الفصل الثالث

27K 1.1K 137
                                    


من منا لم يجرح من أحد

تنظر إليه بـ وداعة وهو يطعنك بكل خسة ودناءة منه

ثم ماذا ....... ؟!

القلب يخبرك إن كنت ستموت بين ذراعيه ابتسم في وجهه

فقد نلت شرفا كبيرا انك ستموت بين ذراعيه ويكون هو آخر من رأته عينيك .

النيران هائجة لا تخمد .. براكين مشتعلة تخرج حممها اللاهبة دون الاكتراث بما تقابله في طريقها ...

فالنيران التي بأحشائها لم تندلع هباء ، بل كانت تراكمات .. ظلت تتحامل علي قلبها الهش الذي لم يتحمل ثقل الاحزان علي قلبها حتي فاض ما بها .

رأته يسقط أرضا امامها وهي حاملة ابنته .. تقسم أنها لم تقدر ان تجمع شتات نفسها وهي تختبر ذلك الموقف الرهيب لأول مرة ، فما رأته وما سمعته يفوق تحملها .. هي ليست جمادا حتى تتعامل مع الموقف بصلابة ، وليست انسان الي بلا شعور ... لكن الأمر وصل بها للحافة

وما بين السقوط دفعا أو تقدم ذاتا علي فعلها

قررت أن تنتحر ... الأمر يبدو منطقي في تلك اللحظة المجنونة .

ما يحفز ويساعد على زيادة تأجج تلك النيران العقل

يخبرها كفاك غباءا وانظري لمن حولك ، الجميع يعيش بسعادة .. وقاص أخيه .. وتلك أسرار المدعوة بـ ابنة عمه ، وهي تعاقب على شيء صغير

كل ما فعلته أنها أخبرته أنها اتفقت مع أخيه وقاص لتعيده في صورة العائلة المهتزة

لكن الغبي بدلا أن يصمت ويخبرها خير ما فعلت ، كان هائجا وقتها ...

- بدون كلام كتير قوليلي ايه اللي حصل من الأول

كانت جملته تلك التي قصمت ظهر البعير .. أخبرته حينما طلقها المرة الأولي وذهبت الي بيت مشبوه، كانت تلك فكرتها الغبية لتستجدي اهتمامه ويعيدها إلى ذمته ، لا أحد يسألها كيف فعلتي ذلك .. يكفي أحشاءها التي تتمزق كلما تذكرت همسته المناجية لأسرار ، ربتت على ظهر شمس الصغيرة وطبعت قبلة على جبينها بعد ليلة شاقة وبكاء حار جعلها بالكاد ترى أمامها .. زفرت بحرارة وهي تدثرها جيدا قبل أن تخرج وهي تستعد لتخبرهم بقرارها الذي أخذته في تلك السويعات القصيرة .

خرجت الى الردهة لتتفاجأ بوجود المسماة بأسرار التي نهضت من مقعدها برشاقة قائلة بابتسامة متوترة

- الدكتور طمني عليه قالي مفيش قلق ، بقاله فترة مكلش وشرب قهوة علي الريق فدا اللي خلاه يفقد وعيه .. مع الأدوية هيبقي كويس بكرا

- الحمدلله جت على قد كدا

زفر وقاص متنهدا بحرارة وهو يحمد ربه ان الأمر لم يكن مقعدا كما استيقظ فزعا من اتصال فرح تبلغه من بين بكائها ان نضال سقط مغشيا عليه ، وكون أن المسافة بينه وبين نضال بعيدة اتصل بـ أسرار التي هي أقرب منه وأخبرها أنه اتصل بطبيب العائلة، تستطيع أن تسبقه وتطمئن زوجته المذعورة ... لكن ما ان علم ان الامر تم تداركه وكاد أن يغادر إلا أن النظرة في عيني فرح ألجمته .. جعلته يشعر أنه السبب في ذلك

أترصد عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن