سهام الانتقام

الفصل الحادي عشر

جلست إيمان بجوار شريف وهمست بنبرة قلقة:

-"مالك يا شريف ، أنت كويس؟"

فرك شريف عينه بإرهاق وهو يجيبها:

-"أيوه أنا كويس متقلقيش ، روحي أنتِ شوفي أسر".

ذهبت إيمان لتتفقد أسر بينما استمر شريف يحدق في هاتفه ، ظل ينظر في هاتفه إلى أن تعالى صوت رنينه فأجاب على الفور لتتسع عيناه بصدمة:

-"إيه اللي أنت بتقوله ده ، ناصر اتصاب وهو موجود دلوقتي في المستشفى!!"

مرر يده في خصلات شعره بعصبية وهو يستكمل:

-"طيب أنا جاي حالا".

هرول شريف مسرعا وأخذ سيارته وقاد بأقصى سرعة إلى أن وصل إلى المستشفى واتجه إلى إحدى الممرضات:

-"لو سمحتِ ممكن رقم أوضة المقدم ناصر الألفي".

تنهدت الممرضة بأسف:

-"المقدم ناصر الألفي مات من حوالي ساعة وموجود دلوقتي في المشرحة ، الدكتور قال أن إصابته كانت خطيرة وقريبة جدا من القلب".

ردد شريف بصدمة:

-"مات!! إنا لله وإنا إليه راجعون ، طيب ممكن أقابل الدكتور؟"

أشارت له الممرضة:

-"هو موجود دلوقتي في غرفة ٢٠٤".

-"تمام شكرا".

ذهب شريف إلى غرفة الطبيب وعلم منه أنه يوجد زميل لناصر يدعى عماد كان برفقته في المهمة وأُصيب إصابات طفيفة فذهب إلى غرفته وعرفه عن نفسه:

-"أنا شريف الشناوي صديق ناصر الله يرحمه ، لو هينفع ياريت تقولي إيه اللي حصل معاكم وازاي ناصر مات؟"

أجابه عماد بحزن:

-"كل اللي حصل أن احنا وصلنا موقع التسليم وكنا مستعدين وكان معانا ضباط كتير وسلاح واستنيناهم يجوا ولما حاصرنا المكان وطلبنا أنهم يستسلموا ضربوا نار عشان يعرفوا يهربوا بس اللي عملوه ده كان ضدهم لأن في كتير منهم ماتوا وفي كتير حاول يهرب بس احنا قبضنا عليهم وفي ناس منهم كانت بتهرب ومعاهم حراس كانوا بيحموهم بس المقدم ناصر وبعض الظباط كانوا وراهم وبعد ما قبضنا على كل اللي اتبقى منهم وضرب النار خلص والوضع هدي كان للأسف في مصابين كتير مننا منهم أنا والنقيب علاء والمقدم ناصر وظباط كتير وعربية الإسعاف نقلتنا هنا وسمعت المقدم ناصر وهو بيردد بصعوبة رأس الأفعى هرب ، بصراحة مفهمتش هو يقصد إيه لأننا قبضنا على الرؤساء بتوعهم فمين يبقى رأس الأفعى ، الله يرحمه ضحي بحياته عشان يأدي واجبه".

-"تمام ، متشكر جدا وحمد الله على السلامة".

ألقى شريف تلك الكلمات وخرج من غرفة عماد ليلمح طفل صغير يربط علي كتف امرأة من الواضح أنها والدته ، نظر إليهم شريف بأسف فهذا الطفل يكون هو عبد الرحمن ابن ناصر.