الفصل السادس|كوما

1K 115 49
                                    

كان اليوم رائعاً..حافلاً بالسعادة واللحظات التي ستصبح ذكرى جميلة سألجأ إليها لاحقاً حين سيصبح طعم السعادة معدوماً لدي، لم أعلم وقتها أن الأيام القادمة ستكون أسوء مايكون..والتي سأنسى فيها معنى الراحة تماماً...

*   *   *

بعد أن تم توبيخ جون بالطريقة المناسبة عاد كل واحد منا إلى منزله وقد إنفصلنا وسط الطريق، حيث أنهم أوقفوا سيارة الأجرة أمام منزلي وإنطلقوا بعد نزولي مباشرة، كانت الشمس قد غربت وأعلم أن أمي قلقة علي وسأسمع الكثير من التوبيخ والعتاب أكثر مما سمع جون منه، ففتحت الباب بكل هدوء وتسللت كاللص..لكنني فوجئت بالمنزل فارغاً هادئاً..أين ذهب الجميع؟

حسناً على الأقل وفّر علي هذا عناء سماع التوبيخ، صعدت إلى غرفتي وإستلقيت فوق سريري محدقةً في سقف الغرفة، أسندت ذراعاي تحت رأسي وإرتسمت إبتسامة لا إرادية على وجهي حين تذكرت أحداث هذا اليوم الجميل الرائع..شعرت بدغدغة في قلبي وأخذت أقهقه مع نفسي كالمجنونة ليقطع لحظاتي الجميلة صوت طنين معدتي، أنا جائعة للغاية...

نزلت السلالم مسرعة وأنا في قمة سعادتي لعدم وجود أحد في المنزل..لاسيما أنني متخاصمة معهم جميعاً، فتحت الثلاجة وأخذت بعض المقبلات وبعض العصير ثم صعدت لغرفتي، بقيت ألعب مع كاثي حتى أُنهكت..بالرغم من أنها كانت أجمل سهرة حظيت بها يوماً...

أكلت ولعبت وشاهدت بعض المسلسلات ودون أن أعي كانت الساعة قد تخطت الثالثة صباحاً، وفجأة سمعت صوتاً في الطابق السفلي، وضعت كأس الماء بتروي ثم ركضت على أصابعي كالنينجا أراقب من خلف السلالم..وقد حملت بيدي منفضة السجائر الفخارية خاصة أبي، أياً كان من قد دخل المنزل فهو لن ينجوا بضربة واحدة من هذه المنفضة...

نزلت بكل هدوء أنظر للصالون تحت والذي تم تشغيل الإنارة فيه، وأول ماوقعت عيناي عليه كان شاباً جالساً مغطياً وجهه بكفيه ومسنداً مرفقيه على ركبتيه..إنه ماثيو! كيف عاد بهذا الوقت المتأخر؟ ولما يبدو في مزاج سيء..؟

نزلت بهدوء ووضعت المنفضة جانباً على المنضدة وتمتمت" هذا أنت.." ما إن سمع صوتي حتى عدل وضعيته وإستنشق الهواء، فتجاهلته وفتحت الثلاجة وكأنني أسحب منها شيئاً في حين أسأل" أين الجميـ..أين أمي؟" سمعت زفيره المتكرر لأنفاسه مما أقلقني" أين كنتم ماثيو؟" سألت بوضوح وأنا أجلس أمامه ليرمقني بطرف عينه ممدداً ظهره على الأريكة وإلتمست فيها دموعاً..هل كان يبكي؟

-" أمي في المشفى.." خرج صوته متحجرشاً خافتاً لتتسع عيناي وأصمت لوهلة محاولة إستيعاب ماقال" ما..لما هي في المشفى؟ هل أصابها مكروه!" أخذ نفساً عميقاً وأتبع" سقطت في غيبوبة..قال الطبيب أنه بسبب إنخفاض حاد في السكر لديها" صمتٌ عم المكان لدقائق..صمتٌ جعل الضغط ينخفض في الجو بشكل فظيع...

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now