الفصل السابِع والأربعون|أمرٌ لم يكُن بِالحُسبان!

322 55 175
                                    

توقفت فانيا عنِ البُكاء وشهقاتها التي تصعب عليها التنفس مسموعة في الغُرفة..." أنا بعد جايك، حانت نهايتي..حانت نِهايتي.."

*   *   *

كانت تُردِد تِلك الكلِمات داخل نفسها وهي ترفع بصرها بضُعف نحو الشبح الذي يقف أمامها ولايفصل بينهما سوى خطوتين...

" لم أُنهي ما بدأت، لم أُحقق إنتقامي..سأموت كما ماتوا هُم؟ أهكذا..بهاتِه البساطة!!"

رفع الشبح المنجل بكلتا يديه وأنفاسه الكريهة مسموعة..ليبصُق دماً من فمه دون سابِق إنذار، ثُم إنفجر لأشلاء ودماءُه السوداء العفِنة إنتشرت مُغطية نصف وجه فانيا وشعرها في مشهدٍ مُروِع...

وظهر من خلف الشبح صاحِب الشعر الرمادي الغامق والعيون مُنعدِمة البؤبؤ، يمُد ذِراعه التي تحمل العصا موجِهاً إياها في المكان الذي كان يقف في الوحش قبل قليل...

كانت تقِفُ مِن ماغي مِن خلفِه مُمسكة جايك بِكلتا يديها وملامح وجهها يكسوها الذعر موشكة على البكاء...

رفعت بصرها نحو اليد التي إمتدت أمامها وحين لم ترفع خاصتها إنحنى المشعوِذ قليلاً وسحب يدها لتقف بجانبه، ثُم إستدار ينظر إلى ماغي التي إمتلأت يديها بدماء جايك، تصفعه وتقول بصوت مخنوق ودموعها تجمعت في عيونها" إنهض أيها الغبي الجبان..لن تموت هُنا بسببي..إستيقظ.." 

أخذت تهُزُه بقوة وهو فاقِدٌ للوعي تماماً، رفعت بصرها تنظُر إلى المشعوذ الواقف أمامها بترجي وفرت دمعة هاربة من سجن عينها اليمنى، أجبرتُه نظرتها البائسة على الجلوس على ركبتيه ويلتقط جسد جايك المُنهار مِن بين ذراعيها، سحب كُرة أشبه بالبالون المُمتلئ بالمياه من جيبه..ذات لون أبيض وبداخلها سائِل أزرق كلون السماء، يُشِع حتى وهو داخل البالون...

قربها من جُرح جايك وضغط عليها بقبضته حتى إنفجرت وسال مِنها سائِلُها فوق جُرحِه، لتبدأ دماءُ جايك بالإختفاء بالتدريج وجرحه يلتئم ببطئ..من الداخل وحتى الخارج، وبقي جُرح يظهر لحمه حتى العظم..لكنه كان أفضل مِن ثقب كامِل في بطنه يجعلُك ترى الأشياء من خلاله...

إتسعت عيون ماغي وهي تنظُر بأمل في الجرح الذي يلتئِم أمام عينيها، وفانيا تقف في مكانها تشُد أناملها البيضاء النحيلة على فُستانها المُهترئ المُتقطع وتبكي بصمت...

وبِكُل ذرة برودة، حمل المشعوذ جايك على ظهره ووقف مُشيراً لماغي قائلاً" علينا الخُروج من هنا، فالعلاج لن يُعطي مفعوله الكامِل مالم يكُن هناك ضوء الشمس" وقفت ماغي وأومأت بإيجاب ولم تُبعِد عينيها عن جايك..كان يتوجب عليها حمايته...

كان خطأ كبيراً تركُهُما لوحدهما وإستخدام نفسِها كطعم..شعرت بأنها المسئولة عنهما وهي السبب في ماحدث، مُقنعة نفسها بأنه من المفترض عليها البقاء معهما وحمايتهما وليس الهرب والتخلي عنهما بتلك الطريقة...

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now