- سأعمل على تخطيها...

اجابته منزلة رأسها للأسفل لكنه اجابها فوراً : لا امانع ...ليست بصفات سيئة...ستجبركِ بيئة العمل هنا على الاختلاط والخروج كثيراً لذا...ستفعلين عاجلاً ام اجلاً...

اومئت له مجدداً عندها قال مستمتعاً : اخبريني اذاً ، لما اخترتِ العمل هنا رغم انكِ لا تسكنين على مقربة؟!..

اه...نعم هو يتساهل معها بشدة...لقد ايقن الآن انه يريدها..
مايريده يحصل عليه اليس هذا قانونه؟..

- لقد انتلقت إلى هنا في الواقع...لطالما أردت هذا المكان..

اجابته مبتسمة ليقول : يبدو انكِ تحبين السيارات؟..

- انا احب والدتي...

- هاه؟!

حدق كلاهما بوجه الآخر لأنه لم يفهم عندها بعد ثوانٍ انتبهت لما قالته لذا امسكت بفمها وصححت: اسفة...لكنني أردت أن اقتدي بأمي..لذا اخترت مكان عملها...

اومئ لها وهو يرتب الاوراق امامه...لو كان شخصاً اخر لرفضه فوراً على هذه الاجابة...لكن...هل قالت مكان عمل امها؟
امها فرنسية ..اليس هذا صحيح؟

رفع رأسه نحوها وهو يضيق كلتا عينيه لأنه لا يتذكر وجود امرأة فرنسية هنا سوى واحدة...منذ زمن طويل...
اعادت نفسها للخلف بتوتر واضح لكنه انزل رأسه مجدداً نافياً شيئاً برأسه وطلب منها الخروج...

وكالعادة...أخبرتها ان تنتظر ريثما تأتيها رسالة على بريدها تفيد بقبولها او رفضها...

هناك جزء منها مرتاح...لم يكن صعباً كما وصفه الجميع...
مظهره يدل على ذلك لكنه كان جيد...لا بأس به ...

استحمت وخرجت تلف نفسها بالمنشفة كان شعرها يقطر ماءً لم تبالي له وضلت تجول في المنزل المبعثر كجروٍ مبلل ..
تنهدت بتعب بينما تجلس لتأكل كوب الشعيرية الذي أعدته وهي تنظر للأغراض المركونة التي عليها ترتيبها....

هي ليست كثيرة...اريكة كرسي مكتب... الشقة مؤثثة لكنها غير مكتملة لذا وفروا لها الناقص...

اقشعرت بسبب قطرات الماء التي تنزلق على ضهرها ورافق هذه القشعريرة انقطاع التيار الكهرباء لتتصنم مكانها...

مدت يدها تتلمس الطاولة بحثاً عن هاتفها لكن لا مكان له...

شدت أكثر بيدين مرتجفة على المنشفة وهي تردد

" بأسم الاب والابن والروح القدس...."

هذا ما تعلمته طوال هذه السنين من الكنيسة...

في نفس الوقت كان قد دخل لمنزله لتوه رمى سترته بأهمال وهو لا يزال يفكر بتشويش...

كان صغيراً وقتها لكن لم يفته أمراً كهذا...

المرأة التي حطمت عائلته كانت فرنسية ...وتعمل في شركتهم...
لم يكن يعرفها جيداً لم يحصل على فرصة للتكلم  معها او اي شيء فقط يراها من بعيد
لكن لطالما تخيلها كوحش في كل مرة يرى والداه يتشاجران بسببها
وفي كل مرة اختنقت امه بمفردها من البكاء...

مسح وجهه بيده مهدئاً من روعه وهو مصر على المعرفة...

سيستفسر غداً بهذا الشأن اكثر..

من المؤكد أن والدتها هي من كانت ترافق اباه...
ما يعرفه الآن انها ماتت بشناعة كما حدث مع امه...
يريد مواجهتها الآن حتى لو كانت ابنتها...
لكن لا مجال للتسرع..

لنرى فحسب

" سيدي؟!..هل احضر لك بعض المهدئات؟..."

تسائلت مدبرة المنزل عندما لاحظت تصرفات كيم مين جون والذي هو والد نامجون القلقة حتى انعكس على شكل ارتجاف في أطرافه...

قلب الصورة التي كان يحدق بها واومئ لها دون كلامٍ وهو يحاول تنظيم انفاسه...

دفع الملف الذي كان خاصاً بأيليت جانباً وهو يفكر
" ابنتها... انها هي....كانت لها ابنة صغيرة وقتها...لكن لما هي هنا؟ ظننت لوهلة انني ارى ايفيلين...اه ايفيلين العزيزة...كل شيء حدث بسببي...فقط لو لم اصر عليكِ لو لم أطلبكِ في تلك الليلة فقط....لكنتِ وكانت زوجتي على قيد الحياة...كل شيءٍ حدث بسببي..."

ابتلع الحبوب التي احضرتها له لكنه وضع الكأس بقوةٍ بقلق..

" ابني المجنون....ان اكتشف...أن اكتشف انها ابنتها سيقتلها.. "

ليست خطيئتي || Not My Sin Where stories live. Discover now