الفصل الرابع والعشرون|ماهو رمزُك؟

374 57 26
                                    

نظر إلي بنوعٍ من التردد ثم نظر حوله بشك وريبة وإقترب من قليلاً ليهمِس" أعتذر عن التطفل لكن..هل أنتِ هي الفتاة البيضاء؟"

*   *   *

تخشبت مكاني وشعرت بأن الوقت توقف بعد الجملة التي همس بها، أعلم أن الأمر ليس صادماً إلى هاته الدرجة لكن أن يتكلم أحدهم وكأنه يعلم سرك الأكبر لهو أمر مفزع ومربك للغاية!

قهقهت بخفوت ثم إنفجرت ضاحكة بهستيرية ممسكة بطني وأنا أحرك يداي في الهواء مشيرة بالنفي، إبتسمتُ بإستنكار وسألت" ما الذي جعلك تظن ذلك؟"

لم تتزعزع نظرته الجدية تلك رغم إنكاري للأمر وأجابني" لأنكِ تملكين نفس الأقراط التي تملكها هي، وتضعين نفس عدساتها" قطبتُ حاجباي بسذاجة مصطنعة وتمتمتُ وأنا أتحسس الأقراط على حاجبي الأيمن" أنا معجبة بها ليس إلا.."

-" أنا متأكد أنكِ هي، أرجوكِ لاتنكري الأمر" زميت شفتاي بإنزعاج مُصطنع وقلت" أخبرتك أنني لستُ من تتوقع، هيا أغرب عني أيها الطفل المزعج" كنت على وشك إغلاق الباب قبل أن يمسكه في اللحظة الأخيرة ويقول بحزم" إن لم تخبريني الحقيقة فسأكشفك أمام والدك!" 

والدي؟ لِما يتحدث وكأنه يعرفه! هذا الطفل المستفز" أغرب عن وجهي الآن! وتهددني أيضاً!" أغلقتُ الباب بعنف ليطرقه مراراً وتكراراً وهو يقول" أنا بحاجة ماسة إلى مساعدتك!" 

حين قالها زال إنفعالي وصمت قليلاً أفكر..ثُم فتحت الباب لأسحبه من قميصه وهو ينظر إلي بتفاجؤ، أغلقتُه وقلت بهدوء دون أن أنظر إليه" لِما لم تقل ذلك منذ البداية أيها الثرثار" 

لمعت عيناه ببريق من الحيرة ثم إبتسم وإرتسمت السعادة على وجهه وهو يقول بحماس" إذاً قد أصبت؟" رفعت حاجباً وهززت كتفي"حسناً..من يدري" ثم مشيت صاعدة نحو غرفتي بينما وقف هو ينظر إلى المنزل، فإستدرت وصحت" ما الذي تفعله عندك؟ إتبعني" 

تردد قليلاً ثم قال بإرتباك" حـ..حاضر" صعد ركضاً على الدرج ليدخل غرفتي بهدوء وهو يتفحصها بفضول بينما أغلقت أنا الباب خلفه بالمفتاح وجلست على كرسي المكتب مُكتفة ذراعاي إلى صدري...

ثُم سألته مضيقة عيناي بشك" كيف وصلت إلى هنا؟" نظر إلى السرير بتردد ثم جلس بوضعية غير مريحة وظهر التوتر على وجهه، فقُلت بعفوية وقد لانت ملامحي محاولة عدم إقلاقه وإخافته" فقط إسترخي وأخبرني كل شيء.."

لم يستغرق الأمر الكثير لإقناعه بإخباري كل ماكان يدور بخُلده، لكن المعضلة الكبرى أنه مثل الشريط القديم..إن شغلته لن يتوقف أبداً إلا حين إنتهائه...

شعرتُ بندم شديد لسؤالي له لأنه دخل في تفاصيل معقدة ومملة خارجة عن الموضوع تماماً، مثل أنه قد ذكر مواصفات والدته قائلاً أنه إكتسب لون شعره الأسود وعيناه السوداويتين منها عكس والده الأشقر ذو العيون العسلية...

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now