الفصل الثالث عشر

20.1K 955 124
                                    


السعادة لا يغتنمها سوى أصحاب راحة البال

والعشق يتسلل بخبث لمن لا ينتهجه

وتحظى بالحب من شخص تبغضه

والكراهية نصل قاتل من خنجر شخص عزيز عليك .

جسدها يرتعش بقوة ، رهبة موقف ما مرت به يكاد يقتلها حية .. العرق يتصبب بغزارة من منابت رأسها وعينيها تغلقهما بقوة .. الروح تبحث عن مخرج .. متنفس للراحة تتعثر في طريقها لتبقي مرهونة في قبضة العقل ... تهز رأسها نافية والوعي يتداركها رويدا .. تهذي في نومها بـ كلا

لن تبخس من قدر نفسها لتلك الدرجة

هي من تستحق رجلا يحارب العالم بأسره ليظفر بموافقتها

نبضات قلبها تخرج عن مدارها في تهور وجنون لتسري رعدة في جسدها أدت إلي انتفاضتها من نومها وهي تخرج شهقة الحياة الثانية ..

عيناها تدور بتوتر وهلع شديد ،تتأكد من نفسها .. من المكان ،من ثيابها حتى الباب المغلق لتعود النظر نحو يديها المرتجفتين بقوة .. انفجرت باكية بهلع

أهذه نهايتها

طريق يأسها ، تبيع جسدها له

صرخ العقل وانتفض جسدها بلهجة صريحة نافية ، لن تفعلها أبدًا .. لن ترخص نفسها لتلك الدرجة لرجل لم يبادر في رغبته لها ، ضمت قبضتها بعنف لتنفجر صارخة بحدة

- ليه .. ليه

لما ذلك الحلم تحديدا ؟

لماذا الآن ؟

هل تلك رسالة مباشرة لعدم العبث والتورط ؟؟!! ، رسالة تكشف ما تحاول تجاهله ، تستعيد نظرة عينيه المحتقرة

كيف كانت نظرته محبطة ، بل منكسرة ، احتقار يلف حدقتيه الغامضتين .. انتفضت من مضجعها رافعة برأسها نحو السقف

تتساءل .. هل حقًا غشت عيناها عن الحقيقة المجردة التي طعنتها بأبشع صورة تتخيلها ، جذبت خصلات شعرها بعنف حتي كادت ان تجذب خصلاتها من جذورها وتنتزعها من شدة الغضب المندلع في جوفها

غاضبة من نفسها ، وغبائها ، بل وقلبها المستميل إلي قلب رجل جاحد لتلك الدرجة .. ما ذنبها هي أن تراه رجلها

وما ذنبه أنه لا يكن مشاعر لك ؟

صدح صوت العقل بتأنيب ، لتزمجر ساخطة وهي تمسح دموعها المتدفقة .. زفرت بيأس لتعزم نفسها وهي تتوجه نحو غرفة جدها

يجب أن تتحدث إليه ، تريد أن تستريح ولو قليلا .. بقدميها العاريتين لم تهتم بالبحث عن خفيها بل أسرعت تهبط الطابق السفلي بسرعة مجنونة .. تطرق باب غرفته ثلاث مرات ثم فتحته لتجده مستيقظًا في ذلك الوقت من الليل يقرأ كتابا

خلع غالب نظارته عابسًا من وجود حفيدته بذلك المنظر المزري في ذلك الوقت من المساء ، ارتجف قلبه بقلق مستمعا إلى صوتها الباكي

أترصد عشقكWhere stories live. Discover now