الفصل السابع والأربعون

19K 1.1K 127
                                    

وكيف لطاعن القلب أن يؤلمنا بالالامه

ويقتلنا بعذابه

وكيف لناحر الفؤاد .. أن نتلظي بنيران عذابه

وكيف لمن دمرنا، وبعثرنا، وجعلنا حطامًا.. نحزن على مصائبه!!

الأمر ليس طبيعيا

اما هي ساذجة أو هي ساذجة للغاية!!

الأمر لا يوجد به خيار آخر.. هي حمقاء، مغفلة

تردد تلك الكلمتين وكلما تغمض جفنيها تفجع من تذكر الخط المستقيم.. ليجفل جسدها برعشة قوية كادت أن تسقطها ارضا تداركتها جيهان سريعا وهي تمنعها من السقوط، جاعلة جسدها دعامة لحمايتها من السقوط، انهارت شادية كورقة خريفية لم تتحمل قسوة رياح الخريف لتسقط على الأرض معرضة لتصبح اسيرة اقدام الهائمون في الطريق دون هدف!!

عضت شادية على باطن خدها بألم والدموع الغبية تسقط منها دون أدني رادع، لن تسامحه .. لن تسامحه ان قرر مغادرة الحياة ان لم يجيبها على اسئلتها

انفجرت فى البكاء الصامت وهي تلعن عقلها الأحمق، أي مسامحة وهي بين يدي الرحمن.. ربما هو فى حالة أفضل منها ومن الجميع!!

اتسعت عيناها بجحوظ حالما ترى أن أفكارها السوداوية تتعارض مع النبض الخافت، يئن ويحزن على حال الالامه واحزانه!!

ذراعين تشدد من أزرها قبل أن تنهار ساقطة على مقعد والذراعين الحانيتين والكتف الذي استندت عليه غادرها، لترفع راسها وهي تري ركض جيهان تجاه الطبيب الذى خرج من غرفته.. أشاحت بعينيها وهي تخشى أن تسمع ما يرفضه عقلها

تخشى خسارة من أعاد قلبها للحياة مرة اخري، ودعسه على قدميه دون أدني رحمة!!

ألم يفكر مرتين قبل أن يقوم بفعلته؟!! ألم يخبرها انه يحبها؟!!!

لم يخبرها... لم يخبرها، فغرت شادية شفتيها بصدمة وهي تستوعب تلك النقطة، لكن عاد انين ضعيف يخبرها عن كافة الأشياء الصغيرة التي اهتم بها واولهم قطتها الصغيرة لولو، أشياء صغيرة لا تصدر إلا من رجل مهتم!!

عضت على باطن خدها وهي تشعر بيد تربت على خدها، لتنتفض مجفلة مسببة ذعر جيهان التي اقتربت جالسة بجوارها هامسة بألم لرؤية شبح شادية يعود لينغص حياتهم جميعا

-شادية.. ارجوكي تماسكي نفسك

ضمت كف يدها لتضربه على أنين القلب، وما ادراك عن أنين القلب؟!!

يشتت الانسان، يسقطه من سابع سماء إلى سفح الارض.. يجعل الجسد كجثة هامدة سوي من انفاس رتيبة تتردد بين جنبات الصدر، يعدها بصبر متطلبا الخلاص ومقابلة الوجه الكريم!!!

مسحت دموعها المراقة عليه، لما تبكي عليه؟!! أتحنين له يا شاديااه؟ بعد ما فعله؟!

لكن العقل هز راسه برفض... هي تخشى المرأة الطيبة التي ضمتها بين ذراعيها، تخشى أن تفقدها هي الأخرى، هي تخشى أن تكون السبب فى قتله، هي السبب.. هي السبب.. هي التي قادته إلى الهاوية!!!

أترصد عشقكWhere stories live. Discover now