الفصل السابع والثلاثون

15.3K 1.1K 186
                                    

ظلام

ظلام غلف عالمه وتفشي في أرضه

شعاع الأمل اندثر

وحل محله العتمة، والوحدة

أمواج الخيبة وآنات الوحدة تكاد تفتك به

الأمر وللسخرية أنه لم يعد يطاق الوحدة التي زارته مرة اخرى

الأشباح ليست خرافات، أو عالم وهمي يخدعون به الأطفال

فالأشباح تستطيع زيارة الكبار ايضًا مسببين لهم نوبة ذعر يكاد يقتلهم أحياء.

بقى وحيدًا في أروقة المشفى الكئيبة الباردة، والبرد ينخر عظامه ولكنه ابى التفوه بكلمة واحدة وذاكرته تستعيد عبق ذكريات دافئة لم يكن يتصور أنه سيذكرها

هي وشمسه في صورة بهية، كأم بأفعالها وهي لم تنجبها من رحمها مع طفلتها، ليغلق جفنيه وصوت الضمير يصمته

بل يخرسه بحدة

لن يستسلم لذلك الانجراف ابدًا

لكن الانجراف كان أشد ليجرفه معه إلى أشد الذكريات الحالكة

يمكث بمفرده داخل غرفة من أربعة جدران باردة لا حياة فيها، حتى بأثاثها الثمين لكن الروح فقد مصدره كحال القصر، وهو يعامل كمهمش

اعتصر قبضة يده بعنف لتبرز عروق يده النافرة وهو يهوى بكل عنف يلكم الحائط

كيف استطاع وتجرأ أن يجعل طفلته تعاني ولو جزء يسيرا مما عاناه بمفرده

كيف يتركها بمفردها، داخل شقته ومع مربية حمقاء، رعناء اهملت في صحتها واصابت صغيرته ضعيفة المناعة التي التقطت العدوى منها لتصاب بعدوى برد جعل تفقد الكثير من السوائل في جسدها هذا مع وجود التهاب في معدتها، والعديد من ترهات الطبيب الذي لم يفهم كثيرا ما قاله

كل ما قاله أن الفتاة كانت على وشك الموت من قلة الاهتمام والرعاية الكافية

بل تقريع الطبيب عن اهماله كأب جعله صامت ولم يستطيع التكلم بحرف وعينيه تراقب الصغيرة في الفراش ومحلول تغذية معلق في جسدها مع رعاية طبية كافية

أرخى رأسه ليضع كلتا كفيه على رأسه محاولا الاستفاقة من غيبوبة الصدمة التي كبلت أطرافه وقيدت روحه

لكن بلا جدوى الذكريات تعود كشبح خبيث يتوغل، ويتسلل رويدا حتى يصل لمكانه المنشود ويضرب في الوتر الحساس الخاص به

ذكريات ماضية، كان يصفها بالهدوء ما يسبق العاصفة

عائلة أقل من مثالية مكونة من ثلاثة افراد، تسربوا من يديه كما تتسرب الرمال من بين الأنامل!!!

من فرح التي فرت هاربة من التطبع به، وتوقفه عن تقفي اثرها جعله حتى الآن لا يعلم ما كان يفكر به ليتركها دون معرفة وجهتها التالية!!

أترصد عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن