الفصل الثامن عشر

22.3K 1K 219
                                    


"والغيرةُ دُخَانُ الحُبِّ، فإذا انطفأتْ نارُهُ انقطَعَ دُخَانُه. "

المنفلوطي

- الزمي في مكانك ، لا تخرجي من السيارة ابدا

صوته وحزمه حتي غضبه مستفحل لدرجة ألزم لسانها الصمت

وجسدها بالتيبس وهي تراه بعينين جاحظتين يسحب جسد محمود ويلقيه أرضا

- أما أنا سآخذ هذا الجرذ ، شعرة منك يا برتقالية تخرج من النافذة احذري ما سأفعله بك

اتسعت عيناها هلعا وهي تلتقط نظرته المهددة لها بالقتل ، كيف ؟!! بالله كيف يفعلها وهو منذ قليل كان ينظر ... ؟!! خجلت من افكارها لتعبس حاجبيها وهي تنظر من خلال النافذة يضرب السائق بقوة موجعة لقلبها .. اندفعت لا تلقائيا تمسك بعتلة الباب تفتحها لترى ذلك الثور المندفع يناطح بقرنيه لذلك المسكين ..

بساقين رخوتين ، عقل دأب على رفض إعلان ملكية ليست من أحقيته

كيف يأمرها ، يعلو بصوته صارخا في وجهها ، كأنها مسته علي طرف

ارتعدت فرائصها والطنين في رأسها عاد يطن كأصوات النحل في رأسها وهي تراه يتخذ من محمود كيس ملاكمة للتنفس بها عن غضبه ، همست ببعض الحدة وهي تقترب بخشية أن تمس شيئا من بطشه

- سرمد

نيران ، تشعبت و انتشرت كالهشيم وهو يشفي غليله

حنقه ، و سخطه

غضبه ورغبته الدفينة بها

بالتوغل لأنوثتها

والشبع حد الإرتواء

كلما حاول اخماد ركن يشتعل ركن آخر في جسده ، الأمر بمثابة تلقي صفعة

صفعة افاقته من شروده وأوهامه الخاصة

ألقي لكمة واخري الي جسد محمود ، وهو يتعامل بكل غضب وكأن الحقير لمس امرأته هو ...

لا يريد أن يفكر احدا بها

أو يشتهيها كما يفعل هو

رغم عبثية الأمر الا انها امرأته وافقت أم أبت !!

هدر بعنف وجنون ليرفع عينيه لينظر إليها ... اسودت عيناه قتامة لترتعد التي تقف أمامه وهو يصيح بنبرة هادرة

- ماذا تفعلين هنا ألم أحذرك؟

أجلت شادية حلقها ، لأول مرة تراه خارجا عن السيطرة

غير واعيا لما هو فاعله

كيف يتخفي ذلك المارد الغاضب اسفل قناع عابث

نظرت اليه بعينيها وهي تزم شفتيها بقوة ، لتشد من قامتها وهي تصيح بحزم في وجهه

- لن اسمح لك بالتمادي؟ ، ماذا فعل هو حتي تضربه بكل غل هكذا .. انا رئيسته ولست أنت ، ثم هل جننت هل تضرب رجلا غريبا في بلدة غريبة .. اتركه

أترصد عشقكWhere stories live. Discover now