الفصل الثالث والثلاثون|مِنصة إعدام علنية!

368 58 48
                                    

نظر المُفتِش إلى رأس الجزرة وقال" أظهِر مالديك" تمسك رأس الجزرة بالقلم أكثر فأكثر مما صعب علي سحبه نحوي بالجاذبية..كلا، حتى وإن سحبته نحوي فسيلاحظون ذلك، ماذا يجب علي أن أفعل!؟

*   *   *

-"أيتها الآنسة، هل تنوين أخذ رقمي أو ماشابه لذا تُلقين التُهم؟" قال رأس الجزرة بكل هدوء وسلاسة، ليحمرّ وجهُ الفتاة غضباً وتصيح بإنفعال" ما الذي تقصدُه بكلامك ياهاذا!" 

خبئ القلم بهدوء في سرواله من الخلف وأظهر يديه قائلاً" أقصِد أنني لا أحمل شيئاً فهل هذا اقصى مالديك لتثيري إنتباهي؟ عُذراً لكنكِ لستِ نوعي المفضل" 

إتسعت عيناها لتصيح" كيف تجرؤ..أنا مُتأكِدة أنني رأيتُك تُخبئ شيئاً!" نظر المفتش إليها بعدم تصديق وظهر الإستياء على وجهه لينحني بإحترام يعتذر من رأس الجزرة، الذي إبتسم لها بدوره بإستفزاز وقال بِتواضع مصطنع" لاعليك" حاولت الفتاة أن تُبرر للشاب مايجري لكن من نظرته يبدو وكأنه قد فقد ثقته بها نهائياً..

أشعُر بالأسف عليها...

ومهلاً لحظة! نجونا بالفعل بفضل هذا المحتال الحقير الذي حاول أن يبدو رائعاً لمرة في حياته لكن لاتزال هناك مشكلة واحدة لم تُحل..كيف سأتمكن من لمس القلم بعد أن أدخله في سِرواله بحق!؟ مُقزِز!!

-" تفضلا من هنا" قال الشاب بحاجبين معقودين لنمشي نحو الباب الذهبي الكبير ذي المصعد مُبتعدين عنهم..زفرتُ بِراحة ونظرتُ لرأس الجزرة الذي سلمني القلم يرمقني بثقة بطرف عينه، نظرت إلى القلم بتقزز وعيون شِبه مغمضة لأجبر نفسي على تصنع إبتسامة وأنا أقول" اشكرك.." 

أومأ برأسه برضى وقال" على الرحب..ألن تأخذيه؟" أشار على القلم لأفتح الحقيبة وأقول بتردد" إرمِه هُنا وحسب" نظر إلي بإستغراب ثُم تجاهل الأمر ورماه في الحقيبة كما طلبت...

وقفنا أمام الباب ننتظر العد التنازلي رِفقة العديد من الناس ذوي الشعور والعيون مُختلفة الألوان..البنفسجي والأبيض والأحمر والأخضر والأزرق والفضي..ظللتُ أُحدِق بِهِم واحداً واحداً دون كلل أو ملل مما جلب لي الريبة والشك...

حين فُتِح الباب نظرنا إلى الأنبوب الزجاجي العملاق الذي يؤدي إلى الأمام مثل الطريق السريع لكنه مُغطى بالزُجاج، ثُم نظرنا إلى الكراسي الذهبية المُصطفة الشبيهة بكراسي ألعاب مدينة الملاهي أو ماتُسمى بالأفعوانية..داخل أنبوب طويل يمتد للأمام وكأن لانهاية له...

جلسنا في الكراسي الأمامية وإنتظرنا حتى إمتلأت المقاعد..وحين إمتلأت إنطلقت الأرضية السلِسة الشبيهة نحو الأمام، كانت سرعتها مُعتدلة في البداية وشيئاً فشيئاً أصبحت كالصاروخ لدرجة أنني لم أتمكن من تحريك رأسي الذي إلتصق بالكرسي القطني المُريح...

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now