الفصل الثاني والعشرون|صدمة

373 52 24
                                    

قطع صدمتي صوت طرقٍ على الباب، فأسرعت بإغلاق التلفاز ووقفتُ مُتجهاً نحو الباب بتعابير شك وأنا أسأل نفسي..من عساهُ يطرق بابي في مثل هذا الوقت؟

ثُم إسود وجهي حين خطر ببالي أنها قد تكون ماغي، فإبتلعت ريقي ومشيت على أطراف أصابعي ونظرت من العين السحرية للباب، لم أرى شيئاً سوى ظل يمشي ذهاباً وإياباً فقررتُ الصمت والإدعاء أنني لست في المنزل...

ليُعاود الغريب الطرق وقال بصوت بدى مألوفاً جداً بالنسبة لي" إفتح الباب جايك، هذا أنا أخوك" تنفستُ الصُعداء وفتحتُ الباب بوجه عابس ثم تركته ومشيت للداخل، فدخل من خلفي بتعابير مستغربة من تصرفي وهو يجول بنظره حول المكان الكئيب المغبر المتسخ...

*   *   *

ماغي

طِرت فوق المدينة فور خروجي من قصرِ المافيا مُحاولة إبعاد المحادثة العجيبة التي دارت بيني وبين ذاك العجوز لعلي أستمتع بالهواء الصافي البارد وبمنظر الغُروب المُبهر عالياً فوق الغيوم، لا أريد إضاعة هذه النعمة هباءً..علي أن أشتري كاميرا ذات جودة عالية لأصور كل هاته المناظِر المُبهرة، لتظل ذكرى جميلة على الأقل...

فجأة! لمحتُ شاباً واقفاً على حافة إحدى العمارات أمامي، كان واقفاً فوق عمارة ذات خمسة عشر طابق أو أكثر عازماً على رمي نفسه نحو التهلكة والإنتحار، تجمدت مكاني في البداية لأنني لم أستوعب الأمر إلا بعد ثوانٍ، فأسرعت في الهبوط والوقوف فوق السطح لأنادي من خلفه" هاي أنت!" 

أدار رأسه ينظر إلي بدهشة وتفاجؤ، فقُلت بحزم وعِتاب" ماذا تظن نفسك فاعلاً؟" كانت عيونه محمرة وبدى من وجهه أنه كان يبكي بحرقة، فمشيت بخطوات ثابتة نحوه لكنه صرخ" إن إقتربتي خطوة أخرى سأرمي بنفسي!" خرج صوته متحجرشاً قنوطاً..فكتفت ذراعاي بعدم مبالاة وتوقفت في مكاني قائلة" وهل تظن أنني أهتم؟ أو أن أي أحد آخر سيهتم إن فعلت؟" 

صُدِم من ردة فعلي ومن حديثي بكل تلك البرودة وهو ينظر إلي بعيون متسعة، وحين رأيت أنني قد حزت على إهتمامه وهو ينتظر مني أن أكمل حديثي أتبعت"أجل كما قُلتُ لك، لن يهتم أحد لأمرك إن إنتحرت، ولن تكونَ في الصفحات الأولى من إحدى الجرائد ولن يتحدث أحد عن توديعك للحياة بإرادتك...

سيشعُر الناس بالهول من منظرك مسحوقاً على الارض ليوم واحد وسُرعان ماستختفي من ذاكرة الجميع حتى عائلتك، سترمي بحياتك ليفرح زُملائك الخبثاء وهم يضحكون ويسخرون من فِعلتِك هاته بينما يحتسون النبيذ، والحياة لن تتوقف على رحيلك..ستُشرق الشمس كل صباح وسيصطُع القمر كل ليل...

سيسهُر الناس مع رفاقهم بسعادة وسيستيقظ الناس لِعملهم بِنشاط، لن يتوقف أحد للحظة من أجلك ولن يُقدم لك أحدٌ لحظة صمت تكريماً لوفاتِك!" 

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now