مشهد ٢

50K 1.3K 143
                                    


سحبت نفسًا عميقًا وزفرته علي مهل ، يداها ترتعش وجسدها يرتجف ولسانها إلتصق في سقف حلقها ، بالكاد تبلع غصة مريرة في حلقها وهي تشعر أن ما تقوم به مخالف لتربيتها .. لقد قررت أن تغويه !!
والكلمة بحد ذاتها يضع تحتها ألف خط أحمر .. وهي بسذاجتها قررت أن تمر علي تلك الخطوط التي تؤدي إلى مكان واحد .. ألا وهو الهاوية !!

هبطت عيناها تدريجيا إلى قميص النوم الذي يكشف أكثر مما يستر  وما تبقي من عقلها يخبرها أن تتراجع ، فهي ليست في منزلة أن تنزل من قدرها لأجله ..
كبريائها يتمرد
وطفق يغزو جميع خلاياها
ليأتي القلب ويثبط عزيمتها
يوسوس .. ويصور أشياءً يهفو لها القلب.

عادت اللمعة في عينيها وهي تخرج من غرفتها لتقترب من غرفته ، تخشي إستيقاظ أحد في ذلك الوقت الحالي دون أن تأخذ فرصتها في القرب منه ، أغمضت جفنيها لثواني وهي تتمسك بمقبض الباب .. تشجعي .. هيا تشجعي ..خطيبته السمراء ليست أجمل منك ، انتِ أكثر أنوثة وجمالاً منها ، رغم لطافتها معك إلا انتِ كنتِ مميزة عنده ، كنتِ طفلته المدللة .

سبق سيف العزل وهي تفتح الباب لتتفاجيء بخروجه وقتها من الحمام مرتديا بنطال قطني ويجفف بالمنشفة الماء المنحدر علي جذعه العاري

عضت شفتها السفلي بحرج شديد والأحمرار بدأ يغزو وجنتيها ، وما من طريقة للفرار والرجوع منكسة الرأس .. انتفضت علي صوته الأجش
- انتي بتعملي ايه هنا ، انتي اتجننتي

نكست رأسها ارضًا وهي تتحاشي النظر إليه ، الأ يكفي صوته المليء بالصدمة يتخللها الأستحقار

رفعت رأسها نحوه لتجده ارتدي قميص واقترب غالقا الباب ليسحب ذراعها بحدة قائلا بصوت منخفض
- انتي عارفة وجودك هنا معناه ايه

تلعثمت وهي تحاول فك أسر ذراعها لتهمس بإرتباك
- انا .. انا

أخفض عيناه نحو ما ترتديه لتجحظ عيناه وهو يفلتها ، كمرض خبيث يخشي أن بتوغل جسده ويدمره
- وايه اللي انتي لابساه ده

لا يصدق صغيرته .. صغيرة ؟!!! ، وهل هناك صغيرة تحاول أن تظهر مفاتنها أمامه ؟! زمجر بخشونة وقال
- انتي عارفة لو حد طب علينا فجاة معناه ايه ، بترخصي نفسك وبتعرضي جسمك عليا في نص الليل

افلتت ذراعها عنه بقوة وبدأ عقلها يعمل تدريجيا .. أفلتت شهقة من شفتيها وهي تري عيناه كبركتين من الجمر المتقد  .. كادت أن تنفلت من براثنه إلا إنه سحبها نحوه وارتطدم جسدها الرقيق ببنيته القاسية وكأنه جسد حجري تشكل عليه ، قال بحدة
- تعالي هنا

رجفت جفنيها وإرتعد جسدها برعب حينما همس بخشونة
- انا ساكت علي تصرفاتك دي يا وجد عشان عارف انك لسه مش ناضجة كفاية للي بتعمليه

الدموع علي وشك الإنزلاق
تسب نبضات قلبها التي تققز بلوع لرؤية محياه
رغم غضبه وجنونه إلا أن تلك النبضات الهاربة وخصيصا تتوجه له رغمًا عنها ، لا تقدر أن تراه يزف لغيرها .. لا تستطيع ،
إحتراق هائل يتشعب أرجاء جسدها فقط من رؤية خطيبته بالقرب منه ، يعطيها هو لمسة وعناق وأين هي من كل ذلك ؟!!!

لم تستمع إلى تهديده الصريح وهز جسدها بأكمله
- لكن اقسملك حركة وضيعة زي ده هنسي انك بنت عمي ، انتي فاهمة

انهي كلمتة الأخيرة بصراخ أجفلها  ليحن وقت الإنفجار الخاص بها حينما رفعت عيناها إليه لتصيح في وجهه
- انا ايه زيادة عنها .. بص وقولي فيها ايه زيادة عني

مرر  لؤي بطن كفه علي وجهه  ثم مرر بأنامله علي خصلات شعره ، يحاول أن يستوعب الكارثة التي أمامه الآن ، تحاشي بعينه عن رؤية قميصها الفاضح ليغمغم بجمود
- اطلعي برا

وهي أصبحت في مواجهته
ترفع رأسها بكبرياء جريح وعيناها في عمق عينيه
شدت من قامتها وتابعت بحدة
- مش هطلع غير لما تقولي فيها ايه احسن مني لقيته عندها وعندي لأ

تنفس لؤي بحدة وهو يقبض بأنامله علي راحة يده ، يحاول أن لا يمد يده ويصفعها
رغم أن الموقف يستدعي صفعة كي تفيق تلك المغيبة
توحشت عيناه وهو يقول بنبرة خفيضة ، مليئة بالكثير من الغضب الذي بالكاد يتمسك بلجامه كي لا تقع تحت  بطشه.

- قسما بالله لو مطلعتيش من هنا ، هشيل القرابة اللي بينا وهعاملك معاملة الست اللي بتعرض جسمها عليا

شهقت وهي تعود بخطوة للخلف لتنحدر دمعة من عينيها
صورته وضعتها في مكانة عالية
بل عظيمة جدا .. أقسمت أن لا يطئها أحدًا غيره
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!

تحاول لملمة كرامتها المبعثرة وروحها التي انطفئت وحبه الذي وئده لتقول
- للدرجة دي شايفني بنت ليل ، ده أنا مقدمالك حياتي علي طبق من دهب

همس بنبرة صارمة وهو يشير نحو الباب ، قاطعًا أي إنبثاقة أمل في روحها
- مش عايز اشوفك تاني يا وجد ، هتغاضي عن اللي عملتيه النهاردة لكن اقسم بالله لو كررتيها تاني متلوميش غير نفسك

هزت رأسها وهي تغادر غرفته منكسة الرأس
- تمام يا ابن عمي

أترصد عشقكWhere stories live. Discover now