الفصل الثاني عشر

2.8K 127 5
                                    

في منزل عبد الرحمن ، كانت تقام خاتمة على روح المقدم ناصر وزوجته هيام فقد كانت هذه هي ذكرى وفاتهما.

-"ربنا يرحمهم يا ابني ، كل سنة بشوفك وأنت واقف الوقفة دي قدام الصور وعينك مليانة قهر وحسرة".

قالتها فاطمة وهي تنظر إلى عبد الرحمن الذي يتأمل صور والدية وشعور الحسرة يتغلغل في أعماقه ، التفت لها عبد الرحمن وهتف بمرارة:

-"كل سنة بفكر نفسي أني لازم أنتقم من اللي عمل كدا في أهلي ، أنا لحد دلوقتي صورة أمي وهي بتموت قدام عينيا مش مفارقة خيالي ، فات سنين كتيرة أوي وعمري ما نسيت أني خسرت أهلي الاتنين في يوم واحد".

عاد عبد الرحمن بذاكرته إلى ذلك اليوم الذي خسر به والديه ، كان يجلس بجوار والدته التي تبكي في المستشفى بعدما أخبرها الطبيب بوفاة ناصر.

هتف عبد الرحمن بحزن وهو ينظر إلى دموع والدته:

-"خلاص يا ماما ، بابا أكيد في الجنة وأنا مش هسيب حقه متقلقيش".

هتفت فاطمة بنبرة باكية وقد تدحرجت دموع الحسرة من مقلتيها:

-"عيط يا قلبي ، متقفش كدا أنت لسه صغير على الجمود ده".

هز عبد الرحمن رأسه قائلا بحزم وكأنه رجل في الثلاثين من عمره وليس طفل في السابعة من عمره:

-"أنا مش صغير وبكرة هبقى ظابط وهجيب حق بابا".

أخذت والدته تبكي بشدة وصرخت في وجهه بانفعال:

-"إياك أسمعك تقول أنك هتبقى ظابط فاهم ، أنا مش مستعدة أخسرك أنت كمان ، كفاية عليا خسارة أبوك".

اقتربت منها فاطمة وحاولت احتواء الموقف:

-"اهدي يا هيام متعمليش في نفسك كده ، ده قضاء ربنا".

شعرت هيام أنها غير قادرة على التنفس واحمر وجهها بالكامل ليهتف عبد الرحمن بفزع:

-"ماما مالك فيكِ إيه؟"

صرخت فاطمة بصوت مرتفع:

-"الحقونا يا جماعة هاتوا أي دكتور بسرعة".

حضر مجموعة من الأطباء والممرضات وأخذوا هيام بسرعة إلى إحدى الغرف ووضعوها على أجهزة التنفس ، هتف الطبيب بجدية:

-"جهزوا أوضة العمليات حالا".

نظر إلى فاطمة وسألها:

-"أنتِ عارفة أنها عندها مشكلة في القلب؟"

أومأت فاطمة قائلة:

-"أيوة عارفة بس هي بتاخد أدوية وماشية عليها بانتظام ، هو إيه اللي حصلها يا دكتور؟"

أجابها الطبيب بأسف:

-"واضح أن موت جوزها أصر على قلبها ومفيش حل دلوقتي غير أنها تدخل العمليات ومش هكدب عليكِ حالتها صعبة ونسبة النجاح قليلة وأنا محتاج حضرتك تمضي على الإقرار ده".

سهام الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن