الفصل السابع عشر|على مواقع التواصل

528 71 53
                                    

وقفتُ بهدوء وتجاهلت كل تلك الأصوات داخل رأسي وتخيلتُ شيئاً مُحاولة إقناع نفسي وحثِها على التركيز، سوزي في خطر..وعلي الخروج من هُنا بسرعة لإنقاذها، علي الطيران..إرفعي جسدك للأعلى ماغي وطيري فليس هناك وقتٌ للإهتمام بخدش!

*   *   *

أفلح الأمر حين دفعت الأرض بقدمي لأرتفع للأعلى بقفزة خفيفة وإنطلقت بعدها أطير بسرعة هائلة والهواء بدى لي كموجات ثقيلة تضرب كامل جسدي، ولو أنني لم أكن أضع كمامة لبات فمي مفتوحا والهواء يدخل فيه فينتفخ ويصبح كفم الضفدع...

عدت للمنزل على الفور وقد دخلت من نافذة غرفتي مستعجلة، لم يتوقف ذلك الجرح عن النزيف حتى ملأ بذلتي البيضاء بدمي فحول جزء منها للون أحمر داكن، نزعتُها بتروي ووجه متألم وذهبت للحمام لأسحب مُطهر(كحول) وبعض القُطن لتطهير الجرح...

لم أكن أعلم مايتوجب علي فعله ولم أقم بتضميد جرح أحدهم من قبل، لكنني وكُلما كُنت أجرح إصبعي سابقاً في محاولة فاشلة لإعداد الفطور حين كانت أمي تمرض، كانت تقوم بتضميد جراحي بعد تطهيرها بالكحول هكذا، ضغطتُ على الجرح فتأوهتُ بخفوت وفتحتُ الدرج بيدي المصابة المرتجفة بحذر ثم سحبت ضمادة لأباشر بلفها حول كتفي بعد أن تأكدت من توقف النزيف تماماً...

غسلتُ يداي ثم رفعت بصري نحو المرآة أنظر لنفسي..ماهو السبب الذي يدفعني للمخاطرة بحياتي هكذا؟ هل هو حقاً لأنني أحب التفاخر بقدراتي وجمع المعجبين من حولي ومدحهم لي؟ أم أنهُ من أجل مساعدة الآخرين وإستعمال قوتي في شيء مفيد وإصلاح القليل من الفساد الذي يلوث الأرض؟ 

حسناً..أعترف أن كِلا السببين هما الدافع لفعلي ذلك..وربما الفراغ في حياتي أيضاً هو مايدفعني لذلك، وماهو سبب وجود مثل هذه القوى العظيمة مع شخص مثلي، حقاً؟ أنا متيقنة أنها لشيء أكبر من مجرد حملِ سيارة وإنقاذ مُراهق قاصر من التنمر! لكن ماذا يمكن أن يكون بحق..!؟

لم أُرِد إجهاد نفسي بالتفكير فقررت أخذ هذا اليوم كإستراحة، غسلتُ بذلتي من الدماء وعلقتها لتجف متجاهلة ذاك الثقب الذي أحدثته الرصاصة داخلها قائلة أنني سأخيطها حين أرتاح قليلاً، تدثرتُ تحت غطاء سريري وأمسكتُ هاتفي أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي...

لأفاجئ بالجميع يتكلم عن البطلة الخارقة التي ظهرت حديثاً، صحيح أن أغلبهم يسخرون ويُلقون نكاتاً تتكلم عني لكن هناك البعض ممن يصدقون بوجودي كذلك، قائلين أنهم قد رأو المشهد بأم أعينهم وقد صوروه بالفعل، كما أنني وجدت العديد من الصور تعود لي مرتدية البذلة والعديد من مقاطع الفيديو منتشرة تعود لي كذلك...

البعضُ صوروني وأنا أطير والآخرون وأنا أقفز وكانت تبدو حقيقية للغاية وليس مجرد فيديو معدل تقنياً كما زعم البعض، أخذت إبتسامتي تتسع وأنا أرى الفنانين ينشرون رسومات كنت أنا الأساس فيها، نِكات مُضحكة ولوحات فنية رهيبة أرغمتني على التوقف وأنا أنظر إليها بتمعن..وكأنها أنا حقاً وليست مجرد رسمة كرتونية! 

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now