الفصل الرابع

24.4K 1.3K 160
                                    


قيل أن الحب للشجعان وليس للجبناء

وقيل أن

إذا أحببت شيئا بقوة فأطلق سراحه فإن عاد فهو لك وإن لم يعد فإنه لم يكن لك منذ البداية

عذرا فمن قال هذا جبان .. فكيف لا تخوض حربا وتظفر بما هو لك من الأساس بدلا من الاختباء والانزواء بعيدا ؟!!!

المرأة تحب رجلا ينشب حروبا .. يحضر سيفه إذا ما رأى رجلا يحوم حولها ، وفي وقت المغيب تمتطي حصانه ويطرب أذنها غزلا عن ما يكنه من عشق أضرم جوفه .

لكن هي .... ما أرادته ليس الكثير .. جل ما أرادته هو ابن عمها لؤي .. ذلك الرجل الذي يجب أن يشعر بما تكنه بداخلها فقط هي منتظرة الإشارة الخضراء حتى تفجر بما تحفظه منذ سنوات مراهقتها .. الذنب ليس ذنبها بالنهاية إذا رفضها .. فالذنب يقع على عمتها وجدها .. العمة هي ما كانت تحمسها على ارتباطها بالابن البكر للعائلة ، الجد رغم أنه لم يصرح بشيء .. لكن صمته بمثابة تشجيع لتتشكل مشاعرها نحوه ...

لا تريده أن يمن عليها .. بل ترغب في عشق جارف يزحفها إلى طور الجنون .. عشقا كما سمعته في الأساطير الخالدة .. فبالنهاية ما المانع ... ما الذي اختلف بين الحدثين ؟ هل هو فقط الزمن ؟! .. أم ما عادت النفوس كما في السابق ؟! .. أم أنهم اتخذوا الحب متاجرة ؟! .. يستميلون عقول النساء ليتغلفوا بفقاعة وردية تجعلهم يطفون في وادي الحيوانات المفترسة .. ينظرن بكل انبهار للهيئة الضخمة التي تشكلت في الحيوانات المفترسة .. آسرهن النظر إلي الأنياب ولكنهن غفلن عن العيون التي التمعت بشراسة وظفر للعشاء المقدم لهم علي طبق من فضة !!

سم الزعاف ينتشر في أوردتها ... سم يقتل أي أمل أو أي فرصة ثانية .. بل الأولي للتقرب منه ... لا تعلم لما يضع بينهما ألف سد وسد .. يقف أمام حصنه المنيع وهو يترصدها منتظرا خطوتها القادمة البائسة لتهد حصنه المنيع .

الخواء الذي تآكلها كان من نظرة عينيه وهو ينظر بجهل نحو عمته و نظرة ذات مغزى ألقاها لجده ودارت من هنا حديث أعين مشفرة جعل حاجبي وجد ترتفعان بتعجب .. تعلم أن لؤي رغم انه الحفيد الذي يحافظ على أساس عائلتهم إلا من الصعب جدا اجتماعهما معا ... فدائما ينتهي الأمر بالشجار .. إذا كان هناك شخص رأسه يابسة فالثاني رأسه قد من الحجر .. لا يتنازل احدهما بل كلا منهما يقفان بأنفه واستعلاء لكن نظرة الحذر من العدو دائما تلمع في عينيهما .

وقف لؤي ينظر محاولا الفهم إلى أي مقصلة يقودونه إليها .. وكأن المشاكل والأعباء عنده لا تنتهي بل تتكاثر وتنتشر بطريقة تكاد تصبح مجنونة !! ... بل أصبحت هي في الحقيقة مجنونة .

زفر متنهدا بحرارة وهو يتمتم بنبرة جاهد في إخراجها لينة

- عمتى ، مفيش موضوع جواز .. مبفكرش فيه اطلاقا ، لكن تقدروا تشوفوا وجد ولو لقيتوا شاب مناسب أعتقد غالب بيه هو اللي هيهتم بالموضوع ده أكتر مني

أترصد عشقكWhere stories live. Discover now