عيناي وحدقتُ فيه مُطولاً..ما الذي يهذي به هذا العجوز!

*   *   *

ماهذا...لِما أُحِس وكأنني قد إرتكبت خطأ فادِحاً بمجيئي إلى هنا؟ لدي شعور بأنه لايتوجب علي الحديث بشأن كوكبي..وإلا ستسوء الأمور كثيراً، هُم يمتلكون قدرات وأدوات سحرية..فماذا إن وصلوا إلى الأرض؟ سيحتلونها ويدمِرونها بكل تأكيد! 

-" لاداعي لِكُل هذا الخوف" أجفلتُ على جُملتِه لأُحدِق فيه بتفاجؤ وأُتمتِم بذهول" تقرأ الأفكار.." قهقه بينما يحرك رأسه نفياً وأجاب" كلا بل كان واضحاً من تعابيرك المذعورة وحسب" 

طرفتُ بعيناي عِدة مرات ومسحت على وجهي مُحاولة إعادة قناعي اللامبالي وإرخاء أعصابي المشدودة، فهذا كثير علي للتفكير فيه بيوم واحد، نظر إلي مبتسماً ينتظر مني أن أبادر بالحديث..فسألتُه بِحذر بينما أنظر إليه بشك" كيف علِمت أنني من كوكب الأرض؟"

أجابني بكل بساطة" الأمر سهل للغاية، رأيتُكِ كيف تنظرين إلى جيداً في وضحِ النهار وكأنكِ في المساء..ظننتُ في البداية أنكِ من العائِلة المالِكة لذا تستطيعين النظر هكذا، لكن وبعد أن دخلتِ إلى هذه الغُرفة المُظلمة تأكدت من الأمر.." 

نظرت إليه بصمت وعدم فهم، ليمسح على لحيته ذات اللون الأخضر الفاتِح الباهِت ويُتبِع حديثه مُفسِراً" أي أنكِ لاتستطيعين الرؤية جيداً وسط الظلام مثلنا نحن السربيون، إضافة إلى أنكِ تملكين قُدرات أحد الحُماة..ولم أسمع قط بوجودِ حامٍ من العائلة الملكية منذ وجودهم في كوكبنا، لذا فهذا يثبت أنكِ لستِ واحدة من العائلة الملكية" 

صمتُ قليلاً وقد إقتنعتُ نوعاً ما بكلامه، لكنني لم أبدِ أية ردة فعل تُبين بأنه مُحِق في إستنتاجه بكوني أحد الحُماة، ثُم قُلتُ مُضيقة عيناي بشك" هل لي أن أسألك سؤالاً؟" رفع حاجبيه وبعفوية أردف" تفضلي"...

-" لِما الأنوار مُطفئة هُنا؟" رفع حاجبيه لوهلة ثُم إبتسم وأجاب" ليست الأنوار مطفئة بل هي تعمل، لكن أضوائنا نحن ليست كأضوائكم أنتم.." رفعت حاجباي أنتظر منه أن يكمل فقال" نحن نحتاج إلى الظلام لكي نرى بوضوح أما الضوء فهو يعيقنا ويحجب عنا الرؤية..بل يجلب لنا النُعاس في أغلب الأحيان...

أما أنتم فالعكس تماماً، تحتاجون إلى الضوء لتروا بوضوح بينما تستغلون الليل للنوم وأخذ قِسط من الراحة وسط الظلام، لذا..فأضوائنا تُطلق الظلام لا العكس" 

رفعتُ رأسي أنظُر إلى تلك الكرة السوداء المُعلقة وسط السقف ليُجيبني عن سؤالي قبل أن أسأل" تِلك الكُرة السوداء تمتص النور الذي في الغرفة وتنشُر لنا الظلام الذي نحتاج" 

أومأتُ بهدوء ولم أستطِع منع ملامح وجهي المندهشة والمُتعجبة من الظهور، لأسأله مُجدداً بترقُب وفُضول" سؤال آخر..كيف تعلم كُل هذا عن البشر؟" نظر إلى الطاولة أمامه لوهلة ثُم أطلق تنهيدة يأس طويلة...

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now