الفصل السادس عشر|الفتاةُ البيضاء

612 74 27
                                    

حين تحركت قليلاً شعرتُ بنوعٍ من الألم في قدمي وكأن كاحلي إلتوى، يبدو أنني لم أُركز بشكلٍ جيدٍ هذه المرة، رباه ماهذه الورطة التي أوقعتُ نفسي فيها..ما الذي يتوجب علي فعله الآن!

*   *   *

مددت يداي بإتجاه الحشود أمام القنبلة تحديداً ثم وبوجه منكمش حاولت التركيز على القدرتين في آن واحد، أجاهد لعدم الضغط عليها بقوة كي لاتنفجر فوق الناس ولا أخفف من إمساكي لها فتسقط فوقهم وتنفجر...

حركت أناملي في الهواء وأمسكت مقبض اليد فيها عن بُعد حين علمتُ أنها مثل القنبلة في لعبة الـRPG خاصتي، القنبلة اليدوية الدائرية التي تنفجر بعد 3-4 ثواني ما إن تترك المقبض الذي فيها، ظللتُ مشدِدة عليه وأنا واقفة كـ شخص يحمل شيئاً ثقيلاً ويحاول جاهداً عدم إسقاطه بوجه متعرق يحُث عضلاته للتحمل أكثر...

وضعتُ مساحة بين قدماي وكمشت ذراعاي واضعة كفاي أمام صدري مغلقة أصابعي حول بعضهم وكأنني أُمسِك تفاحة كبيرة، أخذتُ أرفع يداي عالياً ببطئ و أمامي هناك في الهواء القنبلة ترتفعُ فوق رؤوس الشعب، كانت أناملي ترتعش..أي خطأ أقوم به ستنفجر القنبلة...

كان الناس والرئيسُ بنفسه ينظرون إلي وإلى مايحدث بعيون متسعة وأفواه مفتوحة مندهشين ومنبهرين، حاولت إبعاد عيني عنهم كي لا يتشوش تركيزي بسبب شيء تافه، وحين أوصلت القنبلة لأعالي السماء وتأكدت أنها بعيدة عن العمارة تركتُ المِقبض وجعلتها تطفوا في الهواء، وما إن إنتهت الثلاث ثوان حتى إنفجرت مثيرة الفزع في الأرجاء وقد بدت كألعاب نارية لا قُنبلة...

سُرعان ماتلاشى الدخان وأخذ معه صوت صراخِ الناس ليُستبدل بأصواتهم المشجعة والمنبهرة التي صدحت في الأرجاء، بات الجميع  يُصفرون وهم يصفقون ويصيحون بإعجاب، لقد حصلتُ على إهتمام أكبر مما حصل عليه الرئيس نفسه...

سرعان ما قفز إثنان من رجاله فوق المجرم الذي ألقى القنبلة وكبلوه بخشونة، أما أتباعُه الآخرين فهم لم يبعدوا أسلحتهم عني بعد، رفعتُ يداي بإشارة إستسلام مشيرة بأنني لستُ مسلحة ولا أملك أي نية عدائية إتجاههم، رميت خطواتي بإتجاه السلم للنزول من المنصة أهُم بالرحيل حتى صاح الرئيس من خلفي على المايكروفون" إنتظري" 

توقفتُ مكاني وإستدرت نحوه أنظر بتفاجؤ ليتقدم بنوعٍ من الخوف الذي حاول إخفائه وفِشل في ذلك، وقف أمامي بعد أن أمر أتباعه بإنزال أسلحتهم وعدم الإقتراب" ما إسمك أيتها الشابة؟" سأل واضعاً المايكروفون أمام فمه ناظراً إلي بإبتسامة لم أجد فيها نية طيبة أو خيراً...

ألم يقولوا أنه عنصري ضد السود فكيف يتكلم معي الآن؟ ومهلاً لحظة! أمهلني ثوانٍ أيها العجوز فأنا لم أصنع إسماً بطولياً خاص بي بعد! همهم الرئيس بحاجبين مرفوعين مشيراً لي أنهُ لم يسمع إجابتي بعد وأمام الناس..لم أجد ما أقول فحركت رأسي نفياً بصمت ليتبع هو حديثه" ليس لديكِ إسم؟ ماهو الإسم الذي تطلقونه عليها؟"

ماغي|ϺΔǦɄϒWhere stories live. Discover now